المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة هود قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له - تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌ ‌سورة هود قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له

‌سورة هود

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب: ذكر ما في صدر سورة هود 1 من العلوم:

الأول: علم معرفة الله:

1 قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} سورة يونس: الآيات 1-11.

ص: 115

الأولى: ذكر أنه حكيم.

الثانية: أنه خبير.

الثالثة: أنه قدير.

الرابعة: أنه ذكر شيئا من تفصيل العلم في قوله: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} 1 الآية.

الخامسة: ذكر شيئا من تفصيل القدرة في قوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} 2 الآية.

السادسة: خلق السموات والأرض في ستة أيام.

السابعة: كون عرشه على الماء.

الثامنة: ذكر شيء من تفصيل الحكمة في قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} 3.

التاسعة: كونه وكيلا على كل شيء.

الثاني: 4 الإيمان باليوم الآخر:

الأولى: ذكر أنه إليه المرجع.

الثانية: {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ} 5.

الثالثة: ذكر الجنة والنار.

الرابعة: ذكر العرض عليه.

الخامسة: كلام الأشهاد.

السادسة: ضل عنهم افتراؤهم.

السابعة: كونهم الأخسرون في الآخرة.

1 سورة هود آية: 5.

2 سورة هود آية: 6.

3 سورة هود آية: 7.

4 يعني: العلم الثاني.

5 سورة هود آية: 7.

ص: 116

الثالث: 1 تقرير الرسالة:

الأولى: ذكر المسألة الكبرى.

الثانية: أنه نذير من الله وبشير لنا.

الثالثة: تقرير صحة رسالته باعتراضهم بقولهم: إنها {سِحْرٌ مُبِينٌ} مع موافقتها للعقل.

الرابعة: تقريرها بقولهم: {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ?} 2.

الخامسة: تقريرها بمعرفة العلماء بها.

السادسة: تقريرها بالتحدي.

السابعة: تقريرها بأنها الحق من الله.

الرابع: ذكر الوعد والوعيد:

الأولى: وذكر المتاع الحسن لمن قبله.

الثانية: ذكر عذاب اليوم الكبير لمن أبي.

الثالثة: {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً} 3.

الرابعة: وعيد من أراد الدنيا.

الخامسة: وعيد من افترى عليه.

السادسة: وعد المؤمنين المخبتين.

السابعة: وعيد من استهزأ بالقرآن.

الخامس: ذكر الأمر والنهي:

1 يعني: العلم الثالث.

2قوله تعالى (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل) الآية 12.

3 سورة هود آية: 8.

ص: 117

الأولى: ذكر النهي عن الشرك والأمر بالإخلاص.

الثانية: الأمر بالاستغفار والتوبة.

الثالثة: الأمر بالمضي على أمر الله، وإن اعترضوا بالشبهة الفاسدة.

الرابعة: أمره 1 بالتحدي.

الخامسة: نهيه عن الفرية فيه.

السادس: أمور مدحها لنفعها منها.

الأولى: الصبر.

الثانية: عمل الصالحات.

الثالثة: مدح العلم الصادر عن اليقين.

الرابعة: مدح معرفة القرآن.

الخامسة: ذكر نتيجة الأمرين.

السادسة: الإيمان.

السابعة: الإخبات إلى الله.

السابع: أمور كرهها ذكرها لتترك منها.

الأولى: التولي.

الثانية: ثني الصدر.

الثالثة: الاعتراض على الحق الصريح بالجهل الصريح.

الرابعة: استبطاء وعيد الله.

1 قوله تعالى (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) الآية 13.

ص: 118

السادسة: كونه كفورا عندها.

السابعة: كونه فرحا عند النعماء.

الثامنة: فخورا عندها ولو كانت بعد ضراء والتي قبلها ولو كانت بعد سراء.

التاسعة: نتيجة معرفة الآية.

العاشرة: فائدة النتيجة.

الحادية عشرة: كونه يريد الدنيا.

الثانية عشرة: كونه يفتري على الله الكذب.

الثالثة عشرة: من المكروه الصد عن سبيل الله.

الرابعة عشرة: بغي العوج لها.

الثامن: المنثور:

الأولى: ذكر أن الأكثر لا يؤمنون.

الثانية: ذكر مثل المؤمنين.

الثالثة: ذكر مثل الكافرين.

الرابعة: التنبيه على التذكير بالحالين.

الخامسة: كونهم لا يستطيعون السمع.

السادسة: الفرق بين العالم والجاهل.

السابعة: كون عرشه على الماء.

الثامنة: من الوعد: {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} 1.

1 سورة هود آية: 11.

ص: 119

وقال أيضا الشيخ محمد رحمه الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1.

وقد ذكر عن السلف من أهل العلم فيها أنواع مما يفعل الناس اليوم ولا بعرفون معناه.

النوع الأول: من ذلك العمل الصالح الذي يفعل كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وإحسان إلى الناس ونحو ذلك، وكذلك ترك ظلم أو كلام في عرض، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن الله يجازيه بحفظ ماله وتنميته، وحفظ أهله وعياله وإدامة النعمة عليهم ونحو ذلك، ولا همة له في طلب الجنة ولا الهرب من النار، فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب ; وهذا النوع ذكر عن ابن عباس في تفسير الآية. وقد غلط بعض مشايخنا بسبب عبارة في شرح الإقناع في أول باب النية، لما قسم الإخلاص مراتب، وذكر هذا منها ظن أنه يسميه إخلاصا مدحا له وليس كذلك، وإنما أراد أنه لا يسمى رياء، وإلا فهو عمل حابط في الآخرة.

والنوع الثاني: وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو الذي ذكر مجاهد أن.

1 سورة هود آية: 15-16.

ص: 120

الآية نزلت فيه، وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رئاء الناس، لا طلب ثواب الآخرة; وهو يظهر أنه أراد وجه الله وإنما صلى أو صام أو تصدق أو طلب العلم لأجل أن الناس يمدحونه ويجل في أعينهم، فإن الجاه من أعظم أنواع الدنيا. ولما ذكر لمعاوية حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين هم أول من تسعر 1 بهم النار وهم: الذي تعلم العلم ليقال عالم حتى قيل، وتصدق ليقال جواد، وجاهد ليقال شجاع، بكى معاويه بكاء شديدا، ثم قرأ هذه الآية.

النوع الثالث: أن يعمل الأعمال الصالحة ومقصده بها مالا، مثل أن يحج لمال يأخذه لا لله، أو مهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، أو يجاهد لأجل المغنم، فقد ذكر هذا النوع أيضا في تفسير هذه الآية كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة 2") إلخ. وكما يتعلم العلم لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم، أو يقرأ القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيرا. وهؤلاء أعقل من الذين قبلهم، لأنهم عملوا لمصلحة يحصلونها، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ولا يحصل لهم طائل. والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم، لأنهم عملوا لله وحده لا شريك له، لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة.

1 رواه مسلم (كتاب الإمارة) والنسائي (كتاب الجهاد) وأحمد في مسنده جـ 2 ص 322.

2 رواه البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة مرفوعا.

ص: 121

النوع الرابع: أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له، لكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه عن الإسلام، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهم؛ فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره. وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} 1. فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره، فصارت الدنيا أكبر قصده; فلذلك قيل قصد الدنيا، وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم "صل فإنك لم تصل 2"، والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا; وخاف على الحظ والعيال مثل ما يقول الفسقة، فصح أن يقال: قصد الدنيا. والثاني والثالث واضح

لكن بقي أن يقال: إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم.

1 سورة المائدة آية: 27.

2 الحديث رواه البخاري (في كتب الأيمان والأذان والاستئذان) ومسلم (في كتاب الصلاة) وأبو داود (في كتاب الصلاة) والترمذي (كتاب المواقيت) والنسائي (افتتاح) والدارمي (صلاة) ، كما رواه أحمد في مسنده جـ 2 ص 437.

ص: 122

والحج ابتغاء وجه الله طالبا ثواب الآخرة، ثم بعد ذلك عمل أعمالا كثيرة أو قليلة قاصدا بها الدنيا، مثل أن يحج فرضه لله، ثم يحج بعده لأجل الدنيا كما هو الواقع كثيرا، فالجواب أن هذا عمل للدنيا والآخرة ولا ندري ما يفعل الله في خلقه، والظاهر أن الحسنات والسيئات تدافعا وهو لما غلب عليه منهما. وقد قال بعضهم: أن القرآن كثيرا ما يذكر أهل الجنة الخلص وأهل النار الخلص، ويسكت عن صاحب الشائبتين، وهو هذا وأمثاله; ولهذا خاف السلف من حبوط الأعمال، وأما الفرق بين الحبوط والبطلان فلا أعلم بينهما فرقا بينا، والله أعلم.

ص: 123

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في قوله عز وجل لما ذكر قصة نوح: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} 1 إذا تأمل الإنسان حاله أولا وما تعلم من العلوم من أهله، ثم تفكر في هذه القصة هل علم منها زيادة على ما عنده أو لا، عرف مسائل:

الأولى: عظمة الشرك عند الله ولو قصد صاحبه التقرب إلى الله، وذلك مما فعل الله بأهل الأرض لما عبدوا ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا.

الثانية: شدة بطش الله وعقوبته حيث أرسل الطوفان فأهلك الطيور والدواب وغير ذلك.

الثالثة: معرفة آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وافق ما قصه مع كونه لم يعلم ولم يأخذ عمن يعلم ما عند أهل الكتاب، فلم يستطيعوا أن يردوا عليه مع شدة العداوة.

الرابعة: التحقيق بكون المخلوق ليس له من الأمر شيء ولو كان نبيا مرسلا، بسبب ما فيها من قصة ابن نوح.

الخامسة: تبيين الله الحجج الباطلة والتحذير منها، مع أنها عندنا أوهام، وعند أكثر الناس حجج صحيحة.

السادسة: تبرؤ الرسل من دعوى أن عندهم خزائن الله وعلم الغيب، مع أن الطواغيت في زمننا ادعوا ذلك; وصدقوا وعبدوا لأجل ذلك.

1 سورة هود آية: 49.

ص: 124

السابعة: التحذير من استحقار الفقراء والضعفاء لقوله: {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ} 1 مع أنه سائغ ممن يدعي العلم ويستحسنه الناس منهم.

الثامنة: وهي من أعظم الفوائد: التحذير من الشبهة التي أدخلت أكثر الناس النار وهي السواد الأعظم والنفرة من القليل لقوله: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} 2.

التاسعة: معرفة شيء من عظمة الله في تأديبه الرسل لما قال لنوح: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} 3 4.

العاشرة: وهي من أهمها أن فيها شاهدا لقول الحسن: نضحك ولعل الله اطلع على بعض أعمالنا فقال: لا أغفر لكم، وذلك من قوله:{أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} 5 مع سخريتهم منه.

الحادية عشرة: التحذير من اتباع رؤساء الدنيا وقبول حججهم لقوله: {قَالَ الْمَلَأُ} وهم الأشراف والرؤساء.

1 سورة هود آية: 31.

2 سورة هود آية: 40.

3 سورة هود آية: 46.

4 قوله تعالى: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) سورة هود الآيتان 45-46.

5 سورة هود آية: 36.

ص: 125

الثانية عشرة: بيان الله تعالى لتلك الحجج فقولهم: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا} 1 فيه القياس الفاسد وقولهم: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} 2 احتجاج بما ليس حجة، وقولهم:{بَادِيَ الرَّأْيِ} أي: ليسوا بأهل دقة نظر في أمور الدنيا، احتجاج بما ليس بحجة. وقولهم:{وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} 3 احتجاج برؤيتهم، وهو من أفسد الحجج، وقولهم:{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} 4 احتجاج بالظن.

الثالثة عشرة: أنهم لم يصرحوا بأن هذا الذي عليه نوح وأتباعه أمر الله، ثم جاهروا بعصيانه، قالوا:{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} 5، وقالوا:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً} 6 وغير ذلك، وأنت ترى الذين يكونون من أهل العلم والعبادة كيف يقرون ويجاهرون بالكفر، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} 7.

1 سورة هود آية: 27.

2 سورة هود آية: 27.

3 سورة هود آية: 27.

4 قوله تعالى {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين سورة هود) الآية: 27.

5 سورة هود آية: 27.

6 سورة المؤمنون: الآية 24 ، وقد وردت فيها أيضا قصة نوح وقومه.

7 سورة الأعراف آية: 30.

ص: 126