الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسب بطون وائل في عمان
ومن قبائل النزار بعمان: بطون وائل، وهي كثيرة، ومنهم عوف، وبكر، وذهل، وشيبان، وحراص، وصبح، وجساس، وكل هؤلاء قبائل معدودة في عمان، ولها مقامات مشهورة، ولو أنا كان همنا ذكر أهم القبائل لأتينا على تفصيلهم.
ومن بطون وائل أيضًا حبس والمسيب، وسنذكرهما استقلالًا فإنهم وإن كانوا بطونا، فقد صاروا في عمان قبائل، كما سوف تعرف ذلك إن شاء الله.
نسب آل حبس وآل المسيب
ومن قبائل النزار بعمان آل حبس وآل المسيب، وهم أيضًا من وائل، فأنهم ينتسبون إلى شهاب بن النويرة بن عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي النويرة بن ربيعة بن مرة بن زهير ابن جشم بن بكر بن حبيببن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار بن معد بن عدنان.
وحبس ومسيب لقبان غلبا على هذين الرجلين، ونزل آل حبس وآل المسيب جانبًا من شرقية عمان، ومن أخص بلدانهم في الأيام الخالية الروضة، وهي كاسمها إذ ذاك روضة غناء، وارفلة الظل، حتى وقع ما وقع بين حبس ونسيب ونزغ الشيطان بينهم، فاغرى بعضهم على بعض، في فتنة أهلية بالروضة،
كما نزغ بين عبس وذبيان في قضية داحس والغبرا، كما أوقع الشر بين بني بكر وبني تغلب في قضية البسوس، حتى أفنت الحرب رجالهم، وثارت حبس حين رأت الغلبة عليها، فحالفت اليمانية في شرقية عمان، كآل الأسود، وآل الحارث بن كعب بن اليحمد، وآل حجر، ومن تصعب لهم، وفعلًا هاجموا أخوتهم آل المسيب، باغتين لهم في مأمنهم، حتى تمكنوا منهم، وأخذوا ثارهم، حسب قصدهم الذي اجتمعوا له، فكانت الغلبة لهم، وتولوا أمر الروضة، عاضين على زمامها، متمركزين فيها، بسلطة مؤلفة من تلك القبائل المشار إليها، واستعر العداء بين الفئتين، ولعب الشيطان فيهم، حتى باعد بين الحيين، وفرق بين الفئتين، وحتى تناسى القوم ما بينهم من الأواصر، وأهملوا ما بينهم من الحقوق، ورضي آل حبس أن يكونوا يمانية بالحلف، ولم ترض آل المسيب بذلك، مع أنه غضب لهم من أبناء عيصهم أناس ووعدوهم برد الكرة على حبس قلم يقبل آل المسيب أن يتقلدوا منة قبيلة اخرى، في الانتقام من آل حبس، وتفرق آل المسيب في بلدان اخرى، ومنها بلدان وادي سمائل، واحتلوا بلدة نفع، متعاضين بها عن روضتهم، وسموا أمكنة لهم بالروضة بأسمائها في نفعا، كالبليدة، والعاو ونحوها، بدلًامن بليدة الروضة والعلو الذي لهم بها، وذلك فيما أحسب أيام ملوك بني نبهان، فأما آل حبس فلم
يزالوا على منزلهم من الروضة والمضيبي وتوابعها، وآل حبس شرف في قبائل الشرقية، وهم حجة، وقد اقتتلوا فيما بينهم في هذه الأيام الأخيرة، خصوصًا بالمضيبي
(1)
، ووقع بينهم الشر، حتى أفنى رجالهم الكمل، وعطل عيشهم الخضل، وأمحل ربعهم الخصب، وإذا كان هذا فيما بينهم، فكيف في ما بينهم وإخوتهم آل المسيب؟ وقد تردد عليهم الساعون في صلحهم ففشلوا، حتى باغت الحال بهم إلى أستشعار الهوان الذي لا تقوم بعده قناتهم، وفيهم أنشأ شاعر عمان الشيخ ابن شيخان قصيدته السينية التي مطلعها:
ذكرت أسىً وبعض الذكر ينسي
…
وهي كفيلة بإيضاح هذه الفتنة العمياء.
فحبس بن شهاب والمسيب بن شهاب. ومن حبس الشاعر راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العقري الأعمى، شاعر دولة آل يعرب، الذي وضع ترجمته الإمام لبسالمي رحمه الله، في الجزء الثاني من تحفته، وبحث المؤلف -أي مؤلف الترجمة- في مقاله الذي يخبر فيه عن نسبه وعن عشيرته، وعلق عليه بما ليس له علاقة بمقامه، حتى نسب إليه الجهل بأصله، وأنما الرجل غير مخطئ في مقاله، فهو الحبسي بحسب
(1)
المضيبي عاصمة حبس بشرقية عمان. (ص)
ما يشمله علم هذه القبيلة، وهو ازدي بحسب التداخل العماني فالرجل لم يخطئ ولم يخلط كما نسب إليه، وإنما في الحبوس
(1)
من الأزد بطن مهم وهم الغساسنة، والغساسنة قوم من اليمن من خصوص الأزد، وعليه يحمل قول الشاعر الحبسي.
وليس ذلك بالعجيب في عمان؛ فإنه موجود في عدة قبائل كآل صالح بن علي بن آل الحارث بن كعب بن اليحمد، وليس منهم كما عرفت، وهذه كتبهم وأوراقهم حسب العرف العماني العام وهؤلاء آل الخليل لولا الإمامة التي قامت في هذه الأيام فأبرزت اسم الخليلي من مظانه، وأخبرت أنه من العنصر الخروصي، والشيء إذا طال عليه العهد اختفى، والله أعلم ولولا ذلك، لما كان اسم الخليلي معروفًا إلا شيخ بني رواحة، وبني رواحة معروفون أنهم من عبس، وعبس من نزار، هكذا فتختفي الأحوال على مر الأيام والليالي.
وهؤلاء شيوخ بني جابر ليسوا من ذبيان بل هم من غنيم.
وكذلك شيوخ الطوا، الذين هم أولاد سعيد علي المشهور أنهم من آل الصلت بن مالك.
(1)
الحبوس: انظر بحث: نسب بني غسان في الأزد. (ش)
وكذلك شيوخ بني بو علي في جعلان، ليسو من نفس القبيلة، أنما هم صلوت من أهل حلم، دخلوا في بني بو علي وتولوا رئاستهم.
وكذلك النباهنة الآن رؤساء على بني ريام.
وكثير غيرهم من أهل عمان، يمانيون دخلوا في النزار، وترأسوا فيهم، وكذلك نزاريون دخلوا في اليمن، فترأسوا فيهم، وكذلك يمانيون دخلوا قبائل أخرى، يمانية من غير نسبهم، وأنتسبوا فيهم وكذلك النزار وهلم جرا .. وهذا أمر لم يختصوا به بل شاركتهم قيه العرب في الجاهلية، يعلم ذلك المطلع على السير، وفي تاريخهم أيضًا ذلك شائع ذائع، لايسع المقام ذكره، ولا يضر عرب تدخل في عرب، لكن المضر حفاء النسب الأصلي والآنتساب بنسب مستحدث، وقد شنع الشارع على أهل هذا الشأن غاية التشنيع، وتوعدهم بأبشع وعيد، ولعل قابل ذلك بنهاية اللعن، وقد عرفت أن الأصول لايمكن تغييرها، فالفرع أحرى بذلك، والنسب حجة في عدة أشياء في أحكام الله عز وجل. نعم هنا بحث ينبغي أن يذكر، فيقال: مابال علماء فقهاء يعرفون أصولهم في قبيلة ويقبلون الأنتساب القبيلة الأخرى الني دخلوا فيها؟ ولهذا المقام جواب واضح، ولكنه ليس من صددنا. ولحبس الخط الغربي من شرقية عمان، وعمدة بلدانهم سيبي وتوابعها، إلى سمد الشان، إلى الروضة، وهي من أفخر