الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الكهف
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
ومن أول سورة 1 الكهف ذكر ابن عباس أن سبب نزولها أن قريشا بعثت النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار المدينة فقالوا: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فإنهم أهل الكتاب الأول، ففعلوا. فقالوا: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فهو متقوِّل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما أمرهم؟ فإن لهم حديثا عجيبا. وسلوه عن طوّاف بلغ مشارق الأرض ومغاربها. وسلوه عن الروح. فأقبلا فقالا: جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، فسألوه عن الثلاث، فقال:(أخبركم) ولم يستثن.
1 قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) الآيات: 1-9.
فمكث خمس عشرة ليلة لا يأتيه جبرائيل فشق ذلك عليه، حتى جاءه بالسورة فيها المعاتبة على حزنه عليهم، وخبرُ مسائلهم 1.
ففي الآية الأولى مسائل:
الأولى: حمده نفسه على إنزال الكتاب الذي هو أكره شيء أتاهم في أنفسهم; مع كونه أجل ما أعطاهم من النعم.
الثانية: أن الإنزال على عبده; ففيه بطلان مذهب النصارى والمشركين، وفيه نعمته عليهم حيث أنزل على رجل منهم.
الثالثة: أنه أنزله معتدلا لا عوج فيه، ففيه معنى قوله: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ 2.
الرابعة: أن الأعداء والمشبّهين لا يجدون فيه مغمزا، بل ليس فيه إلا ما يكسرهم.
وقوله: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ} 3، ذكر الفائدة في إنزاله فذكر ثلاثا:
الأولى: لينذر عذاب الله، فيصير سببا للسلامة منه.
الثانية: بشارة من انقاد له بالحظ المذكور.
الثالثة: الإنذار على الكلمة 4 العظمى التي تفوّه بها من تفوه تقربا إلى الله بتعظيم الصالحين.
1 سيرة ابن هشام جـ 1 ص 230-232 وتفسير القرطبي وغيره في أول سورة الكهف.
2 سورة المؤمنون آية: 71.
3 سورة الكهف آية: 2.
4 في س "العظيمة".
الرابعة: الدليل على أن كلامهم لم يصدر عن علم، لا منهم ولا ممن قبلهم.
الخامسة: تعظيم الكلمة كما قال تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} 1.
السادسة: أن الكذب يسمى كذبا، ويسمى صاحبه كاذبا ولو ظن أنه صادق، ويصير من أكبر الكذابين المفترين.
وقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ} 2 أي: قاتلها أسفا على هلكتهم، ففيه ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشفقة عليهم، وتسلية الله سبحانه له.
وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} 3.
فيه مسائل:
الأولى: التسلية للمؤمن عمن أدبر.
الثانية: أن حكمة التزيين ليبين الأحسن عملا من غيره.
الثالثة: أن جميعها يصير {صَعِيداً جُرُزاً} 4 أي لا نبت فيه.
وقوله: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} 5 يعني أن قصتهم مع كونها عجيبة، فيها مسائل جليلة: أعظمها الدلالة على التوحيد وبطلان الشرك، والدلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ومَنْ قبله، والدلالة على اليوم الآخر. ففي الآيات المشاهدة من خلق السموات والأرض وغير ذلك مما هو أعجب وأدل على المراد من قصتهم مع إعراضهم عن ذلك. فأما دلالتها على التوحيد وبطلان الشرك فظاهر، وأما دلالتها على النبوات فكذلك كما جعلها أحبار يهود آية لنُبوَّته. وأما دلالتها على اليوم
1 سورة مريم آية: 90.
2 سورة الكهف آية: 6.
3 سورة الكهف آية: 7.
4 سورة الكهف آية: 8.
5 سورة الكهف آية: 9.
الآخر فمن طول لبثهم لم يتغيروا كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} 1.
وقوله: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} 2 3 الآية.
فيه مسائل:
الأولى: كونهم فعلوا ذلك عند الفتنة، وهذا هو الصواب عند وقوع الفتن، الفرار منها.
الثانية: قولهم: {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} 4 لا نحصّلها بأعمالنا ولا بحيلتنا.
الثالثة: قولهم: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} 5 طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا مع كونه عملا صالحا، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه أو يرجع على عقبيه، أو يثمر له العجب والكبر. وفي الحديث "وما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته رشدا" 6 7.
وقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} 8 إلى قوله: {مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} 9 فيه مسائل:
1 سورة الكهف آية: 21.
2 سورة الكهف آية: 10.
3 قوله تعالى: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) سورة الكهف الآية: 10.
4 سورة الكهف آية: 10.
5 سورة الكهف آية: 10.
6 ابن ماجه: الدعاء (3846) ، وأحمد (6/146) .
7 رواه أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها جـ 6 ص 146.
8 سورة الكهف آية: 13.
9 قوله تعالى: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم) مرفقا الآيات: 13-16.
الأولى: من آيات النبوة وإليه الإشارة بقوله: بِالْحَقِّ.
الثانية: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} وهم الشبان، وهم أقبل للحق من الشيوخ، عكس ما يظن الأكثر.
الثالثة: قوله: {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} فلم يسبقوا إلا بالإيمان بالله.
الرابعة: ما في الإضافة إلى ربهم من تقرير التوحيد.
الخامسة: في قوله: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} إن من ثواب الحسنة الحسنةُ بعدها، ومن عمل بما يعلم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
السادسة: أن المؤمن أحوج شيء إلى أن يربط الله على قلبه، ولولا ذلك الربط افتتنوا.
السابعة: قولهم: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1 هذه الربوبية هي الألوهية.
الثامنة: المسألة الكبرى أن من ذبح لغير الله أو دعا غيره فقد كذّب بقول: لا إله إلا الله، وقد دعا إلهين اثنين واتخذ ربين.
التاسعة: المسألة العظيمة المشكلة على أكثر الناس أنه إذا وافقهم بلسانه مع كونه مؤمنا حقا كارها لموافقتهم فقد كَذَبَ في قوله لا إله إلا الله، واتخذ إلهين اثنين، وما أكثر الجهل بهذه والتي قبلها!.
العاشرة: أن ذلك لو يصدر منهم، أعني موافقة الحاكم فيما أراد من ظاهرهم مع كراهتهم لذلك، فهو قوله: شَطَطًا، والشطط الكفر.
1 سورة الكهف آية: 14.
الحادية عشرة: قوله: {لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} 1 فهذه المسألة مفتاح العلم وما أكبر فائدتها لمن فهمها.
الثانية عشرة: قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} 2 ففيه أن مثل هذا من افتراء الكذب على الله، وأنه أعظم أنواع الظلم، ولو كان صاحبه لا يدري، بل قصد رضى الله.
الثالثة عشرة: قوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} 3 فيه اعتزال أهل الشرك واعتزال معبوديهم، وأن ذلك لا يحرك إلى ترك ما معهم من الحق كما قال تعالى:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} 4.
الرابعة عشرة: قوله: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} فيه شدة صلابتهم في دينهم، حيث عزموا على ترك الرياسة العظيمة، والنعمة العظيمة، واستبدلوا بها كهفا في رأس جبل.
الخامسة عشرة: حسن ظنهم بالله ومعرفتهم ثمرة الطاعة، ولو كان مباديها ذهاب الدنيا حيث قالوا:{يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} 5.
السادسة عشرة: الدليل على الكلام المشهور أن التعب يثمر الراحة، والراحة تثمر التعب.
السابعة عشرة: عدم الاغترار بصورة العمل الصالح، فربّ عمل صالح في الظاهر لا يثمر خيرا; أو عمل صالح يهيئ لصاحبه منه مرفقا.
1 سورة الكهف آية: 15.
2 سورة الأنعام آية: 144.
3 سورة الكهف آية: 16.
4 سورة المائدة آية: 8.
5 سورة الكهف آية: 16.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} 1 2 فيه مسائل:
الأولى: كما أماتهم لحكمة بعثهم لحكمة.
الثانية: أن الصواب في المسائل المشكلة عدم الجزم بشيء، بل قول (الله أعلم) ، فالجهل بها هو العلم.
الثالثة: التورع في المأكل.
الرابعة: كتمان السر.
الخامسة: المسألة العظيمة وهي قوله 3: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} 4 عرفوا أنه لا بد من أحد الأمرين: إما الرجم، وإما الإعادة في الملّة، فإن وافقوا على الثانية لم يفلحوا أبدا، ولو كان في قلوبهم محبة الدين وبغض الكفر.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} 5 6 فيه مسائل:
الأولى: أن الإعثار عليهم لحكمة.
1 سورة الكهف آية: 19.
2 قوله تعالى: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا) الآيتان: 19-20.
3 في س "قولهم".
4 سورة الكهف آية: 20.
5 سورة الكهف آية: 21.
6 قوله تعالى: (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) الآية: 21.
الثانية: معرفة المؤمن إذا أعثر عليهم {أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} 1 كما ردّ سبحانه موسى إلى أمه لتعلم أن وعد الله حق2. فتأمل هذا العلم ما هو.
الثالثة: أن الساعة لا ريب فيها لما وقع بينهم النزاع; وذلك أن بعض الناس زعم أن البعث للأرواح خاصة، فأعثر عليهم ليكون دليلا على بعث الأجساد.
الرابعة: أن الذين غلبوا على أمرهم قالوا: {لنتخذ عليهم مسجدا} ، فإذا تأملت ما قالوا، وأن الذي حملهم عليه محبة الصالحين، ثم ذكرت قوله صلى الله عليه وسلم "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة 3" عرفت الأمر.
وقوله: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} 4 5 الآية.
فيه مسائل:
1 سورة الكهف آية: 21.
2 كما ورد في قوله تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعملون) سورة القصص الآيه: 13.
3 رواه البخاري (كتاب الصلاة وكتب مناقب الأنصار) ومسلم (كتاب المساجد) والنسائي (مساجد) ، كما رواه أحمد في مسنده جـ 1 ص 51.
4 سورة الكهف آية: 22.
5 قوله تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا) الآية: 22.
الأولى: الإخبار بالغيب.
الثانية: بيان الجهل والباطل بالتناقض.
الثالثة: الإنكار على المتكلم بلا علم.
الرابعة: إسناد الأمر في مثل هذه المسائل إلى علم الله سبحانه.
الخامسة: الرد على أهل الباطل بالإسناد إليه.
السادسة: أن من العلماء من يعرف عِدَّتهم، لكنهم قليل.
السابعة: النهي عن المراء في شأنهم.
الثامنة: الاستثناء.
التاسعة: النهي عن استفتاء أحد من هؤلاء فيهم.
وقوله: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} 12.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن مثل هذا الكلام.
الثانية: الرخصة مع الاستثناء.
الثالثة: الأمر بذكر الله عند النسيان.
الرابعة: أن الاستثناء ينفع في مثل هذا.
الخامسة: هذا الدعاء عند النسيان إن صح التفسير بذلك.
1 سورة الكهف آية: 23.
2 قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) الآيتان: 23-24.
وقوله {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} 1 2 إلى آخر الكلام.
فيه مسائل:
الأولى: النص على مدة لبثهم.
الثانية: الرد على المخالف بقوله: {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ} 3.
الثالثة: الرد عليه بقوله: {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 4.
الرابعة: الرد عليه بقوله: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} 5.
الخامسة: قوله: {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} 6.
السادسة: كونه: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} .
السابعة: النهي عن إشراك مخلوق في حكم الله على قراءة الجزم.
الثامنة: الحث على تلاوة الوحي، وإن عارضه شبهة أو شهوة.
التاسعة: تقريره ذلك بقوله: {لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} 7.
العاشرة: تقرير ذلك بقوله: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} 8.
1 سورة الكهف آية: 25.
2 قوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) الآيات: 25-29.
3 سورة الكهف آية: 26.
4 سورة هود آية: 123.
5 سورة الكهف آية: 26.
6 سورة الكهف آية: 26.
7 سورة الأنعام آية: 115.
8 سورة الكهف آية: 27.
الحادية عشرة: الكبيرة، وهي أمره نبيَه أن يصبر نفسه مع من ذكر.
الثانية عشرة: أنه لا يضر المؤمن كراهة نفسه لذلك إذا جاهدها.
الثالثة عشرة: أن بلوغهم هذه المرتبة بسبب فعلهم ما ذكر.
الرابعة عشرة: أن صلاة البَرْدَيْن 1 بالإخلاص توصل إلى المراتب العالية.
الخامسة عشرة: فيه قوله: "رب أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره 2") .
السادسة عشرة: النهي عن طلوع العين عنهم، إرادة لمجالسة الأجلاء.
السابعة عشرة: المسألة الكبرى، وهي اختلاف أمر الدنيا والآخرة عند الله.
الثامنة عشرة: أنه لما ذكر المحثوث على مجالستهم، ذكر ضدَّهم.
التاسعة عشرة: نهيه عن طاعة الضد.
1 إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة رواه البخاري (مواقيت الصلاة) ومسلم (مساجد) والدارمي (صلاة) وأحمد في مسنده جـ 4 ص 80، والبردان والأبردان الغداة والعشي (راجع لسان العرب) .
2 رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة، ورواه الحاكم وأبو نعيم بلفظ (رب أشعث أغبر تنبو عنه أعين الناس.) وروي عن ابن مسعود بالرواية التي وردت في التفسير، وروى الشيخان وابن ماجه ما في معناه.. راجع: كشف الخفاء ومزيل الإلباس جـ 1 ص 425.
العشرون: سبب ذلك.
الحادية والعشرون: ذكر الخصال الثلاث: إغفال القلب عن ذكر الله، واتباع الهوى، وانفراط الأمر.
الثانية والعشرون: إثبات القدر، وهو الإغفال.
الثالثة والعشرون: لا يخرجه من الذم أن قلبه يفهم غير ذلك فهمًا جيِّدًا.
الرابعة والعشرون: قوله: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} 1 الآية.
وقال في قوله: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} 2 3.
الأولى: تنزيهه عن الفقر والحاجة والجهل والخساسة، ولكونه 4 الغني القوي.
الثانية: كونه سبحانه هو الحكيم لنزاهته عن الجهل والنقص، ولكونه 5 القدوس السلام.
1 سورة الكهف آية: 29.
2 سورة الكهف آية: 49.
3 قوله تعالى: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) الآية: 49.
4 في س "ولكنه".
5 في س "ولكنه".