المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب حكم السحر والكهانة - المهذب في اختصار السنن الكبير - جـ ٦

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌كتاب حكم السحر والكهانة

‌كتاب حكم السحر والكهانة

قال اللَّه -تعالى-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} إلى قوله: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ. . .} (1) الآيات.

12797 -

أبو ضمرة (خ)(2) عن هشام (خ م)(3)، عن أبيه، عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم طبّ حتى أنه ليخيل إليه أنه صنع الشيء وما صنعه، وأنه دعا ربه ثم قال: أشعرت أن اللَّه أفتاني فيما استفتيته فيه. فقالت عائشة: وما ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. قال: فأين هو؟ قال: هو في ذروان -وذروان بئر في بني زريق- قالت عائشة: فأتاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى عائشة. فقال: واللَّه لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين. فقلت له: يا رسول اللَّه، هلا أخرجته. قال: أما أنا فشفاني اللَّه وكرهت أن أثير على الناس منه شرًا".

12789 -

هاشم بن هاشم (خ م)(4)، عن عامر بن سعد أن سعدًا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". ولفظ علي بن إبراهيم، عن هاشم "من اصطبح سبع تمرات من عجوة المدينة" وقال هاشم: لا أعلم عامرًا ذكر إلا عن عجوة العالية.

قتل الساحر إن كان ينطق بالكفر

12799 -

روح عن عبادة، نا عوف، عن خلاس ومحمد، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من آتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" تابعه عبيد اللَّه بن موسى.

(1) البقرة: 101 - 102.

(2)

البخاري (11/ 196 رقم 6391).

(3)

البخاري (10/ 243 رقم 6765)، ومسلم (4/ 1719 رقم 2189)[43].

وأخرجه ابن ماجه (2/ 1173 رقم 3545) من طريق هشام بنحوه.

(4)

البخاري (9/ 481 رقم 5445)، ومسلم (3/ 618 رقم 2047)[155].

وأخرجه أبو داود أيضًا (4/ 8 رقم 3876)، والنسائي في الكبرى (4/ 165 رقم 6713) من طريق هاشم به.

ص: 3228

قلت: إِسناده صحيح.

12800 -

الثوري، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود قال:"من أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".

12801 -

ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمع بجالة يقول:"كتب عمر: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر".

12802 -

عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر "أن حفصة سحرتها جارية لها فأقرت بالسحر وأخرجته فقتلتها، فبلغ ذلك عثمان فغضب فأتاه ابن عمر فقال: جاريتها سحرتها أقرت بالسحر وأخرجته. فكف عثمان قال: وكأنه إنما كان غضبه لقتلها إياها بغيم أمره".

قال الشافعي: وأمر عمر أن يقتل السحار -واللَّه أعلم- إن كان السحر شركًا، وكذلك أمر حفصة.

12803 -

أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حد الساحر ضربه بالسيف" إسماعيل ضعيف.

12804 -

خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي، عن جندب البجلي:"أنه قتل ساحرًا كان عند الوليد بن عقبة، ثم قال: أتأتون السحر وأنتم تبصرون".

12805 -

ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود (1)"أن الوليد بن عقبة كان بالعراق فلعب بين يديه ساحر فكان يضرب رأسي الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد إليه رأسه، فقال الناس: سبحان اللَّه يحيي الموتى! ورآه رجل من صالحي المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه ثم قال: إن كان صادقا فليحي نفسه. فأمر به الوليد دينارًا صاحب السجن -وكان رجلًا صالحًا- فسجنه، فأعجبه نحو الرجل فقال: أفتستطيع أن تهرب؟ قال: نعم. قال: فأخرج، لا يسألني اللَّه عنك أبدًا".

حقن دم الساحر بتوبته

12806 -

يونس (م)(2)، عن ابن شهاب، حدثني سعيد أن أبا هريرة أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فمن قال: لا إله إلا اللَّه عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على اللَّه".

(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.

(2)

مسلم (1/ 52 رقم 21)[33].

وأخرجه النسائي أيضًا (6/ 4 رقم 3090) من طريق يونس.

ص: 3229

وأخرجه (خ)(1) من حديث شعيب، عن الزهري.

12807 -

الطيالسي (م)(2)، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، سمع أبا عبيدة، يحدث عن أبي موسى قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وبالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" كفاك سحرة فرعون حجة في قبول توبة الساحر.

12808 -

أخبرنا جماعة قالوا: نا الأصم، نا الربيع، نا ابن وهب، حدثني ابن أبي الزناد، حدثني هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: "قدمت على امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السلام بعد موته حداثة ذلك تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به، قالت عائشة: يا ابن أختي، فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فكانت تبكي حتى إني لأرحمها تقول: إني لأخاف أن أكون قد هلكت، كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت إليها ذلك، فقالت: إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتني العجوز بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن (كبير)(3) حتى وقفنا ببابل، فإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا: ما جاء بك؟ قلت: أتعلم السحر. فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي. فأبيت وقلت: لا. قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه. فذهبت ففزعت ولم تفعل فرجعلى إليهما. فقالا: فعلت؟ فقلت: نعم. فقالا: هل رأيت شيئًا؟ قلت: لم أر شيئًا فقالا: لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري. فأربت وأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ثم ائتي. فذهبت فاقشعر جلدي وخفت ثم رجعت إليهما فقلت: قد فعلت فقالا: فما رأيت؟ قلت: لم أر شيئًا. قالا: كذبت، لم تفعلي فارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك فأربت وأبيت، فقالا: اذهبي إلى التنور فبولي فيه. فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارسًا مقنعًا بحديد قد خرج مني حتى ذهب في السماء وغاب عني حتى ما أراه، فجئتهما فقلت: قد فعلت. فقالا: فما

(1) البخاري (6/ 130 رقم 2946).

(2)

مسلم (4/ 2113 رقم 2759)[13].

وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 344 رقم 11180) حسن طريق فضيل ابن عياض عن شعبة بنحوه.

(3)

في "هـ": كثير.

ص: 3230

رأيت؟ فأخبرتهما. قالا: صدقت ذاك إيمانك خرج منك، اذهبي. فقلت للمرأة: واللَّه ما أعلم شيئًا وما قالا لي شيئًا. فقالت: بلى لن تريدي شيئًا إلا كان خذي هذا القمح فابذري فبذرت، فقلت: اطلعي فطلعت، فقلت: احقلي فأحقلت، ثم قلت: أفركي فأفركت، ثم قلت: أيبسي فأيبست، ثم قلت: أطحني فأطحنت، ثم قلت: أخبري فأخبرت، فلما رأيت أني لا أريد شيئًا إلا كان سقط في يدي وندمت، واللَّه يا أم المؤمنين، ما فعلت شيئًا قط ولا أفعله أبدًا. فسألت أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ متوافرون، فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلم إلا أنه قال لها ابن عباس -أو بعض من كان عنده-: لو كان أبواك حيين أو أحدهما. قال هشام: فلو جاءتنا اليوم أفتيناها بالضمان، وكان هشام يقول: إنهم كانوا أهل ورع وخشية من اللَّه وبعد من التكلف والجرأة على اللَّه، ولكنها لو جاءت اليوم مثلها لوجدت [نوكى](1) أهل حمق وتكلف بغير علم. واللَّه أعلم.

من سحره غير كفر ولم يقتل به أحدًا لم يقتل

12809 -

عبد الوهاب الثقفي، نا يحيى بن سعيد، أخبرني ابن عمرة محمد بن عبد الرحمن أبو الرجال، عن أمه، عن عائشة:"أصابها مرض وإن بعض بني أخيها ذكروا شكواها لرجل من الزط يتطبب وإنه قال لهم: إنكم لتذكرون امرأة مسحورة سحرتها جارية لها في حجر الجارية الآن صبي قد بال في حجرها، فقالت: ائتوني بها. فأتيت بها، فقالت: سحرتني؟ قالت: نعم. قالت: له؟ قالت: أردت أن أعتق -وكانت عائشة أعتقتها عن دبر منها- فقالت: إن اللَّه عليَّ أن لا تعتقي أبدًا، انظروا أسوأ العرب ملكة فبيعوها منهم واشترت بثمنها جارية فأعتقتها".

12810 -

معمر، عن رجل، عن ابن المسيب قال:"دخلت امرأة على عائشة فقالت: هل علي حرج أن أقيد جملي؟ قالت: قيدي جملك. قالت: فأحبس على زوجي؟ فقالت عائشة: أخرجوا عني الساحرة. فأخرجوها".

(1) نوكى: أي حمقى، جمع أنوْك، والنُّوك بالضم: الحُمق، انظر النهاية (5/ 129).

ص: 3231

الزجر عن الكهانة

12811 -

معمر (م)(1)، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن معاوية بن الحكم السلمي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا:"يا رسول اللَّه، منا رجال يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتوا كاهنا. قالوا: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذلك شيء تجدونه في أنفسكم فلا يصدنكم".

12812 -

الأوزاعي (م)(2)، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، حدثني عطاء بن يسار، حدثني معاوية بن الحكم، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث قال:"يا رسول اللَّه، إنا كنا حديث عهد بجاهلية وإن اللَّه جاء بالإِسلام وإن رجال منا يتطيرون. قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم. قلت: ورجال منا يأتون الكهنة. قال: فلا تأتوهم. قلت: ورجال منا يخطون. قال: قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك".

12813 -

عبيد اللَّه، عن نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".

12814 -

معمر (خ م)(3)، عن الزهري، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قلت:"يا رسول اللَّه، إن الكهان قد يحدثوننا بالشيء فيكون حقًا! قال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه، فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة".

12815 -

الأوزاعي (م)(4) عن الزهري، أخبرني علي بن الحسين -أراه عن ابن عباس- قال: أخبرني رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار قال: "بينا هم جلوس مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

(1) مسلم (4/ 1749 رقم 537)[121].

(2)

مسلم (4/ 1749 رقم 537)[121].

وأخرجه النسائي أيضًا (3/ 14 - 18 رقم 1218) من طريق الأوزاعي به مطولًا.

(3)

البخاري (10/ 227 رقم 5762)، ومسلم (4/ 1750 رقم 2228)[122].

(4)

مسلم (4/ 1751 رقم 2229)[124].

وأخرجه الترمذي (5/ 337 - 338 رقم 3224) من طريق معمر عن الزهري في بنحوه.

ص: 3232

رمي بنجم فاستنار. فقال رسول اللَّه: ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، مات الليلة رجل عظيم، فقال: إنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرًا سبحه حملة العرش ثم سبحه أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ثم يقول الذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضًا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقذفون فيه".

ذم اقتباس علم النجوم

12816 -

يحيى القطان (د ق)(1) نا عبيد اللَّه بن الأخنس، حدثني الوليد بن عبد اللَّه، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر، فما زاد زاد".

قلت: الوليد حجازي ثقة، والخبر صحيح.

12817 -

الفريابي قال: ذكر سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس:"في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم. قال: ما أدري (2) من فعل ذلك له عند اللَّه من خلاق". وقد مضى في كتاب الاستسقاء بالأنواء، وفي ذلك بيان ما يكون منه كفرًا.

العيافة والطيرة والطرق

12818 -

معمر عن عوف (د س)(3)، عن حيان بن العلاء، عن قطن بن قبيصة، عن آبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العيافة والطرق والطيرة من الجبت".

قلت: ورواه معتمر والقطان، عن عوف.

(1) أبو داود (4/ 15 - 16 رقم 3905)، وابن ماجه (2/ 1228 رقم 3726).

(2)

كتب بالحاشية: أرى.

(3)

أبو داود (4/ 16 رقم 3907)، والنسائي في الكبرى (6/ 324 رقم 11108).

ص: 3233

أحمد في مسنده (1)، نا محمد بن جعفر، نا عوف بهذا ثم قال عوف:"العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط -يعني في الأرض- والجبت، قال الحسن: الشيطان".

12819 -

سفيان (د ت ق)(2) وشعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت عيسى بن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال رسول اللَّه:"الطيرة شرك وما منا إلا، ولكن اللَّه يذهبه بالتوكل".

قلت: صححه الترمذي، وقال سليمان بن حرب "وما منا" من قول ابن مسعود.

12820 -

معمر (خ م)(3)، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن أبي هريرة سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا طيرة، وخيرها الفأل. قيل: يا رسول اللَّه، وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". سئل الأصمعي عن الكلمة الصالحة فقال: الرجل يضل له الشيء فيذهب فيسمع: يا واجد.

12821 -

هشام (خ)(4) ثنا قتادة (م)، عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة".

12822 -

يعلى بن عبيد، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر (5) قال:"ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل لا ترد مسلمًا فإذا رأيت من الطيرة ما تكره فقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك".

قلت: هذا مرسل.

12823 -

هشام (د س)(6)، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن أبيه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا

(1) مسند أحمد (5/ 60).

(2)

أبو داود (4/ 17 رقم 3910)، والترمذي (4/ 137 رقم 1614)، وابن ماجه (2/ 1170 رقم 3538). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(3)

البخاري (10/ 224 رقم 5755)، ومسلم (4/ 1745 رقم 2223).

(4)

البخاري (10/ 225 رقم 5756).

وأخرجه أبو داود (4/ 18 رقم 3916) والترمذي (4/ 138 رقم 1615) عن طريق هشام الدستوائي به.

(5)

ضبب عليها المصنف للانقطاع.

(6)

أبو داود (4/ 19 رقم 3920)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 89 رقم 1993).

ص: 3234

يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه".

12824 -

الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير (د)(1)، حدثني حضرمي بن لاحق، حدثني سعيد بن المسيب، سمع سعد بن أبي وقاص قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا هام ولا عدوى ولا طيرة، وإن يكن التطير في شيء فهو في الفرس والمرأة والدار".

قلت: تابعه أبان العطار.

12825 -

سعيد بن أبي مريم (م)(2)، نا سليمان بن بلال، ثنا عتبة بن مسلم عن (خ)(3) حمزة عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والسكن والمرأة".

12826 -

ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج أن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (4) ".

قلت: مع نكارته إِسناده جيد ولم يخرجوه.

12827 -

ابن القاسم (د)(5): "سئل مالك عن الشؤم في الفرس والدار قال: كم من دار سكنها ناس فهلكوا ثم سكنيها آخرون فهلكوا، فهذا تفسيره فيما نُرى واللَّه أعلم".

(1) أبو داود (4/ 19 رقم 3921).

(2)

مسلم (4/ 1748 رقم 2225)[118].

(3)

البخاري (9/ 40 رقم 5039).

وأخرجه أبو داود (4/ 19 رقم 3922) والترمذي (5/ 116 رقم 2824) والنسائي (6/ 220 رقم 3569) من طرق عن حمزة، وسالم بن عبد اللَّه بن عمر بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.

(4)

الحديد: 22.

(5)

أبو داود (4/ 19 رقم 3922).

ص: 3235

12828 -

عبد الرزاق، عن معمر قال:"سمعت من تفسير هذا يقول: شؤم المرأة إذا كانت غير ولود، وشوم الفرس إذا لم يغز عليه، وشؤم الدار جار السوء".

12829 -

عكرمة بن عمار (د)(1)، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس قال:"جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا، ثم تحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا. فقال رسول اللَّه: دعوها ذميمة".

12830 -

معمر، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عبد اللَّه بن شداد (2):"أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول اللَّه، سكنا دارنا هذه ونحن كثير فهلكنا وحسن ذات بيننا فساءت أخلاقها وكثرت أموالنا فافتقرنا. فقال: أفلا تنتقلون عنها ذميمة؟ قالت: فكيف نصنع بها يا رسول اللَّه؟ قال: تبيعونها أو تهبونها". هذا مرسل. قال الخطابي: يحتمل أن يكون إنما أمرهم بتركها إبطالا لما وقع في نفوسهم؛ فإذا تحولوا عنها انقطع مادة ذلك الوهم.

قلت: تنقطع مادة الوهم المتعلق بها فقط، وتثبت مادة الوهم الكلي فلا تبطل، والطيرة منهي عنها مطلقا فلعله عليه السلام رخص من ذلك الدار فقط.

من تطبب بغير علم فأصاب نفسًا فما دونها

12831 -

محمد بن عبد الرحمن بن سهم، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من تطبب ولم يكن بالطبّ معروفًا فأصاب نفسًا فما دونها فهو ضامن"(3). كذا رواه جماعة، عن الوليد. ورواه محمود بن خالد عنه فلم يقل فيه: عن أبيه.

(1) أبو داود (4/ 25 رقم 3924).

(2)

ضبب فوقها المصنف للانقطاع.

(3)

أخرجه أبو داود (4/ 195 رقم 4586)، والنسائي (8/ 52 - 33 رقم 4831)، وابن ماجه (2/ 1148 رقم 3466) من طريق الوليد به.

ص: 3236