المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب الصبر والترغيب فيه) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب الصبر والترغيب فيه)

عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال جاءه ابنه عامر فقال أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه (1) وان ضربت كافرا قتله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يحب الغني الخفي التقي (عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض (3) ولكن الغنى غنى النفس (وعنه من طريق ثان)(4) مثله وزاد والله ما أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم العمد (وفي لفظ) ما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد (6)

(63)

(كتاب الصبر والترغيب فيه)

وما أعده الله لصاحبه من الأجر العظيم والفضل الجسيم

(باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون)(عن مصعب بن سعد عن أبيه)(7)

عبد الله بن المطلب) عن عمر بن سعد عن أبيه الخ (قلت) جاء في الطريق الأولى أن الراوي عامر بن سعد والموجه اليه القول عمر بن سعد عكس ما في الطريق الثانية فلعلهما قصتان والا فما في الطريق الأولى اصح لأنها توافق رواية مسلم والله اعلم (1) أي لم يقطع فيه فكأنه يقول لا أكون رأسا في الفتنة إلا إذا أعطيب سيفا يميز بين المؤمن والكافر فلا يقطع في المؤمن ويتباعد عنه ويدنو من الكافر فيقتله وهذا لم يسبق له نظير فلا أكون رأسا في الفتنة (تخريجه) اخرج الطريق الأولى مسلم ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية وسنده جيد والأولى أصح (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام ابن عقبة قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى الخ (غريبه)(3) بفتح المهملة والراء أي متاع الدنيا من الأموال ونحوها وان كثيرا ممن وسع الله عليه وانتفع بما اوتى بل هو متجرد في الزيادة ولا يبالي من أين يأتيه فكأنه فقير لشدة حرصه فالحريص فقير دائما (ولكن الغنى) المحمود المعتبر عند أهل الكمال (غنى النفس) أي استغناؤها بما قسم لها وقناعتها ورضاها بغير الحاح في طلب ولا الحاف في سؤال (تخريجه)(ق مذ جه)(4)(سنده) حدثنا كثير ثنا جعفر قال سمعت يزيد بن الاصم يقول قال ابو هريرة حديث لا احسبه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس والله ما اخشى عليكم الفقر الخ (غريبه)(5) معناه ليس خوفي عليكم من الفقرولكن خوفي من الغنى الذي هو مطلوبكم (قال العلماء) أشار بهذا إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني وذلك أن معظم الأغنياء مشغلهم مالهم عن الله عز وجل وعن تذكر الموت والآخرة وكثير منهم لا يؤدي زكاة ماله ولا يعطف على الفقراء والمساكين فالغنى وبال عليه (6) جاء في هذه الرواية بلفظ (وما أخشى عليكم الخطأ) يعني في الأمور المحظورة (ولكن اخشى عليكم العمد) أي تعمد فعل المحظور والمنهي عنه شرعا والعمد بوجب العقاب (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه (ق مذ جه) وأخرج الطريق الثانية (ك هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال المنذري والهيثمي ورجاله رجال الصحيح (باب)(7)(سنده) حدثنا وكيع

ص: 126

قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل (1) يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة (2) زيد في بلائه وان كان في دينه رقة (3) خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (عن أبي هريرة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وفي والده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة (وعنه أيضا)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الزرع (6) لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كشجرة الأرز (7) لا تهتز حتى تحصد (وعنه من طريق ثان)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن مثل خامة (9) الزرع من حيث انتهي الريح كفتها (10) فاذا سكنت اعتدلت وكذلك مثل المؤمن يتكفأ بالبلاء (11) ومثل الكافر كمثل الأرزة جاء معتدلة يقصمها الله إذا شاء (وعنه أيضا)(12) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من يرد الله به خيرا يصب (13) منه

حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه (يعني سعد بن أبي وقاص) قال قلت الخ (غريبه)(1) أي الاشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة يقال هذا امثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير (نه)(2) أي قوة (3) أي ضعف (تخريجه)(نس جه حب مي ك) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (4)(سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(حب ك هق) وأبو نعيم في الحلية وصححه الترمذي والحاكم واقره الذهبي (5)(سنده) حدثنا عبد الأعلى ثنا معمر عن الأزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الخ (غريبه)(6) أي كالحنطة ونحوها من النبات اللين الذي لم يشتد بعد (لا تزال الريح تميله) أي تحركه يمنه ويسره ومعناه أن المؤمن لا يخلو من بلاء يصيبه فهو يميله تارة كذا وتارة كذا فهو كثير الآلام في بدنه وماله فيعرض ويصاب غالبا ويخلو من ذلك أحيانا ليكفر عنه سيئاته ويفعل الله ذلك بالمؤمن ليصرفه إليه في كل حال فكلما سكنت نفسه إلى شيء أمالها عنه ليدعوه بلسانه وجنانه لأنه يحب صوته (7) بفتح الهمزة وسكون الراء شجر معروف بالشام وهي شجر الصنوبر والصنوبر ثمرتها لا تهتز حتى تحصد بمنجل الموت فشبه بها المنافق لقساوة قلبه وعدم ميله إلى الايمان فنفسه كالخشب المسندة لا تميل لشيء وقلبه كالحجر بل أشد ليس فيه رطوبة الايمان ولا تعتريه الأمراض والمصائب في الغالب ليجئ بسيئاته كاملة يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك (8)(ستنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج المعنى قالا ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخ (9) هي الطاقة الغضة اللينة من الزرع وقيل مالها ساق واحد (10) أي امالتها يمنة ويسرة (11) اي يصاب به تارة في بدنه وتارة في أهله وتارة في ماله لتكفير ذنوبه ورفع درجاته والكافر قليلها وان حل به شيء لم يكفر بل يأتي بها تامة يوم القيامة وفي أحاديث هذا الباب اشارة إلى انه ينبغي للمؤمن أن يرى نفسه في الدنيا عارية معزولة عن استيفاء اللذات والشهوات معروضة للحوادث والمصيبات مخلوقة للآخرة لأنها جنته ودار خلوده وثباته والله أعلم (تخريجه)(ق وغيرهما)(12)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن محمد بن عبد الله ابن أبي صعصعة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبه)(13) بكسر الصاد عند الأكثر والفاعل الله

ص: 127

(عن أبي سعيد الخدري)(1) قال وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر إن كان النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيجوبها (2) وان كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء (عن أنس بن مالك)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوذيت في الله تعالى (4) وما يؤذى أحد واخفت في الله وما يخاف أحد (5) ولقد اتت على ثلاثة (وفي رواية ثلاثون) من بين يوم وليلة (6) ومالي ولعيالي طعام يأكله ذو كبد الا ما يوارى ابط (7) بلال (عن أبي عبيدة)(8) بن حذيفة عن عمته فاطمة انها قالت اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاه معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى قلنا يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم (9) ثم الذين يلونهم

عز وجل وروي بفتحها واستحسنه ابن الجزري ورجحه الطيبي قال القاضي عياض أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته (تخريجه)(خ للـ نس)(1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن زيد بن اسلم عن رجل عن أبي سعيد الخ (غريبه)(2) قال المناوي في شرح الجامع الصغير بجيم وواو فموحدة أي يخرقها ويقطعها وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب اهـ زاد عند الحاكم فيلبسها وفي النهاية اجتبت القميص والظلام أي دخلت فيهما وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب ومجوب وبه سمي جيب القميص اهـ وجاء في الأصل (حتى يأخذ العباءة فيخونها) بالخاء المعجمة والنون وهو تحريف مطبعي أو من الناسخ وصوابه كما اثبتناه هنا وهو الذي في الجامع الصغير وشرحه (تخريجه)(جه ك) وصححه الحاكم واقره الذهبي قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات (3)(سنده) حدثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(4) أي في اظهار دينه واعلاء كلمته (وما يؤذي) بالبناء للمفعول (احد) أي من الناس في ذلك الزمان بل كنت المخصوص بالايذاء لنهيى إياهم عن عبادة الأوثان وأمري لهم بعبادة الرحمن (وأخفت) ماضي مجهول من الاخافة (في الله) أي هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل بسبب اظهار الدعاء إلى الله تعالى واظهار دين الاسلام (5) حال أي خوفت في الله وجدى وكنت وحيدا في ابتداء اظهاري للدين فإذا أتى الكفار بالتهديد والوعيد الشديد فكنت المخصوص بينهم بذلك في ذلك الزمان ولم يكن معي أحد يساعدني في تحمل أذيتهم (6) تأكيد لشمول أي ثلاثون يوما وليلة متواترات لا ينقص منها في الزمان (7) أي يستره والمعنى ما كان لنا من الطعام إلا شيء قليل بقدر ما يأخذه بلال تحت ابطه (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذي حسن صحيح (8)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن حصين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة الخ (غريبه)(9) أي في الرتبة والمنزلة وقوة الدين وهكذا (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للطبراني في الكبير ورمز له بعلامة الحسن وأورده أيضا الهيثمي وقال رواه (حم) والطبراني في الكبير بنحوه وقال فيه انا معاشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء وإسناد أحمد حسن

ص: 128

(عن صهيب)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من أمر المؤمن إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن اصابته سراء فشكر كان ذلك له خير وإن اصابته ضراء فصبر كان ذلك له خيرا (عن عمر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن إن اصابه خير حمد ربه وشكره وان اصابته مصيبة حمد ربه وصبر المؤمن يؤجر في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى في امرأته (عن عبد الرحمن بن شيبه)(3) أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة (عن محمود بن لبيد)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع (عن عبد الله بن مغفل)(5) أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا (6) في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت المرأة مه (7) إن الله عز وجل قد ذهب بالشرك وقال عفان مرة ذهب بالجاهلية (8) وجاءنا بالإسلام فولى الرجل فأصاب وجهه الحائظ فشجه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أنت عبد أراد الله بك خيرا إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوفى (9) به يوم القيامة كأنه عير (10)(عن عائشة رضي الله عنها (11) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت

(1)(سنده) حدثنا بهز وحجاج قالا ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب (يعني ابن سنان) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م حب مى)(2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انبأنا معمر عن أبي اسحاق عن الميزار بن حريث عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح اهـ (قلت) ورواه ايضا (هب طل)(3)(سنده) حدثنا هشام بن سعيد انا معاوية يعني ابن سلام قال سمعت يحيى بن أبي كثير قال اخبرني أبو قلابة ان عبد الرحمن بن شيبة اخبره ان عائشة الخ (تخريجه)(حب ك هب) وصححه الحاكم واقره الذهبي (4)(سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا سليمان عن عمر وابي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته ثقات ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في سماعه منه (5)(سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل الخ (غريبه)(6) أي من المومسات في الجاهلية ثم أسلمت وحسن اسلامها (7) اسم فعل بمعنى اكفف (8) عفان أحد رجال السند روى الحديث مرتين مرة قال قد ذهب بالشرك ومرة قال ذهب بالجاهلية بدل الشرك (9) معناه لا يجازيه بذنبه حتى يجيئ في الآخرة مستوفي الذنوب وافيها فيستوفي حقه من العذاب (10) بفتح العين المهملة وسكون الياء التحتية قال في النهاية العير الحمار الوحشي وقيل أراد الجبل الذي بالمدينة اسمه عير شبه عظم ذنوبه به (تخريجه)(طب ك هب) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (11)(سنده) حدثنا حسن

ص: 129

ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها من العمل ابتلاه الله عز وجل بالحزن (1) ليكفرها عنه (باب الترغيب في الصبر على المكاره مطلقا وفضل ذلك)(عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب (3) ولا نصب ولا هم ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه (عن أبي هريرة أيضا)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها الا قصر بها (5) من خطاياه يوم القيامة (عن أبي سعيد الخدري)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن لا يصيبه وصب ولا نصب ولا حزن ولا سقم ولا أذى حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه من سيئاته (عن أبي موسى)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أصبر (8) على أذى يسمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم (عن خباب)(9) قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة متوسدا بردة له فقلنا

ابن علي عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عائشة الخ (غريبه)(1) أي بمصيبة توجب له الحزن (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام أحمد فقط ورمز له بعلامة الحسن وقال المناوى شارحه قال المنذري رواته ثقات الا الليث بن أبي سليم وقال العراقي فيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه وقال الهيثمي فيه ليث وهو مدلس وبقية رجاله ثقات والله أعلم (باب)(2)(سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا زهير يعني ابن محمد عن محمد بن عمر بن حلحل عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد الخ (غريبه)(3) الوصب المرض والنصب التعب (تخريجه)(ق وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق قال انا عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهوب قال حدثني عمي عبيد الله بن عبد الله بن موهوب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) جاء عند مسلم بلفظ (الا قص الله بها من خطيئته) قال النووي هكذا هو في معظم النسخ وفي بعضها نقص وكلاهما صحيح متقارب المعنى اهـ (أقول) وكذلك قصر فإنها بمعنى قص والله أعلم (تخريجه)(م) بمعناه مطولا من طريق أخرى وفي اسناده عند الامام احمد عبيد الله بن عبد الله بن موهوب فيه كلام ووثقه بن حبان وله شاهد عند مسلم من حديث عائشة (6)(سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم انا محمد بن اسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن (7)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى (يعني الأشعري) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) الصبر معناه حبس النفس عما تشتهيه وهو في حق الله تعالى حبس العقوبة عن مستحقها إلى وقت (والأذى) معناه المكروه المؤلم ظاهرا كان أو باطنا وهو في حق الله عز وجل ما يخالف رضاه وأمره (تخريجه)(ق وغيرهما)(9)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد الله ثنا اسماعيل عن قيس عن خباب الخ (قلت) خباب بفتح أوله وتشديد الموحدة هو ابن الأرت بفتح الهمزة والراء وتشديد التاء الفوقية من السابقين إلى الاسلام وكان مملوكا وله مناقب

ص: 130

يا رسول الله أدع الله تبارك وتعالى لنا واستنصره (1) قال فاحمر لونه أو تغير (2) فقال لقد كان من كان قبلكم (3) يحفر له حفرة ويجاء بالمنشار (4) فيوضع على رأسه فيشق (5) ما يصرفه عن دينه ويمشط بأمشاط (6) الحديد ما دون عظم (7) من لحم أو عصب ما يصرفه عن دينه وليتمن (8) الله تبارك وتعالى هذا الأمر (9) حتى يسير الراكب ما بين صنعاء (10) إلى حضرموت لا يخشى إلا الله تعالى والذئب على غنمه (11) ولكنكم تعجلون (عن عائشة كانت تقول)(12) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفربها عنه (13) حتى الشوكة يشاكها (وعنها من طريق ثان)(14) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا حطت من خطيئة (وعنها من طريق ثالث)(15) مثله وفيه إلا كتب له بها درجة وكفر عنه بها خطيئة (باب الترغيب في الصبر على المرض مطلقا في أي عضو وكان من الانسان وفضله)(عن عبد الله)(16) قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته فقلت يا رسول الله انك لتوعك (17) وعكا شديدا قال أجل اني أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ان لك اجرين؟ قال نعم والذي نفسي بيدهما على الأرض مسلم يصيبه أذى من

سيأتي ذكرها في بابها من كتاب مناقب الصحابة (غريبه)(1) أي اطلب لنا من الله عز وجل النصر على الكفار وانما طلب ذلك خباب من النبي صلى الله عليه وسلم حينما اشتد إيذاء الكفار بالصحابة وقد جاء عند البخاري ان خبابا قال لقد لقينا من المشركين شدة فقلت ألا تدعو الله (2) يعني من الغضب (3) يعني من الأنبياء وأممهم (4) بكسر الميم (5) اي فيشق رأسه بالمنشار (6) بضم التحتية وسكون الميم وفتح المعجمة مبنيا للمفعول (بأمشاط الحديد) جمع مشط بضم الميم (7) جاء عند البخاري (ما دون عظامه من لحم أو عصب) وفي رواية أخرى للبخاري (ما دون لحمه من عظم أو عصب) أي ما تحته أو عنده (8) بضم التحتية وكسر الفوقية من الاتمام والاكمال واللام للتوكيد (9) أي ليكملن الله أمر الاسلام (10) بوزن زهراء قاعدة اليمن إذ ذاك ومدينته العظمى (إلى حضرموت) بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء والميم وسكون الواو بعدها فوقية بلدة باليمن أيضا بينها وبين صنعاء مسافة بعيدة قيل أكثر من أربعة أيام أو المراد صنعاء الشام فيكون أبلغ في البعد والمراد يعني الخوف من الكفار على المسلمين كما قال (لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه)(11) بنصب الذئب عطفا على المستثنى منه لا المستثنى قاله في الكواكب (تخريجه)(خ د نس)(12)(سنده) حدثنا ابراهيم بن أبي الياس قال ثنا أبو أويس قال قال الزهري حدثني عروة عن عائشة كاننت تقول الخ (غريبه)(13) يعني من سيئاته (سنده) حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (15)(سنده) حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مؤمن يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتب له الخ (تخريجه) أخرجه مسلم بجميع طرقه باب (16)(سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث ابن سويد عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(17) الوعك

ص: 131

مرض فما سواه الا حط الله عنه به خطاياه كما تحط الشجر ورقها (عن خالد بن عبد الله)(ز)(1) من جده أسد بن كرز سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات (2) خطاياه كما يحات ورق الشجر (3)(عن معاوية)(4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه (5) الا كفر الله به من سيئاته (عن أبي الأشعث الصنعاني)(6) أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر (7) بالرواح فلقى شداد بن أوس رضي الله عنه والصنابحى معه فقلت أين تريدان يرحكما الله؟ قالا نريد هاهنا إلى أخ لنا مريض نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له كيف اصبحت؟ قال اصبحت بنعمة فقال له شداد أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته (8) فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا (9) ويقول الرب عز وجل أنا قيدت عبدي وابتليته (10) وأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح (11)(عن عائشة)(12) رضي الله عنها قالت ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على

مرض الحمى (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا عقبة بن مكرم العجمي قال ثنا مسلم ابن قتيبة عن يونس بن أبي اسحاق عن اسماعيل بن أوسط عن خالد بن عبد الله عن جده أسد ابن كرز الخ (غريبه)(2) أصله تتجأت بتاءين حذفت إحداهما تخفيفا أي تسقط (خطاياه) أي ذنوبه عنه (3) أي من هبوب الريح فإن مات من مرضه ذلك مات وقد خلصت سبيكة إيمانه من الخبث فلقى الله طاهرا مطهرا صالحا لجواره بدار كرامته (تخريجه)(هب عل) والضياء المقدسي والبغوى وهو من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه وأورد الهيثمي وقال اسناده حسن وكذا حسنه الحافظ السيوطي لكن قال الحافظ في الاصابة فيه انقطاع بين خالد وأسد والله أعلم وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه عبد الله بن احمد في زوائده وابن ابي الدنيا باسناد حسن (4)(سنده) حدثنا يعلي بن عبيد قال ثنا طلحة يعني ابن يحيى عن أبي بردة عن معاوية (يعني ابن ابي سفيان) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) أي فصبر واحتسب كما في رواية (تخريجه)(ك طب) وابن أبي الدنيا وصححه الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح (6)(سنده) حدثنا هيثم بن خارجة ثنا اسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي الأشعث الصنعاني الخ (غريبه)(7) بفتح الهاء وتشديد الجيم التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه (8) أي وصبر ولم يضجر (9) معناه أنه يقوم من مرضه وقد محيت ذنوبه (10) أي منعته بسبب المرض عما كان يعمله وهو صحيح من أعمال الخير وهذا القول للحفظة (11) أي اكتبوا له ثواب العامل في المدة التي حبسته فيها عن العمل وقد جاء معنى ذلك في حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم وغيره وصححه الحاكم وأقره الذهبي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه ان اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير على ما كان يعمل مادام محبوسا في وثاقي (تخريجه)(طب طس) وأورده المنذري وقال رواه أحمد من طريق اسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة اهـ (12)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن

ص: 132

رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده)(1) وكان لجده صحبة أنه خرج زائرا لرجل من أخوانه (2) فبلغه بشكائه قال فدخل عليه فقال أتيتك زائرا عائدا (3) ومبشرا قال كيف جمعت هذا كله؟ قال خرجت وأنا أريد زيارتك فبلغني شكاتك فكانت عيادة وابشرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله (4) ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره (5) حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه (6)(حدثنا يحيى)(7) عن سعد بن اسحاق (8) قال حدثتني زينب ابنة كعب بن عجرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا (9) بها قال كفارات قال أبي (10) وان قلت؟ قال وان شوكة فما فوقها قال فدعا أبي على نفسه أن لا يفارقه الوعك (11) حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات

أبواب الترغيب في الصبر على أمراض معينة

(باب الترغيب في الصبر على مرض الحمى والصداع)(عن أبي بن كعب)(12) أنه دخل

مسروق عن عائشة الخ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح اهـ (قلت) رواه بن سعد في طبقاته فقال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشه فذكره ورجاله عند الجميع من رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا أبو المليح عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده الخ (غريبه)(2) أي يريد زيارته ولم يعلم بشكاته أي مرضه (3) أي لأنه في الأصل كان يقصد الزيارة فلما بلغه مرضه قصد عيادته أيضا (4) معناه إذا منحه الله في الأزل مرتبة متعالية في الآخرة لم ينلها بعمله لقصوره عن ابلاغه إياها لضعفه وقلته وسموها ورفعتها (5) بتشديد الموحدة (6) أي بسبب الصبر وعدم الضجر وفي هذا الحديث الاعلام بفضل الباء وانه مظنة لرفع درجات العبد وان قل (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبخاري في التاريخ وأبي داود في رواية ابن داسة وابن سعد وأبي يعلي ورمز له بعلامة الحسن وقال الحافظ في الفتح رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات الا أن خالدا لم يرو عنه غير ابنه محمد وأبوه اختلف في اسمه لكن ابهام الصحابة لا يضر هكذا في الفتح وقضيته تصحيح الحديث والله أعلم (7)(حدثنا يحيى) الخ (غريبه)(8) اسحاق هو ابن كعب بن عجرة وزينب بنت كعب عمة سعد بن اسحاق وزوجة أبي سعيد الخدري (9) يعني ما فائدتها لنا؟ قال كفارات يعني تكفر الذنوب (10) بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد التحتية هو أبي بن كعب الأنصاري أبو المنذر سيدا القراء من السابقين إلى الإسلام وكان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد (وقوله وإن قلت) بضم القاف وتشديد اللام مفتوحة يعني وإن كانت قليلة (11) بسكون العين المهملة يعني الحمى (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وقال رواه أحمد وأبو يعلي وابن أبي الدنيا وصححه ابن حبان ورواه الطبراني من حديث أبي بن كعب بمعناه واسناده حسن (باب)(12)(سنده) حدثنا سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أمية عمن حدثه عن أم ولد

ص: 133

رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى عهدك بأم ملدم (1) وهو حر بين الجلد واللحم؟ قال ان ذلك لوجع ما أصابني قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الخامة (2) تحمر مرة وتصفر أخرى (3)(عن سهل بن معاذ عن أبيه)(4) عن ابي الدرداء أنه أتاه عائدا (5) فقال أبو الدرداء لأبي بعد أن سلم عليه بالصحة لا بالوجع ثلاث مرات يقول ذلك (6) ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يزال المرء المسلم به المليلة (7) والصداع وأن عليه من الخطايا لأعظم من أحد (8) حتى يتركه وما عليه من الخطايا مثقال حبة من خردل (9)(عن أبي أمامة)(10) عن النبي صلى الله عليه وسلم

أبي بن كعب عن أبي بن كعب الخ (غريبه)(1) هي كنية الحمى والميم الأولى مكسورة زائدة والدمت عليه الحمى أي دامت وبعضهم يقولها بالذال المعجمة (نه)(2) هي الطاقة الغضة اللينة من النبات التي لم تشتد بعد وقيل ما لها ساق واحد وانها منقلبة عن واو (3) معناه أنه ليس على حالة واحدة بل تعتريه الأمراض فتارة يكون صحيحا وتارة يكون مريضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (4)(سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهنى) عن أبي الدرداء الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده أنه دخل على أبي الدرداء فقال بالصحة لا بالمرض فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل اهـ (قلت) جاء في هذه الرواية (عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده) وهو خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه لا عن جده كما جاء في الطريق الأولى (غريبه)(5) يعني أن معاذ بن أنس اتى أبا الدرداء يعوده لمرض ألم به (6) صريح هذه الرواية أن القائل بالصحة لا بالوجع هو أبو الدرداء لكن ظاهر الرواية الثانية أن القائل ذلك هو معاذ ابن أنس ويمكن الجمع بينهما بأن القائل ذلك أولا هو معاذ بن أنس ثم رد عليه أبو الدرداء بقوله ذلك ثلاث مرات (7) المليلة حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (نه)(والصداع) بضم الصاد المهملة وجع بعض أعضاء الرأس أو كله فما منه في أحد شقي الرأس لازما سمي شقيقة أو شامل لكلها لازما سمي بيضة وخوذة وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتقان البخار فيها وهو مرض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان أكثر مرض النبي صلى الله عليه وسلم منه (8) بضم الهمزة والحاء المهملة الجبل المعروف بالمدينة (9) معناه أن الله عز وجل يكفر عنه جميع ذنوبه وخص الخردل بالذكر لكمال المبالغة إذ هو أصغر الحبوب قدرا (تخريجه)(طب) وابن ابي الدينا قال المنذري فيه ابن لهيعة وسهل بن معاذ اهـ وقال الهيثمي فيه ابن لهيعة وهو ضعيف اهـ (قلت) ذكرنا غير مرة ان ابن لهيعة إذا قال حدثنا فحديثه حسن وقد قال حدثنا في هذين الطريقين وأما سهل بن معاذ فقد قال الحافظ في التقريب لا بأس به إلا في روايات زبان عنه ولم يذكر زبان في الطريق الثانية وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وان عليهما من الخطايا مثل أحد فما تدعهما وعليهما مثقال خردلة أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أبو يعلي ورواته ثقات (عن أبي أمامة)(10) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء

ص: 134

قال الحمى من كير جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار (عن أبي صالح الأشعري)(1) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة من وعك (أي حمى) كان به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشر أن الله عز وجل يقول ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة (عن جابر بن عبد الله)(2) قال استأذنت الحمى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذه؟ فقالت أم ملدم قال فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم أن ادعو الله لكم فيكشفها عنكم وان شئتم ان تكون لكم طهورا قالوا يا رسول الله أو تفعل؟ قال نعم قالوا فدعها (باب الترغيب في الصبر على مرض الصرع وثواب ذلك)(عن أبي هريرة)(3) قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بها لمم (4) فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني قال إن شئت دعوت الله أن يشفيك وان شئت فاصبري ولا حساب عليك؟ قالت بل أصبر ولا حساب علي (عن عطاء بن أبي رباح)(5) قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال قلت بلى قال هذه السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع واتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله لك ان يعافيك قالت بل اصبر فادع الله أن لا انكشف أو لا ينكشف عني قال فدعا لها (باب الترغيب في الصبر على فقد للعينين وثواب ذلك)(عن زيد بن أرقم)(6) قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسمل قال فلما برأت خرجت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كانت عيناك لما بهما (7) ما كنت صانعا؟ قال قلت لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت قال لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك قال اسماعيل (8) ثم صبرت واحتسبت

في الحمى وعلاجها في الجزء السابع عشر صحيفة 160 رقم 61 (1)(سنده) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن اسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغيرالامام احمد ويؤيده حديث أبي أمامة المتقدم وله شاهد أيضا من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الحمى حظ كل مؤمن من النار) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه البزار باسناد حسن (2)(عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الحمى وعلاجها في الجزء السابع عشر صحيفة 159 رقم 59 وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وأبو يعلي وابن حبان في صحيحه (باب)(3)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(4) اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه (نه)(تخريجه)(ق وغيرهما)(5)(سنده) حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر قال حدثنا عطا بن أبي رباح الخ (تخريجه)(ق وغيرهما) باب (6)(سنده) حدثنا حجاج عن يونس بن أبي اسحاق واسماعيل بن عمر قال ثنا يونس بن ابي اسحاق عن أبي اسحاق عن زيد بن ارقم الخ (غريبه)(7) أي اصيبتا بسوء كفقد إبصارهما (8) هو ابن عمر أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث قال في روايته الا أوجب الله تعالى

ص: 135

إلا أوجب الله تعالى لك الجنة (عن أنس بن مالك)(1) قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم تعود زيد ابن أرقم وهو يشتكي عينيه فقال له يا زيد لو كان بصرك لما به فذكر مثله (عن أنس بن مالك)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل من اذهبت كريمتيه (3) ثم صبر واحتسب (4) كان ثوابه الجنة (5)(عن أبي أمامة)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياابن آدم إذا أخذت كريمتيك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى (7) لم أرض لك بثواب دون الجنة (عن عائشة بنت قدامة)(8) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيز على الله عز وجل (9) ان يأخذ كريمتي مسلم ثم يدخله النار قال يونس (10) يعني عينيه (عن أبي هريرة)(11) رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من أذهبت عينيه فصبر واحتسب لم أرض له بثواب دون الجنة (باب من حبسه المرض عن عمل الخير يكتب له ثواب العامل)(عن عبد الله بن عمرو)(12) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه

لك الجنة يدل قوله للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك والله أعلم (تخريجه)(د) وحسنه المنذري (1)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا شريك عن جابر عن خيثمة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه الجعفي (يعني جابرا) وفيه كلام كثير وقد وثقه الثوري وشعبه (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا نوج بن قيس ثنا الأشعث بن جابر الحراني عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(3) أي أعميت عينيه الكريمتين عليه وانما سميتا بذلك لأنه لا أكرم عند الانسان في حواسه منهما (4) قال الحافظ المراد انه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب لا أن يصبر مجردا عن ذلك لأن الأعمال بالنيات وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه بل اما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة فإذا تلقى ذلك بالرضا ثم له المراد (5) أي دخولها مع السابقين أو بغير عذاب لأن العمى من أعظم البلايا وهو مقيد بما إذا صبر واحتسب (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه البخاري والترمذي (6)(سنده) حدثنا ابراهيم بن مهدي ثنا اسماعيل بن عياش عن ثابت ابن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه)(7) أي عند أول المصيبة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث أبي أمامة وسنده جيد ويؤيده ما قبله (8)(سنده) حدثنا ابراهيم ويونس قالا ثنا عبد الرحمن قال وحدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) أي أمر كبير لمن ابتلى به ثواب عظيم عند الله ومن كانت منزلته كذلك عند الله لم يدخله النار (10) أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث فسر كريمتيه بعينيه وتقدم الكلام على ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي اهـ (قلت) يشير إلى ضعفه قال في الميزال ضعفه ابو حاتم الرازي (قلت) قال الهيثمي وذكره ابن حبان في الثقات (11)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (باب)(12)(سنده) حدثنا اسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا سفيان النوري عن علقمة ابن مرسد عن القاسم يعني

ص: 136

فقال اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي (1)(وعنه أيضا)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا كان على طريقه حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته الى (3)(عن عقبة بن عامر)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس من عمل (5) ألا وهو يختم عليه (6) فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان حبسته؟ فيقول الرب عز وجل اختمو له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت (عن أنس بن مالك)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله أكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه (باب عدم قبول من لم يبتل في الدنيا)(عن أبي هريرة)(8) قال مر برسول الله صلى الله عليه وسلم اعرابي اعجبه صحته وجلده قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال متى احسست أم ملدم قال؟ قال وأي شيء أم ملدم؟ قال الحمى قال وأي شيء الحمى؟ قال سخنه تكون تكون بين الجلد والعظام قال ما بذلك لي عهد (وفي رواية قال ما وجدت هذا قط) قال فمتى احسست بالصداع؟ قال وأي شيء الصداع؟ قال ضربان يكون في الصدغين والرأس قال مالي بذلك عهد (وفي رواية

ابن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه)(1) الوثاق بفتح الواو وكسرها هو في الأصل قيد يشد به الأسير والدابة فاستعير لمن منعه المرض عن أداء ما كان يعمل من أعمال الخير (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجال احمد رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) قال المنذري بكاف ثم فاء مثناة فوق معناه اضمه إلي واقبضه اهـ وفي النهاية كل من ضممته إلى شيء فقد كفته (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده صحيح (4)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق قال حدثنا عبد الله أخبرني ابن لهيعة قال حدثني يزيد ان ابا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) أي من الأعمال الصالحة (6) أي يطبع عليه بطابع معنوي ويستوثق به (تخريجه)(ك طب طس) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن في سنده عند الحاكم رشدين واهـ وأورده الهيثمي وتعقب مسند الامام أحمد والطبراني بأن فيه ابن لهيعة قال وفيه كلام اهـ (قلت) فيه كلام إذا عنعن ولكنه صرح بالتحديث في هذا الحديث فسنده حسن والله أعلم (7)(سنده) حدثنا حسن وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة قال عفان في حديثه قال انا أبو ربيعة قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (هل حم) ورجاله ثقات باب (8)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد ايضا قال حدثنا محمد بن بشير ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة فذكر نحوه بمعناه ماعدا بعض ألفاظ مغايرة للفظ حديث الباب في اللفظ لا في المعنى ذكرتها هنا في صلب حديث الباب بين دائرتين (تخريجه) أورده الهيثمي

ص: 137

قال ما وجدت هذا قط) قال فلما قفا أو ولى الأعرابي قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه (وفي لفظ من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا)(عن أنس ابن مالك)(1) أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابنة لي كذا وكذا وذكرت من حسنها وجمالها فآثرتك بها فقال قد قبلتها فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تصدع (2) ولم تشتك شيئا قط قال لا حاجة لي في ابنتك (3)(باب الترغيب في الصبر على موت الأولاد وثواب ذلك)(عن أبي هريرة)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه (5) من أهل الدنيا ثم احتسبه (6) إلا الجنة (وعنه أيضا)(7) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات له ثلاثة (زاد في رواية من الولد) لم يبلغوا الحنث (8) لم تمسه النار الا تحلة القسم (9) يعني الورود (وعنه أيضا)(10) قال جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال فواعدنا منك يوما نأتيك فيه قال موعدكن بيت فلان وأتاهن في ذلك اليوم ولذلك الموعد قال فكان مما قال لهن يعني ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن (11) إلا دخلت الجنة فقالت امرأة أو اثنان؟ قال أو اثنان (عن أبي سعيد الخدري)(12) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهن ما منكن امرأة يموت لها ثلاثا من الولد إلا كانوا لها حجابا من النار فقالت امرأة الخ (عن جابر)(13)

وقال رواه (حم بز) واسناده حسن (1)(سنده) حدثنا عبد الله بن بكر أبو وهب ثنا سنان بن ربيعة عن الحضرمي عن أنس بن مالك الخ (غريبة)(2) أي لم تصب بمرض الصداع ولا غيره (3) يستفاد من هذا الحديث والذي قبله أن من لم يبتل في الدنيا لم يكن مقبولا عند الله عز وجل وهذا سبب رفض النبي صلى الله عليه وسلم الزواج بابنة المرأة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجاله ثقات (باب)(4)(سنده) حدثنا قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن ابي عمرو عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) قال في النهاية صفى الرجل الذي يصافيه الود ويخلصه له فعيل بمعنى فاعل أو مفعول (6) اي صبر على فقده ابتغاء مرضاة الله (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا عبد الرزاق قال قال معمر أخبرني الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجرى عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الاثم وقال الجوهري بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة (9) فسر في الحديث بالورود يعني قوله تعالى (وان منكم إلا واردها) والورود وهو العبور على الصراط وهو جسر منصوب على ظهر جهنم عافانا الله منها (تخريجه)(ق وغيرهما)(10)(سنده) حدثنا سفيان حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء نسوة الخ (غريبه)(11) أي تحتسب اجرها على الله في الصبر على المصيبة (تخريجه)(ق وغيرهما)(12)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الاصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري ان النساء قلن غلبنا عليك الرجال فذكر نحو الحديث المتقدم (تخريجه)(ق وغيرهما)(13)(سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق

ص: 138

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة قال قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان قال محمود (1) فقلت لجابر أراكم لو قلتم وواحد لقال وواحد قال وانا والله أظن ذلك (عن عبد الله بن مسعود)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الخنث (3) إلا كانوا له حصنا حصينا من النار (4) فقيل يا رسول الله فان كانا اثنين؟ قال وان كانا اثنين فقال أبو ذر يا رسول الله لم أقدم إلا اثنين؟ قال وإن كانا اثنين قال فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء لم أقدم إلا واحدا قال فقيل له وإن كان واحدا فقال إنما ذاك عند الصدمة الأولى (5)(حدثنا علي بن عبد الله)(6) ثنا حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي قال سمعت طلق بن معاوية (7) قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت يا رسول الله ادع الله له فقد دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت (8) بحظار شديد من النار قال حفص سمعت هذا الحديث من ستين سنة ولم

حدثني محمد بن ابراهيم عن محمود بن لبيد عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه)(1) يعني ابن لبيد احد الرواة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (2)(سنده) حدثنا هشيم انبأنا العوام عن محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة ابن عبد الله عن عبد الله بن مسعود الخ (وله طريق ثان) بهذا السند إلى قوله مولى لعمر بن الخطاب فقال عن أبيه عن أبي عبيده فذكر معناه (وله طريق ثالث) قال حدثنا محمد ويزيد (يعني ابن هارون) قالا حدثنا العوام قال حدثني ابو محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة خالفا هشيما فقالا أبو محمد مولى عمر بن الخطاب اهـ (غريبه)(3) تقدم معنى الحنث في شرح الحديث الثاني من احاديث الباب (4) أي حجابا يحجب من النار (5) معناه أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ويترتب عليه الثواب ما كان عند مفاجأة المصيبة بخلاف ما بعد ذلك فإنه على طول الأيام يسلو كما يقع لكثير من أهل المصائب (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث غريب وابو عبيدة لم يسمع من أبيه اهـ فالحديث ضعيف لا نقاطعه وقال الحافظ في تعجيل المنفعة أخرجه الترمذي وابن ماجه وفيه اختلاف على العوام بن حوشب قيل عنه عن محمد بن أبي محمد وقيل عنه عن أبي محمد مولى عمر وقد أخرجه احمد على الوجهين أخرجه عن هشيم عن العوام بالقول الأول (يعني الطريق الأولى التي أثبتها في المتن) قال واخرجه عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطي كلاهما عن العوام بالقول الثاني (قلت يعني الطريق الثالثة التي أثبتها الشرح) قال وأخرجه الترمذي وابن ماجه من رواية اسحاق الأزرق عنه كما قال يزيد فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد وقد قال المزي في ترجمة أبي محمد عن أبي عبيدة في الكنى وقيل محمد بن أبي محمد إشارة إلى رواية أحمد هذه وقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه الحديث الذي اخرجوه من طريق محمد بن يزيد فقال عن أبي محمد وبذلك جزم أبو احمد الحاكم في الكنى اهـ (6)(حدثنا علي بن عبد الله الخ)(غريبه)(7) يعني أبا غياث الكوفي تابعي كبير مخضرم وهو جد حفص بن سفيان (8) أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يفيك حرها ويؤمنك دخولها (نه)(تخريجه) الحديث سنده جيد ولم

ص: 139

أبلغ عشر سنين وسمعت حفصا يذكر هذا الكلام سنة سبع وثمانين ومائة (عن محمد)(1) قال حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها ماوية كانت ترزأ (2) في ولدها فأتت عبيد الله بن معمر القرشي ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدث ذلك الرجل أن امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لي فقد مات لي قبله ثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت؟ فقالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة (3) قالت ماوية قال لي عبد الله ابن معمر اسمعي يا ماوية (4) قال محمد (يعني محمد بن سيرين) فخرجت من عند ابن معمر فأتتنا فحدثتنا هذا الحديث (عن ابن سرين)(5) عن امرأة يقال لها رجاء قالت كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها فقالت يا رسول الله ادع لي فيه البركة فإنه قد توفي لي ثلاثة (6) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت؟ قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة فقال لي رجل اسمعي يا رجاء ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عتبة بن عبد السلمى)(7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل (عن عمرو بن عبسة السلمى)(8) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم

أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث أبي هريرة وأورده الهيثمي من حديث زهير بن علقمة وعزاه للطبراني في الكبير وقال رجاله رجال الصحيح والبزار وقال رجاله ثقات (1)(سنده) حدثنا يزيد أنا هشام عن محمد (يعني ابن سيرين) قال حدثتنا امرأة الخ (غريبه)(2) بضم أوله مبني للمفعول أي تصاب بفقد أولادها والرزء المصيبة بفقد الأعزة (3) أي تحفظ من فيها وتحميه من دخول النار ومن كل مكروه يقال تحصن العدو إذا دخل الحصن واحتمى به (4) أي اتعظي بما ذكره الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم واصبري لتنالي هذه الدرجة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ماوية شيخة ابن سيرين (5)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا هشام عن ابن سيرين الخ (غريبه)(6) الظاهر أن هذه المرأة هي التي ذكر قصتها الصحابي في الحديث السابق لأن سياق الحديثين متحد ورواية الحديث عن غير واحد من الصحابة تزيده قوة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه سماها رحما ورجاله رجال الصحيح (7)(سنده) حدثنا اسماعيل بن عمر وحسن بن موسى قالا ثنا حريز عن شرحبيل بن شفعة الرجبي قال سمعت عتية بن عبد السلمي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يموت له وقال حسن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما رجل مسلم الخ (قلت) قوله وقال حسن يعني في روايته ان عتبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(جه) وسنده جيد وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه في اسناده شرحبيل بن شفعة ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو داود شرحبيل وحريز (يعني ابن عثمان) كلهم ثقات قال العلامة السندي وباقي رجال الاسناد على شرط البخاري (8)(عنعمرو بن عبسة السلمي الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب العشاريا من كتاب جامع للمواعظ والحكم والخ من هذا القسم

ص: 140

له سترة من النار (وعن أم سليم)(1) بنت ملحان وهي أم أنس ابن مالك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحوه (عن أبي سنان)(2) قال دفت ابنا لي واني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة (3) فأخرجني فقال ألا أبشرك؟ قال قلت بلى قال حدثني الضحاك بن عبد الرحمن (4) عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ملك الموت قبضت ولد عبدي؟ (5) قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ (6) قال نعم قال فما قال؟ قال حمدك واسترجع (7) قال ابنو له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد (8)(عن ابن حصبة أو أبي حصبة)(9) عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال تدرون ما الرقوب؟ (10) قالوا الذي لا ولد له فقال الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب (11) الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئا قال أتدرون ما الصعلوك؟ (12) قالوا الذي ليس له مال قال النبيص صلى الله عليه وسلم الصعلوك كل

(1)(سنده) حدثنا ابن نمير قال ثنا عثمان يعني ابن حكيم قال حدثني عمرو الأنصاري عن أم سليم بنت ملحان وهي أم أنس بن مالك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرأين مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل الله ورحمته اباهم اهـ (قلت) قوله (إلا أدخلهم الله الجنة) أي الأبوين والأولاد بفضل الله ورحمته اباهم أي الأولاد والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظ إلا أدخلهما الله الجنة بفضله ورحمته قالها ثلاثا قلت يا رسول الله واثنان؟ قال واثنان والظاهر ان هذا اللفظ للطبراني لأنه عزاه للامام أحمد والطبراني في الكبير قال وفيه عمرو بن عاصم الانصاري ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق يعني السالحيني قال انا حماد بن سلمة عن أبي سنان الخ (وله طريق أخرى عند الامام احمد) قال حدثنا علي بن اسحاق قال انا عبد الله يعني ابن المبارك فذكره الا أنه قال أبو طلحة الخولاني وقال الضحاك ابن عبد الرحمن بن عزرب (قلت) عزرب بفتح المهملة وسكون الراء وفتح الزاي ثم موجدة ثقة (غريبه)(3) يعني الخولاني كما جاء في الطريق الثانية (4) يعني ابن عزرب كما في الطريق الثانية (5) أي روحه قال ذلك على تقدير الاستفهام وهو أعلم (6) قال ذلك ثانيا اظهارا لكمال الرحمة وسمى الولد ثمرة فؤاده لأنه نتيجة الأب كالثمرة للشجرة (7) أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون (8) أضاف البيت إلى الحمد الذي قاله عند المصيبة لأنه جزاء ذلك الحمد قاله القارئ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن غريب (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت عروة بن عبد الله الجعفي يحدث عن ابن حصبة أو أبي حصبة عن رجل الخ (غريبه)(10) بفتح الراء قال في النهاية الرقوب في اللغة الرجل والمرأة إذا لم يعيش لهما ولد لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه فنقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا ان الاجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد وان الاعتداد به اكثر والنفع فيه أعظم وان فقدهم وان كان في الدنيا عظيما فان فقد الاجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم وان المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له (11) كررها ثلاثا للتأكيد (12) قال في القاموس الصعلوك كعصفور الفقير اهـ (قلت) هذا معناه اللغوي وهو كما قال الصحابة الذي ليس له مال والفقر في الدنيا ليس عيبا يشين صاحبه وإنما الفقير حقيقة الذي يشينه الفقر ويقال له صعلوك في الآخرة هو الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا ينفعه في ذلك اليوم

ص: 141

الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة؟ (1) قال قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل يغضب فيشد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه (عن ابن مسعود)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون فيكم الرقوب؟ قال قلنا الذي لا ولد له قال لا ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا (عن ابن عباس)(3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له فرطان (4) من أمتى دخل الجنة فقالت عائشة بأبي فمن كان له فرط؟ فقال ومن كان له فرط يا موفقه (5) قالت فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال فانا فرط أمتي (6) لم يصابوا بمثلي (7)(عن معاذ)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته اياهما فقالوا يا رسول الله أو اثنان؟ قال أو اثنان قالوا أو واحد؟ قال أو واحد ثم قال والذي نفسي بيده إن السقط ليجرامه بسرره (9) إلى الجنة إذا احتسبته (10)(ز)(عن الحارث بن أقيش)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما أربعة

وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (1) الصرعة بضم الصاد المهملة وفتح الراء المبالغ في الصرعة الذي لا يغلب وتقدم الكلام عليه في باب الترغيب والترهيب في كظم الغيظ من كتاب الأخلاق الحسنة في هذا الجزء صحيفة 79 رقم 21 (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفيه أبو حصبة أو ابن حصبة (قال الحافظ) في تعجيل المنفعة أبو حصبة أو ابن حصبة عن رجل شهد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعنه عروة بن عبد الله الجعفي مجهول قال الحسيني وضبطه بمهملتين وموحدة اهـ باختصار (قلت) وبقية رجاله ثقات (2)(عن ابن مسعود الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب الثلاثيات من كتاب جامع للمواعظ والحكم الخ (3)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبد ربه بن بارق الحنفي حدثنا سماك ابو رميل الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله الخ (غريبه)(4) بفتحتين أي ولدان لم يبلغا أو ان الحلم بل ماتا قبله يقال فرط فرط إذا تقدم وسبق فهو فارط وسمي الولد فرطا لأنه يتقدم ويهيئ لوالديه نزلا ومنزلا في الجنة كما يتقدم فراط القابلة إلى النازل فيعدون لهم ما يحتاجون إليه من الماء والمرعى وغيرهما (5) إنما قال لها ذلك لأنها وفقت إلى الأسئلة الواقعة موقعها شفقة على الأمة (6) أي سابقهم وإلى الجنة بالشفاعة سائقهم (7) أي بمثل مصيبتي لهم فإن مصيبتي أشد عليهم من سائر المصائب (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن غريب ولا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق وقد روى عنه غير واحد من الأئمة اهـ (قلت) يريد ان الحديث غير مطعون فيه وعبد ربه بن بارق الحنفي ثقة ذكره ابن حبان في الثقات (8)(سنده) حدثنا عفان ثنا خالد يعني الطحان انا يحيى التيمي عن عبد الله ابن مسلم عن معاذ (يعني ابن جبل) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) بفتحتين وتكسر السين هو ما تقطعه القابلة وهو السر بالضم أيضا وأما السرة فهي ما يبقى بعد القطع (10) أي صبرت عليه طلبا للاجر من الله (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه قال وروى ابن ماجة منه أن السقط ليجر أمه الخ (11)(ز)(سنده) حدثنا محمد ابن أبي بكر المقدمي ثنا بشر بن الفضل عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش الخ

ص: 142

أولاد إلا أدخلهما الله الجنة قالوا يا رسول الله وثلاثة؟ قال وثلاثة قالوا يا رسول الله واثنان قال واثنان وان من امتي (1) لمن يعظم للنار (2) حتى يكون أحد زواياها وان من امتي (3) لمن يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر (عن ابي ثعلبة الأشجعي)(4) قال قلت مات لي يا رسول الله ولدان في الاسلام فقال من مات له ولدان في الاسلام أدخله الله عز وجل الجنة بفضل رحمته اياهما فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة قال فقال أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال؟ قلت نعم قال فقال لئن قاله لي أحب إلى مما غلقت عليه حمص وفلسطين (5)(عن صعصعة بن معاوية)(6) قال أتيت أبا ذر قلت ما بالك؟ قال لي عملي قلت حدثني قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا الحنث إلا غفر الله لهما (عن أبي سعيد الخدري)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قدم ثلاثة من ولده حجبوه من النار (عن أبي هريرة)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلاثة أولاد

(غريبه)(1) قال العلماء يحتمل أن يكون المراد من الأمة (أمة) الدعوة أو الذين ارتدوا بعد الاسلام أو الذين اختلطوا مع أهل الشرك في زيهم وعادتهم واعمالهم والله أعلم (2) المراد زيادة مقدار أعضائه حتى يسد فراغ بعض جوانبها وقد ورد في الحديث أن الكافر يعظم حتى ان ضرسه لأعظم من أحد وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحكم على ضرسه رواه (حم جه) وللامام احمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا الحديث (وللامام أحمد أيضا) عن ابن عمر نحوه وسيأتي كل ذلك في باب ما جاء في أهل النار وصفاتهم من كتاب قيام الساعة قال القاضي عياض يزاد في مقدار أعضاء الكافر زيادة في تعذيبهم بسبب زيادة المساسة (3) أي أمة الاجابة يعني الصالحين منهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد والطبراني في الكبير وابو يعلي ورجاله ثقات (قلت) وأخرجه ايضا الحاكم من حديث الحارث بن اقيش أيضا وصححه على شرط مسلم واقره الذهبي وجاء في محمع الزوائد عن الحارث بن قيس واطنه تحريفا من الناسخ وصوابه عن الحارث ابن أقيش بهمزة قبل القاف الساكنة وفتح الياء التحتية بعدها بعدها شين معجمة والله أعلم (4)(سنده) حدثنا حماد بن مسعدة قال ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي الخ (غريبه)(5) معناه لو حدث لي مثل ما حدث لك وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قال لك لكان أحب إلي من أن املك حمص وفلسطين وما اغلقت عليه ابوابهما من متاع ومال ونحو ذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (6)(عن صعصعة بن معاوية الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل الصدقة في سبيل الله من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 171 رقم 218 وهو حديث صحيح اخرج البخاري نحوه عن أنس مرفوعا ولفظه (مامن الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم)(7)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم عن عبد الرحمن يعني الاصبهاني عن أبي صالح عن أبي سعيد الخ (تخريجه) هذا الحديث مختصر من حديث طويل لأبي سعيد تقدم في هذا الباب رواه الشيخان وغيرهما (8)(سنده) حدثنا إسحاق

ص: 143

لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله واياهم بفضل رحمته الجنة وقال يقال لهم ادخلوا الجنة قال فيقولون حتى يجيء أبوانا قال ثلاث مرات فيقولون مثل ذلك (1) فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم (عن أبي حسان)(2) قال توفي ابنان لي فقلت لأبي هريرة سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا تحدثناه يطيب بأنفسنا عن موتانا؟ قال نعم صغارهم دعاميص (3) الجنة يلقى أحدهم اباه أو قال أبويه فيأخذ بناحية ثوبه أو يده كما أخذ بصنفه (4) ثوبك هذا فلا يفارقه حتى يدخله الله واباه الجنة (عن معاوية بن قرة)(5) عن أبيه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحبه؟ فقال يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل ابن فلان؟ قالوا يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة الا وجدته ينتظرك؟ فقال الرجل يا رسول أله خاصة أو لكلنا؟ قال بل لكلكم (عن حسان بن كريب)(6) أن غلاما منهم توفي فوجد عليه أبواه أشد الوجد فقال حوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ يقول في مثل ابنك ان رجلا من أصحابه كان له ابن قد أدب أودب (7)

انا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبخ)(1) معناه أنه يقال لهم ادخلوا الجنة ثلاثة مرات فيكون جوابهم في كل مرة حتى يجيء ابوانا (تخريجه) الجزء الأول منه إلى قوله الجنة اخرجه الشيخان وغيرهما عن غير واحد من الصحابة ولم أقف على من اخرج الجزء الثاني منه من حديث أبي هريرة سوى الامام أحمد واورد نحوه الهيثمي عن حبيبة انها كانت عند عائشة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم (قال الهيثمي) رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجمه واعاده باسناد آخر ورجاله ثقات وليس فيه يزيد بن أبي بكرة والله اعلم اهـ (2)(سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن سليمان عن أبي السليل عن أبي حسان الخ (غريبه)(3) أي صغار أهلها وهو بفتح الدال المهملة جمع دعموص يضمها الصغير واصله دويبه صغيرة يضرب لونها إلى سواد تكون في الغدران لا تفارقها شبه الطفل بها في الجنة لصغره وسرعة حركته لكثرة دخوله وخروجه وقيل الدعموص اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج ولا يتوقف على اذن ولا يبالي أين يذهب من ديارهم شبه طفل الجنة به لكثرة ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمنع من أي مكان منها (4) بفتح الصاد المهملة وكسر النون وفتح الفاء معناه الطرف أي طرف ثوبك (تخريجه)(م) والبخاري في الأدب المفرد (5)(سنده) حدثنا وكيع ثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه الخ (قلت) أبوه هو قرة بن اياس الصحابي رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قال ورواه النسائي باختصار وقوله الرجل أله خاصة (6)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق من كتابه قال أنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حسان بن كريب الخ (غريبه)(7) أي بلغ من السن مبلغ تأديب الطفل أو بلغ مبلغ سعي الغلام مع والده (واو) للشك

ص: 144

وكان يأتي مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان ابنه توفي فوجد عليه (1) أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله ان ابنه توفي فوجد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان أتحب لو ان ابنك عندك الآن كأنشط الصبيان نشاطا؟ أتحب ان ابنك عندك أجرأ الغلمان جراءة؟ اتحب ان ابنك عندك كهلا كأفضل الكهول أو يقال لك ادخل الجنة ثواب ما أخذ منك (عن أنس بن مالك)(2) قال انطاق حارثة بن عمتي (3) يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما نظارا (4) ما انطلق للقتال فأصابه سهم فقتله قال فجاءت أمه عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابني حارثة ان يكن في الجنة اصبر واحتسب والا فسيرى الله ما اصنع (5) قال يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس (6) الأعلى (باب قصة أم سليم مع زوجها أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما عندما توفي ولدهما)(عن أنس)(7) قال مات ابن لأبي طلحة (8) من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون انا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءا فأكل وشرب قال ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك (9) فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت أن قوماً أعاروا

من الراوي (1) أي حزن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة فيه كلام اهـ (قال النووي) رحمه الله وفي هذه الأحاديث (يعني أحاديث الباب) دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة وقد نقل جماعة فيهم اجماع المسلمين وقال المازرى أما أولاد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فالاجماع متحقق على انهم الجنة وأما أطفال من سواهم من المؤمنين فجماهير العلماء على القطع لهم بالجنة ونقل جماعة الاجماع في كونهم من أهل الجنة قطعا لقوله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم) وتوقف بعض المتكلمين إلى أنه لا يقطع لهم كالمكلفين والله أعلم (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس بن مالك الخ (3) هي الربيع بفتح الموحدة وتشديد الياء التحتية مكسورة بنت النضر عمة أنس بن مالك وأم حارثة بن سراقة فقد روى الترمذي وابن خزيمة من حديث أنس أن الربيع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدر الحديث (4) أي ينظر إلى القتال ليقاتل قال في المختار النظاره مشددا القوم ينظرون إلى شيء (5) تعني من البكاء والحزن عليه فقد جاء عند البخاري بلفظ (اجتهدت عليه في البكاء) بدل فسيرى الله ما أصنع (قال الخطابي) أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا فيؤخذ منه الجواز وتعقبه الحافظ بقوله كان ذلك قبل تحريم النوح فلا دلالة فيه فإن تحريمه كان عقب غزوة أحد وهذه القصة كانت عقب غزوة بدر (6) قال في النهاية الفردوس هو البستان الذي فيه الكرم والأشجار والجمع فراديس ومنه جنة الفردوس (تخريجه)(خ مذ خز نس) وغيرهم (7)(سنده) حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) قال مات ابن لأبي طلحة الخ (غريبه)(8) أبو طلحة هو الأنصاري زوج أم سليم بضم السين المهملة وفتح اللام أم أنس ابن مالك (9) يعني انها تزينت ومست من الطيب ثم دخلت معه في فراشه كما سيأتي في الطريق الثانية

ص: 145

عاريتهم أهل بيت وطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟ قال لا (1) قالت فاحتسب ابنك فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر (2) ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا (3) فدنوا من المدينة فضربها المخاض (4) واحتبس عليها أبو طلحة (5) وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو طلحة يا رب إنك لتعلم أنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج وادخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى (6) قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما اجد الذي كنت أجد (7) فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدموا فولدت غلاما (8) فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعنه أحد حتى تغدوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم (9) فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت؟ قلت نعم فوضع الميسم قال فجئت به فوضعته في حجره قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في الصبي (10) فجعل الصبي يتلمظ (11) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله (12)(ومن طريق ثان)(13)(فر) عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة من أم سليم وهي أم أنس (بن مالك) والبراء قال فولدت له بنيا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي (14) معه ويكون معه إلى قريب من نصف النهار (15) ويجيئ يقيل ويأكل فإذا صلى الظهر تهيأ (16) وذهب فلم يجيئ إلى صلاة العتمة (17) قال فراح عشية ومات

(1) قال النووي ضربها لمثل العارية دليل لكمال علمها وفضلها وعظم إيمانها وطمأنينتها (2) أي ماضيها (3) أي لا يدخلها في الليل (4) أي الطلق ووجع الولادة (5) يعني أنه بقي مع زوجته حين ضربها المخاض وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (6) يعني باشتغاله بزوجته وهذا يدل على كمال محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته في الجهاد وتحصيل العلم والخير (7) تريد أن الطلق انجلى عنها وتأخرت الولادة وفيه كرامتها وقبول دعاء أبي طلحة (8) فيه قبول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما حيث قال (بارك الله لكما في غابر ليلتكما) وهذا الغلام سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجاء من ولده عشرة رجال علماء أخيار (9) هي الآلة التي يكوى بها الحيوان من الوسم وهو العلامة ومنه قوله تعالى (سنسمه على الخرطوم) أي سنجعل على أنفه علامة يعرف بها يوم القيامة والخرطوم من الإنسان الأنف وفيه جواز وسم الحيوان ليتميز وليعرف فيردها من وجدها وفيد تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ووسمه بيده (10) أي حنكه بها أي دلك بها حنكه (11) أي يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه وفيد تحنيك المولود وأنه يحمل إلى صالح ليحنكه (12) فيه جواز تسمية المولود في يوم ولادته واستحباب التسمية بعبد الله (13)(قر)(سنده) قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام أحمد) فرأت على أبي هذا الحديث وجده فأقر به وحدثنا ببعضه في مكان آخر قال (حدثنا) موسى بن هلال العبدي ثنا همام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك الخ (14) أي يقوم لصلاة الصبح (15) أي لطلب العلم والاستفادة (16) أي تهيأ لشغله ومعاشه (17) أي صلاة العشاء

ص: 146

الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته (1) قال فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيف بيات بني الليلة؟ قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى اسكن منه الليلة (2) قال ثم جاءته بالطعام فأكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قالت وقمت أنا فمسست شيئا من طيب ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم (3) قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها ثم طلبها فأخذها منك تجزع من ذلك؟ قال لا قلت فإن ابنك قد مات قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه اليها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما؟ قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما (4) قال فحملت أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما قال فحين أصبحنا قال أبو طلحة احمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمرة عجوة قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا (5) قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت؟ قلت غلاما قال الحمد لله فقال هاته لي فدفعته إليه فحنكه (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي معك تمر عجوة؟ قلت نعم فأخرجت تمرات فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة والقاها في فيه فمازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفعه الصبي فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر فسمي عبد الله بن طلحة قال فخرج منه رجل كثير (7) قال واستشهد عبد الله بفارس (باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصبر عند الصدمة الأولى)(عن ثابت البتانى)(8) قال سمعت انسا يقول لامرأة من أهله اتعرفين فلانه؟ فإن رسول الله

(1) يعني أن أم سليم أم الصبي غطته بثوب بعد موته وكتمت أمره عن أبي طلحة فلم تخبره بموته (2) أوهمته أنه استراح من مرضه وتريد أنه استراح منه بالموت فما كذبت (2) اي يذهب في الصباح إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الظهر إلى معاشه كما تقدم في الطريق الأولى (4) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم سر بفعل أم سليم مع زوجها لأن ذلك لا يصدر إلا من امرأة حازمة عاقلة تقية صابرة ولذلك دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبارك الله لهما في ليلتهما وقد استجاب الله دعاءه فحملت في تلك الليلة بعبد الله الذي أوجد الله من ذريته الخير الكثير كما تقدم (5) كان ذلك بأمر أم سليم لأنها أرادت أول شيء يدخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان ذلك (6) تقدم معنى التحنيك في الطريق الأولى (7) ثبت في صحيح البخاري عن ابن عيينه قال قال رجل من الانصار رأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن يعني من أولاد عبد الله وفي غير البخاري عن علي بن المديني قال ولد لعبد الله بن أبي طلحة عشرة من الذكور كلهم قرءوا القرآن وروى أكثرهم العلم وروي عن عبد الله ابناه اسحاق وعبد الله وشهد مع علي صفين وقتل بفارس شهيدا رضي الله عنه (تخريجه)(م طل)(باب)(8)(عن ثابت البتانى الخ) هذا الحديث تقدم

ص: 147