الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خرج إليها بصحبة عمرو بن العاص حين خرج من عمان، وأقاموا بها، ومنهم من رجع إلى عمان، وحسبنا مثل هؤلاء العلماء أحدوثة فاضلة بين رجالات العلم والأدب، وأعيان أكارم العرب، من فراهيد بن مالك بن فهم المذكور.
نسب بني معن بن مالك
ومن الأزد بعمان، بنو معن بن مالك بن فهم، وهؤلاء دخلوا في بطون مالك، وفي قبائل الأزد، ولم يستقلوا ببلد خاص، ولا زعامة خاصة، ولم تكن لهم كثرة ملحوظة، إلا بعض أفراد في قبائل الأزد بعمان، وأغلبهم بسيغهم، ولهم المحلة الكبرى منها، وفي الرستاق وفي الباطنة، ولا ريب فأن الباطنة، تعتبر ثلث عمان عمرانًا وولدانًا ومساحة، إذ هي من حدود الوطية بضم الواو، وفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المثناة من تحت على صيغة التصغير، إلى رأس الخيمة في شمال عمان، قدر ثلاثين مرحلة كلها آهلة بعرب عمان إلا ما شاء الله.
نسب بني سليمة بن مالك بن فهم
ومن الأزد بعمان بنو سليمة بن مالك بن فهم. وهم بعمان رجال من أبطال الرجال، ومنهم الهمام المقدام أبو حمزة الشاري، وشهرته تغني عن ذكره، فقد عرفه كل أحد حتى مالك بن
أنس، وعرفه أهل الحرمين
(1)
ومنهم الإمام العلامة ابن بركة البهلوي، أحد أعلام المذهب بعمان، ومقامه بالضرح من قرية بهلى، وقد بقي أثر مدرسته الشهيرة عند الكل، ومنهم سليمان بن عبد الملك بن بلال، من الزعماء المطاعين في أيامه وكان مسكنه مجز من صحار.
وبنو سليمة لهم قدم راسخ في المجد، إذ هم أبناء مالك بن فهم، ذلك المشهور بحروبه الطاحنة، وابنه سليمة، هو الذي قضى على ابيه في قضية مشهورة
(2)
في تاريخهم، وكانت تلك
(1)
أجل، لقد عرفه أهل الحرمين، حين هاجم الحرمين -كما ذكرنا-هو وأصحابه بلج بن عقبة، وأبرهة بن الصباح، وعلي بن الحصين .. وقتل من أهل الحرمين من قتل، وقد ذكرنا ص (93) من قتلهم في إحدى وقائعه معهم. ومن عقائد هؤلاء الشراة تكفير مرتكب الكبيرة، والتبرّؤ من أصحاب رسول الله وآله صلى الله عليه وسلم، كعثمان وعلي رضي الله عنهما .. والرضا عن عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه.
أما الإمام مالك بن أنس، فقد عرف أبا حمزة -كما عرفه أهل الحرمين- ضالا عن طريق المسلمين، باغيًا عليهم، وكان ممن قتلهم هؤلاء الشراة -أبو حمزة وأصحابه- أحد شيوخ الإمام مالك، وهو سُمَيّ مولى أبي بكر رضي الله عنه. (ش)
(2)
يذكر السالمي في (تحفة الأعيان) أن مالك بن فهم بعد ما ملك عمان سبعين سنة، وكان قد مضى من عمره مائة وعشرون سنة، جاءته منيته على يد أحب الناس إليه، وأعظمهم شأنا لديه، وهو ولده سليمة.
وكان مالك قد جعل على أولاده الحرس بالنوبة، كل ليلة يحرس أحدهم مع جماعة من خواصه .. وفي ذات ليلة خرج مالك يعسّ، وكانت نوبة ابنه سليمة، وكان سليمة في ذلك الوقت قد لحقته سنة، فأغفا على ظهر فرسه، وهو متنكب كنانته، وفي =
نتيجة الكيد الأخوي، وكان سليمة أمه الحزام بنت مالك بن زهير، فكان ممن تأخذ به النفس الملوكية، التي تأبى الخيانة وجبن والخور، في أحوالها كلها، وبتلك النفس الحماسية قضي على دارا بن دارا بن بهمن بن اسفنديار الملك الكسوري، في قضية هي من بدائع التاريخ، وتملك على الفرس زمانًا، وتناسلت ذراريه هناك، وجاء بعضهم إلى عمان أخيرًا، فتناسلوا بها.
ولبني سليمة بلدة إمطي بكسر الهمزة وسكون الميم بعدها طاء فياء كياء النسبة وليست هي. والنسبة إليها امطي وامطوي، وجهان. وهي الواقعة بسفح الجبل الأخضر من الجانب الشرقي. وهم بطبيعة الحال منضمون في هذه العصور الأخيرة تحت الزعامة النبهانية، والجامعة الريامية، فهم الآن كبطن منهم، وكقطعة من بني ريام.
ولم يستقل بنو سليمة برئاسة خاصة، وإنما هم تحت أجنحة القبائل الأخرى، ويرأسهم في إمطي كرشيد وكمسؤول: زاهر بن خميس وأبناء عمه، وفيهم الآن المسؤول علي بن سالم بن
= يده قوسه، فحست الفرس شخص مالك من بعيد فصهلت، وانتبه سليمة من سنته تلك مذعورًا، ففوق سهمه في كبد قوسه ويممه نحو شخص مالك، وهو لا يعلم أنه أبوه، فسمع مالك صوت السهم، فهتف به: يا بني لا ترم، أنا أبوك. فقال سليمة: يا أبت، ملك السهم قصده. فأرسلها مثلا! فأصاب السهم مالكا في قلبه فقتله. ويزعمون أنه حينئذ قال قصيدة يرثي بها نفسه. (ش)