الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(الْمصْرِيّ)
خَالِد بن يزِيد الْمصْرِيّ الْفَقِيه وثَّقه النَّسائي وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
3 -
(الْكَاتِب)
خَالِد بن يزِيد أَبُو الْهَيْثَم الْكَاتِب البغداديّ أَصله من خُرَاسَان وَكَانَ أحد كتَّاب الْجَيْش ولَاّه ابْن)
الزَّيات الْإِعْطَاء بِبَعْض الثُّغور فَخرج فَسمع فِي طَرِيقه منشداً ينشد من الْبَسِيط
(من كَانَ ذَا شجنٍ بِالشَّام يَطْلُبهُ
…
فَفِي سوى الشّام أَمْسَى الْأَهْل والوطن)
فَبكى حَتَّى سقط على وَجهه مغشياً عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَاخْتَلَطَ واتصل بِهِ ذَلِك إِلَى الوسواس وَبَطل وَكَانَ مغرماً بالصّبيان المرد وَينْفق عَلَيْهِم كل مَا يفِيدهُ فَهَوِيَ غُلَاما يُقَال لَهُ عبد الْحق وَكَانَ أَبُو تَمام الطَّائِي يهواه فَقَالَ فِيهِ خَالِد من مخلع الْبَسِيط
(قضيب بانٍ جناه ورد
…
تحمله جنَّة وَورد)
(لم أثن طرفِي إِلَيْهِ إلاّ
…
مَاتَ عزاءٌ وعاش وجد)
(ملِّك طوع النّفوس حَتَّى
…
علَّمه الدَّهر كَيفَ يَبْدُو)
وَاجْتمعَ الصَّدُّ فِيهِ حَتَّى لَيْسَ لخلقٍ سواهُ صدُّ فَبلغ ذَلِك أَبَا تَمام فَقَالَ أبياتاً مِنْهَا من السَّرِيع
(شعرك هَذَا كلُّه مفرط
…
من برده يَا خَالِد الْبَارِد)
فعلقها الصّبيان وَمَا زَالُوا يصيحون بِهِ يَا خَالِد الْبَارِد حَتَّى وسوس وهجاه أَبُو تَمام فَقَالَ من الْبَسِيط
(يَا معشر المرد إِنِّي ناصحٌ لكم
…
والمرء فِي القَوْل بَين الصّدق وَالْكذب)
(لَا ينكحنَّ حبيبٌ مِنْكُم أحدا
…
فدَاء وجعائه أعدى من الجرب)
(لَا تأمنوا أَن تحولوا بعد ثالثةٍ
…
فتركبوا عمدا لَيست من الْخشب)
وَمن شعر خَالِد الْكَاتِب من المتقارب
(تملَّكت يَا مهجتي مهجتي
…
وأسهرت يَا ناظري ناظري)
(وَمَا كَانَ ذَا أملي يَا ملول
…
وَلَا خطر الهجر فِي خاطري)
(وفيك تعلّمت نظم القريض
…
فلقَّبني النّاس بالشّاعر)
وَمن شعره من الرمل
(عش فحِّبيك سَرِيعا قاتلي
…
والهوى إِن لم تصلني واصلي)
(ظفر الشَّوق بقلبٍ دنفٍ
…
فِيك والسُّقم بجسمٍ ناحل)
(فهما بَين الثِّياب وطنّي
…
تركاني كالقضيب الذابل)
(وَبكى العاذل لي من رحمةٍ
…
فبكائي لبكاء العاذل)
)
وَمِنْه من المتقارب
(رقدت وَلم تَرث للساهر
…
وليل المحبِّ بِلَا آخر)
وَلم تدر بعد ذهَاب الرقاد مَا فعل الدَّمع بالناظر وَتُوفِّي خَالِد فِي حُدُود السّبْعين والمائتين قَالَ بَعضهم رَأَيْت خَالِدا وَقد كبر ورقَّ عظمه وَهُوَ رَاكب قَصَبَة والصّبيان حوله فَقلت لَهُ يَا أستاذ مَا الَّذِي أصار بك إِلَى هَذَا فَقَالَ من المقتضب المجزوء
(الهموم والسَّهر
…
والسُّهاد والفكر)
(سلِّطت على جسدٍ
…
فيّ للهوى أثر)
(لَا وَمن كلفت بِهِ
…
مَا يُطيق ذَا بشر)
فَقلت لَهُ يَا أستاذ أُرِيد أَن تنشدني أرقَّ مَا تعرف فَقَالَ اكْتُبْ من السَّرِيع
(رقَّ فَلَو مرَّت بِهِ نملةٌ
…
أرجلها منعلةٌ بالحرير)
(لأثَّرت فِيهِ كَمَا أثَّرت
…
سحابةٌ فِي يَوْم دجنٍ مطير)
فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ أكتب من السَّرِيع
(أضمر أَن أضمر حبِّي لَهُ
…
فيشتكي إِضْمَار إضماري)
(رقَّ فَلَو مرَّت بِهِ نملةٌ
…
لخضَّبته بدمٍ جَار)
فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ اكْتُبْ من المنسرح
(صافحته فشتكت أنامله
…
وَكَاد يبْقى بنانه بيَدي)
(وَكنت إِذْ صافحت يَدَاهُ يَدي
…
كأنَّني قابضٌ على الْبرد)