المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تقدير الدية في عهد عمر رضي الله عنه - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ٢

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ اللِّعَانِ

- ‌ذِكْرُ الظِّهَارِ

- ‌خَبَرُ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌ذِكْرُ ابْنِ أُبَيْرِقٍ

- ‌خَبَرُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌ذِكْرُ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْوُفُودُ

- ‌خَبَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

- ‌وَفْدُ نَجْرَانَ

- ‌صِفَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رُوِيَ فِي خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ

- ‌تَسْمِيَتُهُ بِالْفَارُوقِ

- ‌ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِخَائِهِ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ، وَوَصِيَّتِهِ إِيَّاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ وَلَّى أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَّاهُ الْقَضَاءَ، وَكَانَ أَوَّلَ قَاضٍ فِي الْإِسْلَامِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتَبَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ جَمَعَ النَّاسَ إِلَيْهِ

- ‌سِيَاقُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ لِعُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَلِلَّهِ حَقٌّ بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّهَا لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى فَرِيضَةٌ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌ذِكْرُ ابْتِدَاءِ خِلَافَتِهِ رضي الله عنه

- ‌أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ رضي الله عنه أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌هَيْبَةُ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌وِلَايَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه الْقَضَاءَ

- ‌عَفَافُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ الْمَالِ وَغِلَظُ مَطْعَمِهِ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْهُ رضي الله عنه فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ وَالْقَوْلِ فِيهِ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌تَحْرِيمُ عُمَرَ رضي الله عنه مُتْعَةَ النِّسَاءِ

- ‌ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ رضي الله عنه يُقَالُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ مِنْ سَلْمَى مَوْلَاةِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي

- ‌نَهْيُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ

- ‌ضَرْبُ عُمَرَ رضي الله عنه فِي شُرْبِ الْخَمْرِ ثَمَانِينَ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌أَمْرُ الرَّمَادَةِ وَمَا فَعَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فِي ذَلِكَ الْعَامِ

- ‌تَأْدِيبُ عُمَرَ رضي الله عنه الرَّعِيَّةَ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ

- ‌كَرَامَاتُهُ وَمُكَاشَفَاتُهُ

- ‌تَقْدِيرُ الدِّيَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌مَسْأَلَةُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ نَفْسِهِ وَتَفَقُّدُهُ أُمُورَ رَعِيَّتِهِ

الفصل: ‌تقدير الدية في عهد عمر رضي الله عنه

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: " كَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَابْنِ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ خُصُومَةٌ، فَجَعَلَا بَيْنَهُمَا أُبَيًّا، فَقَصَّ ابْنُ مُعَاذٍ عَلَى أُبَيٍّ: أَعْفِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْفِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَا تُعْفِنِي إِنْ كَانَتْ عَلَيَّ قَالَ: فَإِنَّهَا عَلَيْكَ قَالَ: فَحَلَفَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَإِنِ اسْتَحْقَقْتُهَا بِيَمِينِي اذْهَبْ فَهِيَ لَكَ "

ص: 756

‌تَقْدِيرُ الدِّيَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه

ص: 756

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، أَنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَنْ كَانَتْ إِذْ ذَاكَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، فَكَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَلَتِ الْإِبِلُ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَكَانَتْ قِيمَتُهُ ثَمَانِينَ دِرْهَمًا، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رضي الله عنه غَلَتِ الْإِبِلُ فَكَانَ قِيمَةُ الْبَعِيرِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ

⦗ص: 757⦘

دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

ص: 756

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَمَّا رَأَى أَثْمَانَ الْإِبِلِ تَخْتَلِفُ قَالَ: لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءٍ لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ بَعْدِي، عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدَّرَاهِمِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

ص: 757

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَتَبَ الدِّيَةَ عَلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ عَشَرَةَ آلَافٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةَ بَعِيرٍ "

ص: 757

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالدِّيَةُ ثَمَانُمِائَةٍ دِينَارٍ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَرْتَفِعُ وَتَخْتَفِضُ، فَخَشِيَ عُمَرُ رضي الله عنه بَعْدَهُ، فَجَعَلَ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الدِّرْهَمِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ "

ص: 757

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه جَعَلَ الدِّيَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ عَشَرَةَ آلَافٍ، وَمِنَ الْإِبِلِ مِائَةً، وَمِنَ الْبَقَرِ مِائَتَيْنِ، وَمِنَ الشَّاةِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ " حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه بِمِثْلِهِ

ص: 758

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: " جَمَعَ عُمَرُ رضي الله عنه الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فَقَالَ: مَتَى نَكْتُبُ التَّارِيخَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: مُنْذُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ، يَعْنِي يَوْمَ هَاجَرَ، فَكَتَبَ ذَلِكَ عُمَرُ رضي الله عنه "

ص: 758

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَامِلٌ جَاءَ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: أَمَا تُؤَرِّخُونَ؛ تَكْتُبُونَ: فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَادَ عُمَرُ رضي الله عنه وَالنَّاسُ أَنْ يَكْتُبُوا مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ عِنْدِ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ

⦗ص: 759⦘

الْهِجْرَةِ، ثُمَّ قَالُوا: مِنْ أَيِّ شَهْرٍ؟ فَأَرَادُوهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ فَقَالُوا: مِنَ الْمُحَرَّمِ "

ص: 758

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مَرَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ:

[البحر الطويل]

تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهُ

وَأَرَّقَنِي إِذْ لَا خَلِيلَ أُلَاعِبُهُ

فَوَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ

لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ

فَنَظَرَ فَإِذَا زَوْجُهَا غَائِبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَدِمَ "

ص: 759

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رضي الله عنه حَفْصَةَ رضي الله عنها: مَتَى يَشْتَدُّ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقْدُ زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: شَهْرَيْنِ لَا تُبَالِيهِ، وَأَرْبَعَةً تَكُونُ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، وَالسِّتَّةَ الْأَشْهُرَ، فَجَعَلَ مَغَازِيَ النَّاسِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ "

ص: 759

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه لَيْلَةً بِحَرَسٍ، فَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ فِي بَيْتِهَا تَقُولُ:

[البحر الطويل]

تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهُ

وَطَالَ عَلَيَّ أَنْ لَا خَلِيلَ أُلَاعِبُهُ

فَوَاللَّهِ لَوْلَا خَشْيَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ

لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ

فَذَهَبَ عَنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ يَسْأَلُ عَنْهَا، فَقِيلَ: هَذِهِ فُلَانَةٌ امْرَأَةُ

ص: 759

فُلَانٍ، زَوْجُهَا غَازٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ رضي الله عنه امْرَأَةً وَقَالَ: كُونِي مَعَهَا حَتَّى يَقْدَمَ زَوْجُهَا، وَأَجْرَى عَلَى الْمَرْأَةِ نَفَقَةً، وَكَتَبَ إِلَى زَوْجِهَا أَنْ تُقْفِلُوهُ إِلَيْهَا، وَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ حَفْصَةَ رضي الله عنها فَقَالَ: يَا بُنَيَّةِ، كَمْ تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، مِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّهُ شَيْءٌ أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ فِيهِ لِلرَّعِيَّةِ مَا سَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالَتْ: تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ، وَذَلِكَ أَنَّ تِلْكَ الْعِدَّةُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَسِيرُ النَّاسُ إِلَى غَزَاتِهِمْ شَهْرًا، ثُمَّ يَرْجِعُونَ شَهْرًا، وَيُقِيمُونَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَوَقَّتَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ "

ص: 760

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ:

[البحر الطويل]

أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ مَعْقِلٍ

إِذَا مَعْقِلٌ رَاحَ الْبَقِيعَ مُرَجِّلَا

فَأَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مَعْقِلٍ: أَنِ الْحَقْ بِبَادِيَةِ قَوْمِكَ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ مَا دَامَ هَذَا غَازِيًا حَتَّى تَرْجِعَ "

ص: 760

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ رضي الله عنه رَجُلًا يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ، فَدَعَا مَعْقِلًا فَقَالَ لَهُ: اجْزُزْ شَعَرَكَ، فَجَزَّهُ فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ "

ص: 760

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ

⦗ص: 761⦘

: " قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْفُرُوعِ فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ فَإِذَا صَحِيفَةٌ فِيهَا:

[البحر الوافر]

أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا

فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي

فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقِّلَاتٍ

قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ الْبِحَارِ

قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ

وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ

مُعِيدًا يَبْتَغِي سَقَطَ الْعِذَارِ

قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا

شُغِلْنَا عَنْهُمُ زَمَنَ الْحِصَارِ

قَالَ: فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ جَعْدَةَ بْنَ سُلَيْمٍ، فَدَعَوْا بِهِ، فَجَلَدَهُ مِائَةَ مَعْقُولًا، وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ مُغَيَّبَةٍ "

ص: 760

حَدَّثَنَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: كَانَ جَعْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ النِّسَاءَ وَيُخْرِجُ الْجَوَارِيَ إِلَى سَلْعٍ يُحَدِّثُهُنَّ، ثُمَّ يَعْقِلُ الْجَارِيَةَ وَيَقُولُ: قُومِي فِي الْعِقَالِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَصْبِرُ عَلَى الْعِقَالِ إِلَّا حَصَانٌ "

ص: 761

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه غَرَّبَ أَبَا مِحْجَنٍ، أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ، وَأَمَرَ ابْنَ جَهْرَاءَ الْبَصْرِيَّ وَآخَرَ مَعَهُ أَنْ يَحْمِلَاهُ فِي الْبَحْرِ

ص: 761

، فَخَرَجُوا عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ جَهْرَاءَ أَنْ يَحْمِلَهُ قَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ الْبَعِيرَيْنِ أُطْعِمْكَ مِنَ الْخَضْرَاءِ أَكْرَاشَهُمَا؛ فَإِنِّي لَا أَرْكَبُ بَعِيرًا بَعْدَ الْيَوْمِ فَمَا أَرَى، فَنَحَرَهُمَا وَمَشَوْا جَمِيعًا، فَأَفْلَتَ وَقَالَ:

[البحر البسيط]

أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا حَفْصٍ مُغَلْغَلَةً

عَبَدَ الْإِلَهَ إِذَا مَا غَارَ أَوْ جَلَسَا

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَجَّانِي وَسَلَّمَنِي

مِنَ ابْنِ جَهْرَاءَ وَالْبُوصِيِّ قَدْ حَبَسَا

مَنْ يَرْكَبِ الْبَحْرَ وَالْبُوصِيُّ صَاحِبُهُ

إِلَى حَضَوْضَى فَبِئْسَ الصَّاحِبُ الْتَمَسَا وَقَالَ:

[البحر المديد]

صَاحِبَا سُوءٍ صَحِبْتُهُمَا

صَاحَبَانِي يَوْمَ أَرْتَحِلُ

إِنَّنِي بَاكَرْتُ مُتْرَعَةً

مُزَّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ

فَمَشَيْنَا كُلُّنَا نَرْحَلُ

فَإِذَا وَاللَّيْلُ مُعْتَدِلُ

إِذْ يَقُولَانِ ارْتَحِلْ مَعَنَا

وَأَقُولُ إِنَّنِي ثَمِلُ

إِنَّنِي بَاغِيكُمَا غُنْمًا

إِنَّنِي تَسْعَى بِيَ الْإِبِلُ "

ص: 762

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَضَّاحِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه سَيَّرَ نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلَ عَلَى مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ عَائِدًا لَهُ، وَعِنْدَهُ شُمَيْلَةُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُزَيْهِرٍ، فَجَرَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ نَصْرٍ كَلَامٌ لَمْ يَفْهَمْ مُجَاشِعٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا قَوْلَ نَصْرٍ وَأَنَا، فَقَالَ لَهَا مُجَاشِعٌ: مَا قَالَ لَكِ؟ قَالَتْ: كَمْ لَبَنُ نَاقَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: مَا هَذَا كَلَامٌ جَوَابُهُ وَأَنَا، فَأَرْسَلَ إِلَى نَصْرٍ يَسْأَلُهُ وَعَظَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَالَتْ لِي: أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ حُبًّا لَوْ كَانَ تَحْتَكَ لَأَقَلَّكَ، أَوْ فَوْقَكَ لَأَظَلَّكَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا فَقَالَ مُجَاشِعٌ: أَتُحِبُّ أَنْ أَنْزِلَ لَكَ

ص: 762

عَنْهَا؟ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ، أَنْ يَبْلُغَ هَذَا عُمَرَ رضي الله عنه مَعَ مَا فَعَلَ بِي " وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ أَنَّهَا كَتَبَتْ لَهُ فِي الْأَرْضِ بِهَذَا الْكَلَامِ، وَكَتَبَ إِلَى جَنْبِهِ جَوَابَهُ، وَأَنَّ مُجَاشِعًا كَبَّ عَلَى الْكِتَابَيْنِ إِجَانَةً أَوْ جَفْنَةً، وَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ قَرَأَهَا لَهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ، أَنَّهُ زَادَ فِي الشِّعْرِ، وَالشِّعْرُ:

[البحر البسيط]

هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا

أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ

وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ الَّذِي سَمِعَهُ عُمَرُ رضي الله عنه فَسَيَّرَ نَصْرًا قَالَ: فَزَادَ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ:

إِلَى فَتًى طَيِّبِ الْأَعْرَاقِ مُقْتَبِلِ

سَهْلِ الْمُحَيَّا كَرِيمٍ غَيْرِ مِلْجَاجِ

تُنَمِّيهِ أَعْرَاقُ صِدْقٍ حِينَ تَنْسُبُهُ

وَذِي نَجْدَاتٍ عَنِ الْمَكْرُوهِ فَرَّاجِ

سَامِي النَّوَاظِرِ مِنْ فِهْرٍ لَهُ كَرَمٌ

تُضِيءُ سُنَّتُهُ فِي الْحَالِكِ الدَّاجِ

فَكَتَبَ نَصْرٌ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه بَعْدَ حَوْلٍ:

[البحر الطويل]

لَعَمْرِي لَئِنْ سَيَّرْتَنِي وَحَرَمْتَنِي

وَمَا نِلَتُ ذَنْبًا إِنَّ ذَاكَ حَرَامُ

وَمَا نُلْتُ ذَنْبًا غَيْرَ ظَنٍّ ظَنَنْتَهُ

وَفِي بَعْضِ تَصْدِيقِ الظُّنُونِ أَثَامُ

أَإِنْ غَنَّتِ الدَّلْفَاءُ يَوْمًا بِمُنْيَةٍ

وَبَعْضُ أَمَانِيِّ النِّسَاءِ غَرَامُ

ظَنَنْتَ بِيَ الظَّنَّ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ

بَقَاءٌ فَمَا لِي فِي النَّدِيِّ كَلَامُ

فَأَصْبَحْتُ مَنْفِيًّا عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ

وَقَدْ كَانَ لِي بِالْمَكَّتَيْنِ مُقَامُ

وَيَمْنَعُنِي مِمَّا تَظُنُّ تَكَرُّمِي

وَآبَاءُ صِدْقٍ سَالِفُونَ كِرَامُ

ص: 763

وَيَمْنَعُهَا مِمَّا ظَنَنْتَ صَلَاتُهَا

وَفَضْلٌ لَهَا فِي قَوْمِهَا وَصِيَامُ

فَهَاتَانِ حَالَانَا فَهَلْ أَنْتَ رَاجِعِي

فَقَدْ جُبَّ مِنِّي كَاهِلٌ وَسَنَامُ

إِمَامَ الْهُدَى لَا تَبْتَلِي الطَّرْدَ مُسْلِمًا

لَهُ حُرْمَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَزِمَامُ

وَقَالَتِ الْمَرْأَةُ:

قُلْ لِلْإِمَامِ الَّذِي تُخْشَى بَوَادِرُهُ

مَا لِي وَلِلْخَمْرِ أَوْ نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ

إِنِّي غَنِيتُ أَبَا حَفْصٍ بِغَيْرِهِمَا

شُرْبِ الْحَلِيبِ وَطَرْفٍ فَاتِرٍ سَاجِ

إِنَّ الْهَوَى ذَمَّهُ التَّقْوَى فَحَبَسَهُ

حَتَّى أُقِرَّ بِأَلْجَامٍ وَأَسْرَاجِ

أُمْنِيَةٌ لَمْ أُصِبْ مِنْهَا بِضَائِرَةٍ

وَالنَّاسُ مِنْ هَالِكٍ فِيهَا وَمِنْ نَاجِ

لَا تَجْعَلِ الظَّنَّ حَقًّا أَوْ تُبَيِّنُهُ

إِنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ الْخَائِفِ الرَّاجِ

وَيُقَالُ: إِنَّ الشِّعْرَ مَصْنُوعٌ إِلَّا الْبَيْتَ الْأَوَّلَ الَّذِي سَمِعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 764

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو شَجَرَةَ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَدْ خَرَجَ فِي الرِّدَّةِ فَقَالَ: "

[البحر الطويل]

صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى هَوَاهُ وَأَقْصَرَا

وَطَاوَعَ فِيهَا الْعَاذِلِينَ فَأَبْصَرَا

وَأَصْبَحَ أَدْنَى رَائِدِ الْجَهْلِ وَالصِّبَا

كَمَا وُدُّهَا عَنَّا كَذَاكَ تَغَيَّرَا

⦗ص: 765⦘

وَأَصْبَحَ أَدْنَى رَائِدِ الْوَصْلِ فِيهِمُ

كَمَا حَبْلُهَا مِنْ حَبْلِنَا قَدْ تَبَتَّرَا

أَلَا أَيُّهَا الْمُدْلِي بِكَثْرَةِ قَوْمِهِ

وَحَظُّكَ مِنْهُمْ أَنْ تُضَامَ وَتُكْدَرَا

سَلِ النَّاسَ عَنَّا كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ

إِذَا مَا الْتَقَيْنَا دَارِعِينَ وَحُسَّرَا

أَلَسْنَا نُعَاطِي ذَا الطِّمَاحِ لِجَامَهُ

وَنَطْعَنُ فِي الْهَيْجَا إِذَا الْمَوْتُ أَفْقَرَا

وَعَارَضَتْهَا شَهْبَاءُ تَخْطِرُ بِالْقَنَا

تَرَى الْبُلْقَ فِي حَافَّاتِهَا وَالسَّنَوَّرَا

فَرَوَيْتُ رُمْحِي مِنْ كَتِيبَةِ خَالِدٍ

وَإِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَهَا أَنْ أُعَمَّرَا

قَالَ: فَبَيْنَمَا عُمَرُ رضي الله عنه يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ فِي النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ أَبُو شَجَرَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِنِي؛ فَإِنِّي ذُو حَاجَةٍ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَبُو شَجَرَةَ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى السُّلَمِيُّ قَالَ: أَبُو شَجَرَةِ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ:

فَرَوَيْتُ رُمْحِي مِنْ كَتِيبَةِ خَالِدٍ وَإِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَهَا أَنْ أُعَمَّرَا قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَعْلُوهُ بِالدِّرَّةِ فِي رَأْسِهِ حَتَّى سَبَقَهُ عَدْوًا، وَرَجَعَ إِلَى نَاقَتِهِ فَارْتَحَلَهَا، ثُمَّ أَسْنَدَهَا فِي حَرَّةِ شُورَانَ رَاجِعًا إِلَى أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ:

[البحر البسيط]

قَدْ ضَنَّ عَنَّا أَبُو حَفْصٍ بِنَائِلِهِ

وَكُلُّ مُخْتَبِطٍ يَوْمًا لَهُ وَرِقُ

مَا زَالَ يُرْهِقُنِي حَتَّى خَزِيتُ لَهُ

وَحَالَ مِنْ دُونِ بَعْضِ الرَّغْبَةِ الشَّفَقُ

لَمَّا رَهِبْتُ أَبَا حَفْصٍ وَشُرْطَتَهُ

وَالشَّيْخُ يَفْزَعُ أَحْيَانًا فَيَنْحَمِقُ

⦗ص: 766⦘

ثُمَّ ارْعَوَبْتُ إِلَيْهَا وَهْيَ جَانِحَةٌ

مِثْلُ الطَّرِيدَةِ لَمْ يَنْبُتْ لَهَا وَرَقُ

أَوْرَدْتُهَا الْخَلَّ مِنْ شُورَانَ صَادِرَةً

إِنِّي لَأَذْرِي عَلَيْهَا وَهْيَ تَنْطَلِقُ

تَطِيرُ مَرْوُ أَبَانٍ عَنْ مَنَاسِمِهَا

كَمَا تُنُوقِدَ عِنْدَ الْجَهْبَذِ الْوَرَقُ

إِذَا يُعَارِضُهَا خَرْقٌ تُعَارِضُهُ

وَرْهَاءَ فِيهَا إِذَا اسْتَعْجَلْتَهَا خُرُقُ

يَنُوءُ آخِرُهَا مِنْهَا بِأَوَّلِهَا

صُرْحُ الْيَدَيْنِ بِهَا نَهَّاضَةٌ الْعُنُقُ

قَالَ مَالِكٌ: عَنِ ابْنِ دِلَافٍ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يَشْتَرِي الرَّوَاحِلَ فَيُغَالِي بِهَا، ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ فَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ أَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، أَلَا وَإِنَّهُ ادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمُ مَالَهُ بَيْنَ غَرَائِمِهِ، ثُمَّ وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ، وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

ص: 764

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأُسَيْفِعُ، سَبَقَ الْحَاجَّ

⦗ص: 767⦘

فَاسْتَدَانَ فِي ذَلِكَ، فَاسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ أَمَانَتِهِ وَدِينِهِ بِأَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَهُ حَقٌّ فَلْيَغْدُ عَلَيْنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمْ مَالَهُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

ص: 766

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَلَا إِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ بِأَنْ يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْسِمْ بَيْنَهُمْ مَالَهُ، ثُمَّ إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ، وَآخِرَهُ حَرْبٌ "

ص: 767

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «تَعَلَّمُوا أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْيَأْسَ غِنًى، وَأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا يَئِسَ مِنَ الشَّيْءِ اسْتَغْنَى عَنْهُ»

ص: 767

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ، وَهُوَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ

⦗ص: 768⦘

، وَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَظُنُّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ فَقَذَفَ فِي قَلْبِكَ أَنَّكَ تُوشِكُ أَنْ تَمُوتَ، فَحَمَلَكَ مُبَادَرَةُ ذَلِكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَظُنُّكَ لَا تَلْبَثُ بَعْدُ أَنْ تَقُومَ عَنْ حَضَرِي هَذَا حَتَّى تَمُوتَ، وَايْمُ اللَّهِ، لَئِنْ مُتَّ قَبْلَ أَنْ تُرَاجِعَ نِسَاءَكَ وَتَرْجِعَ فِي مَالِكَ لَأُوَرِّثَنَّ نِسَاءَكَ مِنْ مَالِكَ، ثُمَّ لَأَرْجُمَنَّ قَبْرَكَ حَتَّى أَجْعَلَ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا عَلَى قَبْرِ أَبِي رِغَالٍ. قَالَ: فَرَاجَعَ نِسَاءَهُ، وَلَمْ يَكُنْ بَتَّ طَلَاقَهُنَّ، وَارْتَجَعَ مَالَهُ الَّذِي قَسَمَ بَيْنَ بَنِيهِ، ثُمَّ مَا لَبِثَ حَتَّى مَاتَ وَقَدْ طَهَّرَهُ اللَّهُ مِمَّا أَرَادَ مِنْ خِلَافِ الْحَقِّ "

ص: 767

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْمُجَاشِعِ الْأَسَدِيِّ، وَمُوسَى بْنِ مَرْوَانَ

⦗ص: 769⦘

الرَّقِّيِّ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أُتِيَ بِامْرَأَةٍ شَابَّةٍ تَزَوَّجَهَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقَتَلَتْهُ، فَأَمَرَ بِحَبْسِهَا، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَنْكِحِ الرَّجُلُ لُمَتَهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَلْتَنْكِحِ الْمَرْأَةُ لُمَّتَهَا مِنَ الرِّجَالِ "

ص: 768

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «لَا يُكْرِهَنَّ أَحَدُكُمُ ابْنَتَهُ عَلَى الرَّجُلِ الْقَبِيحِ؛ فَإِنَّهُنَّ يُحْبِبْنَ مَا تُحِبُّونَ»

ص: 769

حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «رُدُّوا الْخُصُومَ حَتَّى يَصْطَلِحُوا؛ فَإِنَّهُ أَبْرَأُ لِلصُّدُورِ وَأَقَلُّ لِلْحُبَابِ»

ص: 769

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «رُدُّوا الْخُصُومَ إِذَا كَانَتْ بَيْنَهُمُ الْقَرَابَاتُ؛ فَإِنَّ فَصْلَ الْقَضَاءِ يُورِثُ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ»

ص: 769

ص: 769

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِرَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ

⦗ص: 770⦘

، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْقُوَّةَ فِي الْعَمَلِ أَلَّا تُؤَخِّرُوا عَمَلَ الْيَوْمِ لِغَدٍ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَدَارَكَتْ عَلَيْكُمْ حَتَّى لَا تَدْرُوا بِأَيِّهَا تَأْخُذُونَ مَا أَضَعْتُمْ، أَلَا وَإِنَّ الْعَمْيَاءَ أَوِ الْعَضْبَاءَ وَالرَّدِيَّةَ إِلَى الْأَمِيرِ مَا أَدَّى الْأَمِيرُ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا رَتَعَ الْأَمِيرُ رَتَعُوا، وَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ، وَلَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنِي بِأَيِّهَا ضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُتَّبَعَةٌ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، فَأَقِيمُوا الْحَقَّ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ "

ص: 769

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبَةَ، قَالَ: مَرَّ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رضي الله عنه عَلَى قَوْمٍ فَسَأَلُوهُ عَنْ فَرِيضَتِهِ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنْ أَرْسِلُوا مَعِي حَتَّى أَسْأَلَ لَكُمْ عَنْهَا، فَأَتَى عُمَرَ رضي الله عنه يَسْأَلُهُ فَقَالَ:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا فَقِيهًا فَلْيَقُلْ كَمَا قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ "

ص: 770

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «لَا تَعْتَرِضْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ مِنَ الْأَقْوَامِ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ لِتَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلَا تُطْلِعْهُ

⦗ص: 771⦘

عَلَى سَرِّكَ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ»

ص: 770

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رضي الله عنه: «يَا أَسْلَمُ، لَا تُحِبَّنَّ حُبًّا كَلَفًا، وَلَا تُبْغِضَنَّ بُغْضًا تَلَفًا»

ص: 771

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «أَعْقَلُ النَّاسِ أَعْذَرُهُمْ لَهُمْ»

ص: 771

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:«لَا يَكُونَنَّ حُبُّكَ كَلَفًا كَمَا يَكْلُفُ الصَّبِيُّ، فَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ أَنْ تُتْلِفَ صَاحِبَكَ»

ص: 771

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ: «أُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ سَأَلَ فِيمَا لَمْ يَكُنْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ بَيَّنَ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ»

ص: 771

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: " النِّسَاءُ ثَلَاثٌ، وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: فَامْرَأَةٌ عَاقِلَةٌ عَفِيفَةٌ مُسْلِمَةٌ هَيِّنَةٌ لَيِّنَةٌ، وَدُودٌ وَلُودٌ، تُعِينُ أَهْلَهَا عَلَى الدَّهْرِ، وَلَا تُعِينُ الدَّهْرَ عَلَى أَهْلِهَا، وَقَلِيلٌ مَا تَجِدُهَا، وَأُخْرَى وِعَاءٌ لِلْوَلَدِ لَا تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، وَالْأُخْرَى غُلٌّ قَمِلٌ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي عُنُقِ مَنْ يَشَاءُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْ يَنْزِعَهُ

⦗ص: 772⦘

نَزَعَهُ. وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَاقِلٌ عَفِيفٌ بَرٌّ مُسْلِمٌ، يَنْتَظِرُ الْأُمُورَ وَيَأْتَمِرُ فِيهَا أَمْرَهُ إِذَا أُشْكِلَتْ عَلَى عَجَزَةِ الرِّجَالِ وَضَعَفَتِهِمْ، وَرَجُلٌ لَيْسَ عِنْدَهُ رَأْيٌ فَإِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ أَتَى ذَوِي الرَّأْيِ وَالْقُدْرَةِ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَإِذَا أَمَرُوهُ بِشَيْءٍ نَزَلَ عِنْدَ رَأْيِهِمْ، وَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ لَا يَأْتَمِرُ الرُّشْدَ وَلَا يُطِيعُ الْمُرْشِدَ "

ص: 771

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: أَكُونُ بِمَنْزِلٍ وَلَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، أَمْ أُقْبِلُ عَلَى نَفْسِي؟ فَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ لَهُ: «إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلَا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ كُنْتَ

⦗ص: 773⦘

مِنْ أَمْرِ النَّاسِ خِلْوًا فَأَقْبِلْ عَلَى نَفْسِكَ، وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ»

ص: 772

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِرَهْطٍ فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: " اتْلُ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: آيَةُ الْمَوَارِيثِ قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَتْلُوهَا فَإِذَا فَرَغَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَذَبْتَ، فَيَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ لِآخَرَ: اتْلُهَا، فَإِذَا تَلَاهَا قَالَ لَهُ: كَذَبْتَ، حَتَّى أَتَى عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ: اتْلُهَا، فَتَلَاهَا فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَذَبْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ رضي الله عنه: لَا، بَلْ كَذَبْتَ، فَبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه عِنْدَ ذَلِكَ وَقَالَ:«إِنَّمَا نَظَرْتُ هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ يُنْكِرُ مُنْكَرًا»

ص: 773

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ رضي الله عنه: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ مَا الْأَمْرُ كَمَا قُلْتَ قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّجُلِ فَقَالُوا: لَا تَأْلِتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّجُلِ قَالَ: دَعُوهُمْ، فَلَا خَيْرَ فِيهِمْ إِذَا لَمْ يَقُولُوهَا لَنَا، وَلَا خَيْرَ فِينَا إِذَا لَمْ تُقَلْ لَنَا "

ص: 773

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه مِنَ الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ، فَإِذَا امْرَأَةٌ بَرْزَةٌ عَلَى ظَهْرِ

⦗ص: 774⦘

الطَّرِيقِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ رضي الله عنه، فَرَدَّتْ عليه السلام، أَوْ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليها السلام فَقَالَتْ: هِيهًا يَا عُمَرُ، عَهِدْتُكَ وَأَنْتَ تُسَمَّى عُمَيْرًا فِي سُوقِ عُكَاظَ تُصَارِعُ الصِّبْيَانَ، فَلَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتَّى سُمِّيتَ عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ تَذْهَبِ الْأَيَّامُ حَتَّى سُمِّيتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ خَافَ الْمَوْتَ خَشِيَ الْفَوْتَ. فَبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ الْجَارُودُ: هِيهٍ فَقَدِ اجْتَرَأْتِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبْكَيْتِهِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَمَا تَعْرِفُ هَذِهِ؟ هَذِهِ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، الَّتِي سَمِعَ اللَّهُ عز وجل قَوْلَهَا مِنْ فَوْقِ سَمَاوَاتِهِ، فَعُمَرُ أَحْرَى أَنْ يَسْمَعَ لَهَا "

ص: 773

حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ بَعْضِ عُمَّالِهِ شَيْءٌ، فَجَمَعَهُمْ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ:" أَيَّتُهَا الرَّعِيَّةُ، إِنَّ لِلرُّعَاةِ عَلَيْكُمْ حَقًّا: الْمُنَاصَحَةُ بِالْغَيْبِ، وَالْمُعَاوَنَةُ عَلَى الْخَيْرِ، أَلَا وَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ عَادِلٍ وَرِفْقِهِ، وَلَا جَهْلَ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ جَائِرٍ وَخَرْقِهِ، وَمَنْ يَأْخُذْ بِالْعَافِيَةِ فِيمَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ يُعْطَ الْعَافِيَةَ مِنْ فَوْقِهِ "

ص: 774

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ

⦗ص: 775⦘

بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ لَمْ تُؤَدِّبْ رَعِيَّتَكَ بِمِثْلِ أَنْ تَبْدَأَهُمْ بِالْغِلْظَةِ وَالشِّدَّةِ عَلَى أَهْلِ الرِّيبَةِ بَعُدُوا أَوْ قَرُبُوا، فَإِنَّ اللِّينَ بَعْدَ الشِّدَّةِ أَمْنَعُ لِلرَّعِيَّةِ، وَأَحْشَدُ لَهَا، وَإِنَّ الصَّفْحَ بَعْدَ الْعُقُوبَةِ أَرْغَبُ لِأَهْلِ الْحَزْمِ "

ص: 774

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنهما: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فَافْهَمْ إِذَا أُدْلِيَ إِلَيْكَ، وَأَنْفِذْ إِذَا تَبَيَّنَ لَكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ لَا نَفَاذَ لَهُ، آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي مَجْلِسِكَ، وَفِي وَجْهِكَ وَعَدْلِكَ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَيْفِكَ، وَلَا يَيْأَسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِكَ، فَالْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا، وَلَا يَمْنَعْكَ مِنْ قَضَاءٍ قَضَيْتَ بِهِ الْيَوْمَ فَرَاجَعْتَ فِيهِ نَفْسَكَ، وَهَدَيْتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ، أَنْ تُرَاجِعَ فِيهِ الْحَقَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ، وَلَا يُبْطِلُ الْحَقَّ شَيْءٌ، وَإِنَّ مُرَاجَعَةَ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا يَتَلَجْلَجُ فِي نَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي قُرْآنٍ وَلَا سُنَّةٍ، ثُمَّ اعْرِفِ

ص: 775

الْأَشْبَاهَ وَالْأَمْثَالَ، وَقِسِ الْأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ اعْمَدْ إِلَى أَحَبِّهَا إِلَى اللَّهِ وَأَشْبَهِهَا بِالْحَقِّ فِيمَا تَرَى، فَاجْعَلْ لِمَنِ ادَّعَى حَقًّا غَائِبًا أَوْ بَيِّنَةً أَمَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَةً أَخَذَ بِحَقِّهِ، وَإِنْ عَجَزَ عَنْهَا اسْتَحْلَلْتَ عَلَيْهِ الْقَضِيَّةَ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِي الْعُذْرِ، وَأَجْلَى لِلْعَمَى، الْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ، أَوْ مُجَرَّبًا عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، أَوْ ظِنِّينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ قَرَابَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى تَوَلَّى مِنْكُمُ السَّرَائِرَ وَدَرَأَ عَنْكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ، وَإِيَّاكَ وَالْغَلَقَ وَالْغِلَظَ وَالضَّجَرَ وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومِ وَالتَّنَكُّرَ لِلْخُصُومِ فِي مَوَاطِنِ الْحَقِّ، الَّتِي يُوجِبُ اللَّهُ فِيهِ الْأَجْرَ، وَيُحْسِنُ فِيهِ الذُّخْرَ، فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، شَانَهُ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ عَبْدِهِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، فَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابِ اللَّهِ عز وجل وَعَاجِلِ رِزْقِهِ، وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

ص: 776

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ

⦗ص: 777⦘

، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الشَّيْخَةِ قَالَ: " كَلَّمَ رَجُلٌ رَجُلًا فَرَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «الْحُسْنُ أَسَرَ الشَّرَّ»

ص: 776