المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القاعدة الثالثة: عدم عرض شيء من ذلك على الآراء والأهواء - أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة - جـ ١

[سعود بن عبد العزيز الخلف]

الفصل: ‌القاعدة الثالثة: عدم عرض شيء من ذلك على الآراء والأهواء

‌القاعدة الثالثة: عدم عرض شيء من ذلك على الآراء والأهواء

ما جاء عن الله عز وجل أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حق لا شك فيه، والواجب فيه الإيمان والتسليم وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يقوم الإيمان الصحيح الصادق إلا بالتسليم للشارع والانقياد له في الأمور العقائدية العلمية والأمور العملية، قال تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء65]، وقال:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام153] .

وروى الآجري وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} فخط خطا فقال: "هذا الصراط"، ثم خط حوله خططا فقال:"وهذه السبل فما منها من سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه"1.

وحديث العرباض بن سارية السابق وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"2. وكذلك حديث جابر وفيه "وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".3

وروى الآجري عن عمر رضي الله عنه قال: "القرآن كلام الله فلا تصرفوه

1 المسند 1/435.

2 سبق تخريجه ص6.

3 سبق تخريجه ص6.

ص: 14

على آرائكم" 1. وفي رواية أخرى قال: "إن هذا القرآن كلام الله فلا أعرفن ما عطفتموه على أهوائكم" 2. وقال محققه: إنه حسن.

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "إنه لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم"3.

وقال رجل لإبراهيم بن يزيد النخعي: "يا أبا عمران أي هذه الأهواء أعجب إليك؟ فإني أحب أن آخذ برأيك وأقتدي بك"، قال:"ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير وما هي إلا زينة الشيطان، وما الأمر إلا الأمر الأول"4.

وقال الأوزاعي رحمه الله: "عليك بأثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول"5.

فهذه النصوص وغيرها كثير فيه دلالة واضحة على عدم عرض القرآن أو السنة على شيء من الأهواء والآراء، وإنما الواجب التسليم والإيمان. على هذا درج الأئمة، فأنت لا ترى مسألة في العقائد إلا ويرجعونها إلى أصولها من الكتاب والسنة وكلام الصحابة والأئمة.

والواقع أن جمهور المسلمين يرجعون إلى ذلك في الفقه، ويتميز السلف برجوعهم إلى ذلك في العقائد والأحكام لا يفرقون بين ذلك، ولكن أهل البدع يفرقون بينهما وذلك لدخول الأهواء عليهم في باب العقائد.

1 الشريعة للآجري 1/216.

2 الشريعة 1/216.

3 الشريعة 1/182.

4 الشريعة 1/192.

5 الشريعة 1/193.

ص: 15