المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما يكون بين أهل الشام وبين ملك من بني العباس بين الرقة وما يكون من السفياني - الفتن لنعيم بن حماد - جـ ١

[نعيم بن حماد المروزي]

فهرس الكتاب

- ‌مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّقَدُّمِ وَمِنْ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ فِي الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ

- ‌تَسْمِيَةُ الْفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ، وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ انْتِقَاصِ الْعُقُولِ، وَذَهَابِ أَحْلَامِ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

- ‌مَنْ رَخَّصَ فِي تَمَنِّي الْمَوْتِ لَمَا يَفْشُوا فِي النَّاسِ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتَنِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ نَدَامَةِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ، وَبَعْدَ انْقِضَائِهَا، وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِيهَا

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ خِفَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ فِي الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌عِدَّةَ مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَعْرِفَةُ الْخُلَفَاءِ مِنَ الْمُلُوكِ

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ يَمْلُكُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا يُذْكَرُ فِي مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَتَسْمِيَةُ أَسْمَائِهِمْ بَعْدَ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌الْعِصْمَةُ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَا يُسْتَحَبُّ فِيهَا مِنَ الْكَفِّ وَالْإِمْسَاكِ عَنِ الْقِتَالِ، وَالْعُزْلَةِ فِيهَا، وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الِاسْتِشْرَافِ لَهَا

- ‌بَابُ مَنْ كَانَ يَرَى الْاعْتِزَالَ فِي الْفِتَنِ

- ‌الْعَلَامَاتُ فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ

- ‌فِي خُرُوجِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ مِنْ عَلَامَاتِ انْقِطَاعِ مُلْكِهِمْ فِي خُرُوجِ التُّرْكِ بَعْدَ اخْتِلَافِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا فِي انْقِطَاعِ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌بُدُوُّ فِتْنَةِ الشَّامِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ غَلَبَةِ سَفِلَةِ النَّاسِ وَضُعَفَائِهِمْ

- ‌الْمَعْقِلُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ مِنْ عَلَامَةِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي خُرُوجِهِمْ

- ‌مَا تَقَدَّمَ إِلَى النَّاسِ فِي خُرُوجِ الْبَرْبَرِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ

- ‌مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ الْبَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ، وَمَنْ يُقَاتِلُهُمْ، وَمُنْتَهَى خُرُوجِهِمْ، وَمَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ سُوءِ سِيرَتِهِمْ

- ‌صِفَةُ السُّفْيَانِيِّ وَاسْمُهُ وَنَسَبُهُ

- ‌بَدْءُ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ

- ‌فِي الرَّايَاتِ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا، وَالسُّفْيَانِيِّ وَظُهِورِهِ عَلَيْهِمْ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَأَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالسُّفْيَانِيِّ وَالْمَرَوَانِيِّينَ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَخَارِجَ مِنْهَا إِلَى الْعِرَاقِ

- ‌مَا يَكُونُ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَبَيْنَ مَلِكٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بَيْنَ الرِّقَةِ وَمَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ

- ‌مَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ فِي جَوْفِ بَغْدَادَ، وَمَدِينَةِ الزَّوْرَاءِ إِذَا بَلَغَ بَعْثُهُ الْعِرَاقَ، وَمَا يُذْكَرُ مِنْ خَرَابِهَا

- ‌دُخُولُ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ الْكُوفَةَ

- ‌الرَّايَاتُ السُّودُ لِلْمَهْدِيِّ بَعْدَ رَايَاتِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَصْحَابِ السُّفْيَانِيِّ وَالْعَبَّاسِيِّ

- ‌أَوَّلُ انْتِقَاضِ أَمْرِ السُّفْيَانِيِّ، وَخُرُوجُ الْهَاشِمِيِّ مِنْ خُرَاسَانَ بِرَايَاتٍ سُودٍ وَمَا يَكُونُ بَيْنَهُمَا مِنَ الْوَقَائِعِ حَتَّى تَبْلُغَ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ الْمَشْرِقَ

- ‌بَعْثُهُ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَا يَصْنَعُ فِيهَا مِنَ الْقَتْلِ

- ‌الْخَسْفُ بِجَيْشِ السُّفْيَانِيِّ الَّذِي يَبْعَثُهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ

- ‌بَابٌ آخَرُ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌عَلَامَةٌ أُخْرَى عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌اجْتِمَاعُ النَّاسِ بِمَكَّةَ، وَبَيْعَتُهُمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا وَمَا يَكُونُ تِلْكَ السَّنَةَ بِمَكَّةَ مِنَ الِاخْتِلَاطِ وَالْقِتَالِ، وَطَلَبِهِمُ الْمَهْدِيَّ بَعْدَ الْقِتَالِ، وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَيْهِ

- ‌خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالشَّامِ، بَعْدَمَا يُبَايَعُ لَهُ وَمَا يَكُونُ فِي مَسِيرِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّفْيَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ

- ‌سِيرَةُ الْمَهْدِيِّ وَعَدْلُهُ وَخِصْبُ زَمَانِهِ

- ‌صِفَةُ الْمَهْدِيِّ وَنَعْتُهُ

- ‌اسْمُ الْمَهْدِيِّ

- ‌نِسْبَةُ الْمَهْدِيِّ

- ‌قَدْرُ مَا يَمْلُكُ الْمَهْدِيُّ

- ‌مَا يَكُونُ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌غَزْوَةُ الْهِنْدِ

- ‌مَا يَكُونُ بِحِمْصَ فِي وِلَايَةِ الْقَحْطَانِيِّ، وَبَيْنَ قُضَاعَةَ وَالْيَمَنِ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ

- ‌الْأَعْمَاقُ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ

الفصل: ‌ما يكون بين أهل الشام وبين ملك من بني العباس بين الرقة وما يكون من السفياني

‌مَا يَكُونُ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَبَيْنَ مَلِكٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بَيْنَ الرِّقَةِ وَمَا يَكُونُ مِنَ السُّفْيَانِيِّ

ص: 297

868 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ:«الْفِتْنَةُ الرَّابِعَةُ بَدْؤُهَا مِنَ الرَّقَّةِ»

ص: 297

869 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ، " أَنَّ بُدُوَّ، اخْتِلَافِ بَنِي الْعَبَّاسِ رَايَةٌ تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ، فَتَكُونُ بَيْنَهُمْ مَلْحَمَةٌ بِمَنَابِتِ الزَّعْفَرَانِ، يُقْتَلُ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ وَالْقَبَائِلِ، فَيَبْلُغُ النَّاسُ الْوَقْعَةَ الَّتِي كَانَتْ بِمَنَابِتِ الزَّعْفَرَانِ وَهُوَ فِي الْمَدِينَةِ الطَّاهِرَةِ بَيْنَ الْأَنْهَارِ، فَيَخْرُجُ بِمَا كَانَ جَمَعَ فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ حَتَّى يَنْزِلَ مَدِينَةَ الْأَصْنَامِ، يَعْنِي حَرَّانَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ أَنَّ مَلِكًا بِالْمَغْرِبِ قَدْ ثَارَ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنُودًا يَنْهَزِمُ عَنْهُمْ، حَتَّى يَنْزِلَ بِمَنْ مَعَهُ الشَّامَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: الْوَيْلُ لِبَلَدِ حِمْصَ الْعَيْنُ السَّنِجَةُ، فَتَحْتَمِلُ كُلُّ ذَاتِ بَعْلٍ بَعْلَهَا، وَكُلُّ ذَاتِ ابْنٍ ابْنَهَا، ثُمَّ يَمْضِي حَتَّى يَنْزِلَ بَيْنَ الْأَنْهَارِ، فَيَقْتُلُ بِهَا جَبَّارًا عَظِيمًا، وَيَقْسِمُ بِهَا، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى مَدِينَةِ الْأَصْنَامِ يَعْنِي حَرَّانَ، فَيَبْقَرُ فِيهَا بَطْنَ صَاحِبِهَا، وَيَفُضَّ جُمُوعَهُ، وَيَبْعَثُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيُبَايِعُهُمْ كَارِهًا غَيْرَ طَائِعٍ، وَيُقِيمُ بِهَا ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى الْخَابُورِ فَيُقِيمُ بِهِ سَبْعَ سَابُوعٍ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى مَرْبِضِ الثَّوْرِ فَيَتْرُكُهَا رَمْضَةً، وَيَعْتَزِلُهُ صَاحِبُ الْمَشْرِقِ إِلَى جِبَالِ الْجَوْفِ، ثُمَّ يَغْدِرُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِهِ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَجِيءُ صَاحِبُ الْمَشْرِقِ حَتَّى يَنْزِلَ مَا بَيْنَ حَرَّانَ وَالرُّهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ الْأَمْرَدُ مِنْ بَيْتِ الرَّأْسِ "

ص: 297

870 -

قَالَ الْوَلِيدُ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْكَلْبِيِّ، قَالَ:«بَيْنَمَا أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ يَقْتَتِلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذْ خَرَجَ سَابِعُ سَبْعَةٍ فَيَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْقُرَى يَسْأَلُهُمْ نُصْرَتَهُ، فَيَأْبَوْنَ عَلَيْهِ، وَيَبْلُغُ عَامَلَ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى طَبَرِيَّةَ مَخْرَجُهُ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جَمْعًا عَظِيمًا، فَإِذَا وَاجَهُوهُ مَالُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ إِلَّا صَاحِبُهُمُ الَّذِي قَادَهُمْ، يَنْصَرِفُ إِلَى صَاحِبِهِ، فَيُخْبِرُهُ وَيَمِيلُ الْخَارِجِيُّ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى السِّدْرَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ التَّلِّ، فَيَنْزِلُ تَحْتَهَا، وَيَأْتِيهِ أَهْلُ الْقُرَى فَيُبَايعُونَهُ، وَيَسِيرُ بِهِمْ فَيَلْقَاهُ صَاحِبُ طَبَرِيَّةَ عِنْدَ الْأُقْحُوَانَةِ فَيُقَاتِلُهُ عِنْدَ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، حَتَّى تَحْمَارَّ عَجْرَاءُ الْبُحَيْرَةِ مِنْ دِمَائِهِمْ، ثُمَّ يَهْزِمُهُمْ، ثُمَّ يَجْمَعُونَ لَهُ بِالْجَابِيَةِ جَمْعًا عَظِيمًا، فَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ أَهْلُهُ مِنَ الْجَابِيَةِ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ، وَطُوبَى لِمَنْ كَانَ أَهْلُهُ خَلْفَ ذَلِكَ، فَيَهْزِمُهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُونَ لَهُ بِدِمَشْقَ جَمْعًا نَحْوًا مِنْ جَمْعِهِمُ الَّذِي دَخَلُوا بِهِ دِمَشْقَ، فَيَقْتَتِلُونَ هُنَالِكَ حَتَّى تَرْكُضَ الْخَيْلُ فِي الدَّمِ إِلَى ثُنَّتِهَا، ثُمَّ يَهْزِمُهُمْ»

ص: 298

872 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَالْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعِيسَى بْنِ مُوسَى، قَالُوا: سَمِعْنَا رَبِيعَةَ الْقَصِيرَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءٍ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَيَكُونُ خَلِيفَةٌ تَقْصُرُ عَنْ بَيْعَتِهِ النَّاسُ، ثُمَّ يَكُونُ نَائِبُهُ مَنْ عَدُوٍّ فَلَا يَجِدُ بُدًّا مِنْ أَنْ يَسِيرَ بِنَفْسِهِ، فَيَظْهَرُ عَلَى عَدُوِّهِ، فَيُرِيدُهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى عِرَاقِهِمْ فَيَأْبَى

⦗ص: 299⦘

وَيَقُولُ: هَذِهِ أَرْضُ الْجِهَادِ، فَيَخْلَعُونَهُ وَيُوَلُّونَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَيَسِيرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَلْقَوْهُ بِالْحُصِّ جَبَلِ خُنَاصِرَةَ، فَيَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَيَقْتُلُهُمْ بِهِمْ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَقُومُ عَلَى رَكَائِبِهِ فَيَكَادُ يَعُدُّ رِجَالَ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ يَنْهَزِمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَيَطْلُبُونَهُمْ حَتَّى يُدْخِلُوهُمُ الْكُوفَةُ، فَيَقْتُلُونَهُمْ بِكُلِّ مَنْ أَطَاقَ حَمْلَ السِّلَاحِ مِنْهُمْ، فَيَهْزِمُهُمْ، وَيَقْتُلُونَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِمُ الْمَوَاسِي " قِيلَ لِأَبِي أَسْمَاءٍ: مِمَّنْ سَمِعَهُ ثَوْبَانُ، أَمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَمِمَّنْ إِذًا؟

ص: 298

874 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَنْزِلُ الْعِرَاقَ مَلِكٌ يُكْرِهُ أَهْلَ الشَّامِ عَلَى بَيْعَتِهِ، فَيَكُونُ مَا كَانَ، ثُمَّ يَبْلُغُهُ أَنَّ عَدُوَّهُ قَدْ سَارَ إِلَيْهِ فَلَا يَجِدُ مِنَ الْمَسِيرِ إِلَيْهِ بُدًّا، فَيَسِيرُ إِلَيْهِ بِالشَّامِ، فَيَلْقَاهُ فَيَهْزِمُهُ وَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ لِأَهْلِ نُصْرَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذِهِ بِلَادِي وَهَذِهِ أَرْضِي وَوَطَنِي، ارْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ فَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ عَنْكُمْ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ مَلَّكْنَاهُ، وَنَحْنُ نَصَرْنَاهُ، وَنَحْنُ قَتَلْنَا النَّاسَ دُونَهُ، ثُمَّ اخْتَارَ عَلَى بِلَادِنَا بِلَادًا غَيْرَهَا؟ هَلُمُّوا حَتَّى نَجْمَعَ لَهُ فَنُقَاتِلَهُ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْهِ، وَجَمْعُهُمْ يَوْمَئِذٍ إِخَالُ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى يَلْتَقُوا بِالْحُصِّ، فَيَقْتَتِلُونَ فِيهِ

⦗ص: 300⦘

، فَتَكُونُ بَيْنَهُمْ مَلْحَمَةٌ لَمْ تَكُنْ بَيْنَ الْعَرَبِ مِثْلَهَا، يُلْقَى عَلَيْهِمُ الصَّبْرُ، وَيُرْفَعُ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَقُومُ يَنْظُرُ إِلَى الصَّفَّيْنِ فَلَوْ يَشَاءُ أَنْ يُحْصِيَهُمْ أَحْصَاهُمْ لِقِلَّةِ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ "

ص: 299

878 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «يَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ عَلَى جَيْشِ الْعِرَاقِ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَارِثَةَ لَهُ غَدِيرَتَانِ، يُقَالُ لَهُ نَمِرُ أَوْ قَمَرُ بْنُ عَبَّادٍ، رَجُلٌ جَسِيمٌ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ قَصِيرُ أَصْلَعُ، عَرِيضُ الْمَنْكِبَيْنِ، فَيُقَاتِلُهُ مَنْ بِالشَّامِ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، وَفِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الثَّنِيَّةُ، وَأَهْلُ حِمْصَ فِي حَرْبِ الْمَشْرِقِ وَأَنْصَارِهِمْ، وَبِهَا يَوْمَئِذٍ مِنْهُمْ جُنْدٌ عَظِيمٌ يُقَاتِلُهُمْ فِيمَا يَلِي دِمَشْقَ، كُلَّ ذَلِكَ يَهْزِمُهُمْ، ثُمَّ يَنْحَازُ مِنْ دِمَشْقَ وَحِمْصَ مَعَ السُّفْيَانِيِّ، وَيَلْتَقُونَ وَأَهْلَ الْمَشْرِقِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ لِيدِينُ مِمَّا يَلِي شَرْقَ حِمْصَ، فَيُقْتَلُ بِهَا نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ أَلْفًا، ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، ثُمَّ تَكُونُ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، وَيَسِيرُ الْجَيْشُ الَّذِي بَعَثَ إِلَى الْمَشْرِقِ حَتَّى يَنْزِلُوا الْكُوفَةَ، فَكَمْ مِنْ دَمٍ مُهْرَاقٍ، وَبَطْنٍ مَبْقُورٍ، وَوَلِيدٍ مَقْتُولٍ، وَمَالٍ مَنْهُوبٍ، وَدَمٍ مُسْتَحَلٍّ، ثُمَّ يَكْتُبُ إِلَيْهِ السُّفْيَانِيُّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْحِجَازِ بَعْدَ أَنْ يَعْرِكَهَا عَرْكَ الْأَدِيمِ»

ص: 301

879 -

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ بْنَ سُمَيْرٍ الْأَلْهَانِيَّ، يَقُولُ:" لَيَنْزِلَنَّ الْكُوفَةَ خَلِيفَةٌ يَهْزِمُ أَهْلَ الشَّامِ، ثُمَّ يَرْغَبُ فِيهِمْ وَفِي الشَّامِ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا أَرْضُ الْمَقْدِسِ، وَأَرْضُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمُنْزِلُ الْخُلَفَاءِ، وَإِلَيْهَا كَانَتْ تُجْبَى الْأَمْوَالُ، وَمِنْهَا كَانَتْ تَفَرَّقَ الْبُعُوثُ، فَيُجِيبُهُمْ، فَإِذَا أَجَابَهُمْ نَقِمَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ، فَقَالُوا: قَاتَلْنَا مَعَهُ، وَخَاطَرْنَا بِدِمَائِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا، فَآثَرَ عَلَيْنَا، فَاخْلَعُوهُ، قَالَ: فَيَسِيرُ أَهْلُ الشَّامِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَتُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ "

ص: 301

880 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ

⦗ص: 302⦘

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:" السَّابِعُ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْعَدْلِ فَلَا يُجِيبُونَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أَسِيرُ فِيكُمْ بِسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، وَأُقْسِمُ الْفَيْءَ بِالسَّوِيَّةِ، فَيَقُولُ لَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ: أَتُرِيدُ أَنْ تُخْرِجَنَا مِنْ مَعَايشِنَا؟ فَيَأْبَوْنَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عِدَّةً، فَيَخْتَلِفُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ فِهْرٍ يَجْمَعُ مِنْ بَرْبَرٍ حَتَّى يَأْخُذَ مَنَابِرَ مِصْرَ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي سُفْيَانَ، فَإِذَا بَلَغَ الْفِهْرِيَّ خُرُوجُهُ افْتَرَقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ

ص: 301

882 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: «فَيَتْبَعُ عَبْدُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ، فَتَلْتَقِي جُنُودُهُمَا بِقَرْقِيسِيَا عَلَى النَّهَرِ، فَيَكُونُ قِتَالٌ عَظِيمٌ، وَيَسِيرُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ وَيَسْبِي النِّسَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي قَيْسٍ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَزِيرَةَ إِلَى السُّفْيَانِيِّ، فَيَتْبَعُ الْيَمَانِيَّ فَيَقْتُلُ قَيْسًا بِأَرِيحَا، وَيَحُوزُ السُّفْيَانِيُّ مَا جَمَعُوا، ثُمَّ

⦗ص: 303⦘

يَسِيرُ إِلَى الْكُوفَةِ فَيَقْتُلُ أَعْوَانَ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ بِالشَّامِ عَلَى الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ، ثُمَّ يَكُونُ لَهُمْ وَقْعَةٌ بَعْدَ قَرْقِيسِيَا عَظِيمَةٌ، ثُمَّ يَنْفَتِقُ عَلَيْهِمْ فَتْقٌ مِنْ خَلْفِهِمْ، فَيُقْبِلُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا أَرْضَ خُرَاسَانَ، وَتُقْبِلُ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ كَاللَّيْلِ وَالسَّيْلِ، فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكَتْهُ وَهَدَمَتْهُ، حَتَّى يَدْخُلُوا الْكُوفَةَ، فَيَقْتُلُوا شِيعَةً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَطْلُبُونَ أَهْلَ خُرَاسَانَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَيَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ، فَيَدْعُونَ لَهُ وَيَنْصُرُونَهُ»

ص: 302

883 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ:" سَيَنْزِلُ الْكُوفَةَ خَلِيفَةٌ، وَلَيُوطِئَنَّ أَهْلَ الشَّامِ هَزِيمَةً، ثُمَّ يُرَغَّبُ فِيهِمْ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَيْكَ بِأَرْضِ الشَّامِ فَإِنَّهَا الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ، وَأَرْضُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَنَازِلُ الْخُلَفَاءِ، وَإِلَيْهَا كَانَتْ تُجْبَى الْأَمْوَالُ، وَمِنْهَا كَانَتْ تُفَرَّقُ الْبُعُوثُ، فَيُجِيبُهُمْ، فَإِذَا أَجَابَهُمْ نَقِمَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ، فَيَقُولُونَ: خَاطَرْنَا مَعَهُ بِدِمَائِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَآثَرَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا؟ فَيُخَالِفُونَهُ، فَيَسِيرُ أَهْلُ الشَّامِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَيَوْمَئِذٍ تُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ "

ص: 303