الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب تمني المريض الموت
5320 -
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِىُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِى، وَتَوَفَّنِى إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْراً لِى» .
5321 -
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ فَقَالَ إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعاً إِلَاّ التُّرَابَ وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهْوَ يَبْنِى حَائِطاً لَهُ فَقَالَ إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُوجَرُ فِى كُلِّ شَىْءٍ يُنْفِقُهُ إِلَاّ فِى شَىْءٍ يَجْعَلُهُ فِى هَذَا التُّرَابِ.
ــ
قوله (ثابت) ضد الزائل (البناني) بضم الموحدة وخفة النون الأولى و (فاعلا) أي متمنياً وإنما نهى عن التمني لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله في أمر يضره في دنياه وينفعه في آخرته ولا يكره التمني لخوف فساد في الدين. قوله (قيس بن أبي حازم) بالمهملة والزاي البجلي بالموحدة وبالجيم و (خباب) بفتح المعجمة وشدة الموحدة الأولى (ابن الأرت) بفتح الهمزة والراء وتشديد الفوقانية الصحابي من السابقين إلى الإسلام. قوله (اكتوى) أي في بطنه. فإن قلت: جاء النهي عن الكي. قلت هذا لمن يعتقد أن الشفاء من الكي أما من اعتقد أن الله هو الشافي فلا بأس به أو ذلك للقادر على مداواة أخرى فاستعجل ولم يجعله آخر الدواء. قوله (لم تنقصهم الدنيا) أي لم تجعلهم الدنيا من أصحاب النقصان بسبب اشتغالهم بها أي لم يطلبوا الدنيا ولم يحصلوها حتى يلزم بسببه فيهم نقصان إذ الاشتغال بها اشتغال عن الآخرة قال الشاعر ما استكمل العبد من أطرافه طرفاً إلا تخونه النقصان من طرف. قوله (لدعوت به) إنما قال ذلك لأنه مرض مرضاً شديداً وطال
5322 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «لَنْ يُدْخِلَ أَحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» . قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «لَا، وَلَا أَنَا إِلَاّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا
ــ
ذلك وابتلى بجسمه ابتلاء عظيماً، ويحتمل أن يكون ذلك من غنى خاف منه. قوله (في هذا التراب) يعني البنيان وإنما أراد خباب من يبني ما يفضل عنه ولا يضطر إليه فذلك الذي لا يؤجر فيه لأنه من التكاثر الملهي لأهله لا من بني ما يكنه ولا غنى به عنه والحاصل أن الشيء في المستثنى والمستثنى منه عام مخصوص. قوله (أبو عبيدة) مصغر العبد مولى عبد الرحمن بن عوف و (يتغمدني الله) بإعجام الغين، يقال تغمده الله برحمته: أي غمره بها وستره بها وألبسه رحمته فإذا اشتملت عن شيء فغطيته فقد تغمدته إذ صار له كالغمد للسيف، وأما الاستثناء فهو منقطع. فإن قلت: كل المؤمنين لا يدخلون الجنة إلا إذا تغمدهم الله تعالى بفضله فما وجه تخصيص الذكر برسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت تغمد الله تعالى له بعينه مقطوع به أو إذا كان له بفضل الله فلغيره بالطريق الأولى أن يكون بفضله لا بعمله. فإن قلت: قال تعالى (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) قلت الباء ليست للسببية بل للإلصاق أو المصاحبة أو أورثتموها ملابسة أو مصاحبة لثواب أعمالكم واعلم أن مذهب أهل السنة أنه لا يثبت بالفعل ثواب ولا عقاب بل ثوبتهما بالشريعة حتى لو عذب الله جميع المؤمنين كان عدلاً ولو أدخلهم الجنة فهو فضل لا يجب عليه شيء وكذا لو أدخل الكافرين الجنة كان له ذلك ولكنه أخبر بأنه لا يفعل بل يغفر للمؤمن ويعذب الكافر والمعتزلة يثبتون بالفعل الثواب والعقاب ويجعلون الطاعة سبباً للثواب موجباً له وكذا المعصية سبباً للعقاب موجباً له والحديث يرد عليهم. قوله (سددوا) أي اطلبوا السداد أي الصواب وهو ما بين الإفراط والتفريط أي لا تغلوا ولا تقصروا واعملوا به وإن عجزتم عنه (فقاربوا) أي اقربوا منه، وفي بعضها قربوا أي غيركم إليه، وقيل: سددوا معناه اجعلوا أعمالكم مستقيمة (وقاربوا) أي اطلبوا قربة الله. قوله (لا يتمنى) نهى أخرج في صورة النفي للتأكيد