المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي)

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حبك الشيء يعمي ويصم (عن أبي قلابة)(1) قال قال أبو عبد الله لأبي مسعود أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله يعني حذيفة رضي الله عنهما ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا (2) قال سمعته يقول بنس مطية الرجل (3)(عن ابن عباس)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة ان الله عز وجل اخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا القى الألواح فانكسرت

(القسم الخامس من الكتاب قسم الترهيب)

(68)

(كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي)

(باب ما جاء في الترهيب من المعاصي مطلقا وغيره الله (5) على مرتكبها) (عن أبي هريرة)(6)

أبي الدرداء الخ (تخريجه)(د) والبخاري في التاريخ قال المنذري في اسناده بقية بن الوليد (يعني عند أبي داود) وأبو بكر بكير بن عبد الله بن ابي مريم الغساني الشامي وفي كل واحد منهما مقال وروى عن بلال عن أبيه من قوله وهو أشبه بالصواب قال وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان ولا يثبت وسئل ثعلب عن معناه فقال يعمى العين عن النظر إلى مساويه ويصم الاذن عن استماع العذل فيه وانشأ يقول (وكذبت طرفي فيك والطرف صادق واسمعت اذني فيك ما ليس تسمع) وقال غيره يعمى ويصم عن الآخرة وفائدته النهي عن حب مالا ينبغي الاغراق في حبه (1)(سنده) حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة الخ (غريبة)(2) زعم من باب قتل قال في المصباح ويطلق بمعنى القول ومنه زعمت الحنفية وزعم سبيويه أي قال وعليه قوله تعالى أو (تسقط السماء كما زعمت) أي كما اخبرت ويطلق على الظن يقال في زعمي كذا وعلى الاعتقاد ومنه قوله تعالى (زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا) قال الازهري واكثر ما يكون الزعم فيما يشك فيه ولا يتحقق وقال بعضهم هو كناية عن الكذب وقال المرزوقي أكثر ما يستعمل فيما كان باطلا وفيه ارتياب (3) قال في النهاية معناه أن الرجل اذا اراد المسير إلى بلد والظعن في حاجة ركب مطيته وصار حتى يقضي اربه فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة وانما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه وانما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ فذم من الحديث ما كان هذا سبيله والزعم بالضم والفتح قريب من الظن (تخريجه)(د) قال المنذري قال أبو داود أبو عبد الله هذا حذيفة ابو قلابة عبد الله بن زيد الجري البصري ذكر الحافظ ابو القاسم الدمشقي في الاطراف انه لم يسمع منهما يعني حذيفة وابا مسعود رضي الله عنهما (4)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (تخريجه)(ك حب طس بز) وصححه ابن حبان والحاكم واقره الذهبي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (باب)(5) الغيرة بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية وفتح الراء والغيرة في حقنا هي الحمية والأنفة يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى (6)(سنده) حدثنا اسود بن عامر انا كامل

ص: 207

قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اما تغار؟ قال والله أني لأغار والله أغير منى (1) ومن غيرته نهى عن الفواحش (وعنه من طريق ثان)(2) ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغار (3) والله يغار ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله (4)(وعنه أيضا)(5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن المؤمن مرتين أو ثلاثا يغار يغار (6) والله أشد غيرا (عن المغيرة بن شعبة)(7) الله قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امراتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتعجبون من غيرة سعد واله لأنا أغير منه والله أغير مني (7) ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله (9) ولا شخص أحب اليه العذر (10) من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه مدحة من الله (11) من أجل ذلك وعد الله الجنة (ومن طريق ثان) قال حدثنا عبيد الله القواريري ليس

عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة)(1) غيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم عليه أي غيرته منعه وتحريمه كما جاء في الحديث (ومن غيرته نهى عن الفواحش) وفي الطريق الثانية (ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله)(2) سنده حدثنا عفان ثنا ابان العطار قال ثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني ابو سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) المؤمن الذي يغار في محل الغيرة قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته (4) غيرة الله على المؤمن الذي يأتي شيئا حرمه الله تعالى تعجل العقوبة له والانتقام منه (تخريجه)(م وغيره)(5)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(6) قال النووي هكذا هو في النسخ (غيرا) بفتح الغين واسكان الياء منصوب بالألف وهو الغيرة قال اهل اللغة الغيرة والغير والغار بمعنى والله أعلم (تخريجه)(ق وغيرهما)(7)(سنده) حدثنا هشام بن عبد الملك ابو الوليد ثنا ابو عوانة عن عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبة)(8) قال النووي قال العلماء الغيرة بفتح الغين واصلها المنع والرجل غيور على اهله أي يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر أو حديث أو غيره والغيرة صفة كمال فأخبر صلى الله عليه وسلم بأن سعدا غيور وأنه اغير منه وان الله اغير منه صلى الله عليه وسلم وانه من اجل ذلك حرم الفواحش فهذا تفسير لمعنى غيرة الله تعالى أي انها منعه سبحانه وتعالى الناس من الفواحش لكن الغيرة في حق الناس يقارنها تغير حال الانسان وانزعاجه وهذا مستحيل في غيرة الله تعالى (9) أي لا أحد وإنما قال لا شخص استعارة وقيل معناه لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى ولا يتصور ذلك منه فينبغي أن يتأدب الانسان بمعاملته سبحانه لعباده فإنه لا يعالجهم بالعقوبة بل حذرهم وانذرهم وكرر ذلك عليهم وأمهلهم مع أنه لو عاجلهم كان عدلا منه سبحانه وتعالى (10) معناه ليس أحد أحب إليه الاعذار من الله تعالى فالعذر هنا بمعنى الاعذار والانذار قبل أخذهم بالعقوبة ولهذا بعث المرسلين كما قال سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) قال القاضي عياض ويحتمل أن المراد الاعذار أي اعتذار العباد اليه من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم فيغفر لهم كما قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده)(11) المدحة بكسر الميم وهو المدح بفتحها فإذا ثبتت الهاء كسرت الميم وإذا

ص: 208

ثنا أبو عوانة بإسناده مثله (1) سواء قال أبو عبد الرحمن (2) قال عبيد الله القواريري ليس حديث أشد على الجهمية (3) من هذا الحديث قوله لا شخص أحب إليه مدحة من الله عز وجل (عن أسماء بنت أبي بكر)(4) رضي الله عنهما ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا شيء أغير من الله عز وجل (عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم (5) قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وهو محمر وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب (6) فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق (7) قلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثر الخبث (8)(عن عائشة)(9) رضي الله عنها تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم إذا ظهر السوء في الأرض (10) أنزل الله بأهل الأرض بأسه قالت وفيهم أهل طاعة الله عز وجل؟ قال نعم ثم يصيرون إلى

حذفت فتحت ومعنى (من أجل ذلك وعد الله الجنة) انه لما وعدها ورغب فيها كثر سؤال العباد اياها منه والثناء عليه والله أعلم (1) اي بإسناد الطريق الأولى (مثله سواء) اي سندا ومتنا (2) أي عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله (3) هم أصحاب جهم بن صفوان وهو من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم بن أحوز المارني بمرو في آخر ملك بني أمية يقولون بأن الانسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وانما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا اختيار وإذا كان هذا قولهم فليس حديث أشد عليهم من هذا الحديث ففيه المجازاة على الفعل والوعد بالجنة التي يقولون بفنائها (تخريجه)(ق) بدون قول القواريري (4)(سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا أبان يعني ابن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر الخ (تخريجه)(ق)(5)(سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال سفيان أربع نسوة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) زينب هي بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقول سفيان أربع نسوة يعني اجتمعن في سند هذا الحديث قال النووي هذا الاسناد اجتمع فيه اربع صحابيات زوجتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربيبتان له بعضهن عن بعض ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره واما اجتماع اربعة صحابيات أو اربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث جمعتها في جزء قال وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان ولدتها من زوجها عبد الله بن جحش الذي كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه وسلم (غريبة)(6) جاء من طريق ثان عن زينب أيضا قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب الخ (7) جاء في الطريق الثاني وحلق بإصبعيه الابهام والتي تليها (وجاء في طريق ثالث) من ردم يأجوج ومأجوج مثل موضع الدرهم (8) بفتح الخاء والباء الموحدة وفسره الجمهور بالفجور والفسوق وقيل المراد الزنا خاصة وقيل أولاد الزنا قال النووي والظاهر أنه المعاصي مطلقا قال ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك التام وان كان هناك صالحون (تخريجه)(ق مذ جه)(9)(سنده) حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد عن منذر عن حسن بن محمد عن امرأته عن عائشة الخ (غريبة)(10) يعني المنكر وهو كل ما انكره الشرع من أنواع المعاصي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده امرأة لم تسم لكن يؤيده

ص: 209

رحمة الله تعالى (عن علي رضي الله عنه (1) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه والواشمة والمستوشمة والمحلل والمحلل له ومانع الصدقة وكان ينهى عن النوح (عن سمرة بن جندب الفزاري)(2) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقوله لأصحابه هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص قال وإنه قال لنا ذات يوم غداة (3) إنه آتاني الليلة آيتان (4) وانهما ابتعثاني وانهما قالا لي انطلق واني انطلقت معهما (5) وانا اتينا على رجل مضطجع واذا آخر قائم عليه بصخرة واذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ (6) بها رأسه فيتدهده الحجر ههنا (7) فيتبع الحجر يأخذه (8) فما يرجع إليه (9) حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان (10) قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب (11) من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر (12) شدقه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول حتى يصبح الأول كما كان ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقت فأتينا على مثل بناء التنور (13) قال عوف وأحسب

حديث أم سلمة المتقدم في باب هلاك كل أمة لم تقم بهذا الواجب) من كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الجزء صحيفة 175 رقم 55 وسنده صحيح (عن علي رضي الله عنه (1) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبواب الربا في الجزء الخامس عشر صحيفة 68 رقم 225 فارجع اليه (2)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف (يعني الاعرابي) عن أبي رجاء العطاردي حدثنا سمرة بن جندب الفزاري الخ (غريبة)(3) أي بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس ولذلك ترجم له البخاري بقوله باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (4) جاء في حديث علي عن ابن أبي حاتم ملكان وفي الجنائز عند البخاري انهما جبريل وميكائيل وسيأتي التصريح بأنهما جبريل وميكائيل في الطريق الثانية (وقوله ابتعثاني) أي ارسلاني وفي رواية عند البخاري انبعثا بي (5) أي حصل منهما القول ومني الانطلاق وزاد جرير بن أبي حازم في روايته إلى الأرض المقدسة وفي حديث علي فانطلقا بي إلى السماء (6) بفتح التحتية وسكون المثلثة وبعد اللام المفتوحة غين معجمة أي فيشدخ رأسه والشدخ كسر الشيء الأجوف (7) أي فيتدحرج الحجر ويندفع من علو إلى أسفل (هاهنا) أي إلى جهة الضارب (8) يتبع بفتح أوله وسكون ثانيه أي فيتبع الرجل الضارب الحجر فيأخذه ليصنع به كما صنع أولا (9) أي إلى الذي ثلغ رأسه (10) أي ما هذان الرجلان يعني الضارب والمضروب (11) بفتح الكاف وتضم وضم اللام المشددة له شعب وهو الذي يعلق به اللحم (12) بمعجمتين وراءين وضم أوله مبني للمجهول وفي بعض روايات البخاري (فيشق) بدل فيشرشر أي فيقطع (شدقه) بكسر المعجمة أي جانب فمه ويقطع (منخراه) بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة ويقطع أيضا عيناه إلى قفاه وجاء عند البخاري بالافراد في الشدق والمنخر والعين (13) أي الذي يخبز فيه وفي رواية جرير في الجنائز للبخاري

ص: 210

أنه قال وإذا فيه لغط وأصواب قال فأطلعت فإذا فيه رجال ونساء عراة واذا هم يأتيهم لهب من اسفل منهم فإذا اتاهم ذلك اللهب ضوضوا (1) قال قلت من هؤلاء؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأثبنا على نهر حسبت أنه قال أحمر مثل الدم واذا في النهر رجل يسبح (2) ثم يأتي ذلك الرجل الذي جمع الحجارة فيفغر له (3) فاه فيلقمه حجرا حجرا قال فينطلق فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه والقمه حجرا قال قلت ما هذا؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة (4) كأكره ما أنت راه رجلا مرآة فإذا هو عند نار له يحشها (5) ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة (6) فيها من كل نور الربيع قال وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا اكاد ان أرى رأسه طولا في السماء واذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه قال قلت لهما ما هذا وما هؤلاء؟ قال فقالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة (7) عظيمة لم أر دوحة قط اعظم منها ولا أحسن فقالا لي ارق فيها (8) فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة (9) فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلنا فلقينا فيها رجالا شطر (10) من خلقهم كأحسن ما أنت راه وشطر كأقبح ما انت راه قال فقالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر صغير معترض يجري كانما هو المحض (11) في البياض قال فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة قال فقالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فبينما بصري في صعدا (12) فإذا قصر مثل الربابة (13) البيضاء قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني (14) فلأدخله قال قالا لي أما الآن فلا وأنت داخله (15) قال فإني

فانطلقت فأتيت إلى ثقب مثل التنور اعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار قال الداودي ولعلي ذلك التنور على جهنم (1) بضادين معجمتين مفتوحتين بينهما واو ساكنة وآخره واو أخرى ساكنة ايضا بلا همز بلفظ الماضي أي صاحوا (2) أي يعود على ظهر الماء جاء عند البخاري بعد قوله يسبح (وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة الخ)(3) بتحتية مفتوحة ففاء ساكنة فغين معجمة مفتوحة أي يفتح له (فاه) أي فمه (4) بفتح الميم وسكون الراء وهمزة ممدودة ثم هاء تأنيث أي كريه المنظر (وقوله كأكره) بفتح الهاء وكسرها (5) بحاء مهملة وشين معجمة مشددة مضمومتين أي يحركها ويوقدها (6) أي نبت فيها العشب الكثير والعشب بضم المهملة الكلأ بفتح الكاف واللام آخره همزة مادام رطبا (وقوله فيها) أي في الروضة (من كل نور الربيع) بفتح النون أي زهره (7) أي شجرة كبيرة (8) أي اصعد فيها (9) جمع لبنة بكسر الموحدة واصلها ما نبني به من الطين (10) أي نصف (من خلقهم) بفتح الخاء وسكون اللام بعدها قاف هيأتهم (كأحسن) خبر قوله شطر والطاف زائدة (11) بالحاء المهملة والضاد المعجمة اللبن الخالص (12) بضم المهملتين وتنوين الدال المهملة ارتفع كثيرا (13) بفتح الراء والموحدتين بينهما الف السحابة البيضاء (14) بفتح المعجمة والراء المخففة أي اتركاني (15) اي في الدار الآخرة وفي رواية جرير قالا انه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أنت منزلك

ص: 211

رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت؟ قال قالا لي أما إنا سنخبرك (أما) الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلوات المكتوبة (وأما) الرجل الذي أتيت يشرشر شدقه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق (وأما) الرجال والنساء العراة الذين في بناء مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني (وأما) الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا (وأما) الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها فإنه مالك خازن جهنم (وأما) الرجل الطويل الذي رأيت في الروضة غابة إبراهيم عليه السلام (وأما) الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة؟ قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين (وأما) القوم الذي كان شطر منهم حسنا وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم قال أبو عبد الرحمن (1) قال أبي سمعت من عباد بن عباد يخبر به عن عوف عن أبي رجاء عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيتدهده الحجر ههنا قال أبي فجعلت اتعجب من فصاحة عباد (2) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة الغداة أقبل علينا بوجهه فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا تشعها عليه فيقول فيها ما شاء الله أن يقول فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ فقلنا لا قال لكن أنا رأيت رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى أرض فضاء أو أرض مستوية فرا بي على رجل فذكر نحو الحديث المتقدم وفيه فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها (وفيه) فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في فيه حجرا فرجع إلى مكانه (وفيه) فانطلقت فإذا روضه خضراء فإذا فيها شجرة عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه بين يديه نار يحششها ويوقدها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دار لم أر دارا أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشبان وفيها نساء وصبيان فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب (وفيه) وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وانا جبريل وهذا ميكائيل ثم قالا لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا هي كهيئة السحاب فقالا لي وتلك دارك فقلت لهما دعاني ادخل داري فقالا إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله فلو استكملته دخلت دارك

وسيأتي نحو ذلك في الطريق الثانية (1) كنية عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله يخبر ان اباه الامام أحمد روى هذا الحديث ايضا عن طريق عباد بن عباد عن عوف بالسند المتقدم (2) أي لكونه روى الحديث بدون تغيير أو تبديل في لفظه والله أعلم (3)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا جرير بن حازم قال

ص: 212

(عن أبي سعيد الخدري)(1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل (2) في صخرة سماء وليس لها باب ولا كوة (3) لخرج عمله للناس كائنا ما كان (عن علي بن خالد)(4) أن أبا امامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن الين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا كلكم دخل الجنة الا من شرد على الله (5) شراد البعير (6) على أهله (عن أبي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار الا شقي قيل ومن الشقي؟ قال الذي لا يعمل بطاعة ولا يترك لله معصية (8)(باب ما جاء في الترهيب من خصال من كبريات المعاصي مجتمعة ووعيد فاعلها)(حدثنا بهز وعفان)(9) قالا ثنا همام عن قتادة عن الحسن وعطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يزنى حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يغل حين يغل وهو مؤمن (10) ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن وقال عطاء ولا ينتهب نهبة ذات شرف (11) وهو مؤمن قال بهز فقيل له قال إنه ينتزع منه الايمان (12) فإن تاب تاب الله عليه (عن أنس بن مالك)(13) قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال

سمعت أبا رجاء العطار أي يحدث عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الخ (تخريجه)(ق طل وغيرهم)(1)(سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة)(2) المراد بالعمل هنا المعصية (3) اي نافذة ومعنى الحديث ان العبد إذا عمل ذنبا في قعر بيت مظلم في ليلة مظلمة في جحر لظهر للناس عمله فما بالك بمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بعلامة الصحة وعزاه للامام (حم عل حب ك) قال شارحه المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي اسناد احمد وابو يعلي حسن والله أعلم (4)(سنده) حدثنا قتيبة ثنا ليث عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد الخ (غريبة)(5) أي فارق الجماعة وخرج عن الطاعة التي يستوجب بها دخول الجنة (6) شبهه بالبعير في قوة نفاره وشدة فراره لأن من ترك التسبب إلى شيء لا يوجد بغيره فقد أباه ونفر عنه والأباء شدة الامتناع وخص البعير لأنه اشد الحيوانات نفار فإذا انفلت لا يكاد يلحق (تخريجه)(طس ك) وصححه الحافظ السيوطي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير على بن خالد وهو ثقة (7)(سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا عبد ربه ابن سعيد عن المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبة)(8) أي لا يترك معصية خوفا من الله نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (باب)(9)(حدثنا بهز وعفان الخ)(غريبة)(10) الغلول هو الخيانة في المعنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة يقال غل في الغنيمة يغل غلولا فهو غال وكل من خان في شيء خفية فقد غل (11) النهب الغارة والسلب بسكون اللام أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية وهذا لا ينافي نهب ما قلت قيمته فكل ذنب له جزاء بحسب قيمته (12) معناه ان الله تعالى يسلب منه الايمان عند مباشرة خصلة من هذه الخصال ويبقى كذلك إلى أن يتوب فإن تاب وأحسن التوبة تاب الله عليه ورجع إليه الايمان (تخريجه)(ق والثلاثة)(13)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا

ص: 213

الشرك بالله عز وجل وقتل النقس وعقوق الوالدين وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور أو قال شهادة الزور (1) قال شعبة أكبر ظني أنه قال شهادة الزور (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه)(2) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الاشراك بالله عز وجل قال وذكر الكبائر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال الاشراك بالله عز وجل وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال وشهادة الزور وشهادة الزور وشهادة الزور أو قول الزور وشهادة الزور (3) فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكررها حتى قلنا ليته سكت (4)(عن عبد الله ابن أنيس الجهني)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس (6) وما حلف حالف بالله يمينا صبرا (7) فأدخل فيها مثل جناح بعوضة

شعبة حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال سمعت أنس بن مالك قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(1) قال النووي رحمه الله تعالى واما قوله صلى الله عليه وسلم ألانبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو شهادة الزور فليس على ظاهره المتبادر إلى الافهام منه وذلك لأن الشرك أكبر منه بلا شك وكذا القتل فلا بد من تأويله وفي تأويله ثلاثة أوجة (احداهما) انه محمول على الكفر فإن الكافر شاهد الزور وعامل به (والثاني) أنه محمول على المستحل فيصير بذلك كافرا (والثالث) ان المراد من أكبر الكبائر وهذا الثالث هو الظاهر أو الصواب (قلت) والذي صوبه الامام النووي وجيه فقد ثبت في اشياء اخرى بالأحاديث الصحيحة انها من أكبر الكبائر (منها) حديث انس في قتل النفس وحديث عبد الله ابن انيس بلفظ ان من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس الخ وسيأتي بعد حديث وغير ذلك كثير (تخريجه)(ق طل وغيرهم)(2)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا عبد الرحمن بن ابي بكرة عن أبيه قال وقال اسماعيل مرة كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) اسماعيل هو ابن عليه بضم أوله وفتح اللام (وقوله كنا جلوسا الخ) يعني ان ابا بكرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم الخ (وقوله وذكر الكبائر عند النبي صلى الله عليه وسلم معناه ان هذه الجملة جاءت في رواية اخرى بعد قوله (كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم (غريبة)(3) إنما كرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة مرارا بعد أن جلس لاهتمامه بهذا الامر وهو يفيد تأكيد تحريمه وعظم قبحه (4) قال النووي واما قولهم ليته سكت فإنما قالوه وتمنوه شفقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكراهية لما يزعجه ويغضبه (تخريجه)(ق مذ)(5)(سنده) حدثنا عبد الله بن يونس قال ثنا ليث عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن المهاجرين فنفذ التيمي عن أبي امامة الانصاري عن عبد الله بن أنيس الجهني الخ (غريبة)(6) قال في النهاية هي اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها الحاف مال غيره سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار (7) معنى صبرا أي الزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم وقيل لها مصبورة وان كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه انما صبر من اجلها أي حبس فوصفت بالصبر وقيل يمين الصبر هي التي يكون فيها متعمدا للكذب قاصدا لاذهاب مال المسلم لأنه يصبر النفس على تلك اليمين أي محبسها عليها كذا في المرقاة (وقوله ادخل فيها) أي في تلك

ص: 214

إلا جعله الله (1) نكتة في قلبه إلى يوم القيامة (عن أبي أيوب الانصاري)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر فإن له الجنة وسألوه ما الكبائر؟ قال الاشراك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف (عن عبد الله)(3) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الذنب أكبر؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي؟ قال ثم أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك قال ثم أي؟ قال ثم أن تزاني بحليلة جارك قال فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه (والذين لا يدعون مع الله إله آخر) إلى قوله (ومن يفعل ذلك يلق أثاما)(عن عبد الله بن عمرو)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الكبائر الاشراك بالله عز وجل وعقوق الوالدين أو قتل النفس شعبة الشاك واليمين الغموس (عن سلمة بن قيس الأشجعي)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الا انما هن أربع (6) أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا قال فما أنا بأشح عليهن مني اذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الظلم ظلمات يوم القيامة واياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش واياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا قال فقام رجل فقال يا رسول أي الإسلام أفضل؟

اليمين (مثل جناح بعوضة) المراد أقل شيء والمعنى يسيرا من الكذب والخيانة (1) أي الذنب (نكتة) سوداء أي أثر قليلا كالنقطة تشبه الوسخ في نحو المرآة والسيف (إلى يوم القيامة) ثم بعد ذلك يترتب عليها وبالها والعقاب غلبها مالم يتب توبة صادق بشروطها (تخريجه)(مذ ك) وابن ابي حاتم وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (2)(سنده) حدثنا المقرئ ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا أبو رهم السمعي أن ابا ايوب حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(نس) وسنده حسن (3)(سنده) حدثنا وكيع وأبو معاوية المعنى قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال جاء رجل الخ (تخريجه)(ق د نس) وغيرهم (4)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه)(خ مذ نس) وأبو نعيم في الحلية (5)(سنده) حدثنا هاشم قال ثنا ابو معاوية يعني شيبان ثنا منصور عن هلال بن يساف عن سلمة بن قيس الأشجعي الخ (غريبة)(6) جاء في بعض الروايات ان الكبائر سبع وفي بعضها ثلاث وفي هذه الرواية أربع (قال العلماء) ولا انحصار للكبائر في عدد مذكور وقد جاء عن ابن عباس انه سئل عن الكبائر سبع هي؟ فقال هي إلى سبعين ويروى إلى سبعمائة (قلت) فاقتصاره في هذه الرواية على الأربع لكونها من أفحش الكبائر مع كثرة وقوعها لا سيما فيما كانت عليه الجاهلية (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للنسائي ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ

ص: 215

قال إن يسلم المسلمون من لسانك ويدك الحديث (1)(باب ما جاء في الترهيب من عقوق الوالدين)(عن عبد الله بن عمرو)(2) رفعه سفيان ووقفه مسعر (3) قال من الكبائر أن يشتم الرجل والديه قالوا وكيف يشتم الرجل والديه؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه (وعنه من طريق ثان)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن أكبر الكبائر (5) عقوق الوالدين قال قيل ما عقوق الوالدين؟ قال يسب الرجل الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه (عن ابن عباس)(6) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه (عن انس بن مالك)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج حائط القدس (8) مدمن خمر ولا العاق لوالديه ولا المنان عطاءه (9)(عن أبي الدرداء)(10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر (11)(عن معاذ ابن أنس الجهني)(12) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان لله تبارك وتعالى عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة

(غريبة)(1) ليس هذا آخر الحديث وله بقية ستأتي في باب أحكام الهجرة (تخريجه)(طل) وسنده صحيح وروى أبو داود منه النهي عغن الشح وتأثيره بالبخل والقطيعة والفجور وروى الحاكم بعضه وصححه وأقره الذهبي (باب)(2)(سنده) حدثنا وكيع حدثنا مسعر وسفيان عن سعد بن ابراهيم عن حميد ابن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبة)(3)(قلت) الحديث جاء عند (م د مذ) مرفوعا فلا يعل بأن وقفه مسعر والرفع زيادة من ثقة بل من ثقات (4)(سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سعد بن ابراهيم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله ابن عمرو الخ (5) اي من أكبر الكبائر وتقدم الكلام على ذلك أول الباب السابق (تخريجه)(م د مذ)(6)(عن ابن عباس الخ) هذا جزء من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في كتاب اللعن والسب في باب من لعنهم الله ورسوله (7)(سنده) حدثنا هشيم ثنا محمد بن عبد الله المعي عن علي ابن زيد عن انس بن مالك الخ (غريبة)(8) الظاهر والله أعلم انه يريد بيت المقدس سمي بذلك لأنه الموضع الذي يتقدس فيه من الذنوب أي يتطهر منها فلا يقربه مذنب إلا اذا تاب من ذنبه أو المراد الجنة (9) هكذا بالأصل (ولا المنان عطاءه) بحذف حرف الجر أي بعطائه قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا صدقتكم بالمن والأذى)(تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف (10)(سنده) حدثنا ابو جعفر السويدي قال ثنا ابو الربيع ثنا سليمان بن عتبة الدمشقي قال سمعت يونس ابن ميسرة عن أبي ادريس عائذ الله عن أبي الدرداء الخ (11) قال العلماء يحتمل أنه يخشى عليه سوء الخاتمة فلا يدخل الجنة بسببه أو انه لا يدخلها مع أول داخل حتى يطهر بعفو الله عنه (تخريجه)(طب هق) واخرج ابن ماجه الجزء المختص بالخمر منه بسند حديث الباب قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده حسن وسليمان بن عتبة مختلف فيه وباقي رجال الاسناد ثقات (12)(سنده) حدثنا يحيى قال ثنا رشدين عن زبان عن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) سهل هو ابن معاذ بن انس الجهني عن أبيه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام إحمد وفي إسناده رشدين بن سعد

ص: 216

ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم قيل له من أولئك يا رسول الله؟ قال متبر من والديه راغب عنهما ومتبر من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم (باب ما جاء في الترهيب من قطع صلة الرحم)(عن سعيد بن زيد)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ابى الربا الاستطالة ف عرض مسلم بغير حق وان هذه الرحم شجنة (2) من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة (عن ابراهيم بن عبد الله بن قارظ)(3) ان اباه حدثه انه دخل على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وهو مريض فقال له عبد الرحمن وصلتك رحم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها اصله ومن يقطعها اقطعه فأبته (4) أو قال من يبتها أبته (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة (6) كحجنة المغزل تتكلم بلسان طلق (7) ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها وقال عفان (8) المغزل وقال بألسنة لها (عن أبي بكرة)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أحرى أن يعجل الله بصاحبه العقوبة مع ما يؤخره (10) وفي

وزبان بن فائد ضعيفان (باب)(1)(سنده) حدثنا ابو اليمان انبأنا شعيب عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن ابي حسين قال بلغني ان لقمان كان يقول يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو تمارى به السفهاء وترائي به في المجالس فذكره وقال حدثنا نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(2) بكسر الشين المعجمة وضمها وسكون الجيم قال في النهاية أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازا واتساعا واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والبزار ورجال احمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق وهو ثقة (3)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن قارظ الخ (غريبة)(4) بفتح الهمزة توكيد لأقطعه لأن معنى اليت القطع (تخريجه)(ك) وأشار الحافظ الى اسناد هذا الحديث في التهذيب وقال رواه أبو يعلي بسند صحيح من طريق عبد الله بن قارظ (5)(سنده) حدثنا بهز وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة عن أبي تمامة الثقفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبة)(6) أوله حاء مهملة مضمومة ثم جيم ساكنه بعدها نون مفتوحة قال في النهاية كحجنة المغزل أي صنارته وهي المعوجة التي في رأسه (7) بضم أوله وفتح اللام ومثله ذلق بضم أوله وفتح اللام قال في النهاية أي فصيح بليغ كذا جاء في الحديث على فعل بوزن صر د ويقال طلق ذلق وطلق ذلق (بفتح أوله وكسر اللام وضم أوله مع اللام فيهما) ويراد بالجميع المضاد والنفاذ (8) هو أحد الراويين الذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه قال في روايته المغزل وهي كرواية بهز ولا أدري لتكريرها معنى وقال بألسنة لها يعني بدل قوله في رواية بهز بلسان (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال احمد رجال الصحيح غير أبي تمامة الثقفي وثقه وثقه ابن حبان اهـ (قلت) وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي (9)(سنده) حدثنا يحيى عن عبيدة قال حدثني أبي عن أبي بكرة ووكيع قال ثنا عيينة ويزيد انا عيينة عن أبيه عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(10) معناه أن الله عز وجل يعجل له العقوبة غير ما يؤخره له من العقاب الشديد في الآخرة والبغي هو الجور والكبر والظلم نعوذ بالله من ذلك

ص: 217

رواية مع ما يدخر له في الآخرة من بغي أو قطيعة رحم (وعنه من طريق ثان)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبان لا يؤخران البغي وقطيعة الرحم (عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن قالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال أما ترضى أن اصل من وصلك وأقطع من قطعك اقرءوا ان شئتم (فهل مسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارجامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)(وعنه أيضا)(3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اعمال بني آدم تعرض كل خميس (4) ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم (وعنه أيضا)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الرحم شجنة (6) من الرحمن عز وجل تجيء يوم القيامة تقول يا رب قطعت يارب ظلمت يارب اسيء إلي زاد في رواية قال فيجيبها الرب أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك (عن عائشة)(7) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله (باب الترهيب من ايذاء الجار والتغليظ فيه)(عن أبي هريرة)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت

(1)(سنده) حدثنا وكيع ثنا محمد بن عبد العزيز الراسي عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د مذ جه حب ك) والبخاري في الأدب المفرد وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 274 رقم 226 (3)(سنده) حدثنا يونس بن محمد قال حدثني الخزرج يعني ابن عثمان السعدي عن أبي أيوب يعني مولى عثمان عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(4) جاء في بعض الروايات بلفظ تعرض على الله عشية كل خميس الخ ومعنى العرض هنا الظهور وذلك ان الملائكة تقرأ الصحف في هذا الوقت وفيه اشارة الى أن الشخص ينبغي له تفقد نفسه في تلك العشية ليلقى ليلة الجمعة على وجه حسن وفيه زجر شديد لقاطع الرحم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد والبخاري في الادب المفرد ورمز له بعلامة الحسن قال شارحه المناوي قال الهيثمي كالمنذري رجاله ثقات (5)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة بن الحجاج عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(6) بضم الشين المعجمة وكسرها رواية ولغة بعدها جيم ساكنة ثم نون وتقدم شرحها في باب الترغيب في صلة الرحم من هذا الجزء صحيفة 51 رقم 51 في حديث عبد الله بن عمرو (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد باسناد جيد قوي وابن حبان في صحيحه (7)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (تخريجه) وله الشيخان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله (باب)(8)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في

ص: 218

(وفي رواية) أو ليصمت (وعنه أيضا)(1) قال قال رجل يا رسول الله ان فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار (2) قال يا رسول الله صلى فإن فلانه يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها (3) وأنها تصدق بالأثوار (4) من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في الجنة (عن عقبة بن عامر)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم القيامة جاران (6)(عن أبي هريرة)(7) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذوا بالله من شر جار المقام فان جار المسافر اذا شاء ان يزال زال (وعنه أيضا)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا وماذاك يا رسول الله؟ قال الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول الله وما بوائقه؟ قال شره (عن أنس بن مالك)(9) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه (عن عبد الله بن مسعود)(10)

باب الترغيب في الاحسان الى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 68 (1)(سنده) حدثنا الأعمش عن أبي يحيى مولى جعدة عن أبي هريرة الخ (غريبة)(2) معناه لها أجر صلاتها وصيامها وصدقتها ان لم يدخلها الرياء وعليها وزر ايذاء الجار تعاقب به في النار (3) فيه اشارة إلى انها كانت تقتصر على الفرائض دون النوافل اخذا من قوله من قلت صيامها الخ وعلى فرض انها كانت تقتصر في الفرائض يقال ان الله عز وجل اطلع نبيه على انها ستتوب وتؤدي ما فرض عليها وذلك ببركة احسانها الى جيرانها والله اعلم (4) جمع ثور بثاء مثلثة وهي قطعة من الاقط بكسر القاف وهو لبن جامد مستحجر ويتخذ من مخيض اللبن الغنمي (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم بز حب ك) وقال الحاكم صحيح الاسناد ورواه ابو بكر بن أبي شيبة باسناد صحيح ايضا (5)(سنده) حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبة)(6) أي لم يحسن احدهما جوار صاحبه ولم يف له بحقه ومقصود الحديث الحث على كف الأذى عن الجار وان جار وانه تعالى يهتم بشأنه وينتقم للجار المظلوم من الظالم بفضل القضاء بينهما (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد والطبراني باسنادين احدهما جيد اهـ وأورده الهيثمي أيضا وقال رواه احمد والطبراني بنحوه وأحد اسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة (7)(سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب حدثنا عبد الرحمن بن اسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اني اعوذ بك من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتجول وقال رواه ابن حبان في صحيحه اهـ (قلت) وسنده عند الامام احمد جيد (8)(وعنه ايضا) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الاحسان الى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 71 (9)(سنده) حدثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد عن أنس يعني ابن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم عل بز) واسناد احمد جيد تابع علي بن زيد حميد ويونس بن عبيد (10)(سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود الخ (تخريجه)(جه حب طب) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه

ص: 219

قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لي أن أعلم اذا أحسنت واذا اسأت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعت جيرانك يقولون قد احسنت فقد احسنت واذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت (عن رجل من بني سدود)(1) يقال له ديسم قال قلنا لبشير بن الخصاصية قال وما كان اسمه بشيرا فسماه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشيرا (2) إن لنا جيرة من بني تميم لا تشذ لنا قاصية إلا ذهبوا بها (3) وانها تخالفنا من اموالهم أشياء (4) افنأخذ؟ قال لا (باب ما جاء في الترهيب من الرياء وهو الشرك الخفي نعوذ بالله منه)(عن عبادة بن أنس)(5) من شداد بن أوس رضي الله عنه انه بكى فقيل له ما يبكيك؟ قال شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فذكرته فأبكاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قال قلت يا رسول الله اتشرك أمتك من بعدك؟ قال نعم أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراءون بأعمالهم (6) والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض

حديث عبد الله بن مسعود هذا صحيح رجاله ثقات وأورده الهيثمي وقال رواه (طب) ورجاله رجال الصحيح وغفل عن عزوه للامام احمد (1)(سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن رجل من بني سدوس الخ (غريبة)(2) قال المنذري كان اسمه في الجاهلية زحما بفتح الزاي وسكون الحاء المهملة وبعدها ميم والخصاصية أمه بفتح الخاء المعجمة وبعدها صاد مهملة مفتوحة وبعد الألف صاد مهملة مكسورة وياء آخر الحروف مفتوحة وقيل مشددة وتاء تأنيث (قلت) قال الحافظ في التهذيب جزم ابن عبد البر وغيره أن الخصاصية أمه وليس كذلك بل هي إحدى جداته وهي والدة جده الأعلى ضبارى بن سدوس (3) معناه لا تذهب إليهم ضالة من مواشينا إلا أخذوها (4) أي تأتي الينا من مواشيهم أشياء وفيه عدم الاعتداء على الجار وان جار (تخريجه) هذا الاثر لم اقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد وسنده جيد وجاء عند ابي داود من طريق ديسم أيضا بشير بن الخصاصية قال وما كان اسمه بشيرا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه بشيرا قال قلنا ان اهل الصدقة يعتدون علينا افنكتم أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ فقال لا هكذا جاء عند أبي داود من طريق ديسم السدوسي أيضا وسكت عنه أبو داود والمنذري ومعناه يرمى إلى عمال الزكاة والله أعلم (باب)(5)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عبد الواحد بن زيد أخبرنا عبادة بن نيس الخ (غريبة)(6) أي يظهرون الأعمال الصالحة للناس ليقال إنهم من الصالحين ويأتون ما تشتهيه انفسهم من المعاصي خفية ويؤيد ذلك تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لأن الصوم طاعة فهو يظهر للناس انه صائم ويأتي ما تشتهيه نفسه من الطعام وغيره عندما يختلي بنفسه (تخريجه)(ك) وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال عبد الواحد يعني ابن زيد أحد رجال السند متروك اهـ (قلت) قال الحافظ في تعجيل المنفعة ذكره ابن حبان في الثقات وقال له حكايات في الوعد والرقائق روى عنه أهل البصرة يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة ويجتنب ما كان من رواية سعيد بن عبد الله بن دينار عنه فإنه يأتي عنه بمالا أصل له اهـ ورواه ابن ماجه من وجه آخر ليس فيه عبد الواحد قال البوصيرفي زوائد بن ماجه في اسناده عامر بن عبد الله لم ار من تكلم فيه

ص: 220

له شهوة من شهواته فيترك صومه (عن أبي سعيد)(1) بن أبي فضالة الانصاري وكان من الصحابة انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ينادي مناد من كان أشرك في عمل عمله لله تبارك وتعالى احدا فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل فإن الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك (عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل انا خير الشركاء من عمل لي عملا فأشرك غيري فأنا منه بريء وهو الذي أشرك (3)(حدثنا أبو النضر)(4) قال ثنا عبد الحميد يعني بن بهرام قال قال شهر بن حوشب قال ابن غنم لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن نتنجى (5) والله أعلم فيما نتناجى (6) وذاك قوله فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا بالرجل من ثبج (7) المسلمين يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد (وفي رواية على لسان أخيه قراءة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده وأبدله واحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور فيكم (8) إلا كما يحور رأس الحمار الميت قال فبينا نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا الينا فقال شداد إن اخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا (9) أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له أترون أنه قد أشرك؟ قالوا نعم والله ان من صلى لرجل أو صام له أو تصدق له فقد أشرك فقال شداد فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له

وباقي رجال الإسناد ثقات (1)(سنده) حدثنا محمد بن بكر البرساني قال أنا عبد الحميد بن جعفر قال انا ابي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي اهـ (قلت) وسكت عنه المنذري فهو صالح للاحتجاج به (2)(سنده) حدثنا روح ثنا شعبة ثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(3) هو تأكيد للرد وإلا فهو عمل باطل (تخريجه)(م جه)(4)(حدثنا ابو النضر الخ)(غريبة)(5) أي نتحدث سرا (6) الظاهر والله أعلم انهما كانا يتناجيان في آمر الرياء ولذلك قال عبادة قولته (7) أي من وسطهم وقبل من سراتهم وعليتهم (نه)(8) الحور بالحاء المهملة الرجوع أي لا يرجع منه بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه (9) بفتح العين المعجمة وسكون القاء وأصـ لل غفر التغطية يقال

ص: 221

ويدع ما يشرك به؟ فقال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا خير قسيم (1) لمن اشرك بي من أشرك بي شيئا فان حشده (2) عمله قليله وكثيره لشريكه الذي اشرك به وانا عنه غني (عن أبي بكرة)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع (4) سمع الله به ومن راآ راآ (5) الله به (عن أبي هند الداري)(6) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء وسمعة راآ الله به يوم القيامة وسمع (عن عبد الله بن عوف الكناني)(7) وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة انه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص يا أبا اليمان قد احتجت اليوم الى كلامك فقم فتكلم قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة أوقفه الله عز وجل يوم القيامة موقف رياء وسمعة (عن عبد الله بن عمرو)(8) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه (9)

غفر الله لك غفرا وغفرانا ومغفرة والمغفرة الباس الله تعالى العفو للمذنبيين (نه)(1) اي خير شريك كما قال في الحديث السابق انا خير الشركاء ومعناه لو علم هذا الذي اشرك غيري معي وعلم ما عندي من القدرة والثواب الجزيل لمن أخلص لي لم يختر غيري ولم يشرك بي أحدا من خلقي (2) أي جميع عمله حيره وشره قل أو كثر لشريكه الخ (تخريجه)(هق) ورجاله عند الامام احمد ثقات وشهر بن حوشب وان تكلم فيه بعضهم فقد وثقه ابن معين والامام احمد وقال يعقوب شهر وان قال ابن عون تركوه فهو ثقة وقال ابن معين ثبت كذا في الخلاصة (3)(سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك ثنا بكار قال حدثني أبي عن أبي بكرة الخ (غريبة)(4) بتشديد الميم مفتوحة أي من نوه بعلمه وشهر ليراه الناس ويمدحوه (سمع الله به) أي شهره بين أهل العرصات وفضحه على رءوس الاشهاد يوم القيامة وانما سمي فعل المرائي سمعة وياء لأنه يفعله ليسمع به (5) أي راءى بعمله والرياء اظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها (راءى الله به) اي بلغ مسامع خلقه أنه مراء مزور وأشهره بذلك بين خلقه فيفتضح بين الناس (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب بز) وأسانيدهم حسنة (قلت) ورواه مسلم من حديث ابن عباس في الزهد بهذا اللفظ (6)(سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن المقرى عبد الله بن يزيد ثنا حيوة ثنا أبو صخر أنه سمع مكحولا يقول حدثني أبو هند الداري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم اهـ (قلت) وله شاهد من حديث أبي مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء راءى الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به أورده المنذري وقال رواه الطبراني باسناد حسن (7)(سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) حدثنا ابي عنه وهو حيى قال ثنا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة عن عبد الله بن عوف الكناني الخ (تخريجه)(ص طب) والبغوى ورجاله ثقات (8)(سنده) حدثنا يحيى يعني ابن سعيد عن شعبة حدثني عمرو بن مرة سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة انه سمع عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(9) قال في النهاية وفي رواية (اسامع خلقه) يقال سمعت بالرجل تسميعا وتسمعه إذا شهرته ونددت به وسامع اسم فاعل من سمع واسامع جمع اسمع واسمع جمع قلة لسمع وسمع

ص: 222

وصغره وحقره قال (1) فذرفت عينا عبد الله (عن سليمان بن يسار)(2) قال تفرج الناس عن أبي هريرة (3) فقال له نأتل الشامي أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فإني به فعرفه نعمه فعرفها فقال وما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريئي فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به ليعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال تعلمت منك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فيسجب على وجهه حتى القي في النار (عن ابي سعيد الخدري)(4) قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبيت عنده تكون له الحاجة ويطرقه أمر من الليل فيبعثنا فيكثر المحتسبون وأهل النوب فكنا نتحدث (5) فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال ما هذه النجوى؟ الم أنهكم عن النجوى؟ قال قلنا نتوب إلى الله يا نبي الله إنما كان في ذكر المسيح فرقا (6) منه فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ قال قلنا بلى قال الشرك الخفي ان يقوم الرجل يعمل لمكان رجل (7)

فلان بعمله إذا اظهره ليسمع فمن رواه سامع خلقه بالرفع جعله من صفة الله تعالى أي سمع الله تعالى سامع خلقه به الناس ومن رواه أسامع أراد أن الله يسمع به اسماع خلقه يوم القيامة اهـ باختصار (1) قال يعني الراوي عن عبد الله بن عمرو (وقوله ذرفت) بفتح الراء من باب ضرب يقال ذرفت العين ذرفا دميت وذرفت الدموع سال (تخريجه) أورده الهيثمي بأطول من هذا وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط ثم ذكر انه رواه احمد باختصار ثم قال وسمى الطبراني الرجل المبهم في سند الامام احمد قال وهو خيثمة ابن عبد الرحمن فبهذا الاعتبار رجال احمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا حجاج عن ابن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار الخ (غريبة)(3) أي تركوه بعد أن كانوا مجتمعين عليه فلما خلا المجلس قال له نأتل الشامي الخ ونأتل هذا هو ابن قيس بن زيد الشامي الفلسطيني احد الامراء لمعاوية ذكره في التقريب (تخريجه)(مذ) مطولا بقصة فيه وقال هذا حديث حسن غريب اهـ (قلت) وأورده المنذري وعزاه لابن خزيمة في صحيحه (4)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده (يعني ابا سعيد الخدري) قال كنا نتناوب الخ (غريبة)(5) اي يتحدثون سرا وهو المعبر عنه بالنجوى (6) بالتحريك أي خوفا منه (7) أي يرائي في عمله للرجل صاحب المكانة وعند ابن ماجه قال يقوم الرجل فيصلى فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل قال العلامة السندي معنى الشرك الخفي انه شرك لا يظهر للناس أنه شرك بل يظهر لهم انه صلاح (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (جه هق) اهـ وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده حسن وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن

ص: 223

(عن ابن الأدرع)(1) قال كنت احرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لبعض حاجته قال فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون مرائيا (2) قال قلت يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن (3) قال فرفض يدي (4) ثم قال انكم لن تنالوا هذا الأمر (5) بالمغالبة قال ثم خرج ذات ليلة وانا احرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي بالقرآن قال فقلت عسى أن يكون مرائيا (6) فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إنه أواب قال فنظرت فإذا هو عبد الله ذو البجادين (7)(باب ما جاء في الترهيب من الكبر والخيلاء)(عن عبد الله بن مسعود)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر فقال رجل يا رسول الله اني ليعجبني ان يكون ثوبي غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه افمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال لا ذاك الجمال إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر صفه الحق وازدرى الناس (عن عقبة بن عامر)(9) أنه سمع رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول

مختلف فيهما (1)(سنده) حدثنا وكيع انا هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابن الادرع الخ (غريبة)(2) الظاهر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى منه امارات الرياء (3) يعني انه رجل صالح (4) أي تركها من يده (5) أي الثواب على الأعمال ورضا الله عز وجل (بالمغالبة) أي بالغلبة والقهر والقوة واظهار الصلاح وانما تنال بالعجز والاخلاص والالتجاء إلى الله عز وجل (6) انما قال ذلك لأنه ظن ان هذا مثل ذاك فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ظنه بقوله إنه أواب أي كثير الرجوع الله بالتوبة والاخلاص في العمل (7) البجاد الكساء وجمعه بجد بضم أوله وثانيه وقال ابن اسحاق حدثني محمد بن ابراهيم التيمي قال كان عبد الله رجلا من مزينة وهو ذو البجادين يتيما في حجر عمه وكان محسنا له فبلغ عمه أنه اسلم فنزع منه كل شيء اعطاه حتى جرده من ثوبه فأتى أمه فقطعت له بجادها باثنتين فاتزر نصفا وارتدى نصفا ثم اصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله ذو البجادين فالتزم بابي فألتزم بابه وكان يرفع صوته بالذكر فقال عمر أمراء هو؟ قال بل هو أحد الأواهين اهـ وقيل كان اسمه عبد العزى فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وعزفت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه دعني ادله على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانا فاتخذ بجادا من شعر وطرحه على عورته ثم لحقهم فأخذ بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وانشأ يرتجز

(هذا أبو القاسم فاستقيمي * تعرض مدارجا وسومي * تعرض الجوزاء في النجوم)(تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن الادرع وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) وله شواهد كثيرة تعضده (باب)(عن عبد الله بن مسعود الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب استحباب اللباس الجميل والتواضع فيه من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 288 رقم 186 (9)(سنده) حدثنا هاشم ثنا عبد الحميد ثنا شهر بن حوشب قال سمعت رجلا يحدث عن عقبة بن عامر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (بقيته) اني لأحب الجمال واشتهيه حتى اني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك

ص: 224

ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة ان يريح ريحها ولا يراها فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانه والله يا رسول الله اني لأحب الجمال وذكر نحو حديث عبد الله بن مسعود (عن أبي ريحانه)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شيء من الكبر الجنة فقال قائل (2) يا نبي الله اني احب ان اتجمل بحبلان سوطي وشسع نعلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك ليس بالكبر ان الله عز وجل جميل يحب الجمال انما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه (3) يعني بالحبلان سير السوط وشسع النعل (عن عبد الله بن عمرو)(4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه اني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وانهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله (فذكر فضلها)(5) وسبحان الله وبحمده فذكر فضلها ثم قال وانهاك عن الشرك والكبر قال قلت أو (6) قيل يارسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر؟ قال ان يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال لا قال هو أن قال هو ان يكون لأحدنا حلة يلبسها قال لا قال الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟ قال لا قال أفهو ان يكون لأحدنا أصحاب يجلسون اليه؟ قال لا قيل يا رسول الله فما الكبر؟ قال سفه الحق (7) وغمص الناس

الكبر إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه (وقوله سفه الحق) معناه الاستخفاف بالحق وان لا يراه حقا (وغمص الناس) أي احتقرهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (1)(سنده) حدثنا عصام بن خالد ثنا حريز بن عثمان عن سعد بن مرثد الرحبي قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر الاشعري قال سمعت كريب بن ابرهة وهو جالس مع عبد الملك على سريره يدير المران وذكر الكبر فقال كريب سمعت ابا ريحانه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(2) الظاهر ان هذا القائل هو ابو ريحانه نفسه راوي الحديث كما تقدم قي الحديث الساق (3) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا (وقوله يعني بالحبلان الخ) هذا تفسير من الراوي للحبلان المتقدم ذكره في الحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات (4)(سنده) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن الصعقب بن زهير عن زيد ابن أسلم قال حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج فقال ألا إن صاحبكم هذا وضع كل فارس بن فارس قال يريد ان يضع كل فراس بن فارس ويرفع كل راع ابن راع قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبنه وقال لا أرى عليك لباس من لا يعقل ثم قال نبي الله نوحا الخ (قلت) هذا الطرف تقدم نحوه من حديث عبد الله بن عمرو ايضا في باب ما جاء عاما في تحريم الذهب والحرير كتاب اللباس والزينة في الجزء السابع عشر ص 168 رقم 120 وتقدم شرحه هناك (غريبه)(5) تقدم الحديث في ذلك مشروحا في باب فضل لا إله إلا الله من كتاب الاذكار صحيفة 211 بعد حديث رقم 28 في الجزء الرابع عشر فارجع اليه (6) أو للشك من الراوي يشك هل قال عبد الله بن عمرو قلت يا رسول الله أو القائل غيره (7) تقدم تفسيره في الحديث السابق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه كله احمد ورواه الطبراني بنحوه وزاد في رواية وأوصيك بالتسبيح فإنها عبادة الخلق وبالتكبير قال ورجال أحمد

ص: 225

(عن أبي حيان عن أبيه)(1) قال التقي عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) وعبد الله بن عمر ثم اقبل عبد الله بن عمر وهو يبكي فقال القوم ما يبكيك يا ابا عبد الرحمن؟ قال الذي حدثني هذا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة انسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر (ومن طريق ثان)(2) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار (عن حميد بن عبد الرحمن)(3) قال قال ابن مسعود كنت لا أحجب عن النجوى (4) ولا عن كذا ولا عن كذا قال ابن عون (5) فنسى واحدة ونسيت أنا واحدة قال فأتيته (6) وعنده مالك بن مراوة الرهاوى فأدركت من آخر حديثه وهو يقول يارسول الله قد قسم لي من الجمال ما ترى فما أحب أن أحدا من الناس فضلني بشراكين (7) فما فوقهما أفليس ذلك هو البغى؟ قال لا ليس ذلك البغى لكن البغى من بطر (8) قال أو قال سفه الحق وغمط (9) الناس (عن ابن عمر)(10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقى الله وهو عليه غضبان (عن عبد الرحمن بن غنم)(11) قال قال

ثقات (1)(سنده) حدثنا يعلي بن عبيد حدثنا ابو حيان عن ابيه الخ (2)(سنده) حدثنا مروان ابن شجاع ابو عمرو الجزري حدثني ابراهيم بن أبي عبلة العقيلي من أهل بيت المقدس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) أورده الهيثمي الطريق الثانية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصحيح قال وفي رواية أخرى عند أحمد صحيحه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر (يعني الطريق الأولى)(3)(سنده) حدثنا اسماعيل عن ابن عون عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الخ (غريبة)(4) أي عن سماع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن منه كما في حديث آخر (5) هو أحد رجال السند والمعنى ان ابن مسعود كان لا يحجبه النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث خصال منها عدم احتجابه عن سره وعبر ابن عون الراوي عن عمرو ابن سعيد عن الخصلتين الباقيتين بكذا وكذا لأنه نسي إحداهما ونسي الثانية ابن عمرو (6) القائل فأتينه هو ابن مسعود يعني انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده مالك بن مرارة بضم الميم وفتح الراء مخففة (الرهاوي) بفتح الراء نسبة إلى رهاء قبيلة من مذحج (7) تثنية شراك بكسر الشين وتخفيف الراء احد سيور النعل وتقدم الكلام عليه آنفا (8) بفتح أوله وكسر ثانيه هو ان يتكبر عن الحق فلا يقبله وأو للشك من الراوي (وقوله سفه الحق) أي جهله والسفه في الاصل الخفة والطيش (9) بالتحريك أي استهان بهم واحتقرهم (تخريجه) لحديث أشار إليه الحافظ في الاصابة فذكره مختصرا وعزاه للبغوى وأبي يعلي ورجاله ثقات (10)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق اخبرنا يونس بن القاسم الحنفي يماني سمعت عن عكرمة ابن خالد المخزومي يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (طب) واللفظ له ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم اهـ (قلت) ورواه البخاري في الأدب المفرد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح (11)(سنده)

ص: 226

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ (1) والجعظري والعتل والزنيم (عن عمرو بن شعيب)(2) عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار (3) حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس (4) فتعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال (5) عصارة أهل النار (عن عبد الله بن عمرو)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يتبختر في حلة إذ أمر الله عز وجل به الأرض فأخذته وهو يتجلجل (7) فيها أو يتجرجر (8) فيها إلى يوم القيامة (وعن أبي هريرة)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(باب ما جاء في الترهيب من التفاخر بالآباء في النسب وغير ذلك)(عن ابن عباس)(10) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوا الذي نفسي بيده لما يدهده (11) الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين

حدثنا وكيع ثنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم الخ (غريبه)(1) الجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو من جمع المال من كل مكان أو من لم يتصدق (والجعظري) على وزن الجعفري الفظ والغليظ والقبيح الاخلاق والشديد والخبيث (والعتل) بضمتين وتشديد اللام البخيل والأكول والمنوع والغليظ (والزنيم) بالفتح اللئيم والدنيء والمعروف بالشر والشناعة يقال زنيم أي معروف بلؤمه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده حسن قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وقد أرسله غير واحد من التابعين (2)(سنده) حدثنا عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب الخ (غريبة)(3) بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة الذل والهوان (4) بضم الباء الموحدة في هو الأصل الفساد وهو يكون في الافعال والأبدان والعقول والخبل بالتسكين الفساد وفسره في الحديث بعصارة أهل النار بضم العين المهملة وهو ما يسيل منهم من الدم والصديد نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن (6)(سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن عطاء ابن السائب عن ابيه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص الخ)(غريبه)(7) أي يغوص في الأرض حين يخسف به والجلجلة حركة مع صوت (8) أو للشك من الراوي والتجرجر من الجر وهو الجذب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات اهـ (قلت) واخرجه ايضا الترمذي وقال حديث حسن صحيح (9)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسفت به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة (تخريجه)(ق وغيرهما)(باب)(10)(سنده) حدثنا سليمان بن داود حدثنا هشام يعني الدستوائي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة)(11) أي يدحرج وهو يدحرج العذر والقاذورات (الجعل) بضم الجيم وفتح العين المهملة آخره لام حيوان صغير قذر كالخنفسا واكبر منها في الجسم وفي اللسان قال هو ابو جعران بفتح الجيم (تخريجه)(طل) وأورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال الذي

ص: 227

ماتوا في الجاهلية (عن أبي هريرة)(1) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفه بأنفها النتن وقال إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عيية (2) الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي الناس بنو آدم وآدم من تراب (وعنه عن طريق ثان)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعن الناس فخرهم في الجاهلية أو ليكونن أبغض الى الله عز وجل من الخنافس (عن أبي نضرة)(4) حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت؟ قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن معاذ بن جبل)(5) قال انتسب رجلان من بني اسرائيل على عهد موسى عليه السلام احدهما مسلم والآخر مشرك فانتسب المشرك فقال انا فلان بن فلان حتى بلغ تسعة آباء ثم قال لصاحبه انتسب لا أم لك قال أنا فلان بن فلان وأنا بريء مما وراء ذلك فنادى موسى عليه السلام الناس فجمعهم ثم قال قد قضى بينكما أما الذي انتسب إلى تسعة آباء فأنت فوقهم العاشر في النار وأما الذي انتسب إلى ابويه فانت امرؤ من أهل الاسلام (ز)(عن أبي بن كعب)(6) قال انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احدهما انا فلان بن فلان فمن انت لا أم لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فذكر نحو حديث معاذ (7)(عن أبي سعيد الخدري)(8) قال افتخر أهل

يدهده الجعلان بأنفه خير منهم ورجال احمد رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبة)(2) بضم العين المهملة وكسرها وتشديد الباء الموحدة مكسورة وبعدها ياء تحتية مشددة هي الكبر والفخر والنخوة (3)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(طل) وأورده المنذري وقال رواه (د مذ) وحسنه البيهقي باسناد حسن ايضا (4)(عن أبي نضرة) الخ هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الخطبة أوسط أيام الشريف من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر صحيفة 226 رقم 427 فارجع اليه (5)(سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك الحراني ثنا عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني واحمد موقوفا على معاذ واحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح وكذلك رجال احمد (6)(ز)(سنده) حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير ثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب الخ (غريبة) أي نحو حديث معاذ السابق مختصرا وفي أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو ثقة (8)(عن أبي سعيد الخدري الخ) هذا الحديث تقدم بسنده

ص: 228

الإبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الفخر والخيلاء في أهل الأبل والسكينة والوقار في أهل الغنم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنما على أهله وبعثت أنا وأنار أرعى غنما لأهلي بجياد (عن أبي ذر)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أنظر فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى (عن عتي بن ضمرة)(2) عن ابي بن كعب أن رجلا اعتزى (3) بعزاء الجاهلية فأعضه (4) ولم يكنه فنظر القوم إليه (5) فقال للقوم إني قد أرى الذي في انفسكم (6) اني لم استطع إلا أن أقول هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا (7)(ز)(عن أبي عثمان)(8) عن أبي بن كعب أن رجلا اعتزى فأعضه ابي بهن أبيه قالوا ما كنت فحاشا قال إنا أمرنا بذلك (9)(عن عقبة بن عامر)(10) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان انسابكم هذه ليست بسباب على أحد وانما أنتم ولد آدم علف الصاع (11) لم تملوه ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا

وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في اتخاذ الغنم وبركتها من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 12 رقم 34 (1)(سنده) حدثنا وكيع عن أبي هلال عن بكر عن أبي ذر الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات غلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر (2)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة الخ (قلت) عتي بضم أوله وفتح ثانية ثم ياء تحتية مشددة مصغرا هو ابن ضمرة التيمي السعدي البصري ثقة (غريبه)(3) اي انتسب وانتمى وتعزى كذلك عزاء الجاهلية هو أنهم كانوا يقولون في الاستغاثه يالفلان وينادي أنا فلان بن فلان ينتمي إلى أبيه وجده لشرفه وعزه (4) أي قال له أعضض ذكر أبيك بصريح اللفظ لا بالكنية عنه وهي الهن والهن خفيف النون كناية عن كل اسم جنس والانثى هنة وكنى بهذا الاسم عن الفرج ويعرب بالحروف فيقال هنوها وهناها وهنيها مثل أخوها وأخاها وأخيها (5) أي نظروا إليه نظر انكار ودهشه (6) أي من الانكار علي وساذكر لكم السبب الذي حملني على ذلك فذكر الحديث (7) مما تقدم يقهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأعضوه ولا تكنوا وهو أمر تأديب وفيه زجر عن دعوى الجاهلية (تخريجه)(نس حب طب) والضياء المقدسي ورمز له الحافظ السيوطي بعلامة الصحة (8)(ز)(سنده) حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي الخ (غريبة)(9) أي امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أخذا مما تقدم (تخريجه) هو كالذي قبله (10)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الخ (غريبه)(11) أي قريب بعضكم من بعض يقال هذا طف المكيال وطفافه وطفافه أي ما قرب من ملئه وقيل هو ما علا فوق رأسه ويقال له أيضا طفاف بالضم والمعنى كلكم في الانتساب إلى اب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى (نه)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه ابن لهيعة وبقية

ص: 229

جبانا (عن عبد الله بن بريدة)(1) عن أبيه (2) قال اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وعلقمة بن علانة (3) فذكروا الجدود (4) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شئتم أخبرتكم جد بني عامر (5) جمل أحمر أو آدم (6) يأكل من أطراف الشجر قال وأحسبه قال في روضة وغطفان (7) أكمة خشاء تنفي الناس عنها قال فقال الأقرع بن حابس فاين جد بني تميم (8) قال لو سكت (باب ما جاء في الترهيب من النفاق وذكر المنافقين وخصالهم وذي الوجهين)(عن يزيد يعني ابن الهاد) محمد بن عبد الله (9) أنه حدثه أن عبد الله بن عمر لقى ناسا خرجوا من عند مروان فقال من أين جاء هؤلاء؟ قالوا خرجنا عن عند الأمير مروان قال وكل حق رأيتموه تكلمتم به وأنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا لا والله بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك الله فإذا خرجنا من عنده قلنا قاتله الله ما أظلمه وأفجره قال عبد الله كنا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا نفاقا لمن كان هكذا (عن ابن عمر)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العائرة (11) بين الغنمين تعيرإلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدرى أهذه تتبع أم هذه (عن ابن عبيد عن أبيه)(12) أنه

رجاله وثقوا اهـ (قلت) في ابن لهيعة لين اذا عنعن وقد عنعن في هذا الحديث (1)(سنده) حدثنا روح ثنا علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة الخ (غريبة)(2) أبوه بريدة الأسلمي (3) هؤلاء الثلاثة كانوا من المؤلفة قلوبهم (4) زاد عند الطبراني فقالوا جد فلان أقوى (5) يريد المنتسب اليهم علقمة بن علاثة (6) بمد الهمزة الأدمة بفتح الهمزة في الأبل البياض مع سواد المقلتين وقيل هو من أدمة الأرض وهو لونها وبه سمي آدم (7) بفتحات يعني المنتسب اليهم عيينة بن بدر (وقوله اكمه) بفتح الهمزة وسكون الكاف تل وقيل شرفة كالرابية وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد (وقوله خشاء) كسراء وضراء (تنفي الناس عنها) أي تطردهم يقال خسأت الكلب أي طردته وأبعدته (8) يعني جده الأعلى المنتسب اليه فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لو سكت أي لكان أولى ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم جد بني تميم لمصلحة يعلمها وهذه أمثله ضربها النبي صلى الله عليه وسلم لجدودهم (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وعزاه للطبراني من طريق علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة عن أبهي كما هنا ورجاله ثقات (باب)(9)(سنده) حدثنا يعقوب سمعت أبي يحدث عن يزيد يعني ابن الهاد عن محمد بن عبد الله الخ (قلت) محمد بن عبد الله هو محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب نسب إلى جده يؤيد ذلك رواية البخاري من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله عن أبيه قال الناس لابن عمر انا ندخل على سلطاننا نقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال كنا نعد هذا نفاقا (تخريجه)(خ طل) وذكر الحافظ طرقا اخرى لهذا الحديث تدل على تعدد الواقعة في عهد امراء آخرين (10)(سنده) قال عبد الله بن الامام احمد وجدت في كتاب أبي حدثنا اسحاق بن يوسف حدثنا عبيد اله عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه)(11) أي المترددة بين قطيعين من الغنم لا تدرى أيهما تتبع أنه مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم (تخريجه)(مذ نس حب) وحسنه الترمذي (12)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد حدثنا

ص: 230

جلس ذات يوم بمكة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما معه فقال أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الربيضين (1) من الغنم إن اتت هؤلاء نطحتها وإن أتت هؤلاء نطحتها فقال له بن عمر كذبت فأثنى القوم على أبي خيرا أو معروفا فقال ابن عمر لا اظن صاحبكم إلا كما تقولون ولكني شاهد نبي الله صلى الله عليه وسلم إذ قال كالشاة بين الغنمين فقال هو سواء (2) فقال هكذا سمعته (وعن حذيفة بن اليمان)(3) رضي الله عنه قال إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا واني لاسمعها من أحدكم اليوم في المجالس عشر مرات (عن أبي مسعود)(4) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن فيكم منافقين (5) فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يافلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال إن فيكم أو منكم (6) فاتقوا الله قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع (7) قد كان يعرفه قال مالك؟ قال فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائراليوم (9)(عن بريدة الأسلمي)(8) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل (عن أبي هريرة)(10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة وطعامهم نهية (11) وغنيمتهم غلول (12) ولا يقربون المساجد الا هجرا (13) ولا يأتون

الهذيل بن بلال عن ابن عبيد (يعني عبد الله) عن ابيه الخ (قلت) أبوه هو عبيد بن عمير بالتصغير فيهما ابن قتادة قاص أهل مكة تابعي قديم ثقة كان ابن عمر يجلس اليه ويقول لله در ابن قتادة ماذا يأتي به (1) بفتح الراء مشددة قال في النهاية الربيض الغنم نفسها والمربض موضعها الذي تربض فيه (2) يعني معناهما واحد ولكن ابن عمر حافظ على اللفظ الذي سمعه وجاء في رواية اخرى ان ابن عمر قال انما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كشاة بين غنمين قال فاحتفظ الشيخ وغضب فلما رأى ذلك عبد الله قال اما اني لو لم اسمعه لم أرد ذلك عليك (تخريجه)(م نس طل)(3)(سنده) حدثنا وكيع ثنا رزين بن حبيب الجهني عن أبي الرقاد العبسي عن حذيفة الخ (تخريجه)(طل) بلفظ آخر والمعنى واحد وسنده جيد (4)(سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة عن عياض بن عياض عن أبيه عن أبي مسعود (يعني عقبة بن عمرو الانصاري البدري) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) الظاهر ان الله عز وجل أطلعه عليهم اما بوحي أو الهام أو رؤيا (6) أو للشك من الراوي يشك هل قال ان فيكم أو ان منكم يعني منافقين (7) على وزن جعفر أي كان يقنع به أو بحكمه أو بشهادته (8) هذا دعاء عليه أي هلاكا لك وسحقا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما (9)(سنده) حدثنا عفان حدثني معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د نس هق) وابن السنى وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (10)(سنده) حدثنا يزيد انا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن اسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(11) أي اغتصاب (12) أي سرقة (13) بفتح الهاء وسكون الجيم يريد الترك لها والأعراض عنها يقال هجرت الشيء هجرا إذا تركته وأغفلته

ص: 231

الصلاة إلا دبرا (1) مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون حشب (2) بالليل صخب بالنهار وفي رواية سخب بالنهار (3)(وعنه أيضا)(4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا ائتمن خان (وعنه أيضا)(5) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال تجد من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه (وعنه من طريق ثان)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد شر الناس وقال يعلي (7) تجد من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين قال ابن نمير (8) الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء (وعنه أيضا)(9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا (عن جبير بن مطعم)(10) قال قلت يارسول الله انهم يزعمون انه ليس لنا اجر بمكة (11) قال لتأتينكم اجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب (12) قال فاصغي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فقال ان في اصحابي منافقين (13)(عن أبي عثمان النهدي)(14) قال اني لجالس تحت منبر عمر وهو يخطب الناس فقال في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اخوف ما أخاف على هذه الأمة (وفي لفظ على أمتي) كل منافق عليم (15) اللسان

(1) يروى بفتح المهملة وضمها مع سكون الموحدة والمراد انه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها أي بعدما يفوت وقتها (2) أراد انهم ينامون الليل كأنهم خشب مطرحة لا يصلون فيه ومنه قوله تعالى (كأنهم خشب مسنده) وتضم الشين وتسكن تخفيفا (3) الصخب والسخب الضجة واضطراب الأصواب للخصام والمراد انهم صياحون فيه ومتجادلون (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عبد الملك ابن قدامة الجمحي وثقة يحيى بن معين وغيره وضعفه الدار قطنى وغيره (4)(سنده) حدثنا سليمان حدثنا اسماعيل اخبرني ابو سهل نافع بن مالك بن ابي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق وغيرهما)(5)(سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم الخ (6)(سنده) حدثنا ابن نمير عن الاعمش ويعلى قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) هو أحد رجال السند قال في روايته من شر بزيادة من (8) هو أحد رجال السند ايضا زاد في روايته الذي يأتي هؤلاء الخ والظاهر ان هذه الزيادة تفسير من ابن نمير لقوله ذا الوجهين والله أعلم (تخريجه)(ق لك د مذ)(9)(سنده) حدثنا عبيد بن أبي قرة ثنا سليمان عن ابن عجلان عن عبيد الله بن سليمان الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (10)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن النعمان ابن سالم عن رجل عن جبير بن مطعم الخ (غريبه)(11) يعني في المقام بها بعد الفتح (12) مبالغة في أنهم يؤتون أجورهم (وقوله فأصغى إلى) أي أمال رأسه إلى (13) معناه ان هذا الزعم من المنافقين وغرضهم بذلك اساءة الصحابة المخلصين (تخريجه)(طل عل) وفي اسناده رجل لم يسم (14)(سنده) حدثنا يزيد أنبأنا ديلم بن غزوان العبدي حدثنا ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي الخ (غريبه)(15) أي كثير علم اللسان جاهل القلب والعمل اتخذ العلم حرفة يتأكل بها ذاهيية وأبهة يتعزز ويتعاظم بها يدعو الناس إلى الله ويفر هو منه قال الزمخشري رحمه الله والمنافقون أخبث الكفرة وأبغضهم إلى الله تعالى

ص: 232

(باب ما جاء في الترهيب من الغدر ونقض العهد وعدم الوفاء به)(عن أبي وائل)(1) عن عبد الله (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء (3) يوم القيامة قال ابن جعفر (4) يقال هذه غدرة (5) فلان (عن ابن عمر)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان (وعنه أيضا)(7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حجرة عائشة رضي الله عنها يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ولا غدرة أعظم من غدرة امام عامة (عن ابي هريرة)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وذمه المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفرمسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا (عن أنس بن مالك)(9) قال ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا ايمان لمن لا امانة له ولا دين لمن لا عهد له (عن عمرو بن عبسة)(10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقده ولا يحل حتى يمضي امدها أو ينبذ اليهم على سواء (عن حذيفة)(11)

وأمقتهم عنده لأنهم خلطوا بالكفر تمويها وتدليسا وبالشكر استهزاءا وخداعا ولذلك انزل فيهم (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار) اهـ (تخريجه)(بز عل) قال المنذري ورواته محتج بهم في الصحيح وقال الهيثمي رجاله موثقون (باب)(1)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر وعفان قالا حدثنا شعبة عن سليمان قال عفان حدثنا سليمان عن أبي وائل الخ (غريبة)(2) عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه (3) أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس (نه)(4) ابن جعفر احد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه زاد روايته لفظ يقال الخ (5) بفتح الغين المعجمة الغدر من باب ضرب نقض العهد كما تقدم في الترجمة (تخريجه)(ق جه) وغيرهم (6)(سنده) حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه)(م) وغيره (7)(سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن بشر بن حرب سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) تقدم القسم الأول منه في حديثه السابق وفي حديث ابن مسعود ايضا والقسم الثاني لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن عمر ولكنه جاء عند مسلم والامام احمد عن ابي سعيد وتقدم في باب الوفاء بالعهد الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 119 رقم 333 فارجع اليه (8)(عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب من لعنهم الله ورسوله من كتاب اللعن والسب (وقوله فمن اخفر مسلما) أي نقض عهده وذمامه والهمزة فيه للازالة أي ازلت خفارته وبغير الهمزة معناه الحماية تقول خفرت الرجل اجرته وحفظته وخفرته اذا كنت له خفيرا اي حاميا وكفيلا (9)(سنده) حدثنا بهز ثنا ابو هلال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه)(هل حب طس هق) والضياء المقدسي في المختارة وعبد بن حميد وسنده حسن (10)(عن عمرو بن عبسة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم من وجه آخر بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الوفاء بالعهد الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 117 رقم 327 وهو حديث صحيح أخرجه (د مذ نس) وقال الترمذي حسن صحيح (11)(سنده) حدثنا يزيد انا حجاج عن عبد الرحمن

ص: 233

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرط لأخيه شرطا لا يريد أن يفي له به فهو كا المدلى جاره إلى غيره منعه (1)(عن الحسن)(2) قال جاء رجل إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه فقال اقتل لك عليا؟ قال وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال الحق به فأفتك به (3) قال لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان قيد الفتك (4) لا يفتك مؤمن (عن معاوية بن أبي سفيان)(5) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الايمان قيد الفتك (عن ابي رفاعة البجلي)(6) قال دخلت المختار بن أبي عبيد (7) قصره فسمعته يقول ما قام جبريل إلا من عندي قبل قال فهممت أن أضرب عنقه فذكرت حديثا حدثناه سليمان بن صرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمنك (8) الرجل على دمه فلا تقتله قال وكان قد امني على دمه فكرهت دمه (عن رفاعة القتباني)(9) قال دخلت على المختار فألقى لي وسادة وقال لولا أن اخي جبريل قام عن هذه لالقيتها لك قال فأردت أن اضرب عنقه فذكرت حديثا حدثنيه أخي عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء (وعنه من طريق ثان)(10)

ابن عباس عن أبيه عن حذيفه (يعني ابن اليمان) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) المنعة بالتحريك القوة ومعناه كالمرسل جاره إلى قوم ليس عندهم قوة ولا منعة يمنعون بها من يريدهم بسوء والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا مبارك حدثنا الحسن قال جاء رجل إلى الزبير الخ (غريبه)(3) بضم التاء المثناة فوق من باب نصر ومناه اقتله على غفلة منه (4) أي يمنع الفتك الذي هو القتل بعد الامان غدرا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكن مدلس ولكنه قال حدثنا الحسن اهـ يعني فالحديث صحيح (5)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال انا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب ان معاوية دخل على عائشة فقالت له اما خفت ان اقعد لك رجلا فيقتلك؟ فقال ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يعني الايمان قيد الفتك كيف انا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك؟ قالت صالح قال فدعينا واياهم حتى نلقى ربنا عز وجل (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) إلا أن الطبراني قال عن سعيد بن المسيب عن مروان قال دخلت مع معاوية على عائشة وفيه علي بن زيد وهو ضعيف (6)(سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا عبد الله بن ميسرة أو ليلى عن أبي عائشة الهمداني قال قال أبو رفاعة البجلي دخلت على المختار الخ (7)(غريبه) كان المختار بن أبي عبيد الثقفي أحد الكذابين وكان يزعم أن الوحي يأتيه على يد جبريل وقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في ثقيف كذابا ومبيرا وقد ذكر العلماء ان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير هو الحجاج الثقفي اي مهلك يسرف في اهلاك الناس (8) بفتح الهمزة وكسرالميم كسمع يقال امنته على كذا أو أئتمنته بمعنى (تخريجه) لم أقف عليه من حديث سليمان بن صرد لغير الامام احمد وفي اسناده عبد الله بن ميسرة ضعفه قوم ووثقه آخرون (9)(سنده) حدثنا ابن نيمر حدثنا عيسى القارى ابو عمر بن عمر ثنا السدى عن رفاعة القتباني الخ (10)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد

ص: 234

قال كنت أقوم على رأس المختار (1) فلما عرفت كذبه هممت ان اسل سيفي فأضرب عنقه فذكرت حديثا حدثناه عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أمن رجلا على نفسه فقتله أعطى لواه الغدر يوم القيامة (باب ما جاء في الترهيب من الظلم والباطل والاعانة عليهما)(عن أبي هريرة)(2) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والظلم فإن الظلم ظلمات عند الله يوم القيامة واياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش واياكم والشح فإنه دعا من قلبكم فاستحلوا محارمهم وسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم (عن جابر بن عبد الله)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه لم يذكر الفحش والتفحش (عن ابن عمر)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة (عن أبي هريرة)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسمل لا تحاسدوا ولا تناجشوا (6) ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع أحدكم على بيع أخيه وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرات حسب امرئ من الشر (وفي رواية من الشرك) ان يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (عن وائلة بن الأسقع)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله من قوله المسلم اخو المسلم الخ الحديث (عن أبي هريرة)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم

القطان عن حماد بن سلمة حدثني عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد (يعني القتباني) قال كنت أقوم على رأس المختار الخ (غريبه)(1) يعني حارسا له (تخريجه)(نس جه طل) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات (باب)(2)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(حب ك) وسكت عنه الحاكم والذهبي وسنده جيد (3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا داود بن قيس عن عبد الله بن مقسم انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم (تخريجه)(م وغيره)(4)(سنده) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب هق) ورمز له بعلامة الصحة (5)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا داود بن قيس عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) هو تفاعل من النجش وهو ان يمدح السلعة لينفقها ويروجها أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان (نه)(تخريجه)(م وغيره)(7)(سنده) حدثنا الحكم بن نافع قال ثنا اسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن عبد الوهاب المكي عن عبد الواحد بن عبد الله النصري عن وائلة بن الاسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله والتقوى هاهنا وأو ما بيده إلى القلب قال وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم (تخريجه) لم أقف عليه من حديث وائلة لغير الامام احمد وسنده جيد ويؤيده ما قبله (8)(سنده) حدثنا يحيى عن مالك قال حدثني سعيد وحجاج قال انا

ص: 235

قال من كانت يعني عنده مظلمة لأخيه في ماله أو عرضه (1) فليأته فليستحلها منه (2) قبل أن يؤخذ أو تؤخذ وليس عنده دينار ولا درهم فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا والا أخذ من سيئات هذا فألقى عليه (عن عباد بن كثير الشامي)(3) من أهل فلسطين من أمرأة منهم يقال لها فسيلة (4) أنها قالت سمعت أبي (وائلة بن الأسقع) يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال لا ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم (عن ابن مسعود)(5) رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردى (6) في بئر فهو يمد بذنبه (عن أبي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن آدم اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى واياك ودعوة المظلوم (وعنه أيضا)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه

ابن أبي ذئب عن سعيد المعنى عن أبي هريرة الخ (غريبه)(1) العرض موضع المدح والذم سواء كان ذلك في نفسه أو أصله وان علا أو فرعه وان سفل (2) يريد بالتحليل استبراء الذمة لا ان يحل ما حرم الله تعالى وجاء عند البخاري (فليتحلله منه اليوم) ويريد باليوم أيام الدنيا بدليل مقابلته بما بعده (تخريجه)(خ مذ)(3)(سنده) حدثنا زياد بن الربيع قال ثنا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين الخ (غريبه)(4) بضم الفاء وفتح المهملة وسكون التحتية وبعد اللام المفتوحة تاء تأنيث ويقال فيها أيضا خصيلة بالخاء والصاد المهملة بدل التاء والسين المهملة (قال عبد الله) بن الامام احمد رحمهما الله في آخر هذا الحديث سمعت من يذكر من أهل العلم ان اباها يعني فسيلة وائلة بن الاسقع ورأيت ابي جعل هذا الحديث في آخر أحاديث وائلة فظننت انه الحقة في حديث وائلة اهـ (تخريجه)(د حب) قال المنذري واخرجه ابن ماجه وقال فيه عن عباد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها فسيلة قالت سمعت أبي يذكره بمعناه قال وعباد بن كثير وثقه يحيى بن معين وتكلم فيه غير واحد واسناد حديث ابي داود امثل من هذا اهـ (قلت) قال ابو داود حدثنا محمود بن خالد الدمشقي قال انا الفريابي قال ناسمة بن بشير الدمشقي عن بنت وائلة بن الاسقع انها سمعت اباها يقول قلت يا رسول الله ما العصبية؟ قال أن تعين قومك على الظلم (5)(سنده) حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يحدث عن أبيه (يعني عبد الله بن مسعود) قال شعبة واحسبه قد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين عشيرته الخ (غريبه)(6) بهامش المنذري ردى وتردى بفتح الدال والراء المهملتين لغتان أي سقط في بئر أو نهر يريد أنه وقع في الاثم وهلك كالبعير الذي تردى في البئر وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه (تخريجه)(د) ولفظه قال حدثنا النفيلي أنا زهير حدثنا سماك بن حرب عن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال من نصر قومه على غير الحق الخ ثم رواه مرة أخرى فال حدثنا ابن بشار انا ابو عامر ناسفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال انهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم فذكر نحره قال المنذري الأول موقوف والثاني مسند وعبد الرحمن قد سمع من أبيه اهـ (قلت) فالحديث صحيح (7)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد حدثني من سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف ورجل لم يسم فالحديث ضعيف (8)(سنده)

ص: 236

(وعنه أيضا)(1) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ترد دعوتهم الامام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح له أبواب السماء ويقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين (باب ما جاء في الترهيب من الحسد والبغضاء والغش)(عن الزبير بن العوام)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم (عن ابي هريرة)(3) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا (عن أنس ابن مالك)(4) قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الانصار تنطف لحيته (5) من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته ايضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال اني لاحيت (6) ابي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤيني اليك حتى تمضى فعلت؟ قال نعم قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار (7) وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل

حدثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(بز طل) قال المنذري والهيثمي اسناده حسن وقال العامري البغدادي صحيح غريب (1)(وعنه أيضا الخ) هذا طرف من حديث طريل سيأتي بتمامه في باب اوصاف الجنة من كتاب القيامة وذكر بعضه في باب عدم قنوط المذنب من المغفرة وسيأتي في كتاب التوبة ان شاء الله تعالى والله الموفق (باب)(2)(عن الزبير بن العوام الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 331 رقم 5 فارجع اليه تجد ما يسرك (3)(عن أبي هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق (4)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ابن مالك قال كنا جلوسا الخ (غريبه)(5) من بابي نصر وضرب اي تقطر يقال نطف الماء ينطف بضم الطاء وينطف بكسرها اذا قطر قليلا قليلا (6) بالحاء المهملة بعدها ياء تحتية أي خاصمت (7) بتشديد الراء أي استيقظ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه احمد باسناد على شرط البخاري ومسلم والنسائي ورواته احتجا بهم أيضا إلا شيخه سويد بن نصر وهو ثقة وأبو يعلى والبزار بنحوه وسمى الرجل الميهم سعدا وقال في آخره فقال سعد ما هو الا ما رأيت يا ابن اخي الا اني لم ابت ضاغنا على مسلم أو كلمة نحوها (زاد النسائي) في رواية له والبيهقي والاصبهاني فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ورواه البيهقي أيضا عن سالم بن عبد الله (يعني ابن عمر) عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة فجاء سعد بن مالك فدخل منه قال البيهقي فذكر الحديث قال فقال عبد الله بن عمر ما انا بالذي انتهى حتى أبايت هذا

ص: 237

وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله غير اني لم اسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الثلاث ليال وكدت ان احتقر عمله قلت يا عبد الله اني لم يكن بيني وبين ابي غضب ولا هجر ثم ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فاردت ان آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ما هو إلا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال ماهو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسليمن غشا ولا أحسد احدا على خير أعطاه الله اياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق (باب ما جاء في الترهيب من هجر المسلم وترويعه والاضرار به)(عن محمد بن سعيد بن مالك عن أبيه)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه (2) فوق ثلاث (عن أبي هريرة)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة فوق ثلاث فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار (وعنه أيضا)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس قال معمر وقال غير سهيل (5) وتعرض

الرجل فانظر عمله قال فذكر الحديث في دخوله عليه قال فناولني عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه وجعلت ارمقه بعيني ليلة كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله حتى اذا كان في وجه السحر قام فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد بثلاث دعوات يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا اللهم إنا نسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله حتى اذا فرغ قال فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده اليه ثلاثا إلى ان قال فقال آخذ مضجعي وليس فيقلبي غمر على أحد (غمر) بكسر الغين المعجمة وسكون الميم هو الحقد انتهى ما اورده المنذري (باب)(1)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه الخ (قلت) أوبوه هو سعد بن أبي وقاص نسب غلى جده (غريبه)(2) قال في النهاية الهجر ضد الوصل يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع الى الحق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز طب) ورجال احمد رجال الصحيح (3)(سنده) حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال واحسبه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا هجرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (د نس) باسناد على شرط البخاري ومسلم (4)(سنده) حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن سهيل بن ابي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) هذا المبهم هو مسلم بن أبي مريم فقد رواه مالك عن مسلم بن أبي مريم عن ابي صالح السمان وهو والد سهيل عن أبي هريرة انه قال تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فذكر نحوه هكذا موقوفا ورواه ابن وهب عن مالك مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مسلم من طريق بن وهب عن مالك به مرفوعا وقال ابن عبد البر القول

ص: 238

الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك به شيئا الا المتشاحنين (1) يقول الله عز وجل للملائكة ذروهما حتى يصطلحا (عن هشام بن عامر)(2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال غإن كان تصادرا (3) فوق ثلاث فإنهما ناكبان (4) عن الحق ماداما على صرامهما (5) وأولهما فيئا فسبقه بالفيء كفارته (6) فإن سلم عليه فلم يرد عليه ورد عليه سلامه (7) ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في الجنة ابدا (وله في رواية أخرى) لم يدخلا الجنة جميعا ابدا (عن أبي خراش السلمي)(8) أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه (9)(عن أنس بن مالك)(10) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدا بالسلام (عن عطاء بن يزيد)(11) عن أبي أيوب يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (عن عوف بن الحارث)(12) وهو ابن اخي عائشة لأمها رضي الله عنها حدثته (13) أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء

قوله من رفعه (1) أي المتخاصمين (تخريجه)(م لك د مذ) وغيرهم (2)(سنده) حدثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة عن يزيد الرشك قال شعبة قرأته عليه قال سمعت معاذة العدوية قالت سمعت هشام بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخ غريبه)(3) اي تهاجرا وبقيا على خصامهما (4) أي متنحيان ومعرضان عن الحق (5) أي هجرهما وانقطاعها (وأولهما فيئا) أي رجوعا (6) أي كفارة لذنبه (7) أي لم يقبله كما في رواية أخرى بلفظ (وان سلم فلم يقيل ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة)(تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابو يعلي والطبراني وابن حبان في صحيحه إلا انه قال لم يدخلا الجنة ولم يجتمعا في الجنة (8)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا حيوة بن شريح ثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد المدني ان عمران بن أبي انس حدثه عن أبي خراش السلمي الخ (قلت) ابو خراش بكسر الخاء المعجمة بعدها راء وقد جاء في الاصل بالدال المهملة بدل الراء وهو خطأ من الناسخ أو الطابع انظر الاصابة وسنن أبي داود ليس له في المسند سوى هذا الحديث (9) بهامش المندري يحتمل ان معناه ان عليه الاثم بهذه الهجرة كالاثم على قتله وقد قيل هذا في الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم وفيه لعن المؤمن كقتله (تخريجه)(د هق) وسكت عنه ابوداود والمنذري فهو صالح (10)(سنده) حدثنا ابو اليمان انا شعيب عن الزهري قال اخبرني انس بن مالك الخ (تخريجه)(ق د مذ)(11)(سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي ايوب يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل الخ (قلت) هكذا جاء بالأصل وجاء عند البخاري وابي داود وغيرهما عن عطاء بن يزيد الليني عن أبي ايوب الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل الخ (تخريجه)(ق د مذ)(12)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عوف بن الحارث الخ (غريبه)(13) جاء عند البخاري (ان عائشة حدثت) بضم الحاء المهملة مبنيا للمفعول قال الحافظ كذا للاكثر بضم أوله وبحذف المفعول ووقع في رواية الاصيل حدثته والأول أصح

ص: 239

أعطته (1) والله لتنتهين عائشة أو لا حجرن عليها فقالت عائشة أو قال هذا؟ قالوا نعم قالت هو لله على نذر ان لا أكلم ابن الزبير كلمة ابدا (2) فاستشفع عبد الله بن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الاسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فذكر الحديث وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة الا كلمته وقبلت منه ويقولان لها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما علمت من الهجر أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال (3)(عن عائشة)(4) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الرجل الألد (5) الخصم (عن اسماعيل بن بشير)(6) مولى بني مغالة قال سمعت جابر بن عبد الله وابا طلحة بن سهل الانصاريين يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن (9) يحب فيه نصرته (عن وقاص بن ربيعة)(10)

ويؤيده أن في رواية الأوزاعي ان عائشة بلغها اهـ (قلت) وهذا هو الموافق لسياق الحديث (1) جاء في رواية الأوزاعي عند البخاري في دار لها باعتها فسخط عبد الله بن الزبير بيع تلك الدار وفي مناقب قريش عند البخاري من طريق عروة قال كانت عائشة لا تمسك شيئا فما جاءها من رزق الله تصدفت (قال الحافظ) وهذا لا يخالف الذي هنا لأنه يحتمل أن تكون باعت الرباع لتتصدق بثمنها (2) جاء في رواية الاوزاعي المذكورة بدل قولها ابدا حتى يفرق الموت بيني وبينه (3) زاد البخاري فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحرج (أي لما ورد في القطيعة من النهي) طفقت تذكرهما (بضم الفوقية وفتح المعجمة وكسر الكاف مشددة أي تذكرهما تذرها وتبكي) وتقول اني نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة فإن قيل كيف تفعل ذلك عائشة مع ان النذر لا يكون إلا في طاعة فإن كان في حرام أو مكروه فلا وعائشة لا تجهل أن التهاجر والقطيعة حرام (وقد أجاب العلماء) بأن عائشة رأت أن ابن الزبير ارتكب بقوله لأحجرن عليها أمرا عظيما لما فيه من تنقيصها ونسبته لها إلى التبذير الموجب لمنعها من التصرف مع ما يضاف الى ذلك من كونها ام المؤمنين وخالته اخت امه فكأنها رأت الذي صدر منه نوع من عقوق فهو معنى نهيه صلى الله عليه وسلم المسلمين من كلام كعب بن مالك وصاحبيه لتخلفهم عن غزوة تبوك بغير عذر عقوبة لهم (تخريجه)(خ)(4)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه)(5) بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال أي الشديد الخصومة الآخذ في كل لدد أي في كل شيء من المراء والجدال لفرط لجاجة كذا قرره الزمخشري (الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة أي المولع بها الماهر فيها الحريص عليها المتمادي في الخصام بالباطل (تخريجه)(ق مذ)(6)(سنده) حدثنا احمد بن حجاج قال انا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ليث بن سعد فذكر حديثا قال وحدثني ليث بن سعد قال حدثني يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سمع اسماعيل ابن بشير الخ (غريبه)(7) اي لم يحل بينه وبين من يظلمه ولا ينصره (8) اي في موضع يكون فيه احوج لنصرته وهو يوم القيامة (9) هو يوم القيامة أيضا (تخريجه)(د) والضياء المقدسي وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحافظ السيوطي (10)(سنده) حدثنا روح قال ثنا ابن جريح قال قال سليمان

ص: 240

أن المستورد (1) حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل برجل مسلم أكلة وقال مرة أكلة (2) فإن الله عز وجل يطعمه مثلها من جهنم ومن اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله عز وجل يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مسلم مقام سمعة (3) فإن الله عز وجل يقوم به مقام سمعة يوم القيامة (عن أبي صرمة)(4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من ضار (5) اضر الله به ومن شاق (6) شق الله عليه (عن أبي بكرة)(7) قال اني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفا مسلولا فقال لعن الله من فعل هذا أو ليس قد نهيت عن هذا؟ ثم قال اذا سل احدكم سيفه فنظر اليه فأراد ان يناوله اخاه فليغمده ثم يناوله اياه (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى)(8) قال حدثنا اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى كبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم؟ فقالوا لا الا انا اخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع (9) مسلما (باب ما جاء في الترهيب من التجسس وسوء الظن)(عن ثوبان)(10) مولى رسول الله

ثنا وقاص بن ربيعة الخ (غريبه)(1) هو المستورد بن شداد اخو بني فهر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك في بعض الروايات (2) جاء بهامش المنذري معناه الرجل يذهب إلى عدو الرجل فيتكلم فيه بغير الجميل يجزه عليه بجائزة وهي بالضم اللقمة وبالفتح المرة الواحدة مع الاستيفاء اهـ (قلت) لعل قوله (وقال مرة اكلة) يريد انه قال مرة بضم الهمزة وهي اللقمة ومرة بفتحها وهي المرة الواحدة كما قال المندري والله اعلم (3) زاد عند ابي داود ورياء في الموضعين (تخريجه)(د) قال المنذري في اسناده بقية بن الوليد وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهما ضعيفان اهـ (قلت) سنده عند الامام احمد جيد لأنه ليس في اسناده من ذكرهما المنذري وسليمان هو ابن موسى صدوق ثبت ووقاص بن ربيعة وثقه ابن حبان (4)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة الخ (قلت) أبو صرمة بكسر الصاد المهملة قال المنذري له صحبة شهد بدرا واسمه مالك بن قيس وقيل مالك بن اسعد وقيل لبابة بن قيس انصاري تجاري (غريبه)(5) بتشديد الراء أي اوصل ضررا إلى مسلم بغير حق (ضار الله به) أي أوقع به الضرر البالغ وشدد عليه عقابه في العقبي (6) بتشديد القاف أو أوصل مشقه إلى احد بمحاربة أو غيرها (شق الله عليه) أي ادخل عليه ما يشق عليه مجازاة له على فعله بمثله (تخريجه)(الاربعة) وسكت عنه ابو داود والمنذري وقال الترمذي حسن غريب (7)(سنده) حدثنا المبارك قال سمعت الحسن يقول اخبرني ابو بكرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجال احمد رجال الصحيح (8)(سنده) حدثنا عبد الله بن نمير ثنا الأعمش عن عبد الله بن يسار الجهني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبه)(9) بضم أوله وتشديد الواو مكسورة أي يخيفه ويفزعه وإن كان هازلا كاشارته بسيف أو حديده أو افعى أو أخذ متاعة فيفزع لما فيه من ادخال الاذى والضرر عليه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (تخريجه)(د) في الأدب قال الزين العراقي بعد ما عزاه للامام احمد والطبراني حديث حسن (باب)(10)(سنده) حدثنا محمد بن بكر ثنا ميمون ثنا محمد بن عباد

ص: 241

صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته (عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا (وفي رواية أمرآ) اطلع بغير اذنك فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح (وعنه من طريق ثان)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم بغير اذنهم ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص (عن أنس)(3) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فاطلع اليه رجل فأهوى إليه بممشقص (4) معه فتأخر الرجل (عن أبي هريرة)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فإن الظن اكذبت الحديث (6) ولا تجسسوا (7) ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا (7) ولا تنافسوا وكونوا عباد الله اخوانا (وعنه أيضا)(9) أن رسول الله

عن ثوبان الخ (تخريجه) اورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة (1)(سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (2)(سنده) حدثنا علي قال حدثنا معاذ حدثني ابي عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن تهيك عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم الخ (تخريجه)(ق) وغيرهما (3)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(4) المشقص بكسر الميم بعدها شين معجمة ساكنة وقاف مفتوحة هو سهم له نصل عريض وقيل طويل وقيل هو النصل العريض نفسه وقيل الطويل (تخريجه)(ق والثلاثة)(5)(سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(6) يعني حديث النفس لأنه يكون بالقاء الشيطان في نفس الانسان (قال الامام الغزالي) رحمه الله من مكايد الشيطان سوء الظن بالمسلمين (ان بعض الظن اثم) ومن حكم بشيء على غيره بالظن بعثه الشيطان على أن يطول فيه اللسان بالغيبة فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه أو ينظر إليه بعين الاحتقار ويرى نفسه خيرا منه وكل ذلك من المهلكات ولذلك منع الشرع من التعرض للتهم (7) قال الزمخشري التجسس ان لا يترك عباد الله تحت سترة فيتوصل إلى الاطلاع عليهم والتجسس على احوالهم وهتك الستر حتى ينكشف لك ما كان مستورا عنك (ولا تحسسوا) بالحاء المهملة بدل الجين اي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كااستراق السمع وابصار الشيء خفية وقيل الأول التفحص عن عورات الناس وبواطن أمورهم بنفسه أو بغيره والثاني أن يتولاه بنفسه وقيل الأول يختص بالشر والثاني اعم (8) اي تتقاطعوا من الدبر فإن كلا منهما يولي صاحبه دبره (ولا تنافسوا) بفاء وسين من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به لمصلحة شخصية تعود عليه فإن كان لمصلحة دينية فهو ممدوح ومنه قوله تعالى (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)(تخريجه)(ق لك د مذ)(9)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ان حسن الظن من حسن العبادة هكذا جاء عند الامام احمد بهذا اللفظ وهو عام يشمل حسن الظن بالله عز وجل وبعباده الصالحين ولا ينافي هذا حديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) فإن ذلك خاص بشرار الناس ومن يجهل حالته الدينية ومعناه تحفظوا منهم تحفظ من أساء الظن بهم كذا قال مطرف التابعي الكبير وقيل أراد

ص: 242

صلى الله عليه وسلم قال إن حسن الظن من حسن العبادة (باب ما جاء في الترهيب من الغنى مع الحرص)(عن عقبة بن عامر)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخدناهم بغتة فإذا هم مبلسون)(عن أبي حصبة أو أبي حصبة)(2) عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أتدرون ما الصعلوك؟ قالوا الذي ليس له مال قال النبي صلى الله عليه وسلم الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا (عن حارثة بن النعمان)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ أحدكم السائمة (4) فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته (5) فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول ولا

لا تثقوا بكل أحد فإنه اسلم لكم واما حديث الباب والحديث الذي قبله بلفظ (إياكم والظن الخ) فمعناه التحذير من اساءة الظن فيمن تحقق حسن سريرته وأمانته وأما حديث (احترسوا الخ) فهو خاص بمن ظهر من الخدام والمكر وخلف الوعد والخيانة والقرينة تغلب أحد الطفين فمن ظهرت عليه قرينة سوء أو جهل أمره يتحفظ منه تحفظ من أساء الظن به ومن لا فلا على أن حديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) ضعيف رواه (طس) وابن عدي وضعفه أئمة الحديث فلا يعارض حديث الباب وان كانت التجارب دلت على صحة معناه والله أعلم (تخريجه)(مذ ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بلفظ (ان حسن الظن بالله من حسن عبادة الله) وعزاه للامام (حم مذ ك) ورمز له بعلامة الصحيح ومعناه ان حسن ظن العبد بربه من جملة حسن عبادته فيظن أنه يعطف على ضعفه وفقره ويكشف ضره ويغفر ذنبه بجميل صفحه فيعلق آماله به لا بغيره فهو مطلوب محبوب لكن مع ملاحظة مقام الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن ان لم يغلب القنوط والا فالرجاء أولى ثم هذا كل في الصحيح أما المريض لا سيما المحتضر فالأولى في حقه الرجاء وتقدم للامام الغزالي كلام وجيه في حسن الظن بالناس في شرح الحديث السابق والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا رشدين يعني ابن سعد ابو الحجاج المهرى عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه ابن جرير وابن ابي حاتم من حديث حرملة وابن لهيعة عن عقبة ابن مسلم عن عقبة بن عامر به اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد رشدين بن سعد ضعيف وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف (قلت) وغفل عن عزوه للامام احمد (2)(عن ابن حصبة أو أبي حصبة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الصبر على موت الأولاد من كتاب الصبر في هذا الجزء صحيفة 141 رقم 58 (3)(سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال سمعت عمر مولى غفرة يحدث عن ثعلبة بن ابي مالك عن حارثة بن النعمان الخ (غريبه)(4) السائمة من المواشي هي التي ترعى بنفسها يقال سامت الماشية سوما من باب رعت بنفسها (5) معناه تكثر وتقل المرعى من ضواحي الحضر فيطلب مكانا أبعد بكثير فيه الكلأ وهو العشب الذي ترعاه المواشي وتقدم تفسيره

ص: 243

يشهد إلا الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبب لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول (1) فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع على قلبه (2)(عبد الملك بن أبي بكر)(3) بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أبيه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (4) قال يوشك أن يغلب على الدنيا (5) لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين كريمتين (6) لم يرفعه (عن أبي سعيد الخدري)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى قال أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار فيقال يا موسى هذا ماأعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ خلقته الى يوم القيامة وكان هذا مصيره كان لم ير خيرا قط (وعنه أيضا)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المثرون (9) قالوا الا من؟ قال هلك المثرون قالوا الا من؟ قال هلك المثرون قالوا الا من؟ قال حتى خفنا ان يكون قد وجبت (10) فقال الا من قال هكذا وهكذا وهكذا وقليل ما هم (عن أبي هريرة)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المكثرين (12) هم الارذلون (وفي لفظ هم الأقلون)(13) إلا من قال هكذا وهكذا

غير مرة (1) أي يتوغل جدا في البادية ليطلب المرعى كلما كثرت الماشية فيئول أمره إلى ترك الجمعة والجماعة (2) أي ختم الله عليه غشاه ومنعه ألطافه نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده لا بأس به (3)(سنده) حدثنا ابو كامل ثنا ابراهيم بن سعد ثنا ابن شهاب عن عبد الملك بن أبي بكر الخ (غريبه)(4) الظاهر انه أبو ذر رضي الله عنه بدليل ما سيأتي في التخريج (وقوله يوشك) أي يقرب ويدنوا ويسرع (5) أي تأتيه الدنيا ويكون صاحب الأمر والنهي (وقوله لكع بن لكع) بضم اللام وفتح الكاف فيهما أي عبد بن عبد (6) أي بين فرسين في ذلك الوقت يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس (وقوله لم يرفعه) أي لم يرفعه الراوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موقوف على الصحابي (تخريجه) أخرجه العسكري في الامثال عن أبي ذر إلا انه قال (وأفضل الناس مؤمن بين كريمين) بدل قوله عند الامام احمد كريمتين وفسره بعض الشراح بكونه بين أبوين مؤمنين سخيين فيكون قد اجتمع له الايمان والكرم أو بين فرسين يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس والله أعلم وسنده عند الامام احمد جيد ورجاله ثقات (7)(عن أبي سعيد الخدري الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الفقر والغنى في هذا الجزء صحيفة 115 رقم 7 فارجع اليه (8)(سنده) حدثنا محمد ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخ (غريبه)(9) يقال ثرى القوم يثرون وأثروا اذا كثروا وكثرت أموالهم (10) اي وجب الهلاك على كل ثري (فقال الا من قال هكذا الخ) أي أكثر التصديق في جهات الخير كلها فالقول في الحديث بمعنى الفعل (تخريجه)(جه) وفي اسناده عطية العوفي ضعيف وجاء عند ابن ماجه بلفظ ويل للمكثرين (11)(سنده) حدثنا الاسود ثنا كامل ثنا ابو صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(12) يعني من الاموال (13) معناه هم الفقراء في الآخرة وفي حديث أبي ذر عند الامام احمد والشيخين ولفظهما المكثرون هم الاخسرون قال أبو ذر من هم يا رسول الله؟ فقال هم الاكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا)

ص: 244

وهكذا (زاد في رواية وقليل ما هم) قال كامل بيده (1) عن يمينه وعن شماله وبين يديه (وعنه أيضا)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم التكاثر (3) وما أخشى الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد (4)(عن سعد بن الأخرم)(5) عن أبيه عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة (6) فترغبوا في الدنيا قال ثم قال عبد الله وبراذان (7) ما براذان وبالمدينة ما بالمدينة (حدثنا حجاج)(8) حدثنا شعبة عن أبي التياح عن رجل من طيء عنعبد الله قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلمعن التبقر (9) في الأهل والمال فقال أبو جمرة وكان جالسا عنده نعم حدثني أحرم الطائي عن أبيه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال عبد الله فكيف بأهل براذان وأهل بالمدينة وأهل بكذا قال شعبة فقلت لأبي

وإنما وصفهم بالخسران ونحوه لطول حسابهم وتوقع عقابهم (1) هو كامل ابن العلاء التميمي احد رجال السند ومعناه أشار بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه ولفظ القول يستعمل كثيرا في الاشارة بدل النطق (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورواته ثقات وابن ماجه بنحوه (2)(سنده) حدثنا محمد بن بكر البرساني ثنا جعفر يعني ابن برقان قال سمعت يزيد بن الاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) معناه ليس خوفي عليكم من الفقر ولكن خوفي عليكم من الغنى الذي هو مطلوبكم وفيه اشارة إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني غالبا (كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى) وفيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى قالوا قال ذلك لأصحابه وهم آية الشاكرين فما بالك بغيرهم من المساكين (4) تقدم تفسير هذه الجملة في شرح حديث لأبي هريرة أيضا في آخر باب الترغيب في الغنى الصالح للرجل الصالح في هذا الجزء صحيفة 126 رقم 38 (تخريجه)(ك هق) في شعب الايمان وصححه الحاكم على شرط مسلم واقره الذهبي ولهذا الحديث سبب سيأتي بعد حديثين في حديث المسور بن مخرمة والله الموفق (5)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله (يعني ابن مسعود الخ)(غريبه)(6) أي الاسباب التي تكثر الدنيا والمعاش أي الاكثار منها كالصنعة والتجارة والزراعة بل اقتصروا على الضروري منها ولا تتوسعوا فيها (7) راذان براء مهملة وذال معجمة خفيفة مكان خارج الكوفة قاله الحافظ في تعجيل المنفعة قال ومعنى الحديث أن ابن مسعود حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن التوسع وعن اتخاذ الضيع ثم لما فرغ الحديث استدل على نفسه واشار إلى انه اتخذ ضيعتين احداهما بالمدينة والأخرى براذان واتخذ أهلين أخل بالكوفة وأهل براذان اهـ (قلت) يريد ابن مسعود انه يخشى ان يكون خالف هذا باتخاذه ضياعا براذان وبالمدينة والله أعلم (تخريجه)(مذ ك) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (8)(حدثنا حجاج الخ)(غريبه)(9) التبقر في الأهل والمال هو الكثرة والسعة كما قال أبو التياح في آخر الحديث والبقر بسكون القاف الشق والتوسعة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد وفيها رجل لم يسم اهـ (قلت) يشير غلى قوله عن رجل من طيء في السند الأول والى الاضطراب في اسم الراوي في السند الثاني حيث قال حدثني اخرم الطائي عن أبيه والصحيح سعد بن الأخرم عن أبيه كما جاء في الحديث السابق عند الامام احمد والحاكم والترمذي وهو

ص: 245

التياح ما التبقر قال الكثرة (عن عروة بن الزبير)(1) أن المسور بن محزمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤى وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ابا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وامر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصاربقدومه فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم فقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء وجاء بشيء؟ قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله الفقر ما أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها (2) كما تنافسوها وتلهيكم كما الهتهم (باب ما جاء في الترهيب من الحرص على المال)(عن ابن عباس)(3) قال جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وغلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا ثم قال له عمر كم مالك؟ قال أربعون من الابل قال ابن عباس فقلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر ما هذا؟ فقلت هكذا اقرأنيها أبي بن كعب قال فمر بنا إليه قال فجاء إلى أبي فقال ما يقول هذا؟ قال أبي هكذا اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأثبتها قال فأثبتها (حدثنا روح)(4) حدثنا ابن جريج قال سمعت عطاءا يقول سمعت ابن عباس يقول قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديا مالا لأحب ان له اليه مثله ولا يملأ نفس ابن آدم الا التراب والله يتوب على من تاب فقال ابن عباس فلا أدرى أمن القرآن هو أم لا (5)(عن مسروق)(6) قال قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شيئا

حديث صحيح سندا ومتنا (1)(سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب اخبرني عروة بن الزبير ان المسور بن مخرمة الخ (غريبه)(2) أي تتنافسوها حذفت احدى التاءين تخفيفا ومعناها تتسابقوا اليها (تخريجه)(ق وغيرهما)(باب)(3)(عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 61 رقم 138 فارجع اليه (4)(حدثنا روح الخ)(غريبه)(5) جاء عند البخاري عن أبي بن كعب قال (كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت الهاكم التكاثر) قال الحافظ روجه ظنهم ان الحديث المذكور من القرآن ما تضمنه من ذم الحرص على الاستكثار من جمع المال والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك ولا بد لكل أحد منه فلما نزلت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الأول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو التوجيه الصحيح (6)(سنده) حدثنا يحيى عن مجالد قال حدثني عامر عن مسروق قال قلت لعائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابو يعلي إلا انه قال انما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتي به الزكاة قالت فكنا نرى انه مما نسمح من القرآن (والبزار) وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط ولكن يحيى القطان لا يروى عنه ما حدث به في

ص: 246

إذا دخل البيت؟ قالت كان اذا دخل البيت تمثل لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالث ولا يملاء فمه الا التراب وما جعلنا المال الا لاقام الصلاة وايتاء الزكاة ويتوب الله على من تاب (عن أنس)(1) قال كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشيء نزل عليه أم شيء يقوله؟ وهو يقول لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا ولا يملاء جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب (عن جابر بن عبد الله)(2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واد من نخل تمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب (عن زيد بن أرقم)(3) قال لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى اليهما آخر ولا يملاء بطن ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب (عن أبي هريرة)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ يكبر ويضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنين طول العمر والمال (عن أنس)(5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يهرم (6) ابن آدم وتبقى منه اثنتان (7) الحرص والأمل (عن كعب بن مالك)(8) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه (9)

اختلاطه والله اعلم اهـ (قلت) تقدم نحو هذا الحديث عن أبي واقد الليثي في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 60 رقم 136 وتقدم شرحه وتخريجه هناك ورجاله رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا يزيد انا شعبة عن قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجهخ)(خ طل وغيرهما)(2)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا ابو الزبير انه سأل جابرا أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واد تمنى آخر؟ فقال جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) ورجال أبي يعلي والبزار رجال الصحيح (3)(عن زيد بن أرقم الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر ص 61 رقم 137 (4)(سنده) حدثنا سريج ثنا ابو عامر ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد واورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لعبد الغني بن سعيد في كتاب الايضاح ورمز له بعلامة الحسن (5)(سنده) حدثنا يحيى عن شعبة ثنا قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) أي يكبر (وتبقى منه) أي من شبابه ويؤيد ذلك مارواه البخاري عن أبي هريرة ايضا مرفوعا بلفظ لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل أي العمر (7) أي خصلتان (الحرص) على المال (والأمل) أي طول الحياة (تخريجه)(ق نس)(8)(سنده) حدثنا علي بن بحر قال ثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة ان ابن كعب بن مالك حدثه عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخ (غريبه)(9) معنى الحديث ان الحرص على المال والشرف اكثر افساد للدين من افساد الذئبين للغنم لأن ذلك الأشر

ص: 247

(ز)(عن بريد بن أخرم)(1) قال سمعت عليا يقول مات رجل من أهل الصفة فقيل يا رسول الله ترك دينارا أو درهما فقال كيتات صلوا على صاحبكم (عن ابن عمر)(2) قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وأعدد نفسك في الموتى (عن أبي هريرة)(3) أن اعرابيا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فأصابه من سهمه ديناران فأخذهما الاعرابي فجعلهما في عباءته وخيط عليهما ولف عليهما فمات الاعرابي فوجدوا الدينارين فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيتان (عن عبد الله)(4) قال لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم عبد أسود فمات فأوذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا هل ترك شيئا؟ فقالوا ترك دينارين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيتان (باب ما جاء في الأجل والأمل)(عن عبد الله بن مسعود)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خطا خطا مربعا وخط خطا وسط الخط المربع وخطوطا إلى جنب الخط الذي وسط الخط المربع وخط خارج من الخط المربع (6) قال هل تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الاسنان الخط الأوسط وهذا الخطوط التي الى جنبه الاعراض (7) تنهشه من كل مكان ان اخطأه هذا اصابه هذا والخط المربع الاجل المحبط به والخط الخارج

والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به الى ما يضره وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الارض والفساد المذمومين شرعا (تخريجه)(مذ) وصححه وقال المنذري اسناده جيد وأورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن زنجويه وعبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثقا (1)(ز)(سنده) قال عبد الله بن الامام احمد حدثني محمد بن عبيد بن حساب حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عتيبة وهو الضرير عن بريد بن أخرم قال سمعت عليا يقول الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابنه عبد الله وقال دينارا أو درهما والبزار كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول وبقية رجاله وثقوا (2)(سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزى الشطر الأول منه للبخاري وهو (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ثم قال زاد (حم مذ جه)(وعد نفسك من أهل القبور) ورمز له بعلامة الصحة (3)(سنده) حدثنا يحيى حدثنا ابن لهيعة عن ابي يونس عن ابي هريرة الخ (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده بن لهيعة ضعيف اذا عنعن ولكن يعضده ماله من الشواهد من أحاديث الباب الصحيحة (4)(سنده) حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة (وهو ابن ابي النجود) وقد وثق (باب)(5)(سنده) حدثنا يحيى عن سفيان حدثني ابي عن ابي يعلي عن ربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه)(6) رسم شراح البخاري كالحافظ والقسطلاني وغيرهم من الأئمة المتقدمين رسوما توضح الغرض من ذلك اخترت منها هذا الرسم

لأنه الذي يتفق مع سياق الحديث وقد زاده النبي صلى الله عليه وسلم ايضاحا بقوله هذا الانسان الخط الأوسط أي هذا الخط هو الانسان على سبيل التمثيل (7) الأعراض جمع عرض بفتحتين أي

ص: 248

الأمل (عن أبي سعيد الخدري)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزا ثم غرز الى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال هل تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله (2) يتعاطى الأمل يختلجه الأجل دون ذلك (3)(عن أنس بن مالك)(4) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أصابعه فوضعها على الأرض فقال هذا ابن آدم ثم رفعها خلف ذلك قليلا وقال هذا أجله ثم رمى بيده أمامه قال وثم أمله (5)(وعنه من طريق ثان)(6) قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنامله فنكتهن (7) في الأرض فقال هذا ابن آدم وقال بيده خلف ذلك (8) وقال هذا اجله قال وأومأ بين يديه (9) قال وثم (10) أمله ثلاث مرار (وعنه من طريق ثالث)(11) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ثلاث حصيات فوضع واحدة ثم وضع أخرى بين يديه ورمى بالثالثة (12) فقال هذا ابن آدم وهذا أجله وذاك أمله التي رمى بها (باب ما جاء في اعمار الأمة المحمدية)(عن عبد الله بن دينار)(13) سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلكم في أجل من كان قبلكم (14) كما بين صلاة

الآفات العارضة له كمرض أو فقد مال أو غيرهما والمراد بالخطوط المثال لا عدد مخصوص معين (وقوله تتهمشه) بالشين المعجمة أي تصيبه وتأخذه فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا وان سلم من الجميع ولم يصبه آفة من مرض أو فقد مال أو غير ذلك بغته الأجل والحاصل أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل وفي الحديث الحض على قصور الأمل والاستعداد لبغته الأجل وعبر بالنهش وهو لدعة ذات السم مبالغة في الاصابة والاهلاك (تخريجه)(ق مذ جه)(1)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(2) يريد الغرز البعيد (3) معناه أن الانسان يشغل نفسه بالأمل البعيد في المستقبل وينسى الموت القريب منه فما يشعر إلا وقد اخترمته المنية (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة (4)(سنده) حدثنا يزيد انا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(5) فيه اشارة إلى بعد الامل وقرب الاجل (6)(سنده) حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة قال انا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم انامله الخ (7) أي ضرب بهن الأرض لتحدث أثرا فيها فعل المفكر المهموم (8) أي نكت بيده خلف الأثر الأول قريبا منه (9) أي أشار (10) بفتح المثلثة أي هناك وفيه اشارة إلى البعد (11)(سنده) حدثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (12) أي بعيدا (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح وللبخاري نحوه عن أنس أيضا وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال ورواه النسائي أيضا وابن ماجه بنحوه (باب)(13)(سنده) حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار الخ (غريبه)(14) قال الحافظ معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الامم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه انما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلى آخره وحاصله ان في بمعنى ألى وحذف المضاف وهو لفظه نسبة

ص: 249

العصر إلى غروب الشمس (ومن طريق ثان)(1) عن مجاهد عن ابن عمر أيضا قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على فعيفعان (2) بعد العصر فقال ما أعماركم في أعمار من مضى الا كما بقى من النهار فيما مضى منه (عن أبي هريرة)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة (4) لقد أعذر الله لقد أعذر الله اليه (وعنه طريق ثان)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر ستين أو سبعين سنة فقد أعذر اليه في العمر (عن انس بن مالك)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة الا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين سنة لين الله عليه الحساب فإذا بلغ ستين رزقه اللله الانابة اليه بما يحب فإذا بلغ سبعين سنة أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه

(1)(سنده) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا شريك سمعت سلمة بن كهيل يحدث عن مجاهد عن ابن عمر الخ (2) بضم القاف الأولى وكسر الثانية بلفظ التصغير وهو جبل بمكة الى جنوبها بنحو اثني عشر ميلا (تخريجه)(خ مذ)(3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن رجل من بني غفار عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبه)(4) معناه ان الله عز وجل لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به وهذا اصل الاعذار من الحاكم والمحكوم عليه (5)(سنده) حدثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(خ ك) وفي الطريق الأولى عند الامام احمد رجل لم يسم وهو معن بن محمد الغفاري كما جاء في رواية البخاري من طريق عمر بن المقدمي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعذر الله الى امرئ أخر حياته حتى بلغه (بتشديد اللام) ستين سنة ثم قال البخاري تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري وصرح الحافظ بأن الرجل المبهم في رواية المسند هذه هو معن بن محمد الغفاري وقال بشأن رواية المسند فهي متابعة قوية لعمر بن علي اهـ (قلت) وعلى هذا فالحديث صحيح (6)(سنده) حدثنا أنس بن عياض حدثني يوسف بن أبي بردة الانصاري عن جعفر بن عمرو بن اميه الضمري عن أنس بن مالك الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد موقوفا على انس قال الامام احمد حدثنا ابو النضر ثنا الفرج ثنا محمد بن عامر عن محمد بن عبيد الله عن جعفر بن عمرو عن انس بن مالك قال اذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع البلاء من الجنون والجذام والبرص فذكر الحديث المرفوع (قال الحافظ) في القول المسدد وعلة الحديث المرفوع يوسف ابن ابي ذرة (قلت) هكذا جاء في القول المسدد وفي ميزان الاعتدال للذهبي (يوسف بن أبي ذرة) بذال معجمة وجاء في تعجيل المنفعة يوسف بن أبي درة بدال مهملة بدل الذال وجاء في المسند (يوسف بن أبي بردة) وهو خطأ من الناسخ لأنه جاء في الخلاصة ان يوسف بن أبي بردة هو ابن أبي موسى الاشعري الكوفي عن أبيه وعنه اسرائيل وسعيد بن مسروق وثقه ابن حبان اهـ والظاهر ان الصحيح يوسف بن ابي ذرة بالذال المعجمة كما في الميزان والقول المسدد (قال الحافظ) في القول المسدد في ترجمته أورده ابن حبان في تاريخ الضعفاء وقال يرى المناكير التي لا اصل لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل

ص: 250

وما تأخر وسمي أسير الله في أرضه وشفع لأهل بيته (باب ما جاء في الترهيب من الشح والبخل)(عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول اياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا (عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع شح وايمان في قلب رجل مسلم (عن عبد الله بن الصامت)(3) أنه كان مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه جارية له فجعلت تقضي حوائجه قال ففضل معها سبعة (4) قال فأمرها أن تشتري بها فلوسا (5) قال قلت له لو ادخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك؟ قال إن خليلي عهد إلى أن ايما ذهب أو فضة أو كي عليه (6) فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل (عن ابي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان (8) من حديد من لدن ثديهما (9) إلى تراقيهما (فأما المنفق) فلا ينفق منها إلا اتسعت

الاحتجاج به محال روى عن جعفر بن عمرو عن أنس ذاك الحديث وأورد ابن الجوزي في الموضوعات هذا الحديث من الطريقين المرفوع والموقوف وقال هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأعل الحديث الموقوف بالفرج بن فضالة وحكى أقوال الائمة في تضعيفه قال وأما محمد بن عامر فقال ابن حبان يقلب الاخبار يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وأما محمد بن عبيد الله فهو العزرمى قال احمد ترك الناس حديثه (قال الحافظ) وقد خلط فيه الفرج بن فضالة فحدث به هكذا وقلب اسناده مرة اخرى فجعله من حديث ابن عمر مرفوعا ايضا رواه احمد اهـ كلام الحافظ في القول المسدد فهذا الحديث واه لا يحتج به محال والله أعلم (باب)(1)(عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتخريجه في الباب الثاني من كتاب الكبائر في هذا الجزء صحيفة 215 رقم 19 (2)(سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن عمرو عن صفوان بن أبي يزيد عن حصين بن اللجلاج عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم ولا يجتمع شح الخ (تخريجه)(خ نس ك) وتقدم نحو الجزء الأول منه في باب ماجاء في فضل المجاهدين من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 14 رقم 44 (3)(سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت الخ (غريبه)(4) أي سبعة دراهم من الفضة (5) جمع فلس بفتح الفا وسكون اللام أقل شيء قيمة يتعامل به من النحاس (6) بضم الهمزة اي ادخر وشد عليه بالوكاء وهو الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ورواه ايضا الطبراني باختصار القصة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أوكى على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به هذا لفظ الطبراني ورجاله ايضا رجال الصحيح (7)(سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن اسحاق عن ابي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) جاء في بعض الروايات جنتان من حديد أي وقابتان ويروى بالياء الموحدة تثنية جبة اللباس (9) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد التحتية مكسورة

ص: 251

حلقة مكانها فهو يوسعها عليه (وأما البخيل) فإنها لا تزداد عليه إلا استحكاما (عن جابر)(1) أن رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لفلان في حائطي (2) عذقا وانه قد اذاني وشق على مكان عذقة فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان قال لا قال فهبه لي قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة قال لا فقال النبي صل الله عليه وسلم ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام (عن أبي بشر)(3) قال سمعت عباد بن شرحبيل وكان منا من بني غبر (4) قال اصابتنا سنة (5) فأتيت المدينة فدخلت حائطا من حيطانها فأخذت سنبلا ففركته وأكلت منه وحملت في ثوبي فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما علمته إذا كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا فرد علي الثوب وأمر لي بنصف وسق (6) أو وسق (عن أبي هريرة)(7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول العبد مالي ومالي وانما له من ماله ثلاث ما أكل فأنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى (8) ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس (باب ما جاء في الترهيب من احتقار الذنوب الصغيرة)(عن عبد الله بن مسعود)(9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات (10) الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه

جمع ثدي (والتراقي) جمع ترقوة بفتح أوله وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهي العظام التي بين ثغرة النحر والعاتق ومعنى الحديث أن المنفق كلما انفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه والبخيل كلما أراد أن ينفق لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الله تعالى ورزقه بالجنة أو الجبة فالمنفق كلما انفق اتسعت عليه والنعم سبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الشح والحرص وخوف النقص فهو بمنعه يطلب أن يزيد ما عنده وان تتسع عليه النعم فلا تتسع ولا تستر منه ما يروم ستره والله أعلم (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا ابوا عامر العقدي حدثنا زهير عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر الخ (غريبه)(2) الحائط والبستان (والعذق) بكسر العين المهملة وسكون الذال النخلة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن ويه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) وأورده أيضا المندري وقال رواه (حم بز) واسناد احمد لا بأس به (3)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت عباد بن شرحبيل الخ (4) بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة كما يستفاد من القاموس (5) السنة الجدب وهي من الاسماء الغالبة كالدابة في الفرس والمال في الابل وسنة سنهاء أي لا نبات بها ولا مطر (6) الوسق بفتح الواو وسكون المهملة ستون صاعا (تخريجه)(طل) وسنده صحيح ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا هيثم انا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) بقاف بعد الهمزة أي تصدق ببعض ماله المتخذ قنية (تخريجه)(م) وغيره (باب)(9)(سنده) حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود الخ (10)(غريبه) بتشديد القاف مفتوحة أي التي يحتقرها الناس لكونها صغيرة اي احذروا صغائرها لأن صغارها اسباب تؤدي إلى ارتكاب كبائرها

ص: 252

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم (أي طعامهم) فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا فأججوا نارا وانضجوا ما قذفوا فيها (1)(عن سهل بن سعد)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحقرات الذنوب (3) كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه (عن عائشة رضي الله عنها (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله عز وجل طالبا (عن أبي سعيد الخدري)(5) قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في عينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات (عن أنس بن مالك)(6) رضي الله عنه قال انكم لتعملون اعمالا فذكر مثل الأثر المتقدم بلفظه (عن عبادة بن قرط)(7) رضي الله عنه قال انكم لتعملون اليوم أعمالا فذكر مثله (باب ما جاء في الترهيب من التفريق بين المرء وزوجه والخادم وسيده)(عن عمرو بن شعيب) عن أبيه (8) عن عبد الله بن عمرو (بن العاص رضي الله عنهما

كما أن صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها (1) معنى ذلك ان الصغائر اذا اجتمعت ولم تكفر أهلكت ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول لشدة تحرزهم عنها فأنذرهم بما قد لا يكترثون به (تخريجه) اورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور القطان وقد وثق اهـ وقال الحافظ العراقي اسناده جيد وقال العلائي حديث جيد على شرط الشيخين وقال الحافظ سنده حسن (2)(سنده) حدثنا أنس بن عياض أبو حازم لا اعمله إلا عن سهل بن سعد (يعني الساعدي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) هكذا جاء بالاصل (اياكم ومحقرات الذنوب كقوم الخ) والظاهر ان هنا سقط وهو (فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا في بطن واد الخ) كما جاء في مجمع الزوائد والجامع الصغير وكلاهما عزاه إلى الامام احمد والطبراني رحمهما الله (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب هق) والضياء المقدسي كلهم عن سهل بن سعد ورمز له بعلامة الصحة قال شارحه المناوي قال الهيثمي كالمنذري رجال احمد رجال الصحيح ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال احدهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة (4)(سنده) حدثنا الخزاعي وأبو سعيد قالا ثنا سعيد بن مسلم بن بانك قال ثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن عوف بن الحارث قال الخزاعي ابن اخي عائشة لأمها عن عائشة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (5)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا عمار يعني ابن راشد عن داود بن ابي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (تخريجه) هذا الاثر لم اقف عليه لأبي سعيد عند غير الامام احمد وفي اسناده عمار بن راشد لم اقف له على ترجمة وباقي رجاله ثقات (6)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا مهدي قال ثنا غيلان بن جرير عن انس بن مالك الخ (تخريجه) هو كالذي قبله وسنده جيد (7)(عن عبادة بن قرط) هذا الأثر تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب النهي عن الشهرة والاسبال من كتاب اللباس في الجزء السادس عشر صحيفة 291 رقم 195 واخرجه ايضا ابو داود الطيالسي في مسند (باب)(8)(سنده)

ص: 253

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما (1)(عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبب خادما (3) على أهلها فليس منا (4) ومن أفسد امرأة على زوجها فليس هو منا (وعنه أيضا)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها فإن رزقها على الله عز وجل (عن عبد الله بن بريدة عن أبيه)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلف بالأمانة (7) ومن خبب امرئ زوجته أو

حدثنا عفان حدثنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه)(1) هذا الحديث عام يشمل التفريق بين المرء وزوجه كالعبد المتزوج بأمة سيده لا يجوز للسيد أن يفرق بينهما إلا برضاهما يؤيد ذلك ما رواه ابن ماجه والدارقطنى ابن عباس قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله سيدي زوجني أمته وهو يريد أن يفرق بيني وبينها قال فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال (يا ايها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما إنما الطلاق لمن أخذ بالساق) يعني ساق المرأة فهو كناية عن الزوج لأنه لا يأخذ بساقها إلا زوجها (ويشمل ايضا) التفريق في مجلسهما يدل على ذلك ما رواه الامام احمد عن سعيد المقبري قال جلست غلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه فدخلت بينهما فضرب بيده صدري وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا تناجى اثنان فلا تجلس اليهما حتى تستأذنهما (وفي لفظ) فلا يدخل بينهما الثالث إلا بإذنهما وتقدم في باب آداب تختص بالقادم على المجلس من كتاب المجالس وآدابها في هذا الجزء صحيفة 167 رقم 119 (تخريجه)(د مذ) وحسنه الترمذي (2)(سنده) حدثنا ابو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) بخاء معجمة ثم موحدتين أولاهما مشددة والثانية مخففة اي افسدها على أهلها سواء كان الخادم ذكرا أم أنثى وانت الضمير لأن لفظ الخادم يستوي فيه المذكر والمؤنت ومعنى افساده ان يرغمه في خدمته ويزيد له في الأجرة ويبالغ في اكرامه فيسيء اخلاقه مع سيده فإن كان الخادم حرا طرده المخدوم وان كان عبدا باعه سيده فيشتريه المفسد ونحو ذلك من افسد امرأة على زوجها لكونه يرغب فيها ويرغبها في نفسه بالمال والشباب حتى تسيء أخلاقها مع زوجها فيطلقها (4) اي ليس على طريقتنا ولا من العاملين بقوانين احكام شريعتنا (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري (5)(وعنه ايضا الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في بابا الثمانيات من أبواب الترهيب من خصال معدودة في قسم الترهيب وتقدم شرح هذا الجزء منه في باب النهي ان يخطب الرجل على خطبة أخيه من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 152 رقم 36 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (6)(سنده) حدثنا وكيع ثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الاسلمي رضي الله عنه الخ (غريبه)(7) الامانة لها معان كثيرة منها الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والامان وقد جاء في كل منها حديث قال في النهاية وفيه (من حلف بالامانة فليس منا) يشبه أن تكون الكراهة فيه لأجل انه أمر أن يحلف بأسماء الله وصفاته والأمانة أمر من أموره فنهو عنها من أجل التسوية بينهما وبين أسماء الله تعالى كما نهوا ان يحلفوا بآبائهم واذا قال الحالف وأمانة الله كانت يمينا عند أبي حنيفة والشافعي لا يعدها

ص: 254

مملوكه فليس منا (باب ما جاء في الترهيب من مواقع الشبة ومواطن الريبة)(عن الشعبي)(1) قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت إذا سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغيت وتقربت وخشيت أن لا أسمع احدا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك من ترك ما اشتبه عليه من الاثم كان لما استبان له أترك ومن اجترأ على ما شك فيه أو شك أن يواقع الحرام وان لكل ملك حمى وان حمى الله في الأرض معاصيه أو قال محارمه (عن أنس بن مالك)(2) أن رجلا مر برسول لاله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض أزواجه (3) فقال يا فلانة يعلمه أنها زوجته (4) فقال الرجل يا رسول الله أتظن بي؟ فقال اني خشيت أن يدخل عليك الشيطان (5)(وعنه من طريق ثان)(6) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امرأة من نسائه فمر رجل فقال يا فلان هذه امرأتي فقال يا رسول الله من كنت أظن به فإني لم أكن اظن بك قال ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (7)(عن علي بن حسين)(8) عن صفية بنت حيي (زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت (9) فقام معي يقلبني وكان مسكنها في دار اسامة بن زيد فمر رجلان من الانصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما (10) إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله (11) فقال إن الشيطان

يمينا رضي الله عنهما (تخريجه)(حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقة (وقال المنذري في اسناد احمد صحيح)(باب)(1)(سنده) حدثنا سفيان قال حفظته من أبي فروة أولا ثم من مجالد سمعته من الشعبي قال سمعت النعمان بن بشيريقول الخ (تخريجه)(ق والأربعة وغيرهم) وتقدم نحو هذا الحديث بمعناه عن النعمان بن بشير ايضا في الباب الأول من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 4 رقم 6 وتقدم شرحه هناك فارجع اليه (2)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك الخ (غريبه)(3) هي صفية بنت حيي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في حديثها الآتي وفيه سبب وجودها معه صلى الله عليه وسلم في ذاك المكان (4) انما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لينفي ما عساهد ان يحصل للرجل من وسوسة الشيطان وتعليما لأمته (5) يعني بالوسوسة (6)(سنده) حدثنا سريج وينس بن محمد قالا ثنا حماد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (7) قال النووي قال القاضي وغيره قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الانسان مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة أعوانه ووسوسته فكأنه لا يفارق الانسان كما لا يفارقه دمه وقيل يلقى وسوسته في مسام لطيفه من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب والله أعلم (تخريجه)(ق د)(8)(سنده) حدثنا عبد الرزاق قال انا معمر وعبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين الخ (غريبه)(9) اي قامت عنده لترجع إلى المنزل (فقام معي يقلبني) اي يردني الى منزلي قال النووي فيه جواز تمشي المعتكف مع زوجته مالم يخرج من المسجد وليس في الحديث أنه خرج من المسجد (10) بكسر الراء وفتحها لغتان والكسر أفصح واشهر أي على هيئتكما في المشي فما هنا شيء تكرهانه (11) فيح جواز التسبيح تعظيما للشيء

ص: 255

يجري من الإنسان مجرى الدم واني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا (باب ما جاء في الترهيب من ترك العمل اتكالا على النسب)(عن عائشة)(1) رضي الله عنها قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة يا بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم (عن أبي هريرة)(2) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب يا بني هاشم اشتروا انفسكم من الله عز وجل لا املك لكم من الله شيئا يا أم الزبير عمة النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد اشتروا (3) أنفسكم لا أملك لكم من الله شيئا سلاني (4) من مالي (عن أبي سعيد الخدري)(5) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر ما بال رجال يقولون ان رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه بلى والله ان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة واني أيها الناس فرطك على الجوض فإذا جئتم قال رجل يا رسول الله انا فلان بن فلان وقال أخوه أنا فلان ابن فلان قال لهم أما النسب فقد عرفته ولكنكم احدثتم بعدي وارتددتم القهقرى

وتعجبا منه وقد كثر في الأحاديث وجاء به القرآن في قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان تتكلم بهذا)(سبحانك)(تخريجه)(ق د جه) قال الامام النووي رحمه الله الحديث فيه فوائد (منها) بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومراعاته لمصالحهم وصيانة قلوبهم وجوارحهم (وكان بالمؤمنين رحيما) فخاف صلى الله عليه وسلم ان يلقى الشيطان في قلوبهما فيهلكا فإن ظن السوء بالانبياء كفر بالاجماع والكبائر غير جائزة عليهم (وفيه) ان من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر (وفيه) جواز زيادة المرأة لزوجها المعتكف في ليل أو نهار وأنه لا يضر اعتكافه لكن يكره الاكثار من مجالستها والاستلذاذ بحديثها لئلا يكون ذريعة إلى الوقاع أو إلى القبلة أو نحوها مما يفسد الاعتكاف (وفيه) استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الانسان وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة وانه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء فيه (وفيه) الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجري من الانسان مجرى الدم فيتأهب الانسان للاحتراز من وساوسه وشره والله أعلم (باب)(1)(عن عائشة رضي الله عنها الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب قوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين) من سورة الشعراء من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 226 رقم 369 (2)(سنده) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة قال ثنا عبد الله بن ذكوان يكنى أبا الزناد عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) هكذا بالاصل بواو الجماعة يريد من تقدم ذكرهم من بني عبد المطلب ومن ذكر بعدهم (4) بألف التثنية يريد ام الزبير وفاطمة (تخريجه)(ق مذ) وغيرهم (5)(سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة ابن ابي سعيد الخدري عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد

ص: 256