الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} وليسوا عشرة، ولسوا أعراضا، لا سيما وهؤلاء يزعمون أن الصادر الأول هو العقل الأول، وعنه صدر كل ما دونه، والعقل الفعال العاشر، رب كل ما تحت فلك القمر.
كذب الحديث الذي ذكروه في العقل ونقضه لغة وشرعا
وهذا كله يعلم فساده بالاضطرار من دين الرسل، فليس أحج من الملائكة مبدع لكل ما سوى الله.
وهؤلاء يزعمون أن العقل المذكور في حديث يروى: «إن أول ما خلق الله العقل، فقال له: أقبل، فأقبل، فقال له: أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا أكرم علي منك.
فبك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب وعليك العقاب» ويسمونه أيضا القلم لما روي «إن أول ما خلق الله القلم» الحديث رواه الترمذي.
والحديث الذي ذكروه في العقل كذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، كما ذكر ذلك أبو حاتم البستي، والدارقطني، وابن الجوزي، وغيرهم.
وليس في شيء من دواوين الحديث التي يعتمد عليها.
ومع هذا فلفظه لو كان ثابتا حجة عليهم، فإن لفظة «أول ما خلق الله تعالى العقل»
قال: - ويروى- «لما خلق الله العقل قال له..» ، فمعنى الحديث: أنه خاطبه في أول أوقات خلقه، وليس معناه أنه أول المخلوقات (وأول) منصوب على الظرف كما في اللفظ الآخر (لما) وتمام الحديث «ما خلقت خلقا أكرم علي منك» فهذا يقتضي أنه خلق قبل غيره، ثم قال:«فبك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب» فذكر اربعة أنواع من الأعراض وعندهم ان جميع جواهر العالم العلوي والسفلي صدر عن ذلك العقل.
فأين هذا من هذا؟
وسبب غلطهم أن لفظ العقل في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغة هؤلاء اليونان، فإن العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلا، كما في القرآن {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها} ويراد بالعقل الغريزة التي جعلها الله تعالى في الإنسان يعقل بها.
وأما أولئك، فالعقل عندهم جوهر قائم بنفسه كالعاقل،