الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - أبواب: الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي
(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ)
376/ 1 - (احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم! أنت أبونا، خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة!. قال له آدم: يا موسى! اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمرٍ قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! فحجَّ آدمُ موسى. فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى).
(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. متفقٌ عليه)(صحيح القصص / 68 رقم 41).
377/ 2 - (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوَّضتُهُ منهما الجنة).
(عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يقول الله عز وجل: .. فذكره).
(هذا حديثٌ صحيحٌ، وفي الباب عن جماعة من الصحابة)(خ، بخ، ت، حم، عبد، يع، طب أوسط، طب صغير، عديّ، هق، هق آداب، خط، بغ) (تنبيه
12 / رقم 2468؛ الأمراض / 61؛ الأربعينة / 19 ح 5).
378/ 3 - (إذا أحبَّ الله تعالى عبدًا حماهُ الدُّنيا، كما يَظَلُّ أحدُكُم يَحْمي سَقيمهُ الماء).
(رواه: محمد بنُ جهضم، قال: ثنا إسماعيل بنُ جعفر: ثنا عمارة بن غزية، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، محمود بن لبيد، عن قتادة ابن النعمان فذكره مرفوعًا).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسن غريبٌ. وقال الحاكم في موضع: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبي. وقال في موضع ثاني: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ!. وليس كما قالا. وحكمهما الأول أقرب. والحديثُ حسنُ الإسناد)(ت، خ كبير، حم زهد زوائد عبد الله، ابن أبي حاتم علل، ابن أبي عاصم الزهد، حب، ابن جرير تهذيب، طب كبير، ابن قانع، ك، هق شعب، القضاعي)(الأمراض / 87 ح 33).
379/ 4 - (إذا أحبَّ الله تعالى قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبرُ، ومن حَرِجَ، فله الحَرَجُ. ووقع عند أحمد: "ومن جزع فله الجزع ").
(عن عَمرو بن أبي عَمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عم، عاصم بن عُمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد رضي الله عنه مرفوعًا).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 283)، والهيثميُّ في "المجمع" (2/ 291):"رواته ثقات"، زاد المنذريُّ:"ومحمود بنُ لبيد رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم واختُلِف في سماعه منه". وللحديث شواهد منها عن أنس وغيره، ذكرها المنذري والهيثمي، فانظرها إن شئت) (حم)(الأمراض / 38 ح 11).
380/ 5 - (إذا تقرَّب العبدُ مِنَ الله تبارك وتعالى شِبرًا، تقرَّب الله إليه ذراعًا، وإذا تقرَّب منه ذراعًا، تقرَّب إليه باعًا. لفظ المعتمر. ولفظ يحيى القطان، وابن أبي عدي هكذا: "إذا تقرَّب العبدُ منِّي شِبرًا، تقرَّبتُ منه ذراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا -أو بوعًا-، وإذا أتاني يمشي، أتيتُهُ هرولة").
(المعتمر بنُ سليمان، ويحيى بنُ سعيد القطان، ومحمد بنُ أبي عديّ: رواه ثلاثتهم عن سليمان التيميّ، عن أنس ابنِ مالك رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم به، زاد البزار:"فيما يروي عن ربه عز وجل".
فصلٌ: روى هذا الحديث محمد بن المتوكل، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم به فيما يروي عن ربه عز وجل، وزاد في آخره: وإن هَروَلَ سعيتُ إليه، والله أوسعُ بالمغفرة.
وقعت هذه الزيادة في رواية ابن حبان عن محمد بن المتوكل، عن المعتمر.
فقال الحافظ: "وهو صدوق عارفٌ بالحديث عنده غرائب وأفراد، وهو من شيوخ أبي داود في السنن".
فقال شيخنا: رضي الله عنك! فمقتضى كلامك بثبوت هذه الزيادة، وذلك لا يجري على قواعد المحدثين، فإن محمد بنَ المتوكل، وإنْ وثَّقه ابنُ معين، فقد ليَّنه أبو حاتم الرازي. وقال ابنُ عديّ، وابنُ وضاح:"كان كثير الغلط". وكذلك قال مسلمة بنُ قاسم، وزاد:"لا بأس به". وقالَ الذهبيُّ: "وله أحاديث
تُستنكر". فمثله إذا زاد زيادة على الحفاظ من أمثال المعتمر بن سليمان (1)، وعبيد الله بن معاذ العنبري، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم ابن حبيب، وموسى بن أيوب، وأبي النعمان عارم. أقول لو زاد ابنُ المتوكل، وهذه حاله على هؤلاء زيادةً، فجديرٌ أن لا تقبل منه. لما وصف به من كثرة الغلط. والله أعلم). (تخريج الحديث من غير الزيادة: خ، م، الإسماعيليّ، البرقانيّ، نعيم، البزار، هق صفات. تخريج الحديث وفيه الزيادة: حب) (تنبيه 12 / رقم 2378).
381/ 6 - (أذكرُ الحالَ التي فارقَ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، والله ما شبعَ من خُبزٍ ولحمٍ مرتين في يومٍ).
(رواه: حماد بنُ زيد، وعافية ابنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ -وهذا حديثه-، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم ابنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة رضي الله عنها، فدعت لي بطعامٍ، وقالتْ: ما أشبعُ من طعامٍ فأشاء أن أبكي إلا بكيتُ. قال: قلتُ: لِمَ؟ قالت: .. فذكرته).
(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.
قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد بنُ زيد.
قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بنُ زيد .. فهؤلاء سِتَّةٌ تابعوا حماد بنَ زيد،
(1) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: لا يُذكر المعتمر هنا فهو شيخُهم، وهؤلاء رووا عنه الحديث، ورواه عنه ابنُ المتوكل فزاد عليهم إلا أنه ممن لا تحتمل زيادته. والله أعلم.
ولكن مجالد بنَ سعيد ضعيفٌ، وإنما حسنه الترمذيُّ لشواهده الكثيرة. والله أعلم).
(ت، تم، حم زهد زوائد عبد الله، ابن سعد، ابن جرير تهذيب، طب أوسط، هق شعب)(تنبيه 12 / رقم 2441).
382/ 7 - (أذكرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما كان فيه من الجهد: ما جمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طعامَ بُرٍّ في يومٍ مرتين، حتى لحقَ بربِّه).
(رواه: حماد بنُ زيد، وعافية بن يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل ابنُ يونس -وهذا حديثه-، وهشيم بنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان ابنُ عيينة، عن مجالد، عن عامر الشعبيّ، عن مسروق، قال: بكت عائشةُ رضي الله عنها، وبيني وبينها حجابٌ، فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنين ما يبكيك؟ قالتْ: يا بنيَّ! ما ملأتُ بطني من طعامٍ فشئتُ أنْ أبكي إلا بكيتُ، .. ثم ذكرته.
وحديث جرير بن حازم مثله). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ.)(تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381).
383/ 8 - (أربعةٌ يحتجون يوم القيامة: رجلٌ أصمُّ لا يسمعُ شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرمٌ، ورجل مات في فترة. فأمَّا الأصم، فيقول: رب لقد جاء الإسلامُ وما أسمع شيئًا. وأمَّا الأحمقُ، فيقول: رب جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا، والصبيان يخذفونني بالبعر!. وأمَّا الهرم، فيقول: رب لقد جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا. وأمَّا الذي
مات في الفترة، فيقول: رب ما آتاني لك رسولٌ. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه. فيرسل إليهم: أنِ ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يدخلها سحب إليها).
(عن أبي هريرة، وعن الأسود ابن سريع رضي الله عنهما).
(هذا حديثٌ صحيحٌ)(حم، البزار، ابن أبي عاصم، هق اعتقاد).
(صحيح القصص / 69 رقم 42).
384/ 9 - (إنَّ أحدَكم لن يموتَ حتى يستوفي رزقه، فلا تستبطئوا الرزق واتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خُذوا ما حلَّ ودعُوا ما حرُم).
(عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (ق، جا، ك، هق)(تنبيه 12 / رقم 2474).
385/ 10 - (إنَّ المُفلِسَ مِنْ أُمَّتِي يأتي يومَ القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شَتَمَ هذا وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعطَى هذا مِنْ حسنَاتِه وهذا مِنْ حسنَاتِه، فإِنْ فَنَيتْ حسنَاتُهُ قبلَ أَنْ يقضِي ما عليه، أُخِذَ مِنْ خطاياهُم فطرِحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النَّار).
(العلاء بنُ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به).
(حديثٌ صحيحٌ)(م، ت، حم، هق)(رسالتان / 113).
386/ 11 - (إنَّ ثلاثةً في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أنْ يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. فمسحه، فذهب عنه قذره، وأعطي لونًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر شك الراوي-، فأعطى ناقة عشراء، فقال بارك الله لك فيها. فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. فمسحه، فذهب عنه، وأعطي شعرًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملًا، وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري، فأبصر الناس. فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدًا، فأنتج هذان، وولد هذا. فكان لهذا وادٍ من الإبل ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرًا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة. فقال: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس
فقيرًا فأعطاك الله؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابرٍ!! فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد هذا. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورتة وهيئته، فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيءٍ أخذته لله عز وجل. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك.
غريب الحديث: قذرني الناس: أي تباعدوا عني وكرهوني بسببه. أتبلغ بها: أي أبلغ بها المنزل الذي أريد. الناقة العشراء: هي الحامل. انقطعت بي الحبال: أي الأسباب. ما أجهدك: أي لا أشق عليك).
(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ، متفق عليه)(مجلة الهدي النبوي / محرم - صفر 1426؛ صحيح القصص / 15 - 17).
387/ 12 - (أنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته مَلَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّهَا؟ قال: لا،
غير أني أحببتهُ في الله عز وجل. قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبك كما أحببته فيه).
(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(م، حم)(صحيح القصص / 71؛ التوحيد / 1419 / شوال؛ 1426 / جمادى الأولى).
388/ 13 - (إنَّ عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
(عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: "حسنٌ غريبٌ". وحسَّن إسناده شيخُنا الألباني رحمه الله. وفي الباب شواهد ذكرها المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 283)، والهيثميُّ في "المجمع"(2/ 291) فانظرها إن شئت) (ت، ق، أبو بكر بن نجيح البزار، القضاعي، بغ)(الأمراض / 38، 39).
389/ 14 - (انطلق ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدت عليهم الغار؛ فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان، شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا فنأىء بي طلب الشجر، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وأن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبثت والقدح على
يديَّ أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربها غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة. فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه، قال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم، كانت أحب الناس إلي. -وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء-، فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها -وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها-، قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم استأجرت أُجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال يا عبد الله! أَدِّ إليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق!! فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه فلم يترك منه شيئًا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا
ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.
غريب الحديث: (أغبق) أي لا أقدم في الشرب قبلهما أهلًا ولا مالًا من رقيق وخادم.
والغبوق: شربُ العشي. (فلم أرح عليهما) أي لم أرجع. (برق الفجر) أي ظهر نوره. (يتضاغون) أي يصيحون من الجوع).
(عن عبد الله بن عُمر بنِ الخطاب رضي الله عنهما مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفق عليه)(مجلة الهدي النبوي / الجماديان 1425؛ صحيح القصص / 6،5)
390/ 15 - (بينما رَجُلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بِئْرًا فنزلَ فيها فَشَرَبَ، ثم خرج فإذا كلبٌ يِلْهَثُ، يأكُلُ الثَّرَى مِنَ العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ مِنَ العطشِ مِثْلُ الذي كان قد بلغ مني، فنزلَ البئر فملأ خُفَّهُ ماءً، ثم أمسكه بِفِيهِ، حتى رَقَى فسَقَى الكلبَ، فشكر الله له، فغفر له. قالوا: يا رسول الله! إنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: في كلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ".
وفي رواية للبخاري: "فشكر الله له، فغفر له، فأدخلهُ الجنة".
وفي رواية للبخاري ومسلم: "بينما كلبٌ يطيفُ بِرَكِيَّةٍ، قد كادَ يقتُلُهُ العطشُ، إذ رَأتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايا بني إسرائيل، فنزعتْ مُوقَهَا فاستقتْ له به، فسقَتْهُ فَغُفِرَ لها به").
(عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. فذكره). (هذا حديثٌ
صحيحٌ) (متفق عليه)(صحيح القصص / 18).
391/ 16 - (دعا رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على خبزِ شعيرٍ، وإهالةٍ سَنِخَةٍ. قال: ولقد سمعته ذات مرة، يقول: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، ما أصبح عندَ آلِ محمدٍ صاعُ تمرٍ، ولا صاعُ بُرٍّ". وإن له يومئذ لتسع نسوة، ولقد رُهِنَ درعٌ له عند يهوديّ في المدينة، وأخذ فيه طعامًا، وما وجدَ مَنْ يَفْتَكها به).
(رواه: أسد بنُ موسى، وآدم بنُ أبي إياس، والحسن بنُ موسى الأشيب ثلاثتهم عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النَّحويّ، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه به).
(قولة: "إهالة"، قال السندي: بكسر الهمزة: المذابُ من الألْية، وقيل: هو الدهن الذي يُؤتَدم به مطلقًا. وقوله: "سَنِخة" بفتح فكسر وإعجام خاء: متغيرة الرائحة من طول الزمان. كذا من حاشية مسند الإمام أحمد 3/ 133).
(ق، حم، يع، طب أوسط، حب)(تنبيه 12 / رقم 2370).
17/ 392 - (صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتَي العشاء، فلما انصرف أقبل إلينا بوجهه ضاحكًا، فقال: "ألا تسالوني مما ضحكتُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "عجبتُ من قضاء الله للعبد المسلم، إنّ كل ما قضى الله له خيرٌ، وليس أحدٌ كلُّ قضاءِ الله له خيرٌ إلا العبدُ المسلم").
(رواه: يُونُس بنُ عُبَيد -وهذا لفظ حديثه كما عند الطبراني-، وحماد بنُ سلمة،
وسليمان بنُ المغيرة، ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب رضي الله عنه به. ولفظ حديث "حماد" ذكرتُه في "الإيمان"، أمَّا لفظ حديث "سليمان" فذكرته في "الطب"). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(م، مي، حم، طب كبير، حب، هق، نعيم حلية)(الأمراض / 25 ح 1).
393/ 18 - (غزا نبيُّ من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- فقال: لا يتبعني رجلٌ ملك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها، ولما يبنِ بها. ولا أحدٌ بني بُيُوتًا ولم يرفع سُقُوفَهَا، ولا أحدٌ اشترى غنمًا أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر وِلادَها، فغزا، فدنا من القرية صلاةَ العصرِ، أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورةٌ وأنا مأمورٌ، اللهم احبسها علينا، فحُبِسَت حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني: النار- لتأكلها فلم تطعَمْها، فقال، إنَّ فيكم غُلُولًا، فليُبَايِعْنِي من كل قبيلةٍ رجلٌ، فَلَزِقَت يَدُ رجلٍ بيده، فقال: فيكم الغُلُول، فليُبَايِعْنِي قبيلتُك فلزقت يَدُ رجلين أو ثلاثةٍ بيده، فقال: فيكم الغُلُول فجاءوا برأسٍ مثلِ رأس بقرةٍ من الذهب، فوضعوها، فجاءت النارُ فأكلتها، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ثم أحلَّ الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا وعجزنا، فأحلَّها لنا.
غريب الحديث: بُضع امرأة: هو فرجها، وهو كناية عن النكاح. يبني بها: أي لم يدخل بها. الغلول: الخيانة في المغنم)
(أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. متفقٌ عليه)(مجلة الهدي النبوي / ذو القعدة- ذو الحجة 1425 / هـ؛ صحيح القصص / 13 - 14).
394/ 19 - (قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل، فَسُئِل: أيُّ الناس أعلمُ؟ فقال: أنا. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى الله إليه: إن لِي عبدًا بمجمع البحرين، هو أعلمُ منكَ. قال: يا ربّ! وكيف لِي به؟ فقيل: احمل حوتًا في مِكْتَل، فإذا فقدته، فهو ثَمَّ. فانطلق، وانطلق معه فتاه يُوشع بنُ نون، وحمل حوتًا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة، فوضعا رؤوسَهُمَا فناما، فانسلَّ الحوتُ مِنَ المكتل، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، وكان لموسى وفتاه عجبًا. فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، فلما أصبح قال موسى لفتاهُ:{آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62]، ولم يجد موسى مسًّا مِنَ النَّصَبِ حتى جاوز المكان الذي أمره الله به، فقال له فتاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} [الكهف: 63] قال موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مُسَجَّى بثوبٍ، فسلم موسى. فقال الخَضِرُ: أني بأرضك سلامٌ؟! قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 66، 67] يا موسى: إني على علمٍ مِنْ علمِ الله تعالى عَلَّمَنِيه، لا تعلمه أنت، وأنت على علمٍ مِنْ علمِ الله تعالى عَلَّمَكَهُ الله لا أعلمه. قال:{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: 69]، فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرَّت سفينةٌ، فكلَّمُوهم أنْ يحملوهم، فعرفوا الخضرَ فحملوهما بغير نول، وجاء عصفورٌ فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر. فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمُك مِنْ علمِ الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر! فعمد الخضرُ إلى لوحٍ مِنْ ألواح السفينة فنزعه. فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نول، عمدتَ إلى سفينتِهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال:{أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 72، 73] فكانت الأولى مِنْ موسى نسيانًا. فانطلقا، فإذا غلامٌ يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضرُ برأسه مِنْ أعلاهُ، فاقتلع رأسه بيده، فقال له موسى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74]{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 75] {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا
يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77]، قال الخضرُ بيده {فَأَقَامَهُ} ، فقال موسى:{لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 77، 78]. يرحمُ الله موسى لوددنا لو صبر حتى يَقُصَّ مِنْ أمرهما).
(عن أُبّيّ بنِ كعب رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه)(صحيح القصص / 51 - 52).
395/ 20 - (كان مَلِكٌ فيمن كان قبلكم، وكان له ساحرٌ، فلما كَبِر قال للملك: إني قد كَبِرتُ، فابعث إليَّ غلامًا أعلمهُ السحر؛ فبعث إليه غلامًا يعلمه، فكان في طريقه إذا سلكَ راهبٌ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مَرَّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحرَ ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلَك فقل: حبسني الساحرُ. فبينما هو كذلك، إذ أتى على دابةٍ عظيمةٍ قد حَبَسَت الناس، فقال: اليومَ أعلمُ آلساحرُ أفضلُ أم الراهبُ أفضلُ؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهبَ فأخبره. فقال له الراهبُ: أي بُنَيَّ أنت اليوم أفضلُ مِنِّي،
قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ وكان الغلام يُبريءُ الأَكْمَه والأَبْرَص، ويُداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليسٌ للملك كان قد عَمِيَ، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمعُ إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله، فإن أنتَ آمنت بالله، دعوت الله فشفاك. فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يُعَذِّبُهُ حتى دَلَّ على الغلام. فجيء بالغلام، ففال له الملك: أي بُنَيَّ قد بلغ من سحرك ما تبريء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأي، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذُرْوَتَهُ، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت،
فرجف بهم الجبل، فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلُبُنِي على جِذعٍ، ثم خذ سهمًا من كِنَانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله ربِّ الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهمًا من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صُدغِهِ، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتِيَ الملِكُ فقيل له: أرأيت ما كنت تحذرُ، قد والله نزل بك حَذَرُك. قد آمن الناس. فأمر بالأخدود في أفواه السِّكَك فَخُدَّت، وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا، حتى جاءت امرأةٌ، ومعها صبيٌّ لها، فتقاعست أن تقعَ فيها، فقال لها
الغلام: يا أمَّاه اصبري، فإنَّكِ على الحق.
غريب الحديث: الأكمه: الذي ولد أعمى. مفرق رأسه: أي وسطه. ذروة الجبل: أعلاه. الجذع: هو العود من أعواد النخل. كنانتي: بيت السهام. كبد القوس: وسطه. خُدَّت: أي شُقّت. أقحموه فيها: أي ألقوه فيها. القرقور: نوعٌ من السفن. أضرم: أي أوقد. تقاعست: أي توقفت وجبُنَت).
(عن صهيب الرومي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:. . . فذكره).
(هذا حديثٌ صحيح)(م)(مجلة الهدي النبوي / رمضان، شوال / 1425 هـ؛ صحيح القصص / 11،10،9).
396/ 21 - (لا تنظر إلى صِغَرِ الخطيئةِ، ولكن انظُر مَنْ عَصَيتَ).
(رواه الوليد بنُ مسلم، قال: سمعتُ الأوزاعيّ يقول: سمعتُ بلال بنَ سعدٍ يقول:. . فذكره مقطوعًا عليه). (صحيحٌ. وقد رُوِيَ هذا المتنُ مرفوعًا، ولا يصح.).
(حم زهد زوائد عبد الله، ابن المبارك، الفسوي، الطيوري، عق، ابن بشران، الُمخَلَّص، هق شعب، نعيم حلية)(حديث الوزير / 231 - 232 ح 72؛ النافلة / رقم 23).
397/ 22 - (لمَّا عُرِج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاس، يَخمشون وجوههم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس، ويقعون في أعراضهم).
(عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (م، طب أوسط، ابن أبي الدنيا)(تنبيه 12 / رقم 2467؛ الصمت / 265 ح 165، 572).
398/ 23 - (ما أشبعُ فأشاءُ أن أبكي إلا بكيتُ، وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي عليه أربعةُ أشهرٍ ما يشبعُ من خُبزِ بُرٍّ).
(رواه: حماد بن زيد، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم بنُ بشير -وهذا حديثه-، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها، وهي تبكي، فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنين ما يبكيك؟ قالتْ:. . فذكرته).
(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.
قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد ابنُ زيد.
قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بنُ زيد. . فهؤلاء سِتَّةٌ تابعوا حماد بنَ زيد ولكن مجالد بنَ سعيد ضعيفٌ، وإنما حسنه الترمذيُّ لشواهده الكثيرة. والله أعلم).
(تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381).
399/ 24 - (ما شبعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من خبزِ بُرٍّ في يومٍ مرتين، حتى لحق بالله عز وجل.
(رواه: حماد بنُ زيد -وهذا حديثه-، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم بنُ بشير، وجرير ابنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.)(تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 381).
400/ 25 - (ما شبعْتُ بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم من طعامٍ، ولو شئتُ أنْ أبكي لبكيتُ وما شبعُ آلُ محمدٍ حتى قُبِضَ).
(رواه: حماد بنُ زيد، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل ابنُ يونس، وهشيم بنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة -وهذا حديثه -، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها).
(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.)(تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381).
401/ 26 - (ما مِنْ رجلٍ يحفظُ عِلْمًا فَيكتمَهُ، إلا أتى يومَ القيامة ملجومًا بلجامٍ مِنْ نارٍ. لفظ ابنِ ماجة).
(رواه: عطاء بنُ أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. ورواه عن عطاء جماعةٌ من الكبار، منهم: الشعبيّ، وعليّ بن الحكم، وقتادة، والحجاج بن أرطاة، والأعمش، وليث بنُ أبي سُلَيم، وسماك بنُ حرب، ومالك بنِ دينار، وسعد بنُ راشد، ومعاوية ابنُ عبد الكريم، والعلاء بنُ خالد الدارميّ، وسليمان التيميّ، وابنُ جُرَيج. وقد رواه آخرون، عن أبي هريرة، منهم: محمد بنُ سيرين، وسعيد بنُ المسيب، وسعيد المقبري).
(هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد ورد أيضًا من حديث: عبد الله بنِ عَمرو، وابنِ عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر بنِ عبد الله، وأنس بنِ مالك، وابنِ مسعود، وعَمرو ابنِ عبسة، وطلق بنِ عليّ، وعبد الله بنِ عُمر، وسعد بنِ المدحاس، رضي الله عنهم.
قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر سياق آخر لحديث أبي هريرة، وكذا سياق
حديث عبد الله بن عَمرو، في أبواب "العلم وآداب طلبه" من الجزء الثاني).
(د، ت، ق، حم، ش، طي، يع، حب، البزار، ابن الأعرابي، طب صغير، طب أوسط، نعيم، ابن بشران، ك، ك مدخل، تمام، ابن عبد البر جامع، عق، عدي، هق مدخل، أبو سهل بن القطان، خط، خط كفاية، نجم الدين النسفي، الرافعي، القضاعي، جوزي)(التسلية / ح 15؛ ابن كثير 1/ 131؛ جنة المرتاب / 106؛ فصل الخطاب / 33؛ تنبيه / 302 رقم 304).
402/ 27 - (ما مِنْ مرضٍ أو وَجَعٍ، يُصِيبُ المُؤمِنَ إلا كان كفارةً لذنبه، حتى الشوكة. وعند البخاري وغيره:"حتى الشوكة يُشاكها".
وفي رواية معمر وغيره: "أو النكبة ينكبها").
(الزهري، عن عُروة، عن عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(ح، بخ، م، حم، عبد، حب، هق، بغ)(الأمراض / 40 ح 12).
403/ 28 - (ما من مسلم يُشاك بشوكةٍ فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجةً، وحط عنه في خطيئةً).
(رواه: الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا. تابعه منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: دخل شاب من قريش على عائشة وهي بمنى، وهم يضحكون، فقالت: ما يُضحِكُكم؟ قالوا: فلانٌ خرَّ على طنب فسطاط، فكادت عنقه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم .. فذكرته.
وخالفهما حماد بنُ أبي سليمان فرواه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة مرفوعًا بسياق مختلف).
(هذا حديثٌ صحيحٌ)(م، ت، هناد، حم، ش، فاكه، طح مشكل، هق آداب، هق شعب)(الأمراض / 42 ح 14).
404/ 29 - (ما من مسلم يُصرَعُ صَرْعَةً مِن مرضٍ إلا بُعِثَ منها طاهرًا).
(رواه: سالم بن عبد الله المحاربي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وسالم بن عبد الله: ذكره ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1 / 185)، ونقل عن أبيه أنه قال:"صالح الحديث". ونقل ابنُ عساكر توثيقه عن آخرين) (ابن أبي الدنيا مرض، طب كبير، هق شعب، كر)(الأمراض / 45 ح 16؛ التوحيد / جماد أول / 1419 هـ).
405/ 30 - (يا ابنَ عُمر! كُنْ في الدنيا كأَنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ، وَعُدَّ نفسَكَ مع الموتى. قال مجاهدٌ: قال لي ابنُ عُمر: إذا أَصْبَحْتَ فلا تُحدِّثْ نفسك بالمساء، وإذا أمْسَيْتَ فلا تُحَدِّثْ نفسك بالصباح، وخُذ مِنْ صِحَّتِك لمرضك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدًا).
(رواه: الأعمش، وليث بنُ أبي سُلَيم، وأيوب بنُ أبي تميمة السختياني، ومنصور أبي المعتمر، وأبو يحيى القتات، جميعا عن مجاهد، عن ابن عُمرَ رضي الله عنهما، قال: أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، ثم قال: "يا ابن عُمر. . وذكر
الحديث". وفي حديث الأعمش، قال: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأَنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ"، وكان ابنُ عُمَرَ يقول: "إذا أَمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ من صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ"، وليس عنده "وَعُدَّ نفسَكَ مع الموتى").
(هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد توبع مجاهد عليه. تابعه عبدة بنُ أبي لبابة، عن ابن عُمر رضي الله عنهما (ح، ت، س كبرى، ق، حم، ش، حب، حب روضة، عق، عدي، الروياني، الحكيم الترمذي، الحارت، ابن الأعرابي، الإسماعيلي معجمه، ابن أبي الدنيا قِصَر، الآجري غرباء، قط أفراد، القضاعي، عبد الجبار الخولاني، الأصبهاني، خط، كر، بغ، الشجري، الرافعي، طب كبير، طب صغير، طب مسند الشاميين، نعيم حلية، هق شعب، جوزي مشيخته، ابن المبارك، هناد، حم، ابن أبي عاصم، هق، خمستهم في الزهد).
(حديث الوزير / 275 - 281 ح 94؛ الأربعون / 71 ح 32؛ تنبيه 8 / رقم 1950).