الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُولُ
أَلَا لَيْتَ شِعْرِى هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بَوَادٍ وَحَوْلِى إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مِجَنَّةٍ وَهَلْ تَبْدُوَنْ لِى شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَتْ عَائِشَةُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِى مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ» .
باب عيادة الصبيان
5304 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ
ــ
صباحاً و (أدنى) أي أقرب و (الشراك) بالكسر أحد سيور النعل التي تكون على وجهها و (أقلعت) بفتح الهمزة يقال أقلع المطر والحمى إذا انجلى ويريد (بواد) وادي مكة و (الأذخر) نبات مشهور و (الجليل) بفتح الجيم نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت و (مجنة) بفتح الميم والجيم وشدة النون اسم موضع على أميال من مكة وكان سوقاً في الجاهلية و (يبدون) بنون التأكيد الخفيفة أي هل يظهر و (شامة) بالمعجمة وخفة الميم. وقيل: بالموحدة بدل الميم و (طفيل) بفتح المهملة وكسر الفاء جيلان بمكة. قوله (الجحفة) بضم الجيم وإسكان المهملة موضع بين مكة والمدينة ميقات أهل الشام، وكان اسمها (مهيعة) بفتح الميم والتحتانية وتسكين الهاء وبالمهملة فأجحف السيل بأهلها فسميت جحفة. فإن قلت: كيف يتصور نقل الحمى وهي عرض. قلت: جوزه طائفة مع أن معناه أن نعدم من المدينة وتوجد في الجحفة. فإن قلت لم ما دعا بالإعدام مطلقاً. قلت: أهلها كانوا يهوداً أعداء شديدو الإيذاء للمؤمنين فدعا عليهم إرادة لخير أهل الإسلام والمراد بالمد والصاع ما يوزن بهما وهو الطعام أي القوت الذي به قوام الإنسان وخصص من بين الأوعية بهذه الأحوال الثلاث لأنها إما للبدن أو للنفس أو للخارج عنهما المحتاج إليهما فالمحبة نفسانية، والصحة بدنية، والطعام خارجي، وهذا قريب مما روى: من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه وعنده قوت يومه فكأنما صيرت له الدنيا بحذافيرها، والله أعلم بصحته.
أَخْبَرَنِى عَاصِمٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ ابْنَةً لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ وَهْوَ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَسَعْدٍ وَأُبَىٍّ نَحْسِبُ أَنَّ ابْنَتِى قَدْ حُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا السَّلَامَ وَيَقُولُ «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى فَلْتَحْتَسِبْ وَلْتَصْبِرْ» . فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِىُّ فِى حَجْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ فَفَاضَتْ عَيْنَا النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ
ــ
قال ابن بطال: فيه الدعاء بدفع المرض، والرغبة في العافية، وهذا رد على الصوفية في قولهم: الولي لا تتم له الولاية حتى يرضى بجميع ما نزل به من البلاء ولا يدعو في كشفه. قوله (أبو عثمان) هو عبد الرحمن النهدي بفتح النون وتسكين الهاء وبالمهملة و (سعد) أي ابن عبادة و (نحسب) أي يظن الراوي أن أبياً معه أي لا يجزم بمصاحبة أبي بن كعب في ذلك الوقت ويدل عليه ما سيجيء في كتاب النذور حيث قال: ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، وسعد، وأبي أو أبي على الشك بين ابن كعب. وأبي أسامة، وهو زيد بن حارثة، ويحتمل أن يكون معناه فظن الراوي أنها أرسلت أن ابنتي قد حضرت أي لا يقطع بالبنت لما تقدم في كتاب الجنائز في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت. أنها أرسلت أن ابناً لي قبض. قال ابن بطال: وهذا الحديث لم يضبطه الراوي فمرة قال ان ابنتي قد حضرت ومرة قال فرفع الصبي فأخبر مرة عن صبية وأخرى عن صبي، وفيه أن عيادة الطفل صلة لآبائه وموعظة لهم وتصبيرهم على ما نزل بهم. قوله (حضرت) بلفظ المجهول أي حضرتها الوفاة و (لتحتسب) أي لتطلب الأجر من عند الله ولتجعل الولد في حسابه لله راضية بقضائه و (لحجر) بفتح الحاء وكسرها و (النفس) بسكون الفاء و (تقعقع) أي تضطرب وتتحرك كأن لها صوتاً. وقال سعد ما هذا لأنه استغرب ذلك منه لأنه يخالف ما عهده منه من مقاومة المصيبة بالصبر. فقال: أنها أثر رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء