الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخبار الواردة فى فضيلة الصبر
عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها)، إلا أخلف الله له خيراً منها، قالت: فلما مات أبوسلمة قلت: أى المسلمين خيرٌ من أبى سلمة، أول بيت هاجر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنى قلتها فأخلف الله لى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
". الحديث (1).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يرد الله به خيراً يصب منه "(2).
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مصيبة تصيب المؤمن إلا كفّر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها "(3).
وعن أبى موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذ مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً "(4).
عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له فى ظل الكعبة - فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا، فقال:
(1) رواه مسلم (6/ 220، 221) الجنائز، ومالك فى الموطأ (1/ 236) الجنائز، وأبو داود (3309) الجنائر بمعناه، وابن ماجه (1598) الجنائر.
(2)
رواه البخارى (10/ 103) المرضى، ومالك فى الموطأ (2/ 941) العين.
(3)
رواه البخارى (10/ 103) المرضى، ومسلم (16/ 129) البر والصلة.
(4)
رواه البخارى (6/ 136) الجهاد، وأبو داود (3075) الجنائز.
" قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له فى الأرض، فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه، وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون "(1).
الآثار: قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس ".
قال سفيان بن عيينة فى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية 24)
لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رؤوساً، ولما أرادوا قطع رجل عروة ابن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئاً كيلا تشعر بالوجع، قال: إنما ابتلانى ليرى صبرى أفأعارض أمره؟!
قال عمر بن عبد العزيز: " ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
ومرض أبو بكر الصديق فعادوه فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب، فقال " قد رآنى الطبيب، قالوا: فأى شىء قال لك؟ فقال: قال: " إنى فعال ما أريد ".
وروُى أن سعيد بن جبير قال: " الصبر: اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع العبد وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر ".
فقوله: اعتراف العبد لله بما أصابه كأنه تفسير لقوله: {إِنَّا لِلّهِ} (البقرة: من الآية 156).
(1) رواه البخارى (7/ 202) مناقب الأنصار.
فيعترف أنه ملك لله يتصرف فيه مالكه بما يريد، وراحياً بهما عند الله كأنه تفسير لقوله:{وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة: من الآية 156). أى نرد إليه فيجزينا على صبرنا، ولا يضيع أجر المصيبة.