الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَقُولُ: أَنا مَعَ النّاسِ. قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرادَ بذلِكَ الَّذِي يَتْبَعُ كُلَّ أَحَدٍ عَلَى دِينِهِ، أَيْ لَيْسَ المُرَادُ بِهِ كَرَاهَةَ الكَيْنُونَةِ مَعَ النّاسِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ إِمَّعَةٌ، يَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ: أَنَا مَعَكَ.
وَلَا يُقَالُ: امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ. فإِنَّهُ خَطَأٌ، أَو قَدْ يُقَالُ، حَكَاه الجَوْهَرِيّ عَن أَبِي عُبَيْدٍ.
{وتَأَمّعَ الرَّجُلُ،} واسْتَأْمَعَ: صَارَ إِمَّعَةً، ورِجالٌ! إِمَّعُونَ، وَلَا يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتّاءِ.
(فصل الْبَاء مَعَ الْعين)
ب ت ع
البِتعُ، بالكَسْرِ، وكعِنَبٍ، مِثَالُ قِمْعٍ وقِمَع: نَبِيذُ العَسَلِ، كَما فِي الصّحاحِ، وزادَ غَيْرُهُ: المُشْتَدُّ.
وفِي العَيْنِ: نَبِيذٌ يُتَّخَذُ من عَسَلٍ كَأَنَّهُ الخَمْرُ صَلابَةً، يُكْرَهُ شُرْبُهُ، أَوْ هُوَ سُلالَةُ العِنَبِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. وقالَ بَعْضُهُمُ: سُمِّيَ بذلِكَ لشِدَّةٍ فِيهِ، من البَتَعِ، وَهُوَ شِدَّةُ العُنُقِ. أَو بالكَسْرِ: الخَمْرُ وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الخَمْرُ المُتَخَذُ من العَسَلِ، فأَوْقَعَ الخَمْرَ عَلَى العَسلِ، وَهِي لُغَةٌ يَمانِيَّةٌ. وَفِي الحَدِيثِ: سُئِل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَن البِتْع فَقَال: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقالَ: خَمْرُ المَدِينَةِ من البُسْرِ والتَّمْرِ، وخَمْرُ أَهْلِ فارِسَ من العِنَبِ، وخَمْرُ أَهْلِ اليَمَنِ البِتْعُ، وَهُوَ من العَسَلِ، وخَمْرُ الحَبَشِ السُّكْرُكَةُ.
والبَتِعُ: الطَّوِيلُ من الرِّجَالِ، ظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّهُ بالكَسْرِ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصَّوَابُ فِيهِ البَتِعُ ككَتِفٍ، وامْرَأَةٌ بَتِعَةٌ: طَوِيلَةٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ. والبَتَعُ، بالتَّحْرِيكِ: طُولُ العُنُقِ مَعَ شِدَّةِ مَغْرِزِهَا: تَقُولُ منهُ:
بَتِعَ الفَرَسُ، كفَرِحَ، بَتَعاً فَهُوَ بَتِعٌ، ككَتِفٍ، وَهِي بَتِعَةٌ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ. وقَدْ سَهَا هُنَا عَن اصْطِلاحِهِ وَهُوَ قَوْلُه: وَهِي بهاءٍ. ويُقَالُ أَيْضاً: عُنُقٌ بَتِعٌ وبَتِعَةٌ: شَدِيدَةٌ. وَقيل: مُفْرِطَةٌ فِي الطُّولِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَتِعُ: الطَّوِيلُ العُنُقِ، والتَّلِعُ: الطَّوِيل الظّهْر وَقَالَ ابْن شُمَيْل مِن الأَعْنَاقِ البَتِعُ، وَهُوَ الغَلِيظُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ الشَدِيدُ. وقالَ: وَمِنْهَا الرَّهِيفُ، وَهُوَ الدَّقِيقُ. ويُقَالُ: البَتَعُ فِي العُنُق: شِدَّتُهُ، والتَّلَعُ: طُولُهُ. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسَلامَةَ بنِ جَنْدَل يَصِفُ فَرَساً:)
(يَرْقَى الدَّسِيعُ إِلَى هادٍ لَهُ بَتِعٍ
…
فِي جُؤْجُؤٍ كمَدَاكِ الطَّيبِ مَخْضُوبِ)
وقالَ اللَّيْثُ: رُسْغٌ أَبْتَعُ أَي مُمْتَلِئٌ. وأَنْشَدَ لرُؤْبَة: وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَعَا قالَ الصّاغَانِيُّ: ولَيْسَ لِرُؤْبَةَ كَمَا قالَ اللَّيْثُ. وقالَ ابنُ بَرِّيّ: كَذَا وَقَعَ، وأَظُنُّهُ: وَجيداً أَبْتَعَا.
وقالَ اللَّيْثُ أَيْضاً: البَتِعُ، ككَتِفٍ: الشَّدِيدُ المَفَاصِلِ والمَوَاصِل مَنَ الجَسَدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: والبَتِعُ من الرِّجَالِ كذلِكَ، وفِعْلُهُ بَتِعَ، كفَرِحَ، وَهُوَ بَتِعٌ وأَبْتَعُ: اشْتَدَّتْ مَفَاصِلُهُ، وَهِي بَتْعَاءُ، وَج: بُتْعٌ، بالضَّمِّ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: بَتَعَ فِي الأَرْضِ: تَبَاعَدَ. قالَ: وبَتِع مِنْهُ بُتُوعاً، بالضَّمِّ: انْقَطعَ، كانْبَتَعَ، وهذِه عَنْ أَبِي مِحْجَنٍ، كانْبَتَلَ. وبَتَعَ النَّبِيذَ يَبْتِعُ، من حَدِّ ضَرَبَ: اتَّخَذَهُ وصَنَعَهُ كنَبَذَهُ يَنْبِذُه، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: بَتِعَ فُلانٌ بِأَمْرٍ لَمْ يُؤَامِرْنِي فِيهِ،
كفَرِحَ، أَيْ قَطَعَه دُونِي. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
(بانَ الخَلِيطُ وكانَ البَيْنُ بَائِجَةً
…
ولَمْ نَخَفْهُمْ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي بَتِعُوا)
وشَفَةٌ بَاثِعَةٌ بالمُثَلَّثَةِ لَا غَيْر، ووَهْمَ مَنْ قَالَ بالمُثَنَّاة، وَهُوَ ابنُ عَبّادٍ فِي المُحِيطِ، وقَدْ رَدَّ عَلَيْه الصّاغَانِيُّ. وتَقُولُ: جَاءُوا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْصَعُون، أَبْتَعُونَ، وهيَ إِتْبَاعَاتٌ لأَجْمَعِينَ، لَا يَجِئْنَ إِلَاّ عَلَى إِثْرَهَا، وَفِي العُبَابِ: بِأَثَرِهِ، أَوْ تَبْدَأُ بِأَيَّتِهِنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا، قالَهُ ابنُ كَيْسَانَ، وَفِي الصّحاح: وأَبْتَعُ: كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِهَا، تَقُولُ: جَاءُوا أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُون، أَبْتَعُونَ. إِنتهى.
والنِّسَاءُ كُلُّهُنًّ جُمَعُ، كُتَعُ، بُصَعُ، بُتعُ، والقَبِيلَة كُلُّها جَمْعَاءُ، كَتْعَاءُ، بَصْعَاءُ، بَتْعَاءُ. وَهَذَا التَّرْتِيبُ غَيْرُ لازِمٍ، وإِنَّمَا اللَاّزِمُ لذَاكِرِ الجَمِيعِ أَنْ يُقَدِّمَ كُلاًّ ويُولِيَهُ المَصُوغَ مِنْ ج م ع، ثُمَّ يأْتِيَ بالبواقي كَيْفَ شَاءَ، إِلَاّ أَنَّ تَقْدِيمَ مَا صِيغَ من ك ت ع، عَلَى البَاقِين، وتَقْدِيمَ مَا صِيغَ من ب ص ع على ب ت ع هُوَ المُخْتارُ، وقَالَ الجَوْهَرِيّ فِي ب ص ع: أَبْصَعُ كَلِمَةٌ يُؤَكّدُ بِها تَقُول: أَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ أَبْصَع، والأُنْثَى جَمْعاءُ بَصْعَاءُ. وجاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَبْصَعُونَ. ورَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ بُصَعَ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ مُرَتَّبٌ لَا يُقَدَّمُ عَلَى أَجْمَعَ، وقالَ ابْنُ سِيدَه: وإِنَّما جاءُوا بهَا إِتْباعاً لأَجْمَعَ، لأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَن إِعادَةِ جَمِيعِ حُرُوفِ أَجْمَعَ إِلَى إِعَادَةِ بَعْضِهَا، وَهُوَ العَيْنُ تَحَاشِياً مِنَ الإِطَالَةِ بتَكْرِيرِ الحُرُوفِ كُلِّهَا. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ أَبْصَعُونَ حَتَّى يَتَقَدَّمَهُ أَكْتَعُونَ، ورُوِيَ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ: الكَلِمَةُ تُؤَكَّدُ بِثَلَاثَةِ تَوَاكِيدَ، يُقَال: جاءَ القَوْمُ أَكْتَعُونَ أَبْتَعُونَ أَبْصَعُونَ.)
وحَكَى الفَرَّاءُ: أَعْجَبَنِي القَصْرُ أَجْمَعَ، والدَّارُ جَمْعَاءَ، بالنَّصْبِ