الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فمن أكثر من خمسة عشر عاماً، ومع تباشير الصحوة الإسلامية وفقنى الله عز وجل لجمع كتاب مختصر فى الرقائق وأسميته " دقائق الأخبار فى رقائق الأخبار ".
وطبع هذا الكتاب أكثر من طبعة غير محققة ثم استأذننى الأخ شرف حجازى فى طبع الكتاب بعد أن حققه بعض الإخوة الأفاضل فأذنت له ومضى على ذلك مدة، ثم نزل الكتاب باسم " تزكية النفوس " وبتحقيق الأخ:" ماجد أبو الليل " وانتشر الكتاب بفضل الله عز وجل وفوجئت بطبعات بيروتية باسم دار القلم ليس لها خطام ولا زمام، فلا أدرى هل كان هذا باتفاق مع المحقق أو على الطريقة البيروتية فى الطباعة وعلى كل حال ليس ذلك بإذن
المؤلف، ولما كان الكتاب من أول ما كتبته مع قلة المراجع وقلة العلم والخبرة اشتمل الكتاب على بعض الأحاديث الضعيفة فأردت أن أبرىء ساحتى من هذه الأحاديث وأن أتعامل معها كما تعاملت مع " البحر الرائق" و " مختصر بغية الإنسان" وغيرهما من حذف الضعيف وإعادة تحقيق الكتاب وتجهيزه لطبعة اقتصادية، وتسهيل الحصول عليه لإخواننا من المبتدئين فى طلب العلم.
وزدت فى هذه الطبعة بعض الزيادات واستبدلت بعض الأحاديث الضعيفة بأحاديث صحيحة وربما استبدلت بعض الصحيح الذى ليس فى الصحيحين بما يغنى عنه من أحاديث الصحيحين ولا شك أن مؤلف الكتاب أولى بتحقيقه والناظر فى الجهد المبذول سوف يجد بإذن الله تعالى فائدة جديدة، وكم من كتاب حققه أكثر من محقق واستفاد الناس من مجهود كل محقق، وقد حافظت على اسم الكتاب دفعاً للتدليس وحتى لايشتريه أحد وهو يملكه ظناً منه أنه مصنف جديد.
أما عن موضوع الكتاب فهو كتاب مختصر عن تزكية النفوس، ويقصد بتزكية النفوس تطهيرها وتطييبها، حتى تستجيب لربها وتفلح فى دنياها وآخرتها كما قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (الشمس: 9 - 10).
وهى دعوة النبى صلى الله عليه وسلم: (اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها)(1).
فيبدأ الكتاب بمعرفة ما يقبل به العلم من شرطى الإخلاص والمتابعة ثم فضل العلم والعلماء، ثم بيان أحوال القلوب وأقسامها وعلامات مرضها وسقمها، وأسباب صحتها وأسباب سقمها فإن الناس لا يحتاجون إلى الوصية
(1) رواه مسلم (17/ 41) الذكر بزيادة فى أوله وآخره، وأحمد (4/ 371) و (6/ 209).
بأجسادهم لحفظ حياتها ودفع هلاكها، فكلهم يأكل ما يفيده ويترك ما يتحقق مضرته، ولكنهم يتناولون السموم الضارة المهلكة لقلوبهم، ويزهدون فى الأغذية النافعة لها، حتى صارت الأجسام لها قبورٌ إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
ثم ذكرت باباً فى محاسبة النفس، وباباً فى الزهد وأضرار حب الدنيا، وللأسف قسم هذا الموضوع فى جميع الطبعات السابقة مع أنه موضوع واحد فالتأم شمله بفضل الله عز وجل فى هذه الطبعة.
ثم ذكرت عدة عبادات من أحب العبادات إلى الله عز وجل لا تصلح القلوب إلا بها كالصبر والشكر والرجاء والخوف والمحبة والتوكل والرضا، وختمت هذه الجولة الطيبة فى الرقائق وما تزكو به النفس بالتوبة التى هى وظيفة العمر والسبب الموصل إلى محبة الله عز وجل:{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: من الآية222).
فنسأل الله أن يوفقنا لتوبة نصوح وأن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يتجاوز عما فيها من نقص وزلل، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
المؤلف