المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌همدان وصنعاء ومأرب: - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ٦

[جواد علي]

الفصل: ‌همدان وصنعاء ومأرب:

ناحية ملكوا عليهم رجلًا من حمير، فكانوا "ملوك الطوائف"1 فكان على حمير عند مبعث رسول الله سادات نعتوا أنفسهم بنعوت الملوك، من بينهم "الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر وزرعة ذو يزن بن مالك بن مرة الرهاوي" وقد أرسلوا إلى الرسول مبعوثًا عنهم يخبره برغبتهم في الدخول في الإسلام، وصل إليه مقفلة من أرض الروم، ثم لقيه بالمدينة وأخبره بإسلامهم وبمفارقتهم الشرك، فكتب إليهم رسول الله كتابًا يشرح فيه ما لهم وما عليهم من واجبات وحقوق2.

1 المعارف "278".

2 "قدوم رسول ملوك حمير على رسول الله بكتابهم"، الطبري "3/120""دار المعارف".

ص: 221

‌همدان وصنعاء ومأرب:

وكانت همدان عند مبعث الرسول، مستقلة في إدارة شئونها، وقد أسلمت كلها في يوم واحد على يد علي بن أبي طالب1.

ولقد صارت "صنعاء" عاصمة لحكام اليمن منذ عهد الحبش حتى هذا اليوم، أما "مأرب" فقد صارت مدينة ثانوية، بل دون هذه الدرجة، وأفل كذلك شأن ظفار، وسائر المواضع التي كان لها شأن يذكر في عهد استقلال اليمن وفي عهد الوثنية، ويرجع بعض أهل الأخبار بناء صنعاء إلى "سام بن نوح"، وزعموا أنها أول مدينة بنيت باليمن، وأن قصر "غمدان" كان أحد البيوت السبعة التي بنيت على اسم الكواكب السبعة، بناه "الضحاك" على اسم الزهرة. وكان الناس يقصدونه إلى أيام "عثمان" فهدمه، فصار موضعه تلًّا عظيمًا2.

1 الطبري "3/ 132"، "دار المعارف".

2 صبح الأعشى "5/ 39 وما بعدها"، "وكان الضحاك بناه على اسم الزهرة، وخربه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فهو في وقتنا هذا -وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة- خراب قد هدم فصار تلًّا عظيمًا، وقد كان الوزير علي بن عيسى الجراح، حين نفي إلى اليمن وصار إلى صنعاء، بنى فيه سقاية وحفر فيه بئرًا. ورأيت غمدان ردما وتلًّا عظيمًا قد انهدم بنيانه، وصار جبل تراب كأنه لم يكن"، "وقد قيل إن ملوك اليمن كانوا إذا قعدوا في أعلى البنيان بالليل واشتعلت الشموع، رأى الناس ذلك من مسيرة ثلاثة أيام"، مروج "2/ 229 وما بعدها"، "والبناء القائم مكانه يدعى باسمه ويختصر في صنعاء، فيقولون: القصر، وفيه معمل للخرطوش"، مصطفى مراد الدباغ، الجزيرة العربية "1/ 284".

ص: 221