الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثامن [صـ 13]
(الإيمان يمان والحكمة يمانية)
أخرجه الشيخان وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
***
الحديث التاسع [صـ 13]
(الأنصار شعار، والناس دثار)
.
صحيح. أخرجه الشيخان وأحمد: 4 - 42 من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم مرفوعًا في قصة قسمته لغنائم حنين في المؤلفة قلوبهم.
ورواه أحمد: 2 - 419 من حديث أبي هريرة بسند صحيح على شرط مسلم.
ثم أخرجه: 5 - 307 من حديث أبي قتادة الأنصاري. وسنده صحيح، وكذا قال الحاكم: 4 - 79 ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجه: 164 من حديث سهل بن سعد.
***
الحديث العاشر [صـ 14]
(إذا ذلَّ العرب ذلَّ الإسلام)
(1)
.
موضوع: رواه أبونعيم في (أخبار أصبهان) 2 - 430 عن منصور بن أبي مزاحم ثنا محمد بن الخطاب عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا. وذكره ابن أبي حاتم في (العلل) 2 - 376 فقال: "سألت أبي عن حديث رواه منصور بن أبي مزاحم فذكره. قال: فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل ليس له أصل".
(1)
تخريج هذا الحديث منقول من "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" الجزء الثاني من المجلد الأول/61. وهو من مطبوعات المكتب الإسلامي بدمشق.
قلت: وله علتان:
الأولى: محمد بن الخطاب، قال ابن أبي حاتم في (الجرح) 3/ 2/246:(سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه) وفي " (الميزان): وقال الأزدي: ("منكر الحديث) " ثم ساق له هذا الحديث. يشير بذلك إلى أنه منكر. وأقره الحافظ في ("اللسان) " وزاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في (الثقات).
قلت: وتوثيق ابن حبان لا يعتمد عليه لما سبق التنبيه عليه مرارا فلا يغتر به.
الثانية: علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف وقد مضى
(1)
وأما قول الهيثمي في "المجمع" 10/ 53:
"رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الخطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح".
فهذا من أوهامه رحمه الله إذ إن ابن جدعان ليس من رجال الصحيح ثم هو ضعيف كما تقدم. ومنه تعلم خطأ قول المناوي في "شرح الجامع":
("قال العراقي في (القرب): " (صحيح) ثم نقل ما ذكرت عن الهيثمي آنفا، ثم قال:(ورمز المصنف لضعفه باطل).
واغتر بهذا السيد رشيد رضا فقال في (مجلة المنار): 17 920:
(رواه أبو يعلى بسند صحيح).
ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في (محجة القرب في فضل العرب) 5/ 2 - 6/ 1 بعد أن ساق الحديث من طريق أبي يعلى عن منصور به:
(ومحمد بن الخطاب بن جبير بن حبة تقدم الكلام عليه في الباب الذي قبله، وعلي
ابن زيد بن جدعان مختلف فيه، وقد أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد)، وذكر في الباب المشار إليه أن محمد بن الخطاب زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ذكرهم. ولا يخفى أن زوال جهالة العين لا يلزم منه زوال جهالة الحال، وعلى هذا فكلام
(1)
في سلسلة الأحاديث الضعيفة 2/ 20
الحافظ المذكور يدل على أن الحديث ضعيف عنده للعلتين اللتين ذكرهما، فهذا التحقيق الذي ذكرته أنا يجعلني أشك في التصحيح الذي نقله المناوي عن العراقي، والحق أنه ضعيف كما رمز له السيوطي، ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أو ائل أمرها فقد أعز الله بهم الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أو اسط أو ربا، ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى القوانين الأوروبية (يستبدلون الأدنى بالذي هو خير) تقلص سلطانهم عن تلك البلاد وغيرها حتى لقد زال عن بلادهم! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على إسلامهم إلا الشيء اليسير! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم ودخل الكفار بلادهم واستذلوهم إلا قليلا منها، وهذه وإن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد ونحوه! فثبت أن الإسلام يعز ويذل بعز أهله وذله سواء كانوا عربا أو عجما، " ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى "، فاللهم أعز المسلمين وألهمهم الرجوع إلى كتابك وسنة نبيك حتى تعز بهم الإسلام.
بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به وأعتقده وأدين الله به - وإن كنت ألبانيا فإني مسلم ولله الحمد - ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب
(1)
منها قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
رواه أحمد (4/ 107) والترمذي (4/ 392) وصححه وأصله في " صحيح مسلم "(7/ 48) وكذا البخاري في " التاريخ الصغير "(ص 6) من حديث واثلة بن الأسقع، وله شاهد عن العباس بن عبد المطلب، عند الترمذي وصححه، وأحمد، وآخر عن ابن عمر عند الحاكم (4/ 86) وصححه.
ولكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه، لأنه من أمور الجاهلية التي
(1)
وقد حقق القول في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم "اقتضاء الصراط المستقيم" وهو تحت الطبع في المكتب الإسلامي.