الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم رفع رأسه فنظر إليه وتبسم فقال أباهر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت فقلت صدقت يا رسول الله قال فاقعد فاشرب قال فقعدت فشربت ثم قال لي اشرب فشربت فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد لها في مسلكا قال ناولني القدح فرددت اليه القدح فشرب من الفضلة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
(62)
(كتاب الفقر والغنى)
(باب الترغيب في الفقر مع الصلاح)(عن ابي أمامة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أغبط أوليائي (وفي رواية ان اغبط الناس) عندي (2) مؤمن خفيف الحاذ (3) ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وكان في الناس غامضا (4) لا يشار إليه بالأصابع (5) فعجلت منيته (6) وقل تراثه وقلت بواكيه (عن البراء السليطي)(7) عن نقادة الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث نقادة الأسدي إلى رجل يستمنحه (8) ناقة له وأن الرجل رده فأرسل به إلى رجل آخر سواه فبعث إليه بناقة فلما أبصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بها نقادة يقودها قال اللهم بارك فيها وفيمن أرسل بها قال نقادة يا رسول الله وفيمن جاء بها قال وفيمن جاء بها
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشربها وكأنه يقول في نفسه ما خشيته قد وقع وفهم النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك فنظر إليه وتبسم وقال له بقيت أنا وأنت ومعناه أن نصيبنا هذه الفضلة القليلة ثم أمره بالجلوس وأذن له أن يشرب فشرب وأبان القدح عن فيه ليشرب النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له في الشرب ثانية وثالثة وهكذا حتى أقسم أبو هريرة أنه لم يجد لها مسلكا ومعناه أنه شرب حتى روى وشبع وامتلأ بطنه وفي هذا الحديث دلالة على شدة عطفه صلى الله عليه وسلم على الفقراء ومواساتهم وايثارهم على نفسه وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد بارك الله في الشيء القليل حتى أشبع جميع القوم وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث لم يشرب إلا آخر القوم وفيه غير ذلك والله أعلم (تخريجه)(خ ك) وغيرهما (باب)(1)(سنده) حدثنا وكيع ثنا علي بن صالح عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الخ (غريبه)(2) اي أحسنهم جمالا (3) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة أي قليل المال خفيف الظهر من العيال (ذو حظ من صلاة)(وفي رواية من الصلاة) أي ذو راحة من مناجاة الله فيها واستغراقه في المشاهدة ومنه حديث (ارحنا يابلال بالصلاة)(4) أي مغمورا غير مشهور (5) أي لا يشير الناس إليه بأصابعهم وفيه بيان وتقرير لمعنى الغموض (6) أي سلت روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا وغلبة شغفه بالآخرة (وقل تراثه) أي ميراثه وماله الذي خلفه (وقلت بواكيه) أي لقلة عياله وهوانه على الناس وعدم احتفالهم به (تخريجه)(مذ جه ك) وفي اسناده علي بن يزيد ضعيف (7)(سنده) حدثنا يونس وعفان قالا ثنا غسان بن برزين ثنا سيار بن سلامة الرباحي عن البراء السليطي الخ (غريبه)(8) أي يطلب منه أن يمنحه ناقة أي يعطيه الانتفاع
فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلبت فدرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكثر مال فلان وولده يعني المانع (1) الأول اللهم اجعل رزق فلان يوما بيوم يعني صاحب الناقة الذي ارسل بها (عن أبي هريرة)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم (3) أجعل رزق آل بيتي (4) قوتا (وعنه من طريق ثان)(5) بلفظ اللهم اجعل رزق آل محمد (6) قوتا (عن أنس)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير الا ود انما كان أوتي من الدنيا قوتا قال يعلي في الدنيا (8)(عن فضالة بن عبيد)(9) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس
بها لعله طلبها لبعض المحتاجين إلى ذلك (1) كأنه رده لقلة ما له فطلب له الاكثار لينال بذلك فضيلة التصدق أو أنه غضب عليه فدعا له باكثار المال في الدنيا ليقل به حظه من الآخرة وهو الظاهر لمقابلته بقوله اللهم اجعل رزق فلان يوما بيوم إذ الظاهر أنه دعا له بذلك لأنه رأى كثرة ماله فخاف عليه الافتتان بذلك فدعا له بتقليل المال والله أعلم بحقيقة الحال (تخريجه)(جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه في اسناده البراء قد ذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي مجهول وباقي رجال الاسناد ثقات وقال ليس لنقادة شيء في بقية الكتب الستة سوى هذا الحديث الذي انفرد به ابن ماجه اهـ (قلت) وليس ابن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) أصله ياالله حذفت ياؤه وعوض عنها الميم وشددت لتكون على حرفين كالمعوض عنه (4) أي زوجاته ومن في نفقته وبنو عبد المطلب (وقوله قوتا) أي كفافا كما صرح بذلك في بعض الروايات ومعناه بلغة تسد رمقهم وتمسك قوتهم بحيث لا ترهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ولا يكون فيهم فضول يصل إلى ترفه وتبسط ليسلموا من آفات الغنى والفقير والكفاف مالا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة والقوت ما يسد الرمق سمي قوتا لحصول القوة به (5)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (6) جاء في هذه الرواية آل محمد وهو يشمل كل تقي من أمته صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(م مذ جه)(7)(سنده) حدثنا ابن نمير انا اسماعيل ويعلي بن عبيد قال ثنا اسماعيل عن نفيع عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(8) معناه أن يعلي بن عبيدة زاد في روايته لفظ (في الدنيا) بعد قوله قوتا يعني قوتا في الدنيا (تخريجه)(جه) وعبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية وأورده ابن الجوزي في الموضوعات لأن في اسناده نفيع بن الحارث ابو داود الأعمى متروك وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الخطيب في تاريخه قال أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأنا عبد الباقي بن قانع ثنا عمر بن إبراهيم الحافظ ثنا أحمد بن ابراهيم القطيعي ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن يسار عن أبي وائل عن عبد الله (يعني بن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه كان يأكل في الدنيا قوتا اهـ وقال أبو نعيم حدثنا عبد الملك بن محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العيسى ثنا عباد بن العوام فذكره موقوفا وحديث مثل هذا جاء من طرق متعددة ليس في بعضها نفيع المتروك لا يحكم عليه بالوضع بل يقال إنه ضعيف والله سبحانه وتعالى أعلم (9)(سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال اخبرني أبو هانئ عن عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ
خر رجال من قامتهم (1) في الصلاة لما بهم من الخصاصة (2) وهم من أصحاب الصفة (3) حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم فقال لهم لو تعلمون مالكم عند الله عز وجل لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة قال فضالة وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (عن محمود بن لبيد)(4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتان يكرهما ابن آدم (5) الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (6)(عن أبي سعيد الخدري)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن موسى عليه الصلاة والسلام قال أي رب عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا قال فيفتح له باب الجنة (8) فينظر إليها قال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط قال ثم قال موسى أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار (9) فيقال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم
(غريبه)(1) أي من قيامهم فيها قال القاموس قام قوما وقومة وقياما وقامة انتصب (2) بفتح المعجمة أي الجوع والضعف واصلها الفقر والحاجة (3) بضم الصاد المهملة وتشديد الفاء وهم زهاد من الصحابة فقراء غرباء وكانوا سبعين ويقلون حينا ويكثرون حينا يسكنون صفة المسجد وهو موضع مظلل في مسجد المدينة لأنهم لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد وكانوا متوكلين ينتظرون من يتصدق عليهم بشيء يأكلونه ويلبسونه (تخريجه)(مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (4)(سنده) حدثنا أبو سلمة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عمرو عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا سليمان بن أحمد انا اسماعيل اخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عاصم عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله (5) أي غالبا وكأنه قيل وما هما؟ فقال (الموت) أي نزوله به (والموت) أي موته (خير للمؤمن من الفتنة) والظاهر أن المراد بالمؤمن هنا الموحد ضد المشرك والفتنه الكفر أو الضلال أو الاثم أو الاختبار والامتحان ونحوهما وذلك لأنه ما دام حيا لا يأمن الوقوع في ذلك (فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومن غير الغالب من اتحفه الله بلطف من عنده فحبب إليه الموت كالأولياء والصالحين (6) يعني السؤال عنه كما في حديث (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيه عن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه أي ولو حلالا)(تخريجه)(ص) وأورده المنذري وقال رواه أحمد باسنادين رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح قال ومحمود له رواية ولم يصح له سماع وقال الهيثمي أخرجه أحمد باسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية وعلى قول المنذري فالحديث مرسل والله أعلم (7)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا ابن لهيعة عن دراج عن ابي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(8) أي يفتح لموسى باب الجنة لينظر ما أعده الله لهذا العبد المؤمن (9) أي يفتح لموسى باب من النار لينظر ما أعده الله لهذا الكافر أيضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي اسناده ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن ودراج بتثقيل
القيامة وكان هذا مصيره كان لم ير خيرا قط (عن سماك بن حرب)(1) قال حدثنا النعمان ابن بشير يقول على منبر الكوفة والله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم أو قال نبيكم عليه السلام يشبع من الدقل (2) وما ترضون دون الوان التمر والزبد (وعنه من طريق ثان)(3) أنه سمع النعمان بن بشير يخطب وهو يقول أحمد الله تعالى فربما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر يظل يتلوى ما يشبع من الدقل (عن أبي أمامة)(4) قال ما كان يفضل (5) على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير (عن أبي العلاء بن الشخير)(6) حدثني أحد بني سليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) أن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه (8) فمن رضى بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسعه ومن لم يرض لم يبارك له (باب ما جاء في فضل فقراء المهاجرين والمستضعفين)(عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده طوبى (10) للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله؟ قال أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم قال وكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما آخر حين
الراء آخره جيم ابن سمعان ابو السمح ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم قال أبو داود حديثه مستقيم إلا عن أبي الهيثم وقصارى القول أن هذا الحديث ضعيف والله أعلم (1)(سنده) حدثنا أبو كامل ثنا زهيرثنا سماك بن حرب ثنا النعمان بن بشير الخ (غريبه)(2) بفتح الدال المهملة والقاف قال في المصباح هو اردء التمر الواحدة دقلة (3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا اسرائيل عن سماك انه سمع النعمان بن بشير الخ (تخريجه)(م مذ) في الزهد (4) حدثنا حجاج أنا جرير حدثني سليم عن عامر عن أبي غالب عن أبي أمامة الخ (غريبه)(5) قال في المصباح فضل فضلا من باب قتل بقى وفي لغة فضل يفضل من باب تعب اهـ والمعنى لم يتيسر لهم من دقيق الشعير ما إذا خبزوه يفضل عنهم (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه واخرجه أيضا في الشمائل (6)(سنده) حدثنا اسماعيل عن يونس حدثني أبو العلاء بن الشخير الخ (قلت) ابن الشخير هذا اسمه مطرف بضم أوله وفتح ثانيه ثم راء مشددة مسكورة وكنيته ابو العلاء وابو عبد الله بن الشخير بكسر الشين المعجمة بعدها خاء معجمة مشددة مكسورة وقد نسب إلى جده (غريبه)(7) يقول ابن الشخير لا احسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وايهام الصحابي لا يقدج في الحديث لأنهم كلهم عدول (8) أي يمتحنه ويختبره بما أعطاه من الرزق (تخريجه)(هب) وابن قانع في معجم الصحابة وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح اهـ وصححه أيضا الحافظ السيوطي (باب)(9)(سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن جندب بن عبد الله أنه سمع سفيان بن عوف يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(10) تقدم تفسير لفظ طوبى غير مرة وهي اسم للجنة وقيل هي شجرة فيها (تخريجه) أورده الحافظ الهيثمي في موضعين فذكر الحديث من أوله في الموضع الأول إلى قوله أكثر ممن يطيعهم وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط وقال أناس صالحون قليلون وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف (وذكر بقيته في الموضع الثاني وقلل) رواه (حم طب طس) ثم قال وزاد في الكبير (ثم قال طوبى للغرباء طوبى للغرباء قيل ومن الغرباء؟ قال ناس صالحون
طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي اناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضور الشمس قلنا من أولئك يا رسول الله؟ (وفي رواية فقال أبو بكر نحن هم يا رسول الله؟ قال لا ولكم خير كثير) فقال فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكارة يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض (وعنه أيضا)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا (2) قال عبد الله فإن شئتم أعطيناكم مما عندنا وان شئتم ذكرنا أمركم للسلطان قالوا فإنا نصبر فلا نسأل شيئا (حدثنا الهذيل بن ميمون)(3) الكوفي الجعفي كان يجلس في مسجد المدينة يعني مدينة أبي جعفر قال عبد الله (4) هذا شيخ قديم كوفي عن مطرح (5) بن يزيد عن عبيد الله بن زحر (6) عن علي بن يزيد عن القاسم (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فرجدت فيها خشفة (7) بين يدي فقلت ما هذا؟ قال بلال قال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذرارى المسلمين ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء والنساء فقيل لي أما الأغنياء فهم هاهنا بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير قال ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها ثم أتى بأبي بكر رضي الله عنه فوضع في كفة وجيئ بجميع أمتي في كفة فوضعوا فرجح أبو بكر رضي الله عنه وجيئ بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فرجح عمر رضي الله عنه وعرضت أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ثم جاء
في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم وفي رواية فقال ابو بكر وعمر نحن هم؟ وله في الكبير أسانيد ورجال احدها رجال الصحيح اهـ (قلت) قول الهيثمي في ابن لهيعة فيه ضعف لعله يريد إذا عنعن اما إذا قال حدثنا فحديثه حسن ذكر ذلك الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه مجمع الزوائد وكذلك الحافظ ابن كثير وقد صرح ابن لهيعة بالتحديث في هذا الحديث فهو حسن والله أعلم (1)(سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة اخبرني ابو هانئ أنه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) اي اربعين سنة وقوله (قال عبد الله) يعني ابن عمرو بن العاص وسبب قوله ذلك ذكره مسلم في صحيحه من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي أيضا قال جاء ثلاثة نفر غلى عبد الله بن عمرو بن العاص وانا عنده فقالوا يا أبا محمد انا والله نقدر على شيء لا نفقه ولا دابة ولا متاع فقال لهم ما شئتم ان شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وان شئتم ذكرنا امركم للسلطان وان شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريقا قالوا فانا نصبر لا نسأل شيئا (تخريجه)(م)(3)(حدثنا الهذيل بن ميمون الخ)(غريبه)(4) يعني ابن الامام احمد رحمهما الله (5) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء مكسورة (6) بفتح الزاي وسكون المهملة آخره راء (7) الخشفة بالسكون الحس
بعد الإياس فقلت عبد الرحمن فقال بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظنن أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال وما ذاك؟ قال من كثرة مالي أحاسب وأمحص (1)(عن العباس بن سالم اللخمي)(2) قال بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي فحمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض فقدم به عليه فسأله فقال سمعت ثوبان (3) يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حوضى من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد النجوم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول الله؟ قال هم الشعث (4) رءوساء الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات (5) ولا تفتح لهم أبواب السدد (6) فقال عمر بن عبد العزيز لقد نكحت المتنعمات وفتحت لي السدد (7) إلا ان يرحمني الله والله لا جرم أن لا أدهن
والحركة وقيل هو الصوت والخشفة بالتحريك الحركة وقيل هما بمعنى وكذلك الخشف (نه)(1) معناه أن الذي أخره عن دخول الجنة مع أصحابه طول حسابه على كثرة ماله (روى الترمذي) أن عبد الرحمن ابن عوف اوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة الف قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال عروة بن الزبير أوصى عبد الرحمن بخمسين الف دينار في سبيل الله تعالى وقال الزهري أوصى عبد الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرا لكل رجل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها واخذها عثمان فيمن أخذ وأوصى بألف فرس في سبيل الله وخلف مالا عظيما من ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منها وترك الف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة ترعى وكان له أربع نسوة صالحت امرأة منهن عن نصيبها بثمانين الف وهذا قليل من كثير ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات وسيأتي لذلك مزيد في مناقبة من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب مختصرا وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه اهـ (قلت) يشير إلى أن علي بن يزيد الإلهاني ضعيف وعبيد الله بن زخر قال في التقريب صدوق يخطئ (قلت) وفيه أيضا مطرح ابن يزيد ضعفه في التقريب أيضا وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على ضعفهما وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد والعشرة المشهود لهم بالجنة وهم أفضل الصحابة رضي الله عنهم اهـ (2)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا ابن عياش عن محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم اللخمي ال (غريبه)(3) يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) بضم الشين المعجمة وسكون المهملة جمع اشعث بالمثلثة أي المتفرقوا الشعر (ورءوسا) تمييز (الدنس) بضم المهملة والنون وقد يكن جمع الدنس وهو الوسخ (5) هن بنات الأغنياء والمعنى لو خطبوهن لم يجابوا (6) بضم السين المهملة بعدها دال مهملة مفتوحة جمع سدة وهي باب الدار سمي بذلك لأن المدخل يسد به والمعنى لو دقوا الأبواب واستأذنوا للدخول لم يفتح لهم ولم يؤذن (7) جاء في رواية ابن ماجه (فبكى عمر حتى اخضلت لحيته ثم قال لكني نكحت الخ) وقد كان نكح فاطمة بنت عبد الملك وهي بنت الخليفة وجدها خليفة وهو مروان واخوتها الأربعة سلمان ويزيد وهشام والوليد خلفاء وزوجها خليفة فهذا من الغرائب وفيها قال الشاعر (بنت الخليفة جدها خليفة: زوج الخليفة أخت الخلائف)
رأسي حتى يشعث ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ (عن أبي الدرداء)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابغوني (2) ضعفائكم فإنكم انما ترزقون وتنصرون بضعفائكم (عن عائد بن عمرو)(3) أن سلمان وصهيبا وبلالا كانوا قعودا في أناس فمر بهم أبو سفيان ابن حرب فقالوا ما أخذت سيوف الله تبارك وتعالى من عنق عدو الله مأخذها بعد (4) فقال أبو بكر اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم فلئن كنت أغضبتهم لقد اغضبت ربك تبارك وتعالى (5) فرجع إليهم فقال أي أخوتنا لعلكم غضبتم؟ فقالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك (باب ما جاء في فضل الفقراء والمساكين والترغيب في حبهم ومجالستهم)(حدثنا محمد بن جعفر)(6) ثنا شعبة عن زيد أبي الحوارى عن أبي الصديق (7) عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قيل أغنيائهم بأربعمائة عام قال فقلت ان الحسن يذكر أربعين عاما (8) فقال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة عام قال حتى يقول الغني يا ليتني كنت عيلا
(تخريجه)(مذ جه ك) وقال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روى هذا الحديث عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم وابو سلام الحبشي اسمه ممطو اهـ (قلت) وصححه الحاكم واقره الذهبي وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو في الترمذي وابن ماجه نحوه (3)(سنده) حدثنا ابن اسحاق ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد قال أبي وعلي بن اسحاق انا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني زيد بن ارطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء الخ (غريبه)(2) بالوصل من الثلاثي فهو مكسور الهمزة أي اطلبو لي طلبا حثيثا (يقال ابغنى مطالبي اطلبها لي)(قال القاضي عياض) أي اطلبوا لي وتقربوا لي بالتقرب اليهم وتفقد حالهم وحفظ حقوقهم والاحسان اليهم قولا وفعلا واستنصارا بهم اهـ والمراد بالضعف هنا ضعفاء الحال أي الفقراء (تخريجه)(م حب ك)(3)(سنده) حدثنا مهنى بن عبد الحميد ابو شبل وحسن يعني ابن موسى قال ثنا عمار بن سلمة المعني عن ثابت بن معاوية بن قرة عن عائد بن عمرو الخ (غريبه)(4) قال ذلك سلمان وصاحباه لأبي سفيان زمن الهدنة بعد صلح الحديبية وهو كافر قبل أن يسلم ومعناه أنه نجا من القتل بسبب الصلح (5) فيه فضيلة ظاهرة لسلمان ورفقته هؤلاء وفيه مراعاة قلوب الضعفاء وأهل الدين واكرامهم وملاطفتهم (تخريجه)(م) في الفضائل (باب)(6)(حدثنا محمد بن جعفر الخ)(غريبه)(7) بتشديد الدال المكسورة هو بكر بن عمر والناجى بالنون والجيم ثقة (8) تقدم في الحديث الثاني من الباب السابق عن عبد الله بن عمرو اربعين خريفا يعني عاما وهو يؤيد رواية الحسن ولكن جاء في هذا الحديث اربعمائة عام وفي الحديث التالي خمسمائة عام فكيف التوفيق بين هذه الروايات؟ وقد جمع العلماء بين هذه الروايات بأن الفقير الحريص يتقدم على الغني بأربعين سنة والفقير الزاهد يتقدم عليه بخمسمائة أو يقال المراد بأربعين خريفا التكثير لا التحديد فلا منافاة أو يقال الذي ذكر فيه أربعمائة أو خمسمائة يحتمل أن يكون متأخرا عن هذا الحديث ويكون الشارع قد زاده في زمان سبق الدخول ترغيبا إلى الصبر على الفاقة والله أعلم تخريجه أورده الهيثمي وقال رواه أحمد
قال قلنا يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم؟ قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغتم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب (عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام (عن أنس بن مالك)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة؟ أما أهل الجنة فكل ضعيف متضعف أشعث ذي طمرين (3) لو أقسم على الله لأبره وأما أهل النار فكل جعظرى (4) جواظ جماع مناع ذي تبع (5)(عن أبي سعيد الخدري)(6) قال كنت في حلقة من الأنصار وإن بعضنا ليستتر ببعض من العرى وقارئ لنا يقرؤ علينا فنحن نسمع إلى كتاب الله اذ وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعد فينا ليعد نفسه معهم فكف القارئ فقال ما كنتم تقولون؟ فقلنا يا رسول الله كان قارئ لنا يقرؤ علينا كتاب الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وحلق بها يرمئ اليهم أن تحلقوا فاستدارت الحلقة فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحدا غيري قال فقال ابشروا يا معشر الصعاليك (7) تدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام (عن أبي ذر)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر انظر ارفع رجل (9) في المسجد فنظرت فإذا رجل عليه حلة قال قلت هذا قال قال لي انظر أوضع رجل (10) في المسجد قال فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق (11) قال قلت هذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا (وفي رواية خير من قراب (12) لأرض مثل هذا)
ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن ابي الحواري وقد وثق على ضعفه (1)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح اهـ قال المنذري ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه ابن ماجه بزيادة من حديث موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر (2)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(3) بكسر الطاء المهملة وسكون الميم قال في النهاية الطمر الثوب الخلق (بفتح اللام)(4) بفتح الجيم وسكون المهملة الجعظرى الفظ الغليظ المتكبر وقيل هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر (نه)(والجواظ هو الجماع المتاع) جماع للمال والدنيا متاع للخير وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل القصير البطين (5) أي له اتباع وعشيرة يتبعه كثير من الناس (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه يعتضد (6)(سنده) حدثنا سيار ثنا جعفر ثنا المعلي بن زياد ثنا العلاء بن بشير المزنى وكان والله ما علمت شجاعا عند اللقا بكاءا عند الذكر عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(7) الصعاليك جمع صعلوك بالضم وهو الفقير (تخريجه)(تخريجه) أورده صاحب راموز الأحاديث وعزاه للامام أحمد (د عل ص) والبيهقي في الدلائل وفي اسناده العلاء بن بشير المزني قال ابن المدينى مجهول والله أعلم (8)(سنده) حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن لحر عن أبي ذر الخ (غريبه)(9) أي أغنى رجل (10) أي أفقر رجل (11) أي ثياب بالية مقطعة (12) بضم القاف أي بما يقارب ملأها وهو مصدر قارب يقارب (نه)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد
(عن عبد الله بن عمرو)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء (عن أبي ذر)(2) قال قلت يا رسول الله ذهب الأغنياء يصلون ويصومون وحجون قال وأنتم تصومون وتصلون وتحجون قلت يتصدقون ولا نتصدق قال وأنت فيك صدقة رفعك العظم عن الطريق صدقة وهدايتك الطريق صدقة وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة وبيانك عن الأرتم (3) صدقة ومباضعتك امرأتك صدقة (4) قال قلت يا رسول الله نأتي شهوتنا ونؤجر؟ قال أرأيت لو جعلته في حرام اكان تأثم؟ قال قلت نعم قال فتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير؟ (عن سعيد بن أبي سعيد الخدري)(5) عن أبيه أنه شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبر ابا سعيد (6) فإن الفقر إلى من يحينى منكم اسرع من السبل على أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله (عن أسامة بن زيد)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد (8) وقال يحيى بن سعيد وغيره أن أصاحب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء (عن ابن عباس)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (وعنه أيضا)(10) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم ادخل الجنة فلقيه الفقير فيقول أي أخي ماذا حبسك؟ والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول أي
ورجالها رجال الصحيح (1) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة حدثنا شريك عن أبي اسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده جيد (2)(سنده) حدثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن أبي ذر الخ (غريبه)(3) أي الأرت وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يبينه (4) يعني الجماع (تخريجه)(م وغيره)(5)(سنده) حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو عن سعيد بن أبي سعيد الخدري عن أبيه الخ (قلت) عمرو هو ابن الحارث ثقة (غريبه)(6) فيه الأمر بالصبر على الفقر وان الفقر لازم للصالحين لا سيما من كان أكثرهم محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن المرء مع من أحب وفي الحديث (من أحب قوما حشره الله في زمرتهم)(تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد الخ (غريبه)(8) بفتح الجيم هو الحظ وللغنى (وقوله وقال يحيى ابن سعيد الخ) لم يذكر يحيى بن سعيد في السند والظاهر أنه قاله في رواية أخرى (تخريجه)(ق وغيرهما)(9)(سنده) حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح سمعه من أبي رجاء (يعني العطاردي) عن ابن عباس الخ (تخريجه)(نس) وسنده صحيح (10)(سنده)
أخي إني حبست بعدك محبسا (1) فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سال مني العرق مالو ورده الف بعير كلها آكلة حمض (2) لصدرت عنه رواءا (3)(باب في ذكر قصة الرجل وزوجته الفقيرين المتعففين وما أكرمهما الله به)(عن شهر بن حوشب)(4) قال قال أبو هريرة بينما رجل وامرأة في السلف الخالى (5) لا يقدران على شيء (6) فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مسغبة (7) شديدة فقال لامرأته أعندك شيء؟ قالت نعم أبشر أتاك رزق الله فاستحثها فقال ويحك ابتغي ان كان عندك شيء قالت نعم هنية (8) نرجو رحمة الله حتى إذا طال عليه الطوى (9) قال ويحك قومي فابتغي ان كان عندك خبر فأتيني به فإني قد بلغت وجهدت فقالت نعم الآن ينضج التنور فلا تعجل فلما ان سكت عنها ساعة وتحينت أيضا أن يقول لها قالت هي من عند نفسها لو قمت فنظرت إلى تنوري فقامت فوجدت تنورها ملآى جنوب (10) الغنم ورحييها تطحنان إلى الرحى فنفضتها واخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم قال أبو هريرة فوالذي نفس أبي القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة (وعنه من طريق ثان)(11) قال دخل رجل على أهله فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية (12) فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها والى التنور فسجرته (13) ثم قالت اللهم ارزقنا فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت (14) قال وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا (15) قال فرجع الزوج قال اصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته
حدثنا حسن حدثنا دويد عن سلم بن بشير عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه)(1) المحبس بكسر الياء الموحدة مصدر كالحبس كما ذكره صاحب اللسان عن بعضهم وهذا الحديث يؤيده (2) الحمض بفتح الحاء وسكون الميم من النبات وهو كل نبت في طعمه حموضة وهو للابل كالفاكهة للانسان وذلك ان الابل إذا ملت رعى الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه فإذا أكلته شربت عليه (3) بكسر الراء وتخفيف الواو آخره همزة جمع ريان وريا للمذكر والمؤنت يقال رجل ريان وامرأة ريا من قوم رواء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلى في كتاب الثقات وان كان غيره لم اعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة اهـ هكذا قال الهيثمي مسلم بن بشير بزيادة ميم في أوله ولم أقف لسلم ولا لمسلم على ترجمة في كتب الرجال فالله أعلم (باب)(4)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال ثنا شهر بن حوشب قال قال ابو هريرة الخ (غريبه)(5) ظاهره ان هذه القصة كانت قبل عصر النبوة (6) أي لا يملكان شيئا من حطام الدنيا (7) أي تعب شديد وجوع (8) اي اصبر زمنا قليلا (9) أي شدة الجوع (وقوله ويحك) معناه عذاب لك لأن ويح قد تكون بمعنى الرحمة وقد تكون بمعنى العذاب وقد قالها الرجل وهو في ثورة الغضب فيراد بها العذاب أي عذاب لك والله أعلم (10) الجنوب جمع جنب يريد جنب الشاة أي انه كان في التنور جنوب كثيرة لا جنب واحد (11)(سنده) حدثنا أبن عامر انا ابو بكر عن هشام عن محمد بن ابي هريرة قال دخل رجل على أهله الخ (12) البرية بفتح الموحدة وتشديد الراء مكسورة ثم ياء مشددة مفتوحة وآخره هاء الصحراء وجمعه البراري (13) أي أوقدته (14) الجفنة القصة الكبيرة تكون تحت الرحى لتلقى ما يطحن من الدقيق (15) يعني
نعم من ربنا قام إلى الرحى (1) فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما انه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول والله لأن يأتي أحدكم صبيرا (2) ثم يحمله يبيعه فيستعف منه خيرا له من أن يأتي رجلا يسأله (باب الترغيب في الغنى الصالح للرجل الصالح)(عن معاذ بن عبد الله بن خبيب)(3) عن أبيه عن عمه (4) قال كنا في مجلس فطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء (5) فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس قال أجل قال ثم خاض القوم في ذكر الغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل (6) والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى (7) وطيب النفس من النعم (8)(عن عمرو بن العاص)(9) قال بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فاتيته وهو يتوضأ
من جنوب الغنم كما مر في الطريق الأولى (1) هكذا بالأصل (قام إلى الرحى) فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم الخ ولا بد أن يكون هنا سقط وربما كان فقام إلى الرحى فرفعها كما صرح بذلك في مجمع الزوائد (2) اي جبلا قال في القاموس الصبير الكفيل ومقدم القوم في أمورهم والجبل (وقوله ثم يحمله) أي يحمل حطبا منه يبيعه الخ (تخريجه) أورد الطريق الأولى منه الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله وثقوا (وأورد الطريق الثانية) منه الهيثمي أيضا وقال رواه أحمد والبزار وقال فقالت امرأته اللهم ارزقنا ما نطحن وما نعجن ونخبز فإذا الجفنة ملآى خبزا والرحا تطحن والتنور ملآى جنوب شواء فجاء زوجها فقال عندكم شيء؟ قالت رزق الله أو قد رزق الله فرفع الرحا فكنس حولها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان (باب)(3)(سنده) حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا عبد الله بن أبي سليمان مدينى ثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب الخ (غريبه)(4) اسمه يسار بن عبد فقد جاء هذا الحديث في الجامع الصغير وعزاه الحافظ السيوطي ليسار بن عبد قال الحافظ في التقريب يسار بن عبد أبو عزة بفتح المهملة وتشديد الزاي الهدلى صحابي مشور بكنيته (5) جاء في بعض الروايات (وعليه اثر غسل وهو طيب النفس فظننا انه الم بأهله فقلنا نراك اصبحث طيب النفس قال أجل والحمد لله) الحديث (6) أي فالغنى بغير تقوى هلكه بجمعه من غير حقه ويمنعه ويضعه في غير حقه فإذا كان مع صاحبه تقوى فقد ذهب البأس وجاء الخير قال محمد بن كعب الغني اذا اتقى الله اتاه اجره مرتين لأنه امتحنه فوجده صادقا وليس من امتحن كمن لا يمتحن (7) أي لأن صحة البدن عون على العبادة فالصحة مال ممدود والسقيم عاجز والصحة مع الفقر خير من الغني مع العجز (8) طيب النفس هو السرور بما أعطاه الله لعبده من التوفيق لطاعته وعدم تكبد العيش وتعب الجسم وأمنه من المخاوف فإذا أضاء له الصبح ووضح له الطريق وذهبت المخاوف وزالت العسرة ارتاح القلب واطمأنت النفس وصارت في نعيم (تخريجه)(جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وصححه الحافظ السيوطي أيضا (9)(سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعث إلي رسول الله
فصعد في النظر (1) ثم طأطأ فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وارغب لك من المال رغبة صالحة قال قلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني اسلمت رغبة في الاسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح (2)(عن عبد الله بن مسعود)(3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس (عن عمرو بن شعيب)(4) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا غير مخيلة (5) ولا سرف وقال يزيد (6) مرة في غير اسراف ولا مخيلة (وعنه من طريق ثان)(7) بنحوه وزاد بعد قوله ولا سرف ان الله يجب ان ترى نعمته على عبده (عن أبي الأحوص عن أبيه)(8) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى شملة أو شملتان (وفي رواية فرآني في رث الهيئة) فقال لي هل لك من مال؟ قلت نعم قد أتاني الله عز وجل من كل ماله من خيله وأبله وغنمه ورقيقه فقال فإذا أتاك الله مالا فليرى عليك نعمته (وفي رواية فلير أثر نعمة الله عليك) فرحت إليه في حلة وفي رواية فغدوت إليه في حله حمراء (وعنه من طريق ثان) أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشعث سيء الهيئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمالك مال قال من كل المال قد آتاني الله عز وجل قال فإن الله عز وجل إذا انعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه (وعنه أيضا عن أبيه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي
صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) أي رفع نظره إلى (2) أي نعم المال الحلال للرجل الذي ينفقه في حاجته ثم في ذوي رحمه وأقاربه الفقراء ثم في أعمال البر (تخريجه)(طب طس عل) قال الهيثمي ورجال احمد وابي يعلى رجال الصحيح (3)(عن عبد الله بن مسعود الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في أول الباب الأول من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 144 رقم 1 فارجع إليه (4)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون اخبرنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه)(5) المخيلة والخيلاء بضم الخاء المعجمة وكسرها الكبر والعجب يقال اختال فهو مختال وفيه خيلاء ومخيلة أي كبر (6) هو ابن هارون الذي روى عنه الامام أحمد هذا الحديث قال مرة في روايته في غير اسراف بدل سرف ومعناهما واحد ولكن محافظة على اللفظ أتى الامام احمد رحمه الله بالروايتين ومعنى الاسراف تجاوزه الحد في الانفاق حتى يدخل في حد التبذير وقد قال الله عز وجل (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) وقال قوم الاسراف النفقة في معصية الله وان قلت (بتشديد اللام مفتوحة)(7)(سنده) حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف ان الله يحب أن يتم نعمته على عبده (تخريجه)(نس جه) وسنده صحيح (8) هذا الحديث بطريقيه تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 335 رقم 20 فارجع اليه ان شئت (9)(وعنه أيضا عن أبيه) يعني مالك بن نضلة الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في اليد العليا واليد السفلى الخ من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 102 رقم 147 وإنما
تليها ويد السائل السفلى فأعطين الفضل ولا تعجز عن نفسك (عن معبد الجهنى)(1) قال كان معاوية رضي الله عنه قلما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ويقول هؤلاء الكلمات فلما يدعهن أو يحدث بهن في الجمع (وفي رواية يوم الجمعة) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر (2) فمن يأخذه بحقه (3) يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح (4)(عن عامر بن سعد)(5) أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجا من المدينة فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب (6) فلما أتاه قال يا أبت أرضيت أن تكون اعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة؟ فضرب سعد صدر عمر وقال اسكت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يحب العبد التقي (7) الغني الخفنى (8)(ومن طريق ثان)(9)
ذكرته هنا لقوله في آخره ولا تعجز عن نفسك اي لا تحرم نفسك من اظهار نعمته عليك بالغني كما قال له في الحديث السابق (إذا آتاك الله مالا فلير عليك نعمته وفي الرواية الأخرى فلير اثر نعمة الله عليك) ثم امره في هذا الحديث ان يعطى الفضل يعني بعد كفاية نفسه ومن تلزمه نفقته من الزوجة والأولاد والأقارب في الصدقة وأعمال البر والله أعلم (1)(سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال أنبأني سعد بن إبراهيم عن معبد الجهنى الخ (غريبه)(2) أي غض ناعم طرى (3) اي يكون مستحقا لأخذه كالفقير والمسكين وابن السبيل ونحو ذلك (4) الذبح هنا مجاز عن الهلاك فانه من أسرع أسبابه وفيه التحذير من التمادح وهو أن يمدح الناس بعضهم بعضا لأغراض دنيوية وقد جاءت أحاديث كثيرة في جواز المدح والنهي عنه وللعلماء كلام في ذلك سيأتي في كتاب المدح والذم في هذا الجزء ان شاء الله تعالى (تخريجه)(ق وغيرهما) بألفاظ مختلفة وليس فيها لفظ التمادح (5)(سنده) حدثنا ابو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد (يعني ابن أبي وقاص) أن اخاه عمر الخ (غريبه)(6) استعاذ سعد من ابنه لكونه يعلم منه التطلع إلى الفتن السياسية والطمع في الامارة وقد تحققت فراسة سعد في ابنه فقد استعمله عبد الله بن زياد وكان على رأس الجيش الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وقد انتقم الله منه حيث قتله المختار بن عبيد وقتل ابنه حفصا حينما تغلب المختار على الكوفة (7) يعني المؤمن التقي بمثناة فوقيه من يترك المعاصي امتثالا للمأمور به واجتنابا للمنهي عنه (الغنى) قال جماعة المراد بالغنى هنا غنى النفس لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) وجزم به في الرياض وهو الغنى المحبوب وأشار البيضاوي والقاضي عياض والطيى إلى أن المراد غنى المال والمال غير محظور لعينه بل لكونه يعوق عن الله فكم من غني لم يشغله غناه عن الله وكم من فقير شغله فقره عن الله فالتحقيق أنه لا يطلق القول بتفضيل الغنى على الفقير وعكسه (8) بالخاء المعجمة قال النووي هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط وحمله من قال بالتفضيل للاختلاط على الاعتزال على وقت الفتنة ونحوها والله أعلم (9)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد الأسلمي عن المطلب (يعني ابن