الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(البارع الدبَّاس)
)
الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن الْقَاسِم البكريّ الدبَّباس الْمَعْرُوف بالبارع الشَّاعِر النديم الْبَغْدَادِيّ كَانَ نحوياً لغوياً مقرئاً حسن الْمعرفَة بصنوف الْآدَاب أَقرَأ الْقُرْآن خلقا وَهُوَ من بَيت الوزارة لأنَّ جدَّه الْقَاسِم كَانَ وَزِير المعتضد والمكتفي بعده وَهُوَ الَّذِي سمَّ ابْن الرُّومِي كَمَا سَيَأْتِي وَكَانَ بَين البارع وَبَين ابْن الهبارية مداعبات لَطِيفَة فاتفق أنَّ البارع تعلق بِخِدْمَة بعض الْأُمَرَاء وحجَّ فَلَمَّا عَاد حضر غليه ابْن الهبارية مرَارًا فَلم يجده فَكتب إِلَيْهِ قصيدةً طَوِيلَة داليَّةً يعاتبه فِيهَا وَيُشِير إِلَى أَن تغيَّر عَلَيْهِ بِسَبَب الْخدمَة وأولها من الْخَفِيف
(يَا ابْن ودِّي وَأَيْنَ منِّي ابْن ودي
…
غيَّرت طرقه الرياسة بعدِي)
(صدَّ عني وَلَيْسَ أوَّل خلٍّ
…
رَاع ودِّي مِنْهُ بهجرٍ وصدِّ)
شغتله عني الرياسة فاستعلى فخليته وَذَلِكَ جهدي افلما حججْت لَا قبل الله تَعَالَى مسعاك أنْكرت عهدي أَي حَرْب بيني وَبَيْنك هَل أَنْت سوى شَاعِر وَإِنِّي مكدّي
(وَحرم الزَّمَان فَهِيَ يمينٌ
…
برَّةٌ إنَّني سأفتح جندي)
وأجاريك بالتبظرم لَو شِئْت بأصلي الزاكي وفضلي ومجدي
(لَو تبظرمت جَازَ ذَاك وَلَكِن
…
شَرط ظرفيأن لَا تجَاوز حدِّي)
قد ترددت للزيارة شَهْرَيْن وَبَاب الكشخان قفرٌ بردِّي فشتمت الرئيس لَا التيس إِذْ يحجب مثلي وَلَا يرى حقَّ قصدي
(ووحقِّ الْهوى لَئِن لم تجبني
…
باعتذارٍ يزِيل ضغني وحقدي)
(لأميلنَّ عَن هَوَاك مَالِي
…
فِيهِ حظٌ لَوْلَا جنوني وردِّي)
(كَانَ عزمي فِي أَن أعاتب صفعاً
…
فاستحال العتاب شتماً لبعدي)
وَمَتى مَا قدمت وفيتك الصفع بشوقٍ فإنَّ وعدي نقدي فَكتب البارع الْجَواب بقصيدة طَوِيلَة أَولهَا من الْخَفِيف وصلت رقْعَة الشريف أبي يعلى فحلَّت محلَّ لقيَاهُ عِنْدِي
(فتلقَّيتها بأهلاً وسهلاً
…
ثمَّ ألصقتها بطرفي وخدِّي)
وفضضت الختام عَنْهَا فَمَا ظَنك بالصَّاب إِذْ يشاب يشْهد)
(بَين حلوٍ من العتاب ومرٍّ
…
هُوَ أولى بِهِ وهزلٍ وجدِّ)
(وتجنٍّ عليَّ من غير جرمٍ
…
بملامٍ يكَاد يحرق جلدي)
يَدعِي أنني حجبت وَقد زار مرَارًا حاشاه من قبح ردِّ
(ثمَّ دع ذَا مَا للرياسة الحجِّ
…
أبن لي من حلِّ أنفٍ وَعقد)
(فبماذا علمت بِاللَّه أَنِّي
…
قد تنكَّرت أَو تغيَّر عهدي)
(من تراني عاملٌ أم وزيرٌ
…
لأميرٍ أَو عارضٌ للجند)
أَنا إِلَّا ذَاك الخليع الَّذِي تعرف أرْضى وَلَو بجرَّة دردي وَإِذا صحَّ لي مليح فَذَاك الْيَوْم عيدي وَصَاحب الدًّست عَبدِي أَترَانِي لَو كنت فِي النَّار مَعَ هامان أنساك أَو جنان الْخلد أَو لواني عصبت بالتاج أسلوك وَلَو كنت عانياً فِي القدِّ أَنا أَضْعَاف مَا عهِدت على الْعَهْد وَإِن كنت لَا تجازي بودّي مِنْهَا أم لِأَنِّي قنعت من سَائِر النَّاس بزوجٍ من الْكَلَام وفرد صان وَجْهي عَن اللثام وأولاني جميلاً مِنْهُ إِلَى غير حدِّ فتعفَّفت واقتنعت بتدفيع زماني وَقلت إنِّي وحدي لَا لِأَنِّي أنفت مَعَ ذَا من الكدية أَيْن الْكِرَام حَتَّى أكدِّي وَمن شعر البارع أَيْضا من السَّرِيع
(أفنيت مَاء الْوَجْه من طول مَا
…
أسأَل من لَا مَاء فِي وَجهه)
(أنهِي إِلَيْهِ شرح حَالي الَّذِي
…
يَا لَيْتَني متُّ وَلم أنهه)
(فَلم ينلني كرماً ورفده
…
وَلم أكد أسلم من جبهه)
(وَالْمَوْت من دهرٍ نحاريره
…
ممتدَّة الْأَيْدِي إِلَى بلهه)
وللبارع ديوَان شعر وَله كتاب الشَّمْس المنيرة فِي الْقرَاءَات السَّبع الشهيرة وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْأَشْيَاخ الْكِبَار وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة القَاضِي حُسَيْن)
الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي أَبُو عليٍّ المروزيّ وَيُقَال