المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا - المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة - جـ ١

[أبو إسحق الحويني]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌التقديم ولماذا المنيحة

- ‌تسهيل الإفادة من (السلسلتين: الصحيحة والضعيفة):

- ‌أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب المنتقى منها الأحاديث في المنيحة بسلسلتي الأحاديث

- ‌الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج اللأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي اللأحاديث الصحيحة والضعيفة

- ‌1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان

- ‌2 - أبواب: الأخلاق والآداب والاستئذان والمعاملات

- ‌3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة

- ‌4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب واالسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة

- ‌5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية

- ‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة

- ‌8 - أبواب: البيوع والتجارات والوكالات والعتق

- ‌9 - أبواب: تأويل مُختلف ومُشكل الحديث

- ‌10 - أبواب: التفسير وفضائل القرآن

- ‌11 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر

- ‌12 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

- ‌13 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك

- ‌14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

- ‌15 - أبواب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

- ‌16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

- ‌17 - أبواب: الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي

- ‌18 - أبواب: السير والمغازي والجهاد

- ‌19 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان

- ‌20 - أبواب: الصوم والاعتكاف

الفصل: ‌16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

‌16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ)

354/ 1 - (أَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخرِجَ زكاةَ الفِطْرِ قبلَ أَنْ نَخْرُجَ إلى الصلاةِ يومَ الفِطْرِ).

(رواه: موسى بنُ عُقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما بهذا).

(هذا صحيحٌ)(خ، م، د، س، ت، جا، خز)(حديث الوزير / 145 - 147 ح 40).

355/ 2 - (إنَّ أكثرَ ما أخافُ عليكم ما يخرجُ الله لكم مِنْ بَرَكاتِ الأرض، وإنَّ هذا المال خضرة حلوة).

(رواه عطاء بنُ يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا).

(حديثٌ صحيحٌ)(خ، م، س، حم، عب، طي، يع، حب، هق، هق أربعون، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

356/ 3 - (أنَّ رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إِنَّ أُمِّي افتُلِتَت نفسُها، وأظنُّها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجرٌ إِنْ تصدقْت عنها؟ قال: "نعم". قوله: (افتُلِتَت نفسُها). يعني: ماتت فجأة)

ص: 369

(رواه الإمامُ مسلم، وأحمد بنُ عليّ الأبَّار، عن أمية بن بسطام، قال: نا يزيد ابنُ زُرَيع، عن روح بن القاسم، عن هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها به). (وقد رواه مالكٌ، وابنُ عُيَينة، ويحيى بنُ سعيد، وعبدة ابنُ سليمان، وحماد بنُ زيد، ومحمد بنُ جعفر، وشعيب بنُ إسحاق، وجعفر بنُ عون، ومحمد بنُ بشر، وجرير بنُ عبد الحميد، وحماد بنُ أسامة، وعليّ بنُ مُسهر، وسعيد ابنُ عبد الرحمن الجمحي، وزمعة بنُ صالح، وداود بنُ عبد الرحمن العطار. كلهم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها).

(م، طب أوسط)(تنبيه 12 / رقم 2457).

357/ 4 - (أنَّ رجلًا قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم إنَّ أمَّه تُوفِّيت، أفينفعُها إن تصدقتُ عنها؟ قال: "نعم". قال: فإنَّ لِي مخرافًا، وأُشهدُك أني قد تصدقتُ عنها. هذا لفظ زكريا بن إسحاق).

(أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله! إنَّ أُمِّي تُوفِّيت ولم توصِ، أفينفعُها أن أتصدق عنها؟. قال: "نعم". وهذا لفظ: محمد بن مسلم الطائفيّ).

(زكريا بنُ إسحاق، ومحمد ابنُ مسلم، وسفيان بنُ عيينة: ثلاثتُهم عن عَمرو ابن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به).

(حديثٌ صحيحٌ. المخراف هو: النخل)(خ، خد، د، ت، س، حم، يع، ك، طب كبير، طب أوسط)(تنبيه 4 / رقم 1221؛ تنبيه 12 / رقم 2500، 2501).

358/ 5 - (إِنَّ رجلًا لم يعملْ خيرًا قطُّ، وكان يُداينُ النَّاسَ،

ص: 370

فيقولُ لرسوله: خُذ ما تيسر وأترك ما عَسُرَ، وتجاوز، لعلَّ الله أنْ يتجاوز عنِّا. فلما هلك قال الله: هل عملت خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلامٌ، وكنت أُداينُ النَّاسَ، فإذا بعثتُهُ يتقاضى، قلتُ له: خذ ما تيسر، واترك ما عَشرَ وتجاوز، لعلَّ الله أنْ يتجاوز عنَّا. قال الله: قد تجاوزتُ عنك).

(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(س، حب، ك)(صحيح القصص / 30؛ تنبيه 2 / رقم 849).

359/ 6 - (أنَّ سعد بنَ عُبادة رضي الله عنه تُوفِّيت أُمُّه وهو غائبٌ عنها، فقال: يا رسول الله إنَّ أُمِّي تُوفِّيت وأنا غائبٌ عنها، أينفعُها شيءٌ إن تصدقتُ به عنها؟ قال: "نعم". قال: فإنِّي أُشهدُك أن حائطي المخراف صدقةٌ عليها).

(رواه: يعلى بنُ مسلم، أنه سمع عكرمة، يقول: أنبأنا ابنُ عباس رضي الله عنهما، به). (صحيحٌ)(خ، عب، حم، خز، هق)(تنبيه 4 / رقم 1221؛ تنبيه 12 / رقم 2500).

360/ 7 - (بينا رجلٌ بفلاةٍ مِنَ الأرض، فسمع صوتًا في سحابة يقول: اسق حديقةَ فلان! فتنحى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءَه في حرَّةٍ، فإذا شرجةٌ مِنْ تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبَّع الماء، فإذا رجل قائمٌ في حديقته، يحول الماء بمسحاته، فقال له:

ص: 371

يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلانٌ، للاسم الذي سمع في السحابة. فقال: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟! قال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤهُ، يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أمَّا إذا قلت هذا، فإنِّي أنظرُ إلى ما يخرجُ منها، فأتصدقُ بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرُدُّ فيها ثُلُثًا).

(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(م، حم)(صحيح القصص / 41).

361/ 8 - (جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فسأله. فقال: "ما عندي شيءٌ أُعطِيكَ، ولكن استقرِض حتى يأتينا شيءٌ فَنُعطِيكَ". فقال عُمر: ما كلَّفك الله هذا، أعطيتَ ما عندك، فإذا لم يكن عندك فلا تكلف. قال: فَكَرِه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قولَ عُمر حتى عُرِفَ في وجهه. فقال الرجلُ: يا رسول الله بأبي وأمي أنتَ فأَعْطِ، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا. فتبسمَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: "بهذا أُمِرتُ").

(قال إسحاق ابنُ إبراهيم الحنينيّ -واللفظ له-، وموسى بنُ أبي علقمة المديني، ويحيى بنُ محمد ابنِ حكيم: نا هشام بن سعد، عن زيد بنُ أسلم، عن أبيه، عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه به).

(إسحاق بنُ إبراهيم، قال البزار: لم يكن بالحافظ. وموسى بنُ أبي علقمة، مجهولٌ، قال الذهبيُّ في "الميزان": ما علمتُ يروي عنه سوى ولده هارون. اهـ.

ص: 372

وهارون بنُ موسى: صدوقٌ متماسكٌ. ويحيى بنُ محمد بنِ حكيم، هذا ذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: عن أهل المدينة. اهـ.

وهذا الحديث عندي حسنٌ، واجتماع هؤلاء على ما فيهم يُعطي قوةً لروايتهم.

والله أعلم) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 46).

362/ 9 - (صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ من المغنم، فلمَّا سلّم أخذ وبرةً مِنْ جنبِ البعير، ثم قال: ولا يحلُّ لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخُمُسُ، والخمُسُ مردودٌ فيكم).

(رواه الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا عبد الله بنُ العلاء بنِ زبر، أنه سمع أبا سلام، قال: سمعتُ عَمرو بنَ عبسة رضي الله عنه، يقول: .. فذكر الحديث).

(هذا سندٌ صحيحٌ حجةٌ. وفيه إثبات سماع أبي سلام الأسود ممطور الأعرج من عَمرو بن عبسة الصحابي رضي الله عنه. وردٌّ على نفي أبي حاتم الرازي سماعه منه، إذ قال - كما في "المراسيل" (ص 215)، وفي "الجرح والتعديل" (4/ 1 / 431) -:"ممطور الأعرج، عن عمرو بن عبسة. مرسل". وسأله ابنُهُ عبد الرحمن -كما في "العلل"(908) - عن حديث رواه ممطور، قال: سمعتُ عَمرو بن عبسة .. فقال أبو حاتم: ما أدري ما هذا؟ لم يسمع أبو سلام من عَمرو بن عبسة شيئًا، إنما يروي عن أبي أمامة، عنه".

قلتُ: كذا قال أبو حاتم. والحديث الذي سأله عنه ولده: سنده صحيحٌ حجةٌ.

وعبد الله بنُ العلاء بن زَبْر ثقةٌ. وثقه: ابنُ معين، ودُحَيم، ومعاوية بنُ صالح، وأبو داود. وسُئِلَ عنه دُحَيم -وهو من أعرف الناس بأهل الشام- فوثقه جدًّا.

وقال عَمرو بنُ عليّ الفلاس: "حديث الشاميين كلُّه ضعيفٌ إلا نفرًا منهم عبد الله

ص: 373

ابن العلاء بن زبر". وسئل عنه هشام بنُ عمار، فقال: "بخٍ، ثقة". ووثقه: ابنُ سعدٍ، والفسويُّ، والدارقطنيُّ، وابنُ حبان. والوليد بنُ مسلم: ثقةٌ، عِيبَ عليه أن يدلس تدليس التسوية، وقد صرح في جميع الإسناد كما رأيت، وقال أبو حاتم في "العلل" (977) -:"الوليد عندي كثير الغلط"، ولم يتفرد به مع ذلك، فتابعه: محمد بنُ شعيب بن شابور، قال: ثنا عبد الله بنُ العلاء، قال: ثنا أبو سلام، قال سمعت عَمرو بن عبسة، فذكر مثله. أخرجه الحاكم (3/ 616 - 617).

ومحمد بنُ شعيب بنِ شابور: كيِّس عاقل من ثقات الشاميين.

فإذا أضفت إلى صحة الإسناد أن أبا سلام شاميٌّ، وكذلك عَمرو بن عبسة، ولا يمتري أحدٌ في معاصرة أبي سلام لعَمرو، وأبو سلام غير مدلس.

أقول: إذا اعتبرت هذا جزمت بصحة السماع.

يضاف إلى هذا أن البخاريَّ، وهو حجةٌ في هذا الباب، روى هذا الحديث في "التاريخ الكبير"(4/ 2 / 58)، قال: وقال سليمان بنُ عبد الرحمن: نا الوليد ابنُ مسلم، قال: أخبرني عبد الله بنُ العلاء: سمع الحبشي -أراه أبا سلام-، قال: حدثني عَمرو بنُ عبسة، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعير .. نحوه.

ومن عرف طريقة البخاريّ في "تاريخه"، علم أنه أورد مثل هذا الإسناد لإثبات السماع.

أما قول أبي حاتم: "إنما يروي عن أبي أمامة، عنه" فيشير إلى الحديث، الذي رواه أبو سلام، عن أبي أمامة، عن عَمرو بن عبسة، وذكر قصة إسلامه.

وهو عند أبي داود (1277)، والحاكم (3/ 617) مختصرًا، والطبراني في "مسند الشاميين"(806، 863)، وأبي نعيم في "الدلائل"(198). وصححه الحاكم،

ص: 374

ووافقه الذهبيُّ.

فنقول: مثلُ هذا الإسناد لا يكون حجةً في إثبات الانقطاع، إنما يكون أمارةً. والراوي قد يروي عن شيخه مباشرة، وقد ينزل، فيروي عن رجلٍ عنه، وهذا كثيرٌ جدًّا في الأسانيد، فلم يأت أبو حاتم بحجة مقنعةٍ لتثبيت قوله.

وقد روى الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" أحاديث أخرى مسلسلة بالسماع، وانظر الأرقام (803، 863).

قال أبو عَمرو -غفر الله له -: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 94، 137، 299، 473، 495).

(د، طب مسند الشامين، ك، هق)(التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124).

363/ 10 - (طوبى لِمَن هُدِيَ إلى الإسلام، وكان عيشُهُ كَفافًا، وقَنَعَ به).

(رواه: حميد بنُ هانيء أبو هانيء الخولانيّ، عن عَمرو بن مالك الجنبي، أنه سمع فضالة بنَ عبيد رضي الله عنه، فذكره مرفوعًا).

(حديثٌ صحيح. قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبيُّ! والصواب أنه صحيحٌ فقط، لأن مسلمًا لم يخرج لعمرو بن مالكٍ شيئًا، والله أعلم).

(ت، حم، ابن المبارك، حب، ابن شاهين ترغيب، طب كبير، ك، القضاعي، الأصبهاني)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

ص: 375

364/ 11 - (انطلق بي أبي يحملني إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، نَحَلَنِي نُحْلًا لِيُشْهِدَهُ على ذلك، فقال يا رسول الله: إني قد نَحْلتُ النعمانَ هذا الغلام نُحْلًا فاشهدْ عليه، قال: أَكُلَّ وَلَدِكَ نحلتْ مثلَ هذا، قال: لا. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: يَسُرُّكَ أن يكونوا إليك في البِرِّ سواءٌ؟ قال: بلى. قال: فَأَشْهد على هذا غيري).

(رواه: عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما به).

(إسناده صحيحٌ)(خ، بخ، م، د، س، ق، حم، طي، حمي، حب، جا، طح معاني، قط، هق، خط)(غوث 3/ 249 ح 992؛ كتاب المنتقى / 365 ح 1066).

365/ 12 - (قال رجلٌ: لأتصدقنَّ الليلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّقَ الليلةَ على سارق. فقال: اللهم لك الحمدُ على سارق!. لأتصدقن الليلةَ بصدقةٍ، فخرج بصدقته، فوضعها في يد زانيةٍ، فأصبحوا يقولون: تصدق الليلةَ على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانيةٍ!. لأتصدقن الليلة بصدقةٍ. فخرج بصدقته، فوضعها في يد غَنِيِّ، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلةَ على غنيٍّ، فقال: اللهم لك الحمدُ على سارق، وعلى زانيةٍ، وعلى غني. فأُتى، فقيل له: أمَّا صدقتك على سارق، فلعله أَنْ يستعف عَنْ سرقته، وأَمَّا الزانيةُ فلعلها أَنْ تستعفَ

ص: 376

عَنْ زناها، وأمَّا الغنيُّ فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله).

(عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(متفقٌ عليه)(صحيح القصص / 36).

366/ 13 - (قد أفلحَ مَنْ أسلَمَ، ورُزِقَ كَفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه).

(رواه عبد الله بنُ يزيد المقريء، قال: ثنا سعيد بنُ أبي أيوب: ثني شرحبيل ابنُ شريك، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعًا فذكره).

(حديثٌ صحيحٌ. وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط الشيخين. كذا قال! واستدراكه على مسلم وهمٌ، فقد أخرجه كما ترى، ثم ليس هو على شرط البخاري؛ لأنه لم يخرج شيئًا في صحيحه لشرحبيل بن شريك).

(م، نعيم، ت، حم، حم زهد، عبد، ك، هق، هق شعب، هق أربعون، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ؛ شعبان / 1420 هـ؛ شعبان / 1419 هـ؛ الأربعون / 103 ح 55؛ تنبيه 7 / رقم 1664).

367/ 14 - (كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ النَّاسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ. إنَّ جبريلَ كان يلقاهُ كلَّ ليلةٍ مِنْ رمضانَ تنسلخُ؛ يعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبريلُ، كان أجودَ بالخير مِنَ الرِّيحِ المرسَلَةِ).

(رواه: الزهريُّ، عن عُبَيد الله بن عُتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.

ورواه عن الزهريّ جماعةٌ من أصحابه، منهم: إبراهيم بنُ سعد، ومعمر بنُ راشد،

ص: 377

ويونس بنُ يزيد. وتابعهم: محمد بنُ إسحاق، فرواه عن الزهريّ بسنده سواء، بلفظ:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعرضُ الكتابَ على جبريل في كلِّ رمضانَ، فإذا أصبحَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ليلته التي يَعْرِضُ فيها ما يَعْرِضُ، أصبحَ وهو أجودُ من الرّيحِ المرسَلَةِ، لا يُسأل شيئًا إلا أعطاه، فلمَّا كان الشهرُ الذي هَلَكَ بعدَهُ، عَرَضَهُ عليهِ مَرَّتَينِ". وهذا سندٌ حسنٌ، لولا تدليس ابن إسحاق).

(صحيحٌ. وأمَّا عرض القرآن مرتين، فإنه مرويٌّ أيضًا من حديث: أبي هريرة، وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما؛ وفيه مراسيل).

(خ، بخ، م، س، س فضائل، تم، حم، عب، ش، الذهلي جزء من حديثه، عبد، ابن سعد، يع، خز، حب، أبو الشيخ أخلاق، أبو محمد الجوهري، هق، هق شعب، هق دلائل، بغ)(ابن كثير 1/ 235؛ الفضائل / 150؛ التسلية / ح 18؛ ح 50).

368/ 15 - (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بصدقتهم، قال: "اللهم صلى على آل فلان". فأتاه أبي بصدقته، فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى").

(رواه: شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال:

فذكره).

(حديثٌ صحيحٌ)(خ، خ كبير، م، د، س، ق، حم، طي، طح مشكل، جا)(رسالتان / 19؛ غوث 2/ 21 ح 361).

369/ 16 - (لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مِرّة سوى)

ص: 378

(ورد من حديث: أبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو رضي الله عنه).

(هذا حديثٌ صحيحٌ)(خ كبير، د، س، ت، ق، مي، حم، ش، طي، عب، يع، حب، جا، طح معاني، ك، قط، هق، نعيم حلية، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1419 هـ؛ غوث 2/ 22 ح 363؛ سمط / 15).

370/ 17 - (ما نقصت صدقةٌ مِنْ مال، وما زاد الله عبدًا بالعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل.

(رواه: إسماعيل بنُ جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ)(م، مي، حم، خز، هق، خط تلخيص، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

371/ 18 - (ما يكن عندي مِنْ خيرٍ، فلن أدَّخِرَهُ عنكُم، ومَنْ يستعفف يعفَّه الله، ومَنْ يستغنِ يُغنِه الله، ومَنْ يصبر يُصبِّرُهُ الله. وما أُعطي أحدٌ مِنْ عطاءٍ خيرٍ وأوسعَ مِنَ الصبر).

(رواه: عبد الله بنُ يوسف، وقتيبة بنُ سعيد، وعبد الله بنُ وهب، وعبد الله ابنُ مسلمة القعنبيّ، ومعن بنُ عيسى، والحكم بنُ المبارك، وأحمد بنُ أبي بكر، وعَمرو ابنُ مرزوق، وإسماعيل بنُ أبي أويس، وإسحاق بنُ سليمان الرازي، قالوا جميعا: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفِذَ ما عنده، قال: .. فذكره).

(اتفق الشيخان عليه عن أبي سعيد، وهكذا رواه عامَّةُ أصحاب مالك. وقد تُوبع

ص: 379

مالك، تابعه: معمر بنُ راشد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وصالح بنُ كيسان، فرووه عن الزهري بهذا الإسناد.

فصلٌ: قال إسحاق بنُ أحمد بنِ مهران الخرَّاز: ثنا إسحاق بنُ سليمان الرازيُّ، قال: سمعتُ مالك بنَ أنس، وتلا قول الله عز وجل {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة / 24] فقال: حدثني الزهريُّ، أنَّ عطاء بنَ يزيد حدَّثه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ما رُزِقَ عبدٌ خيرٌ له ولا أوسَع من الصبر.

ذكرُ أبي هريرة في هذا الحديث خطأ.

قال الحاكمُ: قد اتفق الشيخان على إخراج هذه اللفظ في آخر حديثه بهذا الإسناد: أنَّ أناسًا من الأنصار سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث بطوله. وفي آخره هذه اللفظة، ولم يخرِّجاه بهذه السياقة التي عند إسحاق بن سليمان. انتهى.

قلتُ: رضي الله عنك! فقول: "اتفق الشيخان .. بهذا الإسناد" فيه نظرٌ، فإن الشيخين لم يروياه عن أبي هريرة رضي الله عنه بل روياه عن أبي سعيد الخدري.

وهكذا رواه عامَّةُ أصحاب مالك من حديث أبي سعيد لا من حديث أبي هريرة. وقد تُوبع مالك. تابعه: معمر بنُ راشد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وصالح بنُ كيسان فرووه عن الزهري بهذا الإسناد عن أبي سعيد لا عن أبي هريرة.

ولشيخنا في ذلك نظران. الأول: أن يكون ذكرُ" أبي هريرة "من أوهام إسحاق بن أحمد بن مهران، الراوي عن إسحاق بن سليمان في إسناد الحاكم. فإن أحمد بنَ حنبل، ويعقوب بنَ عبيد روياه عن إسحاق بن سليمان، عن مالك، فقالا:

ص: 380

"عن أبي سعيد"؛ وإسحاق بنُ أحمد لو كان ثقةً، فلا تحتمل مخالفته للإمام أحمد، كيف ولا أعرفُه بجرح ولا تعديل؟!.

النظر الثاني: أن يكون ذكرُ "أبي هريرة" من أخطاء النُّسّاخ، يؤيد ذلك أني لم أجد هذا الحديث في ترجمة" عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة "من" إتحاف المهرة "(15/ 395 - 398)، وهذا ليس دليلًا أكيدًا، لأنه سقط من الحافظ تراجمُ عديدةٌ من "المستدرك"، فلربما وقع له هنا ما وقع له في غيره. ربما يعضد هذا الأخير أنني راجعتُ ترجمة "عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد" من "الإتحاف"(5/ 308) فوجدتُهُ عزا الحديث إلى موطأ مالك، وأحمد، والدارميّ، وأبي عوانة، وابن حبان، ولم يعزه إلى الحاكم. فالله أعلم.).

(تخريج حديث أبي سعيد: خ، م، عو، نعيم، د، ت، س، حم، مي، حب، عب، يع، ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق، ابن عبد البر، هق، هق شعب، بغ.

تخريج حديث أبي هريرة: ك) (تنبيه 12 / رقم 2358).

372/ 19 - (مَنْ أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقه، ويُنسأَ له في أثره، فليصل رحمة).

(رواه: الزهريُّ، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. وله طريق آخر عن أنس، وشواهد عن

جماعة من الصحابة رضي الله عنهم).

(حديثٌ صحيحٌ)(خ، بخ، م،. د، س كبرى، حم، الخرائطي مكارم، هق، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

373/ 20 - (مَنْ أنظرَ مُعْسِرًا أو وضعَ عنه، أظلَّهُ الله في ظله يوم

ص: 381

لا ظلَّ إلا ظلُّه).

(رواه: عُبادة بنُ الوليد بنِ عُبادة بن الصامت، عن أبي اليَسَر رضي الله عنه مرفوعًا به.

ورواه عبد الملك بنُ عُمَير، عن ربعيّ بنِ حراش، عن أبي اليسر رضي الله عنه مرفوعًا).

(حديثٌ صحيحٌ)(بخ، م، حم، الدولابي، ك، طب كبير، هق، نعيم حلية، القضاعي، بغ)(التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

374/ 21 - (من سألَ وله أربعون درهمًا، أو قيمتها، فهو مُلحِفٌ، وهو مثلُ سفِّ الملِّ. الملُّ، يعني: التراب).

(عن عَمرو بنُ شعيب، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا به). (وإسنادُهُ حسنٌ)(طب أوسط، أبو موسى المديني في نزهة الحفاظ، خز)(تنبيه 12 / رقم 2383).

375/ 22 - (قالت امرأةُ بشير: انحل ابني غلامك، واشهد لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ ابنةَ فلانٍ سألتني أن أنحلَ ابنَها غلامي، وقالت: أَشهدْ لِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أله إخوةٌ؟ قال: نعم. قال: أَفَكُلُّهم أعطيتَ مثل ما أعطيته؟ قال: لا. قال: فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق).

(وواه: أبو الزبير، عن جابر رضي الله عنه، قال: .. فذكره)(حديثٌ صحيحٌ)(م، د، حم، حب، طح معاني، هق)(غوث 3/ 249).

ص: 382