الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغريب والعزيز [والمشهور]
(1)
قولُهُ: (الغَرِيْبُ وَالْعَزِيْزُ وَالمشْهُوْرُ)(2) لما ذكرَ الأنواعَ التي يفهمُ قبول الحديث أو ردّه، وذكرَ ما يتعلقُ بالقبولِ والردِ، وذكرَ أدبَ الشيخِ والطالبِ في طلبِ الحديثِ، وتقاضي ذلكَ الحث على طلبِ العلو، فذكرهُ كذا على بقايا من اصطلاحِ القومِ يدخلُ في الأنواعِ الماضيةِ، ولا يخص / 262 ب / نوعاً منها، فإنْ قيل: إنَّ هذا الوجه ممّا يُقال، ولكن الأليق: تقديم هذا النَّوع وأضرابه؛ لتكون الأنواع كلُّها مجتمعة؛ قيل: إنَّ ابنَ الصلاحِ أملى كتابه إملاءً، فكتبه في حالِ الإملاء جمع جمّ، فلم يقع مرتَّباً على ما في نفسه، وصارَ إذا ظهر له أنّ غير ما وقعَ له أحسن ترتيباً، يراعي ما كتب منَ النَّسخ، ويحفظ قلوبَ أصحابها، فلا يغيرها، وربّما غابَ بعضُها، فلو غير ترتيبَ غيرِهِ تخالفت النُّسخُ، فتركها على أولِ خاطر (3)، والشيخ تابع له، ثمّ لا يخفى وجهُ تقديمِ الغريبِ على العزيزِ، وهو المشهورُ للمترقي.
(1) ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " شرح التبصرة والتذكرة ".
وانظر في العزيز والغريب والمشهور:
معرفة علوم الحديث: 92 و94، ومعرفة أنواع علم الحديث: 370 و374، وجامع الأصول 1/ 174، وإرشاد طلاب الحقائق 2/ 538 و545، والتقريب: 152 و153، والاقتراح: 271 و272، والموقظة: 43، ورسوم التحديث: 79 و80، واختصار علوم الحديث 2/ 455 و460 وبتحقيقي: 225 و229، والشذى الفياح 2/ 434 و446، والمقنع 2/ 427 و441، ومحاسن الاصطلاح: 220 و223، وتنقيح الأنظار: 251، ونزهة النظر: 27 و28، وفتح المغيث 3/ 28، وتدريب الراوي 2/ 173 و180، وشرح ألفية العراقي للسيوطي: 267، وفتح الباقي 2/ 150 - 155، وشرح شرح نخبة الفكر: 192 و197، واليواقيت والدرر 1/ 272 و280، وتوضيح الأفكار 2/ 401، وظفر الأماني: 39 و68، ولمحات في أصول الحديث: 283 و289.
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 72.
(3)
انظر: فتح المغيث 3/ 28.
قولُهُ: (وَمَا بِهِ مُطْلَقاً)(1)، أي: سواء كانَ انفراده بالنِّسبة إلى إمامٍ يجمع حديثه كما قيَّده به ابنُ منده أولاً.
قولُهُ: (فَحَدْ)(2) هو ناظر في مئةٍ إلى قولِهِ: ((فَهْوَ))؛ ليكون التقدير، فهوَ الغريبُ على ما حدَّهُ بهِ الأئمةُ، إلا ابنَ منده، وابنُ منده ما وقعَ بهِ الانفرادُ مِنْ ذلك، فإنَّهُ حدّ الغريب منه، مخصص له بما انفردَ به الراوي عنْ إمام بجمعِ حديثهِ، والحاصلُ أنَّ التقديرَ: وابن منده خالفَ هذا الرسم، فحد الغريب بأنَّهُ: انفراد راوٍ عَنْ إمام (3) يجمعِ حديثه، وكان ابن منده يُسمّي الغريب في عُرْفِنا فرداً.
قولُهُ: (يَغْرُبُ)(4) - بضم الراء - سواءٌ كانَ ماضيه بالضمِّ أو الفتح. قال في " الجمع بين العباب والمحكم "، وفي " القاموس "، وفي " الأفعال " لابن طريف: والغريب: الغامض في الكلام، ورجل غريب: ليسَ من القومِ، وكلمةٌ غريبةٌ، وقد غرُبتِ، أي: بالضمِّ، وغربتِ الشمسُ تغرب غروباً: غابت في المغربِ، قالَ تعالى:{وَإِذَا غَرَبَتْ} (5) وقال: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (6) وكذلك: غرب النَّجم، والغرب: الذهاب والتنحِّي عن النَّاسِ، وقد غَرب عنّا، أي: بالفتح النّوى والبعد، وقد تغرّب ونوى غربة بعيدة، وهل أطرفتنا من مغرّبة خبره،
(1) التبصرة والتذكرة (748).
(2)
التبصرة والتذكرة (748).
(3)
وكلام ابن منده: ((فأما الغريب من الحديث كحديث الزهري وقتادة وأشباههما من الأئمة ممن يجمع حديثه إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى غريباً، فإذا روى عنهم رجلان وثلاثة اشتركوا في الحديث يسمى عزيزاً، فإذا روى الجماعة عنه حديثاً سمي مشهوراً))، أسند هذا الكلام لابن منده الحافظ ابن طاهر المقدسي في " شروط الأئمة الستة ":23.
(4)
التبصرة والتذكرة (751).
(5)
الكهف: 17.
(6)
الكهف: 86.
وهل جاءتك مغربة خبر، وهو الخبرُ الذي يطرأُ عليك منْ بلد سوى بلدكَ، والتغربُ: التروحُ عنِ الوطن، وقد غرّبهُ الدهرُ، والغُربةُ والغُرب - بالضمِّ - والاغترابُ، ووجه تسمية الفردِ في الاصطلاحِ بالغريبِ، والمناسبةِ المصححةِ لنقلهِ من اللغةِ إليهِ، أنَّ الغريب مِنْ شأنه: الانفراد عن أهله، ومَنْ يعاشره كما انفردَ عن وطنهِ، وغريبُ الحديثِ / 263 أ / كذلكَ في الانفرادِ.
قولُهُ: (مُطْلَقاً)(1) حال لضمير ((يغرب))، أي: ذلك الحديثُ حالَ كونِهِ مطلقاً في غرابته، غير مقيد بشيخٍ، ولا إسنادٍ، ولا متنٍ، بل يكونُ في غرابتهِ أعمَّ مِنْ ذلك كلّهِ، وإسناداً تميز، أي: من جهةِ الإسناد.
قولُهُ: (فَقَدْ)(2)، أي: فقط، بمعنى: فحسب، قال أهل اللغة: ويكون قد بمعنى حسب، فالمعنى فغرابتهُ من جهةِ الإسناد كافيةٌ في تسميتهِ غريباً، ولا يحتاجُ في ذلك إلى وجودِ غرابةٍ فيه مِنْ غير جهة الإسناد.
قولُهُ في شرحِ ذلكَ: (في متنِهِ)(3)، أي: يزيد بعض الرواة فيه لفظة فما فوقها منفرداً بها عنْ غيره منْ رواته، وكذا في السند، قال ابنُ كثير:((قَدْ تكُونُ فِي المَتْنِ كأنْ يَنفرد (4) بِرِوايَتِهِ واحدٌ أو مِنْ بَعْضِهِ، كَمَا إِذَا زَادَ فِيهِ وَاحِدٌ زِيَادَةً لَمْ يَقُلْهَا غَيْرهُ، وَقَدْ تكوُنُ في الإسْنَادِ كَمَا إذَا كَانَ أصْلُ الحَدِيثِ مَحْفُوظاً مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، أوْ وُجُُهٍ، وَلَكنَّهُ بِهَذَا الإِسْنَاد غَرِيبٌ)). (5) انتهى. وفي ما تقدّمَ في أول الكتابِ من الشاذ، وما والاه أمثلة لذلك.
(1) التبصرة والتذكرة (751).
(2)
التبصرة والتذكرة (751).
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 72، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":374.
(4)
في " اختصار علوم الحديث ": ((بأن يتفرد)).
(5)
اختصار علوم الحديث 2/ 460 وبتحقيقي: 227.
قولُهُ: (ممَّنْ يُجْمَعُ حديثه)(1)، أي: ممّن هو في جلالتِهِ في إمامتِهِ، وكثرة حديثه، بحيث يُجمع حديثُهُ، وإنْ لم يجمع بالفعلِ، وليسَ المعنى ممّن جرتْ عادة المحدّثينَ بأنْ جمعوا حديثهم حَتّى يكون قيداً.
قولُهُ: (فإِذَا رَوى الجَماعةُ عَنهم)(2)، أي: إذا رَوى عنْ هؤلاءِ الأئمةِ، الذينَ هم، بحيثُ يجمع حديثَهم الجماعة الثلاثة فما فوقها، سمي ذلكَ الحديث مشهوراً، هكذا كنت فهمته ثمّ رأيتُ في تعاليق عَنْ شيخنا: أنَّ اللامَ في الجماعةِ، وإنْ كانتْ للجنسِ، فإنّها للأربعةِ فصاعداً؛ لأنَّه قد تقدّم أنّه سمى ما رواه ثلاثةٌ عزيزاً، ولم يتعقبه ابنُ الصلاح ولا الشيخُ، والذي استقرَّ عليهِ الاصطلاحُ، وهو الذي في النظمِ، أنَّ العزيزَ: ما انفردَ بروايتِهِ اثنانِ في موضعٍ ما من سندِهِ، هكذا قال.
ويمكن ردُّ كلام ابن منده إليه، فإنَّهُ ذكر أنَّه إذا انفردَ راويان كانَ عزيزاً، وإنّما ذَكَرَ الثلاثةَ في العزيز تنبيهاً على أنَّهُ يكفي في تسميتهِ عزيزاً أنْ ينفردَ به اثنانِ في موضعٍ واحدٍ مِنْ سنده، وإن كان مشهوراً في باقي السندِ كلّه؛ لئلا يتوهم أنَّه يشترط في تسميتِهِ عزيزاً، أنْ يرويه اثنان عن اثنين في جميعِ سندهِ منْ غير زيادةٍ، فإنَّ بعضهم شَرَطَ ذلك، وأنكره ابنُ حبانَ / 263 ب / شرطاً ووجوداً، قالَ شيخُنا في شرحه " للنّخبة " (3):((وسمِّي بذلك؛ إمّا لقلَّةِ وجودِهِ؛ وإمّا لكونِهِ عَزَّ، أي: قوي بمجيئِهِ مِنْ طريقٍ أُخرى، ولَيْسَ شَرْطاً لِلصَّحِيحِ، خِلافاً لِمَنْ زَعَمَهُ، وهُو أبو عليٍّ الجُبَّائي (4) من المعتزلة، وإِليه يومئ كلامُ الحاكمِ أبي عبدِ اللهِ في
"علوم الحديث"
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73 وفيه: ((ممن يجمع حديثهم))، وهذا من كلام ابن منده الذي تقدم نقله.
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73، وهو أيضاً من كلام ابن منده.
(3)
نزهة النظر: 28 - 30.
(4)
وهو شيخ المعتزلة أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري، له تصانيف عدة منها:" النهي عن المنكر " و" التعديل والتجويز " و" التفسير الكبير "، توفي سنة (303 هـ).
انظر: الأنساب 1/ 383، وسير أعلام النبلاء 14/ 183.
حيثُ قالَ: ((الصحيحُ أنْ يرويَهُ الصحابيُّ الزائلُ عنهُ اسمُ الجهالةِ، بأنْ يكونَ له راويانِ، ثمّ يتداولَه أهلُ الحديثِ إلى وقتِنا، كالشهادةِ على الشهادة)) (1)، وصرَّح القاضي أبو بكر بنُ العربيِّ (2) في شرحِ البخاريِّ: بأنَّ ذلك شرط البخاريِّ، وأجابَ - أي: ابن العربي - عما أوردَ مِنْ ذلكَ بجوابٍ فيه نظرٌ؛ لأنَّه قال: فإنْ قيل حديث ((الأعمال بالنِّياتِ)) (3) فردٌ لم يروهِ عنْ عمرَ رضي الله عنه إلا علقمةُ، قال: قلنا: قد خطبَ به عمرُ على المنبرِ بحضرةِ الصحابةِ رضي الله عنهم، فلولا أنَّهم يعرفونه لأنكروهُ كذا قالَ، وتعقب: بأنّه لا يلزمُ مِنْ كونهم سكتوا عنْه، أنْ يكونوا سمعوه مِنْ غيرهِ، وبأنَّ هذا لو سلمَ في عمرَ رضي الله عنه، مُنعَ في تفرد علقمةَ - أي: ابنِ وقاصٍ الليثيّ (4) - ثمّ تفرّدَ محمّدُ بنُ إبراهيمَ - يعني: التيميَّ (5) - عنْ علقمةَ، ثمّ تفرّدَ يحيى بنُ سعيدٍ به، عنْ محمّدٍ على ما هو الصحيحُ المعروفُ عندَ المحدِّثينَ، وقد وردتْ لهم متابعاتٌ لا يُعتبرُ بها، وكذا لا نُسلِّم جوابَه في غير حديث عمرَ رضي الله عنه. قال ابنُ رُشَيْدٍ (6): ولقد كان يكفي القاضي في بطلانِ ما ادَّعى أنّه شرطُ البخاري [أنه](7) أول حديث مذكور فيه، وادّعى ابن حبّان نقيض دعواه، فقال: إنَّ
(1) معرفة علوم الحديث: 62.
(2)
وهو الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي الأندلسي الإشبيلي، صاحب كتاب " عارضة الأحوذي في شرح جامع الترمذي "، توفي سنة (543 هـ).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
ما بين الشارحتين عبارة توضيحية من البقاعي.
(5)
ما بين الشارحتين عبارة توضيحية من البقاعي.
(6)
وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن، ابن رشيد السبتي الفهري، توفي سنة (721 هـ).
انظر: الدرر الكامنة 4/ 111 - 112.
(7)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، والسياق يقتضيه.
روايةَ اثنين فقط، عن اثنين فقط لا يوجدَ أصلاً، قلتُ: إنْ أراد أنَّ روايةَ اثنين فقط، عن اثنينِ فقط لا توجد أصلاً فيمكن أن يُسلّم، وأمّا صورة العزيز التي حررناها لوجودهِ، بأنْ لا يرويه أقلّ من اثنين، عنْ أقلِّ من اثنين، مثالهُ: ما رواه الشيخانِ (1) مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه، والبخاريُّ (2) مِنْ حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمنُ أحدُكم حَتَّى أكونَ أحبّ إليه مِنْ والده وولده
…
)) الحديث، ورواهُ عنْ أنسٍ رضي الله عنه: قتادةُ وعبدُ العزيز بنُ صهيبٍ، ورواهُ عنْ قتادةَ: شعبةُ (3) وسعيدٌ (4)، ورواه / 264 أ / عَنْ عبد العزيز: إسماعيلُ بنُ عُلَيّة (5)، وعبدُ الوارث (6)، ورواه عنْ كلّ جماعةٌ)). (7) انتهى.
وقولُهُ (8): ((وتُعُقِّبَ
…
)) (9) إلى آخره غير مصيب للمجيز (10) والصوابُ في تعقبهِ
(1) أخرجه: البخاري 1/ 10 (15)، ومسلم 1/ 49 (44)(69)، وسيأتي تخريجه بتفصيل.
(2)
صحيح البخاري 1/ 10 (14)، وأخرجه أيضاً: النسائي 8/ 115 وفي " الكبرى "، له (11746).
(3)
أخرجه من هذا الطريق: أحمد 3/ 177 و275، وعبد بن حميد (1176)، والدارمي (2744)، والبخاري 1/ 10 (15)، ومسلم 1/ 49 (44)(70)، وابن ماجه (67)، والنسائي 8/ 114، وأبو يعلى (3049) و (3258)، وابن حبان (179)، وابن منده في " الإيمان "(284)، والبيهقي في " شعب الإيمان "(1374)، والبغوي في " شرح السنة "(22).
(4)
وهو سعيد بن بشير. وحديثه عند الطبراني في " الأوسط "(8854).
(5)
حديثه عند البخاري 1/ 10 (15)، ومسلم 1/ 49 (44)(69)، والنسائي 8/ 115.
(6)
وهو عبد الوارث بن سعيد. وحديثه عند مسلم 1/ 49 (44)(69)، والنسائي 8/ 115.
(7)
نزهة النظر: 28 - 30.
(8)
أي: ابن حجر.
(9)
نزهة النظر: 29.
(10)
كذا في (ف).
أنْ يقالَ: أنتَ فرضتَ أنَّ المعترض أوردَ عليكَ تفرد علقمةَ به، عنْ عمرَ رضي الله عنه، ثمَّ أجبتَ بما ظننت أنَّه ينفي تفرّدَ عمر به، فلا أنت أجبت عمّا أوردهُ السائلُ، ولا أصبتُ فيما ظننتُ، فإنَّ سكوت المُخْبِر عندَ إخبار مخبرِهِ له بقبولِ الخبرِ، لا لكونهِ شاركه في روايتهِ عمّن رواه عنه.
وقولُهُ: ((أوَّلُ حديثٍ مَذكورٍ فيهِ)) (1)، يعني: فإنَّهُ مرويٌّ بالآحادِ، وهو حديثُ الأعمال، وكذا آخر حديثٍ مذكور فيه، وهو:((كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ)) (2)، فإنَّ أبا هريرةَ تفرّدَ بهِ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتفرّدَ به عنه أبو زرعةَ، وتفرّد عنه عمارة بن القعقاع، وتفرّد به عنه محمّد بن فضيل، وعنهُ انتشرَ، فرواهُ عنه ابن إشكابَ (3) وغيره، أفادهُ شيخنا في شرحِهِ (4).
قولُهُ: (سُمّي مَشهوراً)(5) قالَ ابنُ الصَّلاحِ بعده: ((الحديثُ الذي يَنْفَردُ بهِ بعضُ الرواةِ يُوصَفُ بالغَريبِ (6)، وكَذلكَ الحديثُ الذي يَنْفَردُ بهِ بعضُهُمْ بأمْرٍ لا يذكُرُهُ فيهِ غيرُهُ، إمَّا في مَتْنهِ، وإمَّا في إسْنادِهِ، وليسَ كُلُّ ما يُعَدُّ مِنْ أنواعِ
…
الأَفْرادِ مَعْدُوداً مِنْ أنْواعِ الغَريبِ، كَما في الأفرادِ المضافةِ إلى البلادِ عَلَى ما
سَبَقَ)) (7) يعني: في معرفة الأفرادِ في أوائلِ الكتابِ (8). وقولُهُ: ((في الأفرادِ المضافةِ إلى البلادِ)) أنّها
(1) نزهة النظر: 29.
(2)
أخرجه: أحمد 2/ 232، والبخاري 8/ 107 (6406) و8/ 173 (6682)، ومسلم 8/ 70 (2694)، وابن ماجه (3806)، والترمذي (3467)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(830) جميعهم من طريق محمد بن فضيل، به.
(3)
رواية أحمد بن إشكاب عند البخاري 9/ 198 (7563).
(4)
انظر: فتح الباري 13/ 662 عقيب (7563).
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73. من كلام ابن منده المتقدم.
(6)
في (ف): ((بالغريب))، والمثبت من " معرفة أنواع علم الحديث ".
(7)
معرفة أنواع علم الحديث: 374.
(8)
انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 185.
لا تسمّى غريبةً على وجهِ الإطلاقِ، وأمّا بالنِّسبة إلى البلادِ أو الشيوخِ، أو غير ذلكَ منَ التقيداتِ، فلا مانعَ مِنهُ معَ التقييدِ، كما سبقَ ذكرُهُ لهُ في الأفرادَ (1).
قولُهُ: (وَلَم يَذكر ابنُ الصَلاحِ)(2) بل قد ذكرهُ بذكرِ المشهورِ، فإنَّ مِنْ أمثلةِ المشهورِ ما يُسمّى عزيزاً، بأنْ يكونَ جميعُ السندِ مشهوراً إلا موضعاً منه لم يروهِ فيه إلا اثنانِ عنِ اثنينِ منْ روايةٍ، وأيضاً فإنّه يفهمُ بطريقِ الأولِ؛ لأنّه إذا كانَ ذلك في الغريبِ والمشهورِ، كانَ هو أجدرُ بذلكَ؛ لأنَّه ذكر أقلّ ما يمكن، وهو الغريبُ، وأكثره ما لم يكنْ متواتراً، وهو المشهورُ، ومتى انقسمَ / 264 ب / ذلكَ إلى الضعيفِ والصحيحِ انقسمَ العزيزُ؛ لأنَّه بينَهما، وهو أولى منَ الغريبِ يكونُ الصحيحُ منْ أنواعِهِ، وَمنَ المشهورِ يكونُ الضعيفُ مِنْ أنواعه.
قولُهُ: (وأوَّلُ الإسنادِ فردٌ)(3)، أي: فالحكم له، لأنَّ الأقلَ في هذا العلمِ يقضي على الأكثرِ، حَتَّى لو بلغتْ طرقُ حديثِهِ التواتر في جميعِ طبقاتِهِ، إلا واحدةً انفردَ بروايتِهِ فيها راوٍ واحدٍ، سمي فرداً وغريباً.
قولُهُ: (كَما تقدَّمَ)(4)، أي: في آخر شرح الحسن (5).
قولُهُ: (الحادي والثلاثين)(6)، أي: وهو الغريبُ والعزيزُ، وستأتي حكايتُهُ عنِ ابنِ الصَّلاحِ في تقسيمِهِ الغريبَ في أواخرِ شرحِ هذهِ الأبياتِ.
(1) انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 185.
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 1/ 174.
(6)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73.
وقولُهُ: (وهُو الذي يَلي نوعَ المشهورِ)(1) زيادة في الإيضاح غير محتاج إليها، وفي الاعتذارِ عنها بأنَّ ابنَ الصَّلاحِ لم يعد هذه الأنواع نظر، فإنَّه عدّها.
قولُهُ: (لا يَقبضُ العِلمَ انْتِزَاعاً)(2) رأيت بخط الشيخ شمس الدين بن حَسَّان أنَّ شيخنا ذكر أنَّه لم يرتقِ إلى حدّ الشهرة.
قولُهُ: (طلبُ العلمِ فريضةٌ)(3) قالَ الشيخُ في تخريجِ أحاديثِ الإحياءِ: ((رواهُ ابنُ ماجه منْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه، وضعّفه أحمدُ، والبيهقيُّ، وغيرهما)) (4) هذا ما في نُسختي مِنْ غيرِ زيادةٍ، فلعلهُ بينَ صحتَهُ في التخريجِ الكبيرِ، وقالَ شيخُنا في تخريجِ أحاديثِ " الفردوسِ ": ((وأسندهُ - يعني: ابن ماجه - عنْ عليِّ بن أبي طالب، ثُمّ قال: وفي البابِ: عن ابنِ مسعودٍ، وابنِ عباسٍ، وابنِ عمرَ، وجابرٍ،
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73.
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 73 - 74. والحديث أخرجه: الطيالسي (2292)،
وعبد الرزاق (20471)، والحميدي (581)، وأحمد 2/ 162 و190 و203، والدارمي
(245)
، والبخاري 1/ 36 (100) و9/ 123 (7307)، ومسلم 8/ 60 (2673)، وابن ماجه (52)، والترمذي (2652)، والنسائي في " الكبرى "(5907)، وابن حبان (4571)، والطبراني في " الأوسط "(992)، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 2/ 181 و10/ 25، والبيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 543، والخطيب في " تاريخ بغداد " 3/ 74 و5/ 460 و8/ 368 و10/ 375 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وأخرجه: الطبراني في " الأوسط " كما في " مجمع الزوائد " 1/ 201 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه: الخطيب في " تاريخ بغداد " 5/ 313 من حديث عائشة رضي الله عنها.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 74، وقد تقدم تخريج هذا الحديث.
(4)
قال العراقي في " تخريج أحاديث إحياء علوم الدين " 1/ 57 (43): ((قد صحح بعض الأئمة طرقه)).
وأبي سعيدٍ (1) رضي الله عنهم، ثمّ قالَ: حديثُ طلبِ العلمِ حتمٌ واجبٌ على كلِ مسلمٍ، أسندهُ، يعني: صاحب " الفردوس "، عن أنسٍ رضي الله عنه، وقالَ شيخُنا: ويحتملُ أنْ يكون المصحِّح ممَّنْ تأخّر عصرهُ عنِ الأئمةِ الذين سدَّ ابنُ الصلاحِ بابَ التصحيحِ بعدهم، فلا يرى ابنُ الصلاحِ تصحيحه نفياً، فليراجع تخريج الإحياء)) (2). انتهى.
ومِنْ أمثلته أيضاً: ((اطلبوا العلمَ ولو بالصينِ)) رواه ابنُ عديٍّ (3)، والبيهقي في " المدخلِ "(4) و" الشعبِ "(5) منْ حديث أنسٍ، وقال البيهقي:((متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة)) (6).
قولُهُ: (وهذا لا يصحُّ عَنْ أحمدَ)(7) قالَ شيخُنا: يعني بهذه الصورةِ المجموعةِ، والذي صحَّ عنْ أحمدَ ثلاثةُ أحاديثَ وهي: الأول منْ هذه (8) والثالث منها (9)، والثالث حديث السائل / 265 أ / لكنْ بلفظ: ((لو صدقَ السائلُ ما أفلح
(1) انظر: تخريج أحاديث إحياء علوم الدين 1/ 55.
(2)
1/ 55 - 57.
(3)
في " الكامل في الضعفاء " 5/ 118.
(4)
المدخل إلى السنن الكبرى (324).
(5)
شعب الإيمان (1663) جميعهم من طريق الحسن بن عطية، عن أبي عاتكة طريف بن سليمان، عن أنس، به وطريف بن سليمان: منكر الحديث. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 335.
(6)
المدخل إلى السنن الكبرى (325)، وتمام كلامه:((لا أعرف له إسناداً يثبت بمثله الحديث، والله أعلم))، وقال في " شعب الإيمان ":((هذا الحديث شبه مشهور وإسناده ضعيف، وقد روي من أوجه كلها ضعيفة)).
(7)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 76.
(8)
وهو حديث: ((من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة)) وهو حديث لا أصل له. انظر: تذكرة الموضوعات: 116، واللآلئ المصنوعة 2/ 78.
(9)
وهو حديث: ((يوم نحركم يوم صومكم)) وهو حديث لا أصل له أيضاً. انظر: كشف الخفاء 2/ 540 (3263).
مَنْ ردَّه)) (1).
قولُهُ: (جَهَّلَهُ أبو حاتِمٍ)(2)، أي: جعله مجهولاً (3)، وأبو حاتم هو الرازي.
قولُهُ: (أبو حاتِمِ بن حبَّانِ)(4) أفادَ شيخُنا: أنّ لابنِ حبانَ طريقةً في التوفيقِ: وهي أنَّ الراوي إذا كان كلٌ منْ شيخهِ والراوي عنه ثقةً، ولم يكنْ حديثهُ منكراً، فهو عندهَ ثقةٌ، وإنْ كان مَجهولَ العينِ.
قولُهُ: (وأخرجهُ أبو داودَ في " سُنَنِهِ ")(5) قالَ الشيخُ في " النُّكت ": ((أمّا حديثُ الحسينِ بن عليِّ بنِ أبي طالب، فأخرجهُ أبو داودَ (6) منْ رواية يعلى ابن أبي يحيى، عنْ فاطمةَ بنتِ الحسينِ، عنْ حسينِ بنِ عليٍّ، قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((للسائلِ حقٌ وإنْ جاءَ على فرسٍ))، ورواه أحمدَ (7))) فذكره، ثمّ قال: ((ويعلى هذا،
(1) أخرجه: العقيلي في " الضعفاء الكبير " 3/ 59 من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. وقال:((ولا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم)). وانظر: التذكرة في الأحاديث المشتهرة: 31 و32، والأسرار المرفوعة: 190 (741)، وكشف الخفاء 2/ 203 (2100).
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 76.
(3)
انظر: الجرح والتعديل 9/ 369 (1304).
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 76.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 76.
(6)
في " سننه "(1665).
(7)
في " مسنده " 1/ 201. وأخرجه أيضاً: البخاري في " التاريخ الكبير " 8/ 416، وأبو يعلى (6784)، وابن خزيمة (2468)، والطبراني (2893)، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 8/ 379، والبيهقي في " السنن الكبرى " 7/ 23، وابن عبد البر في " التمهيد " 5/ 296
من طرق عن سفيان، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، به، ويعلى ضعيفٌ.
ذكره (1) ابنُ حبانَ في " الثقاتِ "(2)، وجهلّه أبو حاتمٍ (3)، وباقي رجاله ثقاتٌ.
وأمّا حديثُ عليٍّ: فأخرجهُ أبو داودَ (4) أيضاً منْ روايةِ زهيرٍ، عنْ شيخٍ، قالَ: رأيتُ سفيانَ عندهُ، عَنْ فاطمةَ بنتِ حسينٍ، عنْ أبيها، عنْ عليٍّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثله.
وأمّا حديثُ ابنِ عبّاسِ رضي الله عنهما، فرواهُ [ابن](5) عدي في " الكامل "(6) مِنْ روايةِ إبراهيمَ بن يزيدَ، عنْ سليمانَ الأحولِ، عنْ طاووسٍ، عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، مثله، أوردَهُ في ترجمةِ إبراهيمَ بنِ عبد السلامِ المكيِّ المخزوميِّ (7) رواية عنْ إبراهيمَ بنِ يزيد، سرقه هو ممّن معروفٌ به. قال:((وإبراهيمُ بنُ عبد السلامِ في جملةِ الضعفاءِ المجهولين)).
وأمَّا حديث الهرمّاسِ بنِ زياد (8)، فرواه الطبرانيُّ (9) مِنْ رواية عثمانَ بنِ فائد، عنْ عكرمةَ بنِ عمار، عنِ الهرمّاسِ بنِ زياد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره،
(1) في (ف): ((ذكر))، والمثبت من " التقييد والإيضاح ".
(2)
الثقات 7/ 652.
(3)
الجرح والتعديل 9/ 369 (1304).
(4)
في " سننه "(1666).
وأخرجه: البيهقي 7/ 23، والقضاعي في " مسند الشهاب "(285) من طريق زهير بن معاوية، به.
(5)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " التقييد والإيضاح ".
(6)
الكامل في الضعفاء 1/ 420.
(7)
ترجمته في الكامل 1/ 419.
(8)
في (ف): ((زيادة))، والصواب ما أثبته.
(9)
في "المعجم الكبير" 22/ (535)، وقال الهيثمي بعد أن أورده في " مجمع الزوائد " 3/ 101:((رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط "، وفيه عثمان بن فائد وهو ضعيف)).
عثمانُ بن فائدَ ضعّفهُ ابنُ معينِ، والبخاريُّ، وابنُ حبانَ، وغيرُهم (1).
وأمّا الحديثانِ الآخرانِ، فلا أصلَ لهما، قالَ ابنُ الجوزيِّ في " الموضوعات " (2):((ويذكرُ العوامُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: مَنْ بَشْرني بخروجِ آذار بشرتهُ بالجنَّة، قالَ أحمدُ بنُ حَنبل: لا أصلَ لهذا، وروى الطبراني مِنْ روايةَ أبي شيبةَ القاضي، عَنْ آدمَ بن علي / 265 ب / عن (3) عبدِ الله بن عمرَ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما هلك (4) قومٌ إلا في آذارَ، ولا تقومُ الساعةُ إلا في آذار (5). أبو شيبةَ قاضي واسط اسمهُ إبراهيمُ بنُ عثمانَ - وهو جد أبي بكر بنِ أبي شَيبة - كذَّبهُ شعبةُ، وقالَ ابنُ معينِ: ليسَ بثقةٍ، وبالجملةِ فهو متفقٌ على ضعفه)) (6).
وروى الإمامُ أبو بكر محمدُ بنُ رمضانَ الزيات في كتابٍ لهُ، فيه أخبارٌ عنْ مالكٍ، والشافعي، وابنِ وهبٍ، وابنِ عبدِ الحكمِ قالَ: قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ - هو ابنُ عبدِ الحكمِ - في الحديثِ الذي روي عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((يومُ صومِكم يومُ نحرِكم)) قالَ: هذا مِنْ حديث الكذَّابين (7))) (8).
قولُهُ: (عَنْ آبائِهِم دِنْيَةً)(9) بكسرِ الدالِ وسكونِ النُّون، من الدنو: وهو القربُ، ونصبهُ على الحالِ من الآباء، أي: حالَ كونِ الآباء أدنين، أي: آبائِهم
(1) انظر: المجروحين لابن حبان 2/ 100، وميزان الاعتدال 3/ 51 (5552).
(2)
انظر: الموضوعات 2/ 74.
(3)
في (ف): ((بن))، والصواب ما أثبته من " التقييد والإيضاح ".
(4)
في (ف): ((هكذا))، والمثبت من " التقييد والإيضاح ".
(5)
ذكره ابن ماكولا في " الإكمال "5/ 22 - 23، وقال:((والحديث على مذهبهم منكر جداً)).
(6)
انظر: ميزان الاعتدال 1/ 47 (145).
(7)
انظر: كشف الخفاء 2/ 540 (3263).
(8)
التقييد والإيضاح: 263 - 265.
(9)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 76.
الأقربينَ حقيقةً، وهم الذينَ ولدوهم مِنْ غيرِ واسطةٍ وليسَ المرادُ بالأبوة المجازَ الذي يراد بهِ الولادةُ بواسطةٍ، حتى يطلقَ على الأجدادِ.
قال في " القاموس ": ((وهو ابنُ عَمِي، أو ابنُ خالِي، أو عَمَّتي، أو خالَتِي، أو ابنُ أخِي أو أُخْتِي. دِنْيَةً ودِنْياً ودُنْيا ودنياتها)) (1) وقال: في مادةِ لحح: ((وهو ابنْ عَمِّي لَحّاً، وابنُ عمٍّ لَحٍّ: لاصِقُ النَّسَبِ، فإِنْ لَم يَكُن لحّاً وكانَ رجُلاً مِنَ العَشيرَةِ. قُلْتَ: ابنُ عَمّي الكَلالَةِ، وابنُ عَمٍّ كَلالَةٌ)) (2)، وهذا الذي ذكرَ في الفرقِ بينَ الشهرةِ في المتنِ، والشهرة في السندِ مرجعهُ إلى التفرقةِ بينَ الشهرةِ اللغويةِ والاصطلاحيةِ التي هي شهرةٌ مخصوصةٌ، وإليهِ الإشارةُ فيما يأتي في شرحِ الأبياتِ الآتيةِ من الفرقِ بينَ الشهرةِ عندَ أهلِ الحديثِ، والشهرة عندَ غيرِهم.
قولُهُ: (فإِنَّها مَنَاكيرٌ)(3) هو موافقٌ لما تقدمَ، عنِ البرديجي: أنَّ المنكرَ: هو الفردُ (4)، وكذا قول مالكٍ أنَّه: شرّ العلم (5)، والمرادُ (6) بكونهِ منكراً وشراً: أنَّ صاحبَه يتهمُ ويفتشُ عليهِ في سماعهِ له وحدهُ، وربّما جُرِحَ بسببهِ، فكان شرّاً عليه قلتُ: وكانَ بعضُ مشايخِنا يوصي أنْ لا يسمعَ أحدٌ شيئاً وحدَه، وينقل أنَّ المشايخَ كانوا يحثونَ
(1) القاموس المحيط مادة (دنا).
(2)
القاموس المحيط مادة (لحح).
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 77، وهو من كلام أحمد بن حنبل. انظر: الكامل في الضعفاء 1/ 111.
(4)
انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 169.
(5)
أخرجه عنه الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي ": 295 (1303).
(6)
قبل هذا في (ف): ((والمراد: أنه شر العلم))، ولعل العبارة تكررت سهواً من الناسخ، والله أعلم.
/ 266 أ / على ذلكَ، ولا شكَ أنَّ هذا ملحظُهم، وقولُ عبدِ الرزاقِ (1) يكادُ يصرحُ بهِ، لأنَّ معناهُ: كنّا نراهُ خيراً مِنْ حيث إنَّ صاحبهُ ينفردُ بهِ، فيقصدُ لأجلهِ، ويعظمُ شأنه، فإذا هو شرٌ باعتبارِ أنَّه يفتش عنْ حالِ صاحبهِ، ويتوقفُ فيهِ، وربّما اتهمَ.
قولُهُ: (غَرائبُ الصَحيحِ)(2) أي: الأحاديث لم يتعددْ طرقُها، ولكن رواتها ثقاتٌ.
قولُهُ: (وغرائبُ الشيوخِ)(3) هو أنْ ينفرد راوٍ عَنْ بعضِ الشيوخِ بحديثٍ، وإنْ كانَ متنهُ مشهوراً في نفسهِ، مِنْ غيرِ تلكَ الطريقِ.
قولُهُ: (غريبٌ مَتْناً وإسناداً)(4) سيأتي استيفاءُ أقسامهِ لأبي الفتحِ العمري، بالأقسامِ الخمسةِ التي تقدمت الإشارةُ إلى ذكرها عنِ ابنِ طاهرٍ (5).
قولُهُ: (مِنْ ذلِكَ الوَجهِ)(6) تتمةُ كلامِ ابنِ الصلاحِ: ((معَ أنَّ متنهُ غيرُ غريبٍ)).
قولُهُ: (عددٌ كَثيرونَ)(7) تتمة كلامهِ: ((فإنَّهُ يَصِيرُ غَريباً مَشْهُوراً، غَريباً مَتْناً، وغيرَ غَريبٍ إسناداً، لكنْ بالنَّظَرِ إلى أحدِ طَرَفَي الإسنادِ)) (8).
(1) إشارة إلى قول عبد الرزاق بن همام الصنعاني: ((كنا نرى أن غريب الحديث خير فإذا هو شر)). أخرجه: الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي ": 296 (1305).
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 77، وهذا النوع الأول من الغريب الذي قسمه الحاكم إلى ثلاثة أقسام. انظر: معرفة علوم الحديث: 94 - 95.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 77، وهو القسم الثاني من أنواع الغريب الذي قسمه الحاكم.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":375.
(5)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 2/ 77.
(6)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام ابن الصلاح.
(7)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام ابن الصلاح.
(8)
معرفة أنواع علم الحديث: 275.
قال شيخنُا: ((وليسَ هذا بصحيحٍ، ولا يخرجُ عن الغرابةِ أبداً، وأحسنُ منْ ذلكَ أنْ نمثلَ بحديثٍ لا سندَ له أصلاً، فإنَّهُ إذا انتفى سندهُ انتفى وصفهُ بالغرابةِ مِنْ بابِ الأولى))، قلتُ: ابنُ الصلاحِ لم يخرجهُ عنِ الغرابةِ، وإنَّما نظر إليهِ نظرين بالنِّسبة إلى موضعينِ، وهذا لا نزاعَ فيهِ، وربّما مثّل له بما رواهُ صحابيٌّ واحدٌ ثمّ اشتهرَ عنْ ذلكَ الصحابيِّ.
قولُهُ: (التَّصَانيفُ المشْتَهرَةُ)(1) معجمُ الطبرانيِّ الأوسطُ فيهِ كثيرٌ مِنْ ذلكَ.
قولُهُ: (وسَنداً لا مَتناً)(2) قالَ شيخُنا: ((هذا بالمقلوبِ أشبهُ، فإنّه خطأ لا شكَ فيه)).
قولُهُ: (وغريبٌ بعضَ المتنِ فَقطْ)(3) سبق في الشاذِ والمنكرِ، وزياداتِ الثقاتِ والأفراد أمثلةٌ لذلكَ، وغيرهُ منَ الغريبِ، قالَ الشيخُ في " النّكت " - بعد أنْ ذكرَ ابن سيِّد النَّاسِ لهذهِ الأقسامِ -:((ثُمَّ أشارَ إلى أنَّه [أخذ] (4) ذلكَ منْ كلامِ محمّد بنِ طاهرٍ المقدسيِّ، فإنَّه قسَّم الغريبَ والأفرادَ إلى خمسةِ أنواعٍ، خامسها: أسانيدُ ومتون ينفردُ بها أهلُ بلدٍ لا توجدُ إلا مِنْ روايتِهم، وسننٌ تفرد بالعمل بها أهلُ مصرَ، لا يعملُ بها في غيرِ مصرِهم، ثمَّ تكلَّم أبو الفتحِ على الأقسامِ التي ذكرَها ابنُ طاهرٍ إلى أنْ قالَ: وأمّا النَّوعُ /266 ب/ الخامسُ فيشملُ الغريبَ كلّه سنداً ومتناً، أو أحدَهما دونَ الآخرِ. قالَ: وقدْ ذكرَ أبو محمد بنُ أبي حاتمٍ (5) بسندٍ له: أنَّ رجلاً
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام ابن الصلاح في "معرفة أنواع علم الحديث":375.
(2)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام أبي الفتح اليعمري في "النفح الشذي"
1/ 304 - 305.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78، وهذا من كلام أبي الفتح اليعمري أيضاً.
(4)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " التقييد والإيضاح ".
(5)
في "الجرح والتعديل" 1/ 69 - 70.
سأل مالكاً عنْ تخليلِ أصابعِ الرجلينِ في الوضوءِ، فقالَ له مالكٌ: إنْ شئت خلِّلْ، وإنْ شئتَ لا تخلِّل، وكانَ عبدُ الله بنُ وهبٍ حاضراً، فعجبَ مِنْ جوابِ مالكٍ، وذكرَ لمالك في ذلكَ حديثاً بسندٍ مصريٍّ صحيحٍ، وزعمَ أنّهُ معروفٌ عندَهم، فاستفادَ مالكٌ الحديثَ. واستعادَ السائلَ، فأمرهُ بالتخليلِ، هذا أو معناهُ (1). انتهى كلامهُ.
والحديثُ المذكورُ رواهُ أبو داودَ (2)[والتِرمذي](3) منْ رواية ابن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزيدَ بنِ عَمْرٍو المُعَافري، عَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمَانِ الحُبَلي، عَن المُسْتَوْرَدِ بنِ شَدَّادٍ، قال الترمذي: حديثٌ [حسن](4) غريبٌ لا نعرفه إلا مِنْ حديثِ ابنِ لهيعةَ (5). انتهى.
ولم ينفردْ بهِ ابنُ لهيعةَ، بل تابعهُ عليهِ الليثُ بنُ سعدٍ، وعمرو بنُ الحارث، كما رواهُ ابنُ أبي حاتمٍ (6)، عنْ أحمدَ بنِ عبد الرحمان ابن وهبٍ، عنْ عمّه عبدِ اللهِ
(1) النفح الشذي 1/ 312 - 313.
(2)
في " سننه "(148).
(3)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " التقييد والإيضاح ". والحديث في " الجامع الكبير " (40). وأخرجه أيضاً: أحمد 4/ 229، وابن ماجه (446)، والبزار في " البحر الزخار "(3464)، والطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 36، والطبراني في " الكبير "
20/ (728)، والبيهقي 1/ 76، والبغوي (214) من طرق عن عبد الله بن لهيعة.
(4)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " الجامع الكبير " و" التقييد والإيضاح ".
(5)
الجامع الكبير عقب (40).
(6)
في " الجرح والتعديل " 1/ 69 - 70.
وأخرجه: أبو بشر الدولابي كما في " التلخيص الحبير " 1/ 289، والدارقطني في " غرائب مالك " كما في " التلخيص الحبير " 1/ 289، والبيهقي 1/ 76 من طريق ابن وهب، به.
ابن وهب، عنِ الثلاثةِ المذكورينَ، وصححهُ ابنُ القطّان (1)؛ لتوثيقهِ لابنِ أخي ابنِ وهبٍ، فقد زالتِ الغرابةُ عنِ الإسنادِ بمتابعةِ الليثِ، وعمرو بن الحارثَ لابنِ لهيعةَ، والمتنُ غريبٌ، والله أعلم.
ويحتمل أنْ يريدَ بكونهِ غريبَ المتنِ لا الإسنادِ: أنْ يكونَ ذلكَ الإسنادُ مشهور رجالهُ لعدهِ منَ (2) الأحاديثِ بأنْ يكونوا مشهورينَ بروايةِ بعضِهم عنْ بعضٍ، والله أعلمُ)). انتهى كلام " النُّكت "(3).
قولُهُ: (ولَم يَذكرْ لهُ)(4)، أي: ما هو غريبٌ متناً لا سنداً مثالاً؛ وذلك لأنَّه لا يوجدُ، وإنّما ذكره؛ لأنَّ القسمة اقتضتهُ، فرجعَ الأمرُ في ذلكَ إلى ما قالَ ابنُ الصلاحِ، وعلم أنَّ ردَّ الشيخِ عليهِ بهذا دعوى بلا دليلٍ، لكنِ الذي تقدمَ عنِ " النُّكت " آنفاً دليله.
قولُهُ: (زيدِ بنِ أَسْلمَ بوجهٍ)(5)، أي: إنّما هو محفوظٌ مِنْ روايةِ يحيى بنِ سعيدِ، فانقلبَ.
قولُهُ: (أخطأَ فيهِ الثِّقةُ)(6)، أي: عبد المجيد ((عنِ الثقة))، أي: مالك.
(1) في " بيان الوهم والإيهام " 5/ 264.
(2)
الذي في المخطوط عبارة غير واضحة، والذي في التقييد:((مشهوراً جادة لعده)) ولا يستقيم بها السياق، ولعل الصواب ما أثبته.
(3)
التقييد والإيضاح: 273 - 274.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 78.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 79، وهذا من كلام الخليلي في "الإرشاد" 1/ 167.
(6)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 79.
والحديث أخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء " 6/ 342، والقضاعي في " مسند الشهاب "(1173) من طريق نوح بن حبيب، عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((إنما الأعمال بالنية)).
وانظر: علل ابن أبي حاتم 1/ 131، وعلل الدارقطني 2/ 193، ونصب الراية 1/ 302.
قولُهُ في قولهِ: (كَذَلِكَ الْمَشْهُوْرُ)(1) جعلَ الشيءَ في شرحهِ الإشارة عائدةً إلى المشهور لما تقدمَ منْ تقسيمهِ، والأحسنُ أنَّها تكونُ للغريبِ، ويكونُ المعنى: أنّه كما إنَّ الغريبَ ينقسمُ إلى ما غرابتهُ مطلقةً، وإلى ما غرابتهُ مِنْ جِهة إسناده / 267 أ /، كذلك المشهور ينقسمُ إلى ذي شهرةٍ مطلقةٍ، بأنْ يكونَ مشهوراً عندَ المحدّثينَ بحسبِ اصطلاحِهم، وعندَ غيرِهم بحسبِ اللغةِ مِنْ جهةِ كثرةِ جريهِ على الألْسُنِ، ودورانهِ بينَ النَّاسِ، وإلى المشهورِ مقصورٌ شهرتهُ على المحدّثينَ أنْ يكونَ مشهوراً عندَهم بحسبِ اصطلاحِهم، ولا يكونُ مستفيضاً عند عامّةِ النَّاسِ.
قولُهُ: (والمَقْصُوْرِ)(2)، أي: وإلى المقصورِ في معرفةِ شهرتهِ على المحدّثينَ، فكأنَّ قائلاً قال: ما مثاله فبينَهُ بقولهِ: منْ أيِّ الذي هو مشهورُ فنونهِ، ويجوز أنْ يكون مِنْ صلة للقصورِ، وتكونُ فنونهُ بدلاً منه.
قولُهُ: (وَمِنْهُ)، أي: المشهور (ذُوْ تَوَاتُرٍ)(3) فقدْ جعلَ الشيخُ تبعاً لابنِ الصلاح المشهور أعمّ، والأحسنُ: ما مشى عليهِ شيخُنا - حافظُ العصرِ - في
" نخبته "(4)، منْ تخصيصِ كلٍّ باسمٍ، لتكونَ الأقسامُ متباينةً، فالمشهورُ: ما زادتْ رواتهُ على اثنينِ، وقصرَ عنِ التواترِ بفقدِ شرطٍ، والمتواترُ: ما حازَ
الشروطَ، ولا يسمّى مشهوراً.
وقولُهُ: (مُسْتَقراً)(5) بيانٌ لبعضِ شروطِ المتواترِ، وهي أنْ يكونَ العددُ مستقراً، أي: متتبعاً في جميعِ طبقاتهِ منْ أولِ سندهِ إلى آخرهِ (6).
(1) التبصرة والتذكرة (752).
(2)
التبصرة والتذكرة (753).
(3)
التبصرة والتذكرة (754).
(4)
انظر: نزهة النظر في شرح نخبة الفكر: 22 - 27.
(5)
التبصرة والتذكرة (754).
(6)
قال ابن حجر في "نزهة النظر": 24: ((فإذا جمع هذه الشروط الأربعة وهي: =
قولُهُ: (لَلْعَشَرَة)(1) هي لامُ الابتداءِ التي تلحقُ الخبرَ، فالاسمُ هنا ضميرُ الشأنِ، لكن هذه اللام تقتضي كسرَ إنَّ، وبالجر تقتضي فتحَها، فلو قالَ: بأنَّه ممّن رواه العشرةُ، أو قالَ: وانتسبَ إلى روايةِ الصحابِ العشرةِ كانَ أحسنَ، ويجوزُ أن تكونَ العشرةُ هي الاسمُ، ويكونُ منْ رواتهِ الجر، فيدخل لامُ الابتداءِ حينئذٍ على الاسمِ، نحو قولهِ تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} (2)، {وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ} (3) لكنْ يأْتي فيهِ ما تقدّم مِنْ أنَّه يتعاكسُ مقتضى الباءِ واللام في كسرِ إنَّ وفتحِها.
قولُهُ: (وَخُصَّ بِالأَمْرَيْنِ)(4)، أي: كونه رواهُ هذا العدد، وكون العشرةِ رضي الله عنهم مِنْهم.
قولُهُ: (قُلْتُ: بَلَى)(5) عبارتُهُ ترشدُ إلى محذوفٍ تقديره: وخُصَّ هذا الحديثُ بالأمرينِ، وهما: كونُ رواتِهِ زادَ على ستينَ، وكونُ العشرةِ منهم، فلم يحصلْ هذان الأمران لحديثٍ غيرهِ.
قلت: بلى، قد حصلا لحديثٍ غيرِهِ، وهو حديثُ مسحِ الخفينِ، فرواه فوق
=
1 -
عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب.
2 -
رووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء.
3 -
وكان مستند انتهائهم الحس.
4 -
وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه.
فهذا هو المتواتر)).
(1)
التبصرة والتذكرة (756).
(2)
آل عمران: 13.
(3)
القلم: 3.
(4)
التبصرة والتذكرة (756).
(5)
التبصرة والتذكرة (757).
ستين، منهم العشرةُ (1).
قولُهُ: (عَشْرَتِهِم)(2) لو قالَ بدله: رفع اليد العشر وعدا نسبا.
كان أحسن، وجاز التذكير / 267 ب / في العشر لحذف المميز.
قولُهُ في شرحِهِ: (كَحديثِ: المسلمُ)(3) رواهُ الشيخانِ (4) عنْ عبدِ اللهِ ابنِ عمرو، ورواه أحمد بنُ منيعٍ، عنْ جابرٍ (5).
(1) نقل عن الحسن البصري أنه قال: ((حدثني سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين))، وذكر ابن عبد البر أنه من المتواتر، فقال:((روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين نحو أربعين من الصحابة واستفاض وتواتر)).
انظر: التمهيد لابن عبد البر 11/ 137، والمجموع شرح المهذب 1/ 267، وشرح التبصرة والتذكرة 2/ 82 - 83.
(2)
التبصرة والتذكرة (758).
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 80.
(4)
البخاري في " صحيحه " 1/ 9 (10) و8/ 127 (6484) من طريق عامر بن شراحيل الشعبي، ومسلم في " صحيحه " 1/ 47 (40)(64) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير كلاهما (الشعبي وأبو الخير) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
وأخرجه أيضاً: أحمد 2/ 163 و187 و192 و193 و194 و195 و202 و205 و206 و209 و212 و215 و224، والدارمي (2719)، وأبو داود (2481)، والنسائي 8/ 105 وفي " الكبرى "، له (8701) من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
(5)
حديث جابر في " صحيح مسلم " 1/ 48 (41)(65).
وأخرجه أيضاً: ابن ماجه (1421) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، به.
وأخرجه: أحمد 3/ 391، وعبد بن حميد (1060) من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، به مطولاً.
وأخرجه: أحمد 3/ 372، والدارمي (2715) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، به.
قالَ شيخُنا في تخريجِ أحاديثِ الفردوسِ: وفي البابِ: عنْ أبي موسى (1)، ومعاذٍ (2)، وعمرو بنِ عبسةَ (3)، وأبي هريرة (4)، وأنسٍ (5)، والنّعمانِ بنِ بشيرٍ، وفضالةَ بنِ عبيدٍ (6)، وبلالٍ (7)، رضي الله عنهم.
(1) أخرجه: البخاري 1/ 10 (11)، ومسلم 1/ 48 (42)(66)، والترمذي (2504) و (2628)، والنسائي 8/ 106 - 107 من حديث أبي موسى.
(2)
أخرجه: أحمد 3/ 440، والطبراني في " المعجم الكبير " 20 / (444) من طريق زبان، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، به وإسناده ضعيف؛ لضعف زبان بن فائد.
(3)
أخرجه: معمر في " جامعه "(20107)، وأحمد 4/ 114، وعبد بن حميد (301) من طريق معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، به.
وأخرجه: أحمد 4/ 385، وعبد بن حميد (300) من طريق حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، به.
(4)
أخرجه: أحمد 2/ 379، والترمذي (2627)، والنسائي 8/ 104 - 105، وابن حبان (180)، والحاكم 1/ 10، قال الترمذي:((حسن صحيح)).
(5)
أخرجه: أحمد 3/ 154، وابن أبي الدنيا في " الصمت وأدب اللسان "(28)، والبزار كما في " كشف الأستار "(21)، وأبو يعلى (4187)، وابن حبان (510)، والحاكم 1/ 11، والقضاعي في " مسند الشهاب "(874) من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، ويونس بن عبيد، وحميد (مقرونين)، عن أنس بن مالك، به.
في رواية الحاكم لم يذكر: ((علي بن زيد)).
وأخرجه: أبو يعلى (3909) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.
(6)
أخرجه: ابن المبارك في " الزهد "(826)، وأحمد 6/ 21 و22، والبزار في " البحر الزخار "(3752)، ويعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " 1/ 341، وابن حبان (4862)، والطبراني في " الكبير " 18/ (796)، وابن منده في " الإيمان "(315)، والحاكم 1/ 10، والبيهقي في " شعب الإيمان "(11133)، والبغوي في " شرح السنة "(14) من طريق أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد.
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/ 56: ((إسناده حسن إن شاء الله)).
(7)
أخرجه: الطبراني كما في " مجمع الزوائد " 1/ 256، والحاكم 3/ 517.
قال الهيثمي: ((رجاله موثوقون)).
قولُهُ: (كَحديثِ أنسٍ)(1) عبارةُ ابنِ الصَّلاحِ: ((كالذي رُوِّيْناهُ عَنْ مُحمّدِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ، عَنْ سليمانَ .. )) فذكره، ثمَّ قال: ((ولهُ رواةٌ عَنْ أَنَسٍ غَيرُ أَبي مجْلَز، ورواةٌ عَنْ أَبي مِجْلَزٍ غيرُ التَّيْمِيِّ، ورواةٌ عَنِ التَّيمِيِّ غيرُ الأَنصاريِّ، ولا يَعلمُ ذَلِكَ إلا أهلُ الصَّنْعَةِ، وأمَّا غيرُهُمْ: فَقَدْ يَستغربونَهُ
…
)) (2) إلى آخرِ ما في الشرحِ بنحوِهِ.
قولُهُ: (وأهلُ الحَديثِ لا يَذْكرُونَهُ)(3) ساقَ المصنِّفُ في " النُّكت " عبارةَ ابنِ الصَّلاحِ، ونكتَ عليهِ، وأجابَ عنهُ، فقال:((قَولُه: ومِنَ المشْهُورِ المتواتر الذي يَذْكُرُهُ أَهلُ الفقهِ وأُصُولِهِ، وأَهلُ الحَديثِ لا يَذْكرُونَهُ باسْمِهِ الخاصِّ المُشْعِرِ بِمَعْناهُ الخاصِّ، وإنْ كانَ الحافِظُ الخطيبُ قدْ ذَكَرَهُ (4)، ففي كَلامِهِ ما يُشْعِرُ بأنَّهُ اتَّبَعَ فيهِ غيرَ أهلِ الحديثِ، ولَعَلَّ ذَلِكَ؛ لِكَوْنِه لا تَشْمَلُهُ صناعَتُهُم، ولا يكادُ يوجَدُ في رواياتِهِم، فإنَّهُ عبارةٌ عَن الخَبرِ الذي نَقله مَنْ يَحْصُلُ العِلْمُ بصِدْقِهِ ضَرُورةً، ولا بُدَّ في إسنادِهِ مِن اسْتِمرارِ هذا الشَّرْطِ في رُواتهِ، مِنْ أوَّلِهِ إلى مُنْتَهاهُ (5). انتهى.
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 80.
وأخرجه: أبو يعلى (3909) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.
(2)
معرفة أنواع علم الحديث: 371 - 372.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 81، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":372.
(4)
في " الكفاية ": 16. إذ قال: ((فأما خبر التواتر: فهو ما يخبر به القوم الذين يبلغ عددهم حداً يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة: أن اتفاق الكذب منهم محال، وأن التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر، وأنَّ ما أخبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله، وأنَّ أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية إلى الكذب منتفية عنهم، فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقهم، وأوجب وقوع العلم ضرورة)).
(5)
معرفة أنواع علم الحديث: 372.
وقد اعترض عليه بأنَّهُ قَد ذَكَره أبو عبد الله الحاكم، وأبو مُحمّدِ بن حزم (1)، وأبو عمر بنُ عبد البَرّ، وغيرُهم منْ أهلِ الحديثِ، والجوابُ عنِ المُصنفِ: أنَّهُ إِنّما نفى عَنْ أَهلِ الحديثِ ذَكره باسمهِ الخاصِّ المُشعِر بِمعناه الخاصِّ، وهؤلاءِ المذكورونَ لم يَقع في كَلامِهم التعبيرُ عنهُ بِما فسَّره بهِ الأُصوليونَ، وإنَّما يقعُ في كَلامِهم أنَّهُ تواترَ عنهُ صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، أو أنَّ الحديثَ الفلانيَّ متواترٌ، وكقول ابنِ عبد البَرِّ في حديثِ المسحِ على الخفينِ: أنَّه ((استفاضَ وتواترَ)) (2)، وقَد يريدونَ بالتواترِ: الاشتهارَ لا المعنى الذي فسَّرهُ بهِ الأُصوليونَ، واللهُ أَعلم)) (3) ومعنى ((لا تشملهُ صناعتُهم)): أَنَّ البحثَ فيها عمّا يُقبل ويُرد مِنْ جهةِ راويه، والمتواترُ مقطوعٌ بقبولِهِ غير مبحوث عنْ رواتِهِ مِنْ جهةِ روايتهِم (4) / 268 أ / فسق، ولا غيره إذا أمنَ تواطؤهم منهم، ولا كفره.
قولُهُ: (غيرَ أَهلِ الحَديثِ)(5) أفادَ شيخُنا أنَّه نقله عَنْ أبي بَكر الباقلاني، وغيرِهِ من التنكيت عليها، وعبارةُ ابنِ الصَّلاحِ ساقَها الشيخُ في " النُّكتِ "(6)، وذكر ما يحتاجُ إليهِ.
قولُهُ: (ذَكَرهُ الحَاكمُ)(7) لم يبينْ أنَّهم ذكروهُ على طريق المحدّثينِ أو الأُصوليين، وقد تبينَ لكَ مِنْ كلامِ " النُّكت " المرادُ، وابنُ حزمٍ بعدِّهِ في الأُصوليينَ
(1) إذ قال في " الإحكام " 1/ 104: ((خبر تواتر: وهو ما نقله كافة، عن كافة حتى يبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم)).
(2)
انظر: التمهيد 11/ 137.
(3)
التقييد والإيضاح: 265 - 266.
(4)
في (ف): ((رواتهم))، والمثبت أصوب، والله أعلم.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 81، وهو من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":372.
(6)
التقييد والإيضاح: 266.
(7)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 81.
أولى منْ عدِّهِ في المحدّثينَ، فذكرهُ معَ الحاكمِ، وابن عبد البَرّ جيّد.
قولُهُ: (أعياهُ تَطَلُّبُهُ)(1) قالَ شيخُنا: قولُهُ هذا بناءً على إيجابهِ اعتبار الإسنادِ منّا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسدُهُ بابَ التصحيحِ في هذا الزمانِ كذلكَ؛ لأجلِ طولِ الأسانيد، وتعذّر الاطلاعِ على التراجم حقّ الاطلاعِ (2)، وهذا غيرُ مسلّمٍ في الكتبِ المشهورةِ النسبةِ إلى مصنفيها المشهورينَ، فإنَّ شهرتَها أغنتْ عن اعتبارِ السندِ منَّا إليهم، ومَتى نظرنا إلى الأحاديثِ باعتبارِ أسانيدِهم فقط، ولم نلتفتْ إلى خصوصِ الإسنادِ الموصلِ لنا إلى ذلكَ الكتابِ، وحدُّ المتواترِ فيها بكثرةٍ، فقال (3):((قَوله: ومَنْ سُئِلَ عَنْ إِبْرَازِ مِثالٍ لِذَلِكَ فيما يُرْوى مِنَ الحديثِ أعياهُ تَطَلُّبُهُ، وحديث ((إنَّمَا الأَعْمالُ بالنِّيَّاتِ)) ليسَ مِنْ ذَلِكَ بِسبيلٍ، وإنْ نَقَلَهُ عَدَدُ التَّواتُرِ وزِيادةٌ؛ لأنَّ ذَلِكَ طَرَأَ عليهِ في وَسَطِ إسنادِهِ، ولَمْ يُوجَدْ في أوائِلِهِ عَلَى ما سَبَقَ ذِكْرُهُ، نَعَم حديثُ)) ثمّ ذكرَ بقيةَ كلامِهِ كما في الشرحِ سواء، إلى أنْ قالَ: ((وفيه أُمورٌ: الأول: أَنَّه قد اعترضَ عليه بأنّ حديثَ الأعمالِ ذكر ابن منده أَنَّ جماعة من الصحابة يرووه، فبلغوا العشرين، قلت: لم يبلغ بهم ابن منده هذا العددَ، وإنّما بلغَ بهم ثمانيةً عشرَ فقط، فذكرَ مجردَ أسمائهم مِنْ غيرِ روايةٍ لشيءٍ منها، ولا عزو لمن رواهُ، وليسَ هو أبا
عبدِ اللهِ محمّد بن إسحاقَ بن منده، وإنّما هو [ابنُهُ](4) أبو القاسم عبدُ الرحمان (5)
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 81، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":373.
(2)
وقد تقدم لي أكثر من مرة أنَّ ابن الصلاح لم يرد غلق باب التصحيح والتضعيف إنما أراد صعوبة الأمر والتشديد والتعسير في قضية الحكم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً، لما يترتب على ذلك من تبعات أمام الله عزوجل.
(3)
أي: العراقي، وكلامه في " التقييد والإيضاح":266.
(4)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " التقييد والإيضاح ".
(5)
وهو الشيخ الإمام المحدّث الكبير عبد الرحمان بن الحافظ الكبير محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي، أبو القاسم الأصبهاني، كان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء، توفي سنة (470 هـ). انظر: الكامل في التاريخ 10/ 108، وسير أعلام النبلاء 18/ 349.
ذكرَ ذلك في كتابٍ لهُ سمّاه " المستخرج من كتب النَّاس للتذكرة "، فقالَ: وممّنْ رواهُ عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غيرُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليُّ بنُ أبي طالب، وسعدُ بنُ أبي وقاص، وأبو سعيدٍ / 268 ب / الخدريُّ، وعبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، وعبدُ الله بنُ عمر، وعبد اللهِ بنُ عباس، وأنسُ بنُ مالك، وأبو هريرةَ، ومُعاوية بنُ أبي سفيانَ، وعتبةُ بنُ عبدٍ السُّلميُّ، وهلالُ بنُ سويدٍ، وعبادةُ بنُ الصامتِ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ، وعقْبةُ بنُ عامر، وأبو ذرٍّ الغفاريُّ، وعتبةُ بنُ بَنْدر، وعتبةُ بنُ مسلمٍ رضي الله عنهم، هكذا عدّ سبعةَ عشرَ غيرَ عمرَ رضي الله عنه.
قلت: وفي المذكورينَ اثنانِ ليستْ لهما صُحبةٌ، وهما هلالُ بنُ سويدٍ وعتبةُ ابنُ مسلم، وقَد ذكرهما ابنُ حبانَ في ثقاتِ التابعين (1)، فَتبقى منهم خمسةَ عشرَ غيرُ عمرَ رضي الله عنه وبلغني أنَّ الحافظَ أبا الحجاجِ المزيَّ سُئلَ عن كلام ابنْ منده هكذا، فأنكرهُ، واستبعدهُ، وقد تتبعتُ أحاديثَ المذكورينَ، فوجدت أكثرها في مطلقِ النِّيةِ لا بلفظ:((إنَّما الأعمال))، وفيها ما هو بهذا اللفظ، وقد رأيتُ عزوها لمن خرَّجها لتستفادَ، فحديثُ عليِّ بنِ أبي طالبِ رضي الله عنه رواه ابنُ الأشعثِ في " سننه "، والحافظ أبو بكر بن ياسر الجياني في " الأربعين العلوية " من طريقِ أهلِ البيتِ بلفظِ:((الأعمالُ بالنيةِ)) وفي إسنادهِ من لا يُعرف.
وحديثُ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كأنَّه أرادَ بهِ قوله صلى الله عليه وسلم لسعدٍ: ((إنَّك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللهِ، إلا أجرتَ فيها
…
)) الحديثَ رواهُ الأئمةُ الستةُ (2).
(1) الثقات لابن حبان 5/ 250 و505.
(2)
الحديث في "صحيح البخاري" 1/ 22 (56) و2/ 103 (1295) و4/ 3 (2742) و5/ 87 (3936) و5/ 225 (4409) و7/ 80 (5354) و7/ 155 (5668) و8/ 99 (6373) و8/ 187 (6733)، و" صحيح مسلم " 5/ 71 (1628)(5) و5/ 72 (1628)(8) و (9)، و"سنن أبي داود"(2864)، و" سنن ابن ماجه "(2708)، و"الجامع الكبير" الترمذي (2116)، و"سنن النسائي" 6/ 241 و242 و243.
وحديثُ أبي سعيدِ الخدريِّ رضي الله عنه، رواهُ الدارقطنيُّ في " غرائبِ حديثِ مالك "، والخطابيُّ في معالمِ السننِ بلفظِ حديثِ عمرَ رضي الله عنه (1).
وحديثُ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، رواهُ الطبرانيُّ في " المعجم الكبيرِ "(2) في قصةِ مهاجرِ أمِّ قيسٍ، وهو حديثٌ غريبٌ، ورجالُهُ ثقاتٌ (3). ولأحمدَ في " مسنده " (4) منْ حديثِهِ:((إنَّ أكثرَ شهداءِ أمتي لأصحابُ الفرشِ، وربَّ قتيلٍ بينَ الصفينِ، والله أعلم بنيتِهِ)).
وحديثُ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه اتفقَ عليهِ الشيخَان (5) بلفظِ: ((لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جهادٌ ونيةٌ)). وحديثُ أنسِ بنِ مالك رواهُ البيهقيُّ في سننهِ (6)
(1) أخرجه: ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 65/ 179.
(2)
المعجم الكبير (8540) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، به.
(3)
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 2/ 101: ((رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح)).
(4)
مسند الإمام أحمد 1/ 397 من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إبراهيم بن عبيد: أنَّ أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود حدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 5/ 302 وقال: ((رواه أحمد هكذا، ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل ورجاله ثقات)).
(5)
الحديث في "صحيح البخاري" 2/ 180 (1587) و3/ 18 (1834) و4/ 17 (2783) و4/ 28 (2825) و4/ 92 (3077) و4/ 127 (3189)، و" صحيح مسلم " 4/ 109 (1353)(445) و6/ 28 (1353)(85).
وأخرجه: أبو داود (2018) و (2480)، والترمذي (1590)، والنسائي 5/ 203 و7/ 146.
(6)
سنن البيهقي الكبرى 1/ 41 من طريق عبد الله بن المثنى الأنصاري، قال: حدثني بعض أهل بيتي، عن أنس بن مالك، به.
/ 269 أ / بلفظِ: ((لا عملَ لمنْ لا نيةَ لهُ))، وفي إسنادهِ منْ لم يسمَّ، وقد رواهُ ابنُ عساكرَ في جزءٍ من أماليهِ، بلفظِ حديثِ عمرَ منْ روايةِ يحيى بنِ سعيدٍ، عنْ محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن أنس رضي الله عنه، وقالَ: غريبٌ جداً، والمحفوظُ حديثُ عمر رضي الله عنه، وروينا في " مسندِ الشهابِ " للقضاعي، منْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه:((نيةُ المؤمنِ خيرٌ من عملهِ)) (1) وحديثُ أبي هريرةَ رضي الله عنه: ((إنَّما يبعثُ الناسُ على نياتِهم)) (2).
وحديثُ معاويةَ رضي الله عنه رواه ابن ماجه (3) بلفظ: ((إنَّما الأعمالُ كالوعاءِ إذا طابَ أسفلُهُ طابَ أعلاه)).
وحديثُ عبادةَ بنِ الصامت رضي الله عنه رواهُ النَّسائيُّ (4) بلفظِ: ((منَ غزا في سبيلِ اللهِ وهوَ لا ينوي إلا عقالاً، فلهُ ما نَوى)).
وحديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما رواهُ ابنُ ماجه (5) بلفظِ: ((يحشرُ الناسُ على نياتِهم)).
وحديثُ عقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه رواهُ أصحابُ السُّننِ (6) بلفظِ: ((إنَّ اللهَ يُدخلُ بالسهمِ الواحدِ ثلاثةً الجنةَ)) فذكَرهُ، وفيه:((وصانعهُ يحتسبُ في صنعتهِ الأجرَ)).
وحديثُ أبي ذرٍ رضي الله عنه رواهُ النَّسائيُّ (7) بلفظِ: ((من أتى فراشَهُ وهو ينوي أنْ يقوم يُصلي منَ الليلِ فغلبتهُ عينهُ حتى يصبحَ كتبَ لهُ ما نوى)).
(1) مسند الشهاب للقضاعي (147).
(2)
مسند الشهاب للقضاعي (578).
(3)
في سننه (4199).
(4)
في " المجتبى " 6/ 24.
(5)
في " سننه "(4230).
(6)
الحديث في " سنن أبي داود "(2513)، و" سنن ابن ماجه "(2811)، و" الجامع الكبير " للترمذي (1637)، و" المجتبى " للنسائي 6/ 28 و222.
(7)
في " المجتبى " 3/ 258 موقوفاً.
قلتُ: وفي البابِ أيضاً مما لم يذكرهُ ابنُ منده، عَنْ أبي الدرداءِ، وسهلِ بنِ سعدٍ، والنَّواس بنِ سَمعانَ، وأبي موسى الأشعريِّ، وصهيبِ بنِ سنانِ، وأبي أمامةَ الباهلي، وزيدِ بنِ ثابت، ورافعِ بنِ خديج، وصفوانَ بنِ أمية، وغزيةَ بنِ الحارثِ، أو الحارثِ بنِ غزيةَ، وعائشةَ، وأم سلمةَ، وأم حبيبةَ، وصفيةَ بنتِ حُيي رضي الله عنهم أجمعين - فحديثُ أبي الدرداءِ رضي الله عنه رواهُ النَّسائيُّ (1)، وابن ماجه (2) بلفظِ حديث أبي ذر المتقدم ذكره.
وحديثُ سهلِ بنِ سعد رواهُ الطبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " بلفظِ (3): ((نيةُ المؤمنِ خيرٌ منْ عملهِ، وعملُ المنافقِ خيرٌ من نيتهِ، وكلٌّ يعملُ على نيتهِ)).
وحديثُ النَّواسِ بنِ سَمعانَ رضي الله عنه رواهُ الطبرانيُّ أيضاً بلفظِ: ((نيةُ المؤمنِ خيرٌ منْ عملهِ)) (4).
وحديثُ أبي موسى رضي الله عنه رواه أبو مَنْصور / 269 ب / الديلمي في " مسندِ الفردوسِ "(5) بهذا اللفظ.
وحديثُ صهيب رضي الله عنه رواهُ الطبرانيُّ في " الكبير "(6) بلفظِ: ((أيّما رجلٍ تزوجَ امرأةً [فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئاً مات يوم يموت وهو زانٍ، وأيما رجل اشترى من رجلٍ بيعاً] (7) فنوى أنْ لا يعطيه من ثمنهِ شيئاً ماتَ يومَ يموتُ،
(1) في " المجتبى " 3/ 258.
(2)
في " سننه "(1344).
(3)
المعجم الكبير (5942).
(4)
أخرجه: القضاعي في "مسند الشهاب"(148)، ولم أقف عليه في "معجم الطبراني الكبير".
(5)
الفردوس بمأثور الخطاب (6843).
(6)
المعجم الكبير (7302) من طريق عمرو بن دينار وكيل الزبير بن شعيب، عن ابني صهيب، عن صهيب، به. قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 4/ 131:((رواه الطبراني في " الكبير "، وعمرو بن دينار هذا متروك)).
(7)
ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " المعجم الكبير " و" التقييد والإيضاح ". .
وهو خائنٌ)).
وحديثُ أبي أمامةَ رضي الله عنه رواهُ الطبرانيُّ في "الكبير "(1) بلفظِ: ((من أدانَ ديناً وهو ينوي أنْ يؤديه، أداهُ اللهُ عنهُ يومَ القيامةِ، ومنْ أدانَ ديناً وهو ينوي أنْ لا يؤديه
…
)) الحديثَ.
وحديثُ زيدِ بن ثابت، ورافعِ بنِ خديجٍ رضي الله عنهما رواه أحمدُ في " مسندهِ " (2) في قصةٍ لحديثِ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بحديثِ:((لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جهادٌ ونيةٌ)) وقولُ مروانَ لهُ: كذبتَ، وعندهُ زيدُ بنُ ثابت، ورافعُ ابنُ خديجٍ معهُ على السريرِ وأنَّ أبا سعيدٍ، قالَ: لو شاءَ هذانِ لحدثاكَ، فقالا: صدق.
وحديثُ غزيةَ بن الحارثِ رواه الطبرانيُّ في " الكبير "(3) بلفظِ: ((لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، إنَّما هي ثلاثٌ: الجهادُ والنيةُ والحشرُ)).
وحديثُ عائشةَ رضي الله عنها رواهُ مسلمٌ (4) في قصةِ الجيشِ الذي يخسفُ بهم، وفيه:((يبعثهم اللهُ على نياتِهم)).
وحديثُ أم سلمةَ رضي الله عنها، رواهُ مسلمٌ (5)، وأبو داودَ (6) بلفظِ:((يبعثونَ على نياتِهم)).
(1) المعجم الكبير (7949) من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، به. قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 4/ 132:((رواه الطبراني في " الكبير " وفيه جعفر بن الزبير، وهو كذاب)).
(2)
مسند أحمد 3/ 22 و5/ 178.
(3)
المعجم الكبير (3390) و18/ (656). وانظر: مجمع الزوائد 5/ 250.
(4)
صحيح مسلم 8/ 168 (2884)(8). وأخرجه أيضاً: أحمد 6/ 105.
(5)
صحيح مسلم 8/ 166 - 167 (2882)(4) و (5).
(6)
في سننه (4289).
وحديثُ أم حبيبةَ رضي الله عنها رواهُ الطبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ "(1) بلفظِ: ((ثمَّ يبعثُ كل امرئ على نيتِهِ)).
وحديثُ صفيةَ رضي الله عنها رواهُ ابنُ ماجه (2) بلفظِ: ((يبعثُهم اللهُ على ما في أنفسِهم)).
الأمر الثاني: إنَّ ما حكاهُ المصنفُ (3) عنْ بعضِ الحفاظِ)) (4) فذكرهُ بنحو ما في الشَّرحِ (5)، وكذا الثالثُ: في أنَّهُ لا يعرفُ حديثٌ اجتمعَ عليهِ العشرةُ غيرُهُ، وكذا الرابع: في أنَّه لا يُعرفُ حديث روي عنْ أكثر من ستينَ نفساً منَ الصحابةِ غيره، ذكرَ في ذلكَ كله نحو ما في الشَّرح، إلا أنَّ الإسفراييني (6) الذي ذكرهُ في الشرح، ذكره في " النكت " في موضعينِ نسبَهُ فيها نيسابورياً ولم ينسبهُ إلى أسفراين، وسمى جدَهُ في أحدهما: عبدَ الواحد، فصارَ يظنُ ثلاثةً، وليسَ كذلكَ، فإنَّ أسفرايينَ بلدةٌ
(1) المعجم الأوسط (4030) من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة، به. قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7/ 315:((رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة)). وانظر: ميزان الاعتدال 2/ 192 (3410).
(2)
في " سننه "(4064).
وأخرجه: الترمذي (2184)، وأبو يعلى (7069) من طريق سفيان بن عيينة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، عن صفية، به.
قال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)) كذا قال، ولعله بالنسبة إلى شواهده؛ إذ إن إسناده هذا ضعيف؛ لجهالة مسلم بن صفوان. انظر: التقريب (6633).
(3)
في (ف) رسمت: ((المص))، والمثبت من " التقييد والإيضاح ".
(4)
التقييد والإيضاح: 267 - 269.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 82، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي 1/ 56.
(6)
وهو الإمام الحافظ المجود، أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفراييني الحديثي الرحال، توفي سنة (406 هـ).
انظر: تذكرة الحفاظ 3/ 1064، وسير أعلام النبلاء 17/ 245.
منَ عملِ نيسابورَ (1)، وربما قيل: لنيسابورَ نيساور، وهي من إقليم خراسانَ (2)، وأما عبدُ الواحد / 270 أ / فلعله تحريفٌ من عبد الوهابِ، أو أن أحدهما جدٌّ أعلى، والله أعلم.
ثم قال الشيخُ في " النكت ": ((الأمر الخامسُ: إنَّ في الكلام على حديث ((من كذبَ عليَّ)) ما ذكره المصنف (3) عن بعض أهلِ الحديثِ، أنه بلغَ بهِ أكثرَ من هذا العددِ، أي: أكثر من اثنينِ وستينَ نفساً، قد جمع طرقَهُ أبو القاسم الطبرانيُّ (4)، ومن المتأخرينَ: الحافظُ أبو الحجاجِ يوسفُ بنُ خليل في جزأينِ، فزادَ فيه على هذا العددِ، وقد رأيتُ عدَّة من روى من حديثهِ من الصحابةِ هكذا، وهم يزيدونَ على السبعين، مرتبين على الحروفِ، وهم: أسامةُ بنُ زيدٍ، وأنس بن مالكٍ، وأوسُ ابن أوس، والبراءُ بن عازبٍ، وبريدةُ بنُ الحصيبِ، وجابرُ بنُ حابسٍ (5)، وجابرُ ابنُ عبدِ اللهِ، وحذيفةُ بنُ أسيدٍ، وحذيفةُ بنُ اليمانِ، وخالدُ بنُ عرفطةَ، ورافعُ بنُ خديجٍ، والزبيرُ بنُ العوام، وزيدُ بنُ أرقمَ، وزيدُ بنُ ثابتٍ، والسائبُ بنُ يزيد، وسعدُ بنُ المِدْحَاس، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ، وسعيدُ بنُ زيد، وسفينةُ، وسلمانُ بنُ خالدٍ الخزاعيِّ، وسلمانُ الفارسيُّ، وسلمةُ بنُ الأكوعِ، وصهيبُ بنُ سيار، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، وعبدُ اللهِ بنُ أبي أوفى، وعبدُ اللهِ بنُ الزبير، وعبدُ اللهِ بنُ زغب، وقيل: إنَّهُ لا صحبةَ لهُ (6)، وعبدُ اللهِ بنُ عباس،
(1) انظر: معجم البلدان 1/ 145.
(2)
انظر: معجم البلدان 8/ 423.
(3)
معرفة أنواع علم الحديث: 373.
(4)
في جزء مطبوع.
(5)
أخرج حديثه الطبراني في جزء " من كذب علي متعمداً "(174)، ومن طريقه أبو نعيم في
" معرفة الصحابة "(1546)، قال ابن حجر:((إسناده مجهول)).
انظر: الاستيعاب (305)، والإصابة 1/ 316 (1007).
(6)
انظر: معرفة الصحابة 3/ 156، والإصابة 3/ 202 (4681).
وعبدُ اللهِ بنُ عمرَ، وعبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، وعبدُ الرحمانِ بنُ عوفٍ، وعتبةُ بنُ غزوانَ، وعثمانُ بنُ عفانَ، والعرسُ بن [عميرة](1)، وعفانُ بنُ حبيبٍ (2)، وعقبةُ بنُ عامر، وعليُّ بنُ أبي طالب، وعمارُ بنُ ياسر، وعمرُ بنُ الخطابِ، وعمرانُ بنُ حصينَ، وعمرو بنُ حريثٍ، وعمرو بن عَبَسَةَ (3)، وعمرو (4) بن عوف، وعمرو بن مُرةَ الجهني، وقيسُ بنُ سعدِ بنِ عبادةَ، وكعبُ بنُ قطبةَ، ومعاذُ بنُ جبل، ومعاويةُ بنُ حيدةَ، ومعاويةُ بنُ أبي سفيانَ، والمغيرةُ بنُ شعبةَ، والمنقع التميميُّ، ونبيطُ بنُ شريط، وواثلة بن الأسقع، ويزيد بن أسد، ويعلى بن مرة، وأبو أمامة، وأبو بكرٍ الصديق، وأبو الحمراءَ، وأبو ذرٍ، وأبو رافعٍ، وأبو رمثةَ، وأبو سعيد الخدريُّ، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ، وأبو قتادةَ، وأبو قرصافةَ، وأبو كبشةَ (5) الأنماريُّ، / 270 ب /، وأبو موسى الأشعري، وأبو موسى الغافقيُّ، وأبو ميمونَ الكرديُّ، وأبو هريرةَ، وأبو العشراءِ (6) الدارمي، عن أبيهِ، وأبو مالكٍ
(1) ما بين المعكوفتين لم يرد في (ف)، وأثبته من " التقييد والإيضاح "، و" الإصابة " 3/ 442 (5505).
(2)
أخرج حديثه ابن الجوزي في مقدمة " الموضوعات " 1/ 90 - 91، قال ابن حجر في " الإصابة " 3/ 461 (5584):((محمد بن إسحاق الأهوازي متهم بوضع الحديث، وشيخه وسائر السند إلى عفان مجهولون)).
(3)
قال ابن حجر في " التقريب "(5070): ((بموحدة ومهملتين مفتوحات، ابن عامر بن خالد السلمي، أبو نجيح: صحابي مشهور، أسلم قديماً، وهاجر بعد أحد، ثم نزل الشام)).
(4)
في (ف): ((عمر))، والمثبت من " التقييد والإيضاح ".
(5)
رسمت في (ف): ((كبة))، والصواب ما أثبته. وهو سعيد بن عمرو، أو عمرو بن سعيد، وقيل: عمر أو عامر بن سعد صحابي نزل الشام. انظر: التقريب (8319)، والإصابة 6/ 223.
(6)
في (ف): ((العشر))، والمثبت من " التقييد والإيضاح ". ذكره بعضم في الصحابة، ولا يصح. انظر: الإصابة 6/ 201.
الأشجعيُّ، عن أبيهِ، وعائشةَ، وأم أيمنَ رضي الله عنهم فهؤلاء خمسةٌ وسبعونَ نفساً يصحُ من حديثِ نحو عشرينَ منهم، اتفقَ الشيخانِ على إخراجِ أحاديثِ أربعةً منهم (1)، وانفرد البخاريُّ بثلاثةٍ (2)، ومسلمٌ بواحدٍ (3)، وإنَّما يصحُ من حديثِ خمسةٍ من العشرةِ، والباقي أسانيدها ضعيفةٌ، ولا يمكنُ التواترُ في شيءٍ من طرقِ هذا الحديثِ؛ لأنَّه يتعذرُ وجودُ ذلكَ في الطرفينِ والوسطِ، بل بعضُ طرقِهِ الصحيحةِ، إنما هي أفرادٌ عنْ بعض رواتِها، وقد زادَ بعضُهم في هذا الحديثِ حتى جاوزَ المئة، ولكنَّه ليس هذا المتنَ، وإنما أحاديثُ في مطلق الكذب عليه، كحديثِ:((من حدَّثَ عني بشيءٍ، وهو يرى (4) أنَّه كذبٌ، فهو
(1) لم أقف إلا على ثلاثة منهم، وهم:
أنس بن مالك وحديثه في " صحيح البخاري " 1/ 38 (108)، وفي " صحيح مسلم " 1/ 7
(2)
(2).
والمغيرة بن شعبة وحديثه في " صحيح البخاري " 2/ 102 (1291)، و" صحيح مسلم " 1/ 8 (4)(4).
وأبو هريرة وحديثه في " صحيح البخاري " 1/ 38 (110) و8/ 54 (6197)، و" صحيح مسلم " 1/ 8 (4)(4).
(2)
وهم:
الزبير بن العوام وحديثه في " صحيح البخاري " 1/ 38 (107).
وسلمة بن الأكوع وحديثه في "صحيح البخاري " 1/ 38 (109).
وعبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه في " صحيح البخاري "4/ 207 (3461).
(3)
وهو حديث أبي سعيد الخدري وهو في " صحيح مسلم " 8/ 229 (3004)(72).
(4)
يُرى، بضم الياء، ومعناه يظن، وجوز بعض الأئمة فتحها، ومعناه: وهو يعلم، قال النووي: ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضاً، فقد حُكي ((رأى)) بمعنى ((ظن))، وقيد بذلك؛ لأنه لا يأثم إلا بروايته ما يعلمه أو يظنه كذباً، أما ما لا يعلمه ولا يظنه، فلا أثم عليه في روايته، وإن ظنه غيره كذباً أو علمه. شرح مسلم 1/ 65.
أحد الكاذبين (1)))، ونحو ذلكَ، فحذفتُها لذلكَ، ولم أعدها في طرقِ الحديثِ.
الأمرُ السادسُ: قولُ المصنف: إنَّ من سئلَ عن إبرازِ مثالٍ للمتواترِ أعياهُ تطلبُهُ، ثم لم يذكرْ له مثالاً إلا حديثَ:((من كذبَ عليَّ))، وقد وصفَ غيرُهُ من الأئمةِ عدةَ أحاديثَ بأنَّها متواترةٌ، فمن ذلكَ أحاديثُ حوضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وردَ ذلكَ عنْ أزيدَ من ثلاثينَ صحابياً، وأوردها البيهقيُّ في كتابِ البعثِ والنشورِ (2)، وأفردها الضياءُ المقدسيُّ بالجمعِ، قالَ القاضي عياض: وحديثهُ متواترٌ بالنقلِ، رواهُ خلائقُ من الصحابةِ، فذكرَ جماعةً من رواتهِ، ثم قالَ: وفي بعضِ هذا العددِ ما يقضي بكونِ الحديثِ متواترٌ، ومن ذلكَ أحاديثُ المسحِ على الخفينِ، فقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: رواهُ نحو أربعينَ منَ الصحابةِ، واستفاضَ وتواترَ (3)، وكذا قالَ ابن حزمٍ في " المحلى ":((إنَّه نقلُ تواتر يوجبُ العلمَ))، ومن ذلكَ: أحاديثُ النهيِّ عن الصلاةِ في معاطنِ الإبلِ. قالَ ابنُ حزمٍ في " المحلى ": ((إنَّهُ نقلُ تواتر يوجبُ العلمَ)) (4).
ومن ذلك: أحاديثُ النهي عن اتخاذِ القبورِ مساجدَ. قالَ ابنُ حزمٍ: ((إنها متواترة)) (5)، ومن ذلك: أحاديث / 271 أ / رفعِ اليدينِ في الصلاةِ للإحرام،
(1) وقوله: ((الكاذبين)) فيها روايتان، بفتح الباء على التثنية، وبكسرها على الجمع، وكلاهما صحيح، قال القاضي عياض: الرواية فيه عندنا ((الكاذبين)) على الجمع: ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه " المستخرج على صحيح مسلم " في حديث سمرة ((الكاذبين)) بفتح الباء وكسر النون على التثنية، واحتج به على أن الراوي له يشارك البادئ بهذا الكتاب، ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة ((الكَاذِبَيْنِ)) أو ((الكَاذِبِيْن)) على الشك في التثنية والجمع. شرح مسلم 1/ 65.
(2)
البعث والنشور: 110 - 130 (113) - (160).
(3)
التمهيد لابن عبد البر 11/ 137.
(4)
المحلى 4/ 25.
(5)
المحلى 4/ 30.
وللركوعِ والرفعِ منهُ. قالَ ابنُ حزمٍ: ((إنها متواترةٌ توجبُ يقينَ العلمِ)) (1)، ومن ذلكَ: الأحاديثُ الواردةُ في قولِ المصلي: ربنا لكَ الحمدُ ملءَ السماواتِ والأرضِ وملءَ ما شئتَ من شئٍ بعدُ. قالَ ابنُ حزمٍ: ((إنها أحاديث متواترةٌ)) (2))) (3). انتهى.
وقد رأيتُ بعدَ سنةِ ثلاثين (4) في القدسِ الشريفِ جزءاً منْ تصنيفِ الشيخِ تقيِّ الدينِ عليِّ بنِ عبدِ الكافي (5)، في رفعِ اليدينِ ذكرَ فيهِ: أنه صنفهُ؛ لأجلِ منازعةٍ حصلتْ في ذلك بينه وبين القوامِ الانتاني الحنفيِّ بحضرةِ نائبِ دمشقَ أظنُّهُ تنكز (6)، وفي ظني أنه خرَّجهُ عن نحو أربعينَ صحابياً، منهمُ العشرةُ المشهودُ لهم بالجنةِ، وهذا وقد تقدَّمَ قريباً عن شيخنا رحمه الله قانونٌ كليٌّ في استخراجِ المتواتر بهِ من الكتبِ المشهورةِ النسبة إلى مصنفيها، من أعلامِ الأئمةِ من استعملهُ كثرت عندهُ الأمثلةُ منهُ، والله الموفقُ.
(1) المحلى 4/ 92.
(2)
المحلى 4/ 120.
(3)
التقييد والإيضاح: 271 - 272.
(4)
أي: ثلاثين وثمانمئة.
(5)
وهو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن يحيى بن عمر السبكي، تقي الدين أبو الحسن الشافعي، توفي سنة (756).
انظر: الدرر الكامنة 3/ 63، وشذرات الذهب 6/ 180.
(6)
في (ف): ((دنكز))، والمثبت من مصادر الترجمة.
وهو سيف الدين نائب الشام تنكز، ويكنى أبا سعيد كان شديد الهيبة، وافر الحرمة له آثار حسنة في أماكن من البلاد الإسلامية، اعتقل في الإسكندرية وتوفي هناك، وقيل: قتل سنة
(741 هـ).
انظر: ذيل العبر للحسيني 4/ 121، والدرر الكامنة 1/ 520.
قولُهُ: (عَدَدَ التَّواتُرِ)(1) هذا الذي نقلهُ عن ابنِ الصَّلاحِ، يوجب تخصيص الدعوى، فإنَّه ادعى تواترهُ مطلقاً، فشمل ذلكَ تواترهُ بالنسبةِ إلينا وبالنسبةِ إلى التابعينَ، وعللَ بتعليلِ مقتضى تواترهِ للتابعينَ فقط، وهذا إنَّما أتى من تصرفِ الشيخ، فإنَّ ابنَ الصلاحِ ذكرَ بعد هذا ما يدفعُ هذا الاعتراضَ، فقالَ
: ((ثم لم يزلْ عدد رواتِهِ في ازديادٍ، وهلم جرّاً (2) على التوالي والاستمرار)) (3).
قولُهُ: (المستخَرج منْ كتبِ النَّاسِ)(4) تتمة الاسم ((للتذكرة)) كما تقدمَ عن " النكت "(5).
قولُهُ: (صاحبُ الإمامِ)(6) هو الشيخُ تقيُّ الدينِ أبو الفتحِ القشيريُّ، المعروفُ بابنِ دقيقِ العيدِ، كما أفصح به في " النكت "(7)، والإمامُ شرحه على الإلمامِ
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 82، وهذا من كلام ابن الصلاح في " معرفة أنواع علم الحديث ":373.
(2)
قال الحافظ ابن حجر في " نكته " على كتاب ابن الصلاح 1/ 503 وبتحقيقي: 285 - 286: ((قرأت بخط أبي يعقوب النجيرمي: أن أصله مأخوذ من سوق الإبل، يعني: سيروا على هينتكم لا تجهدوا أنفسكم، أخذاً من الجر في السوق وهو أن تترك الإبل ترعى في السير. أما إعرابها فقال ابن الأنباري: في نصبه ثلاثة أوجه: الأول: هو مصدر في موضع الحال، أي: هلم جارين، أي: متأنين كقولهم: جاء عبد الله مشياً وأقبل ركضاً. والثاني: هو مصدر على بابه؛ لأن هلم جرا بمعني جروا جراً. والثالث: أنه منصوب على التمييز. قال: ويقال للرجل: هلم جراً وللرجلين هلما جراً وللجمع هلموا جراً. والاختيار الإفراد في الجميع؛ لأن هلم ليست مشتقة فلا تنصرف، وبه جاء القرآن في قوله تبارك وتعالى: {وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا})).
(3)
معرفة أنواع علم الحديث: 373.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 82.
(5)
التقييد والإيضاح: 270.
(6)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 82.
(7)
التقييد والإيضاح: 271.
في أحاديثِ الأحكامِ، وهو له أيضاً، ونقلَ عنه أنه أكملَ هذا الشرحَ، ثم لم يوجدْ بعدَ موتهِ منه إلا قليلٌ. فيقال: إنَّ بعضَ الحسدةِ أعدمه، فإنَّه كتابٌ عظيمٌ، جليلُ القدرِ، لو بقى لأغنى الناسَ عن تطلب كثيرٍ من الشروحِ لأحاديثِ الأحكامِ.
قولُهُ: (رفع اليدين)(1) قالَ شيخُنا: ((إنه حكي عن الحسنِ (2) أيضاً، أنه دونه به سبعون صحابياً كما قالَ في الخفينِ))، وقد تقدمَ ما ذكرتهُ عنِ الشيخِ تقي الدينِ السبكي.
قولُهُ: / 271 ب / (وهو كما قالَ أستاذنا)(3) قالَ شيخُنا: ((هذا الكلامُ من البيهقيِّ، ردٌّ مستر على الحاكمِ، فإنه لم يقتصرْ على هذا، بل قال
: ((فقد روي)) إلى آخره، فصارَ كأنه قال: هو كما قالَ في أنَّ هذه السنة رواها العشرةُ، وغيرهم، لا أنها انفردتْ بذلكَ؛ وإنما ستر هذا الردَّ تأدُّباً مع شيخِهِ، وأحالَ استخراجُهُ على الفطنِ، واللهُ أعلمُ)).
قولُهُ: (فبلغوا نحوَ الخمسين)(4) ذكرَ ذلكَ الشيخُ في تخريجهِ لأحاديثِ الإحياءِ، فبلغهم التسعةَ وأربعين نفساً، منهم أعرابيٌّ لم يسمَّ.
قولُهُ: (وأخبرني بعضُ الحفاظِ)(5) قالَ شيخُنا: ((هذا المخبرُ هو قاضي القضاةِ: عزُ الدين عبدُ العزيزِ بن جماعة والذي، روي ذلكَ في كلامهِ، هو الشيخُ محيي الدين، وهو كذلكَ في "شرحهِ لمسلم" (6))).
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 83.
(2)
انظر: تخريج أحاديث إحياء علوم الدين 1/ 346.
(3)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 83، وهذا من كلام البيهقي.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 83.
(5)
شرح التبصرة والتذكرة 2/ 84.
(6)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 66، والمنهل الروي لابن جماعة:55.
قالَ شيخُنا: ((ولعل أصلهُ مئة، فحرفها الكاتبُ من خطِ الشيخِ؛ لأنَّ الهاءَ لم تربط على ما يفعلُ كثيراً وانجرت أكثر من العادةِ، فصارتْ تشبه مئة هكذا، أو اختلطَ بها شئٌ، فاشتبه أمرها، واللهُ أعلمُ)).
قولُهُ: (وأنا أستبعدُ وقوعَ ذلكَ)(1)، قال في " النكت " (2) بدل هذا الاستبعاد:((ولعل هذا محمولٌ على الأحاديثِ الواردةِ في مطلقِ الكذبِ، لا هذا المتن بعينِهِ، واللهُ أعلمُ)). لكنْ رأيتُ على نسخةٍ بالشرحِ، مقرؤة على المصنف كلها. ما صورتُهُ: قال شيخنا: ((مؤلفُهُ في مجلسِ الإقراءِ)). ثم رأيتُ ذلك في شرحِ الشيخ محيي الدينِ النووي.
(1) شرح التبصرة والتذكرة 2/ 84.
(2)
التقييد والإيضاح: 272.