الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(عن شيبة الحضرمي)(1) قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فحدثنا عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله عز وجل من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له فاسهم الاسلام ثلاثة الصلاة (2) والصوم والزكاة ولا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجلا قوما إلا جعله عز وجل معهم (3) والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم لا يستر الله عز وجل عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة فقال عمر بن عبد العزيز إذا سمعتم مثل هذا الحديث من مثل عروة يرويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه
(59)
كتاب البر والصلة
(باب ما جاء في تعريف البر والإثم)(عن وابصة)(يعني ابن معبد)(4) الأسدي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت اتخطاهم فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فأدنو منه فإنه أحب الناس إلي أن أدنوا منه فقال دعوا وابصة أدن يا وابصة مرتين أو ثلاثا قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال يا وابصة أخبرك أو تسألني؟ قلت لا بل أخبرني فقال جئت تسألني عن البر والإثم فقال نعم فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك (5) واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس (6) والإثم
وفي إسناده زبان بن فائد ضعيف وسهل بن معاذ قال في التقريب سهل بن معاذ بن أنس الجهني نزيل مصر لا بأس به إلا في روايات زبان عنه (1)(سنده) حدثنا يزيد أنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني شيبة الحضرمي الخ (غريبه)(2) يعني الأسهم الثلاثة الآتية الصلاة أي المفروضات الخمس (والصوم) أي صوم رمضان (والزكاة) بسائر أنواعها فهذه واحدة من الثلاث والثانية (لا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا) أي يحفظه ويرعاه ويوفقه في الدنيا (فيوليه غيره يوم القيامة) بل كما يتولاه في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة يتولاه يوم القيامة ولا يكله إلى غيره (3) أي والثالثة لا يحب رجلا قوما ما في الدنيا إلا حشره معهم في الآخرة فمن أحب أهل الخير كان معهم ومن أحب أهل الشر كان معهم والمرء مع من أحب (وقوله الرابعة) أي وخصلة رابعة لو حلفت عليها رجوت ألا آثم عليها وهي لا يستر الله عز وجل عبد الخ (تخريجه)(نس هق ك) وسنده حسن وأخرجه أيضا أبو يعلى عن ابن مسعود والطبراني عن أبي أمامة الباهلي قال الهيثمي رجاله ثقات (باب)(4)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز ولم يسمعه منه قال حدثني جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدي قال عفان حدثني غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) أي عول على مافيه لأن للنفس شعورا بما تحمد عاقبته أو تذم (واستفت نفسك)(6) أي النفس المطمئنة الموهوبة نورا يفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب أو الخطاب لوابصة وهو يتصف بذلك والمعنى التزم العمل بما في نفسك والبر بكسر الموحدة أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس
ما حاك في النفس (1) وتردد في الصدر وأن أفتاك الناس وأفتوك (وعنه من طريق ثان)(2) قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم فقال جئت تسأل عن البر والإثم فقلت والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره فقال البر ما انشرح له صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن افتاك عن الناس (عن أبي ثعلبة الخشني)(3) قال قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ويحرم علي قال فصعد (4) النبي صلى الله عليه وسلم وصوب في النظر فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وأن أفتاك المفتون (5) وقال لا تقرب لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السباع (6)(عن النواس بن سمعان الأنصاري)(7) أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق (8) والإثم ما حاك (9)
كالبر في تغذية البدن وضده الفجور والإثم ولذا قابله به وهو بهذا المعني عبارة عما اقتضاه الشارع وجوبا أو ندبا والإثم ما ينهي عنه (1) يقال حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب وأوهمك أنه ذنب وخطيئة وهذا معنى قوله وتردد والصدر (وإن افتاك الناس وافتوك) افتوك بفتح التاء وسكون الواو تأكيد لأفتاك والمعنى وإن افتاك الناس بخلافه لأنهم إنما يطلعون على الظواهر (قال حجة الإسلام) ولم يرد كل أحد لفتوى نفسه وإنما ذلك لوابصة في واقعة تخصه وقال بعض العلماء وبفرض العموم فالكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين فأفتاه غيره بمجرد حدس أو ميل من غير دليل شرعي والا لزمه اتباعه وان لم يشرح له صدره وهو وجيه (2)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت وابصة بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(مي طب) والبخاري في التاريخ وحسنه الحافظ السيوطي والنووي في رياض الصالحين (3)(سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال ثنا عبد العلاء قال سمعت مسلم بن مشكم قال سمعت الخشني (يعني أبا ثعلبة) يقول قلت يا رسول الله الخ (غريبه)(4) بتشديد العين مفتوحة وكذا الواو في قوله وصوب ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم رفع نظره إليه ثم خفضه (5) تقدم شرح هذه الجملة في شرح الحديث السابق (6) تقدم الكلام على ذلك في باب ما جاء في الحمر الأهلية والجلالة في الجزء السابع عشر صحيفة 79 وفي باب ما جاء في الهر وكل ذي ناب من السباع في الجزء المذكور صحيفة 111 من كتاب الأطعمة فارجع إليه (تخريجه) لم عليه إلا لغير الإمام أحمد من حديث أبي ثعلبة وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح قال سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يذكر عن أبيه عن النواس بن سمعان الخ (قلت) وله طريق آخر عند الإمام أحمد قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية يعني ابن صالح بالسند المتقدم ومتنه (غريبه)(8) أي التخلق بالأخلاق الحسنة مع الخلق والخالق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى وأنه يحب للناس ما يحب لنفسه وهذا راجع لتفسير البعض له بأنه الانصاف في المعاملة والموقف في المجادلة والعمل في الأحكام والاحسان في العسر واليسر إلى غير ذلك من الخصال الحميدة (9) بحاء مهملة وكاف
في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه (1)(باب ما جاء في بر الوالدين وحقوقهما والترغيب في ذلك)(عن أنس بن مالك)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه (3) فليبر والديه وليصل رحمه (عن أبي هريرة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه (5)(عن معاذ بن جبل)(6) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاه بعشر كلمات (منها) ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك (عن عبد الله بن عمرو)(7) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأبايعك (زاد في رواية أخرى (8) على الهجرة) وتركت أبوي يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
(في صدرك) أي اختلج في النفس وتردد في القلب ولم يطمئن إليه (1) جاء في رواية وكرهت أن يعلمه الناس ومعناهما واحد والمراد أماثل الناس وأفاضلهم الذين يستحيا منهم والمراد بالكراهية هنا الدينية فخرج العادية كم يكره أن يرى آكلا لنحو حياء أو بخل وظاهر الحديث أن مجرد خطور المعصية اثم وللعلماء كلام في ذلك تقدم في باب ما جاء في حديث النفس وهو الباب الأخير من كتاب النية والإخلاص في العمل في هذا الجزء ص 9 وهذا الحديث من جوامع الكلم لأن البر كلمة جامعة لكل خير والاثم جامع للشر (تخريجه)(م مذ) والبخاري في الأدب (باب)(2)(سنده) حدثنا يونس ثنا حزم عن ميمون بن سياه قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) العمر والرزق مقدران في علم الله تعالى والإنسان في بطن أمه لا زيادة فيهما ولانقص عما قدر فالمراد بالزيادة هنا البركة وزيادة العمر كثرة الثواب وإن كان عمره قصيرا فيكون كمن عاش زمنا طويلا وزيادة الرزق البركة فيه بحيث يكفيه القليل وقيل يحتمل أن الحديث صدر في معرض الحث على الصلة بطريق المبالغة أن أنه يكتب في بطن أمه أن بر والديه ووصل رحمه فرزقه وأجله كذا وأن لم يصل فكذا والله أعلم (تخريجه)(ق د نس)(4)(سنده) حدثنا أبو كامل ثنا زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) معناه لا يقوم ولد بمالأبيه عليه من حق ولا يكافئه بإحسانه به إلا أن يصادفه مملوكا فيعتقه والإعتاق يترتب عليه بنفس الشراء من غير حاجة إلى إنشاء العتق كما هو مقتضى حديث سمرة بن جندب رواه (حم مذ جه ك) وتقدم في باب من أعتق عبدا أو شرط عليه خدمة الخ من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 155 رقم 45 ولفظه مرفوعا (من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق) وفي لفظ فهو حر وتقدم حديث الباب في نفس الصحيفة رقم 46 وتقدم الكلام عليه هناك فارجع إليه والله الموفق (تخريجه)(ق. والأربعة) وغيرهم (6) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه في باب العشاريات من كتاب الكبائر إن شاء الله تعالى (7)(سنده) حدثنا إسماعيل ابن ابراهيم ثنا عطاء بن السائب عن أبيه عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (8) يعني عند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أيضا وكذلك جاء عند أبي داود والظاهر أن هذه الهجرة كانت لأجل الجهاد ولذلك قال الخطابي في شرح هذا الحديث ما لفظه الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعا فان ذلك لا يجوز إلا بإذن الوالدين فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد فلا حاجة به إلى إذنهما وإن منعاه من الخروج عصاهما وخرج في الجهاد وهذا إذا كانا مسلمين فإن كانا كافرين فلا سبيل لهما إلى منعه من الجهاد
وأبى أن يبايعه (وعنه أيضا)(1) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل من هذا الشعب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إني قد أردت الجهاد معك ابتغي بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة قال هل من أبويك أحد حي؟ قال نعم يا رسول الله كلاهما قال فارجع أبرر أبويك قال فولى رجعا من حيث جاء (وعنه من طريق ثان)(2) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد (عن أبي سعيد الخدري)(3) قال هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل باليمن أبواك؟ قال نعم قال أذنا لك قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما (عن معاوية بن جاهمة)(4) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال هل لك من أم؟ قال نعم فقال الزمها فإن الجنة عند قدميها (5) ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول
فرضا كان أو نفلا وطاعتهما حينئذ معصية لله ومعونة للكفار وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية الله (قلت) والظاهر أن هذا الرجل كان متطوعا ولهذا لم يبايعه النبي صلى الله عليه وسلم ارضاءا لوالديه والله أعلم (تخريجه)(د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح للاحتجاج به (1)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو قال حججت معه حتى إذا كنا ببعض طرق مكه رأيته تيمم حتى إستبانب (يعني استبانت له شجرة أخذا من سياق الحديث) جلس تحتها ثم قال رأيت رسو ل الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة الخ (2)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب قال سمعت أبا العباس يقول سمعت عبد الله بن عمرو يحدث رجلا الخ (تخريجه)(ق طل) والثلاثة (3)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه)(د) قال المنذري في اسناده دراج أبو السمح المصرى ضعيف اهـ (قلت) أورده الهيثمي وعزاه للامام أحمد وقال اسناده حسن فربما وقف له على طرق توجب تحسينه والله أعلم (4)(سنده) حدثنا روح قال أنا جريج قال أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة بن عبد الله بن معاوية بن جاهمة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) معناه أنه يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدما لها على هواه مؤثرا برها على بر كل عباد الله لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته فإذا فعل ذلك كان هذا الفعل سببا لدخوله الجنة قال الذهي فيه أن عقوق الأمهات من الكبائر وهو إجماع (وقوله ثم الثانية ثم الثالثة الخ) معناه والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل هذه الجملة له ولغيره (في مقاعد شتى) أي مجالس متعددة والله أعلم (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (جه نس ك) وقال صحيح الاسناد اه (قلت) جاء في رواية الحاكم فإن الجنة عند رجليها وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهي قال المنذري ورواه الطبراني باسناد جيد ولفظه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الك والدان؟ قلت نعم قال الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما
(عن ابن مسعود)(1) رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها قال قلت ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين قال قلت ثم أي؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فحدثني بهن ولو استزدته لزادني (عن ابي هريرة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم (3) أنف رغم أنف رغم أنف رجل أدرك والديه أحدهما او كلاهما عنده الكبر لم يدخله الجنة (4)(وفي لفظ) فلم يدخلاه الجنة (عن أبي بن مالك)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله واسحقه (6)(عن المقدام بن معديكرب)(7) الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم (8) إن الله يوصيكم بآبائكم إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب (عن خداش بن سلامة)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أوصى امرءا بأمه أوصى امرءا
(1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في أعمال من الطاعة مجتمعة ص 26 رقم 31 في هذا الجزء (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) بكسر الغين المعجمة وتفتح أي لص أنفه بالتراب وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان (وقوله أنف رجل) أي إنسان سواء كان ذكرا أو انثى وكرر هذا اللفظ ثلاثا للتأكيد في التنفير والتحذير (4) رواية مسلم فلم يدخل الجنة وفي الرواية الأخرى للامام أحمد (فلم يدخلانه الجنة) وهذه الروايات كلها بمعنى واحد وهو أن من قصر في بر والديه عند كبرهما وضعفهما أو أحدهما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك لم يدخله الله الجنة أما من قام بخدمتهما وبرهما والانفاق عليهما كان ذلك سببا في دخوله الجنة وفيه الحث على بر الوالدين وعظم ثوابه والتحذير من عقوقهما وعظم عقابه (تخريجه)(م) وغيره ولأبي هريرة عند الامام أحمد ومسلم وغيرهما حديث آخر مولا تقدم في باب ذم تارك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الجزء الرابع عشر صحيفة 308 رقم 284 (5)(سنده) حدثنا حجاج ثنا شعبة اخبرني قتادة وبهز قال وحدثني شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة ابن اوفى يحدت عن أبي بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) أي وأبعده فكأنه قال فأبعده الله وأبعده وكرره للتأكيد والزجر ومعناه ابعده الله عن رحمته بسبب عقوقه لوالديه نعوذ بالله من ذلك (تخريجه)(طل) وسنده جيد (7)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن عياش عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معديكرب الكندي الخ (غريبه)(8) جاء عند ابن ماجه (أن الله يوصيكم بأماتكم ثلاثا) ويؤيد هذه الرواية حديث خداش بن سلامة ومعاوية بن حيدة الآتيين بعد هذا وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاثا لما عانته من الحمل والوضع والرضاعة ولأن كثيرا من الناس يتهاون في حقها بالنسبة إلى الأب فالتكرير للتأكيد وهذه الأمور تنفرد بها الأم ثم تشارك الأب في الرتبة وأوصى بالأب مرة (وفي رواية) مرتين لما له من حق الرعاية ولانفاق ثم أوصى بعد ذلك بالأقرب فالأقرب من النسب من ذوي الأرحام قال ذلك مرة واحدة إشارة إلى أن حقهن وأن كان متأكدا فهو دون تأكد حق الأبوين وكرر الفعل مع المؤكد حثا على الاهتمام بالوصية (تخريجه)(جه طب ك) وحسنه الحافظ السيوطي وقال الحافظ أخرجه البيهقي بإسناد حسن (9)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش بن سلامة الخ (وله طريق ثان)
بأمه أوصى امرءا بأمه (1) أوصى امرءا بأبيه أوصى امرءا بأبيه أوصى امرءا بمولاه الذي يليه (2) وإن كانت عليه فيه أذاة تؤذيه (عن معاوية بن حيدة)(3) قال قلت يا رسول الله من أبر؟ (4) قال أمك قلت ثم من قال ثم أمك قال قلت يا رسول الله ثم من؟ قال أمك (5)(5) قال قلت ثم من؟ قال ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب (6)(وعن أبي هريرة)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا قوله ثم الأقرب فالأقرب (عن أبي أسيد الساعدي)(8) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بدريا وكان مولاهم قال أبو أسيد بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار (9) فقال يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شي بعد موتهما أبرهما به؟ قال نعم خصال أربعة الصلاة
عند الإمام أحمد أيضا قال حدثنا اسحاق بن يوسف عن سفيان عن منصور (الخ)(غريبه)(1) جاء في الطريق الثانية (أوصى الرجل بأمه) بدل امرءا في الجميع (2) أي مملوكا الذي في خدمته (وإن كانت عليه) أي على المرء (فيه) أي في المولى (أذاة) بتاء التأنيث وجملة تؤديه صفة لأذاة مؤكدة فإن عمل بهذه الوصية غفر الله له بعض معاصيه والله أعلم (تخريجه) قال الحافظ في الإصابة اخرج حديثه أحمد وابن ماجه والطبراني في الأوسط (قلت) قال العلامة السندي في حاشيته على ابن ماجه وقد نبه (يعني البوصيري) في الزوائد على أن الحديث انفرد به المصنف لكن لم يتعرض لاسناده وقال ليس لابن سلامة هذا عند المصنف (يعني ابن ماجه) سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب اهـ (قلت) لعله يعين الكتب الستة والا فقد رواه الامام أحمد كما ترى وليس لابن سلامة هذا عند الامام أحمد أيضا سوى هذا الحديث وفي اسناده عند الجميع عبيد الله بن علي بن عرفطة قال الحافظ في التقريب عبيد الله ابن علي بن عرفطة السلمي ويقال عبيد بلا إضافة مجهول (3)(سنده) حدثنا يزيد حدثنا بهز بن حكيم ابن معاوية عن أبيه عن جده (يعني معاوية بن حيدة) الخ (غريبه)(4) بفتح الموحدة وتشديد الراء على صيغة المتكلم أي من أحسن إليه ومن أصله؟ (قال أمك) بالنصب أي بر أمك وصلها أولا (5) قال العلماء سبب تقديم الأم كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها وفي التنزيل إشارة إلى هذا التأويل في قوله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) فالتثليث في مقابلة ثلاثة أشياء مختصة بالأم وهي تعب الحمل ومشقة الوضع ومحنة الرضاع (6) قال النووي فيه الحث على بر الأقارب وأن الأم أحقهم بذلك ثم بعدها الأب ثم الأقرب فالأقرب (تخريجه)(د مذ) وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد تكلم شعبة في بهزبن حكيم وهو ثقة عن أهل الحديث وروى عنه معمر وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وغير واحد من الأئمة (7)(سنده) حدثنا هاشم ثنا محمد عن عبد الله ابن شيرمة عن ابي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة قال رجل يا رسول الله أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟ قال أمك قال ثم من؟ قال ثم أمك قال ثم من؟ قال ثم أمك قال ثم من قال أبك (تخريجه)(ق وغيرهما)(8)(سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال حدثني أسيد بن علي عن أبيه علي بن عبيد عن أبي أسيد الساعدي الخ (قلت) أسيد بوزن شهيد اسمه مالك ابن ربيعة الساعدي (غريبه)(9) جاء عند أبي داود وابن ماجه (من بني سلمة) بكسر اللام بدل
عليهما والاستغفار لهما (1) وانفاذ عهدهما (2) واكرام صديقهما (3) وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما (4) فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما (حدثنا محمد بن جعفر)(5) ثنا شعبة عن عطاء بن السائب قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يحدث أن رجلا أمرته أمه أو أبوه (6) أو كلاهما قال شعبة يقول ذلك أن يطلق امرأته فجعل عليه مائة محرر (7) فأتى أبا الدرداء فإذا هو يصلي الضحى يطيلها فصلى ما بين الظهر والعصر (8) فسأله فقال له أبو الدرداء أوف بنذرك وبر والديك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط باب الجنة (9) فحافظ على الوالد أو اترك (ومن طريق ثانية)(10) عن أبي عبد الرحمن السلمي أيضا قال أتى رجل أبا الدرداء رضي الله عنه فقال إن امرأتي بنت عمي وأنا أحبها وإن والدتي تأمرني أن أطلقها فقال لا آمرك أن تطلقها ولا آمرك أن تعصي والدتك ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الوالدة أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع
قوله هنا من الأنصار (1) هذه إحدى الخصال والمراد بالصلاة عليهما والاستغفار لهما الدعاء لهما بالرحمة وأنه لم يكن بلفظ الصلاة لكن الظاهر شمول ما كان بلفظ الصلاة أيضا ويحتمل أن المراد صلاة الجنازة فينبغي أن يفعل ذلك كله (2) معناه أن يكون بين والديه وبين احد عهد في معونة وبر ولم يتمكنا من ذلك حتى ماتا فيقوم الولد به بعدهما (3) من تمام بر الأب أن يصل الرجل صديق أبيه كما قال صلى الله عليه وسلم (أن البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولى) وسيأتي هذا الحديث في هذا الباب وقد كان صلى الله عليه وسلم يصل صدائق خديجة رضي الله عنها برا بها فكيف بصديق الأب (4) أي بسببها (تخريجه)(د جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال الرجل ما أكثر هذا يا رسول الله وما أطيبه قال فاعمل به (5)(حدثنا محمد بن جعفر) الخ (غريبه)(6) أو للشك من شعبة يشك في الذي أمر الرجل هل هو أبوه أو أمه أو كلاهما ولذلك قال محمد بن جعفر شعبة يقول ذلك يعني يشك وقد جاء في الطريق الثانية والثالثة أنه أمه هي التي أمرته بغير شك (7) معناه أن ذلك الرجل نذر أن يعتق مائة عبد ان طلق زوجته يريد بذلك إشفاق أبيه أو أمه أو هما معا عليه من غرامة العتق وتنازلهما عن الزامه بطلاق زوجته التي يحبها والظاهر أن الآمر لم يتنازل عن أمره ولذلك جاء الرجل إلى أبي الدرداء يستفتيه في أمره فأجاب بما سيأتي (8) أي تطوعا غير صلاة الضحى لأن وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال (9) قال القاضي عياض أي خير الأبواب وأحلاها والمعنى أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوسل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه وقال غيره أن للجنة أبوابا وأن أحسنها دخولا اوسطها وأن سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو المحافظة على حقوق الوالد وقال المراد بالوالد الجنس وإذا كان حكم الوالد هذا فحكم الوالدة أقوى وبالاعتبار أولى (وقوله فحافظ على الوالد) يعني على حقوقه (أو اترك) ليس المراد به التخيير بين الأمرين بل المراد التوبيخ على الإضاعة والحث على الحفظ مثل قوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) قال الحافظ السيوطي ظاهره أنه من تتمة الحديث المرفوع وفي رواية الطبراني أن مندرج من كلام الراوي والله أعلم (10)(سنده) حدثنا حسين بن محمد
(وعنه من طريق ثالث)(1) قال كان فينا رجل لم تزل به أمه أن يتزوج حتى تزوج ثم أمرته أن يفارقها فرحل إلى أبي الدرداء بالشام فقال إن أمي (2) لم تزل بي حتى تزوجت ثم امرتني أن أفارق قال ما أنا بالذي آمرك أن تفارق وما أنا بالذي آمرك أن تمسك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو أحفظه قال فرجع وقد فارقها (عن ابن عمر)(3) قال كانت تحتى امرأة احبها وكان عمر يكرهها فأمرني أن اطلقها فأبيت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عند عبد الله بن عمر امرأة كرهتها له فأمرته أن يطلقها فأبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله طلق امرأتك فطلقتها (وفي رواية أخرى) فقال اطع أبك (عن عياض بن مرثد)(4) أو مرثد بن عياض عن رجل منهم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال هل من والديك من أحد حي؟ قال له مرات (5) قال لا قال فاسق الماء قال كيف اسقيه؟ قال اكفهم آلته إذا حضروه واحمله اليهم إذا غابوا عنه (أسماء بنت أبي بكر)(6) قالت قدمت أمي (وفي لفظ أتتني أمي) وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أمي قدمت وهي راغبة (8) أفأصلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم صلي أمك (وعنها من طريق ثان)(9) قالت قدمت أمي في مدة قريش (وفي لفظ في عهد قريش ومدتهم التي كانت
ثنا شريك عن عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي قال أتى رجل أبا الدرداء الخ (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال كان فينا رجل الخ (2) جاء عند الترمذي وربما قال سفيان أن أمي وربما قال أبي (تخريجه)(مذ جه حب طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهي وقال الترمذي هذا حديث صحيح وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب اهـ (3)(عن ابن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جواز الطلاق للحاجة من كتاب الطلاق في الجزء السابع عشر صحيفة 3 رقم 5 فارجع إليه (4)(سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال عاصم بن كليب أخبرني قال سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض الخ (قلت) قوله في السند (قال عاصم بن كليب اخبرني) معناه أن شعبة قال اخبرني عاصم بن كليب (غريبه)(5) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر لفظ (هل من والديك أحد حي) مرات متعددة للتأكيد والظاهر أنه لو قال نعم لأمره بخدمتهما والبر بهما فإن ذلك أفضل من سقي الماء فلما كانا قد ماتا أمره بقي الماء للمحتاج إليه لأنه من الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة لاسيما إذا قصد بذلك الصدقة على والديه والله أعلم (تخريجه)(طب) ورجاله كلهم ثقات (6)(سنده) حدثنا حسن قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا أبو الأسود أنه سمع عروة يحدث عن أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت أمي الخ (غريبه)(7) الظاهر أن هذه المعاهدة كانت بشأن صلح الحديبية (8) جاء عند أبي داود بلفظ (قدمت على أمي راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة) قال المنذري راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها (راغمة) أي كارهة للاسلام (9)(سنده) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا أبو عقيل يعني عبد الله بن عقيل الثقفي قال
بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركة وهي راغبة يعني محتاجة فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة راغبة أفأصلها؟ قال صلى أمك (عن عبد الله ابن دينار)(1) عن ابن عمر أن اعرابيا مر عليه وهم في طريق الحج فقال له ابن عمر الست فلان بن فلان؟ قال بلى قال فانطلق إلى حمار كان يستريح عليه إذا مل راحلته (2) وعمامة كان يشد بها رأسه فدفعها إلى الأعرابي فلما انطلق قال له بعضنا انطلقت إلى حمارك الذي كنت تستريح عليه وعمامتك التي كنت تشد بها رأسك فأعطيتهما هذا الأعرابي وإنما كان يرضى بدرهم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أبر البر صلة المرء أهله ود أبيه بعد أن يولى (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده)(3) قال إني أعرابي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي يريد أن يجتاح مالي قال أنت ومالك لوالدك إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أموال أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئا (عن عائشة رضي الله عنها (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم (باب في بر الأولاد والأقارب والأقرب فالأقرب)(عن جابر بن عبد الله)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه وإن كان فضلا فعلى عياله وإن كان فضلا فعلى ذوي قرابته أو قال ذوي رحمه وإن كان فضلا فههنا وهاهنا (عن المقدام بن معديكرب)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجك فهو
ثنا هشام قال أخبرني أبي عن أمه أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت على أمي الخ (تخريجه)(ق. د طل) وفيه دلالة على بر الوالدين وإن كانا كافرين قال تعالى (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)(1)(سنده) حدثنا أبو نوح اخبره ليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر الخ (غريبه)(2) معناه أنه كان يستصحب حمارا ليستريح عليه إذا ضجر ركوب البعير (تخريجه)(م) قال النووي وفي هذا أفضل صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم وهو متضمن لبر الأب وإكرامه لكونه بسببه وتلحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ والزوج والزوجة وقد سبقت الأحاديث في إكرامه صلى الله عليه وسلم خلائل خديجة رضي الله عنها اهـ (قلت) تقدمت الإشارة إلى ذلك في الشرح آنفا في هذا الباب (3)(عن عمرو بن شعيب الخ) هذا الحديث والذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما في باب أفضل الكسب الخ من كتاب البيوع في الجزء الخامس عشر صحيفة 7 (4)(عن عائشة) الخ تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار اليه آنفا (باب)(5)(عن جابر بن عبد الله الخ) هذا طرف من حديث تقدم بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في باب الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم ومراتب المستحقين من
لك صدقة وما اطعمت خادمك فهو لك صدقة (عن ثوبان)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل دينار دينار ينفقه الرجل على عياله دينار ينفقه على دابته في سبيل الله قال ثم قال أبو قلابة من قبلة برا بالعيال قال وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عياله صغارا يعفهم الله به (عن المقدام بن معديكرب)(2) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يوصيكم بالأقرب فالأقرب (عن ابن عمر)(3) قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيرا فهل لي توبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك والدان؟ قال لا قال فلك خاله؟ قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرها إذا (عن سليمان بن يسار)(4) عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت أعتقت جارية لي فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بعتقها فقال آجرك الله أما أنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك (عن شعبة)(5) قال قلت لمعاوية بن قرة أسمعت أنسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنعمان بن مقرن (6) ابن اخت القوم منهم (7) قال نعم (عن عبد الرحمن بن أبي ليل)(8) قال سمعت أمير المؤمنين عليا يقول اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس يا رسول الله كبر سني ورق عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يا رسول الله أن تامر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل فقال رسول
أبواب صدقة التطوع في الجزء التاسع صحيفة 90 رقم 238 (1)(عن ثوبان الخ) هذا الحديث تقدم في بسنده وشرحه وتخريجه في باب النفقة على الأقارب من كتاب النفقات في الجزء السابع عشر صحيفة 62 رقم 39 (2)(عن المقدام معديكرب الخ) هذا بعض حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق ص 27 رقم 14 (3)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر الخ (تخريجه)(مذ ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهي وفيه الحث على بر أقارب الوالدين وتقدم الكلام على ذلك (4)(عن سليمان بن يسار الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل العتق والحث عليه من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 141 رقم 6 والظاهر أن أخوالها كانوا محتاجين إلى الجارية فبرهم حينئذ بإعطائهم الجارية أفضل من العتق والله أعلم (5)(سنده) حدثنا وكيع عن شعبة قال قلت لمعاوية بن قرة الخ (غريبه)(6) بضم الميم وفتح القاف وتشديد الراء مكسورة (7) المراد بذلك أنه مهم في الصلة والمعاونة والمدافعة عنه ولأنه ينسب إلى بعضهم وهي أمه فهو متصل بأقربائه في كل ما يجب أن يتصل به كنصرة ومشورة ومودة وافشاء سر ومعونة وشفقة واكرام ونحو ذلك قال الطيي فمن اتصالية ومن هذا التقرير تبين أنه لا حجة فيه لمن قال بتوريث ذوي الأرحام (قال ابن أبي جمرة) وحكمة ذكرها ذلك ابطال ما كان عليه أهل الجاهلية من عدم الالتفات إلى أولاد البنات فضلا عن أولاد الأخوات حتى قال قائلهم (بنونا بنو أبنائنا وبناتنا: بنوهن أبناء الرجال الأباعد) فقصد بالحديث التحريض على الألفة بين الأقارب والله أعلم (تخريجه)(مذ نس جه) وهو حديث صحيح رجاله من رجال الصحيحين (8)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الرى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك ثم قال زيد بن حارثه يا رسول الله كنت اعطيتني ارضا كانت معيشتي منها ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها على فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذاك قال فقلت أنا يا رسول الله أن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فاقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذاك فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته في حياته ثم ولانيه أبو بكر فقسمته في حياته ثم ولانيه عمر فقسمته في حياته حتى كانت آخر سنة من سني عمر فإنه أتاه مال كثير (1)(عن ابن عباس)(2) قال قدمت عير إلى المدينة فاشترى النبي صلى الله عليه وسلم فربح أواقي فقسمها في أرامل بني عبد المطلب (3) وقال لا اشتري شيئا ليس عندي ثمنه (4)(عن أنس بن مالك)(5) قال كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه ببرحاء وكانت مستقبلة المسجد فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلى ببرحاء وإنها صدقة لله عز وجل أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله قال فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (باب ما جاء في ثمرة الأولاد والترغيب في تأديبهم والعطف عليهم)
الخ (1) زاد أبو داود ما لفظه فعزل حقنا ثم أرسل إلى فقلت بنا العام غنى وبالمسلمين إليه حاجة فاردده عليهم فرده عليهم ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فقال يا علي حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا وكان رجلا داهيا (أي ذا فطنة ورأي سديد)(تخريجه)(د) أخرج أبو داود منه القسم المختص بعلي مع الزيادة المذكورة وقال المنذري في اسناده حسين بن ميمون الخدفي قال أبو حاتم الرازي ليس بقوى الحديث يكتب حديثه وقال على بن المديني ليس بمعروف وذكر له البخاري في تاريخه الكبير هذا الحديث وقال وهو حديث لم يتابع عليه اهـ وفيه عطف النبي صلى الله عليه وسلم على أقاربه ومواليه والنظر إلى مصالحهم (2)(سنده) حدثنا وكيع حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه)(3) أي لأنهم من أقرب الناس إليه (4) معناه أنه صلى الله عليه وسلم لم يشتر شيئا يريد التصدق به ليس عنده ثمنه أما إذا كان ضروريا لقوته ومن وجبت عليه نفقته فلا بأس بشرائه دينا فقد ثبت عن عائشة قالت توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير وراه الشيخان والامام أحمد وغيرهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات وغفل عن عزوه للامام أحمد واخرجه أيضا الحاكم من طريق شريك وقال (قد احتج مسلم بسماك وشريك) والحديث وصحيح ولم يخرجاه اهـ (قلت) واقره الذهي (5)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه وفيه اختلاف في بعض الألفاظ والمعنى واحد تقدم في باب مشروعية الوقف وفضله من كتاب الوقف في الجزء الخامس عشر صحيفة 179 رقم 64 فارجع اليه وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان والامامان مالك وأحمد وغيرهم وإنما ذكرته هنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم
(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له (ز)(عن الأشعث بن قيس)(2) قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة فقال لي هل لك من ولد؟ قلت غلام ولد لي في مخرجي إليك من ابنة حمد ولوددت أن مكانه شبع القوم (3) قال لا تقولن ذلك فإن فيهم (4) قرة عين وأجرا إذا قبضوا ثم ولئن قلت ذاك (5) إنهم لمجبنة محزنة إنهم لمجبنة محزنة (عن عمر ابن عبد العزيز)(6) قال زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج محتضنا أحد ابني لبنته (7) وهو يقول والله أنكم لتجبنون وتبخلون (8) وأنكم لمن ريحان الله عز وجل وإن آخر وطأة وطئها الله بوج (9) وقال سفيان مرة انكم لتبخلون وإنكم لتجبنون
أمر أبي طلحة أن يجعل صدقته في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (1)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الصدقة الجارية من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 204 رقم 148 (2)(ز)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا هشيم أنبأنا مجاهد عن الشعبي ثنا الأشعث بن قيس الخ (غريبه)(3) الظاهر أن قومه كانوا مجدبين فتمنى شبع قومه بدل هذا الولد (4) يعني في الأولاد (قرة عين) أي إذا عاشوا (واجرا إذا قبضوا) أي ماتوا (5) أي ومع قولي (إن فيهم قرة عين واجرا إذا قبضوا) فإنهم لمجبنة محزنة (بوزن ميمنة) أي يجبن آباؤهم عن القتال لتربيتهم ويحزنون لفقدهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح (6)(سنده) حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن أبي سويد عن عمر بن عبد العزيز الخ (غريبه)(7) يعني فاطمة رضي الله عنها وهو إما الحسن وإما الحسين رضي الله عنهما (8) الصيغتان من باب التفعيل أي يحملون على الجبن والبخل وزاد الترمذي ويجهلون بصيغة التفعيل أيضا قال في النهاية في شرح هذا الحديث أي تحصلون على البخل والجبن والجهل يعني الأولاد فإن الأب يبخل بانفاق ماله ليخلفه لهم ويجبن عن القتال ليعيش لهم فيربيهم ويجهل لأجلهم فيلاعبهم وريحان الله رزقه وعطاؤه (ووج) من الطائف والوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمى به الغزو والقتل لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه واهانته والمعنى أن آخر اخذة ووقعة أوقها الله بالكافر كانت بوج وكانت غزوة الطائف آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يغز بعدها إلا غزوة تبوك ولم يكن فيها قتال ووجه تعلق هذا القول بما قبله من ذكر الأولاد أنه إشارة إلى تقليل ما بقي من عمره فكنى عنه بذلك (9) وج فتح الواو وتشديد الجيم موضع بناحية الطائف وقيل هو اسم جامع لحصونها وقيل اسم واحد منها (نه) وقد جاء في آخر الحديث بعد لفظ وج (وقال سفيان مرة إنكم لتبخلون وانكم لتجبنون) وسفيان هو ابن عيينه أحد مشايخ الإمام أحمد الذي روى عنه هذا الحديث والمعنى واحد ولكن قال ذلك الامام أحمد رحمه الله محافظة على الرواية (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال حديث ابن عيينه عن إبراهيم بن ميسرة (يعني حديث الباب) لا نعرفه إلا من حديثه ولا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعا من خولة اهـ (قلت) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمته روى عن خولة بنت حكيم مرسلا اهـ وعلى هذا فحديث عمر بن
(حدثنا علي بن ثابت)(1) الجزري عن ناصح بن عبد الله (2) عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن يؤدب الرجل ولده أو أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم نصف صاع قال عبد الله (3) وهذا الحديث لم يخرجه أبي في مسنده من أجل ناصح لأنه ضعيف في الحديث وأملاه علي في النوادر (4)(حدثنا يزيد بن هرو)(5) قال أنا عامر بن صالح بن رستم المزني (6) ثنا أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص قال أو ابن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نحل (8) والد ولده أفضل من أدب حسن (9) قال أبو عبد الرحمن (10) حدثنا به خلف بن هشام البزار والقواريري قالا ثنا عامر بن أبي عامر بأسناده فذكر مثله (11)
عبد العزيز هذا عن خولة منقطع والله أعلم (1)(حدثنا علي بن ثابت الخ)(غريبه)(2) جاء في الأصل ناصح أبو عبد الله وهو خطأ من الناسخ وصوابه بن عبد الله كما في الأصول الأخرى وكتب الرجال (3) هو ابن الامام أحمد رحمهما الله تعالى (4) جاء هذا الحديث في المسند في موضع آخر مكررا بسنده ولفظه وفي آخره قال أبو عبد الرحمن (يعني ابن الامام أحمد) ما حدثني أبي عن ناصح بن عبد الله غير هذا الحديث (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال هذا حديث غريب وناصح بن علاء الكوفي ليس عند أهل الحديث بالقوى ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه وناصح شيخ آخر بصري يروى عن عمار بن أبي عمار وغيره وهو اثبت من هذا اهـ (قلت) قال الحافظ في تهذيب التهذيب بعد نقل كلام الترمذي ما لفظه (قال المزي) هكذا قال الترمذي وهو وهم وإنما ابن العلاء هو البصري الكوفي وسنذكره قال الحافظ وقال أبو عبد الله الحاكم ناصح بن العلاء هو البصري ثقة وإنما المطعون عليه ناصح بن عبد الله المحلى (بضم الميم وفتح المهملة وتشديد اللام مكسورة) فإنه روى عن سماك بن حرب المناكير وقال الحاكم أبو أحمد ناصح بن عبد الله ذاهب الحديث وقال الدار قطنى ضعيف وقال ابن حبان تفرد بالمناكير عن المشاهير انتهى كلام الحافظ (5)(حدثنا يزيد بن هارون الخ)(غريبه)(6) قال في التقريب عامر بن صالح بن رستم المزنى أبو بكر بن أبي عامر الخزاز بمعجمات البصرى صدوق سيء الحفظ افرط فيه ابن حبان فقال يضع (7) الذي جاء عند الترمذي حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده قال الحافظ في التقريب أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص ثقة وقال في أبيه موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي أخو سعيد والد أيوب مستور (عن جده) يحتمل أن يعود على أيوب ويحتمل أن يعود على موسى وسيأتي في تفصيله في التخريج (8) بفتح النون والحاء المهملة أي ما أعطى (والد والده) قال في النهاية النحل العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق (9) أي من تعليمه ذلك ومن تأديبه بنحو توبيخ أو تهديد أو ضرب على فعل الحسن وتجنب القبيح فإن حسن الأدب يرفع العبد المملوك إلى رتبة الملوك (10) أبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن الامام أحمد يقول إن هذا الحديث حدثه به أيضا غير أبيه وهو خلف بن هشام الخ (11) هكذا في الأصل فذكر مثله وهي اختصار من الاصل لامنى (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال هذا الحديث غريب لا نعرف إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص وهذا عندي حديث مرسل اهـ (قال الحافظ) في تهذيب التهذيب في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص بعد نقل كلام
(عن معاذ بن جبل)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أوصاه بعشر كلمات (منها) وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله (عن النعمان ابن بشير)(2) قال ان ابي بشيرا وهب لي وهبة فقالت أمي (3) أشهد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أم هذا الغلام سألتني أن أهب له هبة فوهبتها له فقالت أشهد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك لأشهدك فقال رويدك الك ولد غيره؟ قال نعم قال كلهم أعطيته كما أعطيته؟ قال لا قال فلا تشهدني إذا إني لا أشهد على جور (4) إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم (5)(وفي لفظ آخر) فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأشهد غيري ثم قال اليس يسرك أن يكونوا في البر سواء؟ قال بلى وفي لفظ إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما إن لك عليهم من الحق أن يبروك (وعنه أيضا)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاربوا بين أبنائكم يعني سووا بينهم (وفي لفظ) اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين ابنائكم اعدلوا بين ابنائكم (عن أبي هريرة)(7) ابصر النبي صلى الله عليه وسلم الأقرع (8) يقبل حسنا فقال لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط قال أنه من لا يرحم (9)
الترمذي هذا الضمير في جده يعود على موسى فالحديث عن رواية سعيد وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر أن له رؤية وأما عمرو وهو الأشدق فلا صحبة له ولم يولد إلا في زمان عثمان والحديث على كل حال مرسل (وقال) في ترجمة سعيد بن العاص قال ابن سعيد قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولسعيد تسع سنين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقال فيها ايضا يحتمل أن يكون ضمير الجد على أيوب وهذا ظاهرويحتمل أن يعود على موسى فيكون الحديث من مسند سعيد بن العاص فيستفاد منه أن الترمذي أخرج لسعيد أيضا وهو مع ذلك مرسل إذ لم يثبت سماع سعيد اهـ (1)(عن معاذ ابن جبل الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب العشاريات من كتاب الكبائر (2)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن مجالد ثنا عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول إن أبي بشيرا الخ (3) هي عمرة بنت رواحة كما صرح بذلك في بعض الروايات أخت عبد الله بن رواحة شاعر النبي صلى الله عليه وسلم (4) أي ميل عن الاستواء والاعتدال (5) يعني في العطية (تخريجه)(ق والامامان والاربعة وغيرهم) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد وتقدم نحوه ومن طرق متعددة في باب جواز هبة الرجل لأولاده من كتاب الهبة في الجزء الخامس عشر صحيفة 171 (6)(وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار اليه صحيفة 172 رقم 35 فارجع إليه (7)(سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) الأقرع هو ابن حابس من المؤلفة قلوبهم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وحصار الطائف وشهد مع خالد بن الوليد فتح العراق والأنبار قال ابن دريد اسم الأقرع فراس ولقب الأقرع بقرع كان في رأسه وكان شريفا في الجاهلية والإسلام ذكره النووي في تهذيب الأسماء (9) قال الحافظ في قوله صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يرحم) هو بالرفع فيهما على الخبر وقال عياض هو للأكثر وقال أبو البقاء من موصلة ويجوز أن تكون شرطية فيقرأ بالجزم فيهما اهـ (قلت)(من لا يرحم) بالبناء للفاعل (ولا يرحم) بالبناء للمفعول أي من لا يكون من
(وعنه أيضا)(1) قال دخل عيينة بن حصن (2) على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا فقال له لا تقبله يا رسول الله لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من لا يرحم لا يرحم (باب الترغيب في إكرام الإناث من الأولاد وفضل تربيتهن والعطف عليهن)(عن عقبة بن عامر)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا (4) البنات فإنهن المؤنسات الغاليات (5)(عن عكرمة)(6) قال كنت جالسا عن زيد بن علي بالمدينة فمر شيخ يقال له شرحبيل أبو سعد فقال يا أبا سعد من أين جئت فقال من عند أمير المؤمنين حدثته بحديث فقال لأن يكون هذا الحديث حقا أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم قال حدث به القوم قال سمعت ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تدرك له ابنتان (7) فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة (8)
أهل الرحمة لا يرحمه الله أو من لا يرحم الناس بالإحسان لا يثاب من قبل الرحمن (هل جزاء الإحسان إلا الاحسان) وقيل غير ذلك (تخريجه) رواه البخاري من طريق شعيب ومسلم من طريق ابن عيينة ومن طريق معمر وأبو داود والترمذي كلاهما من طريق ابن عيينة أيضا ثلاثتهم عن الزهري أي أبي سلمة عن ابي هريرة (1)(سنده) حدثنا هشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال دخل عيينة الخ (غريبه)(2) هو من المؤلفة أسلم بعد الفتح وقيل فبله وشهد حنينا والطائف وكان من الأعراب الجفاة ارتد وتبع طليحة الأسدي وقاتل معه فأسرته الصحابة وحملوه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأسلم فأطلقه قال النووي في تهذيب الأسماء (قلت) تقدم في الحديث السابق أن صاحب القصة الأقرع بن حابس وكلا الحديثين صحيح فيحتمل أن القصة وقعت لكليهما وكلاهما من المؤلفة والا فالحديث السابق ارجح (تخريجه)(ق د مذ) ولكن في روايتهم جميعا الأقرع بن حابس بدل عيينه بن حصن كما في الحديث السابق لأنه روى من ثلاث طرق شعيب وابن عيينه ومعمر وهذا روى من طريق هشيم فقط والله أعلم (باب)(3)(سنده) حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن ابن عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه)(4) بفتح التاء والراء بينهما كاف ساكنة من الكراهة التي هي ضد الحب ويحتمل أن يكون من الكره بضم الكاف وهي المشقة وبفتحها الاكراه يقال قام على كره على مشقة وإقامه فلان على كره أكرهه على القيام (قال الكسائي) هما لغتان بمعنى واحد وعلى هذا فيكون (لا تكرهوا) بضم التاء وكسر الراء بينهما كاف ساكنة (5) أي المؤمنات المحببات لأزواجهن قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)(6)(سنده) حدثنا يعلى حدثنا حجاج الصواف عن يحي عن عكرمة قال كنت جالسا الخ (غريبه)(7) من أدرك إذا بلغ إنما قيد بذلك لأن البنت تغفل عن الأب بعد البلوغ فربما تؤدي الكراهة إلى سوء المعاملة فبين أن حسن المعاملة أعظم أجرا (8) أي أدخله قيامه بالاحسان إليهما والانفاق عليهما الجنة (تخريجه)(جه حب ك) والبخاري في الأدب وصححه الحاكم (قال البوصيري) في زوائد ابن ماجه في اسناده أبو سعد اسمه شرحبيل وهو وان ذكره ابن حبان في الثقات فقد ضعفه غير واحد وقال ابن أبي ذئب كان منهما ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد اهـ (قلت) قال الحافظ في
(عن أبي سعيد الخدري)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن (2) إلا دخل الجنة (وعن جابر)(3)(يعني ابن عبد الله) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد وجبت له الجنة البتة قال قيل يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟ قال وإن كانت اثنتين قال فرأى بعض القوم أن لو قالوا له واحدة لقال واحدة (عن ثابت عن أنس أو غيره)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو اختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بإصبعه السبابة والوسطى (5)(وعنه من طريق ثان)(6) يحدث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ثلاث بنات وثلاث أخوات اتقى الله عز وجل وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع (7)(عن سراقة بن مالك)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا سراقة ألا أدلك
التقريب شرحبيل بن سعد أبو سعد المدني مولى الأنصار صدرق اختلط بآخرة من الثالثة مات سنة ثلاث وعشرين وقد قارب المائة (1)(سنده) حدثنا محمد بن الصباح ثنا اسماعيل بن زكريا عن سهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل عن أيوب بن بشر الأنصاري عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(2) الاحسان اليهن يشمل كل الخصال المحمودة من أدب وانفاق وحسن معاشرة ونحو ذلك وجاء عند أبي داود بلفظ من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن له الجنة (وله في رواية أخرى) قال ثلاث أخوات أو ثلاث بنات أو بنتان أو أختان كما هنا (تخريجه)(د مذ) قال المنذري واختلف في اسناده وأخرجه أبو داود من حديث سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل عن أيوب ابن بشير الأنصاري المعادي عن أبي سعيد الخدري وأخرجه الترمذي من حديث سهيل عن سعيد ابن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري وقال وقد زادوا في هذا الاسناد رجلا وأخرجه أيضا من حديث سفيان بن عيينه عن سهيل عن أيوب بن بشير عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد وقال البخاري في تاريخه وقال ابن عيينه عن سهيل عن أيوب عن سعيد الأعشى ولا يصح اهـ (قلت) الحديث له شواهد كثيرة تعضده منها حديث جابر وحديث انس الآتيين بعده (3)(سنده) حدثنا هشيم أنا على بن زيد عن محمد بن المنكدر قال حدثني جابر (يعني ابن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة الحديث (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد ويزوجهن من طرق واسناد أحمد جيد (4)(سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس أو غيره الخ (غريبه)(5) معناه أنه لا تنقص درجته عن درجة النبي صلى الله عليه وسلم إلا كما ينقص السبابة عن الوسطى (6)(سنده) حدثنا يونس ثنا محمد بن زياد البرجمي قال سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك الخ (7) أي غير الابهام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الأوسط بأسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح اهـ (قلت) غفل الحافظ الهيثمي عن عزوه للامام أحمد ورجال الطريق الأولى عند الامام أحمد ورجال الصحيح (8)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول بلغني
على أعظم الصدقة أو من أعظم الصدقة؟ قال بلى يا رسول الله قال ابنتك (1) مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك (عن عوف بن مالك)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان اتقى الله فيهن واحسن إليهن حتى يبن (3) أو يمتن كن له حجابا من النار (عن ابن عباس)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولدت له ابنة فلم يئدها (5) ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها يعني الذكر اخله الله بها الجنة (عن عبد المطلب بن عبد الله المخزومي)(6) قال دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بني ألا احدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت بلى يا أمه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عز وجل أو ييكفيهما كانت له سترا من النار (عن أبي هريرة)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كل ثلاث بنات فصبر على لأوائهن (8) وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهن فقال رجل أو اثنتان يا رسول الله؟ قال أو اثنتان فقال رجل أو واحدة؟ يا رسول الله قال أو واحدة (عن عائشة)(9) رضي الله عنها
عن سراقة بن مالك يقول أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) أي هي ابنتك يعني الصدقة عليها (مردودة) بالنصب حال أي حال كونها مردودة إليك بأن طلقها زوجها مثلا (تخريجه)(جه ك) وفي اسناده عند الامام أحمد رجل لم يسم (وقال البوصيري) في زوائد ابن ماجه رجال أسناده ثقات إلا أن ابن رباح (يعني عليا بضم المهملة وفتح اللام مصغرا) بن رباح والدموسى لم يسمع من سراقة اهـ (قلت) ومع هذا صححه الحاكم واقره الذهي (2)(سنده) حدثنا علي بن عاصم قال اخبرني النهاس بن قهم عن أبي عمار شداد عن عوف بن مالك (يعني الأشجعي) الخ (غريبه)(3) بفتح الياء التحتية والموحدة أو يزوجن يقال ابان فلان بنته وبينها إذا زوجها وبانت هي إذا تزوجت وكأنه من البين البعد أي بعدت عن بيت أبيها (تخريجه) أورده الهيثمي عن عوف بن مالك أيضا بلفظ (ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهم حتى يبلغن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت امرأة واثنتان فقال واثنتان) وقال رواه الطبراني وفيه النهاس ابن قهم وهو ضعيف اه (قلت) النهاس بتشديد النون والهاء مفتوحتين ابن قهم بالقاف وآخره ميم قال المنذري لا يحتج بحدثه (4)(سنده) حدثنا ابو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ابن حدير عن ابن عباس الخ (غريبه)(5) بكسر الهمزة قال الخطابي معناه لم يدفنها حية وكانوا في الجاهلية يدفنون البنات أحياء يقال منه وأديئد وأدا ومنه قوله سبحان وتعالى (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت)(تخريجه)(د) وسنده حسن (6)(سنده) حدثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي قال ثنا محمد بن أبي حميد عن المطلب بن عبد الله المخزومي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه محمد ابن حميد المدني وهو ضعيف اهـ (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (حم طب) من رواية محمد بن أبي حميد المدني ولم يترك ومشاه بعضهم ولا يضر في المتابعات (7)(سنده)(8) قال في المختار اللأواه الشدة والضراء مرادف له والسراء والرخاء وهو ضد الضراء (تخريجه)(ك) وصححه وأقره الذهي (9)(سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ
أن امرأة دخلت عليها ومعها ابنتان لها قالت فاعطيتها تمرة فشققتها بينهما فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من ابتلى (1) بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار (2)(وعنها أيضا)(3) أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها قالت فأعجبني شأنها فذكرت ذلك الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل قد أوجب لها بها الجنة واعتقها بها من النار (باب الترغيب في صلة الرحم)(ز)(عن علي رضي الله عنه (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع له رزقه (5) ويدفع عنه منية السوء (6) فليتق الله وليصل رحمه (7)(عن أنس بن مالك)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(غريبه)(1) بصيغة المجهول أي امتحن واختبر من الاختبار والمعنى من اختبر بشيء من البنات ينظر ما يفعل ايحسن اليهن أو يسيء وقال النووي تبعا لابن بطال أنما سماه ابتلاءا لأن الناس يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ورغب في ابقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من احسن اليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن (2) أي يكون جزاؤه على ذلك أن يجعل الله عز وجل له حائلا بينه وبين نار جهنم وفيه تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وامكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (تخريجه)(ق مذ)(3)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس حدثه عن عراك بن مالك قال سمعته يحدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة أنها قال جاءتني مكينة الخ (تخريجه)(م وغيره)(باب)(4)(ز)(سنده) حدثنا محمد بن عباد حدثنا عبد الله بن معاذ يعني الصنعاني عن معمر عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن الخ (غريبه)(5) من المعلوم أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأجاب العلماء بأجوبة أصحها أن قوله صلى الله عليه وسلم (يمد له في عمره) المراد به الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضيع في غير ذلك والمراد بتوسيع الرزق البركة فيه بحيث يكفيه وان كان قليلا (6) أي موته السوء وهو سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى (7) قال القاضي عياض الرحم التي توصل وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم وإنما هي قرابة ونسب تجمعه رحم والدة ويتصل بعضه ببعض نسمي ذلك الاتصال رحما اهـ وقيل هم المحارم فقط والقول الجامع الراجع أن الرحم يطلق على الأقارب وهم من بينه وبين الآخر نسب سواء كان يرثه أم لا وسواء كان ذا محرم أم لا (قال ابن ابي جرة) فتكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء والمعنى الجامع ايصال ما امكن من الخير ودفع ما امكن من الشر بحسب الطاقة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة وهو ثقة اهـ (قلت) وأخرجه ايضا الحاكم وصححه واقره الذهي (8)(سنده) حدثنا حسين بن محمد حدثنا مسلم يعني ابن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقرى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
(عن ثوبان)(1) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه (عن أبي هريرة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (3) فإن صلة الرحم محبة (4) في الأهل مثراة (5) في المال منسأة في أثره (عن عبد الله بن عمرو)(6) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن (7) ارحموا أهل الأرض (8) يرحمكم أهل السماء والرحم شجنة (9) من
قال من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمد في أجله فليصل رحمه (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا ميمون أبو محمد المزني التميمي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره النساء في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه (قلت) النساء بفتح النون المشددة بعدها سين مهملة وآخره همزه يقال نسأت الشيء نساءا وأنسأته إنساءا إذا اخرته والنساء الاسم وهو التأخير في العمر وتقدم الكلام في معناه في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ثوبان وسنده جيد ويؤيده ما قبله (2)(سنده) حدثنا ابراهيم ثنا ابن مبارك عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن مولى المنبعث عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) أي مقدارا تعرفون به أقاربكم لتصلوها فتعليم النسب مندوب لمثل هذا وقد يجب أن تقف عليه واجب (4) مفعلة من الحب كمظنة من الظن (5) بفتح فسكون مفعلة من الثرى أي الكثرة (في المال) أي سبب لكثرته (منسأة في أثره) مفعلة من النسء في العمر أي مظنة لتأخيره وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب وقيل دوام استمرار في النسل والمعنى أن بركة الصلة تقضي إلى ذلك ذكره البيضاوي وسمي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر (قال ابن العربي) في عارضة الأحوذي أما المحبة فالإحسان اليهم وإما النساء في الأثر فيتمادى الثناء عليه وطيب الذكر الباقي له (تخريجه)(مذ ك) وصححه الحاكم واقره الذهي وأورده الهيثمي من حديث العلاء بن خارجة وعزاه للطبراني وقال رجاله قد وثقوا (6)(سنده) حدثنا سفيان عن عمرو (يعني ابن دينار) عن أبي قابوس عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه)(7) أي يحسن اليهم ويتفضل عليهم والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة (8) قال الطيى أتى بصفة العموم ليشمل جميع أصناف الخلف فيرحم البر والفاجر والناطق والبهم والوحوش والطير اهـ وفيه اشارة إلى أن ايراد من لتغليب ذوي العقول على غيرهم لشرفهم على غيرهم أو للمشاكلة المقابلة بقوله (يرحمكم أهل السماء) وهو مجزوم على جواب الأمر والمراد بأهل السماء الملائكة ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض)(9) بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون وجاء بضم أوله وفتحه رواية ولغة وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة والشجن بالتحريك واحد الشجون أعلى طرف الأودية (ومنه قولهم) الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض (وقوله من الرحمن) اي أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن عوف في السنن مرفوعا (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي) والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى (وقال الاسماعيلي) معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة وليس معناه أنها من ذات الله تعالى الله عن ذلك ذكره الحافظ في الفتح
الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته (وعنه أيضا)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرحم معلقة بالعرش (2) وليس الواصل بالمكافئ (3) ولكن الواصل الذي اذا انقطعت رحمه وصلها (4)(عن عمرو بن شعيب)(5) عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعون وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئون أفأكافئهم؟ (6) قال لا إذا تتركون (7) ولكن خذ بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير (8) من الله عز وجل ما كنت على ذلك (عن أبي هريرة)(9) أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعون واحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم (10) ويجهلون علي قال لئن كنت كما تقول كأنما تسفهم (11) المل ولا يزال معك من الله ظهير (12) عليهم مادمت على
(تخريجه)(مذ د ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه أبو داود ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقره وصححه الحاكم وأقره الذهبي (1)(سنده) حدثنا يعي حدثنا قطر عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) قال العلماء الرحم التي تقطع وتوصل معنى من المعاني فذكر تعلقها بالعرش استعارة واشارة إلى عظم شأنها قال العلائي ولا استحالة في تجسيدها بحيث تنقل وتنطق اهـ وعلى هذا فمتى تعلقها أنها متمسكة أخذت بقائمة من قوائم العرش وجاء عند مسلم عن عائشة قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) وسيأتي في حديث عبد الله بن عمرو ايضا في باب ماجاء في قطع صلة الرحم من قسم الترهيب، أنها تتكلم بلسان طلق ذلق (3) معناه أن الذي يكافئ من أعطاه لا يسمى واصلا (قال الحافظ) أي الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير قد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفا ليس الواصل أن تصل من وصلك ذلك القصاص ولكن الواصل أن تصل من قطعك ونقل الحافظ عن الطيبي قال المعنى ليست حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله ولكنه من تفضل على صاحبه اهـ (4) أي إذا انقطع عنه ذو رحمة وصلهم هذا هو الواصل (تخريجه)(خ د مذ) ماعدا قوله (أن الرحم معلقة بالعرش) وثبت هذا اللفظ عند مسلم من حديث عائشة وتقدم آنفا في الشرح (5)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه)(6) معناه أفأقاطعهم وأسيء إليهم كما أساءوا إلي (7) معناه إن فعلت ذلك تجعل القطعية ويترك بعضكم صلة بعض ويحتمل أن يكون المراد بالترك تركهم من رحمة الله عز وجل ويحتمل المعنيين والله أعلم (8) أي مساعد ومعين (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام احمد من حديث عمرو بن شعيب وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه حجاج بن ارطاة وهو مدلس وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) يؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(10) بضم اللام (ويجهلون) أي يسيئون والجهل هنا القبيح من القول (11) بضم التاء وكسر المهملة وتشديد الفاء (والمل) بفتح الميم الرماد الحار ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وادخالهم الأذى عليه (12) الظهير
ذلك (عن درة بنت أبي لهب)(1) قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم خير الناس اقرؤهم واتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (خط)(عن حكيم بن حزام)(2) أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيهما أفضل؟ قال على ذي الرحم الكاشح (3)(عن أبي أيوب الأنصاري)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (وعنه أيضا)(5) أن اعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسيره فأخذ بخطام ناقته أو بزمام ناقته فقال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم (عن سلمان بن عامر الضبي)(6) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول صدقتك على المسكين صدقة وعلى ذي القربى الرحم اثنتان صدقة وصلة (عن عائشة رضي الله عنها (7) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أنه من أعطى من الرفق فقد أعطى
المعين الدافع لأذاهم (تخريجه)(م وغيره)(1) حديث درة بنت أبي لهب تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في خصال من أفضل أعمال البر مجتمعة في هذا الجزء صحيفة 28 رقم 38 (خط)(2)(سنده) حدثنا سعيد يعني ابن سلمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهرى عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام الخ (غريبه)(3) فسره صاحب النهاية فقال الكاشح العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه والكشح الخصر أو الذي يطوى عنك كشحه ولا يألفك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير واسناده حسن (4)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الحجاج عن الزهرى عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبي أيوب لغير الامام أحمد ورجاله ثقات ويؤيده ما قبله (5)(سنده) حدثنا يحيى ثنا عمرو بن عثمان قال سمعت موسى بن طلحة أن أبا أيوب أخبره أن اعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وزاد فيه فلما ادبر (يعني الرجل) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تمسك بما أمرته به دخل الجنة وقال رواه البخاري ومسلم واللفظ له (6)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن الرباب أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر الضبي الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد قال حدثنا يزيد قال أنا هشام عن حفصة عن سلمان بن عامر الضبي قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة على المسكين صدقة والصدقة على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (نس مذ خز حب ك) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ولفظ ابن خزيمة قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة (7)(سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا محمد بن مهزم عن عبد الرحمن بن القاسم ثنا القاسم عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي والمنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه احمد ورواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة اهـ (قلت) عبد الرحمن ابن القاسم صرح في هذا السند بأن القاسم حدثه عن عائشة فالحديث متصل صحيح لأن سماع القاسم من عائشة معروف ومشهور لاشك فيه قال في الخلاصة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي أبو محمد المدني أحد الفقهاء السبعة وأحد الأعلام عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وطائفة وقال في
حظه من الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار (باب الترغيب في كفالة اليتيم والإحسان إليه ومسح رأسه والسهر على الأرملة والمسكين)(عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم له أو لغيره (2) أنا وهو كهاتين في الجنة إذا اتقى الله واشار مالك (أحد الرواة) بالسبابة والوسطى (3)(عن مالك بن الحارث)(4) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ضم يتيما بين أبوين (5) مسلمين إلى طعامه وشرابه
ترجمة عبد الرحمن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي روى عن أبيه فثبت بذلك اتصال الحديث (باب)(1)(سنده) حدثنا اسحق انبأنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال سمعت أبا الغيث يحدث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (غريبه)(2) اليتيم من الناس هو الذي مات أبوه وهو صغير يستوي فيه الذكر والأنثى ومن الدواب من ماتت أمه (قال النووي) كافل اليتيم القائم بأموره من نفقه وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية وأما قوله (له أو لغيره) فالذي له أن يكون قريبا له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه والذي لغيره أن يكون أجنبيا (3) معناه أن يكون مصاحبا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وقد تطابقت الشرائع والأديان على الحث على الإحسان إلى اليتيم وحق على من سمع هذا الحديث أن يعمل ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة أفضل من ذلك وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى (تخريجه) أخرجه مسلم وغيره (4)(سنده) حدثنا هشيم قال علي بن زيد انبأنا عن زرارة بن أوفى عن مالك بن الحارث رجل منهم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا وكيع ثنا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن زرارة بن أوفى عن عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو كذا قال سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضم يتيما بين أبويه فله الجنة البتة (هذا) وقد اختلف في اسم مالك بن الحارث (قال الحافظ في الإصابة) مالك بن عمرو القشيري ويقال العقيلي ويقال الكلابي ويقال الأنصاري وقيل فيه عمرو بن مالك وقيل أبى بن مالك بن الحارث والراجح أبى بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة وهو أحفظ من رواية على بن زيد بن جدعان فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته والحديث واحد وهو في فضل من اعتق رقبة مؤمنة أو فيمن ضم يتيما بين أبويه وقد جعله بعض من صنف عدة أسماء وساق في كل اسم حديثا مها وهو واحد اهـ باختصار (قلت) جاء عند الامام احمد في الطريق الأولى من هذا الحديث (مالك بن الحارث) وفي الطريق الثاني (عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو) وجاء في الحديث التالي عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك وجاء عند الامام أحمد أيضا (عن مالك بن عمرو القشيري) بمعنى حديث الباب وتقدم في باب فضل العتق من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 142 رقم 9 وكل هذه الروايات من طريق علي بن زيد بن جدعان وجاء عنده أيضا من طريق قتادة يحدث عن زرارة ابن أوفى عن أبي بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أدرك والديه أو أحدهما الحديث تقدم في هذا الجزء في باب بر الوالدين وحقوقهما ص 57 رقم 15 وقد رجع الحافظ في الإصابة هذه الرواية كما تقدم والله أعلم (غريبه)(5) أي من بين أبوين مسلمين كما صرح بذلك في الحديث رقم 9 ص 142 في الجزء
حتى يستغنى (1) عنه وجبت له الجنة البتة ومن اعتق امرءا مسلما (2) كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضوا منه من النار (عن زرارة بن أوفى)(3) عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك (4) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيما مسلم ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى استغنى وجبت له الجنة البتة وأيما مسلم اعتق رقبة أو رجلا مسلما كانت فكاكه من النار ومن أدرك والديه أو احدهما فدخل النار فابعده الله (5)(عن أبي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني ارج حتى الضعيفين اليتيم والمرأة (وعنه أيضا)(7) أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال امسح رأس اليتيم واطعم المسكين (عن أبي أمامة)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا الله وكان بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين اصبعيه السبابة والوسطى (عن أبي هريرة)(9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين (10) كالمجاهد في سبيل الله
الجزء الرابع عشر (1) أي حتى يغنيه الله عنه (وقوله البتة) نصب على المصدر والمراد به القطع بالشيء والمراد أنه لا بد له من دخول الجنة وأن تقدم من عذاب وفيه بشارة عظيمة له بأن يموت على الإيمان لأنه لا يدخل الجنة إلى مؤمن كما في الحديث (2) هذا الجزء المختص بالعتق تقدم شرحه في الحديث رقم 9 ص 142 في الجزء الرابع عشر المشار إليه آنفا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه على بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح (3)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت علي بن زيد يحدث عن زرارة بن أوفى الخ (غريبه)(4) هو مالك بن الحارث المذكور في الحديث السابق (5) هذا الجزء المختص بالوالدين تقدم شرحه في هذا الجزء من باب بر الوالدين وحقوقهما ص 37 رقم 13 (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (عل حم طب) وهو حسن الاسناد (6) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوجة على الزوج في الجزء السادس عشر صحيفة 132 رقم 263 (وقوله أحرج) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء مكسورة أي أضيقه وأحرمه على من ظلمها (7)(سنده) حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران عن ابي هريرة أن رجلا شكى الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (8)(سنده) حدثنا أبو اسحاق الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن **** عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه علي بن زيد الاءلهاني وهو ضعيف (9)(سنده) حدثنا أبو سلمة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة الخ (غريبه)(10) الساعي على الأرملة والمسكين أي الكاسب لهما العامل (لمؤنتهما)(والأرملة) براء مهملة وفتح الميم المرأة التي لا زوج لها وقد ارملت المرأة مات عنها زوجها والأرمل بفتح الميم أيضا الذي لا امرأة له (والمسكين) تقدم تعريفه هو والفقير في باب ما جاء في الفقير والمسكين من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 51 رقم 11 فارجع إليه (تخريجه)(ق نس مذ جه) هذا وتقدم أحاديث تختص باليتيم أيضا في كتاب الوصايا في الجزء
أو كالذي يقوم الليل ويصوم النهار (باب الترغيب في الإحسان إلى الجار)(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (2) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت (عن عائشة)(3) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلأا أن فيه فليقل خيرا أو ليصمت بدل يسكت (عن أبي شريح الخزاعي)(4) وكانت له صحبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (عن أبي هريرة)(5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالها ثلاث مرات قالوا وماذاك يا رسول الله؟ قال الجار لا يأمن الجار بواتقه قالوا وما بواتقه؟ قال شره (عن علقمة بن عبد الله المزني)(6) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله عز وجل وليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت (حدثنا محمد بن جعفر)(7) ثنا هشام ويريد قال أنا هشام عن حفصة عن أبي العالية عن الأنصاري قال يزيد رجل من الأنصار قال خرجت من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أنا به قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت أن لهما حاجة قال فقال الأنصاري والله لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول القيام
الخامس عشر (باب)(1)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حسين عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) جاء في رواية أخرى لمسلم والإمام أحمد وسيأتي بعد حديث بلفظ (فليحسن إلى جاره) بدل فلا يؤذ جاره (تخريجه)(ق. وغيرهما)(3)(سنده) حدثنا الحكم ابن موسى قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال قال أبي فذكره عن أمه عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الحديث (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (4)(سنده) حدثنا روح بن عبادة قال أنا زكريا بن اسحاق قال حدثنا عمرو بن دينار عن نافع بن جبير ابن مطعم عن أبي شريح الخزاعي الخ (تخريجه)(م) إلا أنه قال فليقل خيرا أو ليسكت بدل أو ليصمت والمعنى واحد (5)(سنده) حدثنا حجاج وروح قال ثنا ابن ابي ذئب عن سعيد المقبرى عن أبي شريح الكعبي وقال روح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب عن أبي هريرة إلى قوله بواثقه وعزاه للامام أحمد والبخاري ومسلم ثم قال وزاد أحمد (قالوا يا رسول الله وما بواتقه؟ قال شره) قال وفي رواية لمسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بواتقه)(6)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني وهو ثقة (7)(حدثنا محمد بن جعفر الخ)(غريبه)(3) من رثى إذا رق
فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام قال ولقد رأيته؟ قلت نعم قال أتدري من هو؟ قلت لا قال ذاك جبريل عليه السلام مازال يوصيني بالجار (1) حتى ظننت أن سيورثه ثم قال أما أنك لو سلمت عليه رد عليك السلام (عن عائشة)(2) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجارحتى أنه سيورثه (3)(عن عبد الله)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مازال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه أو قال خشيت أن يورثه (عن عبد الله بن عمرو)(5) بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن أبي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه (عن أبي أمامة)(7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
وتوجع أي اشفق عليك واتوجع لك (1) قال العلائي الظاهر أن المراد جار الدارلا جار الجوار لأن التوارث كان في صدر الإسلام بجوار العهد ثم نسخ (حتى) بعني أنه لما أكثر علي في المحافظة على رعاية حقه (ظننت أنه سيورثه) أي سيحكم بتوريث الجار من جاره بأن يأمرني عن الله به (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا يحيى عن يحيى عن رجل عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) جاء في آخر الحديث في الأصل بعد هذه الجملة قال يحيى أراه سمى لي أبا بكر بن محمد ولكن نسيت اسمه (قلت) قوله (قال يحيى) هو ابن سعيد الراوي عن يحيى الأول والظاهر أن يحيى الأول هو يحيى بن يحيى بن بكير (أراه) بضم الهمزة أي أظنه (سمى لي أبا بكر بن محمد) يعني ابن عمرو بن حزم ومما يؤيد ذلك أن مسلما رواه عن طريق يحيى بن سعيد أخبرني أبوبكر وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرة حدثته أنها سمعت عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه (تخريجه)(ق. والأربعة وغيرهم)(4)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمدا يحدث عن عبد الله (يعني ابن عمر) الخ (تخريجه)(ق مذ)(5)(سنده) حدثنا سفيان عن داود يعني ابن شابور عن مجاهد وبشير أبي اسماعيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سورثه (تخريجه)(د مذ) والبخاري في الأدب المفرد وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب اهـ قال المنذري وقد روى هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم (6)(سنده) حدثنا أبو قطن ثنا يونس بن عمرو بن عبد الله يعني ابن أبي اسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال اني كنت اتيتك الليلة فلم يمنعني أن ادخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فمر برأس التمثال يقطع فيصير كبيئة الشجرة ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطآن ومر بالكلب فيخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جرو كان للحسن والحسين عليه السلام تحت نضد لهما قال ومازال يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه (تخريجه)(د مذ نس حب) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (7)(سنده) حدثنا حيوة بن شريح ثنا بقية ثنا محمد بن زياد الالهاني قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وصرح **** بالتحديث فهو حديث حسن
(عن عبد الله بن عمرو)(1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره (عن أبي ذر)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر إذا طبخت فأكثر المرقد وتعاهد (3) جيرانك أو اقسم بين جيرانك (عن عمر بن الخطاب)(4) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شبع الرجل دون جاره
(أبواب الضيافة وآدابها)
(باب الترغيب في إكرام الضيف وفضل ذلك وبركته)(عن عبد الله بن عمرو)(5) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال خير؟ قال أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف (وعنه أيضا)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحفظ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (عن أبي سعيد الخدري)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه قالها ثلاثا قالوا وما كرامة الضيف يا رسول الله؟ قال ثلاثة أيام
(1)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا اخبرن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(مذ ك حب) وقال الترمذي حديث حسن غريب اهـ وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2)(سنده) حدثنا عبد العزيز ابن عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الخ (غريبه)(3) قال في القاموس التعهد والتعاهد والاعتهاد أن يلتزم محافظة شيء ويتفقد أحواله ولا يغفل عنه أصلا قال العلماء هذا أمر ندب ويعد ارشاد إلى مكارم الأخلاق قال الأبى جيرانك جمع جار لكن يخصصه قوله في بعض الروايات ثم انظر أهل بيت من جيرانك فبالبيت الواحد يخرج من العهدة (تخريجه)(م مذ جه)(4)(عن عمر بن الخطاب الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وتخريجه في باب مناقب سعد بن أبي وقاص من كتاب مناقب الصحابة رضي الله عنهم (باب)(5)(سنده) حدثنا حجاج وأبو النضر قالا حدثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه)(ق د نس جه) وغيرهم (6)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) واسنادهما حسن اهـ (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد باسناد حسن (7)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) أورده الهيثمي والمنذري في الترغيب والترهيب وقالا رواه أحمد مطولا ومختصرا باسانيد احدها صحيح والبزار وأبو يعلي اهـ (قلت) من المطول حديث تقدم في باب الاستئذان ثلاث مرات من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر وسنده حسن ومن المختصر حديث لأبي سعيد أيضا مرفوعا بلفظ الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة وسنده صحيح وسيأتي بعد باب
فما جلس بعد ذلك فهو عليه صدقة (عن عقبة بن عامر)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا خير فيمن لا يضيف (عن مالك بن نضلة)(2) قال قلت يا رسول الله رجل نزلت به فلم يقرني (3) ولم يكرمني ثم نزل بي أقريه أو أجزيه (4) بما صنع قال بل أقره (5)(عن سنان بن سنة)(6) صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطاعم الشاكر (7) له مثل أجر الصائم الصابر (8)(باب ما جاء في عدم التكلف للضيف)(عن عبد الله بن عبيد بن عمير)(9) قال دخل على
وفي حديث الباب دراج بن سمعان أبو السمح وحديثه عن أبي الهيثم ضعيف والله أعلم (1)(سنده) حدثنا حجاج وحسن بن موسى قالا ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه)(هب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن اهـ (قلت) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بعلامة الحسن (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال ابو اسحاق انبأنا قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قشيف الهيئة فقال هل لك مال؟ قال قلت نعم قال فما مالك؟ فقال من كل المال من الخيل والابل والرقيق والغنم قال فماذا آتاك الله عز وجل ما لا فلير عليك فقال هل تنتج ابل قومك صحاحا آذانها فتعمد إلى الموسى فتقطعها أو تقطعها وتقول هذا بحر وتشق جلودها وتقول هذه صرم فتحرمها عليك وعلى أهلك؟ قال قلت نعم قال كل ما آتاك الله عز وجل لك حل وساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أحد من موساك قال قلت يا رسول الله رجل نزلت به فلم يقرني الخ (غريبه)(3) بفتح أوله (ولم يكرمني) بضم أوله وجاء عند الترمذي بلفظ (قلت يا رسول الله الرجل امر به فلا يقريني ولا يضيفني) فقوله ولا يضيفني بضم أوله تفسير لقوله فلا يقريني (4) أقريه أو أجزيه كلاهما بفتح الهمزة ومعناه أكافئه ترك القرى ومنع الطعام كما فعل بي أم أقربه وأضيفه؟ (5) بفتح الهمزة وسكون القاف وكسر الراء أي أضفه وفيه حث على القرى الذي هو من مكارم الأخلاق ومنها دفع السيئة بالحسنة هذا وصدر هذا الحديث الذي لم نتعرض لشرحه هنا تقدم مثله من حديث أبي الأحوص أيضا في باب النهي عن قتل الحيوان أو الإنسان من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 29 رقم 91 وتقدم شرحه هناك مستوفي فارجع إليه إن شئت (تخريجه)(مذ نس) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي (6)(سنده) حدثنا هارون بن معروف قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) وسمعته أنا من هارون ثنا عبد العزيز بن محمد قال اخبرني محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه حكيم بن أبي حرة عن سنان بن سنة الخ (غريبه)(7) هو الذي يطعم الفقير والمسكين وابن السبيل ويقرى الضيف ونحو ذلك مع شكره لله عز وجل على نعمة الغنى وتصورها وإظهارها (8) أي لأن الطعم فعل والصوم كف عن فعل فالطاعم بطبعه يأتي ربه بالشكر والصائم بكفه عن الطعم يأتي ربه بالصبر (قال الإمام الغزالي) هذا دليل على فضيلة الصبر إذ ذكر ذلك في معرض المبالغة لرفع درجة الشكر فألحقه بالصبر فكان هذا منتهى درجته ولولا أنه فهم من الشرح علو درجة الصبر لما كان الحاق الشكر به مبالغة في الشكر (تخريجه)(مذ جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي باب (9)(سنده) حدثنا أسباط بن محمد ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافى عن عبد الله بن عبيد بن
جابر بن عبد الله نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم نعم إلادام الخل أنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من أخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم اليهم (عن سلمان الفارسي)(1) أنه دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ولولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك (باب ما جاء مدة الضيافة وما للضيف من الحق وما عليه)(عن أبي هريرة)(2) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال حق الضيافة ثلاثة أيام فما أصاب بعد ذلك فهو صدقة (عن أبي سعيد الخدري)(3) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثله (عن أبي شريح الخزاعي)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة (5) ولا يحل للرجل أن يقيم عند أحد حتى يؤثمه (6) قالوا يا رسول الله فكيف يؤثمه؟ قال يقيم عنده وليس له
عمير الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم طب عل) إلا أن أبا يعلى قال وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه وبعض أسانيدهم حسن (ونعم الإدام الخل) في الصحيح ولعل قوله (أنه هلاك بالرجل) الخ من كلام جابر مدرج غير مرفوع والله أعلم (1)(سنده) حدثنا عفان ثنا قيس بن الربيع ثنا عثمان بن سابور رجل من بني أسد عن شقيق أو نحوه شك قيس أن سلمان دخل عليه رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد واحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يؤيدهما أورده الهيثمي أيضا وعزاه للطبراني عن شقيق بن سلمة قال دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي فقال سلمان لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم ثم جاء بخبز وملح فقال صاحبي لو كان ملحنا عنقز فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بعنقز فلما أكلنا قال صاحبي الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسى وهو ثقة وفي رواية عنده نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا اهـ (قلت) جاء في الحديث لفظ العنقز وفسره في النهاية بأصل القصب الغض والله أعلم (باب)(2)(سنده) حدثنا روح ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم اهـ (قلت) ليث بن أبي سليم ليس من رجال هذا الحديث عند الإمام أحمد بل رجاله عنده من رجال الصحيحين فالحديث صحيح (3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة (تخريجه)(بز عل) وسنده عند الامام أحمد صحيح (4)(سنده) حدثنا وكيع ثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي شريح الخزاعي الخ (غريبه)(5) الجائزة العطية أي ليكلف في اليوم الأول بما اتسع له من بر قدر طاقته وفي اليوم الثاني والثالث يكفي الطعام المعتاد (6) أي يحرجه كما صرخ بذلك في بعض الروايات من الإحراج والتحريج والحرج هو الضيق أي حتى يضيق عليه (وقال الخطابي) معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره فيبطل أجره اهـ (قال الحافظ المنذري) وللعلماء في هذا الحديث تأويلان (أحدهما) أنه يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذ اجتاز به وثلاثة
شيء يقريه (عن العباس الجريري)(1) قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبعا (2) قال وسمعته يقول قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه تمرا فأصابني سبع تمرات احداهن حشفة (3) فلم يكن شيء أعجب إلى منها شدت مضاغي (4)(عن أبي هريرة)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأله عنه فإن سقاه شرابا من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه (عن المقدام بن معديكرب)(6) الكندي أبي كريمة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ليلة الضيف واجبة على كل مسلم (7) فإن اصبح بفنائه (8) محروما كان دينا له عليه إن شاء اقتضاه وان شاء تركه (وعنه من طريق ثان)(9) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيما مسلم أضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإن حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى الليلة ليلته من زرعه وماله (10)(عن أبي هريرة)(11) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه (عن عقبة بن عامر)(12) أنه قال قلنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا فما
أيام إذا قصده (والثاني) يعطيه ما يكفيه يوما وليلة يستقبلهما بعد ضيافته اهـ (تخريجه)(ق د مذ جه لك)(1)(سنده) حدثنا عفا حدثنا حماد بن يزيد ثنا العباس الجريري الخ (غريبه)(2) أي نزلت على أبي هريرة ضيفا سبع ليال وفيه جواز مكت الضيف زيادة على ثلاث برضا المضيف (3) الحشف بالتحريك اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (4) المضاغ بالفتح الطعام يمضغ وقيل هو المضغ نفسه يقال لقمة لينة المضاغ وشديدة المضاغ أراد أنه كان فيها قوة عند مضغها (نه)(تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله كلهم ثقات (5)(سنده) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا مسلم يعني ابن خالد عن زيد بن أسلم عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) وفي اسناده مسلم بن خالد الزنجى وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجالهما رجال الصحيح (6)(سنده) حدثنا حيحى بن سعيد قال ثنا شعبة حدثني منصور عن الشعبي عن المقدام بن معديكرب الخ (غريبه)(7) قال الامام الخطابي وجه ذلك أنه رآها حقا من طريق المعروف والعادة المحمودة ولم يزل قرى الضيف وحسن القيام عليه من شيم الكرام وعادات الصالحين ومنع القرى مذموم على الألسن وصاحبه ملوم وقد قال صلى الله عليه وسلم من كان يومن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه (8) بكسر الفاء هو المتسع أما الدار ويجمع الفناء على أفنية (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أبا الجودى يحدث عن سعيد بن المهاجر عن المقدام أبي كريمة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(10) قال الإمام الخطابي يشبه أن يكون هذا في المضطر الذي لا يجد ما يطعمه ويخاف التلل على نفسه من الجوع فإذا كان بهذه الصفة كان له أن يتناول من مال أخيه ما يقيم به نفسه قال وهذا يشبه مذهب الشافعي (تخريجه)(د جه ك) وصححه الحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري (11)(سنده) حدثنا قتيبة قال حدثنا ليث بن سعد عن معاوية ابن صالح عن أبي طلحة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته ثقات والحاكم وقال صحيح الاسناد (12)(سنده) حدثنا حجاج انا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
ترى في ذلك؟ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا وان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم (باب اشتراك المسلمين وتعاونهم في قرى الأضياف إذا كثروا)(عن الحارث بن عبد الرحمن)(1) قال بينما أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعيد الله بن طهفة فقال أبو سلمة ألا تخبرنا عن خبر أبيك؟ قال حدثني أبي عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا كثر الضيف عنده قال لينقلب كل رجل بضيفه حتى إذا كان ذات ليلة اجتمع عنده ضيفان كثير وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقلب كل رجل مع جليسه قال فكنت ممن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما دخل قال يا عائشة هل من شيء؟ قالت نعم حويسة (2) كنت أعددتها لإفطارك قال فجاءت بها في قعيبة (3) لها فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها قليلا فأكله ثم قال خذوا باسم الله فأكلنا منها حتى ما تنظر إليها (4) ثم قال هل عندك من شراب؟ قالت نعم لبينة (5) كنت أعددتها لك قال هلميها (6) فجاءت بها فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها إلى فيه فشرب قليلا ثم قال اشربوا بسم الله فشربنا حتى والله ما ننظر إليها (7) ثم خرجنا فأتينا المسجد (8) فاضطجعت على وجهي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يوقظ الناس الصلاة الصلاة وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة فمر بي وأنا على وجهي فقال من هذا؟ فقلت أنا عبد الله بن طهفة (9) فقال أن هذه ضجعة يكرهها الله عز وجل (عن عبد الرحمن بن أبي بكر)(10) رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث من كان عنده
عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه)(ق د جه) قال المنذري واخرجه الترمذي من حديث ابن لهيعة وقال حسن (باب)(1)(سنده) حدثنا يزيد انا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن يعيش بن طخفة الغفاري قال كان أبي من أصحاب الصفة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فجعل ينقلب الرجل بالرجل والرجلين حتى بقيت خمسة خمسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا فانطلقنا معه إلى بيت عائشة الخ (غريبه)(2) تصغير الحيس وهو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن وقد يجعل عوض الإقط الدقيق (نه)(3) تصغير القعب بفتح القاف والعب اناء ضخم كالقصعة والجمع قعاب واقعب مثل سهم وسهام وأسهم والمراد هنا إناء صغير (4) يعني من كثرة الشبع (5) تعني شيئا قليلا من اللبن (6) أي ائتني بها (7) أي من كثرة الري والشبع وفي تكثير الطعام والشراب معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (8) جاء في الطريق الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم بتم وان شئتم انطلقتم إلى المسجد فقلنا لا بل ننطلق إلى المسجد (9) جاء في هذه الرواية طهفه بالهاء وجاء في الطريق الثانية طخمه بالخاء المعجمة بدل الهاء وتقدم الكلام على ذلك في باب هيئة الاضطجاع للنوم من كتاب الاذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 245 في شرح حديث رقم 119 فارجع إليه (تخريجه)(د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وسنده جيد (10)(سنده) حدثنا عارم ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن
طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال (1) وان أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة (2) وأبو بكر بثلاثة قال فهو أنا وأبي وأمي (3) ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر وان أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قلت له امرأته ما حبسك على أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال أو ما عشيتهم؟ قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم (5) قال فذهبت أنا فاختبأت (6) قال يا غنثر أو يا عنتر (7) فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا (8) وقال والله لا أطعمه أبدا قال وحلف الضيف أن لا يطعمه حتى يطعمه أبو بكر (9) قال فقال أبو بكر هذه من الشيطان قال فدعا بالطعام فأكل قال فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة ربا (10) من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فاذا هي كما هي أو اكثر فقالى لامرأته (11) يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت لا وقرة عيني (12) لهي
ابن أبي بكر أن أصحاب الصفة الخ (غريبه)(1) فيه فضيلة الايثار والمواساة وانه إذا حضر ضيفان كثيرون ينبغي للجماعة أن يتوزعوهم ويأخذ كل واحد منهم من يحتمله وانه ينبغي لكبير القوم أن يأمر اصحابه بذلك ويأخذ هو من يمكنه (2) هذا مبين لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الأخذ بأفضل الأمور والسبق إلى السخاء والجود فإن عيال النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قريبا من عدد ضيفانه هذه الليلة فأتى بنصف طعامه أو نحوه وأتى أبو بكر رضي الله عنه بثلث طعامه أو أكثر وأتى الباقون بدون ذلك والله أعلم قاله النووي (3) القائل انا الخ عبد الرحمن بن أبي بكر راوي الحديث والقائل ولا أدري هو الراوي عن عبد الرحمن (4) بفتح العين المهملة (5) معناه أنهم عرضوا عليهم الطعام فأبوا حتى يحضر أبو بكر وانما فعلوا ذلك ادبا ورفقا بأبي بكر فيما ظنوه لأنهم ظنوا أنه لا يحصل له عشاء من عشائهم (6) القائل فذهبت أنا هو عبد الرحمن بن أبي بكر والقائل يا غنثر الخ هو ابو بكر رضي الله عنه وانما اختبأ عبد الرحمن خوفا من خصام أبيه له وشتمه إياه (وغنثر) بضم الغين المعجمة ثم بعدها نون ساكنة ثم ثاء مثلثة مفتوحة ومضمومة لغتان هذه هي الرواية المشهورة في ضبطه قالوا هو الثقيل الوخم وقيل هو الجاهل مأخوذ من الثغارة بفتح الغين المعجمة وهو الجهل والنون فيه زائدة وقيل هو السفيه وقيل هو ذباب أزرق وقيل هو اللئيم مأخذ من الغثر وهو اللؤم (7) أو للشك من الراوي هل قال يا غنثر أو يا عنتر وعنتر بعين مهملة وتاء مثناة مفتوحتين قالوا وهو الذباب وقيل هو الأزرق منه شبهه به تحقيرا له (8) إنما قال ذلك لما حصل له من الحرج والغيظ بتركهم العشاء بسببه وقيل أنه ليس بدعاء إنما أخبر أي لم تتهنئوا به وقته (9) بعد هذا الحلف من الطرفين قال أبو بكر هذه من الشيطان يعني يمينه كما سيأتي في الحديث ثم أكل بعد الحلف وفيه أن من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فعل ذلك وكفر عنه يمينه كما جاءت به الأحاديث الصحيحة (10) أي زاد وفيه كرامة ظاهرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وفيه اثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة (11) هي أم رومان بنت عامر بن بني فراس بن غنيم بن غنيم بن مالك بن كنانة وهي أم عبد الرحمن وعائشة (12) قال أهل اللغة
الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار فأكل منها أبو بكر وقال انما ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الاجل فعرفنا (1) اثني عشر رجلا مع كل رجل أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم فأكلوا منها اجمعون أو كما قال
(أبواب تعظيم حرمات المسلمين)
(وبيان حقوقهم والشفقة عليهم والنصح لهم وحسن الظن لهم وستر عوراتهم وغير ذلك)(باب الترغيب في النصيحة للمسلمين)(عن ابن عباس)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الدين النصيحة قالوا لمن؟ قال لله ولرسوله (3) ولأئمة المسلمين (4)
قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان ويوافقه قيل إنما قيل ذلك لأن عينة تقر لبلوغ أمنيته فلا يستشرف لشيء فيكون مأخوذا من القرار وقيل مأخوذ من القر بالضم وهو البرد أي عينه بارده لسرورها وعدم مقلقها قال الأصمعي وغيره أقر الله عينه أي ابرد دمعته لأن دمعة الفرح باردة ودمعة الحزن حارة ولهذا يقال في ضده أسخن الله عينه (قال صاحب المطالع) قال الداودي أرادت بقرة عينها النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به ولفظه (لا) في قولها لا وقرة عيني زائدة ولها نظائر مشهورة ويحتمل أنها نافية وفيه محذوف أي لا شيء غير ما أقول وهو وقرة عيني لهى أكثر منها (1) بالعين المهملة وتشديد الراء أي جعلنا عرفاء والعريف النقيب وهو دون الرئيس (قال النووي) وفي هذا الحديث دليل لجواز تفريق العرفاء على العساكر ونحوها وفي سنن أبي داود (العرافة حق) لما فيه من مصلحة الناس وليتيسر ضبط الجيوش ونحوها على الامام باتخاذ العرفاء وأما الحديث الآخر (العرفاء في النار) فمحمول على العرفاء المقصرين في ولايتهم المرتكبين فيها ما لا يجوز كما هو معتاد لكثير منهم (تخريجه)(م د)(باب)(2)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبد الرحمن بن ثوبان قال سمعت عمرو ابن دينار يقول اخبرني من سمع ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) جاء في حديث تميم الداري لله ولكتابه ولرسوله (4) زاد في حديث تميم الداري (وعامتهم) ومعنى الحديث ذكره صاحب النهاية فقال النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها واصل النصح في اللغة الخلوص يقال نصحته ونصحت له ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته واخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ونصيحة الأئمة أن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا ونصيحة عامة المسلمين ارشادهم إلى مصالحهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) والطبراني في الكبير وقال ولأئمة المسلمين وعامتهم قال أحمد عن عمرو بن دينار اخبرني من سمع ابن عباس وقال الطبراني عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال أحاديثه مناكير ورواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلي قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لكتاب الله ولنبيه ولأئمة اهـ (قلت) يؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده وحديث تميم الداري
(عن أبي هريرة)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة ثلاث مرات قال قيل يا رسول الله لمن؟ قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين (عن تميم الداري)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة ثلاثا (وفي رواية إنما الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (عن حكيم بن أبي يزيد)(3) عن أبيه عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض فماذا استنصح رجل أخاه فلينصح له (عن جرير)(4) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبايعك على الإسلام فقبض يده وقال النصح لكل مسلم ثم قال صلى الله عليه وسلم أنه من لم يرحم الناس لم يرحمه الله عز وجل (عن زياد بن علاقة)(5) قال سمعت جرير ابن عبد الله رضي الله عنه قام يخطب يوم توفي المغيرة بن شعبة فقال عليكم باتقاء الله عز وجل الوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير فإنما يأتيكم الآن ثم قال اشفعوا لأميركم (6) فإنه كان يحب العفو وقال أما بعد فإني أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبايعك على الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترط على النصح لكل مسلم (7) وفي رواية (وتنصح للمسلم وتبرأ من الكافر) فبايعته على هذا ورب هذا المسجد (8) إني لكم لناصح جميعا (9) ثم استغفر ونزل (عن أبي أمامة)(10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الآتي بعد حديث أبي هريرة رواه مسلم وغيره وهو الحديث السابع من الأربعين النووية (1)(سنده) حدثنا صفوان أنا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن (2)(سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد المليئي عن تميم الدارى الخ (تخريجه)(م د نس)(3)(سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عطاء ابن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه الخ (قلت) أبوه يزيد الكرخى قال الحافظ ذكره في الصحابة ابن منده وابو نعيم وابن عبد البر وابن الاثير (تخريجه) اخرجه ابو عوانة عن حكيم بن أبي يزيد أيضا بسنده ولفظه واخرجه الطبراني والقضاعي عن أبي السائب قال (مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يساوم صاحبه فجاءه رجل فقال للمشترى دعه) فذكره (وقوله فإذا استنصح أحدكم أخاه) أي طلب منه أن ينصحه (فلينصح له) وجوبا أورده الهيثمي وعزاه للطبراني وفي اسناده عند الجميع عطاء بن السائب وقد اختلط في آخر عمره (4)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن عبيد الله بن جرير عن جرير (يعني ابن عبد الله) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرج الجزء المختص بالنصح منه (ق د نس) وأخرج الجزء المختص بالرحمة منه حديثا مستقلا (ق مذ)(5)(سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا زياد ابن علاقة الخ (غريبه)(6) أيالمتوفى ويعني بالشفاعة له الدعاء له بالرحمة والمغفرة (7) في هذا الحديث والذي قبله تأكيد النصح لكل مسلم (8) الظاهر أنه مسجد الكوفة لأن المغيرة بن شعبة كان أمير الكوفة ولا يزال كذلك حتى توفي بها سنة إحدى وخمسين (9) أي في أمرهم بالسكينة والوقار حتى يأتي أمير آخر وهو زياد ابن أبي سفيان وفي قوله اشفعوا لأميركم ولا يريد بذلك إلا النصح لهم (تخريجه)(ق د نس) بدون القصة (10)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر
قال الله عز وجل أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي (1)(عن أبي مسعود)(2) رفعه وقال شاذان مرة (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المستشار مؤتمن (4) ذكر شاذان أيضا حديث الدال على الخير كفاعله (5)(باب الترغيب في اعانة المسلم وتفريج عنه كربه وقضاء حاجته وستر عورته)(عن أبي هريرة)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس (7) عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما (8) ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكية (9) وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده ومن أبطأ به عمله (10) لم يسرع به نسبه
عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه)(1) تقدم أن النصح لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف (2)(سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود (يعني البدري الأنصاري) رفعه الخ (غريبه)(3) شاذان لقب للأسود بن عامر الذي روى عنه الامام أحمد هذا الحديث يعني ان اسود بن عامر قال مرة أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بدل قوله رفعه والمعنى واحد (4) أي أمين على ما استشرته فيه فمن افضى إلى أخيه بسره وأمنه على نفسه فقد جعله بمحلها فيجب عليه أن لا يشير عليه إلا بما يراه صوابا وفيهد حث على ما يحصل به معظم الدين وهو النصح لله ورسوله وعامة المسلمين وبه يحصل التحابب والائتلاف وبضده يكون التباغض والاختلاف (5) معناه أن حصل ذاك الخير فله مثل ثوابه وإلا فله ثواب دلالته (قال القرطبي) ذهب بعض الأئمة إلى أن المثل المذكور وإنما هو بغير تضعيف لأن فعل الخير لم يفعله الدال وليس كما قال بل ظاهر اللفظ المساواة ويمكن أن يصار إلى ذلك لأن الأجر على الأعمال إنما هو بفضل الله يهب لمن يشاء على أي فعل شاء وقد جاء في الشرح كثير اهـ (تخريجه) اخرج ابن ماجه حديث المستشار ومؤتمن بسنده ولفظه كما هنا وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناد حديث أبي مسعود صحيح ورجاله ثقات وأما حديث الدال على الخير كفاعله أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبزار عن ابن مسعود وللطبراني عن سهل ابن سعد وعن أبي مسعود ورمز له بالصحة (باب)(6)(سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش وابن نمير قال اخبرنا الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(7) بتشديد الفاء من التنفيس أي فرج عنه (8) أي في قبيح فعله وقوله فلم يفضحه بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ولم يكشفه بالتحدث ولم يرفعه للحاكم إن لم يعرف بأذى الناس ولم يجاهر بالفساد وإلا ندب رفعه للحاكم مالم يخف فتنة لأن الستر يقويه على فعله وليس في الحديث ما يقتضي ترك الانكار عليه فيما بينه وبينه (9) قيل المراد بالسكينة هنا الرحمة وهو الذي اختاره القاضي عياض قال النووي وهو ضعيف لعطف الرحمة عليه وقيل الطمأنينة والوقار وهو أحسن (10) معناه من كان عمله ناقصا لم يلحقه بمرتبة
(عن مسلمة بن مخلد)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر مسلمان في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة ومن نجى مكروبا فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخية كان الله عز وجل في حاجته (عن ابن عمر)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله عز وجل في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عز وجل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة (عن سلام بن عمرو اليشكري)(3) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوانكم (4) فأصلحوا إليهم (وفي رواية فأحسنوا إليهم) واستعينوهم على ما غلبكم (5) وأعينوهم على ما غلبهم (6)(عن ابن عباس)(7) قال جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتهما واحدة فتكلم أحدهما فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم من فيه إخلافا (8) فقال له ألاتستاك؟ فقال اني لأفعل ولكن لم أطعم طعاما منذ ثلاث فأمر به رجلا فآواه وقضى له حاجته (باب الترغيب في شد أزر المؤمن ووده والعطف عليه والتألم لألمه)(عن النعمان بن بشير)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
أصحاب الأعمال فينبغي أن لا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في العمل (تخريجه)(م د) وروى أبو داود والترمذي قطعا منه (1)(سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد الخ (قلت) مسلمة بفتح الميم واللام بينهما مهملة ساكنة (ومخلد) بضم الميم وفتح المعجمة وكسر اللام مشددة ذكره الحافظ في الصحابة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات ويؤيده الحديث السابق لأنه بمعناه (وعند الإمام) أحمد حديث آخر لمسلمة بن مخلد قال عبد الله ابن الامام احمد قرأت على أبي هذا الحديث حدثنا عباد بن عباد وابن أبي عدي عن ابن عون عن مكحول أن عقبة (قال ابن أبي عدي) أتى مسلمة بن مخلد بمصر وكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال إني لم آتك زائرا ولكني جئتك لحاجة اتذكر يوم (قال عباد في حديثه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة؟ فقال نعم فقال لهذا جئت قال ابن أبي عدي في حديثه ركب عقبه ابن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر اهـ (قلت) هذا الحديث ذكره الحافظ في الاصابة وعزاه لأبي نعيم (2)(سنده) حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب ان سالم بن عبد الله اخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق د)(3)(سنده) حدثنا عفان ثنا ابو عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو اليشكرى عن رجل الخ (غريبه)(4) منصرب بفعل محذوف أي احفظوا اخوانكم وفي تخصيص الاخوان بالذكر اشعار بصلة المواساة وان ذلك مندوب لأنه وارد على منهج التعطف والتلطف (وقوله فأصلحوا اليهم) اي فأحسنوا إليهم كما جاء في الرواية الثانية (5) أي ما يشق عليكم ولا تطيقونه (6) اي ما يشق عليهم ولا يطيقونه والظاهر أن هذا الحديث ورد في المماليك وان كان صالحا للعموم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أبو يعلي ورجاله ثقات وغفل عن عزوه للامام أحمد (7)(سنده) حدثنا حسن حدثنا زهير عن قابوس ان أباه حدثه عن ابن عباس قال جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) بكسر الهمزة من قولهم أحلف فمه إذا تغيرت رائحته ومنه خلوف فم الصائم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (باب)(9)(سنده) حدثنا اسحاق بن يونس قال ثنا زكريا عن الشعي عن النعمان بن بشير الخ
قال مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى (وعنه أيضا)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين كرجل واحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله إن اشتكى عينه اشتكى كله (عن أبي موسى)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (عن سهل بن سعد الساعدى)(3) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن من أهل الايمان يمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس (عن سيار)(4) أنه سمع خالد بن عبد الله التقسرى وهو يخطب على المنبر وهو يقول حدثني أبي عن جدي أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحب الجنة؟ قال قلت نعم قال أحب لأخيك ما تحب لنفسك (عن أنس)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير (باب الترغيب في نصرة المؤمن والرد عن عرضه)(عن أنس)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انصر اخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال تمنعه من الظلم (وفي لفظ) تحجزه تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره (عن جابر)(7) قال اقتتل غلامان (8) غلام من المهاجرين وغلام من الانصار فقال المهاجري ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللانصار (9) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أدعوى
(تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن خيثمة عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م وغيره)(2)(سنده) حدثنا ابن ادريس عن يزيد عن جده أبي موسى (يعني الأشعري) الخ (تخريجه)(ق نس مذ)(3)(سنده) حدثنا احمد بن الحجاج حدثنا عبد الله انا مصعب بن ثابت حدثني أبو حازم قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجال أحمد رجال الصحيح (4)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الله الرازي أبو جعفر قال ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة قال ثنا سيار أنه سمع خالد بن عبد الله الخ (قلت) جاء في الاصل يسار بدل سيار وهو خطأ وصوابه سيار بتقديم السين على الياء وهو سيار العنزى بفتح النون أبو الحكم الواسطى روى عن هشيم وغيره وثقه الامام احمد وابن معين توفي سنة 122 (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد جاءت على الصواب قال الامام احمد حدثنا ابو معمر ثنا هشيم قال ثنا سيار عن خالد بن عبد الله القشري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجده يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله ثقات اهـ (قلت) لعله يريد عبد الله بن الامام أحمد في زوائده على مسند أبيه وليس كذلك فإن هذا الحديث رواه الامام احمد من عدة طرق ولم يروه عبد الله عن غير أبيه والله أعلم (5)(سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه)(ق مذ نس جه) باب (6)(سنده) حدثنا يزيد انا حميد عن انس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه)(خ مذ) وروى مسلم معتاد عن جابر (7)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم وابو النضر قالا ثنا زهير انا ابو الزبير ثنا جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه)(8) أي تضاربا (9) بفتح اللام فيهما وهي لام الاستغاثة ومعناها أدعو المهاجرين
الجاهلية (1) فقالوا لا والله إلا أن غلامين كسع (2) أحدهما الآخر فقال لا بأس (3) لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما فإن كان ظالما فلينهه فإن له نصرة وان كان مظلوما فلينصره (عن سهل بن حنيف)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أذل (5) عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة (عن أبي الدرداء)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه المسلم (7) كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة (عن معاذ بن أنس الجهنى)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمى مؤمنا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال (باب الترغيب في ستر عورات المسلمين وعد اشاعتها)(حدثنا محمد بكر)(9) قال قال ابن جريج ركب أبو أيوب الانصار إلى عقبة بن عامر إلى مصر فقال إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا وأنت كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ستر المؤمن؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا في الدناي على عورة ستره الله عز وجل يوم القيامة فرجع إلى المدينة فما حل رحله
وأستغيث بهم وادعوا الانصار واستغيث بهم (1) كره النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول منهم لأنه مما كانت عليه الجاهلية من التعاضد بالقبائل في أمور الدنيا ومتعلقاتها وكانت الجاهلية تأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل فجاء الإسلام بإبطال ذلك وفصل القضايا بالأحكام الشرعية فإذا اعتدى انسان على آخر حكم القاضي بينهما والزمه بمقتضى عدوانه كما تقرر من قواعد الاسلام (2) هو بعين مهملة مخففه أي ضرب دبره وعجيزته بيد أو رجل ونحو ذلك (3) معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خفته فإنه خاف أن يكون حدث أمر عظيم يوجب فتنة وفسادا وليس عائد إلى رفع كراهة الدعاء بدعوى الجاهلية (تخريجه)(م وغيره)(4)(سنده) حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل ابن حنيف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) بالبناء للمجهول (عنده) أي بحضرته أو بعلمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث وفيه ضعف إذا عنعن وهنا صرح بالتحديث فحديثه حسن (6)(سنده) حدثنا اسماعيل عن ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن ابي الدرداء الخ (وله في طريق أخرى عند الامام احمد) قال حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله يعني ابن مالك قال انا ابوبكر النهشلي عن مرزوق أبي بكير التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة (غريبه)(7) أي رد على من اغتابه أو تكلم فيه بسوء ودافع عنه (تخريجه)(مذ) وحسنه (8)(سنده) حدثنا احمد بن الحجاج ويعمر بن بشر قال احمد انا عبد الله وقال يعمر ثنا عبد الله قال اخبرني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان ان اسماعيل بن يحيى المعافري أخبره عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهنى) الخ (تخريجه)(د طب) وابن ابي الدنيا وفي اسناده اسماعيل بن يحيى المعافري المصري قال في التقريب مجهول وقال ابن حبان لا تحل رواية عنه باب (9)(حدثنا محمد بن بكرالخ) أورده الهيشمي بلفظه وقال أورده أحمد هكذا منقطع السند
يحدث بهذا الحديث (عن منيب عن عمه)(1) قال بلغ رجلا (2) من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة فرحل إليه وهو بمصر فسأله هذا الحديث قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة فقال وأنا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (قر)(عن مكحول)(3) أن عقبة أتى مسلمة بن مخلد (4) بمصر (وفي رواية ركب عقبة بن عامر غلى مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر) وكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال اني لم آتك زائرا ولكني جئتك لحاجة أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة؟ فقال نعم فقال لهذا جئت (عن دخين كاتب عقبة بن عامر)(5) قال قلت لعقبة رضي الله عنه إن لنا جيرانا يشربون الخمروأنا داع لهم الشرط (6) فيأخذوهم فقال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم قال ففعل فلم ينتهوا قال فجاءه دخين اني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط فيأخذوهم فقال عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر عورة (7) مؤمن فكأنما استحيا موءودة (8) من قبرها (وفي رواية) كان كمن احيا موءودة من قبرها (عن أبي هريرة)(9) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يستر
(قلت) وهو كما قال (1)(سنده) حدثنا مؤمل بن اسماعيل أبو عبد الرحمن ثنا حماد ثنا عبد الملك ابن عمير عن منيب عن عمه الخ (غريبه)(2) الظاهر أن هذا الرجل هو أبو أيوب الانصاري (وقوله عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو عقبة بن عامر أخذا من الحديث السابق والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ومنيب هذا ان كان ابن عبد الله فقد وثقه ابن حبان وان كان غيره فإني لم أر من ذكره اهـ (قلت) جاء في تعجيل المنفعة (منيب) عن عمه وعنه عبد الملك بن عمير لا يعرف وجاء في أصل المسند (هبيب عن عمه) بهاء ثم موحدة بدل الميم والنون وهو خطأ والصحيح منيب كما جاء في تعجيل المنفعة ومجمع الزوائد للهيثمي والله أعلم (قر)(3)(سنده) قال عبد الله بن الامام أحمد قرأت على أبي هذا الحديث حدثنا عباد بن عباد وابن ابي عدي عن ابن عون عن مكحول الخ (غريبه)(4) بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد اللام مكسورة (تخريجه) أورده الهيثمي كما هنا وقال رواه الطبراني في الكبير هكذا وفي الأوسط عن محمد بن سيرين (قال خرج عقبة بن عامر) فذكره مختصرا ورجال الكبير رجال الصحيح (قلت) وغفل عن عزوه للامام أحمد (5)(سنده) حدثنا هاشم ثنا ليث عن إبراهيم بن نشيط الخولاني عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم عن دخين كاتب عقبة بن عامر الخ (قلت) دخين بوزن حسين (غريبه)(6) بضم الشين المعجمة وفتح الراء من نصبه الأمير لتنفيذ الأوامر وما يتعلق بذلك من حبس وضرب وأخذ ممن يستحقه (7) العورة ما يجب سترها من الأعضاء وما يكره الإنسان ظهوره ويستحي من كشفه من العيوب والنقائص وهذا هوالمراد في الحديث (8) الموءودة هي البنت الصغيرة التي دفنها أهلها حية خوفا من العار كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية فقوله (فكأنما استحيا موءودة من قبرها) أي اخرجها من قبرها قبل موتها أو منع والديها من دفنها كذلك (تخريجه)(د نس) ورجاله كلهم ثقات (9)(سنده)
عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة (باب الترغيب في الدعوة إلى الهدى وأعمال الخير والدلالة عليها والشفاعة واصلاح ذات البين)(عن أبي هريرة)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا إلى هدى (2) كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (3) ومن دعا إلى ضلالة (4) كان عليه من الاثم مثل آثام من يتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا (عن المنذر بن جرير عن أبيه)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء (عن حذيفة)(6) قال سأل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم ثم أن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا (عن أبي مسعود الانصاري)(7) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال انى ابدع بي (8) فاحملني قال ما عندي ما أحملك عليه ولكن ائت فلانا فأتاه فحمله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله (وعنه من طريق ثان)(9) نحوه وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي فقال رجل يا رسول الله
حدثنا عفان ثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(م وغيره) باب (1)(سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال انا اسماعيل يعني ابن جعفر قال انا العلاء عن ابيه عن ابي هريرة الخ (غريبه)(2) بضم الهاء وفتح المهملة منونة أي عمل من أعمال الخير المشروعة (3) دفع ما يتوهم ان اجر الداعي انما يكون بالتنقيص من اجر التابع وضمه إلى اجر الداعي فكما يترتب على الثواب والعقاب على ما يباشره وبزواله يترتب كل مهنما على ما هو سبب فعله كالارشاد إليه والحث عليه (4) أي عمل من أعمال الشر المنهي عنها شرعا (تخريجه)(م والأربعة)(5)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن ابيه (يعني جرير بن عبد الله) الخ (تخريجه)(م) وغيره (6)(سنده) حدثنا وهب بن جرير ثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي عبيدة بن حذيفة عن حذيفة (يعني ابن اليمان) قال سأل رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طس) ورجاله رجال الصحيح إلا أبا عبيدة ابن حذيفة وقد وثقه ابن حبان (7)(سنده) حدثنا ابن نمير ويعلى ومحمد يعني ابني عبيد قالوا انا الاعمش عن ابي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الانصاري الخ (غريبه)(8) أبدع بضم الهمزة وكسر الدال المهملة مبني للمفعول أي انقطع بي لكلال راحلتي يقال ابدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير ابداعا أي انشاء أمر خارج عما اعتيد منها (نه) وجاء في آخر الحديث قال محمد فإنه قد بدع بي (قلت محمد هو أحد لرواة الثلاثة الذين روى عنهم الامام احمد هذا الحديث) قال في روايته بدع بي بدل ابدع بي والمعنى واحد وكلاهما جائز (9)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الانصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اني ابدع بي فاحملني قال فقال ليس عندي الخ (تخريجه)
أفلا أدله على من يحمله؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله (عن بريدة الأسلمي)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أتاه اذهب فإن الدال على الخير كفاعله (عن معاذ بن جبل)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أن يهدى (3) الله على يديك رجلا من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم (عن أبي موسى الأشعري)(4) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سأله سائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفعوا (5) تؤجروا وليقض الله عز وجل على لسان نبيه ما أحب (6)(عن ابي الدرداء)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة (8)؟ قالوا بلى قال إصلاح ذات البين (9)
(م د مذ) ومعنى الحديث أن من دل على شيء من أي أنواع الخصال الحميدة فله ثواب كما لفاعله ثواب ولا يلزم تساوي قدرهما ذكره النووي والله أعلم (1)(سنده) حدثنا اسحق بن يوسف أنا ابو فلانة كذا قال أبي لم يسمه على عمد وحدثناه غيره فسماه يعني أبا حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ضعف ومع ضعفه لم يسم اهـ (قلت) أبو حنيفة المسمى في السند قال الحافظ في التقريب أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول اهـ فالحديث ضعيف لكن يؤيده ما قبله (2)(سنده) حدثنا حيوة بن شريح حدثني بقية حدثني ضبارة بن عبد الله عن دويد بن نافع عن معاذ بن جبل الخ (غريبه)(3) بفتح همزة ان على حذف لام القسم واصله لأن يهدى الخ وقد جاء بلام القسم في مجمع الزوائد وجاء في حديث على كذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات الا أن دريد ابن نافع لم يدرك معاذا (4)(سنده) حدثنا وكيع ثنا بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده (يعني ابا موسى الاشعري) قال كنا جلوسا الخ (غريبه)(5) أمر من الشفاعة وهي الطلب والسؤال بوسيلة أو ذمام (تؤجرو) أي يثبكم الله على الشفاعة وان لم تقبل والكلام فيما لا حد فيه من حدود الله لورود النهي عن الشفاعة في الحدود وتقدم ذلك في الباب الأول من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 62 وفي هذا الحديث دلالة على استحباب الشفاعة إلى ولاة الأمر وغيرهم من ذي الحقوق مالم تكن في حد أو في أمر لا يجوز تركه كالشفاعة إلى ناظر طفل أو مجنون أو وقف في ترك بعض حق من في ولايته فهذه شفاعة محرمة (6) أي يظهر الله تعالى على لسان رسوله بوحي أو الهام ما قدره في علمه أنه يكون من اعطاء وحرمان أو يجرى الله على لسانه ما شاء من موجبات قضاء الحاجة وعدمها فإذا عرض صاحب حاجة حاجته علي فاشفعوا له يحصل لكم أجر الشفاعة أي ثوابها وان لم تقبل فإن قضيت حاجة من شفعتم له فبتقدير الله وان لم تقض فبتقدير الله وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم ليصلوا جناح السائل وطالب الحاجة (تخريجه)(ق والثلاثة)(7)(سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء عن ابي الدرداء الخ (غريبه)(8) أي بدرجة هي أفضل الخ (9) أي ازالة العداوة تكون بين القوم والمراد اسكان الثائرة حتى تكون أحوالهم أحوال صحبة وألفة وقد جاء في رواية (فان فساد البين هي الحالقة) أي الخصلة التي شأنها ان تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر والمراد المزيلة لمن وقع فيها لما يترتب عليها من الفساد والضغائن وإنما كان
وفساد ذات البين هي الحالقة (باب الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق وارشاد الضال)(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت شجرة تؤذي اهل الطريق فقطعها رجل فنحاها (2) عن الطريق فأدخل بها الجنة (وعنه من طريق ثان)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مر رجل من المسلمين بجذل (4) شوك في الطريق فقال لأميطن (5) هذا الشوك عن الطريق أن لا يعقر رجلا مسلما (6) قال فغفر له (وعنه من طريق ثالث)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل عبد الجنة بغصن شوك على ظهر طريق المسلمين فأماطه عنه (وعنه من طريق رابع)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي على طريق وجد غصن شوك فقال لارفعن هذا لعل الله عز وجل يغفر لي فرفعه فغفر الله له به وأدخله الجنة (عن أنس بن مالك)(9) قال كانت شجرة في طريق الناس تؤدي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة (عن أبي برزة الأسلمى)(10) قال قتلت عبد العزي بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة وقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله مرني بعمل أعمله (وفي رواية علمني شيئا انتفع به) فقال امط الأذي عن الطريق فهو لك صدقة (وفي لفظ) قلت يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله تبارك وتعالى به فقال انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم (وفي لفظ آخر) قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة أو انتفع به قال اعزل الأذى عن طريق المسلمين
إصلاح ذات البين أفضل من نوافل الصلاة والصيام والصدقة لما فيه من عموم المنافع الدينية والدنيوية من التعاون والتناصر والألفة والاجتماع على الخير حتى أبيح فيه الكذي وكثرة ما يندفع من المضرة في الدنيا والدين بتشتت القلوب ووهن الأديان من العداوات وتسليط الأعداء وشماتة الحساد فلذلك صارت أفضل الصدقات والله أعلم (تخريجه)(د مذ) وصححه الترمذي والحافظ واخرجه البخاري في الأدب المفرد من هذا الوجه وغيره باب (1)(سنده) حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) أي أبعدها وعزلها عن الطريق (3)(سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (4) الجذل بالكسر والفتح أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا (5) اماطة الأذي عن الطريق تنحيته أي عزله عن الطريق وابعاده (6) اي يؤذيه (7)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن سهيل بن ابي صالح عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (8)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن زهير وابو عامر قال ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق) ورواه ايضا أبو داود ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما قال كان في شجرة فقطعه وإما كان موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخله الجنة (9)(سنده) حدثنا حسن ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وابو يعلى ولا بأس باسناده في المتابعات (10)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا شداد بن سعيد حدثني جابر بن عمرو