الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يقوي الأحوال الشيطانية من السماع والمكاء والتصدية
ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية، سماع الغناء والملاهي وهو سماع المشركين.
قال الله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} .
قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهما من السلف: التصدية: التصفيق باليد، والمكاء: مثل الصفير.
فكان المشركون يتخذون هذا عبادة.
سماع النبي للقرآن ومدح الله لهذا النوع من السماع
أما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعبادتهم ما أمر الله به من الصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك، والاجتماعات الشرعية، ولم يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على استماع غناء قط، لا بكف، ولا بدف، ولا تواجد، ولا سقطت بردته، بل كل ذلك كذب باتفاق أهل العلم بحديثه.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ، والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى الأشعري: ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون، و «مر النبي صلى الله بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ فقال له: مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك
فقال: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا» ، أي لحسنته لك تحسينا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«زينوا القرآن بأصواتكم» وقال صلى الله عليه وسلم: «لله أشد أذنا -أي استماعا - إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى
قينته» وقال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود: «إقرأ علي القرآن، فقال: أقرأ
عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة (النساء)، حتى انتهيت إلى هذه الآية:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: حسبك، فإذا عيناه تذرفان من البكاء» .
ومثل هذا السماع، هو سماع النبيين وأتباعهم، كما ذكر الله ذلك في القرآن فقال:{أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا} .
وقال في أهل المعرفة: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} .
ومدح سبحانه أهل هذا السماع بما يحصل لهم من زيادة الإيمان، واقشعرار الجلد، ودمع العين، فقال تعالى: