الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب قتال أهل البغي
الإمامة في قريش
12832 -
المغيرة بن عبد الرحمن (خ م)(1)، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم".
12833 -
ابن جريج (م)(2)، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا:"الناس تبع لقريش في الخير والشر".
12834 -
عاصم بن محمد (خ م)(3)، سمعت أبي يحدث، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يزال هذا الأمر في قريش ما كان في الناس اثنان". وفي لفظ: "ما بقي من الناس اثنان".
12835 -
شعيب (خ)(4)، عن الزهري: كان محمد بن جبير يحدث: "أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام فأثنى على اللَّه بما هو أهله ثم قال: أما بعد؛ فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب اللَّه ولا تؤثر عن رسول اللَّه أولئك جهالكم؛ فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم فيه أحد إلا كبه اللَّه على وجهه ما أقاموا الدين".
12836 -
إبراهيم بن سعد (خ)(5)، عن صالح، عن ابن شهاب، بن عبيد اللَّه، عن ابن عباس قال عمر: "إنه كان من خبرنا حين توفي اللَّه نبيه أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر،
(1) البخاري (6/ 608 رقم 3495)، ومسلم (3/ 1451 رقم 1818)[1].
(2)
مسلم (3/ 1451 رقم 1819)[3].
(3)
البخاري (6/ 616 رقم 3501)، ومسلم (3/ 1452 رقم 1820)[4].
(4)
البخاري (6/ 616 رقم 3500).
وأخرجه النسائي في الكبرى (5/ 228 رقم 8750) من طريق شعيب به مختصرًا.
(5)
البخاري (12/ 148 رقم 6830).
فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار. فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء. قالا: لا عليكم ألا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: واللَّه لنأتينهم. فانطلقنا حتى أتيناهم فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة. قلت: ما له؟ قالوا: يوعك. فلما جلسنا قليلًا تشهد خطيبهم فأثنى على اللَّه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار اللَّه وكتيبة الإِسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقولها بين يدي أبي بكر وكنت (أراعى منه بعض الحدة)(1) فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه فتكلم فكان هو أحلم مني وأوقر، واللَّه ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت قال: ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبًا ودارًا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم. وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان واللَّه أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إليّ أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن، فقال قائل الأنصار: أنا (جذيعها)(2) المحكك وعذيقها المرحب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من أن يقع اختلاف فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار".
12837 -
نا إسماعيل (خ)(3)، حدثني سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، أخبرني عروة، عائشة: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح فقام عمر فقال: واللَّه ما مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال عمر: واللَّه ما كان يقع لي إلا ذاك وليبعثنه اللَّه فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم. فجاء أبو بكر فكشف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقيله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيًا
(1) في "هـ": أدارئ عنه بعض الحد.
(2)
في "هـ": حذيلها.
(3)
البخاري (7/ 23 رقم 3667).
وأخرجه الترمذي أيضًا (5/ 566 رقم 3656) من طريق إسماعيل به مختصرًا.
وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقك اللَّه الموتتين أبدًا. ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك. فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت. وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (1) وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (2) الآية فنشج الناس يبكون واجتمعت الأنصار إلى سعد في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمرو وأبو عبيدة فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر فكان عمر يقول: واللَّه ما أردت بذاك إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر فتكلم وأبلغ فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء. قال الحباب بن المنذر: لا واللَّه لا نفعل أبدًا، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارًا وأعرابهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة فقال عمر: بل نبايعك، أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل: قتلتم سعدًا! فقال عمر: قتله اللَّه". قال ابن إسحاق في خطبة أبي بكر فقال: "وإن هذا الأمر في قريش ما أطاعوا اللَّه واستقاموا على أمره وقد بلغكم ذلك أو سمعتموه عن رسول اللَّه: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (3) فنحن الأمراء وأنتم الوزراء إخواننا في الدين وأنصارنا عليه. وفي خطبة عمر بعده: فنشدتكم باللَّه يا معشر الأنصار، ألم تسمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو من سمعه منكم وهو يقول: الولاة من قريش ما أطاعوا اللَّه واستقاموا على أمره؟ فقال من قال من الأنصار: بلى الآن ذكرنا. قال: فإنا لا نطلب الأمر إلا بهذا فلا تستهوينكم الأهواء فليس بعد الحق إلا الضلال".
13838 -
وهيب، نا داود بن أبي هند، نا أبو نضرة، عن أبي سعيد قال: "لا توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرون، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منا والآخر منكم فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال: إن
(1) الزمر: 30.
(2)
آل عمران: 144.
(3)
الأنفال: 46.
رسول اللَّه كان من المهاجرين وإن الإِمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال: جزاكم اللَّه خيرًا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر: ابن عم رسول اللَّه وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول اللَّه، فبايعه ثم لم ير الزبير فسأل عنه حتى جاءوا به، فقال: ابن عمة رسول اللَّه وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال له مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول اللَّه فبايعاه". سمعه عفان وأبو هشام المخرومي منه. قال ابن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب، نا بندار، نا أبو هشام. . . فذكر نحوه. قال أبو علي الحافظ: سمعت ابن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال: هذا حديث يسوى بدنة. فقلت: [يسوى بدنه! ] (1) بل [هو] (1) يسوى بدرة".
قلت: ومع جودة سنده فيه أشياء تنكر فتدبره.
12839 -
عباس الدوري، ثنا الفيض بن الفضل، نا مسعر، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الأئمة من قريش".
قلت: الفيض كوفي صدوق.
12840 -
عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن سهل، عن بكير الجزري، عن أنس قال:"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت في نفر من المهاجرين فجعل كل رجل منا يوسع لي يرجو أن يجلس إلى جنبه فقام على باب البيت فقال: الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم ولهم مثله ما فعلوا ثلاثًا إذا استرحموا رحموا، وحكموا فعدلوا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين". رواه جماعة كذلك عن الأعمش وسهل يكنى أبا أسد. وكذلك رواه مسعر عن سهل. ورواه شعبة، عن علي بن أبي الأسد وقيل: عن شعبة عن علي أبي الأسد وهو واهم فيه.
(1) من "هـ".
قلت: وبكير يجهل، وقد رواه النسائي (1) من حديث غندر، عن شعبة، عن أبي الأسد، عن بكير بن وهب.
عمرو بن مرزوق، أنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الأئمة من قريش إذا ما حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا استرحموا رحموا".
قلت: إِسناده صالح.
ورواه أيضًا موسى الجهني، عن منصور، عن رجل، عن أنس سمعه منه جعفر بن عون. عبد الرحمن بن المبارك العيشي، ثنا الصعق بن حزن، ثنا علي بن الحكم، عن أنس قال رسول اللَّه:"الأمراء من قريش -يقولها ثلاثًا- الأولى عليكم حق ولهم عليكم حق ما عملوا فيكم بثلاث: ما رحموا إذا استرحموا، وما أقسطوا إذا قسموا، وما عدلوا إذا حكموا". ورواه عارم عن الصعق بنحوه.
قلت: الصعق صدوق.
12841 -
الشافعي، أنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار (2) "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم مع الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذا الجريدة - يشير إلى جريدة (في يده)(3) ".
لا يصلح إمامان في وقت
12842 -
خالد بن عبد اللَّه (م)(4)، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما".
12843 -
شعبة (خ م)(5)، عن فرات، سمعت أبا حازم قال: "قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانت بنو إسرائيل تسع بينهم الأنبياء كما هلك نبي
(1) النسائي في الكبرى (3/ 467 رقم 5942).
(2)
ضبب فوقها المصنف للانقطاع.
(3)
في "هـ": بيده.
(4)
مسلم (3/ 1480 رقم 1853)[61].
(5)
البخاري (6/ 571 رقم 3455)، ومسلم (3/ 1471 رقم 1842)[44].
وأخرجه ابن ماجه (2/ 958 - 959 رقم 2871) من طريق الحسن بن الفرات عن فرات به.
خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء يكثرون. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم؛ فإن اللَّه سائلهم عما استرعاهم". وفي خبر السقيفة: "قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فقال عمر: سيفان في غمدٍ واحدٍ إذًا لا يصطلحان".
12844 -
وروى يونس بن بكير، عن سلمة بن نبيط، عن أبيه، عن سالم بن عبيد -وكان من أصحاب الصفة- قال:"كان أبو بكر عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا صاحب رسول اللَّه، توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم! فقال: نعم. فعلموا أنه كما قال، ثم قال أبو بكر: دونكم صاحبكم لبني عم رسول اللَّه في غسله يلون أمره، ثم خرج فاجتمع المهاجرون فبينا هم كذلك يتشاورون إذ قالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار؛ فإن لهم في هذا الحق نصيبًا. فأتوهم، فقال رجل من الأنصار: منا رجل ومنكم رجل. فقال عمر: سيفان في غمدٍ واحدٍ إذًا لا يصطلحا. فأخذ بيد أبي بكر وقال: من هذا الذي له هذه الثلاث {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} من هما؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} من صاحبه {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (1) مع من هو؟ فبسط عمر يد أبي بكر فقال: بايعوه. فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها"(2).
12845 -
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق "في خطبة أبي بكر يومئذ قال: وإنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران؛ فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم، وتتفرق جماعتهم، ويتنازعوا فيما بينهم، هنالك تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة، وليس لأحد على ذلك صلاح".
كيفيه البيعة
12846 -
مالك (خ)(3) عن يحيى بن سعيد، أخبرني عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن عبادة ابن الصامت قال:"بايعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ولا ننازع الأمر أهله، وأن نقول -أو نقوم- بالحق حيثما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم".
(1) التوبة: 40.
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 263 رقم 7119)، وابن ماجه (1/ 390 رقم 1234) من طرق عن نبيط به.
(3)
البخاري (13/ 204 رقم 7199).
وأخرجه النسائي أيضًا (7/ 138 رقم 4151) من طريق مالك به.
ابن إدريس (م)(1) عن يحيى بن سعيد وعبيد اللَّه بن عمر، عن عبادة بنحوه، وزاد "وعلى أثرة علينا" وقال:"وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم".
عمرو بن الحارث (خ م)(2) حدثني بكير، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت قال:"دعانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فبايعنا، وأخذ علينا السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من اللَّه فيه برهان".
12847 -
مالك (خ)(3) عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر قال:"كنا إذا بايعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت".
12848 -
هشيم (خ م)(4) أنا سيار، عن الشعبي، عن جرير:"بايعت رسول اللَّه على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم".
12849 -
عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال:"مكث رسول اللَّه بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة ومنى يقول: من يئويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟ فقلنا حتى متى نترك رسول اللَّه يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلا فقدمنا عليه في الموسم فوعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول اللَّه، على ما نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في اللَّه لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة. فقمنا إليه فبايعنا".
(1) مسلم (3/ 1470 رقم 1709)[41].
(2)
البخاري (13/ 7 رقم 7055، 7056)، ومسلم (3/ 1470 رقم 9709)[42].
(3)
(13/ 205 رقم 1202).
وأخرجه مسلم (3/ 1490 رقم 1867)[90] من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد اللَّه بن دينار به.
وأخرجه أبو داود (3/ 133 رقم 2940) والترمذي (4/ 127 رقم 1593)، والنسائي (7/ 152 رقم 4187) من طريق شعبة عن عبد اللَّه.
(4)
البخاري (13/ 205 رقم 7204)، ومسلم (1/ 75 رقم 56)[99].
وأخرجه النسائي أيضًا (7/ 152 رقم 4189) من طريق هشيم به.
قلت: هذا غريب.
12850 -
خالد (م)(1) عن خالد، عن الحكم بن عبد اللَّه الأعرج، عن معقل بن يسار قال:"بايع الناس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو تحت الشجرة وأنا رافع غصنا من أغصانها، فلم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر".
12851 -
الليث (م)(2) نا أبو الزبير، عن جابر:"كنا يوم الحديبية ألف وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة -وهي سمرة (3) بحر- فبايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت -يعني النبي صلى الله عليه وسلم".
12852 -
يزيد بن أبي عبيد (خ م)(4) عن سلمة بن الأكوع "بايعت رسول اللَّه يوم الحديبية، ثم تنحيت، ثم بايع الناس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: ألا تبايع؟ قلت: قد بايعت. قال: وزيادة. قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم؟ قال: على الموت".
12853 -
وهيب (خ م)(5) عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباد بن تميم، عن عبد اللَّه بن زيد قال:"لما كان زمان الحرة أتاه آت فقال له: هذاك ابن فلان يبايع الناس. قال: على أي شيء؟ قال: على الموت. قال: لا أبايع على هذا أحدًا بعد رسول اللَّه". وفي لفظ "هذاك ابن حنظلة".
12854 -
يونس بن بكير، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، حدثني ابن العفيف قال:"رأيت أبا بكر وهو يبايع الناس بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتجتمع إليه العصابة فيقوله: تبايعوني على السمع والطاعة للَّه ولكتابه ثم للأمير؟ فيقولون: نعم، فيبايعهم، فقمت عنده ساعة وأنا يومئذ المحتلم -أو فوقه- فتعلمت شرطه الذي شرط على الناس، ثم أتيته فقلت وبدأته أنا: أبايعك على السمع والطاعة للَّه ولكتابه ثم للأمير فصعد في البصر ثم صوبه ورأيت أني أعجبته".
(1) مسلم (3/ 1485 رقم 1858)[76].
(2)
مسلم (3/ 1483 رقم 1856)[67].
(3)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(4)
البخاري (13/ 205 رقم 7206)، ومسلم (3/ 1486 رقم 1860)[80].
وأخرجه الترمذي (4/ 127 رقم 1592)، والنسائي (7/ 141 رقم 4159) من طريق يزيد بن أبي عبيد باختصار.
(5)
البخاري (6/ 136 رقم 2959)، ومسلم (3/ 1486 رقم 1861)[81].
12855 -
جويرية بن أسماء (خ)(1)، عن مالك، عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره:"أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فشاوروا، فقال لهم ابن عوف: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إليه، فانثال عليه الناس ومالوا عليه حتى ما أرى أحدًا من الناس يتبع أحدًا من أولئك الرهط، ولا يطأ عقبه، فمال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليلة، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا فيها فبايعنا عثمان. قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب [الباب] (2) فاستيقظت فقال: ألا أراك نائمًا؟ ! فواللَّه ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم، انطلق فادع الزبير وسعدًا. فدعوتهما له، فشاورهما ثم دعاني فقال: ادع لي عليًا. فدعوته، فناجاه حتى انهار الليل، ثم قام من عنده على طمع -وقد كان عبد الرحمن يخشى من على شيئًا- ثم قال: ادع لي عثمان. فناجاه طويلا حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح، فلما صلى الناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل عبد الرحمن إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى الأمراء وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن بن عوف وقال: أما بعد يا علي، فإني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعَلنّ على نفسك سبيلا. وأخذ بيد عثمان وقال: أبايعك على سنة اللَّه وسنه رسوله والخليفتين من بعده. فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون".
12856 -
مالك (خ)(3) عن عبد اللَّه بن دينار "أن ابن عمر كتب إلى عبد الملك يبايعه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أما بعد لعبد الملك أمير المؤمنين من عبد اللَّه بن عمر سلام عليك، فإني أحمد إليك اللَّه الذي لا إله إلا هو، وأقر لك بالسمع والطاعة على سنة اللَّه وسنة رسوله فيما استطعت".
(1) البخاري (13/ 205 رقم 7207).
(2)
في "الأصل": الناس. والمثبت من "هـ".
(3)
البخاري (13/ 259 رقم 7272).
12857 -
الثوري (خ)(1) عن عبد اللَّه بن دينار قال: "لما اجتمع الناس على عبد الملك، كتب إليه عبد اللَّه: سلام عليك، أما بعد فإني أقر بالسمع والطاعة لعبد اللَّه عبد الملك أمير المؤمنين على سنة اللَّه وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما استطعت، وإن بنيّ قد أقروا بمثل ذلك والسلام".
كيف يبايع النساء
12858 -
معمر (خ)(2) عن الزهري، عن عروة، عن عائشة "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء بهذه الآية {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ. . .} (3) الآية، قالت: وما مست يد رسول اللَّه يد مرأة قط إلا يد امرأة يملكها".
يوسف (م)(4) عن ابن شهاب (خ)(5) أخبرني عروة ان عائشة قالت: "كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول اللَّه، يمتحن يقول اللَّه عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ. . .} (3) الآية، قالت: فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن: انطلقن فقد بايعتكن. ولا واللَّه ما مست يد رسول اللَّه كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن: قد بايعتكن. كلامًا".
12859 -
مالك، عن ابن المنكدر، عن أميمة بنت رُقيقة قالت: "أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه، فقلنا: نبايعك يا رسول اللَّه على أن لا نشرك باللَّه شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فيما استطعتن وأطقتن. قالت: فقلنا اللَّه ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول اللَّه. فقال: إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة منكن كقولي لامرأة
(1) البخاري (13/ 205 رقم 7205).
(2)
البخاري (13/ 216 رقم 7214).
وأخرجه الترمذي (5/ 383 رقم 3306)، والنسائي في الكبرى (5/ 392 - 393 رقم 9238) من طريق معمر بمعناه.
(3)
الممتحنة: 12.
(4)
مسلم (3/ 1489 رقم 1866)[88].
وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 487 - 488 رقم 11586)، وابن ماجه (2/ 959 - 560 رقم 2875) من طريق يونس بنحوه.
(5)
البخاري (8/ 504 رقم 4891).
واحدة - أو مثل قولي لا مرأة واحدة" (1).
بيعة الصغير
12860 -
سعيد بن أبي أيوب (خ)(2) حدثني أبو عقيل، عن جده عبد اللَّه بن هشام -وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم "وذهبت به أمه زينب ينت حميد إلى رسول اللَّه فقالت: يا رسول اللَّه، بايعه. فتال. هو صغير. ومسح على رأسه ودعا له، وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله".
الإمام يستخلف
12861 -
الثوري (خ)(3) عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال:"قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر. قال: فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب لا أتحملها حيًا وميتًا! ولوددت أني نجوت منها كفافًا لا لي ولا علي".
أبو أسامة (م)(4) عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال:"حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه، فقالوا: جزاك اللَّه خيرًا. فقال: واهب وراغب. قالوا: استخلف. قال: أتحمل أمركم حيا وميتًا! لوددت أن حظي منها الكفاف لا علي ولا لي، إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: عبد اللَّه فعزمت أنه حين ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غير مستخلف".
معمر (خ م)(5) عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: "دخلت على حفصة فقالت: أعلمك أن أباك غير مستخلف. قلت: كلا. قالت: إنه فاعل. فحلفت أن أكلمه في ذلك، فخرجت في سفر -أو قال: في غزاة- فلم أكلمه فكنت في سفري كأنما أحمل بيميني جبلًا حتى
(1) أخرجه الترمذي (4/ 129 رقم 1597)، والنسائي (7/ 152 رقم 4190) وابن ماجه (2/ 959 رقم 2874) من طريق سفيان بن عيينة به، قال الترمذي: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر.
(2)
البخاري (13/ 213 رقم 7210).
وأخرجه أبو داود أيضًا (3/ 133 - 134 رقم 2942) من طريق سعيد به.
(3)
البخاري (13/ 218 رقم 7218).
(4)
مسلم (3/ 1454 رقم 1823)[11].
(5)
ليس هو في البخاري وانظر التحفة (8/ 55 - 56) ومسلم (3/ 1455 رقم 1823)[12].
وأخرجه أيضًا أبو داود (3/ 133 رقم 2939)، والترمذي (4/ 435 - 436 رقم 2225) من طريق معمر به مختصرًا.
قدمت فدخلت عليه فجعل يُسَائلني. فقلت له: إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف، وقد علمت أنه لو كان لك راعي غنم فجاءك وقد ترك رعايته، رأيت أنه قد ضيع، فرعاية الناس أشد. قال: فوافقه قولي فأطرق مليًا، ثم رفع رأسه فقال: إن اللَّه يحفظ دينه وإني لا أستخلف؛ فإن رسول اللَّه لم يستخلف، إن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال: فما هو إلا أن ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لا يعدل برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحدًا، وأنه غير مستخلف".
12862 -
شعيب بن ميمون، عن حصين، عن الشعبي، عن شقيق بن سلمة قال:"قيل لعلي: استخلف علينا. فقال: ما استخلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأستخلف، ولكن إن يرد اللَّه بالناس خيرًا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم".
قلت: شعيب هذا مقل مستور.
12863 -
بشر بن شعيب (خ)(1) عن أبيه، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، فأخبرني عبد اللَّه أن ابن عباس أخبره "أن عليا خرج من عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول اللَّه؟ قال: أصبح بحمد اللَّه بارئًا. قال: فأخذ بيده العباس فقال: أنت واللَّه بعد ثلاث عبد العصا، وإني واللَّه لأرى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوف يتوفاه اللَّه من وجعه هذا، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه فأوحى بنا. قال على: إنا واللَّه لئن سألناها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدًا، وإني واللَّه لا أسألها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". فيه دلالة، وفيما قبله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدًا بالنص عليه.
12864 -
أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، قالت عائشة:"لما ثقل أبي، دخل عليه فلان وفلان فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، ماذا تقول لربك غدًا إذا قدمت عليه وقد استخلفت علينا ابن الخطاب؟ قالت: فأجلسناه، فقال: أباللَّه ترهبوني؟ أقول: استخلفت عليهم خيرهم".
12865 -
أبو يحيى بن أبي مسرة، سمعت يوسف بن محمد يقول: "بلغني أن الصديق أوصى في مرضه فقال لعثمان: اكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أبو بكر بن
(1) البخاري (7/ 749 رقم 4447).
أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجًا منها وأول عهده بالآخرة داخلًا فيها حين يصدق الكاذب ويؤدي الخائن ويؤمن الكافر: إني استخلفت بعدي عمر بن الخطاب، فإن عدل فذلك ظني به ورجائي فيه، وإن بدل وجار فلا أعلم الغيب، ولكل امرئ ما اكتسب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (1) ". ورواه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
من جعل الأمر شورى
12866 -
ابن أبي عروبة (م)(2) عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة "أن عمر حمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، إني رأيت كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أرى ذلك إلا لحضور أجلي، وإن ناسًا يأمروني بأن أستخلف، وإن اللَّه لم يكن ليضيع دينه وخلافته وما بعث به رسوله، فإن عجل بي أمر فالشورى في هؤلاء الستة الذين توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فمن بايعتم فاسمعوا له وأطيعوا، وإن ناسًا سيطعنون في ذلك فإن فعلوا فأولئك أعداء اللَّه الكفرة الضلال أنا جاهدتهم بيدي هذه على الإِسلام، وإني لا أدع شيئًا أهم عندي من أمر الكلالة، وما أغلظ لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شيء ما أغلظ لي فيه. فطعن بأصبعه في صدري أو في جنبي ثم قال: يا عمر، يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء. وإني إن أعش أقضي فيها بقضاء لا يختلف فيه أحد قرأ القرآن ومن لم يقرأ القرآن، وإني أشهد اللَّه على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا إلينا ما أشكل عليهم، وإنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، قد كنت أرى الرجل على عهد رسول اللَّه يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخًا؛ الثوم والبصل. قال: خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة".
(1) الشعراء: 227.
(2)
مسلم (3/ 1236 رقم 1617)[9].
وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 332 رقم 11135)، وابن ماجه (2/ 910 رقم 2726) كلاهما من طريق قتادة به.
أبو عوانة (خ)(1) عن حصين، عن عمرو بن ميمون في قصة مقتل عمر قال:"فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف. فقال: ما أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر -أو الرهط- الذي توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى: عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحمن بن عوف، وقال: ليشهدكم عبد اللَّه بن عمر وليس له من الأمر شيء -كالتعزية له- وقال: فإن أصاب الأمر سعدًا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا فإنهم ردء الإِسلام وجباة المال وغيظ العدو أن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرًا فإنهم أصل العرب ومادة الإِسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة اللَّه وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم. فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي -وذكر دفنه- فلما رجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال ابن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. قال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي. وقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن. فقال عبد الرحمن: أيكما يبرأ من هذا الأمر فنجعله [إليه واللَّه عليه] (2) والإسلام لينظرن أفضلهما في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة. قال: فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إليَّ واللَّه عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم؟ فقالا: نعم. قال: فأخذ بيد أحدهما فقال: لك من قرابة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والقدم في الإِسلام ما قد علمت واللَّه عليك لئن أنا أمرتك لتعدلن وإن أنا أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالأخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه".
12867 -
شعيب، عن الزهري، أنا سالم أن ابن عمر قال: "دخل على عمر حين نزل به الموت عثمان وعلي وعبد الرحمن والزبير وسعد بن أبي وقاص وكان طلحة بن عبد اللَّه غائبًا بأرضه بالسراة فنظر إليهم عمر ساعة ثم قال: إني قد نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند
(1) البخاري (7/ 74 رقم 3700).
وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 385 رقم 11581) من طريق سفيان عن حصين به.
(2)
في "الأصل": إلي واللَّه علي. والمثبت من "هـ".
الناس شقاقًا إلا أن يكون فيكم شيء، فإن كان شقاق فهو منكم وإن الأمر إلى ستة: عثمان وعلي وابن عوف والزبير وطلحة وسعد، ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فإن كنت على شيء من أمر الناس، يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، وإن كنت على شيء يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا أحدكم. فقاموا يتشاورون قال عبد اللَّه: فدعاني عثمان مرة -أو مرتين- ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر، ولا واللَّه ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبي، واللَّه لعل ما سمعته حرك شفتيه بشيء قط إلا كان حقًا، فلما أكثر عثمان دعائي قلت: ألا تعقلون تؤمرون وأمير المؤمنين حي، فواللَّه لكأنما أيقظت عمر من مرقد. فقال عمر: أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال، ثم اجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم، فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه".
تنبيه الإمام على من يصلح بعده
12868 -
زائدة (خ م)(1) نا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه قال: "دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصلى الناس؟ فقلت: لا، وهم ينتظرونك. قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك. قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه. والناس عكوف في المسجد لصلاة العشاء الآخرة قالت: فأرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، قالت: فأتاه الرسول فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرك بأن تصلي بالناس. فقال أبو بكر -وكان رجلًا رقيقًا-: يا عمر، صل بالناس. فقال له عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تتأخر قال: أجلساني إلى جنبه.
(1) البخاري (2/ 203 رقم 687)، ومسلم (1/ 311 رقم 418)[90].
وأخرجه النسائي أيضًا (2/ 101 - 102 رقم 834) من طريق زائدة به.
فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد. قال عبيد اللَّه: فدخلت على ابن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة؟ قال: هات. فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئًا غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال: هو علي رضي الله عنه".
12869 -
يونس (خ)(1) ومعمر (م)(2) عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه قال:"لما اشتد برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعه قال: مروا أبا بكر فليصلى بالناس. فقالت له عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فعاودته مثل مقالتها، فقال: أنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس".
قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد اللَّه، عن عائشة قالت:"لقد عاودت رسوله اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر؛ لأني علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به، فأحببت أن يعدل ذلك رسول اللَّه عن أبي بكر".
12870 -
زائدة (خ م)(3) عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه قال:"مرض رسول اللَّه فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فعّالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق. فقاله أخرى: مروا أبا بكر فليصل بالناس: فقالت أيضًا، وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف. فأم أبو بكر في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
12871 -
شعيب (خ)(4) عن الزهري، أخبرني أنس "أن أبا بكر كان يصلى لهم في وجع رسول اللَّه الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم، قال: فهممنا أن نفتتن برؤيته ونحن في الصلاة من فرحٍ برسول اللَّه، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة: فأشار إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل وأرخى
(1) البخاري (2/ 193 رقم 682).
(2)
مسلم (1/ 313 رقم 418)[94].
(3)
البخاري (2/ 192 رقم 678)، ومسلم (1/ 316 رقم 420)[101].
(4)
البخاري (2/ 193 رقم 680).
الستر فتوفي من يومه ذلك".
12872 -
أبو معشر نجيح، عن محمد بن قيس (1) قال:"اشتكى رسول اللَّه ثلاثة عشر يومًا فكان إذا وجد خفة صلى وإذا ثقل صلى أبو بكر".
12873 -
زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه قال:"لما قبض رسول اللَّه قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر يوم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالت الأنصار: نعوذ باللَّه أن نتقدم أبا بكر".
قلت: سنده جيد.
12874 -
موسى بن عقبة، عن سعد بن إبراهيم، حدثني أبي "أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: واللَّه ما كنت حريصًا على الإمارة يومًا ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبًا ولا سألتها اللَّه في سر ولا علانية ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة ولقد قلدت أمرًا عظيمًا ما لي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية اللَّه ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني عليها اليوم فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشاورة وإنا نرى أن أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف شرفه وكبره ولقد أمره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي". رواه محمد بن فليح عنه.
12875 -
صالح بن كيسان (م)(2) عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:"دخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بُدئ فيه فقلت: وارأساه. قال: لوددت أن ذلك كان وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك. فقلت غيرى: كأني بك ذلك اليوم معرسًا ببعض نسائك. قال: أنا وارأساه ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابًا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر". وأخرجه (خ) من حديث القاسم عن عائشة.
12876 -
إبراهيم بن سعد (خ م)(3) عن أبيه، عن محمد بن جبير، عن أبيه قال: "أتت
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
مسلم (4/ 1857 رقم 2387)[11].
(3)
البخاري (7/ 22 رقم 3659)، ومسلم (4/ 1856 رقم 2386)[10].
وأخرجه الترمذي أيضًا (5/ 574 - 575 رقم 3676) إبراهيم بن سعد به.
النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه قالت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن رجعت فلم أجدك -كأنها تعني الموت- قال: إن لم تجديني فائتي أبا بكر".
12877 -
أبو عاصم، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعًا:"اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، وأهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"(1).
إبراهيم بن سعد، عن سفيان، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعًا "اقتدوا بالذين من بعدي - يعني: أبا بكر وعمر".
12878 -
سليمان بن المغيرة (م)(2) نا ثابت، عن عبد اللَّه بن رباح، عن أبي قتادة "حين تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عن أصاحبه في مسيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترون الناس صنعوا؟ ثم قال: أصبح الناس فقدوا نبيهم! فقال أبو بكر وعمر: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعدكم لم يكن ليخلفكم. وقال الناس: إن رسول اللَّه بين أيديكم وإن تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا".
12879 -
يونس (خ م)(3) عن ابن شهاب، أن سعيدًا أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء اللَّه، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف واللَّه يغفر له، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع ابن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن".
12880 -
زهير، نا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه عن رؤيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر قال:"رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف واللَّه يغفر له ثم قام عمر فاستحالت غربًا فما رأيت عبقريًا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن"(4).
(1) أخرجه الترمذي (5/ 569 رقم 3662)، وابن ماجه (1/ 37 رقم 97) كلاهما من طريق سفيان به، وقال الترمذي: حديث حسن.
(2)
مسلم (1/ 472 رقم 681)[311].
(3)
البخاري (7/ 23 رقم 3664)، ومسلم (4/ 1860 رقم 2392)[17].
(4)
أخرجه البخاري (12/ 432 رقم 7020)، ومسلم (4/ 1862 رقم 2393) والترمذي (4/ 468 رقم 2289)، والنسائي في الكبرى (4/ 386 رقم 7636) من طريق موسى به.
قال الشافعي: رؤيا الأنبياء وحي، وقوله:"وفي نزعه ضعف" قصر مدته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته.
جواز استنابة الإمام لغير قريش
12881 -
المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي (خ)(1) عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن نافع، عن ابن عمر قال:"أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيدًا وقال: إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد اللَّه بن رواحة. قال عبد اللَّه: كنت فيها فالتمسنا جعفرًا فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعًا وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية".
زيد بن حارثة من الموالي، وابن رواحة من الأنصار.
12882 -
حماد بن زيد (خ)(2) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث زيدًا وجعفرًا وابن رواحة ودفع الراية إلى زيد، فأصيبوا جميعًا فنعاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الناس قبل أن يجيء الخبر، قال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد اللَّه فأصيب، ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف اللَّه خالد بن الوليد قال: فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان". فيه أن الناس إذا خلوا من أمير أو من نائب أمير فقام بإمارتهم من هو صالح لها وانقادوا له انعقدت ولايته حيث استحسن النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل خالد.
12883 -
سليمان بن بلال (خ)(3) وغيره عبد اللَّه بن دينار (م)(4) عن ابن عمر: "بعث رسول اللَّه بعثًا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم اللَّه إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إليّ وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده".
12884 -
أبو داود نا شعبة (خ م)(5) عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن، فقال لهما: تطاوعا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا". متفق عليه.
(1) البخاري (7/ 583 رقم 4261).
(2)
البخاري (7/ 585 رقم 4262). وأخرجه النسائي أيضًا (4/ 26 رقم 1878) من طريق حماد به مختصرًا.
(3)
البخاري (7/ 108 رقم 3730).
(4)
مسلم (4/ 1884 رقم 2426)[63].
(5)
البخاري (7/ 660 رقم 4345)، ومسلم (3/ 1359 رقم 1733)[7].
12885 -
شعبة (م)(1) ثنا يحيى بن حصين، أخبرتني جدتي أم حصين الأحمسية قالت: سمعت رسول اللَّه يقول: "إن استعمل عليكم عبد حبشي ما قادكم بكتاب اللَّه فاسمعوا له وأطيعوا".
12886 -
الأنصاري (خ)(2) عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس قال:"كان قيس بن سعد من رسول اللَّه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير - يعني: ينظر في أموره".
وجوب الطاعة للإمام أو لنائبه ما لم يأمر بمعصية
قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (3).
12887 -
قال ابن جريج (خ م)(4): نزلت في عبد اللَّه بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي بعض النبي صلى الله عليه وسلم سرية. أخبرنيه يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
12888 -
ابن المبارك (خ)(5) عن يونس (م)(6) عن ابن شهاب، حدثني أبو سلمة، سمع أبا هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع اللَّه، ومن عصاني فقد عصى اللَّه، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني".
وروى ابن جريج (م)(7) عن زيد بن سعد، عن الزهري نحوه.
12889 -
يعقوب بن عبد الرحمن (م)(8) عن أبي حازم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"عليك بالطاعة في منشطك ومكرهك وعسرك ويسرك وأثرة عليك".
(1) مسلم (3/ 1468 رقم 1838)[37].
وأخرجه النسائي أيضًا (7/ 154 رقم 4192) وابن ماجه (2/ 955 رقم 2861) من طريق شعبة به.
(2)
البخاري (13/ 143 رقم 7155).
وأخرجه الترمذي أيضًا (5/ 647 - 648 رقم 3850) من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري به.
(3)
النساء: 59.
(4)
البخاري (8/ 101 رقم 4584)، ومسلم (3/ 1465 رقم 1834)[31].
(5)
البخاري (13/ 119 رقم 7137).
(6)
مسلم (3/ 1466 رقم 1835)[33].
وأخرجه النسائي أيضًا (7/ 154 رقم 4193) من طريق زياد بن سعد عن الزهري به.
(7)
مسلم (3/ 1466 رقم 1835)[33].
(8)
مسلم (3/ 1467 رقم 1836)[35].
وأخرجه النسائي أيضًا (7/ 140 رقم 4133) من طريق يعقوب به.
12890 -
شعبة (خ)(1) عن أبي التياح، عن أنس قال رسول اللَّه:"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
12891 -
شعبة (م)(2) عن أبي عمران الجوني، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر "أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع ولو لعبد مجدع الأطراف":
12892 -
عبيد اللَّه بن عمر (خ م)(3) حدثني نافع، عن عبد اللَّه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
12893 -
الطيالسي نا شعبة (خ م)(4) عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن عن على "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وأمر عليهم رجلًا وأمرهم أن يطيعوه، فأجج لكم نارًا وأمرهم أن يقتحموها فهم قوم أن يفعلوا وقال آخرون: إنما فررنا من النار فأبوا، ثم قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة".
التشديد على من خرج وشق العصا
12894 -
الوليد (خ م)(5) وابن شابور قالا: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبيد اللَّه، حدثني أبو إدريس أنه سمع حذيفة يقول: "كان الناس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخبر وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا اللَّه بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قال: فهل بعد ذلك الشر كان خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها
(1) البخاري (2/ 216 رقم 693).
وأخرجه أيضًا ابن ماجه (2/ 955 رقم 2860) من طريق شعبة به.
(2)
مسلم (3/ 1467 - 1468 رقم 1837)[36].
وأخرجه ابن ماجه أيضًا (2/ 955 رقم 2862) من طريق شعبة به.
(3)
البخاري (13/ 130 رقم 7144)، مسلم (3/ 1469 رقم 1840).
(4)
البخاري (13/ 130 رقم 7145)، ومسلم (3/ 1469 رقم 1840)[39].
وأخرجه أبو داود (3/ 40 رقم 2625)، والنسائي (7/ 159 - 160 رقم 4205) من طريق شعبة به.
(5)
البخاري (13/ 38 رقم 7084)، ومسلم (3/ 1475 رقم 1847)[51].
قذفوه فيها. قلت: يا رسول اللَّه، صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك".
12895 -
جرير بن حازم (م)(1) عن غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه".
12896 -
عاصم بن محمد (م)(2)[عن زيد بن محمد](3) عن نافع وسالم، عن ابن عمر "أنه جاء إلى عبد اللَّه بن مطيع، فلما رآه قال: هاتوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم أجئك لأجلس، إنما جئتك لأحدثك بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: من خلع يدًا من طاعة لقي اللَّه يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". لم يذكر مسلم سالمًا في سنده.
12897 -
معاوية بن سلام عن زيد (س ت)(4) عن أبي سلام، حدثني الحارث الأشعري أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثهم قال:"وأنا آمركم بخمس كلمات أمرني اللَّه بهن: الجماعة والسمع والطاعة والجهاد والهجرة، فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع (ربق) (5) الإِسلام من رأسه إلا أن يراجع ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جُثا جهنم قال رجل: يا رسول اللَّه، وإن صام وصلى؟ قال: نعم وإن صام وصلى؛ فادعوا بدعوة اللَّه الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد اللَّه".
12898 -
مطرف بن طريف (د)(6)، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من فارق الجماعة شبرًا فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه".
(1) مسلم (3/ 1476 رقم 1848)[53].
وأخرجه النسائي (7/ 123 رقم 4114) وابن ماجه (2/ 1302 رقم 3948) من طريق أيوب عن غيلان به.
(2)
مسلم (3/ 123 رقم 1851)[58].
(3)
سقطت من "الأصل"، والمثبت من "هـ" وصحيح مسلم.
(4)
النسائي في الكبرى (5/ 272 رقم 8866)، و (6/ 412 رقم 11349)، والترمذي (5/ 136 - 137 رقم 2863).
(5)
في "هـ": ربقة.
(6)
أبو داود (4/ 241 - 242 رقم 4759).
الصبر على أذى أميره وينكر ما رأى منه بقلبه
12899 -
الأعمش (خ م)(1) عن زيد بن وهب، عن عبد اللَّه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنها ستكون أثرة وأمور تنكرونها. قالوا: فما يصنع من أدرك ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: أدوا الحق الذي عليكم، وسلوا اللَّه الذي لكم".
12900 -
حماد بن زيد (خ م)(2) عن الجعد أبي عثمان، ثنا أبو رجاء العطاردي، سمعت ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت إلا مات ميتة جاهلية".
12901 -
معاوية بن سلام (م)(3) أنا زيد بن سلام، عن أبي سلام قال: قال حذيفة "قلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا بشر فجاء اللَّه بخير فنحن فيه، فهل وراءه شر؟ قال: نعم. قلت: كيف يكون؟ قال: تكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت: كيف أصنع يا رسول اللَّه إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع".
12902 -
الأوزاعي، حدثني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه:"سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وستكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم برئ، ومن أمسك يده سلم، ولكن من رضي وتابع".
قلت: روى منه (خ)(4) تعليقًا.
(1) البخاري (6/ 708 رقم 3603)، ومسلم (3/ 1472 رقم 1843)[45].
وأخرجه الترمذي (4/ 418 - 419 رقم 2190) من طريق الأعمش به.
(2)
البخاري (13/ 130 رقم 7143)، ومسلم (3/ 1477 رقم 1849)[55].
(3)
مسلم (3/ 1476 رقم 1847)[52].
(4)
البخاري (13/ 201 رقم 7198).
12903 -
حماد بن زيد (م)(1) نا المعلى بن زياد وهشام بن حسان، عن الحسن عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة قال رسول اللَّه:"إنها ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر -قال هشام بلسانه- فقد برئ، ومن كره بقلبه فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. قيل: يا رسول اللَّه، أفلا نقتلهم؟ قال: لا، ما صلوا". لم يذكر مسلم "بلسانه" ولا "بقلبه" وإنما هو قول الحسن مدرج في الحديث، وأوضحه محمد بن عبيد بن حسان عن حماد ولفظه:"فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم" قال الحسن: فمن أنكر بلسانه فقد برئ، وقد ذهب زمان هذه، ومن كره بقلبه فقد جاء زمان هذه".
نا بندار (م د)(2) ثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، نا الحسن، عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال:"من كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم. قال قتادة: يعني: من أنكر بقلبه وكره بقلبه".
12904 -
الوليد (م)(3) نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نا رزيق مولى بني فزارة أنه سمع مسلم بن قرظة ابن عم عوف بن مالك يقول: سمعت عوفًا، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قلنا: يا رسول اللَّه، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئًا كان معصية اللَّه فليكره ما يأتي من معصية اللَّه ولا ينزعن يدًا من طاعة. قال: فقلت لرزيق: آللَّه يا أبا عبد اللَّه لسمعته من مسلم يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: سمعت رسول اللَّه يقول؟ فجثا على ركبتيه واستقبل القبلة وقال: إي واللَّه الذي لا إله إلا هو".
12905 -
(م)(4) شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل ولا أعلمه إلا عن أبيه قال:
(1) مسلم (3/ 1481 رقم 1854)[63].
وأخرجه أيضًا أبو داود (4/ 242 رقم 4760) من طريق حماد به.
(2)
مسلم (3/ 1481 رقم 1854)[63] وأبو داود (4/ 242 رقم 4761).
(3)
مسلم (3/ 1482 رقم 1855)[66].
(4)
مسلم (3/ 1474 رقم 1846)[49].
وأخرجه الترمذي (4/ 423 رقم 2199) من طريق شعبة به.
"سأل يزيد بن سلمة الجعفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه رسول اللَّه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فقال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم". وعند مسلم فيه قال: "فجذبه الأشعث بن قيس".
12906 -
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، نا عمرو بن الحارث، حدثني عبد اللَّه بن سالم، حدثني الزبيدي، نا الفضيل بن فضالة أن حبيب بن عبيد حدثهم أن المقدام حدثهم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أطيعوا أمراءكم ما كان فإن أمروكم بما حدثتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتكم وإن أمروكم بشيء مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه برآء، ذلكم بأنكم إذا لقيتم اللَّه قلتم ربنا لا ظلم، فيقول: لا ظلم. فيقولون: ربنا أرسلت إلينا رسلًا فأطعناهم بإذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم بإذنك وأمرت علينا أمراء فأطعناهم! فيقول: صدقتم، هو عليهم وأنتم منه برآء".
12907 -
شعبة (خ م)(1) سمعت قتادة، سمعت أنسًا، عن أسيد بن حضير "أن رجلًا من الأنصار قال: يا رسول اللَّه، استعملت فلانًا ولم تستعملني! فقال: إنكم سترون بعدي أثرة؛ فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
12908 -
سفيان عن منصور (2) عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال (3): قال لي عمر: "يا أبا أمية، لعلك أن تخلف بعدي، فأطع الإِمام وإن كان عبدًا حبشيًا؛ إن ضربك فاصبر، وإن أمرك بأمر فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن ظلمك فاصبر، وإن أمرك بأمر ينقص دينك فقل: سمع وطاعة، دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة". ذكر منصور فيه وهم.
12909 -
جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني،
(1) البخاري (7/ 146 رقم 3792)، ومسلم (3/ 1474 رقم 1845)[48].
وأخرجه الترمذي أيضًا (4/ 418 رقم 2189)، والنسائي (8/ 224 - 225 رقم 5383) من طريق شعبة به.
(2)
ضبب عليها المصنف للخلاف في ذكر منصور في هذا السند. وانظر آخر الحديث.
(3)
كتب بجواره في الحاشية: إسناده صحيح.
عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اللَّه بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنًا خلافة ورحمة، وكائنًا ملكًا عضوضًا وكائنًا عتوةً وجبرية وفسادًا في الأمة، يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون أبدًا حتى يقلوا اللَّه عز وجل". رواه الطيالسي في مسنده (1) عنه.
إثم من غدر بالبر والفاجر
12910 -
صخر بن جويرية (م)(2) عن نافع "أن ابن عمر جمع بنيه حين انتزى أهل المدينة مع ابن الزبير وخلعوا يزيد، فقال: إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة اللَّه ورسوله، وإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان، وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك باللَّه أن يبايع رجل رجلًا على بيع اللَّه ورسوله ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد (3) ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلمًا بيني وبينه"(4).
حماد بن زيد (خ م)(5) نا أيوب، عن نافع "أن معاوية بعث إلى ابن عمر مائة ألف درهم، فلما دعا معاوية إلى بيعة يزيد ابنه قال: أترون هذا أراد؟ إن ديني إذًا عندي لرخيص. فلما مات معاوية واجتمع الناس على يزيد بايعه ولما خلع يزيد أهل المدينة جمع ابن عمر حشمه ومواليه -أو قال وولده- وقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا على بيعة اللَّه ورسوله وإني لا أعلم غدرًا أعظم كان أن نبايع رجلًا على بيعة اللَّه ورسوله ثم ننصب له القتال إني لا أعلم أحدًا منكم خلع ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل فيما بيني وبينه" أخرجاه مختصرًا.
(1) مسند الطيالسي (31 رقم 228).
(2)
مسلم (3/ 1360 رقم 1735)[9].
وأخرجه الترمذي (4/ 122 رقم 1581) من طريق صخر مختصرًا.
(3)
زاد هنا في "الأصل": ولا. وهي ماقحمة.
(4)
كتب في حاشية "الأصل": الصيلم الداهية، والسيف صيلم.
(5)
البخاري (6/ 327 رقم 3188)، ومسلم (3/ 1359 رقم 1735)[9].
12911 -
شعبة (خ م)(1)، عن الأعمش عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، وعن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة - قال: أحدهما ينصب وقال: الآخر يرى يوم القيامة يعرف به".
12912 -
مستمر بن الريان (م)(2) أبنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مرفوعًا:"لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع بقدر غدرته، ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة".
12913 -
عبد الواحد (خ م)(3) وغيره (خ م)(4) عن الأعمش، سمعت أبا صالح، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء في الطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعط منها سخط، ورجل أقام سلعة بعد العصر فقال: اللَّه الذي لا إله إلا هو، لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدق الرجل واشتراها منه. ثم قرأ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (5) الآية".
ما يجب على السلطان من العدل والرحمة
12914 -
الليث (خ م)(6) عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ فالأمير راع على الناس وهو مسئول بن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، وامرأة الرجل راعية على بيت بعلبها وولده وهي مسئولة عن
(1) البخاري (6/ 327 رقم 3186، 3187)، ومسلم (3/ 1360 رقم 1736)[12]، (3/ 1361 رقم 1737)[13].
(2)
مسلم (3/ 1361 رقم 1738)[16].
(3)
البخاري (5/ 42 رقم 2358) وليس هو عند مسلم من طريق عبد الواحد.
(4)
البخاري (5/ 335 رقم 3672)، ومسلم (1/ 103 رقم 108)[173].
(5)
آل عمران: 77.
(6)
البخاري (5/ 211 رقم 2554) عن عبيد اللَّه عن نافع به، ومسلم (3/ 1459 رقم 1829)[20].
وأخرجه الترمذي أيضًا (4/ 180 - 181 رقم 1702) من طريق الليث به.
بعلها ورعيتها، والعبد راع على مالك سيده وهو مسئول عن رعيته، ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". وأخرجاه من حديث عبيد اللَّه وغيره عن نافع.
12915 -
هشام (م)(1) عن قتادة، عن أبي المليح "أن عبيد اللَّه بن زياد دخل على معقل ابن يسار وهو شاك فقال: لولا أني في الموت ما حدثت، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما من أمير استرعى رعية لم يحتط لهم ولم ينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة".
12916 -
أبو الأشهب (خ م)(2) عن الحسن، عن معقل بن يسار، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من رجل يسترعى رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم اللَّه عليه الجنة".
12917 -
جرير بن حازم (م)(3) ثنا الحسن "أن عائذ بن عمرو -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد اللَّه بن زياد فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن شر الرعاء الحطمة؛ فإياك أن تكون منهم. فقال له: اجلس؛ فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد. فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ ! إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيره".
12918 -
وكيع (م)(4) عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه:"ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر".
12919 -
الأعمش (خ م)(5) عن أبي ظبيان وزيد بن وهب، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه".
12920 -
شعبة، عن منصور، عن أبي عثمان مولى المغيرة، سمع أبا هريرة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي - ثلاث مرات".
قلت: إِسناده صالح ولم يخرجوه (6).
(1) مسلم (3/ 1460 رقم 142)[22].
(2)
البخاري (13/ 135 رقم 7150)، ومسلم (3/ 1460 رقم 142).
(3)
مسلم (3/ 1461 رقم 1830)[23].
(4)
مسلم (1/ 102 رقم 107)[172].
(5)
البخاري (13/ 370 رقم 7376)، ومسلم (4/ 1809 رقم 2319)[66].
(6)
قلت: أخرجه أبو داود (4/ 286 رقم 4942)، والترمذي (4/ 285 رقم 1923) من طريق شعبة به ولم يذكرا: ثلاث مرات.
12921 -
يزيد بن هارون، أنا العوام، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أوصي الخليفة من بعدي بتقوى اللَّه وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم ولا يضر بهم فيذلهم، ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يخصيهم فيقطع نسلهم".
قلت: وهذا لم يخرجوه.
12922 -
سعيد بن أبي أيوب (د ت ق)(1) عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه اللَّه على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء".
قلت: أبو مرحوم عبد الرحيم ليس بذاك.
12923 -
شعيب (خ)(2) عن الزهري، أخبرني عبيد اللَّه أن ابن عباس قال:"قدم عيينة ابن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن -وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولًا كانوا أو شبانًا- قال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه؟ فقال: سأستأذن لك عليه. فاستأذن له فأذن له عمر، فلما دخل عليه. قال: هي يا ابن الخطاب، ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه -سبحانه- قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (3) وإن هذا من الجاهلين. قال: فواللَّه ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافًا عند كتاب اللَّه". ومضى في الزكاة لأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مالك وما زاد اللَّه بعفو إلا عزًا وما تواضع أحد للَّه إلا رفعه".
(1) أبو داود (4/ 248 رقم 4777)، والترمذي (4/ 326 - 327 رقم 2021)، وابن ماجه (2/ 1400 رقم 4186).
(3)
البخاري (8/ 155 رقم 4642).
(3)
الأعراف: 199.
وروينا عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ما لم يكن [حدًا] "(1) وهذا في كتاب الحدود.
فضل الإمام العادل
12924 -
القطان (خ م)(2) عن عبيد اللَّه، حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإِمام العادل، ورجل نشأ بعبادة اللَّه، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خاليًا ففاضت عيناه".
12925 -
زهير بن معاوية ثنا سعد الطائي (ت ق)(3) أخبرني أبو مُدِلّة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإِمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السموات ويقول لها الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". تمام الباب في كتاب السير وأدب القاضي.
قلت: رواه جماعة عن سعد وهو ثقة.
12926 -
جعفر بن عون، أنا عفان بن جبير الطائي، عن رجل سماه عن عكرمة ح وأحمد بن يونس ثنا سعد أبو غيلان، ثنا عفان بن جبير، عن أبي جرير -أو حريز- الأزدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوم من إمام (عدل) (4) أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يومًا".
(1) في "الأصل": حد. والمثبت من "هـ".
(2)
البخاري (3/ 344 رقم 1423)، ومسلم (2/ 715 رقم 1031)[91].
وأخرجه الترمذي (4/ 517 رقم 2391) من طريق يحيى القطان به.
(3)
الترمذي (5/ 539 - 540 رقم 3598)، وابن ماجه (1/ 307 رقم 1752).
(4)
في "هـ": عادل.
قلت: عفان ما ضعفه أحد، انفرد بهذا.
12927 -
عباس الترقفي، نا سعيد بن عبد اللَّه الدمشقي، نا الربيع بن صبيح (1)، عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها؛ إنما السلطان ظل اللَّه ورمحه في الأرض".
12928 -
مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال عمر عند موته:"اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم".
12929 -
أيوب بن سويد، نا الوليد بن علي الجعفي، عن خاله الحسن بن الحر، عن القاسم ابن مخيمرة قال:"إنما زمانكم سلطانكم؛ فإذا صلح صلح زمانكم، وإذا فسد فسد زمانكم".
12930 -
أبو ضمرة، سمعت أبا حازم يقول:"لا يزال الناس بخير ما لم تقع هذه الأهواء في السلطان هم الذين يذبون عن الناس؛ فإذا وقعت فيهم فمن يذب عنهم".
12931 -
شعيب، عن الزهري، حدثني أبو الطفيل قال:"قدم رجل من تيماء على عبد الملك بن مروان وهو من أهل الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين، إن ابن هرمز ظلمني واعتدى عليّ! فلم يرد عليه عبد الملك شيئًا، ثم عاد له في الشكاية فلم يرجع إليه شيئًا قال: وغضب عبد الملك فقال: إنا نجد في التوراة التي أنزلها اللَّه على موسى أنه ليس على الإِمام من جور العامل وظلمه شيء ما لم يبلغه ذلك من ظلمه وجوره؛ فإذا بلغه فأقره شركه في جوره وظلمه. فلما ذكر ذلك نزع ابن هرمز عن عمله".
12932 -
عبد اللَّه بن طاوس، عن أبيه (1) أن عمر قال:"أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أقضيت ما عليّ؟ قالوا: نعم. قال: لا حتى انظر في عمله أعمل بما أمرته أم لا".
النصيحة للأمة
12933 -
جرير (م)(2) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
مسلم (3/ 1340 رقم 1715)[10].
"إن اللَّه يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: رضي لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه اللَّه أمركم، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
12934 -
الثوري (م)(1) وجرير، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد الليثي، (عن) (2) تميم الداري قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة. فقيل: لمن يا رسول اللَّه؟ قال: للَّه ولكتابه ورسول ولأئمة المؤمنين وعامتهم".
12935 -
عبد اللَّه بن حمران (د)(3) نا عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن من إجلال اللَّه إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط". رواه ابن المبارك، عن عوف فوقفه.
12936 -
مسلم بن إبراهيم، نا حميد بن مهران الكندي، ثنا سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي قال:"كان عبد اللَّه بن عامر يخطب الناس عليه ثياب رقاق مرجل شعرة، فصلى يومًا ثم دخل. قال: وأبو بكرة جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس: أبو بلال، ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق ويتشبه بالفساق؟ ! فقال أبو بكرة لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال. فدعاه، فقال أبو بكرة: أما إني قد سمعت مقالتك للأمير آنفًا، وقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من أكرم سلطان اللَّه أكرمه اللَّه، ومن أهان سلطان اللَّه أهانه اللَّه".
قلت: رواه (ت)(4) من حديث أبي داود عن حميد الكندي وحسنه.
12937 -
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، نا عمرو بن الحارث الحمصي، عن عبد اللَّه بن سالم، عن الزبيدي، ثنا الفضيل بن فضالة يرده إلى ابن عائذ يرده ابن عائذ إلى جبير بن نفير:
(1) مسلم (1/ 74 رقم 55)[95].
وأخرجه النسائي (7/ 156 - 157 رقم 4198)، من طريق الثوري به، وأبو داود (4/ 286 رقم 4944) من طريق زهير عن سهيل به.
(2)
كتب بالحاشية: سمعت.
(3)
أبو داود (4/ 261 - 262 رقم 4843).
(4)
الترمذي (5/ 435 رقم 2224).
"أن عياض ابن غنم وقع على صاحب دارا حين فتحت فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ ذله ومكث هشام ليالي فأتاه هشام يعتذر إليه، وقال له: يا عياض، ألم تعلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة أشد الناس عذابًا للناس في الدنيا؟ فقال له: يا هشام، إنا سمعنا الذي سمعت، ورأينا الذي رأيت، وصحبنا من صحبت، أو لم تسمع يا هشام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية، وليأخذ بيده فليخل به؛ فإن قبلها قبلها وإلا كان قد أدى الذي عليه والذي له؟ وإنك يا هشام لأنت الجريء أن تجترئ على سلطان اللَّه، فهلا خشيت أن يقلك سلطان اللَّه فتكون قتيل سلطان اللَّه".
قلت: هذا حديث منكر، وإِسحاق رماه محمد بن عوف بالكذب.
حفظ اللسان من الثناء على الأمراء ومن ذمهم
12938 -
عاصم بن محمد (خ)(1) عن أبيه: "قال رجل لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا. قال: كنا نعد هذا نفاقًا".
12939 -
الليث (خ م)(2) عن ابن أبي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة سمع رسول اللَّه يقول:"إن من شر الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".
12940 -
معمر (خ)(3) عن الزهري (م)(4) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
(1) البخاري (13/ 181 رقم 7178).
(2)
البخاري (13/ 182 رقم 7179)، ومسلم (4/ 2011 رقم 2326)[99].
(3)
البخاري (10/ 548 رقم 6138).
وأخرجه أبو داود (4/ 339 رقم 5154)، والترمذي (4/ 569 رقم 2500)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (11/ 54 رقم 15300) جميعهم من طريق معمر به.
(4)
مسلم (1/ 68 رقم 47)[74].
12941 -
يزيد بن الهاد (خ م)(1) عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما (يُتَبّن) (2) فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".
عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار (خ)(3) عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم".
12942 -
محمد بن عمرو بن علقمة (ت س ق)(4) عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال:"كان رجل بطال يدخل على الأمراء فيضحكهم. فقال له علقمة: ويحك يا فلان، سمعت بلال بن الحارث المزني يحدث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرضى اللَّه بها عنه إلى يوم القيامة (5)، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيُسخط اللَّه بها إلى يوم يلقاه".
قلت: صححه الترمذي، وقال: رواه مالك، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال، ويروى عن علقمة من قوله.
ابن المبارك، أنا موسى بن عقبة، عن علقمة بن وقاص أن بلال بن الحارث قال: "إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم، فانظر ماذا تحاضرهم به، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب اللَّه بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب اللَّه عليه سخطه إلى يوم
(1) البخاري (11/ 314 رقم 6477)، ومسلم (4/ 2290 رقم 2988)[49][50].
وأخرجه من طريق يزيد بن الهاد النسائي في الكبرى انظر التحفة (10/ 294 رقم 14283)، وأخرجه الترمذي (3/ 482 - 483 رقم 2314)، من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم به.
(2)
كتب بالحاشية أو يُتْبن، أي: يفطن لها.
(3)
البخاري (11/ 314 رقم 6478).
(4)
الترمذي (4/ 484 رقم 2319)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 103 رقم 2028)، وابن ماجه (2/ 1312 رقم 3969).
(5)
أشار إليها في الهامش وكتب: يلقاه.
يلقاه، فكان علقمة يقول: رب حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال.
12943 -
الثوري عن أبي حصين (ت س)(1) عن الشعبي، عن عاصم العدوي، عن كعب بن عجرة قال:"خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة أو تسعة وبيننا وسائد من أدم أحمر. قال: إنه سيكون بعدي أمراء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض".
قلت: صححه (ت).
أبو صالح، حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد، حدثني خالد بن أبي عمران، حدثني أبو عياش، عن ابن عجرة الأنصاري قال:"خرج إلينا رسول اللَّه ونحن في المسجد، أنا تاسع تسعة، فقال لنا: أتسمعون، هل تسمعون، ثلاث مرار؟ إنها ستكون عليكم أئمة فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فلسمت منه وليس مني، ولا يرد عليّ الحوض يوم القيامة، وكان دخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم [ولم] (2) يعنهم على ظلمهم فهو مني، وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض يوم القيامة".
12944 -
قال: وحدثني أيضًا عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "كيف أنتم إذا بقيتم في حثالة من الناس مرجت أمانتهم وعهودهم وكانوا هكذا ثم أدخل أصابعه بعضيها في بعض؟ فقالوا: فإذا كان كذلك كيف نفعل يا رسول اللَّه؟ قال: خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون. ثم خص بهذا عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فيما بينه وبينه فقال: ما تأمرني فيه يا رسول اللَّه إذا كأن ذلك؟ قال: آمرك بتقوى اللَّه وعليك بنفسك، وإياك وعامة الأمور".
12945 -
يونس، عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن خارجة بن زيد، عن عروة بن الزبير قال: "أتيت ابن عمر فقلت: إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام ونحن نعلم أن الحق
(1) الترمذي (4/ 455 رقم 2259)، والنسائي (7/ 160 رقم 4207).
(2)
من "هـ" وفي "الأصل": وعلى.
غيره فنصدقهم ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم، فكيف ترى؟ فقال: يا ابن أخي، كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نعد هذا النفاق، فلا أدري كيف هو عندكم؟ ". رواه الفسوي في تاريخه، عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب عنه.
12946 -
عمر بن علي (خ)(1) عن أبي حازم، عن سهل أن رسول اللَّه قال:"من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
12947 -
الأعمش (م)(2) عن إبراهيم، عن همام قال:"كنت جالسًا عند حذيفة فمر رجل فقالوا: هذا يرفع الحديث إلى السلطان. فقال حذيفة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قتات. قال الأعمش: والقتات: النمام". وأخرجاه (3) من حديث منصور عن إبراهيم.
12948 -
شعبة (ت س ق)(4) عن عمرو بن مرة، سمع عبد اللَّه بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال:"أن رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي. قال: لا تسمعن هذا فيصير له أربعة أعين. فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تقتلوا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفروا من الزحف، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان لتقتلوه -أو لتهلكوه- وعليكم خاصة يهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنك نبي. فقال: ما يمنعكما من اتباعي؟ فقالا: إن داود عليه السلام دعا أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخشى إن تبعناك أن تقتلنا اليهود".
قلت: صححه (ت) وفيه "أن من شهد من أهل الكتاب للَّه بالواحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم
(1) البخاري (11/ 314 رقم 6474).
وأخرجه الترمذي أيضًا (4/ 524 رقم 2408) من طريق عمر بن علي به.
(2)
مسلم (1/ 101 رقم 105)[170].
وأخرجه أبو داود (4/ 268 رقم 4871) من طريق شعبة به.
(3)
البخاري (10/ 487 رقم 6056)، ومسلم (1/ 101 رقم 105)[196].
(4)
الترمذي (5/ 72 رقم 2733)، والنسائي في الكبرى (2/ 306 رقم 3541)، وابن ماجه (2/ 1221 رقم 3705).
بالنبوة لا يصير بذلك مسلمًا".
12949 -
عبيدة بن حميد، نا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد (1) قال كعب:"أعظم الناس خطيئة يوم القيامة الذي يسعى بأخيه إلى إمامه".
ما على الأمير من زجر الناس عن النميمة ورد قول النمام
12950 -
إسرائيل (د ت)(2) عن السدي، عن الوليد بن أبي عاصم، ثنا زيد بن (زائد) (3) عن ابن مسعود قال:"خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: ألا لا يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر. قال: فأتاه مال فقسمه، فسمعت رجلان يقولان: إن هذه لقسمة لا يريد اللَّه بها ولا الدار الآخرة. ففهمت قولها ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إنك قلت: لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر، وإني سمعت فلانًا وفلانًا يقول وإن كذا وكذا، قال: فاحمر وجهه وقال: دعنا منك، فقد أوذي موسى عليه السلام بأكثر من هذا فصبر". انفرد الكديمي بقوله: "فأتاه مال. . . ". إلى آخر الحديث.
قلت: والكديمي لا شيء.
ورواه ابن أبي حسين (1)، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
12951 -
الثوري، عن ابن جحادة، عن الحسن (1)"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يعرف القرف ولا يصدق أحدًا على أحد".
12952 -
معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه قال:"سمعت أسقفًا من أهل نجران يكلم عمر يقول: يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثلاثة. قال عمر: ويلك، وما قاتل الثلاثة؟ ! قال: الرجل يأتي الإِمام بالكذب فيقتل الإِمام ونفسه وصاحبه".
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
أبو داود (4/ 265 رقم 4860)، والترمذي (5/ 667 رقم 3897).
(3)
كتب بالحاشية: "زائدة". وقد ورد فيه الاثنان. انظر تهذيب الكمال، وتقريبه.
12953 -
حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي (1) "أن العباس قال لابنه عبد اللَّه: إني أرى هذا الرجل قد أكرمك -يعني عمر- وأدنى مجلسك وألحقك بكتوم لست مثلهم فاحفظ عني ثلاثًا: لا يجربن عليك كذبًا، ولا تفش عليه سرًا، ولا تغتابن عنده أحدًا". رواه غيره عن كمجالد فقال: عن الشعبي، عن ابن عباس.
الشفاعة والذب عن عرض المسلم
12954 -
أبو أسامة (خ)(2) عن (بريد)(3)(م)(4) عن جده، عن أبي موسى قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل قال: اشفعوا فلتؤجروا، وليقض اللَّه على لسان نبيه ما شاء".
12955 -
عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان لمنفعة بر، أو تيسير عسير أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام".
قلت: عبد الوهاب كذبه أبو حاتم.
وروي في ذلك من حديث عائشة.
12956 -
سليمان بن بلال (د)(5) عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن من حيث لقيه يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".
12957 -
أبو صالح حدثني الليث (د)(6) عن يحيى بن سليم بن زيد، أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة، سمعت جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سئل الأنصاريين يقولان: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يخذل مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
البخاري (10/ 466 رقم 6028).
(3)
تحرفت في "هـ" إلى: يزيد.
(4)
مسلم (4/ 2026 رقم 2627)[145].
وأخرجه الترمذي أيضًا (5/ 41 رقم 2672)، من طريق أبي أسامة به.
(5)
أبو داود (4/ 280 رقم 4918).
(6)
أبو داود (4/ 271 رقم 4884).
وينتهك فيه من حرمته إلا خذله اللَّه في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره اللَّه في موطن يحب فيه نصرته". رواه ابن المبارك عن الليث.
12958 -
ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال:"نال رجل من رجل عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرد عليه رجل، فقال رسول اللَّه: من رد عن عرض أخيه كان له حجابًا من النار". رواه أيضًا مرزوق، عن أم الدرادء، عن أبي الدرداء مرفوعًا (1).
12959 -
عبد العزيز الدراوردي، عن حميد، عن الحسن، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من نصر أخاه بظهر الغيب نصره اللَّه في الدنيا والآخرة". ويروى عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قوله، وأخطأ من رفعه.
ما على السلطان من إكرام وجوه الناس
12960 -
سعيد بن مسلمة (ق)(2) عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
قلت: سعيد واهٍ.
12961 -
حصين بن عمر الأحمسي، نا ابن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال:"لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال: يا جرير لأي شيء جئت؟ قلت: جئت لأسلم على يديك. فألقى لي كساء ثم أقبل على أصحابه. وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. . . " وذكر الحديث. وفيه "فكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي".
قلت: وحصين تالف.
قال: وله شاهد من مراسيل الشعبي.
(1) أخرجه الترمذي (4/ 288 رقم 1931).
(2)
ابن ماجه (2/ 1223 رقم 3712).
(3)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
12962 -
شعبة، عن أبي عمران الجوني (3) قال:"كتب عمر إلى أبي موسى أنه لم يترك للناس وجوه يرفعون حوائج الناس، فأكرم وجوه الناس فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في العدل والقسمة".
قلت: وهذا منقطع.
قتال البغاة والخوارج
12963 -
شعبة (م)(1) وأبو عوانة، عن زياد بن علاقة، سمع عرفجة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إنها ستكون هنات وهنات؛ فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائنًا من كان".
حماد بن زيد (م)(2) نا عبد اللَّه بن المختار وآخر، عن زياد بن علاقة، عن عرفجة مرفوعًا، ولفظه:"فمن رأيتموه يمشي إلى أمة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه".
يونس بن أبي يعفور (م)(3) عن أبيه، عن عرفجة، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".
12964 -
وكيع وعبيد اللَّه (م)(4) نا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "كنت جالسًا معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس يقول: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلًا، فمنا من يضرب خباءه ومنا من هو
(1) مسلم (3/ 1479 رقم 1852)[59].
وأخرجه أبو داود (4/ 242 رقم 4762) من طريق شعبة به مختصرًا. والنسائي (7/ 92 رقم 4020) من طريق يزيد بن مرْدَانُبَةَ عن زياد بن علاقة به.
(2)
مسلم (3/ 1479 رقم 1852)[59].
(3)
مسلم (3/ 1480 رقم 1852)[60].
(4)
مسلم (3/ 1473 رقم 1844)[61].
وأخرجه أبو داود (4/ 96 - 97 رقم 4248)، من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش به مختصرًا، والنسائي في الكبرى (5/ 222 - 223 رقم 8729) من طريق أبي معاوية، وابن ماجه (2/ 1306 - 1307 رقم 3956) من طريق أبي معاوية وعبد الرحمن المحاربي ووكيع كلهم عن الأعمش بنحوه.
في (جَشْرِه)(1) ومنا من ينتضل إذ نادى منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة. قال: فانتهيت إليه وهو يخطب ويقول: أيها الناس، إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم وينذرهم مما يعلمه شرًا لهم ألا وإن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يدفق بعضها بعضًا تجيء الفتن فيقول المؤمن: هذه مهلكتي. ثم تنكشف، ثم تجيء فيقول: هذه هذه، ثم تجيء فيقول: هذه هذه، ثم تنكشف، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع -وقال مرة: ما استطاع. أظنه قال: وإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر- فلما سمعتها أدخلت رأسي بين رجلين فقلت: إن ابن عمك معاوية يأمرنا أن نقتل أفانسنا، وأن نأكل أموالنا بيننا بالباطل واللَّه يقول:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (2){وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (3) قال: فوضع جمعه على جبهته ثم نكس ثم رفع رأسه فقال: أطعه في طاعة اللَّه واعصه في معصية اللَّه. قلت: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي".
من قال جرير (م)(4) عن الأعمش في الحديث: "ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع؛ فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر. فدنوت فقلت: أنشدك باللَّه أنت سمعت هذا من رسول اللَّه؟ فأومأ إلى أذنيه وقلبه بيديه فقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي".
12965 -
الثوري (خ)(5) عن أبيه (م)(6) عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: "بعث علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية في تربتها فقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم
(1) كتب فوقها "رعيه".
(2)
النساء: 29.
(3)
البقرة: 188.
(4)
مسلم (3/ 1472 رقم 1844)[2].
(5)
البخاري (13/ 426 رقم 7432).
(6)
مسلم (2/ 741 رقم 1064)[143].
وأخرجه أبو داود (4/ 243 رقم 4764) من طريق سفيان به.
المجاشعي، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبتهان، وبين علقمة بن علاثة العامري، فغضبت قريش والأنصار وقالوا: تعطي صناديد أهل نجد وتدعنا! فقال: إنما أتألفهم. فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق قال: اتق اللَّه يا محمد. فقال: من يطع اللَّه إذا عصيته، أيأمنني اللَّه على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ ! قال: فسأل رجل قتله -أحسبه خالد بن الوليد- فمنعه قال: فلما ولى قال: إن من ضئضئ هذا -أو في عقب هذا- قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون عبدة الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
12966 -
القاسم بن الفضل (م)(1) نا أبو نضرة، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تكون شرقة بين طائفتين من أمتي تمرق بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق".
الثوري (م)(2) عن حبيب بن أبي ثابت، عن الضحاك المشرقي (3)، عن أبي سعيد، عن رسول اللَّه في حديث ذكر فيه "قومًا يخرجون على فرقة من الناس تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق".
12967 -
أبو معاوية (م)(4) وجماعة (خ)(5) عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، عن علي قال:"إذا سمعتم بي أحدث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا فلأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إليّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب والحرب خدعة، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن قتلهم أجر لمن قتلهم إلى يوم القيامة". وفي بعض الطرق زيادة "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".
(1) مسلم (2/ 745 رقم 1065)[150].
وأخرجه أبو داود أيضًا (4/ 217 رقم 4667) عن طريق القاسم به.
(2)
مسلم (2/ 746 رقم 1065)[153].
(3)
كتب بالحاشية: مشرق بطن من همدان.
(4)
مسلم (2/ 747 رقم 1566)[154].
(5)
البخاري (6/ 715 رقم 3611).
وأخرجه أبو داود (4/ 244 رقم 4767)، والنسائي (7/ 119 رقم 4102) من طريق سفيان عن الأعمش بنحوه.
حماد (م)(1) وابن علية (م)(1) عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة، عن علي وذكر أهل النهروان "فقال: فيهم رجل مخدج اليد -أو مودن اليد، أو (مثدن) (2) اليد-: لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعد اللَّه الذين يقاتلوهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة".
عبد الرزاق (م)(3) أنا عبد الملك بن أبي سليمان، نا سلمة بن كهيل، أخبرني زيد بن وهب الجهني "أنه كان في الجيش الذين كانوا مع على الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس، إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من أمتي قوم يقرءون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى اللَّه لهم على لسان نبيهم لاتكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عضد وليست له ذراع، على عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليها شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، واللَّه إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم؛ فإنهم قد سفكوا الدماء وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم اللَّه. قال: فنزلني زيد بن وهب منزلًا منزلًا، حتى قال: مررنا على قنطرة، فلما التقينا وعلى الخوارج عبد اللَّه بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعتم. قال: فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم، فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان، فقال على: التمسوا فيهم المخدج. فلم يجدوه، فقام
(1) مسلم (2/ 747 رقم 1066)[155].
وأخرجه أبو داود (4/ 242 - 243 رقم 4763) من طريق حماد، وابن ماجه (1/ 59 رقم 167) عن طريق إسماعيل به.
(2)
في "هـ"، وصحيح مسلم:"مثدون".
(3)
مسلم (2/ 748 رقم 1066)[156].
وأخرجه أبو داود أيضًا (4/ 244 - 245 رقم 4768) من طريق عبد الرزاق به.
علي بنفسه فالتمسه فوجده، فقال: صدق اللَّه وبلغ رسوله. فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، آللَّه الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي واللَّه الذي لا إله إلا هو. حتى استحلفه ثلاثًا وهو يحلف له".
عمرو بن الحارث (م)(1) عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع "أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي قالوا: لا حكم إلا للَّه. فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصف ناسًا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم -وأشار إلى حلقه- أبغض خلق اللَّه إليه، منهم أسود إحدى يديه حلمة ثدي. فلما قتلهم قال: انظروا. فنظروا فلم يجدوا شيئًا. قال: ارجعوا، فواللَّه ما كذبت - ولا كذبت مرتين أو ثلاثًا، ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي رضي الله عنه فيهم".
12968 -
شعيب (خ)(2) عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، أن أبا سعيد الخدري قال: "بينا نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسمًا أتاه ذو الخويصرة -رجل من بني تميم- فقال: يا رسول اللَّه، اعدل. ققال: ويحك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ ! لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول اللَّه، ائذن لي فيه أضرب عنقه! قال: دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضِيّه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى يديه مثل ثدي المرأة، ومثل البضعة تدردر يخرجون على (خير فرقة) (3) من الناس. قال أبو سعيد: فأشهد
(1) مسلم (2/ 749 رقم 1066)[157].
(2)
البخاري (6/ 714 رقم 3610).
(3)
في "هـ": حين فترة.
لسمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإن عليًا قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول اللَّه الذي نعته". وأخرجاه من أوجه عن أبي سلمة والضحاك الهمداني.
الأوزاعي، حدثني قتادة، عن أنس وعن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه قال:"سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فُوقِهِ لحم شر الخلق والخليقة، طوبى لم قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب اللَّه وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى باللَّه منهم. قالوا: يا رسول اللَّه، فما سيماهم؟ قال: التحليق"(1).
وفي الباب عن أبي ذر وسهل بن حنيف، وعبد اللَّه بن عمرو وأبي بكرة وأبي برزة وبعضهم يزيد على بعض، واستدل الشافعي في قتال أهل البغي بقوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ. . .} (2) الآية.
12969 -
[نعيم بن حماد](3) ثنا معتمر (خ م)(4) عن أبيه، عن أنس قال:"قيل: يا رسول اللَّه، لو أتيت عبد اللَّه بن أبي. فانطلق إليه وركب حماره وركب معه قوم من أصحابه، فلما أتاه قال له عبد اللَّه: تنح، فقد آذاني نتن حمارك. فقال رجل: واللَّه لحمار رسول اللَّه أطيب ريحًا منك. فغضب لكل واحد منهما قومه فتضاربوا بالجريد والنعال، فبلغنا أنما نزلت فيهم هذه الآية {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا. . .} (2) الآية".
محمد بن أبي بكر، نا معتمر، عن أبيه، أنه بلغه عن أنس قال:"قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد اللَّه. فانطلق راكبًا حماره والناس يمشون. قال: وهي أرض سبخة. . . فذكره". قال أنس: "وأنبئت أنها أنزلت فيهم".
(1) أخرجه أبو داود (4/ 243 رقم 4765) من طريق أبي عمرو الأوزاعي به.
(2)
الحجرات: 9.
(3)
من "هـ" وهو شبه مطموس في حاشية "الأصل".
(4)
البخاري (5/ 351 رقم 2691)، ومسلم (3/ 1424 رقم 1799).
12970 -
يونس بن يزيد وجد حجاج بن أبي منيع وشعيب -وهذا لفظه- عن الزهري، أخبرني حمزة بن عبد اللَّه "أنه بينما هو جالس مع ابن عمر إذ جاءه رجل عراقي فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني واللَّه لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدي بك في أمر فرقة الناس وأعتزل الشر ما استطعت، وإني أقرأ آية محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها أرأيت قوله:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا. . .} (1) الآية أخبرني عنها؟ فقال: مالك ولذاك؟ انصرف عني. فانطلق حتى توارق عنا سوداه، أقبل علينا ابن عمر فقال: ما وجدت في نفسي شيئًا من أمر هذه الآية وما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني اللَّه. قال: جد حجاج في حديثه عن الزهري: قال حمزة: فقلنا له: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال ابن عمر: ابن الزبير بغي على هؤلاء، فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم". فيه دليل على جواز استعمال الآية في قتال الفئة الباغية.
12971 -
الفضل بن محمد الشعراني، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، نا أبي، عن محمد بن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة قالت: "ما رأيت مثل ما رغبت عنه الأمة من هذه الآية {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (1).
الفئة الباغية لا تخرج بالبغي من الدين
قال الشافعي: سماهم اللَّه المؤمنين وأمر بالإصلاح بينهم.
12972 -
همام (خ م)(2) قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة".
12973 -
ابن عيينة (خ)(3) نا إسرائيل أبو موسى، سمعت الحسن، سمعت أبا بكرة يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي معه إلى جنبه وهو يلتفت إلى الناس مرة
(1) الحجرات: 9.
(2)
البخاري (6/ 712 رقم 3609)، مسلم (4/ 2214 رقم 157)[17].
(3)
البخاري (5/ 361 رقم 2704).
وأخرجه أبو داود (4/ 216 رقم 2662)، والترمذي (5/ 616 رقم 3773)، من طريق الأشعث عن إسرائيل بنحوه، وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 71 رقم 10081) من طريق سفيان به.
وإليه مرة، ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل اللَّه يصلح به بين فئتين من المسلمين". قال سفيان: يعجبنا قوله: "فئتين من المسلمين".
مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة قال رسول اللَّه فذكر نحوه، وفيه قال الحسن:"فلما ولي -يعني الحسن بن علي- ما أهريق في سببه محجمة من دم".
12974 -
معمر، عن أيوب، عن محمد أن الحسن بن علي قال:"لو نظرتم ما بين جابرس إلى جابلق ما وجدتم جده نبي غيره وغير أخي وإني أرى أن تجتمعوا على معاوية {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (1) ".
12975 -
قال معمر: جابرس وجابلق المغرب والشرق. هشيم وابن عيينة قالا: نا مجالد، عن الشعبي قال:"لما صالح الحسن معاوية -وزاد هشيم: وسلم إليه الأمر- قال له معاوية بالنخيلة: قم فتكلم. فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قاله: أما بعد، فإن أكيس الكيس التقى، وإن أعجز العجز الفجور، ألا وإن هذا الأمر الذي اختلف فيه أنا ومعاوية حق لامرئ كان أحق به مني أو حق لي تركته لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (1) ثم استغفر ونزل".
12976 -
شريك، عن أبي العنبس، عن أبي البختري، قال:"سئل علي عن أهل الجمل أمشركون؟ قال: من الشرك فروا. قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون اللَّه إلا قليلًا. قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا".
وكيع، عن أبان بن عبد اللَّه البجلي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، قال: قال علي: "إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال اللَّه: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (2) ".
12977 -
أبو معاوية وغيره، نا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال: "دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعدما فرغ من أصحاب الجمل. قال: فرحب به وأدناه وقال: إني لأرجو أن يجعلني اللَّه وإياك من الذين قال اللَّه: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (3). فقال: يا ابن (أخ)(4) كيف فلانة، كيف فلانة؟ وسأله عن
(1) الأنبياء: 111.
(2)
الأعراف: 43، الحجر:47.
(3)
الحجر: 47.
(4)
في "هـ": أخي.
أمهات أولاد أبيه، ثم قال: لم نقبض أرضكم هذه السنين إلا مخافة أن ينتهبها الناس، يا فلان، انطلق معه إلى ابن قرظة مره فليعطه غلته هذه السنين ويدفع إليه أرضه. قال: فقال رجلان جالسان ناحية أحدهما الحارث الأعور: اللَّه أعدل من ذلك أن نقتلهم ويكونوا إخواننا في الجنة. قال: قوما أبعد أرض اللَّه وأسحقها، فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة؟ يا ابن أخي، إذا كانت لك حاجة فائتنا". وفي لفظ:"إلى بني قرظة" بدل: "ابن".
12978 -
شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل، سمعت عمارًا يقول حين بعثه علي إلى الكوفة يستنفر الناس:"إنا لنعلم أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن اللَّه ابتلاكم بها" لفظ علي بن الجعد عنه.
ورواه غندر (خ)(1) عنه ولفظه: "عن الحكم، سمع أبا وائل يقول: "لما بعث علي عمارًا والحسن بن علي إلى الكوفة خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن اللَّه ابتلاكم بها لينظر إياه تطيعون أو إياها".
12979 -
عوف، عن ابن سيرين قال:"قال خالد بن الواشمة: لما فرغ من أصحاب الجمل ونزلت عائشة منزلها: دخلت عليها فقلت: السلام عليك يا أم المؤمنين. قالت: من هذا؟ قلت: خالد بن الواشمة. قالت: ما فعل طلحة؟ قلت: أصيب. قالت: إنا للَّه، يرحمه اللَّه. ما فعل الزبير؟ قلت: أصيب. قالت: إنا للَّه، يرحمه اللَّه. قلت: بل نحن للَّه، وإنا إليه راجعون في زيد بن صوحان. قالت: وأصيب زيد؟ قلت: نعم. قالت: إنا للَّه وإنا إليه راجعون يرحمه اللَّه. قلت: يا أم المؤمنين، ذكرت طلحة فقلت: يرحمه اللَّه. وذكرت الزبير فقلت: يرحمه اللَّه. وذكرت زيدًا فقلت: يرحمه اللَّه. وقد قتل بعضهم بعضًا. واللَّه لا يجمعهم اللَّه في الجنة أبدًا، قالت: أو لا تدري أن رحمة اللَّه واسعة وهو على كل شيء قدير. قال: فكانت أفضل مني (2) ".
تابعه ابن عون وأيوب، عن محمد، عن خالد.
12980 -
العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل قال: "رآني عمرو بن
(1) البخاري (7/ 133 رقم 3772).
(2)
كتب فوقها: شيء.
شرحبيل وكان من أفاضل أصحاب عبد اللَّه قال: رأيت كأني دخلت الجنة فإذا بقباب مضروبة، فقلت: لمن هذا؟ قيل: لذي كلاع وحوشب -وكانا ممن قتل مع معاوية- قلت: ما فعل عمار وأصحابه؟ قالوا: أمامك. قلت: سبحان اللَّه وقد قتل بعضهم بعضًا! قال: إنهم لقوا اللَّه فوجدوه واسع المغفرة. قلت: ما فعل أهل النهر؟ قال: لقوا بَرّحًا".
رواه يزيد بن هارون عنه قال: يحيى بن أبي طالب فسمعت يزيد في المجلس ببغداد وكان يقال: إن في المجلس سبعين ألفًا. قال: لا تغتروا بهذا الحديث؛ فإن ذا الكلاع وحوشب أعتقها اثني عشر ألفًا أهل بيت. وذكر من محاسنهم أشياء".
12981 -
مسعر، عن عبد اللَّه بن رباح (1) أن عمارًا قال:"لا تقولوا: كفر أهل الشام، ولكن قولوا: فسقوا أو ظلموا".
12982 -
مسعر، عن عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة قال:"قال رجل ممن يتعرف البغلة يوم قتل المشركون -يعني أهل النهروان- فقال علي رضي الله عنه: من الشرك فروا. قال: فالمنافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون اللَّه إلا قليلًا. قال: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم".
من قال لا تباعة في الجراح والدماء وما فات من الأموال في قتال أهل البغي
12983 -
يونس، عن ابن شهاب قال:"هاجت الفتنة الأولى، فأدركت رجالًا ذوي عدد من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه بدرًا وبلغنا أنهم كانوا يرون أن يهدر أمر الفتنة ولا يقام فيها على رجل قاتل في تأويل القرآن قصاص فيمن قل، ولا حد في سباء امرأة سبيت ولا يرى عليها حد ولا بينها وبين زوجها ملاعنة ولا يرى أن يقفوها أحد إلا جلد الحد ويرى أن ترد إلى زوجها الأول بعد أن تعتد فتقضي عدتها من زوجها الآخر، ويرى أن يرثها زوجها الأول".
12984 -
ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري قال: "كتب إليه سليمان بن عبد الملك يسأله عن امرأة فارقت زوجها وشهدت على قومها بالشرك ولحقت بالحرورية فتزوجت فيهم،
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
ثم جاءت تائبة، قال: فكتب إليه الزهري (1) وأنا شاهد: أما بعد، فإن الفتنة الأولى ثارت وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرًا فرأوا أن يهدم أمر الفتنة لا يقام فيها حد على أحد في فرج استحله بتأويل القرآن ولا قصاص في دم استحله بتأويل القرآن ولا مال استحله بتأويل القرآن إلا أن يوجد شيء بعينه، وإني أرى أن تردها إلى زوجها وتحد من قذفها".
12985 -
معمر، حدثني سيف بن فلان بن معاوية العنزي، حدثني خالي، عن جدي قال:"لما كان يوم الجمل وإضطرب (الحَبْلُ) (2) وأغار الناس. قال: فجاء الناس إلى علي يدعون أشياء فأكثروا عليه فلم يفهم. قال: ألا رجل يجمع لي كلامه في خمس كلمات أوست. فاحتفزت على إحدى رجليَّ قلت: إن فهم قبل كلامي وإلا جلست من قريب. قلت: يا أمير المؤمنين، إن الكلام ليس بخمس ولا ست ولكنها كلمتان، فنظر إليَّ. قال: قلت: هضم أو قصاص. قال: فعقد ثلاثين. وقال قالون (3): أرأيتم ما عددتم فهو تحت قدمي هاتين".
قتال القسم الأول من أهل الردة
قال الشافعي: قوم كفروا بعد إسلامهم مثل طليحة ومسيلمة والعنسي وأصحابهم.
12986 -
معمر (خ م)(4) عن همام، نا أبو هريرة، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بينا أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض، فوضع في يدي سوارين من ذهب فكبرا عليَّ وأهماني، فأوحي إليّ أن انفخهما فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة". قال ابن إسحاق: "أول ردة كانت في العرب مسيلمة باليمامة في بني حنيفة، والأسود بن كعب العنسي باليمن في حياة رسول اللَّه، وخرج طليحة بن خويلد الأسدي في بني أسد يدعي النبوة ويسجع لهم".
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
في "هـ": الخيل وضبطها المصنف بالشكل ووضع تحت الحاء (خ) إشارة إلى إهمالها حتى لا تشتبه بالخاء.
(3)
كتب بالحاشية: قالون جيد.
(4)
البخاري (12/ 441 رقم 7037)، مسلم (4/ 1781 رقم 2274)[22].
12987 -
حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال:"لما استخلف اللَّه أبا بكر وارتد من ارتد من العرب عن الإسلام خرج أبو بكر غازيًا، حتى إذا بلغ نقعًا من نحو (النقيع) (1) خاف على المدينة، فرجع وأمَّر خالد بن الوليد وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد منهم عن الإسلام، ثم يسير إلى إليمامة فيقاتل مسيلمة، فسار خالد فقاتل طليحة الكذاب الأسدي، فهزمه اللَّه وكان قد اتبعه عيينة بن حصن الفزاري، فلما رأى طليحة كثرة إنهزام أصحابه قال: ويلكم ما يهزمكم؟ ! قال رجل منهم: أنا أحدثك ما يهزمنا، إنه ليس منا رجل إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله، وإنا لنلقى قومًا كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه. وكان طليحة شديد البأس في القتال قتل يومئذ عكاشة بن محصن وابن أقرم، فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم أسلم وأهل بعمرة، فركب يسير في الناس آمنًا حتى مر بأبي بكر بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته ومضى خالد قبل اليمامة حتى دنا من حي بن تميم فيهم مالك بن نويرة وكان قد صدق من قومه، فلما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة فبعث إليه خالد سرية. . . فذكر قصة قتله ومضى خالد قبل اليمامة حتى قاتل مسيلمة الكذاب ومن معه من بني حنيفة فاستشهد أناس كثير من المهاجرين والأنصار، وهزم اللَّه مسيلمة ومن معه، وقتل مسيلمة يومئذ مولًى لقريش يقال له: وحشي".
12988 -
محمد بن حسن الصنعاني، نا سليمان بن وهب، عن النعمان بن بزرج قال: "خرج أسود الكذاب وكان من بني عنس وكان معه شيطانان يقال لأحدهما: سحيق والآخر: شقيق، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمر الناس فسار الأسود حتى أخذ ذمار. . . فذكر قصة في شأنه وتزوجه بالرزبانة امرأة باذان وأنها سقته خمرًا صرفًا حتى سكر، فدخل في فراش باذان وكان من ريش فانقلب عليه الفراش، ودخل فيروز وخرزاد بن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش وتناول فيروز برأسه ولحيته فعصر عنقه فدقها وطعنه ابن بزرج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته، ثم احتز رأسه وخرجوا وأخرجوا المرأة معهم وما أحبوا
(1) في "هـ": البقيع. والنقيع -بالنون- واد من أودية الحجاز على عشرين فرسخًا من المدينة وهناك نقيع الخضمات بين مكة والمدينة أيضًا وأخطأ من جعله بالباء وإنما الذي بالباء مدفن أهل المدينة. انظر معجم البلدان (5/ 348).
من متاع البيت، ثم ذكر قصة أخرى وفيها قدوم فيروز على عمر وأنه قال لفيروز: قتلت الكذاب؟ قال: اللَّه قتله يا أمير المؤمنين. قال: نعم، ولكن أخبرني. فقص عليه القصة، ورجع فيروز إلى اليمن".
قتال الضرب الثاني من أهل الردة
قال الشافعي: وهم قوم تمسكوا بالإسلام ومنعوا الصدقات. واحتج في ذلك بقصة أبي بكر وعمر، وحديث:
12989 -
عقيل (خ م)(1) عن الزهري، أخبرني عبيد اللَّه، عن أبي هريرة قال:"لما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فمن قال: لا إله إلا اللَّه فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على اللَّه؟ ! فقال أبو بكر: واللَّه لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، واللَّه لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه. قال عمر: فواللَّه ما هو إلا أن رأيت اللَّه قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق".
12990 -
الشافعي وغيره، عن ابن عيينة، عن ابن شهاب (2) "أن عمر قال لأبي بكر: أليس قد قال رسول اللَّه: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فإذا قالوها عصموا مني وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللَّه؟ فقال أبو بكر: هذا من حقها، لا تفرقوا بين ما جمع اللَّه، لو منعوني عناقًا مما أعطوا رسول اللَّه قاتلتهم" سقط من رواية الشافعي "لا تفرقوا بين ما جمع". فاحتج الصديق في هذا بشيئين أحدهما: أن قال: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إلا بحقها، وهذا من حقها. والآخر: أن قال: لا تفرقوا بين ما جمع اللَّه. قال الشافعي: يعني فيما أرى [أنه](3) مجاهدهم على الصلاة وأن الزكاة مثلها، ولعل مذهبه فيه أن اللَّه يقول:
(1) البخاري (12/ 288 رقم 6924)، مسلم (1/ 51 رقم 20)[32].
وأخرجه أبو داود أيضًا (2/ 93 - 94 رقم 1336)، والترمذي (5/ 5 - 6 رقم 2607) من طريق عقيل به.
(2)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(3)
في "الأصل": أنهم. والمثبت من "هـ".
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (1) وأن اللَّه فرض عليهم شهادة الحق والصلاة والزكاة وأنه متى منع فرضًا قد لزمه لم يرك ومنعه حتى يؤديه أو يقتل.
قال المؤلف: وأما قول عمر: "فواللَّه ما هو إلا أن رأيت اللَّه قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق". يريد أنه انشرح صدره بالحجة التي أدلى بها والبرهان الذي أقامه، وقال بعض أئمتنا: وقع اختصار في هذا الحديث، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه أمر بالقتال على الشهادتين وعلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فأبو بكر الصديق إنما قاتل مانعي الزكاة بالنص مع ما ذكر من الدلالة، وعمر إنما سلم ذلك حين قامت الحجة بما روي فيه من النص، وذكر فيه من الدلالة لا أنه قلده فيه.
12991 -
أخبرنا الحاكم، نا أبو العباس، نا محمد بن سنان القزاز، ثنا عمرو بن عاصم، نا عمران القطان، نا معمر، عن الزهري، عن أنس قال:"لما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ارتدت الحرب فقال عمر: يا أبا بكر، أتريد أن تقاتل العرب؟ ! فقال أبو بكر: إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. واللَّه لو منعوني عناقًا مما كانوا يعطون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه. قال عمر: فلما رأيت رأي أبي بكر قد شرح عليه علمت أنه الحق".
12992 -
أبو نعيم، نا أبو العنبس سعيد بن كثير، حدثني أبي، عن أبي هريرة، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ثم حرمت عليَّ دماؤهم وأموالهم وحسابهم على اللَّه".
أبو النضر، نا أبو جعفر الرازي، عن يونس، عن الحسن (2)، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة؛ فاذا فعلوا منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللَّه"(3).
(1) البينة: 5.
(2)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(3)
أخرجه ابن ماجه (1/ 27 رقم 71) من طريق أبي النضر به.
12993 -
شعبة (خ م)(1) عن واقد بن محمد، سمعت أبي يحدث، عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على اللَّه".
12994 -
ابن أبي عروبة، عن قتادة "في قوله {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (2) قال: نزلت وقد علم اللَّه أنه سيرتد مرتدون، فلما قبض اللَّه رسوله ارتد الناس عن الإسلام إلا ثلاثة مساجد: أهل المدينة، وأهل مكة، وأهل جُواثا من أهل البحرين من عبد القيس، وقالت العرب: أما الصلاة فنصلي، وأما الزكاة، فواللَّه لا نُغصب أموالنا. فكلم أبو بكر أن يتجاوز عنهم ويخلي عنهم وقيل له: إنهم لو قد فقهوا لأعطوا الزكاة، فأبى عليهم أبو بكر، قال: واللَّه لا أفرق بين شيء جمع اللَّه بينه، واللَّه لو منعوني عناقًا مما فرض اللَّه ورسوله لقاتلتهم عليه. فبعث اللَّه عليهم عصائب فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى أقروا بالماعون -وهو الزكاة المفروضة- ثم إن وفد العرب قدموا عليه فخيرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية، فاختاروا الخطة وكانت أهون عليهم أن يشهدوا أن قتلاهم في النار، وقتلى المسلمين في الجنة، وما أصاب المسلمون من أموالهم فهو حلال وما أصابوه من المسلمين ردوه عليهم".
قلت: هو من مراسيل قتادة.
12995 -
صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير (3) "أن أبا بكر كان جهز بعد النبي صلى الله عليه وسلم جيوشًا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام، فجمعت لهم الروم جموعًا عظيمة فحدث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد وهو بالعراق أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجا. فأقبل خالد مغذًا جوادًا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضُمَيْر، فوجد المسلمين معسكرين بالجابية
(1) البخاري (1/ 94 رقم 25)، ومسلم (1/ 53 رقم 22)[36].
(2)
المائدة: 54.
(3)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك لقول قائلهم:
ألا يا أصبحينا قبل خيل أبي بكر
…
لعل منايانا قريب وما ندري
وفي رواية الشافعي في "المبسوط":
ألا فأصبحينا قبل نائرة الفجر
…
لعل منايانا قريب وما ندري
أطعنا رسول اللَّه ما كان وسطنا
…
فيا عجبًا ما بال ملك أبي بكر
فإن الذي سألوكم فمنعتم
…
لكالتمر أو أحلى إليهم من التمر
سنمنعهم ما كان فينا بقية
…
كرام على (الغرَّاء)(1) في ساعة العسر
قال الشافعي: قالوا لأبي بكر بعد الإسار: ما كفرنا بعد إيماننا بل شححنا على أموالنا.
باب لا يُبدأ الخوارج بالقتال حتى يُسألوا ما نقموا ثم يُؤمروا بالعودة ثم يؤذنوا بالحرب
12996 -
ابن إسحاق، حدثني طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال:"كان أبو بكر يأمر؟ أمراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارًا فإن سمعتم بها أذانا بالصلاة فكفوا حتى تسألوهم ماذا نقموا فإن لم تسمعوا أذانًا فشنوها غارة واقتلوا وحرقوا وأنهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم".
12997 -
[زياد](2) البكائي، نا مطرف، عن أبي الجهم سليمان بن الجهم مولى البراء، عن البراء قال:"بعثني علي رضي الله عنه إلى النهر إلى الخوارج ثلاثًا قبل أن نقاتلهم".
12998 -
عمر بن يونس، نا عكرمة، حدثني أبو زميل سماك الحنفي، نا ابن عباس قال: "لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت عليًا فقلت: أبرد بالظهر لعلي
(1) في "هـ": العزَّاء.
(2)
في "الأصل": زناد. والمثبت من "هـ" وهو الصواب.
آتى هؤلاء القوم فأكلمهم. قال: إني أخاف عليك. قلت: كلا. قال: فخرجت آتيهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن فأتيتهم وهم مجتمعون فسلمت، فقالوا: مرحبًا [بك](1) يا ابن عباس، فما هذه الحلة؟ قلت: ما تعيبون عليّ، لقد رأيت على رسول اللَّه أحسن ما يكون من الحلل ونزلت:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (2) قالوا: فما جاء بك؟ قلت: أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون، فعليهم نزل القرآن وهم [أعلم] (3) بالوحي منكم وفيهم أنزل وليس فيكم منهم أحد فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشًا؛ فإن اللَّه يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (4) قال ابن عباس: وأتيت قومًا لم أر قط أشد اجتهادًا منهم، مسهمة وجوههم من السهر كأن أيديهم وركبهم ثفن، عليهم قمص مرحضة فقال بعضهم: لنكلمنه ولننظرن ما يقول. قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار قالوا: ثلاثًا: إحداهن أنه حكّم الرجال في أمر اللَّه واللَّه يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (5) وما للرجال وما للحكم؟ فقلت: هذا واحدة. قالوا: وأما الأخرى فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فلئن كان الذي قاتل كفارًا لقد حل سبيهم وغنيمتهم، وإن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم. قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟ قالوا: إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين. قلت: أعندكم سوى هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. فقلت لهم: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب اللَّه وسنة نبيه ما يرد قولكم أترضون؟ قالوا: نعم فقلت: أما قولكم حكّم الرجال فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب أو نحوها من الصيد فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} إلى قوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (6)
(1) من "هـ".
(2)
الأعراف: 32.
(3)
في "الأصل": أعلى. والمثبت من "هـ".
(4)
الزخرف: 58.
(5)
الأنعام: 57.
(6)
المائدة: 95.
فنشدتكم باللَّه أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وإصلاح ذات بينهم وإن تعلموا أن اللَّه لو شاء لحكم ولم يصيّر ذلك إلى الرجال وفي المرأة وزوجها قال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (1) فجعل اللَّه حكم الرجال سنة ماضية، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. وأما قولكم: قاتل فلم يَسب ولم يغنم. أتَسْبُون أُمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم، ولئن قلتم ليست بأمنا لقد كفرتم فإن اللَّه يقول:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (2) فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة. فنظر بعضهم إلى بعض، قلت: أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين. فأنا آتيكم بمن ترضون أراكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب المشركين سهيلَ بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين: اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول اللَّه. فقالوا: لا واللَّه ما نعلم أنك رسول اللَّه. ولو نعلم ما قاتلناك. فقال رسول اللَّه: اللهم إنك تعلم أني رسولك، اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد اللَّه. فواللَّه لرسول اللَّه خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه قال ابن عباس فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة" (3).
12999 -
محمد بن كثير العبدي، نا يحيى بن سليم وعبد اللَّه بن واقد، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد اللَّه بن شداد قال: "قدمت على عائشة فبينا نحن جلوس عندها مرجعها من العراق ليالي قوتل علي إذ قالت لي: يا عبد اللَّه، هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي. قلت: ومالي لا أصدقك. قالت: فحدثني. قلت: إن عليًا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا
(1) النساء: 35.
(2)
الأحزاب: 6.
(3)
أخرجه أبو داود (4/ 45 رقم 4037) عن طريق عمر بن يونس به مختصرًا.
أرضًا من جانب الكوفة يقال لها حروراء وإنهم أنكروا عليه وقالوا: انسلخت من قميص ألبسكه اللَّه وأسماك به، ثم انطلقت فحكمت في دين اللَّه ولا حكم إلا للَّه فلما أن [بلغ](1) عليا ما عتبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأ من قراء الناس الدار، دعا بمصحف عظيم فوضعه على بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول: أيها المصحف حدث الناس. فناده الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد؟ قال: أصحابكم الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب اللَّه يقول اللَّه في امرأة ورجل:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} (2) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة من امرأة ورجل ونقموا على أني كاتبت معاوية وكتبت علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل بن عمرو ونحن مع رسوله اللَّه صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشًا وكتب رسول اللَّه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا تكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم. قلت: وكيف أكتب؟ قال: اكتب باسمك اللهم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اكتبه، ثم قال: اكتب من محمد رسول اللَّه. قال: لو نعلم أنك رسول اللَّه لم نخالفك. فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللَّه قريشًا. يقول اللَّه في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (3) فبعث إليهم على عبد اللَّه بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس فقال: يا حملة القرآن إن هذا عبد اللَّه بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب اللَّه هذا من نزل فيه وفي قومه {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (4) فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب اللَّه، فقام خطباؤهم فقالوا: واللَّه لنواضعنه كتاب اللَّه فإذا جاءنا بحق نعرفه اتبعناه ولئن جاءنا بالباطل لنبكتنه بباطله ولنردنه إلى صاحبه. فواضعوه على كتاب اللَّه ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف، فأقبل بهم ابن الكواء حتى أدخلهم على علي رضي الله عنه فبعث علي إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد
(1) من "هـ".
(2)
النساء: 35.
(3)
الأحزاب: 21.
(4)
الزخرف: 58.
رآيتم، قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد وتنزلوا فيها حيث شئتم، بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلًا أو تطلبوا دمًا؛ فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن اللَّه لا يحب الخائنين. فقالت عائشة: يا ابن شداد، فقد قتلهم. فقال: واللَّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة. فقالت: آللَّه. قلت: اللَّه الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به يقولون: ذو الثدي، ذو الثدي. قلت: قد رأيته ووقفت عليه مع علي في القتلى فدعا الناس فقال: هل تعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورأيته في مسجد بني فلان يصلي فلم يأتوا بثبت يعرف إلا ذلك. قالت: فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق. قلت: سمعته يقول: صدق اللَّه ورسوله. قالت: فهل سمعت أنت منه قال غير ذلك؟ قلت: اللهم لا. قالت: أجل صدق اللَّه ورسوله، يرحم اللَّه عليًا إنه من كلامه كان لا يرى شيئًا يعجبه إلا قال: صدق اللَّه ورسوله".
مسلم الزنجي، عن ابن خثيم، عن ابن عبد اللَّه بن عياض، عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد:"أنه دخل على عائشة ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي. . . " فذكر نحوه. حديث الثدية صحيح، قد تقدم لنا ويجوز أن لا يسمعه ابن شداد وسمعه غيره.
13000 -
جويرية بن أسماء، عن يحيى بن سعيد، حدثني عم لي قال:"لما تواقفنا يوم الجمل وقد كان علي حين صفنا نادى في الناس لا يرمين رجل بسهم ولا يطعن برمح ولا يضرب بسيف ولا تبدءوا القوم بالقتال وكلموهم بألطف الكلام -وأظنه قال: فإن هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة- فلم نزل وقوفًا حتى تعالى النهار حتى نادى القوم بأجمعهم: يا ثارات عثمان. فنادى على محمد بن الحنفية وهو إمامنا ومعه اللواء فقال: يا ابن الحنفية ما تقولون؟ فأقبل علينا محمد فقال: يقولون: يا ثارات عثمان. فرفع علي يديه فقال: اللهم كب اليوم قتلة عثمان لوجوههم".
زيد بن الحباب، حدثني جعفر بن إبراهيم الهاشمي، حدثني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (1): "أن عليًا لم يقاتل أهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثًا حتى إذا كان يوم الثالث دخل
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
عليه الحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر فقالوا: قد أكثروا فينا الجراح. فقال: يا ابن أخي، واللَّه ما جهلت شيئًا من أمرهم إلا ما كانوا فيه. وقال: صب عليّ ماء. فصب له ماء فتوضأ به، ثم صلى ركعتين حتى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربه وقال لهم: إن ظهرتم على القوم فلا تطلبوا مدبرًا ولا تجيزوا على جريح، وانظروا ما حضرت به الحرب من آنية فاقبضوه، وما كان سوى ذلك فهو لورثته". هذا منقطع والصحيح أنهم لم يأخذوا شيئًا ولا سلبًا.
عبيد اللَّه بن موسى، أنا أبو ميمونة، عن أبي بشير الشيباني في قصة حرب الجمل قال:"فاجتمعوا بالبصرة فقال علي: من يأخذ المصحف ثم يقول لهم: ماذا تنقمون تريقون دماءنا ودماءكم. فقال رجل: أنا يا أمير المؤمنين. قال: إنك مقتول. قال: لا أبالي. قال: خذ المصحف. قال: فذهب إليهم فقتلوه. ثم قال من الغد مثل ما قال بالأمس فقال رجل: أنا. قال: إنك مقتول كما قتل صاحبك. قال: لا أبالي. قال: فذهب فقتل ثم قتل آخر، كل يوم واحد فقال علي: قد حل لكم قتالهم الآن. فبرز هؤلاء وهؤلاء فاقتتلوا قتالًا شديدًا. . . ". الحديث، وفيه:"فرد عليه ما كان في العسكر حتى القدر".
أهل البغي لا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم إذا فاءوا [ولا يستمتع](1) من أموالهم بشيء
13001 -
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال:"دخلت على مروان فقال: ما رأيت أحدًا أكرم غلبة من أبيك ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل فنادى مناديه: لا يقتل مدبر ولا يُذفف على جريح، ولا يقتل أسير، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ولم يأخذ من متاعهم شيئًا".
13002 -
شريك، عن السدي، عن يزيد بن ضُبيعة قال:"نادى منادي عمار -أو قال علي يوم الجمل وقد ولي الناس-: ألا لا يذاف على جريح، ولا يقتل مولًى، ومن ألقى السلاح فهو آمن فشق ذلك علينا".
(1) من "هـ" وفي "الأصل": ولا يستمع.
13003 -
الثوري، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك "شهدت عمارًا سأل عليًا عن سبي الذرية فقال: ليس عليهم سبي إنما قاتلنا من قاتلنا. قال: لو قلت غير ذلك لخالفتك".
13004 -
الصلت بن بهرام، عن شقيق بن سلمة قال:"لم يسب علي يوم الجمل ولا يوم النهروان".
13005 -
أبو أسامة، حدثني عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه (1) قال علي يوم الجمل:"نمن عليهم بشهادة أن لا إله إلا اللَّه، ونورث الآباء من الأبناء".
13006 -
حفص بن غياث، عن عبد الملك بن سلع، عن عبد خير قال:"سئل علي عن آكل الجمل فقال: إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم وقد فاءوا وقد قبلنا منهم".
13007 -
جعفر بن برقان، ثنا ميمون بن مهران، عن أبي أمامة قال:"شهدت صفين فكانوا لا يجيزون على جريح ولا يقتلون موليًا ولا يسلبون قتيلًا".
13008 -
ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي فاختة "أن عليًا أتي بأسير يوم صفين فقال: لا تقتلني صبرًا. فقال علي: لا أقتلك صبرًا إني أخاف اللَّه رب العالمين فخلى سبيله ثم قال: أفيك خير تبايع". قال الشافعي: والحرب يوم صفين قائمة ومعاوية يقاتل جادًا في أيامه كلها منتصفًا أو مستعليًا، وعلي يقول لأسير من أصحاب معاوية: لا أقتلك صبرًا إني أخاف اللَّه.
13009 -
أبو نصر التمار، ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا ابن مسعود، أتدري ما حكم اللَّه فيمن بغى من هذه الأمة؟ قال ابن مسعود: اللَّه ورسوله أعلم. قال: أن لا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم ولا يذفف على جريحهم". كوثر واه.
13010 -
يزيد بن هارون، أنا سليمان التيمي، أخبرني رجل بالبحرين (1) أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع.
13011 -
وحماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي حرة الرقاشي، عن عمه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل مال رجل مسلم لأخيه إلا ما أعطاه بطيب نفس".
13012 -
أبو شهاب عن أبي إسحاق الشيباني، عن عرفجة، عن أبيه قال: "لما قتل علي
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
أهل النهر جال في عسكرهم فمن كان يعرف شيئًا أخذه حتى بقيت قدر ثم رأيتيها أخذت بعد". رواه سفيان، عن الشيباني، عن عرفجة، عن أبيه "أن عليًا أتي برثة أهل النهر فعَرّفها وكان من عرف شيئًا أخذه حتى بقيت قدر لم تعرف".
13013 -
وعن رجل، عن ابن عمر قال:"لا أرى أموال الخوارج غنيمة".
13014 -
يعلى بن الحارث، عن جامع بن شداد، عن عبد اللَّه بن قتادة -رجل من الحي- قال:"كنت في الخيل يوم النهروان مع علي فلما أن فرغ منهم وقتلهم لم يقطع رأسًا ولم يكشف عورة".
الرجل يقتل مسلمًا على التأويل عليه القصاص
قال الشافعي: قال اللَّه -تعالى-: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} (1) وقال عليه السلام: فيما يحل دم المسلم: "وقتل نفس بغير نفس". وروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اعتبط مسلمًا بقتل فهو قود يده".
13015 -
وأنا إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (2) "أن عليًا قال في ابن مُلجم بعدما ضربه: أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره، فإن عشت فأنا ولم دمي أعفو إن شئت، وإن شئت استقدت، وإن مُت فقتلتموه فلا تمثلوا".
باب من قال في المرتدين يقتلون مسلمًا في القتال وهم ممتنعون ثم تابوا لم يتبعوا بدم
قال الشافعي: قد قتل طليحةُ عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم، ثم أسلم، فلم يضمن عقلًا ولا قودًا. وقال الزهري: كان طليحة شديد البأس فقتل يومئذ عكاشة وثابتًا ثم (ترحل)(3) وأسلم وأهل بعمرة فركب يسير في الناس آمنًا حتى مر بأبي بكر بالمدينة، ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته، ويذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه أسقط عنه القصاص.
(1) الإسراء: 33.
(2)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(3)
في "هـ": ترجل.
وقيل يتبعون بالدم
13016 -
الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق قال:"جاء وفد بُزاحة أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح فخيرهم بين الحرب المجلية أو السلم المخزية"(1).
13017 -
أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال:"ارتد علقمة ابن علاثة فأبى أن يجنح للسلم فقال أبو بكر: لا نقبل منك إلا بسلم مخزية أو حرب مجلية. قال: ما سلم مخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وأن قتلاكم في النار، وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم. فاختاروا سلمًا مخزية". وقد روينا في هذه القصة "أن عمر رأى أن لا يدوا قتلانا، وقال: قتلانا قتلوا على أمر اللَّه فلا ديات لهم". وسيأتي في قتال أهل الردة.
القوم يظهرون رأي الخوارج لم يحل به قتالهم
قال الشافعي: بلغنا أن عليًا بينا هو يخطب إذ سمع تحكيمًا من ناحية المسجد لا حكم إلا للَّه. فقال علي: لا حكم إلا للَّه كلمة حق أريد بها باطل لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم المساجد، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدأكم بقتال".
13018 -
عبد اللَّه بن نمير، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن كثير بن نمر قال:"بينا أنا في الجمعة وعلي على المنبر إذ قام رجل فقال: لا حكم إلا للَّه. ثم قام آخر فقال: لا حكم إلا للَّه. ثم قاموا من نواحي المسجد فأشار إليهم علي بيده اجلسوا نعم لا حكم إلا للَّه كلمة يبتغى بها باطل، حكم اللَّه ننتظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد اللَّه أن تذكروا فيها اسم اللَّه، ولا نمنعكم فيئًا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا ثم أخذ في خطبته". وروي بعضه عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن علي.
13019 -
شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال: "سمع علي قومًا يقولون:
(1) أخرجه البخاري (13/ 219 رقم 7221) من طريق سفيان الثوري به.
لا حكم إلا للَّه. قال: نعم، لا حكم إلا للَّه، ولكن لابد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل فيها المؤمن [ويستمتع](1) فيها الكافر ويبلغ اللَّه فيها الأجل".
13020 -
الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز، أخبره "أن الوليد بن عبد الملك أرسل إليه فقال: ما تقول فيمن يسبّ الخلفاء أترى أن يقتل؟ قال: فسكتُ فانتهرني -أو قال: مالك لا تكلم- فسكتُ فعاد لمثلها فقلت: أقتلَ يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولكنه سبّ الخلفاء. فقلت: أرى أن يُنكّل فيما انتهك من حرمة الخلفاء".
13021 -
ابن وهب، أخبرني خالد بن حميد، عن عمر مولى غفرة "أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان على الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر: إني وجدت رجلًا بالكناسة -سوق من أسواق الكوفة- يسبّك وقد قامت عليه البينة فهممت بقتله أو بقطع يده أو لسانه أو جلده ثم بدا لي أن أراجعك فيه. فكتب إليه: أما بعد والذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ولو قطعته لقطعتك به ولو جلدته لأقدته منك فإذا جاءك كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة فسب الذي سبني أو أعف عنه فإن ذلك أحب إليّ، فإنه لا يحل قتل مسلم بسب أحد من الناس إلا رجل يسب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقد حل دمه".
الخوارج يظهرون ويقتلون والي ناحيتهم عليهم القصاص
13022 -
محمد بن عَبَادة، نا يزيد بن هارون، أنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، "أن عليًا نهى أصحابه أن يتبسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثًا. فمروا بعبد اللَّه بن خباب فأخذوه فانطلقوا به فمروا على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم فألقاها في فمه فقال له بعضهم: تمرة معاهد فبم استحللتها؟ فقال عبد اللَّه بن خباب: أفلا أدلكم على ما هو أعظم حرمة عليكم من هذا؟ قالوا: نعم. قال: أنا. فقتلوه. فبلغ ذلك عليًا فأرسل إليهم أن أقيدونا بعبد اللَّه. قالوا: كيف نقيدك به كلنا قتله؟ قال: وكلكم قتله؟ ! قالوا: نعم. قال: اللَّه أكبر. ثم أمر أن يبسطوا عليهم. وقال: واللَّه لا يقتل منكم عشرة ولا نفلت منهم عشرة. قال: فقتلوهم. فقال: اطلبوا فيهم ذا الثدية. . . ". الحديث.
(1) في "الأصل": ويستمع. والمثبت من "هـ".
أهل البغي إذا استولوا وأخذوا الزكاة من أربابها وأقاموا عليهم الحدود لم يُعد عليهم
13023 -
شعبة (م)(1) عن أبي عمران، سمع عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر قال:"أسرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف".
13024 -
إسماعيل بن عياش، عن حميد بن مالك اللخمي، عن مكحول (2)، عن معاذ بن جبل قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا معاذ أطع كل أمير، وصل خلف كل إمام، ولا تسبن أحدًا من أصحابي". هذا منقطع.
المقتول من البغاة يغسل ويصلى عليه
13025 -
معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول (2)، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه:"الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برًا كان أو فاجرًا وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم برًا كان أو فاجرًا وإن عمل الكبائر"(3).
قلت: وهذا منقطع.
المقتول منا في قتال أهل البغي شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه في أحد القولين
13026 -
وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، قال عمار:"ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم".
13027 -
يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، عن أبي شيخ مهاجر:"أن زيد بن صوحان كان يوم الجمل يحمل راية عبد القيس، فارتثّ جريحًا، قال: لا تغسلوا عني دمًا، وشدوا عليّ ثيابي فإني مخاصم".
13028 -
الثوري، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن عبيد "أنه قام خطيبًا فقال: إنا مستشهدون غدًا فلا تغسلوا عنا الثياب، ولا تكفنونا إلا في ثوب
(1)(3/ 1467 - 1468 رقم 1837)[36].
وأخرجه ابن ماجه (2/ 955 رقم 286)، من طريق شعبة بنحوه.
(2)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(3)
أخرجه أبو داود (3/ 18 رقم 2533) من طريق معاوية بن صالح به.
كان علينا". قد روينا في كتاب الجنائز، عن الشعبي "أن عليًا صلى على عمار وهاشم بن عتبة".
ولا يعمد المرء إلى قتل ذي رحمه من البغاة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كف أبا حذيفة بن عتبة عن قتل أبيه، وأبا بكر عن قتل ابنه.
13029 -
الواقدي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه (1) قال:"شهد أبو حذيفة بدرًا ودعا أباه إلى البراز فمنعه عنه رسول اللَّه". قال الواقدي: وعبد الرحمن بن أبي بكر لم يزل على دين الشرك حتى شهد بدرًا ودعا إلى البراز فقام إليه أبوه أبو بكر ليبارزه فذكر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: متعنا بنفسك.
قلت: ما صح في هذا شيء.
العادل يقتل الباغي وبالعكس لا يتوارثان
13030 -
إسماعيل بن عياش، حدثني يحيى بن سعيد وابن جريج ومثنى بن الصباح، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليس لقاتل من الميراث شيء"(2). ورواه محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب بنحوه، ولفظه:"يرثه أقرب الناس إليه ولا يرث القاتل شيئًا".
من قاتل دون ماله أو ماله دمه أو أهله فقتل فهو شهيد
13031 -
ابن عيينة (د س)(3) عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه بن عوف، عن سعيد ابن زيد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من قتل دون ماله فهو شهيد".
(1) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 79 رقم 6367) من طريق إسماعيل بن عياش به.
(3)
ليس هو عند أبي داود من هذا الطريق راجع التحفة (4/ 5 - 6) وقد أخرجه أبو داود (4/ 246 رقم 4772) من طريق أبي داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة به، وأخرجه النسائي في الكبرى (2/ 310 رقم 3553)، وابن ماجه (2/ 861 رقم 2580) من طريق سفيان بن عيينة به.
إبراهيم بن سعد (عو)(1) عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن طلحة بن عبد اللَّه ابن عوف، عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد".
13532 -
الثوري، عن عبد اللَّه بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد اللَّه ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد"(2). قال: وأحسب الأعرج، عن أبي هريرة بمثله.
الخلاف في قتال البغاة
احتج الشافعي في القديم بقوله: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (3) قال: فأذن تعالى بقتال الفئة الباغية إذا أبت أن تفيء، ورغب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قتال أحل البغي. فساق الشافعي أكثر هذه الأحاديث.
13033 -
أبو نضرة (م)(4) عن أبى سعيد مرفوعًا: "تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق".
13034 -
عثمان الشحام (م د)(5) ثنا مسلم بن أبي بكرة، سمعت أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سيخرج في أمتي أقوام أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز القرآن تراقيهم ألا فإذا رأيتموهم فأنيموهم، ثم إذا رأيتموهم فأنيموهم فالمأجور من قتلهم".
13035 -
الأعمش (خ م)(6) عن خيثمة، عن سويد بن غفلة قال علي: "إذا حدثتكم
(1) أبو داود (4/ 246 رقم 4772)، والترمذي (4/ 22 رقم 1421)، والنسائي (7/ 116 رقم 494، 495)، وابن ماجه (2/ 861 رقم 2580). وقال الترمذي: حسن صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود (4/ 246 رقم 4771)، والترمذي (4/ 21 رقم 1420)، والنسائي (7/ 115 رقم 4088) كلهم من طريق سفيان به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
(3)
الحجرات: 9.
(4)
مسلم (2/ 745 رقم 1065)[150].
وأخرجه أبو داود (4/ 217 رقم 4667) من طريق أبي نضرة به.
(5)
لم يخرج مسلم من هذا الطريق غير حديث واحد بلفظ: "إنه ستكون فتن. . . ". وكذا أخرجه أبو داود بنفس المتن، وإنما أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده (5/ 44) من طريق عثمان الشحام به، وسيأتي على الصواب. في باب النهي عن القتال في الفرقة.
(6)
البخاري (6/ 715 رقم 3611)، مسلم (2/ 746 رقم 1066)[154].
وأخرجه أبو داود (4/ 244 رقم 4767)، والنسائي (7/ 119 رقم 4102) من طريق الأعمش به.
عن رسول اللَّه فلأن أخرّ من السماء أحبّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة". لفظ (خ).
13036 -
حماد بن سلمة، عن أبي غالب قال:"كنت مع أبي أمامة فجيء برءوس الخوارج فنصبت على درج دمشق فقال: كلاب النار -قالها ثلاثًا- شر قتلى قتلوا تحت السماء، خير قتلى من قتلهم وقتلوه -قالها ثلاثًا- قلت: شيئًا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو تقوله برأيك؟ قال: إني إذًا لجريء، بل شيء سمعته من رسول اللَّه".
قلت: حسنه (ت)(1).
حماد بن زيد، عن أبي غالب قال: "كنت بالشام فبعث المهلب ستين رأسًا من الخوارج فنصبوا على درج دمشق وكنت على ظهر بيت لي إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته فلما وقف عليهم دمعت عيناه وقال: سبحان اللَّه ما يصنع الشيطان ببني آدم -ثلاثًا- كلاب جهنم كلاب جهنم شر قتلى تحت ظل السماء -ثلاث مرات- خير قتلى من قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه. ثم التفت إليّ فقال: يا أبا غالب أعاذك اللَّه منهم. قلت: رأيتك بكيت. قال: رحمة لهم رأيتهم كانوا من أهل الإسلام، هل تقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم فقرأ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} حتى بلغ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (2) وأن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ وزيغ بهم ثم قرأ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} إلى قوله: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (3) قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم. قلت: من قبلك تقول أو
(1) الترمذي (5/ 210 - 211 رقم 3000).
وأخرجه ابن ماجه (1/ 62 رقم 176)، من طريق سفيان بن عيينة عن أبي غالب به.
(2)
آل عمران: 7.
(3)
آل عمران: 105.
شيء سمعته من رسول اللَّه. قال: إني إذًا لجريء بل سمعته لا مرة ولا مرتين -حتى عد سبعًا- ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة تزيد عليها فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم. قلت: يا أبا أمامة ألا ترى ما يفعلون. قال: عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم".
قلت: ورواه الربيع بن صبيح وابن عيينة، عن أبي غالب حزّور وهو صويلح قد ضعفه النسائي.
13037 -
هشام، عن محمد، عن عَبيدة، عن علي قال لأهل النهر:"فيهم رجل مخدج اليد أو مُودَن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لأنبأتكم بما قضى اللَّه على لسان نبيه لمن قتلهم. فقفت لعلي: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: نعم ورب الكعبة، نعم ورب الكعبة"(1). قال الشافعي في القديم: وأنكر قوم قتال أهل البغي وقالوا: أهل البغي هم أهل الكفر ولا يحل قتال المسلمين، لأن رسول اللَّه قال:"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاثة" وقتال المسلم كقتله، لأن القتال إلى القتل يصير فيقال لهم: أمر اللَّه بقتال الفئة الباغية وأمر الرسول بذلك وليس القتال من القتل بسبيل، قد يجوز أن يحل قتال المسلم ولا يحل قتله، إلى أن قال: والصحابة لم ينكروا على علي قتاله الخوارج، وأنكروا قتاله أهل البصرة وأهل الشام وكرهوه. قال المؤلف: هكذا رواه أبو عبد الرحمن البغدادي، عن الشافعي، وإنما أراد به بعض الصحابة لما كانوا يكرهونه من القتال في الفرقة، أما الخوارج فلا نعلم أحدًا منهم كره قتاله إياهم.
13038 -
حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد قال:"ما علمت أحدًا كره قتال اللصوص والحرورية تأثمًا إلا أن يجبن رجل". قال المؤلف: وقد روينا عن بعض الصحابة الذين كرهوا قتاله ولم يمضوا معه في حرب صفين أنهم اعتذروا ببعض المعاذير وهم سعد وأسامة ومحمد بن مسلمة وغيرهم فبعضهم روى عنه أنه قال: أخطأ. وبعضهم كان قد قتل مسلمًا حسبه بإسلامه متعوذًا فعاهد اللَّه أن لا يقتل رجلًا يقول: لا إله إلا اللَّه. وبعضهم كان سمع تعظيم
(1) أخرجه مسلم (2/ 747 رقم 1066)[155]، وأبو داود (4/ 242 رقم 4763)، وابن ماجه (1/ 59 رقم 167) كلهم من طريق محمد به.
القتال في الفرقة فحسبه قتالًا في الفرقة. وبعضهم أحب أن يتولاه غيره، وقد ذهب أكثرهم إلى أن عليًا كان محقًا في قتاله حاملًا لمن خالفه على طاعته يقصد بقتاله أهلَ الشام حمْلَ أهل الامتناع على ترك الطاعة للإمام، وبقتاله أهل البصرة دفع ما كانوا يظنون عليه من قتله عثمان أو مشاركته قتلته أو ما يقدح في إمامته. واستدلوا على بغي من خالافه من أهل الشام بما كان سبق له من شورى عمر وبيعة من بقي من أهل الشورى إياه وأنه كان في وقته أحقهم وبأنهم وجدوا علامة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للفئة الباغية فيمن خالفه".
13039 -
عبد الصمد، نا شعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عن أم سلمة أن رسول اللَّه قال لعمار:"تقتلك الفئة الباغية". ورواه أبو داود عن شعبة فقال: "الحسن" بدل "سعيد". ورواه مسلم، عن الكوسج، عن عبد الصمد فقال: عن سعيد والحسن عن أمهما. ورواه (م)(1) النضر بن شميل، عن شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، حدثني أبو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار:"بؤسًا لك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
13040 -
معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن حزم، عن أبيه -قال: لا أدري أكان مع أبيه أو أخبره أبوه- قال: "لما قتل عمار قام عمرو بن حزم فدخل على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تقتله الفئة الباغية. فقام عمرو منتقعًا لونه فدخل على معاوية فقال: قتل عمار؟ فقال معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللَّه يقول: تقتله الفئة الباغية. فقال: دحضت في بولك أونحن قتلناه، إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا - أو قال: سيوفنا".
النهي عن القتال في الفرقة ومن ترك قتال الفئة الباغية خوفًا أن يكون قتال فرقة
13041 -
قرة (خ م)(2) عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) مسلم (4/ 2235 رقم 2915)[71].
وأخرجه النسائي في الكبرى (5/ 156 رقم 8548) من طريق أبي نضرة بنحوه.
(2)
البخاري (13/ 29 رقم 7078)، ومسلم (3/ 1307 رقم 1679)[31].
قال: "لا ترجعوا بعدي ضلالًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
13042 -
حماد بن زيد (م)(1) نا أيوب وغيره، عن الحسن، عن الأحنف، عن أبي بكرة قال رسول اللَّه:"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار".
عبد الرحمن بن المبارك (خ)(2) ثنا حماد، نا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف قال:"ذهبت لأنصر هذا الرجل فتلقاني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: انصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول اللَّه يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلت: يا رسول اللَّه هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه". رواه أبو كامل، عن حماد وفيه:"أريد نصر ابن عم رسول اللَّه".
ومن يقاتل أهل البغي لا يريد قتالهم ولا يقصده إنما يريد حمل أهل الامتناع من حكم الإمام على الطاعة أو دفعهم عن المنازعة فإن أتى القتال على نفس فلا عقل ولا قود بأنا أبحنا قتالها كما أبحنا قتال من قصد ماله أو حريمه أو نفسه دفعًا فإن أتى القتال على نفسه فلا عقل ولا قود لأنا أبحنا قتاله.
13043 -
الوليد بن مسلم (خ م)(3) نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبيد اللَّه أنه سمع أبا إدريس يقول: سمعت حذيفة يقول: "كان الناس يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا اللَّه بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه. قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب
(1) مسلم (4/ 2214 رقم 2810)[15].
وأخرجه أبو داود (4/ 103 رقم 4268)، من طريق حماد بنحوه.
وأخرجه النسائي (7/ 125 رقم 4268) من طريق معمر عن أيوب بأتم من هذا.
(2)
البخاري (1/ 106 رقم 31).
(3)
البخاري (13/ 38 رقم 7084)، ومسلم (3/ 1475 رقم 1847)[51].
وأخرجه ابن ماجه (2/ 1317 رقم 3979)، من طريق الوليد باختصار.
جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول اللَّه صفهم لنا؟ قال: نعم هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام. قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
13044 -
إبراهيم بن سعد (خ م)(1) عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال رسول اللَّه:"ستكون فتنة -أو فتن- يكون النائم فيها خير من اليقظان والماشي فيها خير من الساعي، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، فمن وجد منها ملجئًا أو معاذًا فليستعذ به".
13045 -
عثمان الشحام (م)(2) نا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنها ستكون فتن ثم تكون فتنة ألا فالماشي فيها خير من الساعي، والقاعد فيها خير من القائم، والمضطجع فيها خير من القاعد، ألا فإذا نزلت فمن كان له غنم فليلحق بغنمه، ألا ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه. فقال رجل من القوم: يا نبي اللَّه جعلني اللَّه فداك، أرأيت من ليس له غنم ولا إبل كيف يصنع؟ قال: فليأخذ بسيفه ثم ليعمد به إلى صخرة ثم ليدقه على حده بحجر ثم لينجوا به إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت. فقال رجل: أرأيت إن أُخذَ بيدي مكرهًا حتى ينُطلق بي إلى أحد الصفين -أو أحد الفريقين، عثمان شك- فيحذفني رجل بسيفه فيقتلني ماذا يكون شأني؟ قال: يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار".
13046 -
شعبة، عن أبي عمران (3)، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر كيف تصنع إذا بلغ الناسَ من الجهد ما يُعجز الرجل أن يقوم من فراشه إلى مصلاه؟ فقلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: تعفف. ثم قال: كيف تصنع يا أبا ذر إذا كثر الموت حتى يصير أهل البيت بالعبد؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: تصبر. ثم قال: يا أبا ذر كيف تصنع
(1) البخاري (13/ 33 رقم 7081)، ومسلم (4/ 2212 رقم 2886)[12].
(2)
مسلم (4/ 2212 رقم 2887)[13].
وأخرجه أبو داود (4/ 99 رقم 4256). من طريق عثمان بنحوه.
(3)
ضبب عليها المصنف، وكتب في الحاشية: لم يسمعه من عبد اللَّه.
إذا كثر القتل حتى تغرق أحجار الزيت بالدماء؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: تلحق بمن أنت منه. قلت: لا أحمل معي السلاح. قال: لا شاركت القوم إذًا ولكن إذا خفت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه".
حماد بن زيد (د ق)(1) عن أبي عمران الجوني، عن المشعِّث بن طريف، عن عبد اللَّه ابن الصامت، عن أبي ذر فذكره بمعناه إلا أنه قال:"قلت: يا رسول اللَّه، أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي. قال: شاركت القوم إذًا. قال: فما تأمرني؟ قال: الزم بيتك. قلت: إن دُخل على بيتي. قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق رداءك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه".
13047 -
محمد بن جحادة (د ت ق)(2) عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل، عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم ليصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي خير من الساعي، فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دُخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم".
قلت: حسنه (ت)، وهزيل هو ابن شرحبيل. رواه ثقتان عن ابن حجادة.
وروى سعد بن أبي وقاص (ت)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه.
13048 -
يعقوب بن محمد الزهري، نا إبراهيم بن سعد، نا سالم بن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن محمد بن مسلمة أنه قال:"كيف أصنع يا رسول اللَّه إذا اختلف المصلون؟ قال: تخرج بسيفك إلى الحرة فتضرب بها ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة".
(1) أبو داود (4/ 101 رقم 4261)، وابن ماجه (2/ 1308 رقم 3958).
(2)
أبو داود (4/ 100 رقم 4259)، والترمذي (4/ 425 رقم 2204)، وابن ماجه (2/ 1310 رقم 3961). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(3)
الترمذي (4/ 421 رقم 2194).
قلت: وخرج ابن ماجه (1) نحوًا منه من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت أو علي بن زيد، عن أبي بردة، عن ابن مسلمة.
13049 -
أخبرنا أبو علي الروذباري، نا الصفار، نا محمد بن غالب، حدثني عُبيد بن عَبيدة نا معتمر بن سليمان (س)(2) عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يجيء الرجل آخذًا بيد الرجل فيقول: يا رب هذا قتلني. فيقول اللَّه: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان. فيقول: فإنها ليست لفلان بؤ بذنبه".
قلت: رواه عمرو بن عاصم (س)(2)، عن معتمر.
13050 -
عبد العزيز العمي، نا أبو عمران الجوني:"قلت لجندب: إن ابن الزبير أخذ بيعتي على أن أقاتل وإنه يدعوني إلى قتال أهل الشام. قال: افتد بمالك. قلت: إنهم أبو إلا أن أقاتل معهم. قال: حدثني رجل واللَّه ما كذبني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء العبد يوم القيامة وقد تعلق بالرجل يقول: أي رب، قتلني هذا. فيقول اللَّه: علامَ قتلته؟ فيقول: قتلته على ملك فلان".
13051 -
الأعمش (م)(3)، عن أبي ظبيان، عن أسامة بن زيد "بعثنا رسول اللَّه سرية إلى الحُرقات فنذروا وهربوا وأدركنا رجلًا فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه فضربناه حتى قتلناه شعرض في نفسي من ذلك شيء فذكرته لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: من لك بلا إله إلا اللَّه يوم القيامة؟ قلت: يا رسول اللَّه إنما قالها مخافة السلاح والقتل. قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها من أجل ذلك أم لا، من لك بلا إله إلا اللَّه؟ فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ". قاله أبو ظبيان: "قال سعد: وأنا واللَّه لا أقتله حتى يقتله ذو البطين -يعني أسامة- فقال رجل: أليس قد قال اللَّه -تعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (4) قال سعد: فقد
(1) ابن ماجه (2/ 1310 رقم 3962).
(2)
النسائي (7/ 84 رقم 3997).
(3)
مسلم (1/ 96 رقم 96)[158].
وأخرجه أبو داود (3/ 44 - 45 رقم 2643) من طريق الأعمش به.
(4)
الأنفال: 39.
قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن نقاتل حتى تكون فتنة".
13052 -
عبيد اللَّه (خ)(1)، عن نافع، عن ابن عمر "أنه أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: أن الناس قد صنعوا ما ترى وأنت ابن عمر بن الخطاب صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن اللَّه حرم عليّ دم أخي المسلم. قالا: أو لم يقل اللَّه {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (2) فقال: قد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين للَّه وأنتم تريدون أن نقاتل حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير اللَّه".
عبد اللَّه بن يحيى المعافري (خ)(3)، ثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر "أن رجلًا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر اللَّه في كتابه {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (4) فما يمنعك أن تقاتل؟ قال: يا ابن أخي، أعبر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إليَّ من أن أعبر بالآية التي قال اللَّه قبلها {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} (5) قال: فإن اللَّه قال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (2) قال: قد فعلناه على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلًا وإن الرجل يفتن عن دينه إما أن يقتلوه أو يوثقوه حتى ظهر الإسلام ولم تكن فتنة فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ فقال ابن عمر: أما عثمان فقد عفا اللَّه عنه وكرهتم أن يعفو اللَّه عنه، وأما علي فابن عم رسول اللَّه وختنه وأشار بيده فقالا: هذا بيته".
زهير بن معاوية (خ)(6)، عن [بيان](7)، حدثني وبرة، حدثني سعيد بن جبير قال: "خرج إلينا ابن عمر ونحن نرجو أن يحدثنا حديثًا حسنًا فمررنا برجل يقال له: حكيم. فقال:
(1) البخاري (8/ 32 رقم 4513).
(3)
الأنفال: 39.
(3)
البخاري (8/ 160 رقم 4650).
(4)
الحجرات: 9.
(5)
النساء: 93.
(6)
البخاري (8/ 160 رقم 4651).
(7)
في "الأصل": وبيان. والمثبت من "هـ" وصحيح البخاري.
يا أبا عبد الرحمن، كيف ترى في القتال في الفتنة؟ قال: هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك، كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول فيهم -أو قال في دينهم- فتنة وليس بقتالكم على الملك".
13053 -
كهمس بن الحسن، عن أبي الأزهر الضبعي، عن أبي العالية البراء "أن ابن الزبير وعبد اللَّه ابن صفوان كانا ذات يوم قاعدين في الحجر فمر بهما ابن عمر وهو يطوف فقال أحدهما لصاحبه: أتراه بقي أحد خير من هذا، ثم قال لرجل: ادعه لنا إذا قضى طوافه، فلما قضى طوافه وصلى ركعتين أتاه رسولهما فجاء إليهما فقال ابن صفوان: يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين -يعني ابن الزبير- فقد بايع له أهل العروض، وأهل العراق وعامة أهل الشام. فقال: واللَّه لا أبايعكم وأنتم واضعوا سيوفكم على عواتقكم تصبّبَ أيديكم من دماء المسلمين".
ابن المبارك، نا المنذر بن ثعلبة، حدثني سعيد بن حرب العبدي قال:"كنت جليسًا لابن عمر فى المسجد الحرام وفي طاعة ابن الزبير رءوس الخوارج نافع بن الأزرق وعطية بن الأسود ونجدة فبعثوا -أو بعضهم- شابًا إلى ابن عمر ما يمنعك أن تبايع لعبد اللَّه بن الزبير فرأيته حين مدَّ يده وهي ترجف من الضعف فقال: واللَّه ما كنت لأعطي بيعتي في فرقة ولا أمنعها من جماعة".
13054 -
عوف (خ)(1)، عن أبي المنهال [قال] (2):"لما كان زمن أخرج ابن زياد وثب مروان بالشام ووثب ابن الزبير بمكة ووثب الذين كانوا يدعون القراء بالبصرة غُمّ أبي غمًا شديدا فقال: انطلق -لا أبا لك- إلى هذا الرجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي قال: فانطلقت معه حتى دخلنا عليه في داره فإذا هو قاعد في ظل علوٍ له عن قصب في يوم حار شديد الحر فجلسنا إليه فأنشأ أبي يستطعمه. . . " الحديث. "قال: يا أبا برزة ألا ترى ألا ترى فكان أول شيء تكلم به أن قال: إني أحتسب عند اللَّه أني أصبحت ساخطًا على
(1) البخاري (13/ 74 رقم 7112).
(2)
في "الأصل": كان. والمثبت من "هـ". وصحيح البخاري.
أحياء قريش إنكم معشر العُريب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلة والذلة والضلالة، وإن اللَّه نعَشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بكم ما ترون، وإن هذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشام -يعني مروان- واللَّه ما يقاتل إلا على الدنيا، وإن ذاك الذي بمكة واللَّه إن يقاتل إلا على الدنيا، وإن الذين حولكم الذين تدعونهم قراءكم واللَّه إن يقاتلون إلا على الدنيا. قال: فلما لم يدع أحدًا، قال له أبي: فما تأمرنا إذًا؟ قال: إني لا أرى خيرًا للناس اليوم إلا عصابة ملبدة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم".
13055 -
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس والشعبي قالا: قال مروان لأيمن بن خريم: "ألا تخرج معنا فتقاتل؟ قال: إن أبي وعمي شهدا بدرًا، وإنهما عهدا إليَّ أن لا أقاتل أحدًا يقول لا إله إلا اللَّه، فإن أنت جئتني ببراءة من النار قاتلت معك. قال: فاخرج عنا فخرج وهو يقول:
ولست بقاتل رجلًا يصلي
…
على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعليّ إثمي
…
معاذ اللَّه من جهل وطيش
أأقتل مسلمًا في غير جرم
…
فليس بنافعي ما عشت عيشي"
أمان المسلم والمسلمة وإن كان [عبدًا](1)
13056 -
الأعمش (م)(2)، عن إبراهيم بن زيد التيمي، عن أبيه، عن علي قال رسول اللَّه:"ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه صرفًا ولا عدلًا".
(1) في "الأصل": عيدًا. والمثبت من "هـ".
(2)
مسلم (2/ 994 رقم 1370)[467].
وأخرجه البخاري (4/ 97 - 98 رقم 1870)، أبو داود (2/ 216 رقم 2034)، والترمذي (4/ 381 - 382 رقم 2127)، والنسائي في الكبرى (2/ 486 رقم 4478) من طرق عن الأعمش بنحوه.
13057 -
ابن أبي عروبة (د س)(1)، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال:"دخلت أنا والأشتر على علي يوم الجمل فقلت: هل عند إليك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عهدًا دون العامة؟ فقال: لا إلا ما في كتابي هذا. قال: وكتاب في قراب سيفه فإذا فيه: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده".
13058 -
شعبة، عن الأعمش، سمعت إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قال:"إن كانت المرأة لتجير على المسلمين"(2).
13059 -
عمر بن حفص -مكي من بني عبد الدار- ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"العبد لا يعطى من الغنيمة شيئًا ويعطى من خرثي المتاع وأمانه جائز". عمر واهٍ.
13060 -
عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن فضيل بن زيد -وكان غزا على عهد عمر سبع غزوات- قال:"تخلف عبد من عبيد المسلمين فكتب لهم أمانًا في صحيفة فرماه إليهم، قاله: فكتبنا إلى عمر، فكتب عمر: إن عبدًا من عبيد المسلمين ذمته ذمتهم، فأجاز عمر أمانه".
* * *
(1) أبو داود (4/ 180 - 181 رقم 4530)، والنسائي (8/ 19 - 20 رقم 4734).
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 209 رقم 8683) من طريق شعبة به.