الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
المؤلفات في الفروق الفقهية
المطلب الأول: المؤلفات في الفروق الفقهية استقلالاً.
المطلب الثاني: المؤلفات في الفرق والاستثناء.
المطلب الثالث: المؤلفات في مسألة واحدة، أو مسائل محدودة.
المطلب الرابع: المؤلفات التي تناولت الفروق الفقهية تبعاً.
المطلب الخامس: المؤلفات المعاصرة.
الخاتمة:
المبحث الثالث
المؤلفات في الفروق الفقهية
من الملاحظ أن الكتب المؤلفة من الفروق الفقهية، قد اتخذت صوراً عدة، وتنوعت مناهجها في عرض ما تذكره من الفروق، ومن الممكن بعد استقراء ما اطلعنا عليه من الكتب المؤلفة في ذلك، أن نذكر أن المؤلفات في الفروق بين الفروع الفقهية، قد اتخذت الصور الآتية:
1 -
أنها جميعاً اتفقت في تناولها الكلام عن الفروع الفقهية المتشابهة في الصورة، والمختلفة في الأحكام. سواء كان ذلك بالاقتصار على ذكر الفرق، أو إضافة ذكر الجامع إليه، ولهذا فإن الكثير من الكتب الداخلة في هذا المجال تحمل عناوينها اسم الفرق والجمع، وهما أمران متصلان غير منفكين في هذا الموضوع.
2 -
اتبعت هذه الكتب، في عرضها للفروق- بحسب ما اطلعنا عليه- ترتيب ذلك وفق الأبواب الفقهية، بدءً بكتاب الطهارة، ثم الصلاة، ثم ما يلي ذلك، بحسب مناهج ترتيبها في كتب الفقه.
3 على الرغم من اتفاق هذه الكتب في الموضوع الذي تناوله، لكنها تنوعت صور تناولها لهذا الموضوع، ومن الممكن أن نلحظ في ذلك المناهج الآتية:
أ- منهج ذكر الفروع الفقهية المتشابهة في الصورة، والمختلفة في الحكم، مع بيان الفرق بينها، دون التعرض إلى أكثر من ذلك، إلا نادراً، سواء كانت تلك الفروع من باب واحد، أو من بابين أو أكثر من أبواب
الفقه، كما هو الشأن في كتاب (الفروق) لأسعد بن محمد النيسابوري الكرابيسي (ت 570 هـ)(1)، وعدة البروق لأبي العباس أحمد الونشريسي المتوفي سنة (914 هـ)، والفروق الفقهية لأبي الفضل مسلم بن علي الدمشقي المتوفي في القرن الخامس الهجري (2). وإيضاح الدلائل في الفرق بين المسائل لعبد الرحيم الزريراني المتوفي سنة (741 هـ)(3)، وغيرها. وكان المؤلفون – في
(1) هو أبو المظفر أسعد بن محمد بن الحسين الكرابيسي النيسابوري الملقب بجمال الإسلام. والكرابيسي نسبة إلى الكرابيس وهي نوع من الثياب. من فقهاء وأدباء الحنفية. توفي سنة (570 هـ)، وقيل غير ذلك.
من مؤلفاته: الفروق في المسائل الفقهية، والموجز في الفقه شرح مختصر أبي حفص عمر.
راجع في ترجمته: الجواهر المضية (1/ 386)، وتاج التراجم (ص 17)، ومعجم المؤلفين (2/ 247)، والأعلام (1/ 301).
(2)
هو أبو الفضل مسلم بن علي بن عبد الله الدمشقي. من علماء المالكية تتلمذ على القاضي عبد الوهاب، والشيخ أبي بكر الأبهري، ولا توجد عنه معلومات كافية. توفي في القرن الخامس الهجري.
من مؤلفاته: الفروق الفقهية.
راجع في ترجمته: مقدمة محققي كتاب الفروق الفقهية للدمشقي.
(3)
هو أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الله الزريراني البغدادي الحنبلي، الملقب بشرف الدين. من فقهاء الحنابلة في القرن الثامن، ولد ونشأ في بغداد، وارتحل إلى دمشق ومصر طلباً للعلم، وعاد إلى بغداد، فدرّس فيها وناب في القضاء، توفي في بغداد سنة (741 هـ)، عن نحو ثلاثين سنة، والزريراني نسبة إلى زريران، قرية تبعد عن بغداد بسبعة فراسخ.
من مؤلفاته: مختصر طبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسن وذيل عليها، وإيضاح الدلائل في الفرق بين المسائل.
راجع في ترجمته: الدرر الكامنة (2/ 151)، وشذرات الذهب (6/ 130)، ومعجم المؤلفين (5/ 207).
الغالب- يطلقون على مؤلفاتهم عنوان (الفروق)، وربما أطلق عليها بعضهم عنوان (النظائر).
ومن الملاحظ أن أكثر هؤلاء تعرضاً للجامع هو أبو الفضل الدمشقي، مع صغر حجم كتابه (1).
ب- ذكر الفروق بعد التعرّض إلى قواعد وضوابط الباب الفقهي، ثم ذكر ما يستثنى من الدخول في تلك الضوابط والقواعد، ولا يتعرض إلى بيان وجه الفرق إلا في مسائل محدودة من ذلك. يوردها على هيئة اعتراض وجواب. والكتب المؤلفة وفق هذا المنهج يرد في عنوانها ذكر الفرق والاستثناء، كما في كتاب الاستغناء في الفرق والاستثناء لبدر الدين البكري (ت؟)(2)، وأحياناً لا يرد الفرق في عنوانها، ككتاب المناقضات في الحصر والاستثناء لأحمد بن الحسين الفنّاكي المتوفي سنة (448 هـ)(3). ويبدو أن تسمية هذا النوع بالحصر والاستثناء
(1) وقد فعل المؤلف ذلك في أغلب ما ذكره من الفروق، بل لم يترك ذلك إلا في مواضع قليلة، ولكنه كان يعرض ذلك بإيجاز، قد يكون بكلمتين، كقوله وكلاهما كذا، أو وكلا المسألتين هو كذا.
(2)
هو بدر الدين محمد بن أبي بكر بن سليمان بن الزكي البكري المصري الشافعي. تلقى علومه عن طائفة من علماء عصره، ذكر منهم جمال الدين الأسنوي المتوفي سنة (772 هـ). وليست لدينا معلومات عن سنة وفاته. ولكنه عاش في القرنين الثامن والتاسع الهجريين.
من مؤلفاته: المذاكرة في عمل أهل الآخرة، والاعتناء في الفرق والاستثناء، غيرها.
راجع في ترجمته: مقدمة محقق كتاب (الاستغناء في الفرق والاستثناء) د. سعود الثبيتي، ومعجم المؤلفين (10/ 48)، وإيضاح المكنون (1/ 98).
(3)
هو أحمد بن الحسين الفناكي الرازي، من فقهاء الشافعية، ولد بالريّ وتفقه
…
=
أقرب إلى تصوير واقع ما هو موجود في كتاب الاستغناء في الفرق والاستثناء للبكري (ت؟)، لأنها كانت تذكر ما هو حاصرٌ للفروع الفقهية في مجال معين كالضوابط والقواعد الخاصة، عند بدء الكلام، ثم تذكر ما يستثني منها.
أما الفروق فكان التعرّض إليها، كما سبق الكلام، غير كثير، والذي نقصده من ذلك هو بيان وجه الفرق أو علله وأسبابه، وإلا فإن الاستثناء نفسه يعني الاختلاف، وافتراق ما استثنى عما استثني منه في الحكم.
ج- منهج الاقتصار على بيان الفروق في مسألة معينة، أو عدد محدود من المسائل، في رسائل صغيرة.
د- منهج تناول الفروق بين المسائل، لا على وجه الاستقلال في التأليف، بل في ضمن كتب أخرى، معدودة من المؤلفات في القواعد الفقهية.
وسنذكر فيما يأتي ما اطلعنا عليه من التأليف، وفقاً لهذه المناهج.،
= بالعراق، وخراسان، وممن تفقه عليهم أبو حامد الإسفراييني، وابو عبد الله الحليمي، وسهل الصعلوكي، وغيرهم. توفي في بروجرد سنة (448 هـ). وقد جاوز التسعين.
من مؤلفاته: المناقضات.
راجع في ترجمته: طبقات الشافعية لابن الصلاح (1/ 339)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (3/ 7)، وطبقات الشافعية للأسنوي (2/ 269).