الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو على كل شيء قدير * هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} .
وفي صحيح مسلم «عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والانجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء.
وأنت الباطن فليس دونك شيء.
اقض عني الدين، وأغنني من الفقر» .
ثم قال تعالى: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير} فذكر أن السماوات والأرض، وفي موضع آخر:{وما بينهما} مخلوق مسبح له، وأخبر سبحانه أنه يعلم كل شيء.
معية الله بعلمه لا بذاته وهي عامة وخاصة
وأما قوله: {وهو معكم} فلفظ {مع} لا تقتضي في لغة العرب أن يكون أحد الشيئين مختلطا بالآخر، كقوله
تعالى: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وقوله تعالى:{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} ، وقوله تعالى:{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} ، ولفظ {مع} جاءت في القرآن عامة وخاصة، فالعامة في هذه الآية وفي آية المجادلة:{ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} ، فافتتح الكلام بالعلم، وختمه بالعلم، ولهذا قال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل: هو معهم بعلمه.
وأما المعية الخاصة، ففي قوله تعالى:{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ، وقوله تعالى لموسى:{إنني معكما أسمع وأرى} ، وقال تعالى:{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه، فهو مع موسى وهارون دون فرعون، ومع محمد وصاحبه دون أبي جهل وغيره من أعدائه، ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون دون الظالمين المعتدين.