الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالصراط كتبت بالصاد مع ان قراءة المكى من رواية قنبل بالسين الخالصة وقراءة خلف باشمام الصاد زايا، ومثله بصطة وبمصيطر فيكتب الجميع بالصاد لا غير، وكالالف المرسوم في لاهب لك غلاما زكيا مع انه قرئ بياء المضارعة إلى غير ذلك من الامثلة (أما مثال الهمز) فالهمز له أحوال متنوعة وأمثلة كثيرة تعرف من كتب الاملاء وقد فصل علماء الرسم احوال الهمز في القرآن لا داعى لذكرها هنا خوف التطويل ومن اراد بسط القول فليرجع إلى كتب القراءات وسنذكر ان شاء الله تعالي طرفا من احوال الهمز في آخر الباب الرابع
الفصل الثاني (في اختلاف رسم المصاحف العثمانية)
سبق الكلام على بيان عدد المصاحف التى أرسلها عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى المدن والامصار وهذه المصاحف كلها تسمى المصاحف العثمانية وهى التى يجب اتباع رسمها وان اختلف رسم كل مصحف عن الاخر بالحذف والاثبات، فمن قال بالحذف مثلا في بعضها يدعى انه هو الموجود في المصحف العثماني ومن قال بالاثبات يدعى عكس ذلك مع اتفاق الطرفين على ان الموجود في المصحف العثماني هو الحق الثابت في نفس الامر باجماع الامة وذلك كالخلاف في كلمة " لدا " هل كتبت بالالف ام بالياء كما اشار إليه الخراز في مورد الظمآن بقوله:
وفي لدا في غافر يختلف * وفي لدا الباب اتفاقا ألف (1) وقال في كلمة الربا وبعضهم في الروم ايضا كتبا * واوا بقوله تعالى من ربا وقال في كلمة تعسا وابن نجاح قال عن بعض أثر * تعسا بياء وهو غير مشتهر وكالخلاف الواقع في هذه الكلمات: لاوضعوا، ولانتم، ولاتوها ولالى - هل تزاد فيها ألف بعد الالف الاصلية كما زيدت في كلمة " لااذبحنه " ام لا.
(واعلم) أن الخلاف الواقع في رسم بعض كلمات المصحف ليس خلافا حقيقيا بل هو خلاف صوري، اما الخلاف الواقع في وجوه القراءات السبع فهو خلاف حقيقي واقع بينهم لكن مع تجويز كل واحد من السبعة قراءة غيره واعترافه بأنها متواترة وانها من عند الله تعالى وهذا الخلاف في وجوه القراءات ليس على حد الخلاف في الاحكام الشرعية لان كلا من وجوه القراءات حق في نفس الامر كما صرح
(1) أي كتبت " لدا " بالياء في آية لدى الحناجر بغافر، وفي بعض المصاحف
كتبت بالالف بخلافها في آية لدا الباب بيوسف فانها بالالف اتفاقا (*)
به عليه الصلاة والسلام وكلا من الاحكام الشرعية حق باعتبار الاجتهاد وفي نفس الامر الحق واحد ليس الا لحرمة العمل بالمقابل اه من ايقاظ الاعلام.
ذكر جملة من الامثلة التى اختلفت كتابتها ورسومها في المصاحف قوله تعالى " لئن انجانا " في سورة الانعام مكتوب في المصحف الكوفى بالالف وفي غيره بالتاء بعد الياء أي انجيتنا.
وقوله تعالى " كانوا أشد منهم قوة " مكتوب منكم بالكاف في المصحف الشامي وبالهاء في غيره.
وقوله تعالى " واذ نجياكم من آل فرعون " هو هكذا في امام اهل العراق وفى امام اهل الشام واهل الحجاز واذ نجاكم.
وقوله تعالى " وما عملت ايديهم " هكذا في بعضها وفي بعضها وما عملته ايديهم وقوله تعالى " وجعل اليل سكنا " هكذا في بعضها وفي بعضها وجاعل اليل بالالف.
وقوله تعالى " سارعوا إلى مغفرة من ربكم " بغير واو قبل السين وفي بعضها وسارعوا بالواو.
وقوله تعالى) قل انما أدعوا ربى " هكذا في بعضها وفى بعضها قال انما بالالف.
وقوله تعالى " والشمس والقمر حسبانا " في بعض المصاحف بحذف الالف من باء حسبانا هكذا حسبنا.
وقوله تعالى " هررت ومروت " في بعض
المصاحف باثبات الالف في الهاء والميم وفي بعهضا بحذفها منهما.
وقوله تعالى " لومة لائم " في بعض المصاحف هكذا - لئم - بحذف ألف
المد.
وقوله تعالى " فأحيكم ثم يميتكم " في بعضها فاحياكم بالالف وكلمة " ابراهيم " مرسومة في سورة البقرة بحذف الياء في المصحف الشامي رالعراقى ومرسومة باثباتها في المصحف المكى والمدنى.
وألف التثنية فد تحذف في بعض المصاحف وفي بعضها لا تحذف نحو قوله تعالى " إذ همت طائفتان " وقوله " كانا يأكلان الطعام " إلى غير ذلك وهذا حسبما ذكره أئمة القراءات المتقدمون ونقلوه بالسند المتصل عن الثقاة العدول الذين شاهدوا تلك المصاحف العثمانية.
(سبب اختلاف رسوم المصاحف العثمانية) لا ندرى لم اختلفت رسوم تلك المصاحف التى كتبت بأمر عثمان رضى الله عنه وارسلت إلى المدن والامصار وقد اجاب على هذا العلامة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوى وكيل الجامع الازهر والمعاهد الدينية بمصر المتوفى عام 1351 تقريبا رحمه الله تعالى في كتابه " عنوان البيان في علوم التبيان " بقوله.
ان هذا الاختلاف بين تلك المصاحف انما هو اختلاف قراءات في لغة واحدة (1) لا اختلاف لغات قصد
(1) وهى لغة قريش كما سبق الكلام عند جمع عثمان المصحف (*)
باثباته انفاذ ما وقع الاجماع عليه إلى اقطار بلاد المسلمين واشتهاره بينهم وانما كتبت هذه في البعص بصورة وفي آخر بأخرى لانها لو كررت في كل مصحف لتوهم نزولها كذلك ولو كتبت بصورة في الاصل وباخرى في الحاشية لكان تحكما مع ايهام التصحيح ومثل هذا بعد امر عثمان رضى الله عنه وبعثه إلى كل جهة ما اجمع الصحابة على الاخذ به لا يؤدى إلى تنازع أو فتنة لان أن اهل كل جهة قد استندوا إلى اصل مجمع عليه
وامام يرشدهم إلى كيفية قراءته والحاصل ان المصاحف العثمانية كتبت بحرف واحد وهو حرف قريش وان ذلك الحرف يسع من القراءات ما يرسم بصور مختلفة اثباتا وحذفا وابدالا فكتب في بعضها برواية وفي بعضها برواية اخرى تقليلا للاختلافا في الجهة الواحدة بقدر الامكان فكما اقتصر على لغة واحدة في جميع المصاحف اقتصر على رسم رواية واحدة في كل مصحف والمدار في القراءة على عدم الخروج عن رسم تلك المصاحف ولذلك لا يحظر على اهل أي جهة أن يقرؤا بما يقتضيه رسم الجهة الاخرى اه كلامه رحمه الله تعال وهو كلام حسن وجواب سديد.
ولم نقف على شئ من كلام المتقدمين والمتأخرين من العلماء في هذا الموضوع سواه فمن لم يقتنع بجواب الشيخ العدوي المذكور نقول