الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من القرية من كدم، وكانت تلك الأموال للشيخ خلف بن أبي سعيد، فوقعت العداوة والبغضاء بينهما، فأمر عند ذلك الشيخ خلف بني عمه أن أغزوا بهلى، فغزوها، فقتلوا من قتلوا منها، إلى آخر الأمر بينهم، على هذا الحال، ثم قام بالأمر بعد ذلك سيف بن محمد بن أبي سعيد اهـ، وطال الخطب بينهم وسليمان بن مظفر وأمراء بني نبهان، حتى ظهر هذا البطل المقدام أحمد بن سعيد فرعًامن ذلك الأصل، ليكون ملك عمان، ولسنا مشغولين الآن بالسير والتاريخ، ولكل مقام مقال، وإنما توسعنا في ذكر آل بو سعيد، لأنا قرأنا عنهم في السير الأجنبية، عن أضدادهم ما ساءنا، والحق هو المطلوب، وغير الحق هو المردود، ولا بدع إذا تاقت نفس أحمد بو سعيد إلى الملك، فأنه من ذلك العنصر المتغذي بماء الشرف الجاري في أعمدة المجد، والله يأتي ملكه من يشاء، فهذا نسب آل بو سعيد، فليأخذه من يريد أن يكتب عنهم، والله أعلم.
نسب الشحوح في أهل عمان
ومن الأزد بعمان الشحوح، وهم من لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم
(1)
وهو الملقب عند أهل عمان شح حين شح بالصدقة
(1)
في هامش الأصل: قلت: إن في هذا نظرًا، لما بين لقيط بن الحارث وأيام خلافة الصديق رضي الله عنه من المدة الطويلة التي تعد بمئات السنين بل بالألوف، فلعل =
في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبسببه كانت وقعة دبا، وهي من الوقائع الكبرى.
والشحوح هم أولاد لقيط المذكور، وهو المعروف بذي التاج، أي ادعى الملك بعمان له، وتلقب بذي التاج.
ومنازل الشحوح بالساحل الشمالي من عمان غير مجهولة، وهم كثيرون بالنسبة إلى جيرانهم من القبائل الأخرى، منتشرون بتلك الأطراف من خضب إلى رأس الخيمة، إلى الجبال المعروفة بجبال الشحوح، المتصلة بسلاسل الجبال المرتفعة باتصال إلى وادي العور وتمتد إلى البريمي.
وسمي ذا التاج كما قلنا، لأنه ادعى الملك له عن بقية أولاد مالك بن فهم.
ومنهم الشيخ العلامة الفقيه الدراكة كعب بن سور أو ابن سوار، قاضي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على البصرة،
= الملقب بهذا اللقب غيره، أو كان المسمى بهذا الاسم غير ابن الحارث المذكور، والله أعلم. (ص)
نقول: مالك بن فهم مات نحو 480 قبل الهجرة، وهو جد لقيط المذكور، فلا معنى لقوله:(بل بالألوف). هذا إلى أنه قد يكون المراد من أن لقيط بن الحارث شحَّ بالصدقة؛ أن هذا البطن من سلالته قد شحَّ بالصدقة خلافًا لبقية البطون ..
فأما تميم، تميم بن مر
…
فألفاهم القوم روي نياما
فلم يقل: (بنو تميم)، وإنما قال:(تميم)! (ش)
ولاستقضائه سبب يذكره المؤرخون
(1)
.
فبنو لقيط هم الشحوح، ووقعة دبا معهم، وأصلها منهم، وقد ذكرها المؤرخون على غير وجهها، وأطالوا فيها وأطنبوا، وبها نسوا الردة لأهل عمان، فإن عند أهل الخارج ما كان من قطر تشريقًا كله عمان، وما ينفعل في تلك الأطراف ينسب إلى أهل عمان، نسبة فارغة، ودعوى شاردة، لاتحقيق لها عند أهل الحق. وقد سجل التاريخ ما كان لأهل عمان من السبق إلى الإسلام، عندما وافاهم السيد عمرو بن العاص بن وائل رضي الله عنه، الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم، إلى عبد وجيفر ابني الجلندى، ومن معهما من أهل عمان، يدعوهم إلى الإسلام، وقصته معهم مشهورة، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل عمان، كما في حديث رواه مسلم في صحيحه
(2)
وغيره من أئمة الحديث، ولله الحمد والمنة.
(1)
الخبر جرى له مع عمر في امرأة شكت زوجها إلى عمر فقالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، وأنا أكره أن أشكوه إليك وهو يعمل بطاعة الله، فكأن عمر لم يفهم عنها، وكعب بن سور جالس معه، فأخبره أنها تشكو أنها ليس لها من زوجها نصيب، فأمره عمر بن الخطاب أن يقضي بينهما فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال، وقال بأن الله تعالى أحل له أربع نسوة لا زيادة، فلك ليلة من أربع ليال، فأعجب ذلك عمر فاستقضاه. (الإصابة 5 - 322). (ش)
(2)
الحديث في صحيح مسلم، عن أبي برزة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب، فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول =