المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من رخص في تمني الموت لما يفشوا في الناس من البلاء والفتن - الفتن لنعيم بن حماد - جـ ١

[نعيم بن حماد المروزي]

فهرس الكتاب

- ‌مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّقَدُّمِ وَمِنْ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ فِي الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ

- ‌تَسْمِيَةُ الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ، وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ انْتِقَاصِ الْعُقُولِ، وَذَهَابِ أَحْلَامِ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

- ‌مَنْ رَخَّصَ فِي تَمَنِّي الْمَوْتِ لَمَا يَفْشُوا فِي النَّاسِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتَنِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ نَدَامَةِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ، وَبَعْدَ انْقِضَائِهَا، وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِيهَا

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ خِفَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ فِي الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌عِدَّةَ مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَعْرِفَةُ الْخُلَفَاءِ مِنَ الْمُلُوكِ

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ يَمْلُكُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا يُذْكَرُ فِي مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَتَسْمِيَةُ أَسْمَائِهِمْ بَعْدَ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌الْعِصْمَةُ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ فِيهَا مِنَ الْكَفِّ وَالْإِمْسَاكِ عَنِ الْقِتَالِ، وَالْعُزْلَةِ فِيهَا، وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الِاسْتِشْرَافِ لَهَا

- ‌بَابُ مَنْ كَانَ يَرَى الْاعْتِزَالَ فِي الْفِتَنِ

- ‌الْعَلَامَاتُ فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌فِي خُرُوجِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ مِنْ عَلَامَاتِ انْقِطَاعِ مُلْكِهِمْ فِي خُرُوجِ التُّرْكِ بَعْدَ اخْتِلَافِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌بُدُوُّ فِتْنَةِ الشَّامِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ غَلَبَةِ سَفِلَةِ النَّاسِ وَضُعَفَائِهِمْ

- ‌الْمَعْقِلُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ مِنْ عَلَامَةِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي خُرُوجِهِمْ

- ‌مَا تَقَدَّمَ إِلَى النَّاسِ فِي خُرُوجِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ

- ‌مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ الْبَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ، وَمَنْ يُقَاتِلُهُمْ، وَمُنْتَهَى خُرُوجِهِمْ، وَمَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ سُوءِ سِيرَتِهِمْ

- ‌صِفَةُ السُّفْيَانِيِّ وَاسْمُهُ وَنَسَبُهُ

- ‌بَدْءُ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا، وَالسُّفْيَانِيِّ وَظُهِورِهِ عَلَيْهِمْ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَأَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالسُّفْيَانِيِّ وَالْمَرَوَانِيِّينَ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَخَارِجَ مِنْهَا إِلَى الْعِرَاقِ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَبَيْنَ مَلِكٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بَيْنَ الرِّقَةِ وَمَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ

- ‌مَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ فِي جَوْفِ بَغْدَادَ، وَمَدِينَةِ الزَّوْرَاءِ إِذَا بَلَغَ بَعْثُهُ الْعِرَاقَ، وَمَا يُذْكَرُ مِنْ خَرَابِهَا

- ‌دُخُولُ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ الْكُوفَةَ

- ‌الرَّايَاتُ السُّودُ لِلْمَهْدِيِّ بَعْدَ رَايَاتِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَصْحَابِ السُّفْيَانِيِّ وَالْعَبَّاسِيِّ

- ‌أَوَّلُ انْتِقَاضِ أَمْرِ السُّفْيَانِيِّ، وَخُرُوجُ الْهَاشِمِيِّ مِنْ خُرَاسَانَ بِرَايَاتٍ سُودٍ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمَا مِنَ الْوَقَائِعِ حَتَّى تَبْلُغَ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ الْمَشْرِقَ

- ‌بَعْثُهُ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَا يَصْنَعُ فِيهَا مِنَ الْقَتْلِ

- ‌الْخَسْفُ بِجَيْشِ السُّفْيَانِيِّ الَّذِي يَبْعَثُهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌عَلَامَةٌ أُخْرَى عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌اجْتِمَاعُ النَّاسِ بِمَكَّةَ، وَبَيْعَتُهُمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا وَمَا يَكُونُ تِلْكَ السَّنَةَ بِمَكَّةَ مِنَ الِاخْتِلَاطِ وَالْقِتَالِ، وَطَلَبِهِمُ الْمَهْدِيَّ بَعْدَ الْقِتَالِ، وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَيْهِ

- ‌خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالشَّامِ، بَعْدَمَا يُبَايَعُ لَهُ وَمَا يَكُونُ فِي مَسِيرِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ

- ‌سِيرَةُ الْمَهْدِيِّ وَعَدْلُهُ وَخِصْبُ زَمَانِهِ

- ‌صِفَةُ الْمَهْدِيِّ وَنَعْتُهُ

- ‌اسْمُ الْمَهْدِيِّ

- ‌نِسْبَةُ الْمَهْدِيِّ

- ‌قَدْرُ مَا يَمْلُكُ الْمَهْدِيُّ

- ‌مَا يَكُونُ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌غَزْوَةُ الْهِنْدِ

- ‌مَا يَكُونُ بِحِمْصَ فِي وِلَايَةِ الْقَحْطَانِيِّ، وَبَيْنَ قُضَاعَةَ وَالْيَمَنِ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌الْأَعْمَاقُ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ

الفصل: ‌من رخص في تمني الموت لما يفشوا في الناس من البلاء والفتن

‌مَنْ رَخَّصَ فِي تَمَنِّي الْمَوْتِ لَمَا يَفْشُوا فِي النَّاسِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتَنِ

ص: 71

141 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَحْرَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَقُولُ: لَوَدِدْتُ أَنِّي مَكَانَ صَاحِبِهِ لِمَا يَلْقَى النَّاسُ مِنَ الْفِتَنِ "

ص: 71

142 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ مَوْلَى مُسَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه يَقُولُ:" لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ يَوْمٌ يَمْشِي أَحَدُكُمْ إِلَى قَبْرِ أَخِيهِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ "

ص: 71

143 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:" يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ الْقَبْرَ فَيَضْطَجِعَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَ صَاحِبِهِ، مَا بِهِ حُبًّا لِلِقَاءِ اللَّهِ وَلَكِنْ لَمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلَاءِ "

ص: 71

144 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ أَخِيهِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ "

ص: 71

145 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزِّبْرِقَانُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:«لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الْمَوْتُ فِيهِ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الْغُسْلِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الْيَوْمِ الْقَائِظِ، ثُمَّ لَا يَمُوتُ»

ص: 72

146 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:«لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجِيءُ الرَّجُلُ الْقَبْرَ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ كَمَا تَتَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَكَانَ صَاحِبِهِ، لَيْسَ بِهِ حُبًّا لِلِقَاءِ اللَّهِ، يَعْنِي لِمَا يَرَى مِنَ الْبَلَاءِ»

147 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَهُ

ص: 72

149 -

حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ عِيسَى الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَذْبَةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: " إِنْ طَالَ بِكُمْ عُمْرٌ فَيُوشِكُ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ قَبْرَ أَخِيهِ فَيَتَمَعَّكَ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَكَ، قَدْ

⦗ص: 73⦘

نَجَوْتَ، قَدْ نَجَوْتَ "، فَقَالَ غُلَامٌ حَدَثٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَعَمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَذْبَةَ؟ قَالَ: «تُدْعَوْنَ إِلَى عَدُوٍّ مِنْ نَاحِيَةٍ، فَبَيْنَمَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ دُعِيتُمْ إِلَى عَدُوٍّ آخَرَ، فَلَا تَدْرُونَ إِلَى أَيِّ عَدُوِّكُمْ تَنْفِرُونَ، فَيَوْمَئِذٍ يَكُونُ ذَلِكَ»

ص: 72

150 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي عَذْبَةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ:" إِنْ طَالَ بِكُمْ عُمْرٌ قَلِيلٌ فَلَيُوشِكُ بِالرَّجُلِ أَنْ يَأْتِيَ قَبْرَ حَمِيمِهِ فَيَتَمَعَّكَ عَلَيْهِ يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ، قَدْ نَجَوْتَ، قَدْ نَجَوْتَ " فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

ص: 73

151 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:«يُوشِكُ أَنْ يَسْتَصْعِبَ الْبَحْرُ، حَتَّى لَا تَجْرِيَ فِيهِ جَارِيَةٌ، وَيَسْتَصْعِبَ الْبَرُّ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ يَأْوِي إِلَى بَيْتٍ»

ص: 73

152 -

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وَرِشْدِينُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ:«لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الْمَرْءُ أَنَّهُ فِي فُلْكٍ مَشْحُونٍ هُوَ وَأَهْلُهُ، يَمُوجُ بِهِمْ فِي الْبَحْرِ مِنْ شِدَّةِ مَا فِي الْأَرْضِ مِنَ الْبَلَاءِ»

ص: 73

153 -

حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعَهُ يَقُولُ:«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ ذُو الشَّرَفِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ الْمَوْتَ مِمَّا يَرَى مِنَ الْبَلَاءِ مِنْ وُلَاتِهِمْ»

ص: 73

154 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَبَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رضي الله عنه قَالَ:«لَنْ تَرَوْا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءً وَفِتْنَةً، وَلَنْ يَزْدَادَ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَنْ تَرَوْا مِنَ الْأَئِمَّةِ إِلَّا غِلْظَةً، وَلَنْ تَرَوْا أَمْرًا يَهُولُكُمْ إِلَّا حَقَرَهُ بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ»

ص: 74

155 -

حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ:«يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى الْعُلَمَاءِ مِنَ الذَّهَبَةِ الْحَمْرَاءِ»

ص: 74

156 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْبَصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:«كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُرْفَعُ عَنِ النَّاسِ الْأُلْفَةُ»

ص: 74

157 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ:«إِذَا لَمْ يَأْمَنِ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ»

ص: 74

158 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ:«كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَقِرُّ فِيهِ عَيْنُ الْحَكِيمِ»

ص: 74

159 -

حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ جَمِيعًا، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رضي الله عنه قَالَ:«إِذَا رَأَيْتُمُ الدَّمَ يُسْفَكُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَالْمَالَ يُعْطَى عَلَى الْكَذِبِ، وَظَهَرَ الشَّكُّ وَالتَّلَاعُنُ، وَكَانَتِ الرِّدَّةُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ»

ص: 75

160 -

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:«يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى الْعَالِمِ مِنَ الذَّهَبَةِ الْحَمْرَاءِ»

ص: 75

161 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ «إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَبَعَثَاتٌ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ»

ص: 75

162 -

قَالَ سُفْيَانُ، وَأَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:«وَقَفَاتُهَا إِذَا أُغْمِدَ السَّيْفُ، وَبَعَثَاتُهَا إِذَا سُلَّ السَّيْفُ»

ص: 75

163 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:«لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَبَعَثَاتٌ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ»

ص: 75

164 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ جُلُوسًا، إِذْ وَقَعَ عَلَيْهِ خَرْوُ عُصْفُورٍ فَقَالَ: هَا بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ قَالَ:«لَمَوْتُ وَلَدِي وَأَهِلِّي أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا» ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْنَا مَا أَرَادَ بِذَلِكَ حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتَنُ، فَقُلْنَا: هَذَا حَذَّرَ عَلَيْهِمْ

ص: 76

165 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، سَمِعَهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَهُ بَنُونَ لَهُ غِلْمَانٌ كَأَنَّهُمُ الدَّنَانِيرُ حُسْنًا، فَجَعَلْنَا نَتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ، «كَأَنَّكُمْ تَغْبِطُونَنِي بِهِمْ؟» قُلْنَا: وَاللَّهِ إِنَّ مِثْلَ هَؤُلَاءِ غُبِطَ بِهِمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ بَيْتٍ لَهُ قَصِيرٍ وَقَدْ عَشَّشَ فِيهِ الْخُطَّافُ وَبَاضَ فِيهِ، فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَنْ أَكُونَ قَدْ نَفَضْتُ يَدَيَّ عَنْ تُرَابِ قُبُورِهِمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَخِرَّ عُشَّ هَذَا الْخُطَّافِ فَيَنْكَسِرَ بَيْضُهُ» قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: خَوْفًا عَلَيْهِمْ مِنَ الْفِتَنِ

ص: 76

166 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةً، أَفْضَلُ النَّاسِ فِيهَا كُلُّ غَنَيٍّ

⦗ص: 77⦘

خَفِيٍّ؟» فَقَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ: كَيْفَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَطَاءُ أَحَدِنَا يَطْرَحُ بِهِ كُلَّ مَطْرَحٍ، وَيَرْمِي بِهِ كُلَّ مَرْمَى؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ:«كُنْ إِذًا كَابْنِ مَخَاضٍ لَا حَلُوبَةَ فَيُحْلَبَ، وَلَا رَكُوبَةَ فَيُرْكَبَ»

ص: 76

167 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَذْكُرُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ وَالْفِتْنَةِ كَالْهِجْرَةِ إِلَيَّ»

ص: 77

168 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَوْسٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ:«أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْغُرَبَاءُ» ، قِيلَ: أَيُّ شَيْءٍ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَفِرِّونَ بِدِينِهِمْ، يُجْمَعُونَ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام»

ص: 77