المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ كتاب الاقتصاد - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌ كتاب الاقتصاد

(عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوز (2) لأمتي (وفي رواية أخرى أن الله تجاوز لأمتى) عما حدثت في أنفسها أو وسوست به أنفسها (3) مالم تعمل به (4) أو تكلم به

((57))‌

‌ كتاب الاقتصاد

(باب الاقتصاد في الأعمال)(حدثنا هشيم)(5) عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال زوجني أبي امرأة من قريش فلما دخلت على جعلت لا أنحاش (6) لها عما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنته (7) حتى دخل عليها فقال لها كيف وجدت بعلك؟ قالت خير الرجال أو كخير البعولة (8) من رجل لم يفتش لنا كنفا (9) ولم يعرف لنا فراشا فأقبل علي فعذمني (10) وعضني بلسانه فقال انكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها (11) وفعلت وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال لي أتصوم النهار؟ قلت نعم قال وتقوم الليل؟ قلت نعم قال لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني قال اقرأ القرآن كل شهر قلت إني اجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة أيام

وقالوا يا رسول الله إنا لنجد شيئا لو أن احدنا خر من السماء كان أحب إليه من أن يتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك محض من الإيمان (تخريجه) أخرج حديث الباب (ق. وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا يزيد ******** عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) بضم أوله وثانيه مبنى للمفعول وبكسر الواو مشددة وفي الرواية الأخرى تجاوز ومعناها واحد أي عفا (3) قال العلماء المراد به الخواطرالتي لا تستقر مطلقا ولو بالكفر وغيره من الكبائر فلو خطر له الكفر مجرد خطور من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه (4) في العمليات بالجوارح (أو تكلم به) اصله تتكلم حذفت إحدى التاءين تخفيفا أي في القوليات باللسان على وفقه إذا لم يحصل كلام ولا عمل فلا مؤاخذة بحديث النفس مالم يبلغ حد الجزم وإلا أوخذ به والله أعلم (تخريجه)(ق والأربعة وغيرهم)(5)(حدثنا هشيم الخ)(غريبه)(6) بفتح الهمزة وسكون النون من الحوش وهو التجمع والجمع يقال ما ينحاش فلان من شيء إذا لم يتجمع له لقلة اكتراثه به والمعنى أنه لم يهتم بشأنها ولم يجعل لها وقتا للاختلاء بها ومؤانستها رغما عما به من القوة والشباب بل أفرغ كل وقته وقوته للعبادة من صلاة وصوم (7) بفتح الكاف وتشديد النون امرأة الابن وتطلق أيضا على امرأة الأخ (8) جمع بعل وهو الزوج (9) قال في النهاية بفتح الكاف والنون وهو الجانب تعني أنه لم يقربها (10) بالعين المهملة والذال المعجمة المفتوحتين قال الخليل أصل العذم العض ثم يقاله عذمه بلسانه يعذمه عذما (وقال الرمخشري) في الأساس ومن المستعار رأيته يعذم صاحبه أي يعضه بالملام والعذائم اللوائم فقوله بعد وعضني عطف تفسير (وبلسانه) قرينه للمجاز (11) قال في النهاية هو من العضل المنع أراد أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ولم تتركها تتصرف في نفسها فكأنك منعتها (وقوله وفعلت وفعلت) يعدد إساءته لها

ص: 10

قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال أحدهما أما حصين وإما مغيرة (1) قال فاقرأه في كل ثلاث (وفي رواية قال فاقرأه في كل سبع لا تزيدن على ذلك) قال ثم قال صم في كل شهر ثلاثة أيام فلت إني أقوى من ذلك قال فلم يزل يرفعني (2) حتى قال صم يوما وافطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود قال حصين في حديثه ثم قال صلى الله عليه وسلم فإن لك عابد شرة (3) فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك قال مجاهد فكان عبد الله بن عمرو حيث قد ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعد (4) تلك الأيام قال وكان يقرأ في كل حزب كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا غير أنه يوفي العدد إما في سبع وإما في ثلاث قال ثم كان يقول بعد ذلك لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما عدل به (5) أو عدل لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره (عن جابر)(6)(يعني ابن عبدالله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا (7) وسددوا فإنه ليس أحد منكم ينجيه عمله (8) قالوا ولا إياك يا رسول الله؟

(1) هما الراويان اللذان رويا هذا الحديث عن مجاهد (2) أي يزيد في طلبه (3) الشرة بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء المفتوحة النشاط والرغبة (والفترة) الانكسار والضعف والسكون بعد الحدة واللين بعد الشدة (4) بكسر الموحدة وفتح المهملة يعني بعدد تلك الأيام وفي نسخة بهامش مسلم (بعد) فعل مضارع (5) بضم أوله وكسر ثانيه مبني للمفعول أي وزن به كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات قاله الحافظ (وقوله أو عدل) بفتح العين والدال بالبناء للفاعل كما ضبط في بعض النسخ أي ساوى والمعنى مقارب في الحرفين (تخريجه) لم أقف عليه مطولا بهذا السياق لغير الإمام أحمد وسنده صحيح وهو حديث مشهور معروف من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رواه عنه كثير من التابعين وأخرجه أصحاب الكتب وغيرهم مقطعا بعضه بلفظ أو بمعناه من طرق كثيرة (قال النووي رحمه الله وحاصل الحديث بيان رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم وإرشادهم إلى مصالحهم وحثهم على ما يطيقون الدوام عليه ونهيهم عن التعمق والإكثار من العبادات التي يخاف عليهم الملل بسببها أو تركها أو ترك بعضها وقد بين ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وبقوله صلى الله عليه وسلم لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل وفي الحديث الآخر أحب العمل إليه ما داوم صاحبه عليه وقد ذم الله تعالى قوما أكثروا العبادة ثم فرطوا فيها فقال تعالى (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) أهـ (قلت) وسيأتي في هذا الباب كثير من ذلك (6)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر الخ (غريبه)(7) المقاربة القصد في الأمور التي لاغلو فيها ولا تقصير أي اقتصدوا في الأمور وتجنبوا الافراط والتفريط ولا تنهمكوا في أمر الدنيا فتعرضوا عن الطاعة رأسا (وسددوا) أي اقصدوا السداد أي الصواب أو بالغوا في التصويب من سدد الرجل إذا صار ذا سداد وسدد في رميته إذا بالغ في تصويبها واصابتها (8) قال القاضي عياض أراد أن النجاة من العذاب والفوز بالثواب بفضل الله ورحمته والعمل

ص: 11

قال ولا إياي إلا أن يتغمدني (1) الله برحمته (عن عبدالله بن عمرو)(2) قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجال ينصبون (3) في العبادة من أصحابه نصبا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك ضراوة (4) الإسلام وشرته (5) ولكل ضراوة شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى الكتاب والسنة (6) فلأم (7) ماهو ومن كانت فترته إلى معاصي الله (8) فذلك هو الهالك (عن ابي هريرة)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلفوا (10) من العمل ما تطيقون فإن خير العمل أدومه وإن قل (11)

غير مؤثر فيهما على سبيل الإيجاب والاقتضاء بل غايته أنه يعد العامل لأن يتفضل عليه ويقرب إليه الرحمة كما قال تعالى أن رحمة الله قريب من المحسنين وليس المراد توهين العمل ونفيه بل توقيف العباد على أن العمل إنما يتم بفضل الله وبرحمته لئلا يتكلوا على أعمالهم اغترارا بها اهـ. (قلت) لا تعارض بين هذا وقوله تعالى (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون)(1) أي يشملني بفضله ورحمته مأخوذ من غمد السيف يقال غمدته إذا ألبسته غمده وغشيته به (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث جابر لغير الإمام أحمد وسنده صحيح وروى نحوه الشيخان من حديث أبي هريرة ولفظ البخاري (لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته فسددوا وقاربوا الحديث (وعن عائشة رضي الله عنها عند البخاري والإمام أحمد مثله وسيأتي في هذا الباب (2)(سنده) حدثنا يعقوب ابي عن ابن اسحاق حدثني أبو الزبير المكي عن أبي العباس ولي بني الديل عن عبدالله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ وله طريق أخرى عند الامام أحمد قال حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن اسحاق عن ابي الزبير عن ابي العباس مولى بني الديل عن عبدالله بن عمرو فذكر الحديث بنحو حديث الباب (غريبه)(3) بفتح الصاد المهملة من باب تعب أي يتعبون في العبادة الخ (4) بفتح الضاد المعجمية وتخفيف الراء من قولهم ضرى بالشيء ضرى وضراوة إذا اعتاده ولزمه وأولع به كما يضرى السبع بالصيد وهو من باب تعب (5) تقدم ضبط الشرة ومعناها في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب وهو النشاط والرغبة (والفترة) اللين بعد الشدة (6) أي إلى العمل بكتاب الله كقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)(والسنة) كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي (اكلفوا من العمل ما تطيقون)(7) بكسر اللام وفتح الهمزة وتشديد الميم المكسورة منونة (قال في النهاية) أي قصد الطريق المستقيم يقال أمه يؤمه أما واسممه وتيممه (8) أي كان انصرف من الاجتهاد في طاعة الله إلى الاجتهاد في معصية الله فذلك هو الهالك نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) الحديث سنده صحيح وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير واحمد بنحوه ورجال احمد ثقات وقد قال ابن اسحق حدثني أبو الزبير فذهب التدليس أهـ ومعنى ذلك أن ابن اسحاق روى هذا الحديث مرتين فقال في احداهما حدثني ابو الزبير وهي الرواية الصحيحة التي اثبتناها في المتن وقال في الثانية عن أبي الزبير لم يصرح بالتحديث في هذه المرة وهي التي أثبتنا سندها في الشرح وابن اسحاق ثقة مدلس فإذا عنعن لا يحتج بحديثه وإذا صرح بالتحديث فحديثه يحتج به والله أعلم (9)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيمة حدثنا عبد الرحمن الأعرج قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (10)(غريبه) بفتح اللام من كلف بكسرها أي تحملوا من العمل ما تطيقون المداومة عليه من غير عجز في المستقبل (11) معناه أن المداومة على عمل من أعمال البر ولو

ص: 12

(عن أبي صالح)(1) قال سئلت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أي العمل كان أعجب (2) إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالتا ما دام وإن قل (ومن طريق ثان)(3) عن الأسود قال قلت لعائشة رضي الله عنها حدثيني بأحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان أحب العمل إليه الذي يدوم عليه الرجل وإن كان يسيرا (عن عائشة رضي الله عنها (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانه (5) لامرأة فذكرت من صلاتها فقال (6) عليكم بما تطيقون (7) فوالله لا يمل (8) الله عز وجل حتى تملوا إن أحب الدين (9) إلى الله ما داوم عليه صاحبه (وعنها أيضا)(10) قالت مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم الحولاء بنت تويت (11) فقيل له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تصلى بالليل صلاة كثيرة فإذا غلبها النوم ارتبطت بحبل فتعلقت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتصل ما قويت على الصلاة فإذا نعست (12)

كان مفضولا أحب إلى الله عز وجل من عمل يكون أعظم أجرا لكن ليس فيه مداومة (تخريجه)(جه طل) وفي إسناده ابن لهيعة وقد صرح بالتحديث فحديثه حسن ويؤيده أحاديث عائشة الآتية وحديثها عند البخاري: قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ماتطيقون (1)(سنده) حدثنا محمد بن فضيل قال ثنا الأعمش عن أبي صالح الخ (غريبه)(2) أي أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الطريق الثانية (3)(سنده) حدثنا ابو نعيم قال حدثنا يونس عن أبي اسحاق عن الأسود الخ (تخريجه)(خ) من طريق عروة بن الزبير عن عائشة ومن طريق مسروق عن عائشة أيضا بمعناه (4)(سنده) حدثنا يحيى ثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة الخ (قلت) هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام (غريبه)(5) لم يذكر اسمها في هذا الحديث وهي الحولاء بنت تويت بضم التاء الفوقية وفتح الواو كما صرح بذلك الحديث التالي وهو مروي عن طريق عروة عن أبيه عن عائشة أيضا (6) اسم مبني على السكون اسكت أي اسكتي عن مدحها (7) أي ما تطيقونه على الدوام والاستمرار والثبات لا ما تفعلونه أحيانا وتتركونه أحيانا (8) بفتح الياء التحتية والميم أي لا يقطع الثواب والرحمة عنكم ما بقي لكم نشاط الطاعة أو لا يترك فضله عنكم حتى تتركوا سؤاله ذكر بهذه العبارة للازدواج نحو نسوا الله فنسيهم وإلا فالملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال في الفعل وهو محال على الله تعالى (حتى تملوا) بفتح الأول والثاني أي حتى تقطعوا أعمالكم (9) أي التعبد به من دان بالإسلام دينا بالكسر تعبد به وتدين به كذلك فهو دين مثل ساد فهو سيد (تخريجه)(جه) وسنده صحيح (10)(سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت الخ (غريبه)(11) قال الحافظ في الإصابة الحولاء بنت تويت بمثناتين مصغرا ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ذكرها ابن مسعد وقال أسلمت وبايعت وثبتت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت مرت بها وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون الحديث وللحديث طرق بألفاظ ولم تسم في اكثرها اهـ وأشار الحافظ إلى حديث الباب عند الإمام أحمد (12) بفتح العين من بابي نفع وقتل أي أصابها بالنعاس وأل في الصلاة للجنس فتصدق بأي الصلاة كانت فرضا أو نفلا

ص: 13

فلتنم (عن أنس بن مالك)(1) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين (2) فقال ما هذا؟ فقالوا لزينب فإذا كسلت (3) أو فترت أمسكت به فقال حلوه ثم قال ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد (4)(وفي لفظ) لتصل ما عقلت فإذا غلبت (5) فلتنم (عن عبدالرحمن)(6) قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم حبلا ممدودا بين ساريتين فقال لمن هذا؟ قالوا لحمنة (7) بنت جحش فإذا عجزت تعلقت به فقال لتصل ما أطاقت فإذا عجزت فلتقعد (عن أبي سلمة عن عائشة)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا قالت عائشة وكان أحب الصلاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها (9) قال أبو سلمة قال الله عز وجل (الذين هم على صلاتهم دائمون)(10)(عن الحكم ابن حزن الكلفي)(11) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إنكم لن تفعوا ولن تطيقوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا (عن عائشة رضي الله عنها (12) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمرهم بما يطيقون من العمل يقولون يا رسول الله إنا لسنا كهيئتك إن الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالت فيغضب (13) حتى يعرف الغضب في وجهه

ليلا أو نهارا (فلتنم) أي ترقد كما في بعض الروايات (تخريجه)(ق. وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا إسماعيل ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(2) تثنية سارية وهي العمود (3) بكسر السين المهملة (أو فترت) شك من الراوي أي ضعفت عن القيام في الصلاة (4) أي يجلس حتى يذهب عنه الضعف والفتور (5) بضم أوله وكسر ثانيه مبني للمفعول أي غلبها النوم (تخريجه)(ق د نس جه)(6)(سنده) حدثنا عبدالرحمن (يعني ابن مهدى) ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن (يعني ابن ابي ليلى) قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (7) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم هي أخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث السابق أن هذه القصة وقعت لزينب بنت جحش فيحتمل أنهما واقعتان أو أن بعض الرواة اختلف في الاسم والاختلاف في الاسم لا يؤدي إلى الاختلاف في الحكم والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(8)(سنده) حدثنا أبو المغيرة قال ثنا الأزواعى قال ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة الخ (غريبه)(9) تعني من النوافل (10) جاء في الأصل (والذين هم على صلاتهم دائمون) ولابد أن تكون هذه الواو وقعت خطأ من الناسخ والصواب (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون) كما في سورة المعارج (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير إلى قوله حتى تملوا وعزاه للبخاري ومسلم (11)(عن الحكم بن حزن الكلفي) حزن بفتح المهملة وسكون الزاي (الكافي) بضم الكاف وفتح اللام صحابي معروف وهذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الخطبتين يوم الجمعة الخ من كتاب الصلاة في الجزء السادس صحيفة 92 رقم 1595 وهو حديث حسن وصححه ابن خزيمة وابن السكن وأخرجه (د عل هق)(12)(سنده) حدثنا ابن نمير عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(13) إنما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يريد بهم اليسر وهم يريدون لأنفسهم العسر لجهلهم بعاقبة ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام

ص: 14

(خط)(عن أنس بن مالك)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين متين (2) فأوغلوا فيه برفق (عن أبي قتادة)(3) عن اعرابي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير دينكم أيسره (4) إن خير دينكم أيسره (عن محجن بن الأدرع)(5) أنه كان آخذا بيد النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قال ثم أتى حجرة امرأة من نسائه فنفض يده من يدي قال إن خير دينكم أيسره أن خير دينكم أيسره (عن بريدة الأسلمي)(6) قال خرجت يوما لحاجة فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشى بين يدي فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلي يكثر الركوع والسجود فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتراه يراني؟ فقلت الله ورسوله أعلم فترك يدي من يده ثم جمع بين يديه فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول عليكم هديا قاصدا (7) عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا (8) فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه (وفي لفظ) فأرسل يدي ثم طبق بين كفيه فجمعهما وجعل يرفعهما بحيال منكبيه ويضعهما ويقول عليكم هديا قاصدا ثلاث مرات فإنه من يشاد الدين يغلبه (عن مجاهد)(9) قال دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب (10) فقالوا أنها تقوم الليل وتصوم النهار قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكني أنا أنام وأصلى وأصوم وأفطر فمن اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني ان لكل عمل شرة (11)

أحمد وسنده صحيح وهو من ثلاثيات الإمام أحمد (1)(خط)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني عمرو بن حمزة ثنا خلف أبو الربيع أمام مسجد سعيد بن أبي عروبة ثنا أنس بن مالك الخ (غريبه)(2) أي صلب شديد (فأوغلوا) أي سيروا (فيه برفق) من غير تكلف ولا تحملوا أنفسكم ما لا تطيقونه فتعجزوا وتتركوا العمل والإيغال كما في النهاية السير الشديد والوغول الدخول في الشيء (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد فقط ورمز له بعلامة الصحة (3)(سنده) حدثنا أبو سلمة الخزاعي قال أخبرنا أبو هلال عن حميد بن هلال العدوي سمعه منه عن أبي قتادة الخ (غريبه)(4) أي الذي لا مشقة فيه والدين كله كذلك إذ لا مشقة فيه ولا إصر كالذي كان من قبل لكن بعضه أيسر من بعض فأمر بعدم التعمق فيه فإنه لن يغالبه أحد إلا غلبه وقد جاءت الأنبياء السابقة بتكاليف وآصار بعضها أغلظ من بعض (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في الباب الثاني من كتاب المدح والذم (6)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا عيينة ابن عبد الرحمن عن أبيه عن بريدة الأسلمى الخ (غريبه)(7) أي طريقا معتدلا غير شاق يعني الزموا القصد في العمل وهو استقامة الطريق أو الأخذ بالأمر الذي لا غلو فيه ولا تقصير (فإنه) أي الشأن (من يشاد هذا الدين يغلبه) أي من يقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته يؤدي به ذلك إلى التقصير في العمل وترك الواجبات (8) كرر هذه الجملة ثلاثا للتأكيد (تخريجه)(ك هق) وصححه الحاكم وأقره الذهي وقال الهيثمي رجاله موثقون وحسنه الحافظ (9)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد الخ (غريبه)(10) جاء عند **** مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم (11) تقدم شرح هذه

ص: 15

ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى (عن عائشة) رضي الله عنها (1) أن أناسا كانوا يتعبدون في عبادة شديدة (2) فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله إني لأعلمكم بالله عز وجل وأخشاكم له وكان يقول عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا (وعنها أيضا)(3) أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا ويسروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل رحمة واعلموا أن احب العمل إلى الله عز وجل أدومه وإن قل (وعنها أيضا)(4) قالت دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت عند عمان بن مطعون قالت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها فقال لي يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة؟ قالت فقلت يا رسول الله امرأة لها زوج يصوم النهار ويقوم الليل فهي كمن لا زوج لها فتركت نفسها وأضاعتها قالت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ قال فقال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال فإني أنام وأصلى وأصوم وأفطر وانكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا فصم وافطر وصل ونم (عن عبدالله بن مسعود)(5) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ألا هلك المتنطعون (6) ثلاث مرار (7)

الجملة الخ الحديث في شرح حديث عبدالله بن عمرو الثالث من أحاديث الباب (تخريجه) أورده الهيثمي وعزاه للبزار فقط وغفل عن عزوه للامام أحمد ثم قال ورجاله رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال أنا هشام عن عروة عن عائشة الخ (2) لعلها تشير بذلك إلى الحولاء بنت تويت وزينب بنت جحش وأختها حمنة كما تقدم آنفا في أحاديثهن والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(3)(سنده) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة بن عبدالرحمن ابن عوف يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول الخ (تخريجه)(ق وغيرهما) وتقدم نحوه جابر بن عبد الله وهو الثاني من أحاديث الباب وتقدم شرحه هناك (4) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوجة على الزوج من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 233 رقم 265 فارجع إليه (5)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه)(6) أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذي يرومون بجودة سبكه سي قلوب الناس يقال تنطع الرجل في علمه إذا تنطس فيه (وقال النووي) فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الاعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ وقيل المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها وقيل الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة والله أعلم (7) جاء عند مسلم قالها ثلاث مرات يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد وهو آخر الحديث عند مسلم وزاد عند الإمام أحمد بعد قوله ثلاث مرار (قال يحيى في حديث طويل) يعني أن هذا الحديث طرف من حديث طويل اهـ لم يذكر الحديث الطويل (تخريجه)(م د)

ص: 16

(1)

(عن أنس) أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا اتزوج وقال بعضهم أصلى ولا أنام وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج من النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (وعنه من طريق ثان)(2) أن ناسا سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادته في السر قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يسألون عما أصنع فذكر الحديث (3)(باب في استحباب الأخذ بالرخصة وعدم التشديد في الدين)(عن ابن عمر)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب أن تؤتي رخصة كما يكره أن تؤتي معصيته (عن عقبة بن عامر)(5) الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل رخصة الله عز وجل كان عليه من الذنوب مثل جبال عرفة (عن عائشة)(6) رضي الله عنها قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزه عنه ناس من الناس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه (7) ثم قال ما بال قوم يرغبون عما رخص لي فيه (8) فوالله لأنا أعلمهم بالله عز وجل واشدهم له خشية (باب الاقتصاد في الموعظة)(عن أبي وائل)(9) قال كان عبد الله (10) يذكر كل خميس أو اثنين الأيام قال فقلنا أو فقيل يا أبا عبد الرحمن إنا لنحب

(1)(سنده) حدثنا مؤمل حدثنا حماد ثنا ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (2)(سنده) حدثنا أسود ابن عامر ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن ناسا الخ (3)(بقيته) أما أنا فأصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (تخريجه)(ق. وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والبزار والطبراني في الأوسط واسناده حسن (5)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق السيلحبني ثنا ابن لهيعة عن زريق الثقفي وقتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن زريق الثقفي عن ابن شماسة يحدث عقبة بن عامر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد من حديث عقبة وفي اسناده ابن لهيعة وحديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن ولكن يؤيده حديث ابن عمر بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الاثم مثل جبال عرفة رواه الإمام أحمد والطبراني وحسنه الهيثمي والحافظ العراقي وقدم بشرحه وتخريجه في باب جواز الفطر والصوم في السفر من كتاب الصيام في الجزء العاشر صحيفة 108 رقم 168 فارجع إليه والله الموفق (6)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة الخ (غريبه)(7) قال النووي فيه الحث على الافتداء به صلى الله عليه وسلم والنهي عن التعمق في العبادة وذم التنزه عن المباح شكا في إتاحته وفيه الغضب عند انتهاك حرمات الشرع وإن كان المنتهك متأولا تأويلا باطلا (8) معناه أنهم توهموا أن رغبتهم عما رغبت فيه أقرب لهم عند الله تعالى وليس كما توهموا فإني أعلمهم بالله جل شأنه وبالقربات وأولاهم بالعمل وأشدهم لله خشية لأنها تكون بقدر ما أوتيه المرء من العلم (تخريجه)(ق. نس)(باب)(9)(سنده) حدثنا عبيدة يعني ابن حميد عن منصور عن أبي وائل الخ (غريبه)(10) يعنى ابن مسعود رضى الله عنه (يذكر) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الكاف مكسورة أي يذكرنا بالموعظة والعلم

ص: 17

حديثك ونشتهيه ووددنا أنك تذكرنا كل يوم فقال عبد الله أن لا يمنعني من ذلك إلا أني اكره أن أملكم (1) واني لأتخولكم (2) بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا (عن شقيق)(3) قال كنا ننتظر عبدالله بن مسعود في المسجد يخرج علينا فجاء يزيد بن معاوية يعني النخمى قال فقال الا اذهب فانظر فإن كان في الدار لعلي أن اخرجه اليكم فجاءنا فقام علينا فقال أنه ليذكر لي مكانكم فما آتيكم كراهية أن أملكم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة كراهية السآمة علينا (4)(ز)(قال عبد الله)(5) سمعت القواريرى (يعني عبيد الله بن عمر القواريرى) يقول كنت أمر بناصح (يعني ابن العلاء أبو العلاء) فيحدثني فإذا سألته الزيادة قال ليس عندي غير ذا وكان ضريرا (6)(باب الاقتصاد في المعيشة)(قر)(قال عبد الله بن الإمام أحمد)(7) قرأت على أبي حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا سكين بن عبد العزيز العبدي حدثنا ابراهيم الهجرى عن ابي الأحوص (عن عبدالله بن مسعود) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال (8) من اقتصد (عن أبي الدرداء)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من فقه الرجل (10) رفقه في معيشه

(1) أي أتسبب في فتوركم عن طلب العلم والموعظة والاجتهاد والنفور بعد الرغبة (2) بالخاء المعجمة وتشديد الواو قال الخطابي الخائل بالمعجمة هو القائم المتعهد للمال يقال خال المال يخوله تخولا إذا تعهده وأصلحه والمعنى كان يراعى الأوقات في تذكيرهم ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا يملوا (تخريجه)(ق. وغيرهما)(3)(سنده) حدثنا سفيان قال سليمان سمعت شقيقا يقول كنا ننتظر عبد الله بن مسعود الخ (غريبه)(4) قال الحافظ أي السآمة الطارئة علينا أو ضمن السآمة معنى المشقة فعداها بعلى والصلة محذوفة والتقدير من الموعظة ويستفاد من الحديث استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح خشية الملال وإن كانت المواظبة مطلوبة قال وتختلف باختلاف الأحوال والأشخاص والضابط الحاجة مع مراعاة وجود النشاط (تخريجه)(ق. وغيرهما)(ز)(5)(قال عبد الله) يعني ابن الامام احمد رحمهما الله (غريبه)(8) من العيلة وهي الفقر أي ما افتقر من انفق قصدا لم يبخل ولم يبذر قال تعالى: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا لم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجرى وهو ضعيف (قلت) له شاهد من حديث ابن عباس أورده الهيثمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط ثم قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف (9)(سنده) حدثنا عصام بن خالد حدثني أبو بكر بن عبد الله عن ضمرة عن أبي الدرداء الخ (غريبه)(10) أي من جودة فهمه وحسن تصرفه (رفقه في معيشته) أي ما يتعيش به بأن يسعى في اكتسابها من الحلال من غير كد ولا تهافت ويستعمل القد في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد والطبراني في الكبير ورمز

ص: 18