الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أهل القرآن صفاتهم وأخلاقهم]
* أهل القرآن هم خير أمة أخرجت للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]
* أهل القرآن هم المصطفون من خير أمة - اصطفاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) » رواه البخاري.
هذه الخيرية باقية بالشرط المذكور في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170]
* أهل القرآن هم أهل الله وخاصته كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأمة الوسط الشهداء على الناس: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]
* أهل القرآن وصفهم الله: (أنهم رحماء بينهم) .
* أهل القرآن هم من شرح الله صدره للإسلام فهم على نور من ربهم: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22]
* أهل القرآن: هم الذين يتغنون به ويتلونه حق تلاوته، هم أصحاب التجارة الرابحة يوم القيامة:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ - لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29 - 30]
قال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما - مبينا أخلاق أهل القرآن -: (من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه إلا أنه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يغضب مع من يغضب، ولا يجهل مع من يجهل لأن القرآن في جوفه)(1) .
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون)(2) .
(1) أخلاق أهل القرآن للآجري - المتوفى سنة 360 هـ طبعة دار الكتب العلمية بيروت ص 56.
(2)
المرجع السابق ص 102.
ويتحدث الآجري في كتابه القيم أخلاق أهل القرآن فيقول (1) (فأول ما ينبغي له: أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه ومسكنه وملبسه. وأن يكون بصيرا بزمانه وفساد أهله فهو يحذرهم على دينه، وأن يكون مقبلا على شأنه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره حافظا للسانه مميزا لكلامه إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا. قليل الخوض فيما لا يعنيه يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن من شره وشر عاقبته. قليل الضحك مما يضحك منه الناس إن مر بشيء مما يوافق الحق تبسم. يكره المزاح خوفا من اللعب، فإن مزح قال حقا، باسط الوجه طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه، يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه. لا يغتاب أحدا، ولا يحقر أحدا ولا يسب أحدا ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد ولا يحسده ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق.
(1) المرجع السابق، ص 163.
قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه. إن مشى مشى بعلم وإن قعد قعد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ولا يجهل، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم وإن ظلم عفا، لا يبغي وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه، ليرضي ربه ويغيظ عدوه متواضع في نفسه إذا قيل له الحق قبله، من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه منه) اهـ.
هذه هي أخلاق أهل القرآن استقوها من كتاب ربهم الفرقان وسنة نبيهم المأمور بالبيان، صاحب الخلق العظيم والسيرة العطرة والشمائل الكريمة والصفات الحميدة صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]
العدل ضد الظلم، والإحسان ضد الإساءة، وإيتاء ذي القربى ضد القطيعة، والمنكر ضد المعروف، والفحشاء ضد العفة، والبغي ضد طاعة ولي الأمر المسلم، وهي تشير إلى حرمة الخروج على ولي الأمر المسلم، فأهل القرآن أصحاب رسالة في الحياة، هي رسالة رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم يتأسون به في دعوته فهو أسوتهم وقائدهم كتاب ربهم الذي حفظوه بقوله لهم:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]