الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي السفينه منا في أظهر قولي العلماء.
من استعاذ بالجن
وقال غير واحد من السلف: كان الرجل من الإنس إذا نزل بالوادي قال: أعوذ بعظيم هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فلما استغاثت الإنس بالجن، ازدادت الجن طغيانا وكفرا، كما قال تعالى:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا} وكانت الشياطين ترمى بالشهب قبل أن ينزل القرآن، لكن كانوا أحيانا يسترقون السمع قبل أن يصل الشهاب إلى أحدهم، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا، وصارت الشهب مرصدة لهم قبل أن يسمعوا، كما قالوا:{وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} وقال تعالى في الآية الأخرى: {وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون} قالوا: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا} أي على مذاهب شتى، كما قال العلماء: منهم المسلم والمشرك، واليهود والنصراني، والسني
والبدعي.
{وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا} أخبروه أنهم لا يعجزونه، لا إن أقاموا في الأرض ولا إن هربوا منه:{وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} أي الظالمون.
يقال: أقسط إذا عدل، وقسط: إذا جار وظلم {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا * وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا * وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا * وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا} أي ملجأ ومعاذا {إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا * حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا} .
ثم «لما سمعت الجن القرآن أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به،
وهم جن نصيبين، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث ابن مسعود.
وروي أنه قرأ عليهم سورة الرحمن، وكان إذا قال:{فبأي آلاء ربكما تكذبان} قالوا: ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد» .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم من الجن» وهذا النهي ثابت عنه من وجوه متعددة، وبذلك احتج العلماء على النهي عن الاستنجاء بذلك، وقالوا: فإذا منع من الاستنجاء بما للجن ولدوابهم، فما أعد للإنس ولدوبهم