الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال غيره من المحققين: الصواب أنهما قصتان فى غزوتين.
وفى هذه القصة: فرط شجاعته، وقوة يقينه وصبره على الأذى، وحلمه على الجهال- صلى الله عليه وسلم.
وفى انصرافه- صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة، أبطأ جمل جابر بن عبد الله فنخسه- صلى الله عليه وسلم فانطلق متقدما بين يدى الركاب، ثم قال:«أتبيعينيه؟» فابتاعه منه وقال: لك ظهره إلى المدينة، فلما وصلها أعطاه الثمن وأرجح، ووهب له الجمل «1» . والحديث أصله فى البخارى.
ولا حجة فيه لجواز بيع وشرط، لما وقع فيه من الاضطراب. وقيل غير ذلك مما يطول ذكره والله أعلم.
[غزوة بدر]
«2» :
وهى الصغرى، وتسمى: بدر الموعد.
وكانت فى شعبان، بعد ذات الرقاع. قال ابن إسحاق: لما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة ذات الرقاع، أقام بها جمادى الأولى إلى آخر رجب، ثم خرج فى شعبان إلى بدر لميعاد أبى سفيان. ويقال: كانت فى هلال ذى القعدة.
وميعاد أبى سفيان: هو ما سبق أن أبا سفيان قال يوم أحد: الموعد بيننا وبينكم بدر العام القابل، فقال- صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: قل: «نعم هو بيننا وبينكم موعد» .
فخرج- صلى الله عليه وسلم ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه، وعشرة أفراس،
(1) انظر الحديث فى «صحيح البخارى» (2097) فى البيوع، باب: شراء الدواب والحمر، ومسلم (715) فى الرضاع، باب: استحباب نكاح البكر.
(2)
انظرها فى «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 209- 213) ، وابن سعد فى «طبقاته» (2/ 59 و 60) ، والطبرانى فى «تاريخه» (3/ 41) ، وابن كثير فى «البداية والنهاية» (3/ 169- 172) .