الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاذن القضاء
وأما الإذن، فقال في الكوني لما ذكر السحر:{وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} أي بمشيئته وقدرته، وإلا فالسحر لم يبحه الله عز وجل.
وقال في الإذن الديني: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} وقال تعالى: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه} ، وقال تعالى:{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} ، وقال تعالى:{ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} وأما القضاء فقال في الكوني: {فقضاهن سبع سماوات في يومين} ، وقال سبحانه:{إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} .
وقال في الديني: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} أي أمر، وليس المراد به: قدر ذلك، فإنه قد عبد غيره، كما أخبر في غير موضع، كقوله تعالى:{ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} .
وقال الخليل عليه السلام لقومه: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} ، وقال تعالى:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء} وقال تعالى: {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين} .
وهذه كلمة تقتضي براءته من دينهم، ولا تقتضي رضاه بذلك، كما قال تعالى في الآية الأخرى:{وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون} .
ومن ظن من الملاحدة أن هذا رضى منه بدين الكفار، فهو من أكذب الناس وأكفرهم، كمن ظن أن قوله:{وقضى ربك} بمعنى قدر، وأن الله سبحانه ما قضى بشيء إلا وقع، وجعل عباد الأصنام ما عبدوا إلا الله، فإن هذا من أعظم الناس كفرا بالكتب.