المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات - المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة - جـ ١

[أبو إسحق الحويني]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌التقديم ولماذا المنيحة

- ‌تسهيل الإفادة من (السلسلتين: الصحيحة والضعيفة):

- ‌أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب المنتقى منها الأحاديث في المنيحة بسلسلتي الأحاديث

- ‌الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج اللأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي اللأحاديث الصحيحة والضعيفة

- ‌1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان

- ‌2 - أبواب: الأخلاق والآداب والاستئذان والمعاملات

- ‌3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة

- ‌4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب واالسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة

- ‌5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية

- ‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة

- ‌8 - أبواب: البيوع والتجارات والوكالات والعتق

- ‌9 - أبواب: تأويل مُختلف ومُشكل الحديث

- ‌10 - أبواب: التفسير وفضائل القرآن

- ‌11 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر

- ‌12 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

- ‌13 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك

- ‌14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

- ‌15 - أبواب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

- ‌16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

- ‌17 - أبواب: الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي

- ‌18 - أبواب: السير والمغازي والجهاد

- ‌19 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان

- ‌20 - أبواب: الصوم والاعتكاف

الفصل: ‌14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

‌14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ)

297/ 1 - (أتت امرأةٌ مِنْ غامد النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: قد فجرت! فقال: "اذهبي"، فذهبت، ثم رجعت، فقالت: لعلك تريدُ أن تصنع بي كما صنعت بماعز بن مالك، والله إني لحُبلى. فقال: "اذهبي حتى تلدين" ثم جاءت به في خرقةٍ، فقالت: قد ولدتُ، فطهرني. قال: "اذهبي حتى تفطميه".، فذهبت ثم جاءت به في يده كسرة خبز، فقالت: قد فطمتُهُ. فأمر برجمها).

(خلاد بنُ يحيى -وهذا حديثه-، وعبد الله بنُ نمير، قالا: ثنا بشير بن المهاجر: ثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال:

فذكره).

(سكت عنه الحاكمُ والذهبيُّ. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على مسلم، فقد أخرجه. قال أبو عَمرو: وسيأتي سياق حديث عبد الله بن نمير مفردًا)(م، د، س كبرى، حم، ش، ك، هق)(تنبيه 3 / رقم 1020).

ص: 325

298/ 2 - (إنَّ الله تجاوز عن أمَّتي مَا حَدَّثت به أنفُسَهَا ما لم تعمل، أو تتكلَّم. لفظ هشام. ولفظ مسعر: "إنَّ الله تجاوز لي عن أمَّتي مَا وَسْوَسَت به صُدُورُها، ما لم تعمل، أو تكلَّم").

(رواه: هشام الدستوائي، ومسعر بنُ كدام، وسعيد بنُ أبي عروبة، وهمام بنُ يحيى، وشيبان بنُ عبد الرحمن، وأبو عوانة، وحماد بنُ سلمة، وأبان بنُ يزيد، كلهم عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن أبيي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم). (هذا الوجه هو الذي تتابع الثقاتُ عليه، فقد رواه عُيون أصحاب قتادة عنه، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا.).

(تخريجه: ح، م، د، ت، س، ق، حم، ش، إسحاق، البزار، طي، يع، ابن أبي حاتم علل، عو، طح مشكل، طب أوسط، عديّ، قط علل، خط، ابن منده، نعيم حلية، هق، هق شعب، أبو الفضل الزهري في حديثه)

فصلٌ: ورواه شبابة بنُ سوار وهذا لفظ حديثه، وسلام بنُ سليمان المدائنيّ، ويزيد بن هارون، وخالد بن عبد الرحمن الخراسانيّ أربعتُهُم عن المسعودي، عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن عمران بنِ حُصَين، أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أنَّ الله تجاوز لأمَّتي عمَّا حَدَّثت به أنفُسَهَا، ما لم تعمل به، أو تكلَّم به.

ورواه شيبان، وإسماعيل بنُ مسلم، كلاهما عن قتادة بهذا الإسناد.

قال أبو العباس رافعُ بنُ عُصم: غريبٌ من حديث قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران .. ورواه الناسُ، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيحُ. انتهى.

ص: 326

قال أبو حاتم الرازي: "هذا خطأٌ، إنما هو زرارة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم" انتهى.

وقال البزار: "وهذا الحديث رواه شعبة، وسعيد، ومسعر، وهشام، وحماد، وأبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ولا نعلمه يروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، من وجه صحيحٍ إلا عن أبي هريرة. وقد رواه شيبانُ، وإسماعيل بنُ مسلم، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين، فغلط في إسناده، وإنما هو عن أبي هريرة. ورواه ربعيُّ بنُ عُلَيَّة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن ابن عباس، فغلط ربعيُّ فيه إذ قال: "عن ابن عباس". وقد روى هذا الحديث: الأعمشُ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرة. والأعمشُ لم يسمع من الأعرج، ولا يُدرَىَ عَنْ مَنْ أخذه. والحديثُ المحفوظُ إنما هو: عن زرارة، عن أبي هريرة". انتهى.

وقال ابنُ عديّ في ترجمة "خالد بن عبد الرحمن أبي الهيثم": "وهذا قال فيه خالدٌ هكذا، والتخليطُ عندي من المسعودي، وذلك أن الرصاصيّ عبد الرحمن بن زياد حدَّثَ عن المسعوديّ، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ورواه عَمرو بنُ عبد الغفار، عن المسعوديّ، عن قتادة، عن أنس. ورواه جماعةٌ على الصواب: عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة". انتهى.

وقال ابنُ عديّ في ترجمة "سلام بن سليمان": "وغلطَ المسعوديُّ في هذا الحديث على قتادة، ومنهم من روى عنه عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، وهو الصواب. ومنهم من روى عنه هكذا، عن عمران بن حصين، وهو خطأٌ. ومنهم من رواه عنه عن قتادة، عن ابن أبي أوفى، وهو خطأٌ أيضًا. ومنهم من رواه عنه عن قتادة، عن أنس، وهذا كلُّه خطأٌ، إلا من قال: عن زرارة، عن

ص: 327

أبي هريرة .. " انتهى.

وقد حكى الدارقطنيُّ في "العلل"(8/ 317) بعضَ وجوهِ الاختلاف على المسعودي فيه، وقال: والصحيح: عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة مرفوعًا. وكذلك رواه يونُس بنُ عُبَيد، وعطاء بنُ عجلان، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ورواه ابنُ جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا. انتهى.

قال شيخنا: فالذي يتحصل من كلام هؤلاء العلماء أنَّ الرواة اختلفوا على قتادة في إسناده على سبعة ألوان، اللون الأول: منهم من يرويه عنه، عن زرارة بن أوفى، عن عمران. اللون الثاني: ومنهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن ابن أبي أوفى. اللون الثالث: ومنهم من يرويه عنه، عن أنس. اللون الرابع: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن أبي هريرة. اللون الخامس: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. اللون السادس: منهم من يرويه عنه، عن النضر بن أنس، عن بشر بن نهيك، عن أبي هريرة. اللون السابع: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن ابن عباس. وهذا اختلافٌ شديدٌ على قتادة. وقد زيَّفَ أهلُ العلم كل هذه الوجوه، ما عدا الوجه الرابع الذي يرويه قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الوجه الذي تتابع الثقاتُ عليه، فقد رواه عُيون أصحاب قتادة عنه، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا. (تخريجه: البزار، ابن أبي حاتم علل، عديّ، قط علل، أبو العباس رافع بنُ عُصم في جزئه)

فصلٌ: ورواه المُسَيَّب بن واضح، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن قتادة، زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا: الهوى مَغفُورٌ لصحابه، ما لم

ص: 328

يَعمَل به، أو يتكلَّم. وخالفه الحميديُّ، وهشام بنُ عمَّار، فروياه عن سفيان، عن مسعر بهذا الإسناد، بلفظ: إن الله عز وجل تجاوزَ عن أُمَّتي مَا وَسْوَسَت في صُدُورِها، ما لم تعمل، أو تكلَّم. وهو منكرٌ عن سفيان. والمسيَّب بنُ واضح: ضعَّفه الدارقطنيُّ. وقال أبو حاتم: صدوق يخطىء كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل. وكان النسائيُّ حسنَ الرأي فيه. ومثله لا يُقبَلُ منه مخالفة الحميدي في ابن عيينة، فقد كان من أثبت الناس فيه. (تخريجه: نعيم حلية)

فصلٌ: ورياه إسحاق بنُ راهويه، وأبو الربيع الزهراني العتكي، قالا: حدنّنا جرير بنُ عبد الحميد، عن الأعمش، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا: إنَّ الله عفَا عن أُمَّتي ما حدَّثت به أنفسَهَا، ما لم يعملوا به أو يتكلَّموا به). قال الطحاويُّ: سمعتُ إبراهيم بنَ أبي داود، يقول:"لا نعرفُ للأعمش عن الأعرج غير هذا الحديث، ولا يرويه عنه غيرُ جرير". انتهى. وأعلَّه البزار، فقال:"والأعمش لم يسمع من الأعرج، ولا يُدرَى عمَّن أخذه، والحديث المحفوظ إنما هو عن زُرارة بن أوفى، عن أبي هريرة". انتهى. (تخريجه: إسحاق، طح مشكل)(تنبيه 12 / رقم 2412).

299/ 3 - (إن الله حرَّم عليكم عُقُوقَ الأمهات، ووأدَ البنات، ومنعَ وهات، وكرِهَ لكم قيلَ وقالَ، وكثرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال).

(رواه: عثمان بنُ أبي شيبة، وإسحاق بنُ إبراهيم، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الشعبي، عن ورَّاد كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه مرفوعًا به). (صحيحٌ متفق عليه. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه تصحيحُ سماع منصور بن المعتمر من عامر بن شراحيل الشعبيّ. وردّ على قول ابن معين،

ص: 329

فيما نقله عنه عباسُ الدوريُّ في "تاريخه"(2/ 589 / 2455): "منصور لم يسمع من الشعبي". اهـ. وانظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 94، 137، 362، 473، 495) (خ، م، طح مشكل، طب كبير)(التسلية / ح 31).

300/ 4 - (إنَّ الله كتب على ابن آدم حظَّهُ من الزنا، أدرك ذلك لا محالة: فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفسُ تتمنَّى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك كله أو يُكذِّبُهُ).

(رواه: عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبيّ:

وذكر الحديث. وتابعه محمد بنُ ثور الصنعاني، عن معمر بهذا الإسناد). (قال الحاكمُ في "كتاب الطهارة" (1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلمٌ على إخراج أحاديث متفرّقةٍ في "المسندين الصحيحين"، يُستدلُّ بها على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة:"فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس:"لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أمَّا حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فدم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدلَّ به الحاكمُ، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري

فهذا كلُّ ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمَّا حديثُ ابن عباس:"لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعا. أمَّا مسلمٌ فلأنه لم يروه أصلا. وأمَّا البخاري فهو من أفراده دون

ص: 330

هذا اللفظ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: سيأتي سياق حديث ابن عباس مفردًا، بلفظ أوله:"لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبي صلى الله عليه وسلم قال له .. ").

(خ، م، د، س كبرى، حم، عو، عو قدر، حب، ابن جرير، ك، هق، هق شعب)(تنبيه 10 / رقم 2200).

301/ 5 - (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالكٍ: "أحقّ ما بلغني عنك؟ " قال: وما بلغك عنِّي؟ قال: "بلغني أنك وقعت بجارية آل فلان" قال: نعم، قال: فشهد أربع شهادات، ثم أمر به فرُجِمَ).

(حدَّث به: أبو عوانة، وإسرائيل، وآخرون، عن سماك بن حرب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما). (فتبين من هذا التخريج أن لفظة "اللمس" لم تقع في الكتابين جميعًا، وهذه رواية لمسلم لهذه الواقعة، ليس فيها هذه المراجعة من النبيّ صلى الله عليه وسلم لماعز).

(م، د، س، س كبرى، ت، حم، عب، يع، طي، طح معاني، طب كبير)(تنبيه 10 / رقم 2200؛ تنبيه 3 / رقم 1017).

302/ 6 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالكٍ: "ويحك لعلك قبلت، أو لَمست، أو غَمزت، أو نظرت؟ " قال: لا. قال: "أفعلتها؟ " قال: نعم. قال: فعند ذلك أمر برجمه. هذا حديث إبراهيم بن عبد الله. أما حديث عبد الله بن محمَّد الجعفي فسياقه هكذا: "لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت؟ " قال: لا

ص: 331

يا رسول الله! قال: "أنِكْتَها (1)؟ " -لا يكني-، قال: فعند ذلك أمر برجمه").

(رواه: إبراهيم بن عبد الله بنِ سليمان السعديّ العبسي القصار الكوفي، وعبد الله ابنُ محمَّد المسندي الجعفي، وزهير بنُ حرب، وعقبة بنُ مكرم، قالوا: حدثنا وهب ابنُ جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعتُ يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. ورواه: يزيد بنُ هارون، وإسحاق بنُ عيسى، وسليمان بنُ حرب، قالوا: ثنا جرير بن حازم بهذا الإسناد). (قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على البخاريّ، فقد أخرجه).

(خ، د، حم، عبد، الإسماعيلي، طب أوسط، طب كبير، ك، هق)(تنبيه 3 / رقم 1017، تنبيه 10، / رقم 2200).

303/ 7 - (أن امرأةً مخزوميّةً كانت تستعيرُ المتاع، فتجحده، فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقطع يدها).

(رواه: عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن أبيوب، عن نافع، عن ابن عمر - رضي

(1) قال شيخُنا: ذكر بعضُ الحمقى المتصدرين للفتوى في أحد البرامج الإذاعية، ذكر هذا الحديث ثم قال:"وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لماعز بن مالك لفظة أستحيي أن أقولها" كذا قال هذا الأنوك، وكأنه أعظم حباءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله سبق إلى ذهن هذا الأنوك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها في مجالسه على سبيل المسامرة، فقال ما قال، وإنما صرَّح النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ حتى لا تكون هناك شبهة في الحكم تمنع من قتل ماعز إذ الحدود تُدرأ بالشبهات والله الموفق. انتهى.

ص: 332

الله عنهما - به). (وهذا سندٌ صحيح، على شرط الشيخين. وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها، وقد خرَّجتُهُ في "غوث المكدود" رقم (804)) (د، س، حم، طح مشكل)(حديث الوزير / 132).

304/ 8 - (أن رجلًا من أسلم جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فاعترفَ عنده بالزنى، ثم اعترفَ فأعرض عنه، ثم اعترف فأعرض عنه، حتى شهد على نفسه أربعَ مرَّاتٍ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنْتَ؟ قال: نعم، قال فأمر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فرُجِمَ بالمصَلَّى، فلما أذْلَقَتْهُ الحجارةُ فَرَّ، فأُدرِك فرُجِمَ حتى ماتَ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرًا، ولم يُصَلِّ عليه).

(رواه: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما). (إسناده صحيح. قال أبو عَمرو: وسيأتي هنا في الصحيحة حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأوله: جاء ماعز)(خ، م، د، س، ت، حم، عب، جا، قط)(غوث 3/ 113 ح 813؛ كتاب المنتقى / 304 / ح 877؛ تنبيه / 12 رقم 2418).

305/ 9 - (أنَّ ماعز بنَ مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني قد ظلمتُ نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني، فردَّهُ فلما كان من الغد، أتاه فقال: يا رسول الله! إني قد زنيتُ فرده الثانية. فأرسلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه، فقال: "أتعلمون بعقله

ص: 333

بأسًا تُنكرون منه شيئًا؟ " فقالوا: ما نعلمه إلا وَفِيَّ العقل. مِنْ صالِحينا. فيما نرى. فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم فسأل عنه فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حُفرةً ثم أمر به فرُجِمَ. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيتُ فطهرني. وإنه ردها. فلما كان الغدُ قالت: يا رسول الله! لِمَ تردُّنِي؟ لعلك أن تردَّنِي كما رددت ماعزًا. فوالله إني لحُبلى. قال: "إما لا، فاذهبي حتى تلدي" فلما ولدت أتته بالصبيّ في خرقة. قالت: هذا قد ولدته. قال: "اذهبي فأرضعيه حتى تَفطِميه". فلما فطمتَهُ أتته بالصبي وفي يده كِسرةُ خبز. فقالت: هذا، يا نبي الله! قد فطمتُهُ، وقد أكل الطعام. فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحُفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها. فيُقبل خالد بنُ الوليد بحجر. فرمى رأسها. فتنضَّحَ الدم على وجه خالد. فسبَّها. فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبَّه إياها. فقال:"مهلا! يا خالد! فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبةً، لو تابها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ له". ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَتْ. قوله صلى الله عليه وسلم: "صاحبُ مَكْس" المكس يعني الجباية. وغلب استعماله فيما يأخذه أعوان الظلمة عند البيع والشراء).

(عبد الله بنُ نمير وهذا حديثه، وخلاد بنُ يحيى، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكين، قالوا: حدثنا بشير بنُ المهاجر: ثنا عبد الله بنُ بريدة، عن أبيه! أن ماعز بنَ مالك ..

ص: 334

فذكره). (وتقدم سياق حديث خلاد بن يحيى مفردًا. وهذا الحديث قد رواه سليمان بنُ بُريدة، عن أبيه وفي سياقه بعض الاختلاف عن حديث عبد الله بن بريدة.

وسيأتي سياقه وتخريجه وفي أوله: جاء ماعز بنُ مالك ..) (م، د، س كبرى، حم، ش، ك، هق)(تنبيه 3 / رقم 1020).

306/ 10 - (إِن مِنْ ورطات الأمور التي لا مخرج لها لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حِلِّه).

(عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفًا). (خ، هق)(التوحيد / جمادى الأول / سنة 1422؛ تنبيه 5 / رقم 1387).

307/ 11 - (جاءَ ماعزٌ الأسلميُّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: إنَّه قد زنى، فأعرضَ عنه، ثم جاءَ من شِقِّهِ الآخر، فقال: يا رسولَ اللهِ إنه قد زنى، فأعرض عنه، ثم جاءَ من شقه الآخر، فقال: يا رسول الله إنه قد زنى، فأمرَ بِهِ في الرابعة، فأُخرِجَ إلى الحَرَّةِ، فرُجِمَ بالحجارة، فلما وجد مَسَّ الحجارة، فَرَّ يشتَدُّ حتى مَرّ برجلٍ معه لِحَى جملٍ، فضربه به، وضربه النَّاسُ حتى ماتَ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فَرَّ حين وجد مَسَّ الحجارة، ومَسَّ الموت، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هلا تركتموه! ". هذا لفظُ حديث عبدة بنِ سُلَيمان. ولفظُ حديث عبَّاد ابنِ العوام: جاء ماعز بنُ مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني زنيتُ، فأعرض عنه، ثم أتاه فقال: إني زنيتُ، فأعرض عنه، حتى أتاه أربع مرَّات،

ص: 335

ثم أمر به أن يُرجم، فلما أصابته الحجارة أدبر يشتَدُّ، فلقيه رجلٌ فحذفه بلِحَى جملٍ، فصرعه. فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فراره حين مسته الحجارة، قال:"فهلا تركتموه").

(رواه: عبَّاد بنُ العوام، ويزيد بنُ هارون، وعبدة بنُ سُلَيمان، ويحيى بنُ سعيد القطان، وعيسى بنُ يونس، ويحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، جميعًا عن محمَّد ابن عَمرو، قال: ثنا أبوسلمهّ بنُ عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه). (إسناده حسن. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رُوِيَ من وجهٍ آخر، عن أبي هريرة. وروي هذا الحديث عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن جابر بنِ عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. انتهى. وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يحتج مسلمٌ برواية محمَّد بن عَمرو. والله أعلم. وقد خرجتُ وجهًا من حديث أبي هريرة، وكذلك حديثَ جابر، كليهما في "غوث المكدود" (813، 814) والحمد لله تعالى. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تقدم هنا في الصحيحة حديث أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه.) (س كبرى، ت، ق، حم، جا، حب، ك، هق، بغ)

فصلٌ: قال ابنُ الجارود: ثنا محمَّد بنُ يحيى، وأحمد بنُ يوسُف السُّلَمِيُّ، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا ابنُ جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزير، أن عبد الرحمن ابنَ صامتٍ -ابنَ أخي أبي هريرة- أخبره، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: جاء الأسلميُّ إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأةً حرامًا أربعَ مَرَّاتٍ، كلُّ ذلك يُعرِضُ عنه فأقبل عليه الخامسةَ، فقال:"أنِكْتَها؟ " قال: نعم، قال: "حتى غاب ذلك منكَ في ذلك منها، كما يغيبُ

ص: 336

المِرْوَدُ في المُكحُلَةِ والرَّشَاءُ في البئر؟ " قال: نعم، قال: تدري ما الزنى؟ قال: نعم، أتيتُ منها حرامًا ما يأتي الرجلُ من امرأته حلالًا، قال: "فما تُرِيدُ بهذا القول؟ " قال: أريد أن تُطهّرَني، قال: فأمرَ به النبي صلى الله عليه وسلم فرُجِمَ، فيسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه، يقول أحدُهُما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعهُ نفسُهُ حتى رُجِمَ رَجْمَ الكلبِ، فسكت النبيّ صلى الله عليه وسلم عنهما، ثم سار ساعةً حتى مرَّ بجيفة حمارٍ شائلٍ برجلِهِ، فقال: "أين فلانٌ وفلانٌ؟ " فقالا: نحنُ ذانِ -وقال السُّلَمِيُّ: ذيْنِ- يا رسول الله! فقال: "انزِلا فكُلا من جيفة هذا الحمار"، فقالا: يا نبي الله! غفر الله لك، ومن يأكل من هذا؟ قال: "فما نِلْتُما من عِرْضِ أخيكُما آنفًا أشدُّ من أكل الميتة والذي نفسي بيده! إنه لا الآن لفظ أنهارِ الجنة ينغمسُ فيها". وقال السلَمِي:؟ "يَنْقَمِصُ فيها".

إسنادُهُ ضعيفٌ. وعبد الرحمن بنُ صامت مجهولُ الحال، بل العين، لم يرو عنه غير أبي الزبير، والله أعلم. فقد ترجمه البخاريُّ في "الكبير"(3/ 1 / 311) وحكى الخلاف في اسمه، وإن بعضهم يسميه "عبد الرحمن بن الهضهاض" وأشار إلى حديثه في الرجم. وفي "التهذيب"(6/ 199) نقل الحافظ بعض كلام البخاريّ، وهو:"وقال ابن جريج: عبد الرحمن بن صامت، ولا أظنه محفوظًا". فظاهر قوله: "ولا أظنه محفوظًا" أنه من عبارة البخاريّ، فإن يك ذاك، فليست في "التاريخ الكبير". والله أعلم.

ص: 337

(تخريجه: د، س كبرى، عب، حب، قط، هق). (تنبيه 12 / رقم 2418؛ غوث 3/ 119 ح 819؛ كتاب المنتقى / 307 / ح 884).

308/ 12 - (جاء ماعز بنُ مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! طهِّرْنِي. فقال: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد. ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهّرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد. ثم جاء فقال: يا رسول الله طهِّرني. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ " فقال: من الزنى. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبِهِ جُنُونٌ؟ " فأُخبِرَ أنه ليس بمجنون. فقال: "أشرب خمرًا؟ " فقام رجل فاستنكَهَهُ، فلم يجد منه ريحَ خمرٍ. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أزنيتَ؟ " فقال: نعم. فأمرَ به فرُجِمَ. فكان الناسُ فيه فرقتين: قائلٌ يقول: لقد هلك. لقد أحاطت به خطيئتُهُ. وقائلٌ يقول: ما توبةٌ أفضلَ من توبةِ ماعز: أنه جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده، ثم قال اقتلني بالحجارة. قال: فلبثُوا بذلك يومين أو ثلاثةً. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوسٌ فسلم ثم جلس. فقال: "استغفروا لماعز بنِ مالك". قال: فقالوا: غفرَ الله لماعز بنِ مالك. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تاب توبةً لو قُسِمَتْ بين أُمَّةٍ لوسِعَتْهُم". قال: ثم جاءتهُ امرأةٌ من غامد من الأزدِ.

ص: 338

فقالت: يا رسول الله! طهِّرْنِي. فقال: "ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتُوبي إليه". فقالت: أراكَ تُرِيدُ أنْ تُرَدِّدَنِي كما رَدَّدْتَ ماعز بنَ مالك. قال: "وما ذاك؟ ". قالت: إنها حُبلى من الزنى. فقال: "آنتِ؟ " قالت: نعم. فقال لها: "حتى تضعي ما في بطنك". قال: فكفلَها رجلٌ من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: قد وضعت الغامدية. فقال: "إذا لا نرجُمْهَا وندعُ ولدها ليس له من يُرْضِعُهُ". فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: إليَّ رَضَاعُهُ يا نبي الله!. قال: فرجمها).

(رواه: سليمان بنُ بُرَيدة، عن أبيه. وفي سياقه بعضُ الاختلاف عن حديث عبد الله ابنِ بريدة. فأخرجه مسلمٌ (1695/ 22)، قال: وحدثنا محمَّد ابنُ العلاء: ثنا يحيى ابنُ يعلى -وهو ابن الحارث المحاربيُّ-، عن غيلان -وهو ابنُ جامع المحاربيُّ-، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: .. فذكره (كذا وقع في "صحيح مسلم": "يحيى بن يعلى، عن غيلان". وعزاه الدارقطني في "سننه" إلى "مسلم" من طريق "يحيى بن يعلى: ثنا أبي، عن غيلان". قال الحافظ في "النكت الظراف" (1/ 73): "والذي في أكثر نسخ مسلم: "يحيى ابن يعلى، عن غيلان" وكذا حكاه النووي، وصوَّب عياض الأول" انتهى. يعني: يحيى بن يعلى، عن أبيه، عن غيلان. قال أبو عَمرو: وتقدم حديثُ عبد الله بن بريدة عن أبيه) (م، د، س، قط، بغ)(تنبيه 3 / رقم 1020).

309/ 13 - (قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُرَينَةَ وعُكْلٍ على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجْتَوَوْا

ص: 339

المدينةَ، فشكوا ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها"، ففعلوا، فلما صَحُّوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل وحاربوا الله ورسوله، فبعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا. قوله:(فاجتووا المدينة) قال في "لسان العرب": أي أصابهم الجوى وهو المرضُ، وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها، واستوخموها. واجتويتَ البلدَ إذا كرهتَ المقامَ فيه وإنْ كنتَ في نعمة).

(عن أنس بن مالك رضي الله عنه). (هذا حديث صحيح)(خ، م)(التوحيد / جماد آخر / 1417 هـ).

310/ 14 - (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مما يُكثر أَنْ يقولَ لأصحابه: "هل رأى أحدٌ منكم رؤيا". فيقص عليه مَنْ شاءَ الله أَنْ يقصَّ، وإنه قال لنا ذات غداةٍ: "إنه أتاني الليلةَ آتيان، وإنهما ابتَعَثَانِي، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أَتَينَا على رجُل مُضْطَجعٍ، وإذا آخر قائِمٌ عليه بصخرةٍ وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فَيَثلَغُ رأسَهُ، فَيَتَدَهْدَه الحجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُه، فلا يرجع إليه حتى يَصِحَّ رأسُه كما كان، ثم يعودُ عليه فيفعلُ به مثلما فعل المرة الأولى. قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قال: قالا لي:

ص: 340

انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجلٍ مُستلقٍ لِقَفَاهُ، وإذا آخر قائمٌ عليه بكلُّوبٍ مِنْ حديدٍ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فَيُشَرْشَرُ شِدقَهُ إلى قفاه، ومنخره إلى قَفَاهُ، وعينه إلى قفاه. قال: وربما قال أبو رجاء: فيشق. قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثلَما فعل بالجانب الأول، فما يفرغُ مِنْ ذلك الجانب حتى يَصِحَّ ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه مثلَما فعل المرَّةَ الأولى. قال: قلت: سبحان الله! ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التَّنُّور، فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغطٌ، وأصواتٌ، قال: فاطلَعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساء عراةٌ، وإذا هم يأتيهم لهبٌ مِنْ أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب: ضوضَؤا. قال قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على نهر، حسبت أنه كان يقول: أحمرَ مثلَ الدم، وإذا في النهر رجلٌ سابحٌ يَسْبَحُ، وإذا على شَطِّ النَّهر رجلٌ قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فَيَفْغَرُ له فاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه. كلما رجع إليه، فغر له فاه، فألقمه حجرًا. قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا. فأتينا على رجل كريهِ المرآةِ، كَأكْرَهِ ما أنت راءٍ رجلًا

ص: 341

مَرْآةً، وإذا عنده نارٌ يَحُشُّها ويسعى حولها. قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فيها مِنْ كُلِّ نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء، وإذا حول الرجل مِنْ أكثر ولدانٍ رأيتهم قطُّ، قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فانتهينا إلى دوحة عظيمة، لم أر دوحة قط أعظم منها، ولا أحسن! قال: قالا لي: ارقَ فيها، قال: فارتقينا فيها إلى مدينة مبنيةٍ بلبنٍ ذهبِ، ولبنٍ فضةٍ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناَها، فتلقانا رجال شطرٌ من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ!. وشطرٌ منهم كأقبحِ ما أنت راءٍ! قال: قالا لهم: اذهبوا فَقَعوا في ذلك النهر، وإذا نهرٌ معترضٌ يجري كأن ماءه المحضُ في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوءُ عنهم، فصاروا في أحسن صورةٍ. قال: قالا لي: هذه جَنةُ عَدْنٍ، وها ذاك منزلك، قال: فَسَمَا بصري صُعُدًا، وإذا قصرُ مثلُ الرَّبَابَةِ البيضاء. قال: قالا لي: ها ذاك منزلك. قال: قلت لهما: بارك الله فيكما، فذراني فأدخله. قالا: أما الآن فلا، وأنت داخلُهُ. قال: قلت لهما: فإني قد رأيت مُنْذُ الليلةِ عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أَمَّا الرجلُ الأول الذي أتيت

ص: 342

عليه يُثلغُ رأسُهُ بالحجر فإنّه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عَنِ الصلاةِ المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشَرشَرُ شِدْقُهُ إلى قفاه، ومنخرُهُ إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنّه الرجل يغدو مِنْ بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العُرَاة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزُّناة والزَّواني. وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبحُ في النَّهر ويلقمُ الحجر، فإنّه آكل الربا. وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يَحُشُّها، ويسعى حولها، فإنّه مالِكٌ خازنُ جهنمَ. وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنّه إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة. وفي رواية البرقاني:"ولد على الفطرة". قال: فقالا بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وأولاد المشركين". وأما القوم الذين كانوا شطرٌ منهم حسنًا، وشطرٌ منهم قبيحًا، فإنهم قوم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا تجاوز الله عنهم. غريب الحديث:(فيتدهده) أي: ينحط من أعلى إلى أسفل. (فيشرشر) أي: يقطع. (ضوضَؤا) أي: رفعوا أصواتهم مختلطة. (نور الربيع) أي: زهر الشجر في الربيع. (فسما بصري) أي: نظر إلى فوق. (صعدا) أي: صاعدا. (الربابة) أي: السحابة. (فذراني) أي: فاتركاني. (الفطرة) أي: أصل الحلقة التي خلقه الله تعالى عليها، قبل أن يتغير. وهذه الفطرة هي الإيمان بالله تعالى وتوحيده).

(رواه: أبو رجاء العطاردي البصري، عن سمرة بن جندب الفزاري رضي الله عنه). (هذا

ص: 343

حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم)(صحيح القصص / 86 - 88).

311/ 15 - (كانت امرأتان معهما ابناهُما، جاء الذِّئْبُ فذهبَ بابنِ إحداهما، فقالت صاحبتُها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك! فتحاكَمَتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه بذلك، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أَشُقُّهُ بينهما! فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى).

(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديث صحيح)(متفقٌ عليه)(صحيح القصص / 32).

312/ 16 - (كتب على ابنِ آدم نصيبُه من الزنى، مُدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظرُ، والأذنان زناهما الاستماعُ، واللسان زناه الكلامُ، واليد زناها البطشُ، والرجلُ زناها الخُطَا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدقُ ذلك الفرجُ ويُكذِّبُه).

(حدَّثَ به: وُهَيب بنُ خالد، قال: حدثنا سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: .. وذكر الحديث. وتابعه حماد بنُ سلمة فرواه، عن سهيل بن أبي صالح هذا الإسناد، وزاد: "والفم يزني، وزناه القُبَلُ"، وعند البيهقي في آخره: "شهد على ذلك أبو هريرة: سمعُهُ وبصرُهُ"). (قال الحاكم في "كتاب الطهارة" (1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلمٌ على

ص: 344

إخراج أحاديث متفرّقةٍ في المسندين الصحيحين يُستدلُّ بها على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة:"فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس:"لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أما حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فلم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدل به الحاكم، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري

فهذا كل ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمّا حديثُ ابن عباس:"لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعًا. أما مسلم فلأنه لم يروه أصلًا. وأما البخاري فهو من أفراده دون هذا اللفظ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: سيأتي سياق حديث ابن عباس مفردًا، بلفظ أوله: "لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له

") (م، د، حم، عو قدر، ك، هق، هق شعب)(تنبيه 10 / رقم 2200).

313/ 17 - (كنَّا نتحدثُ أن أقضى أهلِ المدينةِ: عليّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه).

(رواه: شعبة، عن أبي إسحاق السبيعيّ، قال: سمعتُ عبد الرحمن ابنَ يزيد، يُحدث عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:

فذكره). (صحيح)(ابن سعد، البزّار، ك)(حديث الوزير / 334، 75 ح 116، 14).

314/ 18 - (لا تُقطعُ اليدُ إلا في ربع دينارٍ، فما فوقَهُ).

(حدَّث به: عبد الله بنُ وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بُكَير، عن أبيه، عن

ص: 345

سليمان بن يسار، عن عَمرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالتْ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

فذكرته. ورواه: محمَّد بنُ إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، أنَّ بكير بن عبد الله الأشج حدثه، أن سليمان بنَ يسار حدثه، أن عَمرة ابنة عبد الرحمن حدثته، أنها سمعتْ عائشةَ رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقطع يدُ السارق فيما دون المِجَنِّ". قيل لعائشة: ما ثمنُ المِجَنّ؟ قالتْ: ربع دينار). (قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن يسار، إلا بكير بن عبد الله، ولا عن بكير، إلا مخرمة. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به مخرمة بنُ بكير، فتابعه يزيد بنُ أبي حبيب .. وابنُ إسحاق مدلس. وبين الحديثين فرقٌ يسر لا يعكر في إثبات التعقب؛ لأن الطبرانيّ لو أراد السياقَ كاملًا لقال: لم يروه بهذا السياق إلا فلان. والله أعلم)(م، س، طب أوسط)(تنبيه 12 / رقم 2451).

315/ 19 - (لا يزال المؤمنُ في فُسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا. وفي بعض طرقه: "لا يزال المرء").

(رواه: إسحاق بنُ سعيد بنِ عَمرو، عن أبيه، عن ابن عُمر رضي الله عنهما مرفوعًا). (صحيحٌ)(خ، حم، عبد، ابن أبي عاصم ديَّات، ك، هق، هق شعب، بغ)(التوحيد / 1422 / جمادي أول؛ تنبيه 5 / رقم 1387).

316/ 20 - (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ الله فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ).

(رواه: القاسم، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (خ، خ صغير، د، س، ت، ق، مي، ط، شفع، حم، جا، طح معاني، طح

ص: 346

مشكل، نعيم حلية، هق، بيع) (غوث 3/ 208 - 209 ح 934؛ كتاب المنتقى / 346 ح 1005).

317/ 21 - (لَتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها، حتى يُقَادَ للشاةِ الجَلْحاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ يومَ القيامَةِ).

(رواه: العلاء بنُ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: .. فذكره). (إسناده صحيحٌ)(بخ، م، ت، حم، حب، طب أوسط، هق)(الزهد / 79 ح 102).

318/ 22 - (لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت؟ " قال: لا يا رسول الله! قال: "أنِكتَها؟ " -لا يكني-، قال: فعند ذلك أمر برجمه. هذا حديث عبد الله بن محمَّد الجعفي شيخ البخاري، وهو عنده في صحيحه. أما حديث إبراهيم ابن عبد الله عند الحاكم فسياقه هكذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لماعز بن مالكٍ: "ويحك لعلك قبَّلت، أو لَمست، أو غَمزت، أو نظرت؟ " قال: لا. قال: "أفعلتها؟ " قال: نعم. قال: فعند ذلك أمر برجمه).

(رواه: عبد الله بن محمَّد المسندي الجعفي، وإبراهيم بنُ عبد الله بنِ سليمان السعدي العبسي القصار الكوفي، وزهير بنُ حرب، وعقبة بنُ مكرم، قالوا: ثنا وهب بنُ جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعتُ يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. ورواه: يزيد بنُ هارون، وإسحاق بنُ عيسى، وسليمان بنُ حرب، قالوا: ثنا جرير بن حازم هذا الإسناد).

ص: 347

(قال الحاكمُ في "كتاب الحدرد" (4/ 361): هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على البخاريّ فقد أخرجه. وقال الحاكمُ في "كتاب الطهارة"(1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلم على إخراج أحاديث متفرّقةٍ في "المسندين الصحيحين" يُستدل بهما على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة:"فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس:"لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أمَّا حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فلم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدلَّ به الحاكمُ، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري

فهذا كل ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمَّا حديثُ ابن عباس:"لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعًا. أما مسلمٌ فلأنه لم يروه أصلًا. وأمَّا البخاري فهو من أفراده دون هذا اللفظ.

قال أبو عَمرو -غفر الله له-: قد تقدم سياق حديث أبي هريرة مفردًا، بلفظ في أوله:"إنَّ الله كتب على ابن آدم حظَّهُ من الزنا .. "، وبلفظ آخر أوله:"كتب على ابنِ آدم نصيبُه من الزنى .. ").

(خ، د، حم، عبد، الإسماعيلي، طب أوسط، طب كبير، ك، هق)(تنبيه 3 / رقم 1017؛ تنبيه 10 / رقم 2200).

ص: 348