الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر
(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشّيخ)
227/ 1 - (إذا أنا مِتُّ، فلا تنُوحُوا عليَّ، فإِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يُنَحْ عليه، ولا تتبعوني بِمِجْمَرٍ، وإذا وضعتُمُوني على سَرِيري، فأسرعوا بي، فإنَّ المؤمنَ إذا وُضِعَ على سريره، يقول: أسرعوا بي، أسرعوا بي. وإذا وُضِعَ الكافرُ على سَرِيره، يقول: يا ويلتِي! أين تذهبون بي؟).
(رواه محمّد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة، قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه:
…
فذكره).
(هذا حديثٌ صحيحٌ)(س، حم، طي، ابن سعد، حب، طح معاني، هق)(حديثٌ الوزير / 252 - 252 ح 82).
228/ 2 - (إذا وُضِعَ المؤمنُ على سريره يقول: قَدِّمُوني قَدِّمُوني، وإذا وُضِعَ الكافرُ على سريره يقول: يا ويلتاهُ! أين تذهبون بي؟).
(ابنُ أبي ذئب، عن سعيدٍ المقبري، عن عبد الرّحمن بن مهران، أن أبا هريرة رضي الله عنه أوصى عند موته: ألا تضربوا على قبري فُسطاطًا، ولا تتبعوني بمجمرٍ، وأسرعوا بي، أسرعوا بي، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إذا وُضِعَ المؤمنُ
…
الحديث).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال ابنُ حبّان 7/ 379: روى هذا الخبر سعيدٌ المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري؟ وعن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة؛ فالطريقان جميعًا محفوظان. اهـ)(س، حم، طي، ابن سعد، حب، طح معاني، هق)(حديث الوزير / 252).
229/ 3 - (إذا وُضِعَ الميِّتُ في قبرِهِ، فإنَّهُ يسمعُ خَفقَ نعَالِهم حين يُولُّون عنه، قال: فإِنْ كان مُؤمِنًا كانت الصلاةُ عند رأسهَ، وكان الصيامُ عن يمينه، وكانت الزَّكاة عن يساره، وكان فِعلُ الخيراتِ من الصَّدقة والصلة والمعروفُ والإحسانُ إلى النَّاس عند رجليه، فيُؤْتَى من قبل رأسه فتقول الصّلاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من يساره فتقول الزَّكاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فتقول فِعلُ الخيرات من الصَّدقة والمعروف والإحسان إلى النَّاس: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اجلس، فيجلسُ، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ فيقولُ: دعوني حتّى أصلي، قالوا: إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه قال: عمَّ تسألوني؟ قالوا: ما تقولُ في محمّد، هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، أيُّ رجلٍ هو، وماذا تقول فيه، وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أشهد أنَّهُ رسولُ الله، إنَّه جاء بالحق من عند الله -عَزَّوَجَلَّ-، فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك مِتَّ، وعلى ذلك تُبعَثُ إن شاء الله، ثمّ يفتحُ له بابٌ من أبواب الجنة،
فيُقالُ له: ذاك مقعَدُك فيها، وما أعد الله لك فيها، ويزدادُ غِبطةً وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النار فيقالُ له: ذلك مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ثمّ يُفسحُ له في قبره سبعون ذِراعًا، ويُنَوَّرُ له، ويُعاد الجسدُ كما بدء، وتجعلُ نسمتُهُ في النُّسمِ الطيبة، وهو طيرٌ يعلَقُ في شجر الجنَّة -فسمعتُ عُمر بنَ الحكم بنِ ثوبان، قال: فينام نومةَ العروس، لا يُوقِظهُ إلا أحبُّ أهله إليه حتّى يبعتهُ الله، قال: عاد إلى حديث أبي هريرة- قال: فقال أبو هريرة في حديثه في قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27]، قال: فإن كان كافرًا أُتِيَ من قبل رأسه فلم يوجد شيءٌ، ثمّ أُتِيَ عن يمينه فلا ير شيئًا، ثمّ أُتِيَ عن يساره فلم يوجد شيءٌ، ثمّ أُتِيَ من قبل رجليه فلم يوجد شيءٌ، فيقال له: اجلس، فيجلسُ خائفًا مرعُوبًا، فيقال له: ما رأيك في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، أيُّ رجلٍ هو، وماذا تشهد له؟ فيقول: أيُّ رجلٍ؟ فيقال: محمّد صلى الله عليه وسلم، فيقول: ما أدري، سمعتُ الناسَ قالوا قولًا، فقلت كما قال النَّاس، فيقال: على ذلك حَيِيتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله. قال: ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النار،
فيقال له: هذا مقعَدُكَ من النار وما أعد الله لك، فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال: ذلك كان مقعدك من الجنَّة وما أعد الله لك فيها لو أطعتَهُ، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، ثمّ يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ حتّى تختلفَ أضلاعُهُ، قال أبو هريرة: فذلك قوله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]).
(رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء -وهذا حديثه-، ومعتمر بنُ سليمان، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن محمّد بن عَمرو بهذا التمام إلا حماد بنُ سلمة، تفرد به أبو عُمر الضرير. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد بطوله حماد بنُ سلمة، فتابعه سعيد بنُ عامر
…
قال الحاكمُ: وحديث سعيد بن عامر أتمُّ من حديثٌ حماد ابن سلمة. وتابعه أيضًا: عبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بن سليمان، وعبدة ابن سليمان. ورواه يزيد بنُ هارون، وجعفر بنُ سليمان، كلاهما عن محمّد بن عَمرو بهذا الإسناد موقوفًا. وله حكمُ المرفوع كما لا يخفى.
والله أعلم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر فيما يأتي سياق حديثٌ: سعيد ابن عامر ومعتمر بن سليمان) (تقدم تخريجه، برقم 220)(تنبيه 12 / رقم 2428؛ صحيح القصص 63 / - 64؛ البعث / 34).
230/ 4 - (إذا وُضِعت الجنازةُ واحتملها الرِّجالُ على أعناقِهِم، فإن كانت صالحة قالت: قَدِّمُوني، وإن كانت غير صالحة، قالت: يا
ويلها! أين يذهبون بها؟ يسمعُ صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصُعِق).
(رواه: اللَّيث بنُ سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وقال ابنُ حبّان 7/ 379: روى هذا الخبر سعيدٌ المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري؛ وعن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة؛ فالطريقان جميعًا محفوظان. اهـ)(خ، س، حم، حب، هق، بغ)(حديث الوزير / 252).
231/ 5 - (اغسلوهُ بماءٍ وسدرٍ، وكفِّنوهُ في ثوبَيه، ولا تحنطوه، ولا تُغَطُّوا وجهَه فإنَّه يُبعثُ يوم القيامة يلبّي. وفي لفظ: ولا تُغَطُّوا رأسَهُ. ولفظ: ولا تُخَمِّروا رأسَهُ. ولفظ: لا تُخَمِّروا وجهه ولا رأسَهُ. ولفظ: كفِّنُوهُ في ثوبين خارج رأسه).
(عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: وقصت رجلًا محرمًا ناقتُهُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
وذكر الحديث). (خ، م، عو، نعيم، د، س، جا، حب، طب كبير، طب أوسط، قط، هق)(تنبيه 12 / رقم 2384)
232/ 6 - (إنَّ الميِّتَ إذا وُضِعَ في قبره إنَّه يسمعُ خَفقَ نِعَالِهم حين يُوَلوُّنَ عنه، فإنْ كان مؤمنًا كانت الصلاةُ عند رأسه، وكان الصيامُ عن يمينه، وكانت الزَّكاة عن كاله، وكان فعلُ الخيرات من الصَّدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيُؤتَى من قِبَلِ
رأسه فتقول الصّلاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى عن يمينه، فيقول الصِّيام: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فتقول فعلُ الخيرات من الصَّدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى النَّاس: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مُثِّلَتْ له الشّمس وقد أُدْنِيَتْ للغروب، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتّى أُصَلِّي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرني عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمّد أشهد أنّه رسول الله، وأنّه جاء بالحق من عند الله. فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها، فيزدادُ غِبطَة وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار، فيقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزدادُ غبظةً وسرورًا، ثمّ يفسح له في قبره سبعون ذِراعًا، ويُنَوَّرُ له فيه، ويُعَادُ الجسد لما بَدَأَ منه، فتجعلُ نسمتُهُ في النَّسَمِ الطيب وهي طيرٌ يعلقُ في شجر الجنَّة، قال: فذلك قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] قال: وإِنَّ الكافرَ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسه لم يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن يمينه فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن شماله فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيءٌ، فيقال له: اجلس، فيجلس خائفًا مرعوبًا، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أيُّ رجلٍ؟ فيقال: الّذي كان فيكم، فلا يهتدي لاسمه حتّى يُقالُ له: محمّد، فيقول: ما أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار، فيقال له: هذا مقعدك من النّار، وما أعد الله لك فيها، فيزداد حسرةً وثبورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال له: ذلك مقعدك من الجنَّة، وما أعد الله لك فيها لو أطعته، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، ثمّ يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ، حتّى تختلف فيه أضلاعُهُ، فتلك المعيشةُ الضَّنْكَةُ التي قال الله:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]).
(رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر ابنُ سليمان -وهذا حديثه-، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عَمرو ابن
علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: .. فذكره.
زاد الطبرانيُّ في "الأوسط": قال أبو عُمر -يعني الضرير-: قلتُ لحماد بن سلمة: كان هذا مِنْ أهلِ القبلة؟ قال: نعم. قال أبو عُمر: كان شهد بهذه الشّهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه، كان يسمعُ الناسّ يقولونَ شيئًا، فيقوله).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن محمّد بن عَمرو بهذا التمام إلا حماد بنُ سلمة، تفرد به أبو عُمر الضرير. انتهى.
قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد بطوله حماد بنُ سلمة، فتابعه سعيد بنُ عامر .. قال الحاكمُ: وحديث سعيد بن عامر أتمُّ من حديثٌ حماد بن سلمة.
وتابعه أيضًا: عبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بن سليمان، وعبدة بن سليمان. ورواه يزيد بنُ هارون، وجعفر بنُ سليمان، كلاهما عن محمد بن عَمرو بهذا الإسناد، موقوفًا. وله حكمُ المرفوع كما لا يخفى. والله أعلم.
قال أبو عَمرو: تقدّم سياق حديث: عبد الوهاب بن عطاء؛ وانظر سياق حديث: سعيد بن عامر فيما يأتي) (تقدّم تخريجه برقم 220)(تنبيه 12 / رقم 2428؛ صحيح القصص / 63 - 64؛ البعث / 33 - 34).
233/ 7 - (إِنَّ المَيِّتَ يسمعُ خَفقَ نِعَالِهم إذا ولَّوا مُدْبِرين، فإِنْ كان مُؤمِنًا كانت الصلاةُ عند رأسه، وكان الصومُ عن يمينه، وكانت الزكاةُ عن يساره، وكان فِعْلُ الخيرات من الصَّدقة والصلاة والصلة والمعروفُ والإحسانُ إلى الناسِ عند رجليه، فيُؤْتَى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصّلاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ويؤتى من عن يمينه، فيقول الصوم:
ما قبلي مدخلٌ، ويؤتى من عن يساره، فتقول الزَّكاة: ما قبلي مدخلٌ، ويؤتى من قبل رجليه، فيقول فعلُ الخيرات: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اقعد، فيقعد، وتَمَثَّلُ له الشّمسُ قد دَنَت للغروب، فيقال له: ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم وما تشهد به؟ فيقول: دعوني أصلي، فيقولون: إنك ستفعل ولكن أخبرنا عما نسألك عنه، قال: وعَمَّ تسألوني عنه؟ فيقولون: أخبرنا ما نسألك عنه، فيقول: دعوني أصلّي، فيقولون: إنك ستفعل ولكن أخبرنا عما نسألك عنه، قال: وعمَّ تسألوني؟ فيقولون: أخبرنا ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، وما تشهد به عليه؟ فيقول: محمدا أشهد أنّه عبدُ الله، وأنّه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تُبعَثُ إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من قِبَلِ النّار، فيقال له: انظر إلى منزِلِكَ وإلى ما أعد الله لك لو عَصيتَ فيزدادُ. غبطةً وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من قِبَلِ الجنَّة، فيقال له: انظر إلى منزلك وإلى ما أعد الله لك فيزداد غبطةً وسرورًا، وذلك قول الله تبارك وتعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قال: وقال أبو الحكم، عن أبي هريرة: فيقال له: "ارقُد
رقدَةَ العروسِ الّذي لا يُوقِظه إلا أعزُّ أهله إليه أو أحبُّ أهله إليه". ثمّ رجع إلى حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: وإِنْ كان كافرًا أُتِيَ من قِبَلِ رأسه فلا يوجد شيءٌ، ويؤتى عن يمينه فلا يوجد شيء، ثمّ يؤتى عن يساره فلا يوجد شيء، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيقال له: اقعد، فيقعد خائفًا مرعوبًا، فيقال له: ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أي رجل؟ فيقولون: الرَّجل الّذي كان فيكم، قال: فلا يهتدي له، قال فيقولون: محمّد، فيقول: سمعت الناسَ قالوا، فقلت كما قالوا، فيقولون: على ذلك حييتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من قبل الجنَّة فيقال له: انظر إلى منزِلِكَ وإلى ما أعد الله لك لو كنت أطعتَهُ، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، قال: ثمّ يضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه، قال: وذلك قوله تبارك وتعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]).
(رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر -وهذا حديثه-، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بنُ سليمان، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عَمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. فذكره).
(صحيحٌ)(تقدم تخريجه، وبيان مواضعه في كتب الشيخ، برقم 220). (1)
234/ 8 - (أيما مسلم يشهد له أربعةٌ بخيرٍ، إلا أدخله الله الجنة. قال: قلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة". قال: فقلنا: "واثنان". قال: "واثنان". ولم نسأله عن الواحد).
(رواه: داود بنُ أبي الفرات، قال: حدثني عبد الله بنُ بُرَيدة، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: أتيتُ المدينةَ وقد وقع بها مرضٌ، فهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلستُ إلى عُمر بنِ الخطاب، فمرَّت به جنازةٌ، فَأُثنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عُمر: وجبت. ثم مر بأخرى، فَأُثنِيَ على صاحبها شرًّا، فقال عُمر: وجبت. قال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. وذكره).
(خ، س، ت، حم، يع، حب، هق، بغ، كر)(حديث الوزير / 81).
235/ 9 - (عليكم بالثِّيابِ البَيَاضِ، فَلْيَلبِسْها أحياؤُكُم، وكفّنوا فيها موتاكم).
(ورد عن جماعة من الصحابة، منهم: ابن عباس، وسمرة بن جندب، وابن عمر، وعائشة، وأنس، وعمران بن حصين، وأبو الدرداء رضي الله عنهم. (هذا حديثٌ صحيحٌ) (الأمراض / 100 ح 38؛ جنة المرتاب / 347 - 363؛ غوث
(1) قال أبو عَمرو غفر الله له: تقدم في هذا الباب سياق حديث: (عبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان)؛ أمَّا سياق حديث (حماد بن سلمة) لقد تقدم في أبواب: التفسير وفضائل القرآن، وقد خرَّجتُ شاهدًا من حديث (أنس بن مالك) لهذا الحديث بالجزء الثاني من المنيحة أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر. والحمد لله رب العالمين.
2/ 125 ح 523؛ التسلية / ح 43؛ تنبيه / ص 107 رقم 87؛ تنبيه 1 / رقم 87؛ تنبيه 7 / رقم 1680).
236/ 10 - (لَقِّنُوا موتَاكُم: لا إله إلا الله).
(رواه: عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا).
(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ. اهـ. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة رضي الله عنهم)(م، د، س، ت، ق، حم، ش، حب، طب دعاء، السهمي، نعيم حلية، هق، بغ)(حديث الوزير / 212؛ تنبيه 6 / رقم 1605).
237/ 11 - (لَقِّنُوا موتَاكُم: لا إله إلا الله، مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه).
(رواه: محمد بنُ إسماعيل الفارسيّ، قال: ثنا الثوريّ، عن منصور، عن هلال ابن يساف، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (وهذا سندٌ حسنٌ. ورجاله رجال الصحيح إلا محمد بن إسماعيل الفارسيّ، فذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: يُغرب. اهـ. وقد توبع على آخر الحديث. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة رضي الله عنهم)(حب، طب دعاء)(حديث الوزير / 215؛ تنبيه 6 / رقم 1530).
238/ 12 - (مَنْ قال لا إله إلا الله، نفعتهُ يومًا من دَهْرِه، أصابه قبل ذلك ما أصابه. وفي رواية: "أنجته").
(رواه عيسى بنُ يونُس، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف،
عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، به). (هذا حديثٌ حسنٌ. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة رضي الله عنهم) (البزار، ابن الأعرابي، نعيم حلية، هق شعب، هق صفات، خط موضح)(حديث الوزير / 215، تنبيه 6 / رقم 1530).
239/ 13 - (مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
(رواه: صالح بنُ أبي عريب، عن كثير بن مرَّة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا.
وفيه قصة رواها أبو جعفر التستري -ورَّاق أبي زرعة-، قال: حضرتُ أبا زرعة -وهو في السَّوْقِ- وعنده أبو حاتم، ومحمد بنُ مسلم بنِ وارة، والمنذر بن شاذان، وجماعةٌ من العلماء، فذكروا حديثَ التلقين، واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه التوحيد، فقالوا: تعالوا نذكرُ الحديثَ. فقال أبو عبد الله محمد بنُ مسلم: ثنا الضحاك بنُ مخلد أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول:"ابن ابن" ولم يجاوز. وقال أبو حاتم: ثنا بندار، قال: ثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز. والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة وهو في السَّوْقِ: ثنا بندار: ثنا أبو عاصم: نا عبد الحميد بنُ جعفر، عن ابن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بنِ جبل مرفوعًا:"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". وتُوفي أبو زرعة رحمه الله.
وحدَّثَ به ابنُ البناء في "فضل التهليل وثوابه الجزيل"(رقم 49)، من رواية محمد ابنِ مسلم بنِ وارة، قال: حضرتُ مع أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي عند أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي -وهو في النَّزْع-، فقلتُ لأبي حاتم: تعال حتى نلقنه الشهادة، فقال أبو حاتم: إني لأستحيى من أبي زرعة أن ألقنه الشهادة، ولكن تعال نتذاكرُ الحديث، فلعله إذا سمعه يقولُ. قال محمد بنُ مسلم: فبدأتُ،
فقلتُ: حدثنا أبو عاصم النبيل، قال: ثنا عبد الحميد بنُ جعفر، فارتَجَّ عليَّ الحديث حتى كأني ما سمعتُهُ ولا قرأتُهُ. فبدأ أبو حاتم، فقال: حدثنا محمد بنُ بشار، قال: ثنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر، فارتج عليه حتى كأنه ما قرأه ولا سمعه.
فبدأ أبو زرعة، وقال:
…
وساق ما تقدم من السند مرفوعًا: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله" وخرجت روحُهُ مع الهاء من قبل أن يقول "دخل الجنة".
اهـ. رحمة الله على أبي زرعة، وألحقنا الله وإياه بالصالحين).
(هذه القصة صحيحةٌ)(الخليلي، ك معرفة، هق شعب، خط، كر، الشجري، ابن البناء)(التوحيد / شعبان / 1421 هـ؛ حديث الوزير / 214 - 215، تنبيه 6 / رقم 1530).