الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما عرفت أيضًا بجابية الجولان1.
وقد ذهب بعض المستشرقين إلى أن قصر المشتى الذي نقلت بعض أحجار جدرانه المحفورة بالصور الجميلة إلى متحف برلين، هو من القصور التي أنشأها الغساسنة، وكذلك بعض الآثار الأخرى الواقعة في البادية.
وفي "البرج" عثر على كتابة يونانية جاء فيها: "البطريق الشريف والأمير المنذر" ويدل ذلك على أنه من آثار "المنذر". أما بقية المواضع، وهي عديدة منتشرة في أماكن واسعة، فللعلماء في أصلها نظريات وآراء.
1 Ency، i، p. 1029
أمراء غساسنة:
وذكر الأخباريون أميرًا جفنيًّا دعوه "جفنة من النعمان الجفني"، قالوا إنه غزا الحيرة في أثناء ذهاب النعمان بن المنذر الذي قتله كسرى إلى البحرين، فأصاب في الحيرة ما أحب. وذكروا أنه هو الذي عناه عدي بن زيد العبادي في قصيدة مطلعها:
سَما صَقرٌ فأشعل جانِبَيها
…
وَألهاكَ المُرَوَّحُ وَالغَريبُ1
وذكر "أبو حنيفة الدينوري" اسم رجل من غسان، دعاه "خالد بن جبلة الغساني"، قال عنه:"قالوا: وإن خالد بن جبلة الغساني غزا النعمان بن المنذر، وهو المنذر الأخير، وكانا منذرين. ونُعمانين، فالمنذر الأول هو الذي قام بأمر بهرام جور، والمنذر الثاني الذي كان في زمان كسرى أنو شروان، وكان عمال كسرى على تخوم أرض العرب، فقتل من أصحاب المنذر مقتلة عظيمة، واستاق إبل المنذر وخيله، فكتب المنذر إلى كسرى أنو شروان يخبره بما ارتكبه منه خالد بن جبلة"2. وقد ذكره في موضع آخر، في أثناء كلامه على ذهاب "كسرى" إلى قيصر، إذ قال: "وسار كسرى حتى. انتهى إلى اليرموك، فخرج إليه خالد بن جبلة الغساني فقراه، ووجه معه خيلًا حتى بلغ قيصر"3.
1 الأغاني "2/ 117 وما بعدها"، "طبعة دار الكتب".
2 الأخبار الطوال "ص68".
3 الأخبار الطوال "ص91".
وقد مدح حسان بن ثابت الأنصاري أميرين من أمراء غسان، هما: عمرو وحجر. وقد ذكر أنهما ملكا من "جبل الثلج" حتى جانبي "أيلة"، وأنهما غزوا أرض فارس1. ويرى "نولدكه" احتمال كون حجر هذا هو أحد أبناء النعمان الذي كُنِّي بأبي حجر2.
وقد ذهب بعض الأخباريين إلى أن عمرًا المذكور في هذه الأبيات هو عمرو بن عدي بن حجر بن الحارث. وأما حجر، فهو حجر بن النعمان بن الحارث بن أبي شمر3. والذي يتبين من هذه القصيدة أن الملكين المذكورين حكما في زمن واحد، وغزوا مشتركين أرض فارس، ويقتضي ذلك أن يكونا قريبين، كأن يكونا أبًا أو ابنًا. أو أخوين، أو أن كل واحد منهما كان يحكم فرعًا من فروع غسان، وذلك بعد تصدع أمر غسان وانقسامهم إلى جملة "مشيخات".
ويرى "ابن الأثير" أن: أبا جبيلة عبيد بن مالك بن سالم، وهو ملك من ملوك غسان على رواية بعض الأخباريين، لم يكن من آل غسان، وإنما كان من "بني غضب بن جشم بن الخزرج"، ذهب إلى غسان فصار عظيمًا عند ملكهم، مطاعًا بينهم، وإليه ذهب "مالك بن العجلان الخزرجي" مستجيرًا به من يهود يثرب، فأنجده وسار معه حتى أوقع في اليهود، ثم رجع عائدًا إلى غسان4.
ولعل "أبا جبيلة الغساني" الذي ذهب إليه الشاعر الجاهلي "الرمق بن زيد بن غنم"5، هو هذا الملك الذي نتحدث عنه.
ويتبين من شعر للأعشى ميمون بن قيس أنه زار الغساسنة، وصحب ملوكهم في ديار الشأم6، واتصل بهم، وقد خاطب أحدهم بقوله:"إليك ابن جفنة"7، غير أنه لم يذكر اسمه.
1
من يغر الدهر أو يأمنه
…
من قبيل بعد عمرو وحجر
ملكا من جبل الثلج إلى
…
جانبي أيلة من عبد وحر
الأغاني "3/ 16"، "طبعة دار الكتب المصرية"، البرقوقي "ص205".
2 غسان "ص44".
3 الأغاني "3/ 16"، "طبعة دار الكتب المصرية".
4 الكامل، لابن الأثير "1/ 276".
5 البيان "1/ 238".
وصحبنا من آل جفنة أملاكًا
…
كرامًا بالشام ذات الرفيف
ديوان الأعشى "ص315"، "طبعة الدكتور م. محمد حسنين"، "ص211"، "طبعة كاير""geyer"، القصيدة رقم 63، البيت 13.
7
إليك ابن جفنة من شقة
…
دأبت السرى وحسرت القلوصا
القصيدة 31، البيت العاشر، ديوان الأعشى "ص207"، "طبعة م. محمد حسنين"، "139"، "طبعة كاير""Geyer"