الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب المرضى
مَا جَاءَ فِى كَفَّارَةِ الْمَرَضِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)
5289 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ قَالَ
ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم
كتاب المرضى
قوله (كفارة المرض) الكفارة صيغة المبالغة من الكفر وهو التغطية و (المرض) خروج الجسم عن المجرى الطبيعي ويعبر عنه بأنه حالة أو ملكة تصدر بها الأفعال عن الموضع لها غير سليمة. فإن قلت المرض ليس له كفارة بل هو كفارة للغير قلت الإضافة بيانية نحو شجر الأراك أي كفارة هي مرض أو الإضافة بمعنى في كأن المرض ظرف للكفارة أو هو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. فإن قلت: ما وجه مناسبة الآية بالكتاب إذ معناها من يعمل سيئة يجزيها يوم القيامة قلت اللفظ أعم من يوم القيامة فيتناول الجزاء في الدنيا بأن يكون مرضه عقوبة لتلك المعصية فيغفر له بسبب ذلك المرض. قوله (أبو اليمان) بفتح التحتانية وخفة الميم (الحكم) بالمفتوحتين ابن نافع الحمصي و (المصيبة) معناها اللغوي ما ينزل بالإنسان من البلاء والمكروه لكن المراد منها ههنا معناها
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَاّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا» .
5290 -
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَاّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» .
5291 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ
ــ
العرفي وهو ما ينزل به من المكروهات و (يشاكها) بالضم قال الكسائي شكت الرجل أشكوه أي أدخلت في جسده شوكة وشيك هو ما لم يسم فاعله شاك شوكاً وقال الأصمعي شاكته الشوكة إذا دخلت في جسده ويقال أشكت فلاناً إذا آذيته بالشوكة. فغن قلت: هو متعد إلى مفعول واحد فما هذا الضمير. قلت: هو من باب وصل الفعل أي يشاك بها فحذف الجار وأوصل الفعل. الطيبي. (الشوكة) مبتدأ و (يشاكها) خبر ورواية الجر ظاهرة والضمير في يشاكها مفعول الثاني، والمفعول الأول مضمر أي يشاك المسلم تلك الشوكة. قوله (زهير) مصغر الزهر ابن محمد التميمي الخراساني الشامي و (محمد بن عمرو بن حلحلة) بفتح المهملتين وإسكان اللام الأولى و (عطاء بن يسار) ضد اليمين و (أبو سعيد) اسمه سعد الخدري بسكون الدال المهملة و (النصب) التعب و (الوصب) المرض، وقيل: المرض اللازم و (الهم) مكروه يلحق الإنسان بحسب ما يقصده و (الحزن) ما يلحقه بسبب حصول مكروه في الماضي و (الأذى) ما يلحقه من تعدي الغير عليه و (الغم) ما يلحقه بحيث يعمه كأنه يضيق عليه ويثقله وهو شامل لجميع أنواع المكروهات لأنه إما بسبب يعرض للبدن أو للنفس، والأول: إما بحيث يخرج عن المجرى الطبيعي أم لا. والثاني: إما أن يلاحظ فيه التغير أم لا. ثم ذلك إما أن يظهر فيه الانقباض والاغتمام أم لا. ثم
سُفْيَانَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالأَرْزَةِ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً» . وَقَالَ زَكَرِيَّاءُ حَدَّثَنِى سَعْدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.
5292 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِىٍّ مِنْ بَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَالْفَاجِرُ كَالأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً
ــ
ذلك إما بالنظر إلى الماضي أم لا. قوله (يحيى) أي القطان و (سفيان) أي الثوري و (سعد) أي ابن إبراهيم و (الخامة) بتخفيف الميم الغضة الرطبة من النبات أول ما تنبت و (تفيثها) بالفاء، أي تميلها وتقلبها وترجعها وفاعله الريح والقرينة العادية تدل عليه، وفي بعضها جاء مصرحاً به و (الأرزة) بفتح الهمزة وبالراء ثم الزاي. الخطابي: مفتوحة الراء شجرة الصنوبر. الجوهري: بالتسكين شجر الصنوبر و (لا تزال) بفتح التاء وضمها و (الانجعاف) بالجيم والمهملة الانقلاع و (زكرياء) هو ابن أبي زائدة من الزيادة و (ابن كعب) هو عبد الله، وفي هذا الطريق روى عنه بلفظ التحديث، وفي الأول بلفظ العنعنة. قوله (محمد بن فليح) مصغر الفلح بالفاء واللام والمهملة ولؤي) بضم اللام وفتح الواو أو الهمز على القولين فيه وتشديد التحتانية و (كفاتها) أي قلبتها و (تكفأ) أي تقلب فإن قلت البلاء هو إنما يستعمل فيما يتعلق بالمؤمن فالمناسب أن يقال بالريح. قلت: الريح أيضاً بلاء بالنسبة إلى الخامة أو أراد بالبلاء ما يضر بالخامة أو لما شبه المؤمن بالخامة أثبت للمشبه به ما هو من خواص المشبه و (الصماء) أي الصلبة الكبيرة الشديدة ليست