المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما روي عنه رضي الله عنه في جمع القرآن والقول فيه - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ٢

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ اللِّعَانِ

- ‌ذِكْرُ الظِّهَارِ

- ‌خَبَرُ ابْنِ صَائِدٍ

- ‌ذِكْرُ ابْنِ أُبَيْرِقٍ

- ‌خَبَرُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌ذِكْرُ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْوُفُودُ

- ‌خَبَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

- ‌وَفْدُ نَجْرَانَ

- ‌صِفَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رُوِيَ فِي خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ

- ‌تَسْمِيَتُهُ بِالْفَارُوقِ

- ‌ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِخَائِهِ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ، وَوَصِيَّتِهِ إِيَّاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ وَلَّى أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَّاهُ الْقَضَاءَ، وَكَانَ أَوَّلَ قَاضٍ فِي الْإِسْلَامِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتَبَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ جَمَعَ النَّاسَ إِلَيْهِ

- ‌سِيَاقُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ لِعُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَلِلَّهِ حَقٌّ بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّهَا لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى فَرِيضَةٌ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌ذِكْرُ ابْتِدَاءِ خِلَافَتِهِ رضي الله عنه

- ‌أَوَّلُ مَنْ سَمَّى عُمَرَ رضي الله عنه أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌هَيْبَةُ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌وِلَايَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه الْقَضَاءَ

- ‌عَفَافُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ الْمَالِ وَغِلَظُ مَطْعَمِهِ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْهُ رضي الله عنه فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ وَالْقَوْلِ فِيهِ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌تَحْرِيمُ عُمَرَ رضي الله عنه مُتْعَةَ النِّسَاءِ

- ‌ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ رضي الله عنه يُقَالُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ مِنْ سَلْمَى مَوْلَاةِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا. وَاسْتَمْتَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي

- ‌نَهْيُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ

- ‌ضَرْبُ عُمَرَ رضي الله عنه فِي شُرْبِ الْخَمْرِ ثَمَانِينَ

- ‌جَمْعُ عُمَرَ رضي الله عنه النَّاسَ عَلَى التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ

- ‌أَمْرُ الرَّمَادَةِ وَمَا فَعَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فِي ذَلِكَ الْعَامِ

- ‌تَأْدِيبُ عُمَرَ رضي الله عنه الرَّعِيَّةَ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ

- ‌كَرَامَاتُهُ وَمُكَاشَفَاتُهُ

- ‌تَقْدِيرُ الدِّيَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌مَسْأَلَةُ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ نَفْسِهِ وَتَفَقُّدُهُ أُمُورَ رَعِيَّتِهِ

الفصل: ‌ما روي عنه رضي الله عنه في جمع القرآن والقول فيه

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ قَاسِمٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ رضي الله عنه النَّاسَ ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَشْتَكِي بَطْنَهُ مِنَ الزَّيْتِ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُحِلُّوا لَهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ثَمَنَ عُكَّةٍ مِنْ سَمْنٍ مِنْ بَيْتِ مَالِكُمْ فَافْعَلُوا "

ص: 705

‌مَا رُوِيَ عَنْهُ رضي الله عنه فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ وَالْقَوْلِ فِيهِ

ص: 705

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ رضي الله عنه أَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ، فَقَامَ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ تَلَقَّى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِنَا بِهِ، وَكَانُوا كَتَبُوا ذَلِكَ فِي الصُّحُفِ وَالْأَلْوَاحِ وَالْعُسُبِ، وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى يَشْهَدَ شَهِيدَانِ، فَقُتِلَ عُمَرُ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُجْمَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ "

ص: 705

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ

⦗ص: 706⦘

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالُوا: نَجْمَعُ الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَقْوَامٌ فِي أَلْسِنَتِكُمْ لَحْنٌ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُحْدِثُوا فِي الْقُرْآنِ لَحْنًا. فَأَبَى عَلَيْهِمْ "

ص: 705

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «لَا يُمْلِينَا فِي مَصَاحِفِنَا إِلَّا فِتْيَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ»

ص: 706

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِمَّا يَقُولُ أُبَيٌّ، وَإِنَّهُ يَقُولُ: أَخَذْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهُ يَقُولُ:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} [البقرة: 106] "

ص: 706

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

⦗ص: 707⦘

رضي الله عنه: قُلْتُ لِعُمَرَ رضي الله عنه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أُبَيًّا يَزْعُمُ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ تَكْتُبُوهَا قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْأَلَنَّ أُبَيًّا، فَإِنْ أَنْكَرَ لَتُنْكِرَنِّي، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أُبَيًّا تُرِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَا عَلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّا تَرَكْنَا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ نَكْتُبْهَا ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ ذَهَبًا ابْتَغَى إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَاللَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ» قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَفَتَكْتُبُهَا؟ قَالَ: لَا آمُرُكَ قَالَ: أَفَتَدَعُهَا؟ قَالَ: لَا أَنْهَاكَ قَالَ: كَانَ إِثْبَاتُكَ أَوْلَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْ قُرْآنٌ مُنَزَّلٌ؟

ص: 706

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ،: قَرَأَ عُمَرُ رضي الله عنه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) فَقَالَ أُبَيٌّ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ)، وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا هَكَذَا فَقَالَ أُبَيٌّ رضي الله عنه: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا هَكَذَا، وَلَمْ يُؤَامِرْ فِيهِ الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ "

ص: 707

حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ رضي الله عنه بِغُلَامٍ مَعَهُ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَقْرَأُ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6](وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا غُلَامُ حُكَّهَا، فَقَالَ: هَذَا مُصْحَفُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَذَهَبَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَنَادَى أُبَيٌّ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، أَنْ كَانَ يَشْغَلُنِي الْقُرْآنُ، وَكَانَ يَشْغَلُكَ الصَّفَقُ بِالْأَسْوَاقِ، فَمَضَى عُمَرُ رضي الله عنه "

ص: 708

حَدَّثَنَا فِهْرُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ أُبَيًّا، قَرَأَ {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [المائدة: 107] فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَذَبْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ: بَلْ أَنْتَ أَكْذَبُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتُكَذِّبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَشَدُّ تَعْظِيمًا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْكُمْ، وَلَكِنِّي أُكَذِّبُهُ فِي تَصْدِيقِ اللَّهِ، وَلَا أُصَدِّقُهُ فِي تَكْذِيبِ كِتَابِ اللَّهِ "

ص: 709

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَصْحَابًا لَهُ خَرَجُوا بِمُصْحَفِهِمْ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يُثْبِتُونَ حُرُوفَهُ عَلَى عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ آيَ {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] (وَلَوْ حَمَيْتُمْ كَمَا حَمَوْا لَفَسَدَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قَالَ: فَأَخْبَرُوا بِذَلِكَ عُمَرَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: عَلَيَّ بِأُبَيٍّ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ عُمَرَ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الدَّرْدَاءِ

ص: 709

، فَوَافَقُوهُ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ بِيَدِهِ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمَدِينِيُّ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَاحْتَوَاهُ الْأَمْرَ، فَالْتَفَتَ إِلَى الشَّامِيِّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَنْتَهُونَ مَعْشَرَ الرَّكِيبِ حَتَّى يَشْدِفَنِي مِنْكُمْ شَرٌّ فَقَالَ: تَقُولُ هَذَا لَهُمْ وَفِيهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمَضَى أُبَيٌّ وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ وَفِيهَا الْقَطِرَانُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا أُبَيُّ، اقْرَأْ. فَقَرَأَ كَمَا أَخْبَرُوهُ فَقَالَ: يَا زَيْدُ، اقْرَأْ. فَقَرَأَ قِرَاءَةَ الْعَامَّةِ فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ لَا عِلْمَ إِلَّا كَمَا قَرَأْتَ فَقَالَ أُبَيٌّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَحْضُرُ وَيَغِيبُونَ، وَإِنْ شِئْتَ لَا أَقْرَأْتُ أَحَدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: اللَّهُمَّ غَفْرًا، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عِنْدَكَ عِلْمًا، فَأَقْرِئِ النَّاسَ وَحَدِّثْهُمْ. قَالَ: فَكَتَبُوهَا عَلَى قِرَاءَةِ عُمَرَ وَزَيْدٍ "

ص: 710

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِكَتْبِ مُصْحَفٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ بِطَعَامٍ وَإِدَامٍ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَكَانَ يُطْعِمُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ، وَكَانَ أُبَيٌّ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ يُمِلُّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: كَيْفَ وَجَدْتَ طَعَامَ

⦗ص: 711⦘

الشَّامِيِّ؟ قَالَ: إِنِّي لَأُوشِكُ إِذَا مَا نَشَبْتُ فِي أَمْرِ الْقَوْسِ، مَا طَعِمْتُ لَهُ طَعَامًا وَلَا إِدَامًا "

ص: 710

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:" كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ (عَتَّا حِينٍ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: مَنْ أَقْرَأَكَ هَكَذَا؟ قَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَجَعَلَهُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، أَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَلَا تُقْرِئْهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وَالسَّلَامُ " وَيُقَالُ: إِنَّ نَافِعَ بْنَ طَرِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ كَانَ كَتَبَ الْمُصْحَفَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 711

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: " رَأَى مَعِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَوْحًا مَكْتُوبًا فِيهِ: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فَقَالَ: مَنْ أَمْلَى عَلَيْكَ هَذَا؟ قُلْتُ

⦗ص: 712⦘

: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ إِنَّ أُبَيًّا كَانَ أَقْرَأَنَا لِلْمَنْسُوخِ، اقْرَأْهَا «فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ»

ص: 711

حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ»

ص: 712

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه سَمِعَ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ، يَقْرَأُ (لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا فِي التَّنْزِيلِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَنْ يُعَلِّمُ ذَاكَ؟ وَاللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ بِمَنْ يُعَلِّمُ ذَاكَ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا قَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَانْطَلَقَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَقَالَ: صَدَقَ، قَدْ كَانَ هَذَا فِيمَا يُقْرَأُ قَالَ: أَكْتُبُهَا فِي الْمُصْحَفِ؟ قَالَ: لَا أَنْهَاكَ قَالَ: أَتْرُكُهَا؟ قَالَ: لَا آمُرُكَ "

ص: 712

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ (اللَّهُمَّ نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ) حَتَّى بَلَغَ آخِرَ السُّورَتَيْنِ "

ص: 712