المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم - تزكية النفوس

[أحمد فريد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌1 - الإخلاص والمتابعة

- ‌أ - الإخلاص

- ‌بعض الآثار عن الإخلاص

- ‌فضل النيّة

- ‌ب - متابعة السنّة

- ‌2 - فضل العلم والعلماء

- ‌3 - أنواع القلوب وأقسامها

- ‌1 - القلب الصحيح:

- ‌2 - القلب الميت:

- ‌3 - القلب المريض:

- ‌‌‌علامات مرض القلبوصحته

- ‌علامات مرض القلب

- ‌علامات صحة القلب:

- ‌أسباب مرضُ القلبِ

- ‌4 - سموم القلب الأربعة

- ‌1 - فضول الكلام

- ‌2 - فضول النظر

- ‌3 - فضول الطعام

- ‌4 - فضول المخالطة

- ‌أحدهما:

- ‌القسم الثانى:

- ‌القسم الثالث:

- ‌القسم الرابع:

- ‌5 - أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة

- ‌1 - ذكر الله وتلاوة القرآن

- ‌2 - الإستغفار

- ‌3 - الدعاء

- ‌آداب الدعاء

- ‌4 - الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - قيام الليل

- ‌6 - الزهد فى الدنيا وبيان حقارتها

- ‌درجات الزهد

- ‌أضرار حب الدنيا

- ‌7 - أحوال النفس ومحاسبتها

- ‌النفس المطمئنة:

- ‌النفس اللوامة

- ‌النفس الأمارة بالسوء:

- ‌محاسبة النفس

- ‌فوائد محاسبة النفس

- ‌8 - الصبر والشكر

- ‌أ - الصبر

- ‌فضائله:

- ‌معنى الصبر وحقيقتة

- ‌أقسام الصبر باعتبار متعلقه

- ‌الأخبار الواردة فى فضيلة الصبر

- ‌ب - الشكر

- ‌9 - التوكل

- ‌10 - محبة الله عز وجل

- ‌11 - الرضا بقضاء الله عز وجل

- ‌12 - الخوف والرجاء

- ‌أ - الرجاء

- ‌أخبار الرجاء

- ‌ب - الخوف

- ‌فضيلة الخوف

- ‌الأخبار فى الخوف

- ‌13 - التوبة

- ‌التوبة النصوح

- ‌أسرار التوبة ولطائفها

- ‌14 - فهرس المراجع

الفصل: ‌4 - الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم

‌4 - الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم

-

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب: الآية: 56).

قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده فى الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه فى الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوى والسفلى جميعاً.

وقال ابن القيّم: والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا أنتم أيضاً عليه لما نالكم ببركة رسالته ويُمن سفارته من خير شرف الدنيا والآخرة، والصلاة من الله عز وجل هى الثناء وإظهار الشرف، وإرادة التكريم، وصلاة المخلوقين الدعاء بمزيد من الشرف والتكريم.

عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلىّ علىّ واحدة صلّى الله عليه عشراً "(1).

أى عشر صلوات وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم من أعظم الحسنات.

قال ابن العربى: " إن قيل: قال الله تعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ

(1) رواه مسلم (4/ 128) الصلاة، والترمذى (2/ 270) الصلاة، وأبو داود (1516) الصلاة، والنسائى (3/ 50) السهو.

ص: 46

عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (الأنعام: من الآية: 160).

فما فائدة هذا الحديث؟ قلنا: أعظم فائدة وذلك أن القرآن اقتضى أن من جاء بحسنة تضاعف عشرة، والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم حسنة بمقتضى القرآن أن يعطى عشر درجات فى الجنة، فأخبر أن الله تعالى يصلّى على من صلى على رسوله عشراً، وذكْرُ الله للعبد أعظم من الحسنة مضاعفة، ويحقق ذلك أن الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره، وكذلك جعل جزاء ذكر نبيه ذكر من ذكره " أ. هـ.

قال العراقى: ولم يقتصر على ذلك حتى زاده كتابة عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفعه عشر درجات، كما ورد فى الأحاديث.

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلّ علىّ، ورغم أنف رجل أدرك أبويه عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له"(1).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملائكة سياحين يبلغونى من أمتى السلام "(2).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى علىّ أو سأل لى الوسيلة حقت عليه شفاعتى يوم القيامة "(3).

(1) رواه الترمذى (6413 تحفة) الدعاء، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم (1/ 549) الدعاء مقتصراً على الفقرة الأولى، وقال الألبانى: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح.

(2)

رواه النسائى (3/ 43) السهو، والحاكم (2/ 421) التفسير، وصححه ووافقه الذهبى، وقال الألبانى: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح.

(3)

رواه مسلم (4/ 85) الصلاة، وأبو داود (519) الصلاة، والترمذى (13/ 102) المناقب، والنسائى (2/ 25، 26) الأذان.

ص: 47

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة، إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم "(1).

ويستحب كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة لحديث أوس ابن أوس رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علىّ من الصلاة ففيه فإن صلاتكم معروضة علىّ، قالوا: يارسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت (2) يعنى بليت؟ فقال: " إن الله عز وجل حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " (3).

أما صيغة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فعن ابن مسعود الأنصارى قال: " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فى مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلى عليك يارسول الله، فكيف نصلى عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: " اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم فى العالمين، إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم ".

(1) رواه الترمذى (3440 تحفة) الدعاء، وحسنه وصححه الألبانى فى الصحيحة، ومعنى ترة: أى حسرة.

(2)

رواه أبوداود (1034) الصلاة، والنسائى (3/ 91، 92) الجمعة، وابن ماجه (1085) الصلاة، والحاكم (1/ 278) الجمعة، وصححه على شرطهما، ووافقه الذهبى على شرط البخارى، وصححه الألبانى.

(3)

رواه مسلم (4/ 124، 125) الصلاة، ومالك فى الموطأ (1/ 165، 166)، والترمذى (12/ 95) السهو، والنسائى (3/ 45، 46).

ص: 48