الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك
(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ)
265/ 1 - (احتجم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من طريق مكَّةَ على رأسهِ، وهو محرمٌ).
(عن ابن عباس رضي الله عنهما). (حديثٌ صحيحٌ)(خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، حمي، ش، ابن سعد، شفع، جا، خز، حب، طب كبير، قط، يع، هق، بغ)(الأمراض / 106 ح 43).
266/ 2 - (أفاض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة، ورديفه أسامة
…
).
(عن ابن عباس رضي الله عنهما). (حديثٌ صحيحٌ)(خ، م، د، س، مي، حم)(رسالتان / 15).
267/ 3 - (الحَجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ، والعُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كفارةٌ).
(رواه: سُمَيّ مولى أبي بكر بنِ عبد الرحمن بنِ الحارث بنِ هشام المخزومي، عن أبي صالح السمان ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا به).
(حديثٌ صحيحٌ) (خ، خ كبير، م، س، ت، ق، مي، حم، ط، حمي، طي،
جا، حب، خز، يع، طب أوسط، هق، خط، بغ) (حديث الوزير / 235 - 236 ح 74).
268/ 4 - (السَّرَوايلُ لِمَنْ لم يجد الإزارَ والخُفَّانِ لمن لم يجد النَّعْلَينِ).
(عن عَمرو بنِ دينار، عن جابر بنِ زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، وهو يقول: .. الحديث).
(حديث صحيح)(خ، م، د، س، ت، ق، مي، خز، حم، طي، قط، هق بغ)(غوث 2/ 59 - 60 ح 417، كتاب المنتقى / 162 / ح 458؛ تنبيه 5 / رقم 1317؛ التوحيد / رجب / 1422 هـ).
269/ 5 - (العُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كفارةٌ لما بينهما، والحَجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ).
(أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ)(تقدم تخريجه برقم 267)(حديث الوزير / 236).
270/ 6 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرمٌ في رأسه، مِنْ داءٍ كان به).
(عن ابن عباس رضي الله عنهما). (خ، د)(الأمراض / 111).
271/ 7 - (أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة، وهو مُحْرمٌ).
(رواه: عَمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، أنَّ ابنَ عباس أخبره بهذا.
زاد ابنُ نمير: فحدَّثتُ به الزهريَّ، فقال: أخبرني يزيد بنُ الأصم، أنه نكحها
وهو حلالٌ).
(صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث: عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهما).
(خ، م، ك)(تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 4 / رقم 1140؛ تنبيه 12 / رقم 2483).
272/ 8 - (أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حجَّ ثلاثَ حِجَجٍ، حَجَّتين قبل أنْ يُهاجِر وحجَّة بعد ما هاجر، ومعها عُمرة، فساق ثلاثة وستين بدنة، وجاء عليٌّ مِنَ اليمن ببقيتها، فيها جملٌ لأبي جهل، في أنفة برة من فضة، فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة، وشرب من مرقها).
(رواه: سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به).
(صحيحٌ)(ت، ق، قط، ك، هق دلائل)(حديث الوزير / 178 - 179).
273/ 9 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لقي ركبًا بالروحاء. فقال: "مَن القومُ؟ " قالوا: المسلمون، فقالوا: مَنْ أنت؟ قال: "رسولُ الله"، فرفعت إليه امرأةٌ صبيًّا، فقالت: ألهذا حجٌّ؟ قال: "نعم، ولك أجرٌ" وهذا سياق مسلم. الروحاء: هو مكان على ستة وثلاثين ميلًا من المدينة).
(كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهم به).
(هذا حديثٌ صحيحٌ) (ط، م، د، س، شفع، حم، حمي، خز، حب، طح
معاني، جا، ابن نجيد، أبو محمد الجوهري، طب كبير، هق، أبو عثمان البحيري، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1419 هـ؛ الفوائد / ح 16).
274/ 10 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نكح، وهو مُحْرمٌ).
(قال الحميديُّ: ثنا سفيان، عن عَمرو بن دينار: أخبرني أبو الشعثاء جابر بنُ زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال عَمرو: قد ذكرتُهُ للزهري، ثم قال: يا عَمرو مَنْ تراها؟ قلتُ: يقولون: ميمونة، فقال ابنُ شهاب: أخبرني يزيد ابنُ الأصم، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلالٌ. فقال عَمرو لابن شهاب: تجعل أعرابيا يبول على عقبيه مثلَ ابنِ عباس؟ فقال ابنُ شهاب: هي خالتُهُ، فقال عَمرو: هي خالةُ ابنِ عباسٍ أيضًا).
(صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما (تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 271).
275/ 11 - (إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مكثَ تِسْعَ سنينَ لم يَحُج، ثم أَذَّنَ في الناس في العاشرة، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ، فقدم المدينة بشرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمسُ أنْ يأتمَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ويعمَلَ مِثلَ عَملِهِ، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحُلَيفَةَ، فولدت أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ: محمد بنَ أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنعُ؟ قال: "اغتسلي، واستَثْفِري بثوب وأحرمي: فصلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القَصْواءَ، حتى إذا استوت به ناقته على البَيدَاءِ، نظرتُ إلى مَدِّ بصري بين يديه، مِنْ راكبٍ وماشٍ، وعن يمينه مثلُ ذلك، وعن
يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أظهُرِنَا، وعليه ينزلُ القرآن، وهو يعرفُ تأويلَهُ، وما عَمِلَ به مِنْ شيءٍ عَمِلْنَا به، فأهلَّ بالتوحيد "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك"، وأهلَّ النَّاسُ بهذا الذي يُهِلُّونَ به، فلم يَرُدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئًا منه، ولَزِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تلبيتَهُ، قال جابر صلى الله عليه وسلم: لسنا نَنْوِي إلا الحَجَّ، لسنا نعرفُ العُمْرَةَ، حتى إذا أتينا البيتَ معه، استلمَ الرُّكْنَ، فَرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذَ إلى مقامِ إبراهيم عليه السلام، فقرأ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فجعلَ المَقَامَ بينه وبين البيت، فكان أبي يقول:(ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم): كان يقرأُ في الركعتين قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون، ثم رجع إلى الرُّكْنِ فاستلمه، ثم خرج مِنَ الباب إلى الصَّفَا، فلما دنا مِنَ الصفا قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] "أبدأُ بما بَدَأَ الله به"، فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ، فوحَّدَ الله وكبَّره، وقال:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجزَ وَعْدَهُ، ونصرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزابَ وحده"، ثم دعا بين ذلك، قال مِثلَ
هذا ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ، حتى إذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صَعِدَتَا مَشَى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخرُ طوافِهِ على المروة، فقال:"لو أَنِّي استقبلتُ مِنْ أَمْرِي ما استدبرتُ لم أَسُقْ الهَدْيّ، وجعلتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كانَ منكم ليس معه هديٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَة". فقام سُرَاقة بنُ مالك بنِ جُعْشُم، فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فَشَبَّك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدةً في الأخرى، وقال:"دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ" مرتين "لا بَلْ لأبَدِ أَبَدٍ" وقَدِمَ عليٌّ مِنَ اليمن بِبُدْنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمةَ رضي الله عنها مِمَّنْ حَلَّ، ولَبِسَتْ ثيابًا صَبِيغًا؟ واكتحلتْ، فأنكرَ ذلكَ عليها، فقالت: إِنَّ أبي أمرني بهذا، قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مُحَرِّشًا على فاطمة، للذي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيما ذَكَرَتْ عنه، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أنكرتُ ذلكَ عليها، فقال:"صَدَقَتْ صدقت، ماذا قُلتَ حين فرضتَ الحَجَّ؟ " قال قلت: اللهم إنِّي أُهِلُّ بما أَهَلَّ به رسولُك، قال:"فإنَّ مَعِيَ الهَدْيَ فلا تَحِلُّ" قال: فكان جماعةُ الهَدْيِ الذي قَدِمَ به عليٌّ مِنَ اليمن والذي أتي به النبيُّ صلى الله عليه وسلم مائةً، قال: فَحَلَّ الناسُ كلُّهم وقَصَّرُوا، إلا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومَنْ كان معه هَدْيٌ، فلما كان يومُ التَّرْوِيَةِ توجُّهُوا إلى مِنَى، فأهَلُّوا بالحَجِّ، ورَكِبَ رسولُ
الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى بها الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثم مَكَثَ قليلًا حتى طلعتِ الشمسُ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ له بِنَمِرَةَ، فسارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا تَشُكُّ قريشٌ إلا أَنَّهُ واقفٌ عند المَشْعَرِ الحرامِ، كما كانت قريشٌ تصنعُ في الجاهليةِ، فأجازَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عَرَفَةَ، فوجد القُبَّةَ قد ضُرِبتْ له بِنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغتِ الشمسُ أمرَ بالقصواء، فَرُحِلَتْ له، فأتى بطنَ الوادي، فخطب الناس، وقال:"إِنَّ دماءَكم وأموالَكُم حرامٌ عليكم، كَحُرْمَةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كلُّ شيءٍ مِنْ أمرِ الجاهليةِ تحتَ قَدَمَيَّ موضوعٌ، ودِمَاءُ الجاهليةِ موضوعةٌ، وإنَّ أَوَّلَ دَمٍ أضعُ مِنْ دمائِنَا دَمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ، كان مُستَرْضِعًا في بني سعدٍ فقَتَلَتْهُ هُذَيلٌ، ورِبَا الجاهليةِ موضوعٌ، وأوَّلُ ربًا أضعُ رِبَانَا، رِبَا عباس بنِ عبد المطلب، فإنَّهُ موضوعٌ كُلُّهُ، فاتقوا الله في النِّساءِ، فإنَّكم أخذتُمُوهُنَّ بأمانِ الله، واستحللتم فُرُوجَهُن بكلمة الله، ولكم عليهنَّ أنْ لا يُوطِئنَ فُرُشَكُم أحدًا تكرهُونَه، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فاضربوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهن عليكم رِزقُهُنَّ، وكسوتهنَّ بالمعروف، وقد تركتُ فيكُم ما لَنْ تَضِلُّوا بعده إِنِ اعتَصَمتُم به: كتاب الله؛ وأنتم تُسْأَلُونَ عَنِّي فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلَّغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فقال بإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يرفَعُهَا إلى السماءِ
وَيَنْكُتُهَا إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد" ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم أذَّنَ ثم أقام فصلَّى الظهر، ثم أقام فصلَّى العصر، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، ثم رَكِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعلَ بطنَ ناقته القصواء إلى الصَخَرَاتِ، وجعلَ حَبْلَ المُشَاةِ بين يديه، واستقبل القِبْلَةَ، فلم يزل واقفًا حتى غربتِ الشمسُ، وذهبت الصُّفْرَةُ قليلا حتى غاب القُرْصُ، وأردف أسامةَ خلفه، ودَفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد شَنَقَ للقصواء الزِّمَامَ، حتى إِنَّ رأسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، ويقول بيده اليمنى:"أيها الناس السَّكِينَةَ السكينة" كلما أتى حَبْلًا مِنَ الحبالِ أرخى لها قليلا، حتى تصعدَ، حتى أتى المُزْدَلِفَةَ، فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجرُ، وصلَّى الفجرَ حين تبين له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ القصواءَ حتى أتى المَشْعَرَ الحرامَ، فاستقبلَ القِبلةَ، فدعاهُ وكبَّرهُ وهلَّلَهُ ووحَّدَهُ، فلم يزل واقفًا حتى أسفرَ جدًّا، فَدَفَعَ قبلَ أَنْ تَطْلُعَ الشمسُ، وأردف الفضل بنَ عباس، وكان رجلًا حسنَ الشعرِ أبيضَ وَسِيمًا، فلما دفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّت به ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الفضلُ ينظرُ إليهنَّ، فوضع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحوَّلَ الفضلُ وجهه إلى الشقِّ الآخرِ ينظرُ، فحوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده مِنْ الشقِّ الآخرِ على وجه الفضلِ، يصرفُ وجهَهُ
مِن الشقِّ الآخرِ ينظرُ، حتى أتى بطنَ مُحَسِّرٍ، فحرَّكَ قليلا، ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرجُ على الجَمْرَةِ الكبرى، حتى أتى الجمرةَ التي عند الشجرةَ، فرماها بسبعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ منها مِثلِ حَصَى الخّذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الوادي، ثم انصرف إلى المنحَرِ، فنحرَ ثلانًا وستينَ بيده، ثم أعطى عليًّا، فنَحَرَ ما غَبَرَ، وأشركه في هديه، ثم أمرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فجُعِلَتْ في قِدْرٍ، فطُبِخَتْ، فأَكَلا مِنْ لحمها وشربَا مِنْ مَرَقِها، ثم رَكِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأفاضَ إلى البيت، فصلَّى بمكةَ الظُّهرَ، فأتى بني عبد المطلب يَسْقُونَ على زمزمَ، فقالَ:"انْزِعُوا، بني عبد المطلب فلولا أَنْ يغلِبَكُمُ الناسُ على سِقَايَتِكُم لنزعتُ معكم" فناولُوه دَلْوًا فَشَرِبَ منه. وهذا تمامُ سياق حديث مسلم بطوله).
(رواه: جعفر بنُ محمد، عن أبيه محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبي جعفر الباقر، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ. فقلتُ أنا محمد بنُ عليّ بنِ حُسين. فأهوى بيده إلى رأسي، فنَزَعَ زِرِّي الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفَّه بين ثديَيَّ وأنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ. فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي! سل عمَّا شئتَ. فسألته، وهو أعمى. وحضر وقتُ الصلاة. فقام في نساجةٍ ملتحفًا بها، كلما وضعها على مَنْكِبِهِ رجعَ طرفاها إليه مِنْ صغرها. ورداؤه إلى جنبه، على المِشْجَبِ فصلى بنا. فقلتُ: أخبرني عَنْ حَجَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعًا، فقال: .. وذكر الحديث
بطوله. غريب الحديث: (فسأل عن القوم) أي عن الرجال الداخلين عليه، فإنه إذ ذاك كان أعمى، عَمِيَ في آخر عمره. (فنزع زري الأعلى) أي أخرجه من عروته ليكشف صدري عن القميص. (نساجة) أي ثوب ملفق على هيئة الطيلسان، وقال في النهاية: هي ضرب من الملاحف منسوجة، كأنها سميت بالمصدر، يقال: نسجت، أنسج نسجا ونساجة. (المشجب) هو عيدان تضم رؤسها ويفرج بين قوائمها، توضع علها الثياب. (فقال بيده) أي أشار بها .. (ثم أذن في الناس) معناه أعلمهم بذلك، وأشاعه بينهم، ليتأهبوا للحج معه، ويتعلموا المناسك والأحكام، ويشهدوا أقواله وأفعاله، ويوصيهم ليبلغ الشاهد الغائب، وتشيع دعوة الإسلام. (واستثفري) الاستثفار هو أن تشد في وسطها شيئًا، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم، وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطهما، وهو شبيه بثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها. (ثم ركب القصواء) هي ناقته صلى الله عليه وسلم. (ثم نظرت إلى مد بصري) ومعناه منتهى بصري. (فأهلَّ بالتوحيد) يعني قوله لبيك لا شريك لك. (استلم الركن) يعني الحجر الأسود فإليه ينصرف الركن عند الإطلاق، واستلامه مسحه وتقبيله بالتكبير والتهليل إن أمكنه ذلك، من غير إيذاء أحد، وإلا يستلم بالإشارة من بعيد، والاستلام افتعال من السلام بمعنى التحية. (فرمل ثلاثا) الرمل هو إسراع المشي مع تقارب الخطا وهو الخبب. (ثم نفذ إلى مقام إبراهيم) أي بلغه ماضيا في زحام. (ثم خرج من الباب) أي من باب بني مخزوم، وهو الذي يسمى باب الصفا، وخروجه منه لأنه أقرب الأبواب إلى الصفا. (حتى إذا انصبت قدماه) أي انحدرت فهو مجاز من انصباب الماء. (حتى إذا صعدتا) أي ارتفعت قدماه عن بطن الوادي. (ببدن) هو جمع بَدَنَة. (محرشا) التحريش الإغراء والمراد هنا أن يذكر له ما يقتضي عتابها. (بنمرة) بفتح النون وكسر الميم، هذا أصلها، ويجوز فيها ما يجوز في نظيرها، وهو إسكان الميم مع فتح النون وكسرها، وهو موضع
بجنب عرفات وليست من عرفات. (ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام) معنى هذا أن قريشا كانت في الجاهلية تقف بالمشعر الحرام، وهو جبل في المزدلفة، يقال له قزح، وقيل إن المشعر الحرام كل المزدلفة، وكان سائر العرب يتجاوزرن المزدلفة ويقفون بعرفات، فظنت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم ولا يتجاوزه، فتجاوزه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عرفات، لأن الله تعالى أمره بذلك في قوله تعالى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة / 199] أي سائر العرب غير قريش، وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لأنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه. (فأجاز) أي جاوز المزدلفة، ولم يقف بها، بل توجه إلى عرفات. (فرُحلت) أي وضع عليها الرحل. (بطن الوادي) هو وادي عرنة، وليست عرنة من أرض عرفات عند الشافعي والعلماء كافة إلا مالكا فقال هي من عرفات. (كحرمة يومكم هذا) معناه متأكدة التحريم شديدته. (ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه) قال الإمام النووي: المختار أن معناه أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم، سراء كان المأذون له رجلًا أجنبيًّا أو امرأةً، أو أحدًا من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك، وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل ولا امرأة لا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه. (فاضربوهن ضربا غير مبرح) معناه: اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شاق. (وينكتها إلى الناس) معناه: يقلبها ويرددها إلى الناس مشيرا إليهم).
(صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، د، س، ت، ق، مي، حم، مي، ش جزء مفقود، عبد، ابن أبي داود مصاحف، خز، يع، حب، جا، فاكه أخبار مكة، ابن جرير، ابن أبي حاتم، طح معاني، أبو سهل بن القطان،
طب أوسط، هق، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 28؛ تنبيه 3 / رقم 921؛ ابن كثير 1/ 165؛ الفضائل / 63؛ غوث 2/ 89 ح 465).
276/ 12 - (إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَحَرَ عن آل محمد في حَجَّةِ الوَدَاعِ بَقَرَةً واحدةً).
(رواه: الزهري، عن عَمرة، عن عائشة رضي الله عنها به).
(سنده صحيحٌ)(د، ق)(حديث الوزير / 290).
277/ 13 - (أنه كان لا يرى الاشتراط في الحَجِّ شيئًا، ويقول: حسبُكُم سنَّةُ نبيِّكم).
(معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عُمر رضي الله عنهما به).
(حديث صحيحٌ. ولم يوافق أحدٌ من الصحابة ابنَ عُمر على إنكار الاشتراط في الحج وإن وافقه جماعةٌ من التابعين، وتابعهم بعضُ الحنفية والمالكية. وقد قال البيهقيُّ في خاتمة الباب: وعندي أن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما لو بلغه حديثُ ضُبَاعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط، كما لم ينكره أبوه. وبالله التوفيق. انتهى)(خ، ت، س، حم، طب أوسط، طح مشكل، قط، هق)(تنبيه 12 / رقم 2481).
278/ 14 - (أينَ السائل الذي سَأَلَنِي عن العُمرةِ آنفًا؟ فالتُمس الرجلُ فجيءَ به، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما الطِّيبُ الذي بك، فاغسِلهُ ثلاثَ مرَّاتٍ، وأما الجُبَّةُ فانتزعها، ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في
حجِّك).
(رواه: عطاء بنُ أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه يعلى بن أمية، أنَّهُ كان يقولُ لعُمر بِن الخطاب: ليتني أرى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين يُنزَلُ عليه، فلما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، وعلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ثوبٌ قد ظُلِّلَ به عليه، معه فيهِ ناسٌ من أصحابه، منهم: عُمر رضي الله عنه، إذ جاءَهُ رجلٌ عليه جبَّةٌ، متضمِّخٌ بطيبٍ، فنظر إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ساعةً ثم سكتَ، فجاءه الوحيُ، فأشار عُمر رضي الله عنه إلى يعلى بنِ أمية: تعال. قال: فجاء يعلى فأدخلَ رأسَهُ، فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم محمرُّ الوجهِ، يغطُّ ساعةً، ثم سُرِّي عنه، فقال: "أين السائل الذي .. وذكره". ورواه عن عطاء جماعةٌ، منهم: ابنُ جريج، ورباح بنُ أبي معروف، وعَمرو بنُ دينار، وقيس بنُ سعد، وأبو الزبير، وهمام ابنُ يحيى، وعبيد الله بن أبي زياد، وعبد الملك بنُ أبي سُلَيمان).
(صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)(خ، م، د، س، س فضائل، ت، ط، شفع، حم، حمي، طي، خز، حب، جا، أبو أحمد الحاكم كنى، ابن أبي عاصم آحاد، طب كبير، طب أوسط، طح معاني، ابن عبد البر، قط، هق، هق دلائل، خط فقيه، نعيم دلائل، بغ)(التسلية / ح 25؛ غوث 2/ 79 ح 447؛ ابن كثير 1/ 156؛ الفضائل / 52).
279/ 15 - (تزوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو مُحْرمٌ).
(قال عَمرو بن دينار: حدثنا جابر بنُ زيد أبو الشعثاء، قال: أنبأنا ابنُ عباس رضي الله عنهما به).
(صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث: عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهما).
(تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 271).
280/ 16 - (جاء إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم بأُمِّ إسماعيل، وبابنِها إسماعيل وهي تُرْضِعُهُ، حتى وضعها عند البيت، عند دَوْحَةٍ فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أَحَدٌ، وليس بها ماءٌ، فوضعهما هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمرٌ، وسقاءٌ فيه ماءٌ، ثم قَفَّى إبراهيمُ مُنْطَلِقًا، فتبعتْهُ أُمُّ إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتَتْرُكُنَا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيءٌ؟! فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفتُ إليها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يُضَيِّعُنَا. ثم رجعت. فانطلق إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، فرفع يديه فقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} حتى بلغ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم / 37]. وجعلت أُمُّ إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب مِنْ ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء، عطشت، وعطش ابنُها، وجعلت تنظر إليه يَتَلَوَّى -أو قال: يتلبَّطُ- فانطلقت كراهية أنْ تنظرَ إليه، فوجدت الصفا أقرَبَ جَبَلٍ في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا. فهبطت مِنْ الصفا حتى إذا بلغت الوادي، رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي
الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فذلك سعي الناس بينهما". فلمَّا أشرفت على المروة، سمعت صوتًا، فقالت: صه! -تريد نفسها-، ثم تسمعت، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواثٌ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بِعَقِبِه -أو قال: بجناحه- حتى ظهر الماءُ، فجعلت تُحَوِّضُهُ وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرفُ الماءَ في سِقَائِها، وهو يفور بعد ما تغرفُ. وفي رواية: بقدر ما تغرفُ. قال ابنُ عباس رضي الله عنهما، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"رحم الله أُمَّ إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف مِنَ الماء-، لكانت زمزم عينًا معينًا". قال: فشربت، وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإِنَّ ها هنا بيتًا لله يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإِنَّ الله لا يُضَيِّعُ أهله. وكان البيت مرتفعًا عن الأرض تأتيه السيولُ، فتأخذُ عَنْ يمينه وعَنْ شماله، فكانت كذلك حتى مرَّت بهم رُفقَة مِنْ جُرْهُمٍ، أو أهلُ بيتٍ من جُرْهُمٍ مقبلين مِنْ طريق كَدَاءَ، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرًا عائفًا، فقالوا: إِن هذا الطائرَ ليدور على ماءٍ لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماءٌ. فأرسلوا جريًّا أو جَرِيَّين فإذا هم بالماء، فرجعوا،
فأخبروهم، فأقبلوا وأُمُّ إسماعيل عند الماء. فقالوا: أتأذنين لنا أَنْ ننزِلَ عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فألفِى ذلك أُمَّ إسماعيل وهي تُحبُّ الأُنْسَ"، فنزلوا، فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كانوا بها أهل أبيات، وشَبَّ الغلامُ وتعلَّم العربيةَ منهم، وأَنْفَسَهُم وأَعْجَبَهُم حين شَبَّ، فلما أدرك، زَوَّجُوه امرأةً منهم، وماتت أُمُّ إسماعيل، فجاء إبراهيمُ بعد ما تزوج إسماعيلُ، يطالع تركته، فلم يجد إسماعيلَ، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا -وفي رواية: يصيدُ لنا- ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضيق وشِدَّة، وشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجُك، اقرئي عليه السلام، وقولي له: يُغَيِّر عَتَبَةَ بابِهِ! فلمَّا جاء إسماعيلُ، كأنه آنس شيئًا، فقال: هل جاءكم مِنْ أَحَدٍ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخٌ كذا وكذا، فسألنا عنك، فأخبرته، فسألني: كيف عيشنا؟ فأخبرته أنَّا في جَهدٍ وشِدَّةٍ. قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيَّر عَتَبَةَ بابِكَ. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أَنْ أُفَارِقَكِ الحَقِي بأهلك. فطلقها، وتزوج منهم أخرى. فلبث عنهم إبراهيمُ ما شاء الله ثم أتاهم بعدُ. فلم يجده، فدخل على امرأته، فسأل عنه، قالت: خرج يبتغي ك. قال: كيف أنتم؟
وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحنُ بخيرٍ وَسَعَةٍ، وأثنَتْ على الله تعالى. فقال: ما طعامُكُم؟ قالت: اللحمُ. قال: ما شرابُكُم؟ قالت: الماءُ. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ولم يكُنْ يومئذٍ حَبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه". قال: فهما لا يخلو عليهما أحدُ بغير مكة إلا لم يوافقاهُ. وفي رواية: فجاءَ فقال أين إسماعيلُ؟ فقالت امرأتُهُ: ذهب يَصِيدُ. فقالت امرأتُهُ: ألا تنزل فتطعم وتشرب؟ قال: وما طعامُكُم وما شرابُكُم؟ قالت: طعامنا اللحمُ وشرابنا الماءُ. قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "بَرَكَةُ دعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم". قال: فإذا جاء زوجُكِ، فاقرئي عليه السلام، ومُرِيهِ يُثَبّتْ عَتَبَةَ بابِهِ. فلما جاء إسماعيلُ، قال: هل أتاكم مِنْ أَحَدٍ؟ قالت: نعم، أتانا شيخٌ حسنُ الهيئة، وأثنتْ عليه، فسألني عنك، فأخبرته. فسألني: كيف عيشُنَا؟ فأخبرتُه أنَّا بخير. قال: فأوصاك بشيءٍ؟ قالت: نعم، يقرأ عليك السلام ويأمُرُكَ أَنْ تُثَبِّتَ عَتَبَةَ بابِكَ. قال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني أَنْ أمْسِكَكِ. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعدَ ذلك وإسماعيلُ يَبْرِي نَبْلًا له تحت دوحةٍ قريبًا مِنْ زمزم، فلمَّا رآه قام إليه فصنعا كما يصنعُ الوالدُ بالولد، والولدُ بالوالد، قال: يا إسماعيلُ! إِن الله أمرني بأمْرٍ. قال: فاصنع ما أمرك ربُّكَ. قال:
وَتُعِينُنِي؟ قال: وأُعِينُكَ. قال: فإِنَّ الله أمرني أن أبني بيتًا هاهنا، وأشار إلى أَكَمَةٍ مرتفعةٍ على ما حولها، فعند ذلك رفع القواعِدَ مِنَ البيتِ، فجعلَ إسماعيلُ يأتي بالحجارة، وإبراهيمُ يبني، حتى إذا ارتفع البناءُ، جاء بهذا الحجرَ، فوضعه له، فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يُنَاوِلهُ الحجارةَ، وهما يقولان:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]).
(عن ابن عباس، قال: .. فذكره بتمامه). (حديثٌ صحيحٌ)(خ)(صحيح القصص / 81 - 83؛ تنبيه 3 / رقم 937).
281/ 17 - (حجَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَ حِجَجٍ، حَجَّتين قبل أنْ يُهاجِر، وحجَّة قَرَنَ معها عُمرةً).
(رواه: سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به).
(صحيحٌ)(ت، ق، قط، ك، هق دلائل)(حديث الوزير / 178 ح 52).
282/ 18 - (حججنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فأفضنا يوم النَّحر، فحاضت صفيِّةُ، فأراد النبيّ صلى الله عليه وسلم منها ما يُريد الرجل من أهله، فقلتُ يا رسول الله! إنها حائضٌ. قال: "حابستُنا هي؟ ". قالوا يا رسول الله! أفاضت يوم النَّحر. قال: "اخرجوا")
(رواه: جعفر بنُ ربيعة -وهذا حديثهُ-، وابنُ لهيعة، كلاهما عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز، قال: حدثني أبو سلمة، أن عائشةَ رضي الله عنها قالت: .... فذكرته). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن الأعرج إلا ابنُ لهيعة. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به ابنُ لهيعة، فتابعه جعفر بنُ ربيعة
…
) (خ، س كبرى، طب أوسط)(تنبيه 12 / رقم 2463).
283/ 19 - (خَمْسٌ لا جُنَاحَ على مَنْ قَتَلَهُنَّ في الْحَرَمِ وَالإحْرَامِ: الفأرةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ. وفي رواية: في الحُرُم والإحرام).
(رواه: عَمرو بنُ دينار، وسفيان بنُ عُيَينة -وهذا لفظه-، ويونس بنُ يزيد، ومعمر بنُ راشد، كلُّهم عن الزهري، عن سالم، عن أبيه مرفوعًا به).
(صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر رضي الله عنهما (م، عو، س، مي، حم، حمي، فاكه أخبار مكة، الأزرقي، يع، عب، إسحاق، السراج، جا، طح معاني، عديّ، هق، هق معرفة، ابن عبد البر، خط، بغ)(حديث الوزير / 321 - 325 ح 111؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية).
284/ 20 - (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، ليس على الْمُحْرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، والفأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ).
(رواه: مالك -وهذا حديثه-، وأيوب السختياني، وعبيد الله بنُ عُمر، وابنُ جُرَيج، والليث بنُ سعد، ويحيى بنُ سعيد، وابنُ عون، وجرير بنُ حازم، كلُّهم عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما مرفوعًا به).
(حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر رضي الله عنهما)(خ، م، عو، س، ق، مي، ط، حم، حمي، شفع، عب، الأزرقي، بغ أبو القاسم، البزار، حب، السراج، ابن المنذر إقناع، الطرسوسي، نعيم، طح معاني، طب مسند الشاميين، هق، هق صغير، هق معرفة، ابن عبد البر، خط، خط تلخيص، بغ)(حديث الوزير / 323 - 324؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية).
285/ 21 - (خَمْسٌ مَنْ قَتَلَهُنَّ وهو حَرَامٌ فلا جُنَاحَ عليه فِيهِنَّ: الْعَقْرَبُ، والفأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، والْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا. وهذا سياقُ مسلم).
(عن عبد الله بنِ دينار، أنه سمع عبد الله بنَ عُمر يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره).
(صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر)(خ، م، عو، نعيم، ط، حم، عب، طي، حب، السراج، طح معاني، هق، ابن عبد البر، بغ)(حديث الوزير / 324 - 325؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية).
286/ 22 - (ذَبَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَمَّنِ اعتَمَرَ معه مِنْ نِسَائِهِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بقرةً بينهُم).
(رواه: أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه). (صحيحٌ)(س، د، ق، حب، ك، هق)(حديث الوزير / 289 ح 98).
287/ 23 - (رمى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة يوم النحر ضحى،
ورمى سائرهن بعد الزوال).
(رواه: أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به).
(حديثٌ صحيحٌ)(م، قط، نعيم، ش، حم، س، خز، حب، طب أوسط)(تنبيه 12 / رقم 2473).
288/ 24 - (طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعيرٍ في حجة الوداع، فاستلم الرُّكْنَ بالمِحْجَن).
(رواه: يونس بنُ يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وتابعه: ابنُ أبي ذئب، عن الزهري به. وله طرق أخرى عن ابن عباس). (حديثٌ صحيحٌ)(ح، م، د، ت، س، ق-، حم، شفع، خز، جا، هق)(التوحيد / ربيع الآخر / 1417 هـ).
289/ 25 - (طَيَّبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه، وطيَّبته لإحلاله، بِطِيبٍ لا يُشْبِهُ طِيبَكُم. سياق الأوزاعي. طَيَّبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لِحُرمِه قبلَ أن يُحرِم، ولحلِّه قبل أن يطوفَ بالبيتِ. سياق ابن عيينة).
(رواه: الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة. ورواه سفيان بنُ عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه. كلاهما، عن عائشة رضي الله عنها).
(حديثٌ صحيحٌ)(حديث عروة: ح، م، س، شفع، حم، طح معاني، هق. حديث القاسم: ط، خ، م، د، ابن أبي داود مسند عائشة، س، ت، ق، مي، حم، خز، طي، حمي، طح معاني، قط، هق)(حديث الوزير / 31 - 32 ح 2؛ غوث 2/ 58 ح 414؛ كتاب المنتقى / 161 ح 455).
290/ 26 - (في المُحْرِمِ يشتكي عينهُ: يُضَمّدُها بالصّبر).
(رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن أيوب بن موسى، عن نُبَيه بن وهب، قال: اشتكى عُمر بنُ عبيد الله بنِ معمر عينية، فلمَّا أتى الروحاء اشتد به، فأرسل إلى أبان بن عثمان بن عفان، فأرسل أبان أنَّ عثمان حدَّثَ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
…
فذكره. وتوبع ابنُ عيينة، تابعه: عبد الوارث بنُ سعيد، قال: ثنا أيوب بنُ موسى بهذا).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. وليس معنى (الصبر) هو ما ذهب إليه ذهنُ القارئ من أنه احتمال النفس الكدّ، ولكن (الصبر) بتشديد الصاد وكسر الباء الموحدة ويجوز إسكانها، هو دواءٌ مُرٌّ، ومعنى (يضمدها) يعني: يلطخها، وكذلك يقال للخرقة التي يُشدُّ بها العضو:(ضماد)، وأصلُ الضَّمْدِ هو الشدُّ، والله أعلم).
(م، د، س، ت، مي، حم، ط، حمي، طي، خز، جا، نعيم طب، هق)(الأمراض / 101 ح 39؛ غوث 2/ 75 ح 443؛ التسلية / ح 31؛ التوحيد / جماد أول / 1420 هـ).
291/ 27 - (قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجلٌ: ما يلبسُ المُحْرمُ؟ قال: لا يلبس القميصَ، ولا العِمَامة، ولا السَّرَاويل، ولا البُرْنُس، ولا ثوبًا مسَّهُ الوَرْسُ، ولا الزَّعفَرَان، فإن لم يجد النعلين، فليلبس الخُفَّين، وليقطَعْهُما حتى يكونا تحت الكعبين. وفي رواية:
أنَّ رجلا نادى فقال: يا رسول الله! ما يجتنبُ المُحْرِمُ مِنَ الثياب؟ فقال: لا يلبَسُ السَّرَاويل ولا القميصَ، ولا البُرْنسَ ولا العِمَامَةَ،
ولا ثوبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ ولا وَرْسٌ، وَلْيُحْرِمْ أحدُكُم في إزارٍ ورِدَاءٍ ونَعْلَينِ، فإن لم يجدْ نعلينِ فليلبس خُفَّينِ وليقطَعْهُما حتى يكونا إلى العَقِبَينِ).
(رواه سالم، ونافع كلاهما عن ابن عُمر رضي الله عنهما). (هذا حديثٌ صحيحٌ. أمَّا قطعُ الخُفِّ، فقد ثبت من حديث ابن عُمر رضي الله عنهما)(حديث سالم: ح، م، د، س، حم، خز، طح معاني، قط هق. حديث نافع: ط، خ، م، س، ت، ق، مي، حم، خز، طي، طح معاني، قط، هق، بغ)(التوحيد / رجب / 1422 هـ؛ غوث / 59 ح 416؛ كتاب المنتقى / 162 ح 457).
292/ 28 - (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النَّحر ضُحىً، وأَمَّا بعد ذلك فبعدَ زَوَالِ الشمس).
(رواه: ابنُ جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنَّه جابر بنَ عبد الله رضي الله عنهما، قال:
…
فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(خت، م، د، س، ت، ق، مي، حم، إسحاق، خز، جا، طح معاني، هق، بغ)(التوحيد / رجب / 1417 هـ؛ غوث 2/ 98 ح 474؛ كتاب المنتقى / 187 ح 521).
293/ 29 - (كنت أطَيِّبُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لحِلِّهِ وَحَرَمِه).
(رواه: القاسم بنُ محمد، عن عائشة رضي الله عنها به). (حديثٌ صحيحٌ)(خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، ط، طي، حمي، خز، ابن أبي داود مسند عائشة، جا، قط، هق، أبو بكر الشافعي) (حديث الوزير / 107 ح 26،
غوث 2/ 58 ح 414؛ كتاب المنتقى / 161 ح 455).
294/ 30 - (لا يَحِلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ ليلةٍ، إلا ومعها رجُلٌ ذُو مَحْرَمٍ منها).
(رواه: الليث بنُ سعد، وابنُ أبي ذئب، وابنُ عجلان، عن سيد المَقْبُرِيّ، عن أبيه، أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه، قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: .... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ)(ح، م، د، خز، حب، طح معاني، هق)(حديث الوزير / 90، 250 ح 21، 89).
295/ 31 - (ما من يومٍ أكثرُ مِنْ أَنْ يُعتِقَ الله عز وجل فيه عبدًا مِنَ النَّار مِنْ يومِ عَرَفَةَ).
(رواه: سعيد بنُ المسيب، عن عائشةَ رضي الله عنها، مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي أبي عن جابر رضي الله عنه، خرَّجته في معجم الإسماعيلي رقم 12)(م، س، ق، خز، ك، قط، هق، الذهبي تذكرة)(حديث الوزير / 330 ح 114، تنبيه 4 / رقم 1224).
296/ 32 - (مَنْ حجَّ هذا البيت فلم يَرْفُث ولم يَفْسُق، رجع كيومِ ولدتَهُ أُمُّه).
(أبو هريرة رضي الله عنه). (حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه)(ح، م)(مجلة التوحيد / صفر / سنة 1417 هـ).