المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌كلمات أب ج د

أبو الحسن التهامي

عبسن من شعرٍ في الرأس مبتسم

ما نفر البيض مثل البيض في اللمم

ظننت شبيبته تبقى وما علمت

أن الشبيبة مرقاة إلى الهرم

ما شاب عزمي ولا خلقي ولا حزمي

ولا وفائي ولا ديني ولا كرمي

وإنما اعتاض رأسي غير صبغته

والشيب في الرأس غير الشيب في الهمم

وصل الخيال ووصل الخود إن نحلت

سيان ما أشبه الوجدان بالعدم

والطيف أفضل وصلاً إن لذته

تخلو من الإثم والتنغيص والندم

لا تحمد الدهر في ضرآء يصرفها

فلو أردت دوام البؤس لم يدم

فالدهر كالطيف في بؤس وأنعمه

من غير قصد فلا تحمد ولا تلم

لا تحسبن حسب الآباء مكرمة

لمن يقصر عن غايات مجدهم

حسن الرجال بحسناهم وفخرهم

بطولهم في المعالي لا بطولهم

ما اغتابني حاسد إلا شرفت بها

فحاسدي منهم في زي منتقم

فالله يكلؤ حسادي فأنعمهم

عندي وإن وقعت من غير قصدهم

كتب رجل إلى شخص؛ تخلى للعبادة وانقطع عن الناس: بلغني أنك اعتزلت عن الخلق وتفرغت للعبادة، فما سبب معاشك؟ فكتب إليه يا أحمق يبلغك أني منقطع إلى الله سبحانه وتسألني عن المعاش؟ {قال بعض العارفين: الوعد حق الخلق على الله تعالى، فهو أحق من وفى، والوعيد حقه سبحانه على الخلق فهو أحق من عفى، وقد كانت العرب تفتخر بإيفاء الوعد وخلف الوعيد، قال الشاعر:

وإني إذا أوعدته أو وعدته

لمخلف إيعادي ومنجز موعدي قال بعض الحكماء: الدنيا إنما تراد لثلاثة، العز والغنى والراحة؛ من زهد فيها عز؛ ومن قنع استغنى، ومن ترك السعي استراح، حكي عن بعض أصحاب الحقيقة أن البسطامي مر بكلب قد ترطب بالمطر فنحى عنه ثوبه ترفعاً، فنطق الكلب بلسان فصيح وقال: إن نجاسة ثوبك مني يطهرها الماء ولكن تنحية ثوبك عني لا يطهرها الماء.

‌كلمات أب ج د

كلمات أبجد ثمانية، أربعة رباعية الحروف وأربعة ثلاثية، ولكل كلمة رقم هندي على الترتيب، ولكل حرف من كل كلمة رمز سندي: فللحرف الأول سا وللثاني ل وللثالث ما وللرابع} لكنا نكتفي عن رقم الكلمة الأولى بصفر إن قصد حرف تاليها ويرمز حروفها إن قصد حرفها ونجعل رقم متلو كل كلمة دالاً عليها متصلاً رمز حرفها المطلوب بالرقم المذكور، فعلامة الألف سا،، وعلامة الدال {وعلامة الواو وعلامة الكاف آيوصل رمز كل منهما برقم متلو كلمته وعلامة الفاء ع} كما عرفت، فتكتب أحمد هكذا.

وتكتب علي هكذا

ص: 155

وتكتب جعفر هكذا وتكتب غانم هكذا لأن متلو كلمة الغين المعجمة سابعة الكلمات، ومن هذا يظهر أنه لا حاجة إلى رقم الكلمة الثامنة كما لا حاجة إلى رقم الكلمة الأولى إن قصد حرفها إذ الثامنة غير متلوة والأولى غير تالية وإذا تمت الكلمة فيمد حرفها الآخر السندي ليحصل الاطلاع على آخر الكلمة ولا يخلط بما بعدها اللهم إلا أن يكون في آخر السطر فتكتب زيد بن خالد هكذا.

وقف أعرابي على قبر هشام بن عبد الملك وإذا بعض خدامه، يبكي على قبره، ويقول: ماذا لقينا بعدك فقال الأعرابي أما إنه لو نطق لأخبرك أنه لقي أشد مما لقيتم.

ولبعضهم:

أهوى عليا أمير المؤمنين ولا

أرضى بسب أبي بكر ولا عمرا.

ولا أقول إذا لم يعطيا فدكا

بنت النبي رسولالله قد كفرا.

الله يعلم ماذا يأتيان به

يوم القيامة من عذر إذا اعتذ 1 را.

ولبهااء الدين محمد العاملي في جوابه:

يا أيها المدعي حب الوصي ولم

يسمح بسب أبي بكر ولا عمرا.

كذبت والله يفي دعوى محبته

تبت يداك ستصلى في غد سقرا.

وكيف تهوى أمير المؤمنين وقد

أصبحت يفي سب من عاداه مفتكرا.

فإن لم تكن صادقا فيما نطقت به

فأبرأ إلى الله ممن خان أو غدرا.

وأنكر النص يفي خك وبيعته

وقال إن رسول الله قد هجرا.

أتيت تبغي قيام العذر في فدك

أتحسب الأمر بالتمويه مستترا.

إن كان يفي غصب حق الطهر فاطمة

سيقبل العذر ممن جاء معتذرا.

فكل ذنب له عذر غداة غد

وكل ظلم يرى في الحشر مغتفرا.

فلا تقولوا لمن أيامه صرفت

في سب شيخكم قد ضل أو كفرا.

بل سامحوه وقولا لا نؤاخذه

عسى يكون له عذر إذا اعتذرا.

فكيف والعذر مثل الشمس متضح

والأمر كالصبح إذا ظهرا.

ص: 156

لكن إبليس أغواكم وصيركم

عميا وصما فلا سمعا ولا بصرا

أبو فراس يصف نفسه

وقور وأحداث الزمان تنوشني

وللموت حولي جيئة وذهاب

صبور وإن لم يبق مني بقية

قؤول ولو أن السيوف جواب

وألحظ أحوال الزمان بمقلة

بها الصدق وصدق الكذاب كذاب

تغابيت عن قومي فظنوا غباوة

بمفرق أغبانا حصاً وتراب

إذا الخل لم يهجرك إلا ملالة

فليس له إلا الفراق عتاب

بنى بعض ملوك بني إسرائيل داراً تكلف في سعتها وزينتها، ثم أمر من يسأل عن عيبها، فلم يعبها أحد إلا ثلاثة من العباد، قالوا: إن فيها عيبين، الأول أنها تخرب، والثاني أنه يموت صاحبها فقال: وهل يسلم من هذين العيبين دار؟ فقال: نعم دار الآخرة فترك ملكه وتعبد معهم مدة، ثم ودعهم فقال: هل رأيت منا ما تكره؟ فقال: لا ولكنكم عرفتموني فأنتم تكرموني. فاصحب من لا يعرفني.

سئل بعض الزهاد عن مخالطة الملوك والوزراء، فقال من لا يخالطهم ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويجاهد في سبيل الله ويخالطهم.

لجامعه من السوانح: غفلة القلب عن الحق من أعظم العيوب وأكبر الذنوب، ولو كانت آنا من الآنات، أو لمحة من اللمحات حتى إن أهل القلوب عدوا الغافل في آن الغفلة من جملة الكفار، وكما يعاقب العوام على سيئاتهم كذلك يعاقب الخواص على غفلاتهم، فاجتنب الاختلاط بأصحاب الغفلة على كل حال إن أردت أن تكون من زمرة أهل الكمال.

سانحة: يا مسكين عزمك ضعيف، ونيتك متزلزله، وقصدك مشوب، ولهذا لا يتفتح لك الباب، ولا يرتفع عنك الحجاب، ولو صممت عزيمتك، وأثبت نيتك وأخلصت قصدك لا نقتح لك الباب من غير مفتاح، كما انفتح ليوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لما صمم العزم وأخلص النية في الخلاص من الوقوع في الفاحشة ، وجد يفي الهرب من زليخا.

ص: 157

سانحة: أيها الغافل شاب رأسك، وبردت أنفاسك وأنت في القيل والقال والنزاع والجدال، فأحبس لسانك عن بسط الكلام فيما لا ينفعك يوم القيامة

من مجموع قديم في مدح صاحب الديوان::

لله دركم يا آل ياسينا

يا أنجم الحق أعلام الهدى فينا

لا يقبل الله إلا مع محبتكم

أعمال عبد ولايرضى له دينا

بكم أخفف أعباء الذنوب بكم

بكم أثقل في الحشر الموازينا

سآء ابن آكلة الأكباد منقلباً

إذ جر حرب أبيكم يوم صفينا

الشمس ردت عليه بعدما غربت

من ذا يطيق لعين الشمس تطيينا

مهما تمسك بالأخبار طائفة

فقوله وال من والاه يكفينا

لوالدي طاب ثراه في معارضة البردة:

أسحر بابل في جفنيك أم سقمي؟ !

أم السيوف لقتل العرب والعجم

والخال مركز دور للعذار بدا

أم ذاك نضج عثار الخط بالقلم

أم حبة وضعت كيما تصيد بها

طير الفؤاد وقد صادته فاحتكم

أنا الملوم وقلبي مولم برشا

ساق غدا قلبه قاسٍ على الأمم

ذي أعين إن رنت يوماً إلى جسد

إلبسنه كلما فيهن من سقم

قلبي غضا وضلوعي منحنى وله

عقيق جفني بسفح ناب عن ديم

وما سقاني رحيقاً بل حريق أسىً

وكان من أملي منه شفا ألمي

أبكي فتبسم مني كالغمام متى

يبكي على زهرفي الروض يبتسم

والشمس ما طلعت إلا لتنظره

وإن تغب فحياء خجلة الفهم

بكيت والشمل مجموع لخوف نوى

فكيف حالي شملي غير ملتئم؟

وكلما مت هجراً عشت من أملي

فكم أموت وكم أحيا من القدم

دمع طليق وقلب في قيود هوى

والرشد ضد بذات الضال والسلم

وقد أقام قوام القدلي حججاً

وبالعذار بدي عذري فلا تلم

وجدي عليك ونفسي في يديل وذا

قلبي لديك فنل ما شئت واحتكم

أصغي إلى العذل أجني ورد ذكرك من

ما بين شوك ملام اللايم النهم

إلى متى كل آن أنت في وله؟

يسمو وقلب بنيران العذاب رمي

ص: 158

فدع سعاد وسلمى واسع تحظ ففي

السهام سهم مصيب فاستمع كلمي

إن الحياة منام والمآل بنا

إلى انتباه وآت مثل منعدم

ونحن في سفر نمضي إلى حفر

فكل آن لنا قرب من العدم

والموت يشملنا والحشر يجمعنا

وبالتقى الفخر لا بالمال والحشم

صن بالتعفف عز النفس مجتهداً

فالنفس أعلى من الدنيا لذي الهمم

واغضض عيونك عن عيب الأنام وكن

بعيب نفسك مشغولاً عن الأمم

فإن عيبك تبدو فيه وصمته

وأنت من عيبهم خال عن الوصم

جاز المسيء بإحسان لتملكه

وكن كعود يفوح الطيب في الضرم

ومن تطلب خلا غير ذي عوج

يكن كطالب ماء من لظى الفحم

وقد سمعنا حكايات الصديق ولم

نخله إلا خيالاً كان في الحلم إن الإقامة في أرض يضام بها

والأرض واسعة ذل فلا تقم

ولا كمال بدار لا بقاء لها

فيا لها قسمة من أعدل القسم

دار حلاوتها للجاهلين بها

ومرها لذوي الألباب والهمم

أبغي الخلاص وما أخلصت في عمل

أرجو النجاة وما ناجيت في الظلم

لكن لي شافعاً ذو العرش شفعه

أرجو الخلاص به من زلة القدم

محمد المصطفى الهادي المشفع في

يوم الجزاء وخير الخلق كلهم

لولا هداه لكان الناس كلهم

كأحرف ما لها معنى من الكلم

لو لم يرد ذو المعالي جعله علماً

لم يوجد العالم الموجود من عدم

لو لم تطأ رجله فوق التراب لما

غدا طهوراً وتسهيلاً على الأمم

لو لم يكن سجل البدر المنير له

ما أثر الترب في خديه من قدم

نصرت بالرعب حتى كاد سيفك أن

يسطو بغير انسلال في رقابهم

كفاك فضل كمالات خصصت بها

أخاك حتى دعوه بارىء النسم

خليفة الله خير الخلق قاطبة

بعد النبي وباب العلم والحكم

علم الكتاب وعلم الغيب شيمته

وفي سلوني كشف الريب للفهم

والبيض في كفه سود غوائلها

حمر غلائلها تدلي على القتم

ص: 159

بيض متى ركعت في كفه سجدت

لها رؤوس هوت من قبل للصنم

ولا ألومهم أن يحسدوك وقد

علت نعالك منهم فوق هامهم

مناقب أدهشت من ليس ذا نظر

وأسمعت في الورى من كان ذا صمم

فضائل جاوزت حد المديح علىً

فكل مدح شبيه الهجو للفهم

من هاشم ليس في يتم يمت وقد

عدا عدياً فلم يدنس بلومهم

سل عنه ذا فكرة وامدحه تلق فتى

ملا المسامع والأفكار والكلم

واستخبرن خبيراً من غزا أحداً

وفي حنين تراه غير منهزم

من لم يكن بقسيم النار معتصماً

فماله من عذاب النار من عصم

من لم يكن ببني الزهراء مقتدياً

فلا نصيب له في دين جدهم

أولاد طه ونون والضحى وكذا

في هل أتى قد أتى مخصوص مدحهم

قد شرف الانس إذ هم في عدادهم

كالأرض إذ شرفت بالبيت والحرم

وإن يشاركهم الأعداء في نسب

فالتبر من حجر والمسك بعض دم

هم الولاة وهم سفن النجاة وهم

لنا الهداة إلى الجنات والنعم

نفوسهم أشرقت بالنور وانكشفت

لها حقايق ما يأتي من القدم

ومن سرى نحوهم أغناه نورهم

عن الدليل ونجم الليل في الظلم

فضايل جعلت ليل الفخار ضحى

وأخجلت كل ذي فخر وذي شيم

قد زينوا كل نظم يوصفون به

كما يزين كلام الله للكلم

عذاب قلب عذب في محبتهم

ومر ما مر بي حلو لأجلهم

رجوتهم لعظيم الهول من قدم

وهل يرجى سوى ذي الشان والعظم

يا مظهر الملة العظمى وناصرها

وأنت مهديها الهادي إلى اللقم

يا وارث العلم يرويه ويسنده

إلى جدود تعالوا في علوهم

مآثر الفخر فيكم غير خافية

والشمس أكبر أن تخفى على الأمم

أوضحتم للورى طرق الوصول كما

صيرتم العلم بين الناس كالعلم

مولاي طال المدى والله واندرست

معالم العلم والإيمان والكرم

فاسحب سحابين خيلاً فوقها أسد

تسطو ونيلاً عمياً ساكب الديم

ولا تقل قل أنصاري فناصرك

الباري ومن ينصر الرحمن لم يضم

ص: 160