المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما يذكر من ندامة القوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في الفتنة، وبعد انقضائها، وما تقدم إليهم فيها - الفتن لنعيم بن حماد - جـ ١

[نعيم بن حماد المروزي]

فهرس الكتاب

- ‌مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّقَدُّمِ وَمِنْ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ فِي الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ

- ‌تَسْمِيَةُ الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ، وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ انْتِقَاصِ الْعُقُولِ، وَذَهَابِ أَحْلَامِ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

- ‌مَنْ رَخَّصَ فِي تَمَنِّي الْمَوْتِ لَمَا يَفْشُوا فِي النَّاسِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتَنِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ نَدَامَةِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ، وَبَعْدَ انْقِضَائِهَا، وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِيهَا

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ خِفَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ فِي الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌عِدَّةَ مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَعْرِفَةُ الْخُلَفَاءِ مِنَ الْمُلُوكِ

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ يَمْلُكُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا يُذْكَرُ فِي مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَتَسْمِيَةُ أَسْمَائِهِمْ بَعْدَ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌الْعِصْمَةُ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ فِيهَا مِنَ الْكَفِّ وَالْإِمْسَاكِ عَنِ الْقِتَالِ، وَالْعُزْلَةِ فِيهَا، وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الِاسْتِشْرَافِ لَهَا

- ‌بَابُ مَنْ كَانَ يَرَى الْاعْتِزَالَ فِي الْفِتَنِ

- ‌الْعَلَامَاتُ فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌فِي خُرُوجِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ مِنْ عَلَامَاتِ انْقِطَاعِ مُلْكِهِمْ فِي خُرُوجِ التُّرْكِ بَعْدَ اخْتِلَافِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌بُدُوُّ فِتْنَةِ الشَّامِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ غَلَبَةِ سَفِلَةِ النَّاسِ وَضُعَفَائِهِمْ

- ‌الْمَعْقِلُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ مِنْ عَلَامَةِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي خُرُوجِهِمْ

- ‌مَا تَقَدَّمَ إِلَى النَّاسِ فِي خُرُوجِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ

- ‌مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ الْبَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ، وَمَنْ يُقَاتِلُهُمْ، وَمُنْتَهَى خُرُوجِهِمْ، وَمَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ سُوءِ سِيرَتِهِمْ

- ‌صِفَةُ السُّفْيَانِيِّ وَاسْمُهُ وَنَسَبُهُ

- ‌بَدْءُ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا، وَالسُّفْيَانِيِّ وَظُهِورِهِ عَلَيْهِمْ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَأَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالسُّفْيَانِيِّ وَالْمَرَوَانِيِّينَ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَخَارِجَ مِنْهَا إِلَى الْعِرَاقِ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَبَيْنَ مَلِكٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بَيْنَ الرِّقَةِ وَمَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ

- ‌مَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ فِي جَوْفِ بَغْدَادَ، وَمَدِينَةِ الزَّوْرَاءِ إِذَا بَلَغَ بَعْثُهُ الْعِرَاقَ، وَمَا يُذْكَرُ مِنْ خَرَابِهَا

- ‌دُخُولُ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ الْكُوفَةَ

- ‌الرَّايَاتُ السُّودُ لِلْمَهْدِيِّ بَعْدَ رَايَاتِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَصْحَابِ السُّفْيَانِيِّ وَالْعَبَّاسِيِّ

- ‌أَوَّلُ انْتِقَاضِ أَمْرِ السُّفْيَانِيِّ، وَخُرُوجُ الْهَاشِمِيِّ مِنْ خُرَاسَانَ بِرَايَاتٍ سُودٍ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمَا مِنَ الْوَقَائِعِ حَتَّى تَبْلُغَ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ الْمَشْرِقَ

- ‌بَعْثُهُ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَا يَصْنَعُ فِيهَا مِنَ الْقَتْلِ

- ‌الْخَسْفُ بِجَيْشِ السُّفْيَانِيِّ الَّذِي يَبْعَثُهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌عَلَامَةٌ أُخْرَى عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌اجْتِمَاعُ النَّاسِ بِمَكَّةَ، وَبَيْعَتُهُمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا وَمَا يَكُونُ تِلْكَ السَّنَةَ بِمَكَّةَ مِنَ الِاخْتِلَاطِ وَالْقِتَالِ، وَطَلَبِهِمُ الْمَهْدِيَّ بَعْدَ الْقِتَالِ، وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَيْهِ

- ‌خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالشَّامِ، بَعْدَمَا يُبَايَعُ لَهُ وَمَا يَكُونُ فِي مَسِيرِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ

- ‌سِيرَةُ الْمَهْدِيِّ وَعَدْلُهُ وَخِصْبُ زَمَانِهِ

- ‌صِفَةُ الْمَهْدِيِّ وَنَعْتُهُ

- ‌اسْمُ الْمَهْدِيِّ

- ‌نِسْبَةُ الْمَهْدِيِّ

- ‌قَدْرُ مَا يَمْلُكُ الْمَهْدِيُّ

- ‌مَا يَكُونُ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌غَزْوَةُ الْهِنْدِ

- ‌مَا يَكُونُ بِحِمْصَ فِي وِلَايَةِ الْقَحْطَانِيِّ، وَبَيْنَ قُضَاعَةَ وَالْيَمَنِ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌الْأَعْمَاقُ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ

الفصل: ‌ما يذكر من ندامة القوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في الفتنة، وبعد انقضائها، وما تقدم إليهم فيها

‌مَا يُذْكَرُ مِنْ نَدَامَةِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ، وَبَعْدَ انْقِضَائِهَا، وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِيهَا

ص: 78

169 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّبَيْرُ وَأَصْحَابُهُ وَنَحْنُ مَمْلُوكُونَ لِرَبِيعَةَ، فَلَحِقَ سَادَتُنَا بِعَلِيٍّ فَاجْتَمَعْنَا وَقُلْنَا: عَسَى أَنْ يُخْرِجَنَا هَؤُلَاءِ وَيَجِيءَ سَادَتُنَا مَعَ عَلِيٍّ، وَكَيْفَ نُقَاتِلُهُمْ؟ ثُمَّ قُلْنَا: نَخْرُجُ فَإِذَا الْتَقَيَا لَحِقَنَا بِهِمْ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُنَا: لَا نَأْمَنُ أَلَّا نُطِيقُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ نَسْتَأْذِنُهُمْ، فَإِنْ أَذِنُوا لَنَا انْطَلَقْنَا آمِنَيْنَ، وَإِلَّا كُنَّا عَلَى رَأْيِنَا، فَأَتَيْنَا الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ بِجَمَاعَتِنَا فَقُلْنَا لَهُ: مَعَ مَنْ تَكُونُ الْعَبِيدُ؟ قَالَ: «مَعَ مَوَالِيهِمْ» ، قُلْنَا: فَإِنَّ مَوَالِيَنَا مَعَ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا أَلْقَمْنَاهُ حَجَرًا، فَمَكَثْنَا سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:«لَقَدْ حَذَّرَنَا هَذَا»

ص: 78

170 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ عَلِيًّا، رضي الله عنه قَالَ: حِينَ أَخَذَتِ السُّيُوفُ مَأْخَذَهَا مِنَ الرِّجَالِ، «لَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً»

ص: 78

172 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَلَمْ أَرَهُ أَحَالَ عَلَى أَحَدٍ دُونَهُ:" كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] وَكُنْتُ أُرَى أَنَّهَا فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، حَتَّى كَبَحَ بَعْضُنَا وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، فَعَرَفْنَا أَنَّهَا فِينَا "

ص: 79

173 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَقْوَامٌ حِينَ نَزَلَتْ أَنَّهُ يُشْخِصُ لَهَا فَوْجٌ "

ص: 79

174 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: أَعَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: «مَا عَهِدَ إِلَيَّ فِي ذَلِكِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ وَثَبُوا عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَتَلُوهُ، فَكَانُوا فِيهِ أَسْوَأَ صَنِيعًا وَأَسْوَأَ فِعْلًا مِنِّي، فَرَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّ بِهَا فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَخْطَأْنَا أَوْ أَصَبْنَا»

ص: 79

175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه قَالَ:«مَا عَهِدَ إِلَيْنَا فِي الْإِمَارَةِ عَهْدًا نَأْخُذُ بِهِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ رَأَيْتُهُ، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنْ قِبَلِ أَنْفُسِنَا»

ص: 80

176 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ الْخَارِفِيُّ، سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ:«أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَهُوَ مَا شَاءَ اللَّهُ»

ص: 80

177 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، يَذْكُرُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلِيًّا حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ وَهُوَ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: «يَا حَسَنُ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً»

ص: 80

178 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْطُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلِيًّا حِينَ أَخَذَتِ السُّيُوفُ مَأْخَذَهَا مِنَ الرِّجَالِ يَتَغَوَّثُ بِي تَغَوُّثًا وَيَقُولُ: «يَا حَسَنُ، لَيْتَنِي مُتُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً»

ص: 80

179 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:«أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ أَمْرًا، فَتَتَابَعَتِ الْأُمُورُ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْزَعًا»

ص: 81

180 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعَ عَلِيًّا، رضي الله عنه يَقُولُ حِينَ نَظَرَ إِلَى السُّيُوفِ قَدْ أَخَذَتِ الْقَوْمَ:«يَا حَسَنُ، أَكُلُّ هَذَا فِينَا؟ فَيَالَيْتَنِي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً»

ص: 81

181 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: لَمَّا نَشِبَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه أَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ لَهَا: إِيَّاكِ أَنْ يَسْتَنْزِلُوكَ عَنْ رَأْيِكَ، فَقَالَتْ:«بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا بُنَيَّ، لَأَنْ أَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ إِلَى غَيْرِ عَذَابِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعِينَ عَلَى دَمِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا، رَأَيْتُنِي كَأَنِّي عَلَى ظَرِبٍ وَحَوْلِي غَنَمٌ أَوْ بَقَرٌ رَبُوضٌ، فَوَقَعَ فِيهَا رِجَالٌ يَنْحَرُونَهَا حَتَّى مَا أَسْمَعُ لِشَيْءٍ مِنْهَا خُوَارًا» ، قَالَتْ:«فَذَهَبْتُ أَنْزِلُ مِنَ الظَّرِبِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَمُرَّ عَلَى الدِّمَاءِ فَيُصِيبُنِي مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَرْفَعَ ثِيَابِي فَيَبْدُوا مِنِّي مَا لَا أُحِبُّ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ أَوْ ثَوْرَانِ وَاحْتَمَلَانِي حَتَّى جَازَا بِي تِلْكَ الدِّمَاءَ» قَالَ حُصَيْنٌ: فَحَدَّثَنَا أَبُو جَمِيلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ يَوْمَ الْجَمَلِ حَيْثُ عَقَرَ بِهَا بَعِيرُهَا، أَتَاهَا عَمَّارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَطَعَا الرَّحْلَ، ثُمَّ احْتَمَلَاهَا فِي

⦗ص: 82⦘

هَوْدَجِهَا حَتَّى أَدْخَلَاهَا دَارَ أَبِي خَلَفٍ، فَسَمِعْتُ بُكَاءَ أَهْلِ الدَّارِ عَلَى رَجُلٍ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ، قَالَتْ:«مَا هَؤُلَاءِ؟» قَالُوا: يَبْكُونَ عَلَى صَاحِبِهِمْ، قَالَتْ:«أَخْرِجُونِي أَخْرِجُونِي»

ص: 81

182 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، " أَنَّهَا رَأَتْ كَأَنَّهَا عَلَى ظَرِبٍ وَحَوْلَهَا غَنَمٌ وَبَقَرٌ رَبُوضٌ، فَوَقَعَ فِيهَا رَجُلٌ، فَقَصَّتْ ذَلِكَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ:«لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيُقْتَلَنَّ حَوْلَكَ فِئَةٌ مِنَ النَّاسِ»

ص: 82

183 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي يُقَالُ لَهُ جَمِيعٌ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّي عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ لَهَا أُمِّي: مَا كَانَ مَسِيرُكِ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ قَالَتْ: «كَانَ قَدَرًا»

ص: 82

184 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ:«أَقْوَامٌ سَبَقَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ، وَأَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ، فَرَدُّوا أَمَرَهُمْ إِلَى اللَّهِ»

ص: 82

185 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَكُونُ مِنْ أَصْحَابِي» ، يَعْنِي الْفِتْنَةَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، «يَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ لِسَابِقَتِهِمْ إِنِ اقْتَدَى بِهِمْ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهُمْ أَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»

ص: 82

186 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ:«سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا شَاءَ اللَّهُ»

ص: 83

187 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: إِنَّهُمْ سَيَسْأَلُونَا عَنْ عُثْمَانَ، فَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: «كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، ثُمَّ اتَّقُوا وَآمَنُوا، ثُمَّ اتَّقُوا وَأَحْسِنُوا، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»

ص: 83

188 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ لِأَزْوَاجِهِ:«أَيَّتُكُنَّ الَّتِي تَنْبَحُهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ» فَلَمَّا مَرَّتْ عَائِشَةُ نَبَحَتِ الْكِلَابُ، فَسَأَلَتْ عَنْهُ

⦗ص: 84⦘

فَقِيلَ لَهَا: هَذَا مَاءُ الْحَوْأَبِ، قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً، قِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا تُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ

ص: 83

189 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِنِسَائِهِ:«أَيَّتُكُنَّ الَّتِي تَنْبَحُهَا كِلَابُ مَاءِ كَذَا وَكَذَا، إِيَّاكِ يَا حُمَيْرَاءُ» يَعْنِي عَائِشَةَ

ص: 84

190 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، كَانَا جَالِسَيْنِ، وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ عَلَى جَمَلٍ قَدْ أَحْدَثَتْ حَدَثًا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: " لَهِيَ هِيَ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: «لَا، إِنَّ حَوْلَ تِلْكَ بَارِقَةً» يَعْنُونَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

ص: 84

191 -

حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ لِعَلِيٍّ: أَمْرُكَ هَذَا شَيْءٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْ رَأْي رَأَيْتَهُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ:«مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا؟» فَقَالَ: دِينَنَا دِينَنَا، فَقَالَ:«مَا هُوَ إِلَّا رَأْي رَأَيْتُهُ»

ص: 84

192 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولُ:«لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّكُمْ تَغْزُوكُمْ أَتُصَدِّقُونِي؟» قَالُوا: أَوَحَقٌّ ذَلِكَ؟ قَالَ: «حَقٌّ»

ص: 85

193 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، رضي الله عنه قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ، " فَجَعَلْنَا نَعْجَبُ مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ، وَنَقُولُ: أَيُّ فِتْنَةٍ تُصِيبُنَا، مَا هَذِهِ؟ حَتَّى رَأَيْنَاهَا "

ص: 85

194 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] "

ص: 85

195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، وَخَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ:«هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى» فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ بِعَضُدَيْهِ وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم، وَحَسَرْتُ عَنْ رَأْسِهِ، وَكَانَ مُتَقَنِّعًا فِي ثَوْبٍ

⦗ص: 86⦘

، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا؟ قَالَ:«هَذَا» ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " وَقَالَ خَالِدٌ: كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيَّ

ص: 85

196 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، يَقُولُ بِصِفِّينَ:«أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ َلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَرَدَدْتُهُ، وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ إِلَّا أَسْهَلَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ إِلَّا أَمْرَكُمْ هَذَا» قَالَ الْأَعْمَشُ: وَكَانَ شَقِيقٌ إِذَا قِيلَ لَهُ: أَشَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبِئْسَتِ الصُّفُونُ

ص: 86

198 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ:«إِنَّ عَائِشَةَ لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَكِنَّهُ بَلَاءٌ ابْتُلِيتُمْ»

ص: 86

199 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهْ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِصِفِّينَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ َلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ»

ص: 87

200 -

حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ وَعَرَفُونِي اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيَقُولُ:«إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ»

ص: 87

201 -

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:«هَاجَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ»

ص: 87

202 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُثْمَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ يُنَاجِيهِ، فَلَمْ أُدْرِكْ مِنْ مَقَالَتِهِ شَيْئًا إِلَّا قَوْلَ عُثْمَانَ: أَظُلْمًا وَعُدْوَانًا، أَظُلْمًا وَعُدْوَانًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا دَرَيْتُ مَا هُوَ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ، فَعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا عَنِيَ قَتْلَهُ

⦗ص: 88⦘

، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَصِلَ إِلَى عُثْمَانَ شَيْءٌ إِلَّا وَصَلَ إِلَيَّ مِثْلُهُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنِّي لَمْ أُحِبَّ قَتْلَهُ، وَلَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ " وَذَلِكَ لَمَا رُمِيَ هَوْدَجُهَا مِنَ النَّبْلِ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْقُنْفُذِ

ص: 87

203 -

حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ: «السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّهْ» ، قَالَتْ: وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: «مَا أَخْرَجَكَ عَلَيْنَا مَعَ مُنَافِقِي قُرَيْشٍ؟» قَالَتْ: كَانَ ذَلِكَ قَدَرًا مَقْدُورًا

ص: 88

204 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَا: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] "

ص: 88

205 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَامَ جُنَيْدُ بْنُ السَّوْدَاءِ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَصَاحَ بِهِ عَلِيٌّ صَيْحَةٍ ظَنَنْتُ أَنَّ الْقَصْرَ هُدَّ، ثُمَّ قَالَ:«إِنْ لَمْ نَكُنْ نَحْنُ هُمْ، فَمَنْ هُمْ؟»

ص: 88

206 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي ضَبْثَمُ

⦗ص: 89⦘

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، عَلِيٍّ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ عَلَيَّ بِهِ مِنْ شَتْمٍ وَإِيعَادٍ، فَسِرْتُ إِلَيْهِ جَوَادًا، فَأَتَيْتُهُ حِينَ رَفَعَ يَدَهُ مِنَ الْجَمَلِ، فَلَقِيتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ إِلَيَّ بِهِ مِنْ شَتْمٍ وَإِيعَادٍ، فَسِرْتُ إِلَيْهِ جَوَادًا فَأَتَيْتُهُ لِأَعْتَذِرَ إِلَيْهِ أَوْ أَتَنَصَّلَ إِلَيْهِ "، فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ، وَاللَّهِ لِأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ أَكْرَهَ لِهَذَا مِنْ دَمِ سَنِيَّةٍ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَادَ أَمْرًا فَتَتَابَعَتْ بِهِ الْأُمُورُ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْزَعًا وَسَأَكْفِيكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ "

ص: 88

207 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا حِينَ فَرَغَ مِنَ الْجَمَلِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " يَا ابْنَ صُرَدَ، تَنَأْنَأْتَ وَتَزَحْزَحْتَ وَتَرَبَّصْتَ، كَيْفَ تَرَى اللَّهَ صَنَعَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الشَّوْطَ بَطِينٌ، وَقَدْ أَبْقَى اللَّهُ مِنَ الْأُمُورِ مَا تَعْرِفُ فِيهَا عَدُوَّكَ مِنْ صَدِيقِكَ، فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا أَرَاكَ أَغْنَيْتَ عَنِّي شَيْئًا، وَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا أَنْ أَشْهَدَ مَعَهُ، فَقَالَ: هَذَا يَقُولُ لَكَ مَا تَقُولُ وَقَدْ قَالَ لِي يَوْمَ الْجَمَلِ حِينَ مَشَى النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: يَا حَسَنُ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَوْ هَبَلَتْكَ أُمُّكَ، وَاللَّهِ مَا أَرَى بَعْدَ هَذَا مِنْ خَيْرٍ "

ص: 89

208 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «لَوْ سَيَّرَنِي عُثْمَانُ إِلَى صِرَارٍ لَسَمِعْتُ لَهُ وَأَطَعْتُ»

ص: 89

209 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ:«وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَذْكُرْ عُثْمَانَ بِكَلِمَةٍ قَطُّ، وَأَنِّي عِشْتُ فِي الدُّنْيَا بَرْصَاءَ سَالِخَ، وَلَأُصْبُعُ عُثْمَانَ الَّذِي يُشِيرُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ مِنْ عَلِيٍّ»

ص: 90

210 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، رضي الله عنه قَالَ: رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةَ سِلْسِلَةٍ مِنْ ذَهَبٍ بَقِيَّةً بَقِيَتْ مِنْ قِسْمَةِ الْفَيْءِ بِطَرَفِ عَصَاهُ، فَتَسْقُطُ ثُمَّ يَرْفَعُهَا وَهُوَ يَقُولُ:«وَكَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يُكْثِرُ لَكُمْ مِنْ هَذَا؟» فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ لَوَدِدْنَا لَوْ أَكْثَرَ اللَّهُ لَنَا مِنْهُ، وَصَبَرَ مَنْ صَبَرَ، وَفُتِنَ مَنْ فُتِنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَعَلَّكَ تَكُونُ فِيهِ شَرَّ مَفْتُونٍ»

ص: 90

211 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ بِنْتِ أُهْبَانَ الْغِفَارِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا، رضي الله عنه أَتَى أُهْبَانَ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَتْبَعَنَا؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ صلى الله عليه وسلم أَنْ: «سَتَكُونُ فُرْقَةٌ، وَفِتْنَةٌ، وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ»

ص: 90

212 -

حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، قَالَ: شَهِدْتُ طَلْحَةَ وَهُوَ يَقُولُ: «شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ فَمَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّهُمَا قُطِعَتَا مِنْ هَاهُنَا» ، يَعْنِي يَدَيْهِ، «وَلَمْ أَكُنْ شَهِدْتُهُ»

ص: 91

213 -

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: قُلْنَا لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ هَذَا، أَرَأْي رَأَيْتُمُوهُ، فَإِنَّ الرَّأْي يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، أَوْ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ:«مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً»

ص: 91