المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش وقبائل العرب - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ٢

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ اللِّعَانِ

- ‌ذِكْرُ الظِّهَارِ

- ‌خَبَرُ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌ذِكْرُ ابْنِ أُبَيْرِقٍ

- ‌خَبَرُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌ذِكْرُ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْوُفُودُ

- ‌خَبَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

- ‌وَفْدُ نَجْرَانَ

- ‌صِفَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رُوِيَ فِي خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ

- ‌تَسْمِيَتُهُ بِالْفَارُوقِ

- ‌ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِخَائِهِ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ، وَوَصِيَّتِهِ إِيَّاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ وَلَّى أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَّاهُ الْقَضَاءَ، وَكَانَ أَوَّلَ قَاضٍ فِي الْإِسْلَامِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتَبَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ جَمَعَ النَّاسَ إِلَيْهِ

- ‌سِيَاقُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ لِعُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَلِلَّهِ حَقٌّ بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّهَا لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى فَرِيضَةٌ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌ذِكْرُ ابْتِدَاءِ خِلَافَتِهِ رضي الله عنه

- ‌أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ رضي الله عنه أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌هَيْبَةُ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌وِلَايَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه الْقَضَاءَ

- ‌عَفَافُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ الْمَالِ وَغِلَظُ مَطْعَمِهِ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْهُ رضي الله عنه فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ وَالْقَوْلِ فِيهِ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌تَحْرِيمُ عُمَرَ رضي الله عنه مُتْعَةَ النِّسَاءِ

- ‌ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ رضي الله عنه يُقَالُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ مِنْ سَلْمَى مَوْلَاةِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي

- ‌نَهْيُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ

- ‌ضَرْبُ عُمَرَ رضي الله عنه فِي شُرْبِ الْخَمْرِ ثَمَانِينَ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌أَمْرُ الرَّمَادَةِ وَمَا فَعَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فِي ذَلِكَ الْعَامِ

- ‌تَأْدِيبُ عُمَرَ رضي الله عنه الرَّعِيَّةَ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ

- ‌كَرَامَاتُهُ وَمُكَاشَفَاتُهُ

- ‌تَقْدِيرُ الدِّيَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌مَسْأَلَةُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ نَفْسِهِ وَتَفَقُّدُهُ أُمُورَ رَعِيَّتِهِ

الفصل: ‌ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش وقبائل العرب

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ:" كُنْتُ شَرِيكًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «أَتَعْرِفُنِي؟» قُلْتُ: كُنْتُ شَرِيكَكَ، فَنِعْمَ الشَّرِيكُ لَا تُمَارِي وَلَا تُدَارِي "

ص: 638

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَعْلَمُ أَنِّي رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ، بُعِثْتُ بِرَفْعِ قَوْمٍ وَوَضْعِ آخَرِينَ»

ص: 638

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ:" {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] ، يَقُولُ: مِنْ نِكَاحٍ لَا مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ "

ص: 638

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَضِبَ رَأَيْتَ لِوَجْهِهِ ظِلَالًا»

ص: 638

‌ذِكْرُ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ

ص: 638

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 639⦘

: " إِنَّ بَنِي هَاشِمٍ فَضَلُوا عَلَى النَّاسِ بِسِتِّ خِصَالٍ: هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ، وَهُمْ أَسْمَحُ النَّاسِ، وَهُمْ أَحْلَمُ النَّاسِ، وَهُمْ أَصْفَحُ النَّاسِ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى نِسَائِهِمْ "

ص: 638

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهَا بَعْضًا لَقُوا بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ عَبْدٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، بِنَحْوِهِ

ص: 639

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا بَالُ قُرَيْشٍ إِذَا تَلَاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ وَقَالَ: «لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» ، ثُمَّ قَالَ:«أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ آذَى عَمِّي فَقَدْ آذَانِي؛ وَإِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»

ص: 639

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قُرَيْشًا تَتَلَاقَى بَيْنَهَا بِوُجُوهٍ لَا تَلْقَانَا بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يَدْخُلُ أَجْوَافَهُمْ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِي»

ص: 640

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّكَ تَرَكْتَ فِينَا ضَغَائِنَ مُنْذُ صَنَعْتَ الَّذِي صَنَعْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ تَبْلُغُوا الْخَيْرَ - أَوْ قَالَ: الْإِيمَانَ - حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي، أَيَرْجُو سُؤْلُهُمْ شَفَاعَتِي عَنْ مُرَادٍ، وَلَا يَرْجُو بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَفَاعَتِي؟ "

ص: 640

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجُعِلَ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَجَعَلَ يُعْطِيهِ النَّاسَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه أَنْ قُمْ بِنَا إِلَيْهِ، فَقُمْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَلَمْ تُعْطِنَا مِنْهُ شَيْئًا؟ قَالَ:«إِنَّمَا هِيَ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ أَوْسَاخُ النَّاسِ يَتَطَهَّرُونَ بِهَا مِنْ ذُنُوبِهِمْ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ» ، فَقُمْنَا فَلَمَّا وَلَّيْنَا دَعَانَا فَقَالَ:«مَا ظَنُّكُمْ بِي غَدًا إِذَا أَحَذْتُ بِبَابِ الْجَنَّةِ، وَهَلْ تَرَوْنِي مُنَادِيًا سِوَاكُمْ، أَوْ مُؤْثِرًا عَلَيْكُمْ غَيْرَكُمْ؟»

ص: 640

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَاهُ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اجْتَمَعَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ابْنُهُ، مَعَ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ، وَمَعَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا: مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَبْعَثَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَسْتَعْمِلُهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ النَّاسُ فَيُؤَدِّيَانِ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ نَفْعِهِ ذَلِكَ فَيُصِيبُنَا؟ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ: مَا يَقُولُ الشَّيْخَانِ؟ فَقَالَا: نَقُولُ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَعْمَلَهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ؟ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمَا أَنْ لَا تَفْعَلَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِفَاعِلٍ فَقَالَا: يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَوْ يَا أَبَا حَسَنٍ: مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَصِهْرَكَ إِيَّاهُ، فَتَنْفُسَ عَلَيْنَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ قَالَ: فَأَيُّ نَفَاسَةٍ عَلَيْكُمَا، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ فَاعِلٍ، ثُمَّ جَمَعَ رِدَاءَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ حَزَنًا: أَنَا أَبُو حُسَيْنٍ، أَوْ أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا

⦗ص: 642⦘

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْبَابِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَوْمُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ:«أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثَنَا أَبَوَانَا لِتَسْتَعْمِلَنَا عَلَى بَعْضِ مَا تَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ النَّاسَ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ فَنُؤَدِّي، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ مَنْفَعَةٍ فَنُصِيبُ، فَاسْتَلْقَى مَلِيًّا وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَهَبْنَا نُكَلِّمُهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ أَنِ امْضِيَا؛ فَإِنَّهُ فِي شَأْنِكُمَا، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ:«إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا آلِ مُحَمَّدٍ» ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ

⦗ص: 643⦘

، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ إِلَيْهِ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ:«يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجْ أَحَدَ هَذَيْنِ» ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ:«زَوِّجِ ابْنَتَكَ مِنَ الْآخَرِ» ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ:«سُقْ عَنْهَا مَا عِنْدَكَ» حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَا لِعَلِيٍّ: وَاللَّهِ مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ صِهْرِهِ وَصُحْبَتِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَكَانَ مَحْمِيَةُ عَلَى خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ فِيهِ: وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «زَوِّجِ ابْنَتَكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ:«يَا مَحْمِيَةُ، زَوِّجِ الْفَضْلَ ابْنَتَكَ» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ "

ص: 641

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ

⦗ص: 644⦘

رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: أَتَتَّبِعُنِي فَتُصِيبَ مِنْهَا؟ فَقَالَ: لَا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ:«إِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ»

ص: 643

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:" لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، أَتَيْتُهُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي جَعَلَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ، أَعْطَيْتَهُمْ وَمَنَعْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ» ، وَشَبَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصَابِعِهِ " وَأَشَارَ أَبُو خَالِدٍ فَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ

ص: 644

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ الْخُمُسَ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنِي عَبْدِ يَغُوثَ، ثُمَّ قَسَمَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَيْهِمْ، وَهُوَ يَسِيرٌ، ثُمَّ قَسَمَهُ عُمَرُ رضي الله عنه سَنَتَيْنِ، ثُمَّ كَلَّمَ فِيهِ عَلِيًّا رضي الله عنه عَامَ اشْتَدَّتْ فِيهِ حَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: أَرْفِقُونَا بِهِ، فَأَرْفَقَهُ، فَلَمَّا صَارَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى مَنْزِلِهِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: أَعْطَيْتُمُوهُ الْخُمُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ، لَا يُعْطِيكُمُوهُ أَحَدٌ حَتَّى يُعْطِيكُمُوهُ رَجُلٌ نَبِيٌّ "

ص: 645

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ

⦗ص: 646⦘

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: اجْتَمَعْتُ أَنَا، وَالْعَبَّاسُ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَبِرَتْ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي، وَقَدْ رَكِبَنِي مَؤُونَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ قَالَ: فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْكَ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي قَدْ عَلِمْتَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي كَمَا أَمَرْتَ لِعَمِّكَ فَافْعَلْ قَالَ: قَدْ فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا أَعِيشُ فِيهَا، ثُمَّ مَنَعْتَهَا مِنِّي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ قَالَ: فَعَلَ ذَاكَ. قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي حَقَّنَا مِنَ الْخُمُسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْسِمْهُ فِي حَيَاتِكَ لِئَلَّا يُنَازِعَنِيهِ أَحَدٌ بَعْدَكَ فَافْعَلْ قَالَ: قَدْ فَعَلَ ذَاكَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَقَالَ: «يَا أَبَا الْفَضْلِ، أَلَا سَأَلْتَنِي الَّذِي سَأَلَنِي ابْنُ أَخِيكَ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْتَهَتْ مَسْأَلَتِي إِلَى الَّذِي سَأَلْتُكَ. قَالَ: فَوَلَّانِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِسْمَتِهِ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وِلَايَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وِلَايَةَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ عُمَرَ رضي الله عنه، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ عُمَرَ رضي الله عنه فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ

⦗ص: 647⦘

فَعَزَلَ حَقَّنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: هَذَا حَقُّكُمْ فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ حَيْثُ كُنْتَ تَقْسِمُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِنَا عَنْهُ الْعَامَ غَنَاءٌ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِ حَاجَةٌ. فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ تِلْكَ السَّنَةَ، ثُمَّ لَمْ يَدْعُنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ رضي الله عنه حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي هَذَا، فَلَقِيتُ الْعَبَّاسَ بَعْدَمَا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَقَدْ حَرَمْتَنَا الْغَدَاةَ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْنَا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ رَجُلًا ذَاهِبًا "

ص: 645

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْتُكُمْ مَا كَانَ نَصِيبَكُمْ مِنْ خَيْبَرَ مَالًا، فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقُتِلَ عُمَرُ وَلَمْ يُعْطِنَا شَيْئًا، فَقَسَمَهَا عُثْمَانُ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَبَضَهَا وَلَمْ يُعْطِكُمْ شَيْئًا، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَنَا "

ص: 647

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ،: هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ؟ وَيُخْبِرُهُ

⦗ص: 648⦘

فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَدْ قَتَلَ الْغُلَامَ قَالَ يَزِيدُ: فَأَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما إِلَى نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَيْهِ: " كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى: لِمَنْ هُوَ؟ فَهُوَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه دَعَانَا إِلَى أَنْ نُنْكِحَ مِنْهُ نِسَاءَنَا، وَنَخْدِمَ مِنْهُ عَائِلَنَا، وَنَقْضِيَ مِنْهُ عَنْ غَارِمِنَا، فَأَبَيْنَا إِلَّا أَنْ يُسْلِمَهُ إِلَيْنَا، فَأَبَى ذَلِكَ، فَتَرَكْنَاهُ عَلَيْهِ، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ النِّسَاءِ: هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَدْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَهُ، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُمْ بِسَهْمٍ فَلَا، وَقَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُنَّ، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَتَقُولُ فِي كِتَابِكَ: إِنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَتَلَ الْغُلَامَ، وَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ ذَلِكَ الْعَالِمُ

⦗ص: 649⦘

، وَلَكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ فَاجْتَنِبْهُمْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ قَتْلِهِمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّهُ كَانَ فِي كِتَابِ نَجْدَةَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَبِيدِ: هَلْ كَانُوا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُمْ بِسَهْمٍ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: إِنَّ الْعَبِيدَ قَدْ كَانُوا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُمْ بِسَهْمٍ فَلَا، وَقَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُمْ، وَعَنِ الْيَتِيمِ، وَمَتَى يَخْرُجُ مِنَ الْيُتْمِ وَيَجِبُ سَهْمُهُ فِي الْفَيْءِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَأَمَّا الْيَتِيمُ فَإِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدًا دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ وَخَرَجَ مِنَ الْيُتْمِ، وَوَجَبَ سَهْمُهُ فِي الْفَيْءِ "

ص: 647

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ، حِينَ خَرَجَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، لِمَنْ تَرَاهُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هُوَ لَنَا، لِقُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَسَمَهُ لَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه عَرَضَ عَلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ عَرْضًا رَأَيْنَاهُ دُونَ حَقِّنَا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ

⦗ص: 650⦘

وَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ، وَكَانَ الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعِينَ نَاكِحَهُمْ، وَأَنْ يَقْضِيَ عَنْ غَارِمِهِمْ، وَأَنْ يُعْطِيَ فَقِيرَهُمْ، وَأَبَى أَنْ يَزِيدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»

ص: 649

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُمُسِ، لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْخُمُسِ، لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا نَقُولُ:«هُوَ لَنَا، فَأَبَى قَوْمُنَا ذَلِكَ عَلَيْنَا»

ص: 650

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ:" كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ إِلَيَّ: مَنْ ذَوُو الْقُرْبَى؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كُنَّا نَزْعُمُ نَحْنُ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَلِكَ، وَقَالُوا: قُرَيْشٌ كُلُّهُمْ "

ص: 650

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41] قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله

⦗ص: 651⦘

عليه وسلم وَذُو قَرَابَتِهِ لَا يَأْكُلُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ شَيْئًا لَا تَحِلُّ لَهُمْ، فَلِلنَّبِيِّ خُمْسُ الْخُمُسِ، وَلِذِي قَرَابَتِهِ خُمْسُ الْخُمُسِ، وَلِلْيَتَامَى مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِلْمَسَاكِينِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِابْنِ السَّبِيلِ مِثْلُ ذَلِكَ "

ص: 650

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ الْفَيْءَ عَلَى خَمْسَةٍ، يَضْرِبُهَا لِمَنْ أَصَابَ الْفَيْءَ: لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، وَالرَّاجِلِ سَهْمٌ، وَيَقْسِمُ الْبَاقِيَ عَلَى سِتَّةٍ، فَسَهْمٌ لِلَّهِ، وَسَهْمٌ لِرَسُولِهِ، وَسَهْمٌ لِذِي الْقُرْبَى؛ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ مَعَ سَهْمِهِمْ فِي الْمُسْلِمِينَ وَمَعَ سَهْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَسَهْمٌ لِلْيَتَامَى؛ يَتَامَى النَّاسِ لَيْسَ لِيَتَامَى بَنِي هَاشِمٍ "

ص: 651

أَخْبَارُ

ص: 651

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه هُوَ عُمَرُ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ لِعُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. وَزَيْدٌ الْأَكْبَرُ، لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَرُقَيَّةُ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَزَيْدٌ الْأَصْغَرُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَا يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حُبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ فَرَّقَ بَيْنَ عُمَرَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ جَرْوَلٍ. وَعَاصِمٌ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَوْسَطُ، وَهُوَ أَبُو الْمُجَبِّرِ، وَأُمُّهُ لَهِيَّةُ أُمُّ وَلَدٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ

ص: 654

وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَزَيْنَبُ، وَهِيَ أَصْغَرُ وَلَدِ عُمَرَ، وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ أُمُّ وَلَدٍ. وَعِيَاضُ بْنُ عُمَرَ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

ص: 655

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " غَيَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اسْمَ أُمِّ عَاصِمٍ ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةَ قَالَ:«لَا، بَلْ أَنْتِ جَمِيلَةُ»

ص: 655

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ عَالِمًا بِأُمُورِ مَكَّةَ، عَنْ مَنْزِلِ، عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمَكَّةَ فَقَالَ: كَانَ يَنْزِلُ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: جَبَلُ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُ الْجَبَلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَاقِرَ، فَنُسِبَ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَبِهِ كَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ "

ص: 655

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِضَجْنَانَ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَرْعَى عَلَى الْخَطَّابِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَكَانَ

⦗ص: 656⦘

وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ فَظًّا غَلِيظًا، ثُمَّ أَصْبَحَ إِلَيَّ أَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا:

[البحر البسيط]

لَا شَيْءَ فِيمَا نَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ

يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ "

ثُمَّ قَالَ لِبَعِيرِهِ: حَوْبَ "

ص: 655

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَافِلِينَ مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِشِعَابِ ضَجْنَانَ وَقَفَ النَّاسُ - فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: مَكَانًا كَثِيرَ الشَّجَرِ وَالْأَشَبِ - قَالَ: فَقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ وَأَنَا فِي إِبِلٍ لِلْخَطَّابِ، وَكَانَ فَظًّا غَلِيظًا، أَحْتَطِبُ عَلَيْهَا مَرَّةً وَأَخْتَبِطُ عَلَيْهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ يَضْرِبُ النَّاسُ بِجَنَبَاتِي، لَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ» قَالَ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ:

[البحر البسيط]

لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ

يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ "

ص: 656

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ

⦗ص: 657⦘

: أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "

ص: 656

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ دِينَكَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيْكَ» ، فَشَدَّدَ دِينَهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "

ص: 657

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»

ص: 657

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدًا السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ: أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ

⦗ص: 658⦘

دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ قَالَ: فَمَشَى عُمَرُ ذَامِرًا حَتَّى أَتَاهُمَا، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ خَبَّابٌ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: وَكَانُوا يَقْرَءُونَ طه فَقَالَا: مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا قَالَ: فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَتَنُهُ: أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ؟ قَالَ فَوَثَبَ عُمَرُ عَلَى خَتَنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَنَفَحَهَا بِيَدِهِ نَفْحَةً فَدَمَّى وَجْهَهَا فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: يَا عُمَرُ، أَنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ قَالَ: أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَأَهُ - قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ - فَقَالَتْ أُخْتُهُ: إِنَّكَ رِجْسٌ، وَ {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ

⦗ص: 659⦘

فَقَرَأَ {طه} [طه: 1]، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعَبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ. فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ قَالَ: وَعَلَى بَابِ الدَّارِ حَمْزَةُ، وَطَلْحَةُ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ قَالَ حَمْزَةُ: نَعَمْ، فَهَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِعُمَرَ خَيْرًا يُسْلِمْ، وَيَتَّبِعِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا قَالَ: وَالنَّبِيُّ عليه السلام دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَتَى عُمَرُ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ: «أَمَّا أَنْتَ مُنْتَهِيًا يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ وَقَالَ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "

ص: 657

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ بَيْنَ رِجَالٍ

⦗ص: 660⦘

وَنِسَاءٍ قَدْ أَسْلَمُوا قَبْلَهُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ بِالْأَمْسِ:" اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ "، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ "

ص: 659

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:«أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشْرِ نِسْوَةٍ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَسْلَمَ عُمَرُ فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ، وَدُعِيَ إِلَيْهِ عَلَانِيَةً، وَجَلَسْنَا حَوْلَ الْبَيْتِ حِلَقًا، وَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَانْتَصَفْنَا مِمَّنْ غَلُظَ عَلَيْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ بَعْضَ مَا يَأْتِي بِهِ

ص: 660

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عُمَرَ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالَ: «أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً»

ص: 660

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ

⦗ص: 661⦘

بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَارِ الْأَعْظَمِ الْآخِرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةَ السَّادِسَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ "

ص: 660

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " فَمَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا نُصَلِّي "

ص: 661

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنَّ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا»

ص: 661