الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16696 -
أشعث، عن الحسن قال:"المكاتب لا يعتق ولا يهب إلا بإذن مولاه".
كتابة المكاتب وإعتاقه
16697 -
ابن جريج، "قلت لعطاء: كان للمكاتب عبد فكاتبه ثم مات، لمن ميراثه؟ قال: كان من قبلكم يقولون: هو للذي كاتبه، يستعين به في كتابته".
16698 -
ابن المبارك، عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران "سألت القاسم وسالمًا عن المكاتب يقضى نصف كتابته، ثم يكاتب المكاتب غلامًا له، ثم يسعيان جميعًا، فيقضي غلام المكاتب كتابته، ثم يعجز الأول منهما، أيُرد عبدًا أم تجوز عتاقته بما أدى إلى سيده؟ قالا: إن كان سيده للأول منهما أذن له أن يكاتبه فلا سبيل عليه، وإلا هو بمنزلته".
المكاتب يعجز أو أن يرضى بالبيع
16699 -
هشام (خ م)(1) عن أبيه، عن عائشة:"جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقيّة فأعيتني. قالت: إن أحبّ أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلتُ فذهبت إلى أهلها فقالت لهم ذلك فأبوا، فجاءت ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس فأخبرتها، فسمع رسول اللَّه فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق. ففعلت عائشة، ثم قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الناس، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب اللَّه؟ ! ما كان من شرط ليس في كتاب اللَّه فهو باطل وإن كان مائة شرط، قضاء اللَّه أحق وشرط اللَّه أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق".
قال الشافعي: إذا رضوا بالبيع ورضيت فهو ترك للكتابة.
16700 -
يحيى بن سعيد (خ)(2)، عن عمرة (3) "أن بريرة جاءت تستعين عائشة فقالت: إن أحب أهلك أن أصبّ لهم ثمنك وأعتقك فعلت. فذكرت بريرة ذلك لأهلها، فقالوا: لا، إلا أن يكون ولاؤك لنا. فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول اللَّه، فقال: لا يمنعك ذلك، اشتريها وأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق". رواه مطرف بن عبد اللَّه وحده موصولًا عن مالك، عن يحيى، عن عمرة، عن عائشة.
(1) البخاري (5/ 225 رقم 2563)، ومسلم (2/ 1142 رقم 1504)[8]. وسبق تخريجه.
(2)
البخاري (5/ 229 رقم 2564).
وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 87 رقم 6308) من طريق يحيى بن سعيد به.
(3)
ضبب عليها المصنف للانقطاع.
الطحاوي، نا المزني، نا الشافعي، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت:"أردت أن أشتري بريرة فأعتقها، فاشترط عليّ مواليها أن أعتقها ويكون الولاء لهم، فذكرت لرسول اللَّه، فقال: اشتريها وأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق. ثم خطب الناس فقال: ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب اللَّه. . . " الحديث.
الربيع، أنا الشافعي، قال: حديث يحيى، عن عمرة، عن عائشة أثبت من حديث هشام، وأحسبه غلط في قوله:"واشترطي لهم الولاء" وأحسب حديث عمرة أن عائشة كانت شرطت ذلك لهم بغير أمره، وهي ترى جوازه، فأعلمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنها إن أعتقتها فالولاء لها. وقال:"لا يمنعك عنها ما تقدّم من شرطك. ولا أرى أمَرَها تشترط لهم ما لا يجوز". قال المؤلف: حديث عمرة ثابت.
جعفر بن عون (خ س)(1) أنا يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت:"جاءت بريرة تستعين في كتابتها فقالت: إن شاء مواليك أن أصُبّ لهم عنك [ثمنك] (2) صَبةً واحدةً وأعتقك. فذكرت ذلك بريرة لمواليها، فقالوا: لا إلا أن [تشترط] (3) لنا الولاء. فذكرتُ ذلك لرسول اللَّه فقال: اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق". تابعه عبد الوهاب الثقفي عن يحيى.
قلت: رواه يحيى القطان كذلك.
مالك (خ م)(4)، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة -وربما قال: أن عائشة- "أرادت أن تشتري جارية فتعتقها، فقال أهلها: نبيعكها على أن ولاءها لنا، فذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق". رواه الشافعي عنه. وقال: عن عائشة: ثم قال: أحسب حديث نافع أثبتها كلها لأنه مسند وأنه أشبه، وكأن عائشة في حديث نافع كانت شرطت لهم الولاء، فأعلمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنها إن أعتقت فالولاء لها، فإن كان هكذا فليس أنها شرطت لهم الولاء بأمر رسول اللَّه، ولعل هشامًا أو عروة حين سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يمنعك ذلك" رأى أنه أمرها أن تشترط لهم الولاء، فلم يقف من حفظه على ما وقف ابن عمر، واللَّه أعلم. قال المؤلف: ولمعنى حديث ابن عمر شواهد.
(1) تقدم قريبًا.
(2)
من "هـ".
(3)
في "الأصل": نشترط. والمثبت من "هـ".
(4)
البخاري (5/ 222 رقم 2562)، ومسلم (2/ 1141 رقم 1504)[5].
16701 -
خالد بن مخلد (م)(1)، عن سليمان، حدثني سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:"أرادت عائشة أن تشتري جارية تعتقها، فأبى أهلها إلا أن يكون لهم الولاء، فذكرت ذلك لرسول اللَّه، فقال: لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق".
16702 -
غندر (م)(2)، نا شعبة، سمعت ابن القاسم، سمعت أبي يحدث، عن عائشة "أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق، وأنهم اشترطوا ولاءها، فذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: اشتريها، وأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق".
الليث (خ م د)(3)، عن ابن شهاب، عن عروة "أن عائشة أخبرته أن بريرة جاءت تستعينها في كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك، فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت. فذكرت بريرة لهم ذلك فأبوا. وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك. فذكرتْ ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالا لها: ابتاعي وأعتقي؛ فإنما الولاء لمن أعتق. ثم قام رسول اللَّه فقال: ما بال أناس يشترطون شروطًا ليست في كتاب اللَّه؟ ! من اشترط شرطًا ليس في كتاب اللَّه فليس له، وإن شرطه مائة مرة، شرط اللَّه أحقّ وأوثق".
شعبة (خ)(4)، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة:"أنها أرادت أن تشتري بريرة، فاشترطوا عليها الولاء، فذكرتْ ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: اشتريها، الولاء لمن أعتق".
جرير (خ)(5)، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: "اشتريت
(1) مسلم (2/ 1145 رقم 1505)[15].
(2)
مسلم (2/ 1144 رقم 1504)[12].
وأخرجه البخاري (5/ 241 رقم 2578)، والنسائي في الكبرى (4/ 87 رقم 6405) كلاهما من طريق غندر به.
(3)
البخاري (5/ 222 رقم 2561)، ومسلم (2/ 1141 رقم 1504)[6]، وأبو داود (4/ 21 رقم 3929).
(4)
البخاري (3/ 416 رقم 1493).
وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 86 رقم 6400) من طريق شعبة به.
(5)
البخاري (5/ 198 رقم 2536).
وأخرجه الترمذي (3/ 557 رقم 1256)، والنسائي (7/ 300 رقم 4642) من طريق منصور به، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
بريرة فاشترط أهلها ولاءها، فذكرته لرسول اللَّه، فقال: أعتقيها، فإن الولاء لمن أعطى الورق. . . " الحديث.
عبد الواحد بن أيمن (خ)(1)، حدثني أبي قال:"دخلت على عائشة فقلت: إني كنت غلامًا لعتبة بن أبي لهب، وإن عتبة مات وورثني بنوه، وإنهم باعوني من عبد اللَّه بن أبي عمرو المخزومي فأعتقني، واشترطوا ولائي، فمولى من أنا؟ فقالت: دخلت عَليّ بريرة وهي مكاتبة فقالت: اشتريني يا أم المؤمنين، فإن أهلي يبيعوني فأعتقيني. قلت: نعم. قالت: إنهم لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي. فقالت: لا حاجة لي بك. فسمع ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو بلغه- فقال: ما شأن بريرة؟ فذكرت عائشة ما قالت لها، فقال: اشتريها فأعتقيها ودعيهم فليشترطوا ما شاءوا - فاشترتها فأعتقتها واشترط أهلها الولاء، فقال رسول اللَّه: الولاء لمن أعتق، وإن اشترطوا مائة شرط". رواه (خ) عن أبي نعيم (1) وعن خلاد بن يحيى (2) عنه. وهذه الرواية قريبة من رواية هشام بن عروة، والعدد بالحفظ أولى من الواحد.
قلت: الزيادة من الثقة مقبولة.
قال الشافعي: إذا رضي أهلها بالبيع ورضيت المكاتبة بالبيع فإن ذلك ترك للكتابة. فقال لي بعض الناس: فما معنى إبطال النبي صلى الله عليه وسلم شرط عائشة لأهل بريرة؟ قلت: إن بينًا -واللَّه أعلم- في الحديث نفسه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أعلمهم أن اللَّه قد قضى أن الولاء لمن أعتق، وقال:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} (3) وأنه نسبهم إلى مواليهم كما نسبهم إلى آباءهم، فكما لم يجز أن يحولوا عن آبائهم فكذلك لا يجوز أن يحولوا عن مواليهم، وقال عليه السلام:"الولاء لمن أعتق" ونهى عن بيع الولاء وعن هبته، وروي عنه أنه قال:"الولاء لُحْمة كلُحْمة النسب، لا يباع ولا يوهب" فلما بلغهم هذا كان من خلافه عاصيًا، وكانت في المعاصي حدود وآداب فكان من أدب العاصي أن يُعطل شرطه لينتكل عن مثله.
(1) البخاري (5/ 231 رقم 2565).
(2)
البخاري (5/ 382 رقم 2726).
(3)
الأحزاب: 5.