الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
آداب الوضوء
فإذا فرغت من الاستنجاء فلا تترك السواك، سواء كنت صائمًا أم لا، فإنه ((مطهرة للفم ومرضاة للرب)) (1). وهو من الفطرة (2).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)) (3).
وفي حديث آخر: ((مع كل صلاة)) (4).
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمِرت بالسواك حتى رأيت أنه سينزل علي به قرآن أو وحي)) (5).
وقال أيضًا: ((لقد أُمِرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد)) (6) والدَّرَد: سقوط الأسنان.
(1) صحيح: أخرجه البخاري معلقًا مجزومًا به في [كتاب (30) الصوم - باب (27) سواك الرطب واليابس للصائم]، ووصله الإمام أحمد (6/ 47، 62، 124، 238)، والنسائي (5)، وابن خزيمة (135)، والدارمي (684)، وابن حبان (1067 - إحسان)، والشافعي في "المسند"(ص14) ط/دار الريان، من حديث عائشة رضي الله عنها. قال الإمام النووي رحمه الله في "رياض الصالحين" (1211):" رواه النسائي وابن خزيمة بأسانيد صحيحة"، وراجع "فيض القدير"(4/ 192 - 193)، و"إرواء الغليل"(66).
(2)
راجع "صحيح مسلم"(261)[كتاب الطهارة-باب خصال الفطرة].
(3)
أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم [كتاب الصوم-باب سواك الرطب واليابس للصائم]، ووصله الإمام أحمد في "المسند"(2/ 460، 517)، وصححه ابن خزيمة (140)، وراجع "الموطأ"(1/ 66/115"، "مجمع الزوائد" (1/ 221)، و"فيض القدير"(5/ 442)، "الإرواء"(70).
(4)
أخرجه البخاري (887، 7240)، ومسلم (252) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5)
حسن لغيره: أخرجه الإمام أحمد (2125، 2799، 2895، 3122 - شاكر) وغيره، وقد خرجته في كتابي "إتحاف اللبيب بتخريج أحاديث مختصر الترغيب والترهيب" للحافظ ابن حجر رحمه الله برقم (59).
(6)
حسن لغيره: أخرجه البزار بسند ضعيف، وله شواهد، راجع "مجمع الزوائد"(2/ 99)، و"السلسة الصحيحة" (1556). هذا وقد ورد في فضل السواك والحث عليه أحاديث كثيرة جدًا. نقل الصنعاني في "سبل السلام" عن صاحب "البدر المنير" أنه قال:((قد ذُكر في السواك زيادة على مائة حديث. فواعجبًا لسنة تأتي فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس!، بل كثير من الفقهاء!!، فهذه خيبة عظيمة)) ا. هـ.
فإذا أردت الوضوء فقل: بسم الله؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) (1).
ثم اغسل يديك ثلاثاً قبل أن تدخلهما الإناء.
ثم انو رفع الحدث واستباحة الصلاة، ولا ينبغي أن تعزب نيتك قبل غسل الوجه فلا يصح وضؤوك، ولا تتلفظ بالنية فإن محلها القلب.
ثم تمضمض واستنشق من كف واحدة، افعل ذلك ثلاث مرات، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا فترفق
ثم خذ غرفة لوجهك فاغسل بها من مبتدأ تسطيح الجبهة إلى منتهى ما يقبل من الذقن في الطول، ومن وتد الأذن إلى وتد الأذن في العرض، ويجب إيصال الماء إلى منابت الشعر من اللحية الخفيفة دون الكثيفة، ولا تترك تخليل اللحية الكثيفة.
ثم اغسل يدك اليمنى ثم اليسرى مع المرفقين.
ثم استوعب رأسك بالمسح بأن تبل يديك، وتلصق رؤوس أصابع يدك اليمنى باليسرى وتضعهما على مقدمة الرأس وتمررهما إلى القفا ثم ترددهما إلى المقدمة، فهذه مرة، واقتصر على ذلك أفضل، وإن مسحت ثلاث مرات فذلك ثابت. وكما يجوز المسح على الرأس، يجوز المسح على العمامة وحدها، وكذا على الناصية والعمامة معا.
ثم امسح أذنيك ظاهرهما وباطنهما بما تبقى في يدك من بلل، وإلا فبماء جديد، وأدخل مسبحتك في صماخي أذنيك، وأمسح أذنيك بباطن إبهاميك.
(1) حسن: أخرجه الإمام أحمد (2/ 418)، وأبو داود (101)، وابن ماجة (399) وغيرهم من حديث أبي هريرة بسند ضعيف، وللحديث شواهد كثيرة جدًا يرقى بها إلى درجة الحسن إن شاء الله، وقد حسنه جماعة من أهل العلم ذكرتهم مع تخريج الحديث في "إتحاف اللبيب"(56)، وراجع "كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء" لشيخنا العلامة أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى. فائدة: قال ابن القيم في "الزاد"(1/ 195): ((لم يُحفظ عن النبي أنه كان يقول على وضوئه شيئًا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه، فكذب مختلق، لم يقل رسول الله شيئًا منه، ولا علمه لأمته، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله)) ا. هـ فتنبه.
ثم اغسل رجلك اليمنى ثم اليسرى مع الكعبين، ولا تهمل تخليل أصابع اليدين والرجلين، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال:((ويل للأعقاب من النار)) (1).
وراعِ التكرار ثلاثًا في جميع أفعالك إلا في مسح الرأس والأذن فالأفضل الاقتصار على مرة.
وإن كنت قد لبست خفاً طاهرًا ساترًا لمحل الفرض أو ما في معناه كجورب ونحوه على طهارة فامسح على ظاهره لا باطنه يوماً وليلة إذا كنت مقيماً، وثلاثة أيام بلياليهن إذا كنت مسافراً.
واعلم أنه لم يثبت دعاء مخصوص عند غسل الأعضاء، ولا بأس بالكلام أثناء الوضوء.
وقل عند الفراغ من الوضوء: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)) (2)، ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)) (3)؛ فقد جاء في الخبر أن من قال الدعاء الأول فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء،
(1) أخرجه البخاري (165)، ومسلم (242) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر "فيض القدير"(6/ 478) ط/مكتبة مصر، "نظم المتناثر من الحديث المتواتر"(30).
(2)
أخرجه الإمام مسلم (234) وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو مخرج في "إتحاف اللبيب" رقم (65)، وبينت ثمة أن الزيادة التي عند الترمذي (55) وهي:((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) لا تصح، وراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على هذا الحديث في شرحه لـ "سنن الترمذي"؛ فإنه هام جدًا.
(3)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا وقال الحافظ المنذري: "رواته رواة الصحيح"، وتبعه الهيثمي في "المجمع"(1/ 239)، وفي "الدعاء"(388، 389، 390، 391)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(30)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(81، 82، 83)، والحاكم (2072، 2073 - فضائل القرآن) مرفوعًا وموقوفًا، والصواب فيه الوقف كما قال غير واحد من أهل العلم رحمهم الله، ومع ذلك فله حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي كما لا يخفى، والله الموفق.
وأن الدعاء الثاني يكتب في رق ويختم عليه بخاتم ويوضع تحت العرش ولا يكسر إلا يوم القيامة.
واجتنب في وضوئك أربعًا: لا تزد في الغسل على ثلاث مرات، ولا تكثر صب الماء من غير حاجة بمجرد الوسوسة، ولا تتوضأ في المكان النجس، ولا تترك سنة من سنن الوضوء فتحرم أجرها، وسيأتي بيانها.
وحافظ على الوضوء وإسباغه وتجديده؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى
يخرج نقيًا من الذنوب)) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ((من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره)) (2).
(1) أخرجه الإمام مالك في "الموطإ"(1/ 32/31)، ومن طريقه الإمام أحمد (8007)، ومسلم (244) واللفظ له، والترمذي (2) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح".
(2)
أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"(245) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.