الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى محمد بن بور
(1)
إلى البحرين، فسار بهم إلى السلطان العباسي، وأعترف به أي بالنسب المذكور وأعانهم في حروبهم العمانية، والقضية مشهورة. وأرهاط سامة سوف تتلى على المسامع، ويتلقى حقائقها السامع، والتاريخ العربي شاهد، والسير العمانية معربة عنها، وقد تولوا ملك عمان عهدًا كبيرًا، لا محل لذكره هنا فان منهم أمراء في عمان، وزعماء لهم عظيم الشأن بين بني عدنان وقحطان، نأتي به إن شاء الله في تاريخ عمان.
نسب بني غافر بن سامة في عمان
ومن سامة بعمان بنو غافر، وإليهم يشير شاعر العرب أبو مسلم حيث يقول: ويا بني غافر عليا قريش لكم أصل وأنتم لنا كالأصل أغصان
فهم من سامة بن لؤي بن غالب، وغافر لقب جدهم الذي تفرع من شجرة سامة بن لؤي، ومنازلهم معروفة، وفي الظاهرة لهم اليد الطولى، ومقامانهم لم تنكر، وهم الآن رهط من أوفر قبائل عمان عددًا وعدة، ولهم في التاريخ ذكر حافل. ومن بلدانهم وادي بني غافر، وهو اسم يشمل قرى متعددة، وأشهرها خفدى لكونها مركز زعامتهم، ومرجع أمارتهم. ورؤساؤهم الآن:
(1)
قوله: بن بور، بالباء الموحدة، ولكن اسمه الحقيقي: محمد بن نور، بالنون. (ص).
آل ناصر بن راشد بن حسين بن سعيد، والمقدم فيهم الآن: ناصر بن محمد بن ناصر بن راشد بن حسين وهو ولد جديد السن قريب العهد. ولهم الآن أمارة العينين والدربين من الظاهرة، وهما الآن بيد علي بن سعيد بن محمد بن سليمان، ومحمد بن سليمان المذكور هو الذي دمر فلج الغيي الواقع بين العراق وعبرى من الظاهرة وخربه ظلمًا وعدوانًا، والله سائله عنه يوم القيامه، وعما فعل في تلك البلدة الطيبة. وفي هذه الطائفة أعيان وأبطال، لهم ميزان بين قبائل الظاهرة، وفيهم أخيار؛ وناهيك بالشيخ الفقيه العالم خلف بن سنان، أحد علماء دولة اليعاربة، وأبلغ أدبائها، وله شعر جميل، له في البلاغة قدر جليل، وله مدائح في أئمة آل يعرب واسعة، وفي الجيش الذي خرج لفتح بنه من بلاد الهند، وله مكتبة مهمة، تجمع آلافًا من الكتب القيمة. وأحسب أن منهم شيخًا آخر، يقال له خلف بن سنان مساميًا لهذا، وهو الذي يحكم في أراضي الباطنة بعد الغرق الواقع عليها، أيام الإمام الصلت بن مالك الخروضي في أول القرن الرابع للهجرة أن تعمر، لما مر بها ورأى من سوء الحال ما رأى من أختلاط الأملاك وكثرة الدعايات والتعصبات، وبقيت الباطنة خرابًا مهجورة، فلا يسوغ أن تبقى هكذا مدة قرون طويلة حتى يحكم فيها هذا الشيخ وهو من أهالي القرن الحادي عشر والله أعلم.